كاتب الموضوع :
حكايات الحرير
المنتدى :
الارشيف
رد: جهل الظلام
بسم الله الرحمن الرحيم
.
.
.
جهل الظلام
جهل 7
.
.
.
مدخل/
رأيتُها وهي تلتقطُ بعينيها ظلالك , ظلاًّ ظِلاًّ .
تَتبعك نظراتُها أينما مضَيت ,
تهمس بوجلٍ أن " انتبِه! أمامك حُفرة " ,
و لأنكَ لا تسمَع , تقَع ,
فتئنُّ بدلاً عنك .. دون أن تعلم .
هذه الخجلى التي لم تكُن لتتكبّد أنت عناء الإنتباه إلى وجودِها في الأرض ,
ترفعك إلى السماء بيَدَين ترتجفان كل ليلَة .. دون أن تعلم ,
, تتمنّاك بيأسٍ مُدقَع ,
تشكُّ أنّها في يومٍ ما ستنالك ,
و لكنها لأجل التمنّي وحده تتمنَّى ,
تتصدّى لشكوك الآخَرين و سخرياتهم
بسؤالٍ ساذجٍ بريءٍ لطالما كرَّرَته : " وما أدراكم؟ " .
* *
هذهِ الأُنثى التي سبِقَتني لك بصوتٍ عليل ,
أتَتني و كأنها تتعجّل أن تُفضي بك لي ,
مضَت تنطقُ إسمك بشراهة, تُعلنك كانتصارٍ في نبرةِ الهزيمة ,
و ما كنتَ بعدُ .. لِتعلم !
قالت لي وهي تضغطُ على كل حرف : " أحبه .. " .
أعادَتها على مسمعي عشرات المرات ,
وفي كل مرة كانت و كأنها تُلبس تلك الكلمة لونًا.
حَزنْت ,
أطرقتُ رأسي و جمجمت .. أن :
" لِماذا .. "
" لماذا ؟ "
" لماذا .. هُوَ ؟ "
" لماذا .. هيَ ؟ "
" لماذا .......... أنا؟ "
فكيف أمكَن له أن يصيد بلامبالاتِه .. قَلْبَين ؟
قَلْبَين بالتساوي تقاسما ذكرى الطفولة و الشباب , الضحك و البكاء , اليأس و الآمال؟
قلْبَين انهالَت عليهما سياطُ الوحدة , فتعانقا في زنزانتِها مرتجفَين ؟
كيف أُخبرها .. و قد سبقَتني إليك بصوتٍ عليل ؟
كيف أُعلنك انتصارًا أبديّ الهزيمة , وهي التي تركل بعنفوانٍ أهوج احتمالاتِ هزيمتها ؟
كيف أركلك إلى زاوية العقل فأنساك؟
لأجلِها .. و لأجلي
كلمات/ زَيْنَــبْ المَرْزُوقِي
.
.
.
في ساعاتِ النهار الاولى
استيقظت من غفوتها بعد ثواني .. فلديها ثرثرة طويلة مع صغيرتها .. كانت مسرورة للغاية ابتسمت اناهيد .. ثم امسكت بيدي ديم .. ابتسمت ابتسامة كبيرة
لتردف برقة/ يا عمري انتِ .. يا حبيبتي والله اشتقت لك كثير .. فديتك يمه اكيد انك جوعانة ..
تقدمت اناهيد من ديم وبدأت ترتب لها شعرها .. عانقتها/ تعالي يمه نغير لك ثم نفطر يا عمري
دخلت الحمام وملأت المغطس بالماء الدافئ .. استحمت ابنتها
وبدأت تحضر نفسها كانت متحمسة للغاية ولا تريد أن تنتهي من ترتيب ابنتها .. في السابق لم تتهم لمظهرها الخارجي أو لشكلها .. أما اليوم فهي تنتظر من ابنتها ان تبدو براقة فاتنة .. وكأنما عادت إلى شخصيتها الاصلية الحساسة ستبقى بعيدا عن صورة الام الشديدة التأثر السريعة العطب ..
كانت ترتدي ثوبا ابيضا من القطن الناعم وابنتها ترتدي هدية والداتها .. كان الثوب اجمل بكثير مما تصورته بعدما ارتدته ديم اقتربت اناهيد وحدقت فيها من جديد/ الثوب عادي لكنه عليك يمه يجنن وشعرك مرتب يمه .. تدرين يمه تمنيت اللحظة هذه من زمان .. حمدلله يارب حمدلله انك ما حرمتني اعيش اللحظة هذه ..
بحثت عن مكان القبلة وسجدت وهي تبكي وشكر لا يغادر ثغرها
راقب فيصل شقيقته وتصرفها قفز قلبه الما وحزنا .. كيف يمكنه ان تنظر اليه وفي عينيها رغبه واضحه من الاكيد انه لاحظ رغبتها الملحة من نظرات عينيها ... ماذا ستفعل ومهما طالبته بالاعتراف فأنه لا يستطيع ان يعترف اليها .. كم مرة اتت اليه ولكنه يصر على تجاهلها وفي الاخير حين سمع منها الكلام حرفيا وكأن الكلمات تخونه .. ابتعد عنها واغلق بباب الغرفة ...
لن يستطيع ان يتكلم .. لن يسألها .. الا يكفيه انه مستعد متى يرغب .. عليه ان يعرف شعورها نحوه دون ان تتكلم ولم يخطر لها الان انها ستبقى زوجه مالك اسميا ولن يجعلها زوجته الفعلية مالم تطلب ذلك منه بنفسها ...
.
.
.
عانقت ابنتها من جديد وبدت ترضعها .. مدت كفها لشعر ديم مسحت عليها برفق .. وبعدما انتهت نظرت إلا نفسها وديم في المرآة ودهشت للنتيجة الباهرة .. بدت عيناها البنيتان كأنهما بحيرتان من النور الباهر وفي وسطهما حجرتان من العقيق البني تحيط بهما رموش طويلة خلابة .. جمالها أخاذ هذه الليلة وهي اليوم أجمل .. وترى ديم فهي تشبهها لدرجة الوجع
.
.
.
نزلت اناهيد إلى صالة المعيشة .. لم تنتبه على فيصل .. وقف على بعد منها يتفحص وضعية جلوسها
صرخت قائله/ لا تقرب مني .. ولو سمحت رجعني لبيتي
سمعت صوت فيصل يصرخ باسمها/ اناهـــيد
لينظر إلى عينيها وقال بعصبية/ حذرتك لا تجيبين سيرته على لسانك وانسي لك زوج ادخلي غرفتك لا عاد اشوف وجهك
نظرت اناهيد الي عينيه بتحدِ/ اسمع يا فيصل .. انا ام و زوجه وعلي اني اطيع زوجي في كل شيء يكفي انه سبب دخولي للجنه
رماها بنظرة غاضبة ثم امسك معصمها بقساوة بالغة/ ان كنتِ تحبين زوجك ابعدي من هنا .. وانسي لك اخ ترجعين له
تراجعت وكادت تسقط ارضا/ انا ما خرجت من هنا .. إلا عشان بنتي .. انت اللي هدمت كل شيء حلو بينا .. وبعدين انت تخليت عني في الاول ما ظنتي ما تتخلى عني مرة ثانية .. في النهاية مشكور انك سميت بنتي ديم .. ياليت تكلم سائق يوصلني بيتي ..
القى نظرة ساخرة/ المطلوب اني اعتذر من حضرة جنابك ..
كان صوته متعجرفا قاسيا ...
نظرت اليه/ لا تعتذر .. ياليت تبلغ السايق يوصلني بيتي
خرجت اناهيد وبقي فيصل يقنع نفسه بأن خروجها لا يهمه وكذلك إلى مكان توجه ... دخل فيصل غرفة الطعام ليتناول طعام الفطور ..
صعدت إلى سيارة هي وديم ابنتها .. بقيت اناهيد صامتة .. كانت تفكر في علاقتها بمالك .. ومن الواضح جدا انها لم تحبه ابدا وكل ما احسته نحوه كان وليد العادة .. كانت تراه كل يوم وظنت ان علاقتها به ستدوم الى الابد وعليها ان ترتبط به بروابط الزواج كما يحصل لجميع الناس .. لم يحبني مالك ابدا .. عندما رأى نوال انساق اليها عفويا واصبحت غير موجودة بالنسبة اليه ..
كانت انثى وخبرتها في الحياة قليلة مما زاد في المها وجروحها اعتقدت ان مالك كان شابا غريرا لم تعركه الحياة كما يجب لأنه اختار نوال ظنا منه انها تناسبه اكثر منها .. تخليت عنه وقررت انه يستطيع ان يحصل على من يختار ..
وصلت لمنزل شقيقتها فاطمة ... كانت روان في جامعتها .. وايمن في عمله .. نزلت من السيارة دخلت إلى المنزل عندما وجدت الباب مفتوح .. ازاحت طرحة عن راسها ثم حررت شعرها لتنحني وتقبل ديم النائمة كالوديعة من الطريق الطويل .. مشت خطوتين وهي تشاهد فاطمة تقرأ من القرآن الكريم
اناهيد/ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
رفعت عينيها وبصدمة/ صدق الله العظيم .. اناهيد
ابتسمت/ تقبل الله
ام ايمن/ منا ومنك .. متى وصلتِ ما حسيت فيك
جلست على الاريكة بجانب شقيقتها/ من شوي واصلة .. شوفي بنتي يا فاطمة ما تشبه لي
هزت فاطمة رأسها موافقة وقالت بفرحه/ إلا والله شبيهتك .. لحظة اناهيد وين لقيتِ بنتك
اناهيد بفرحه/ يعني انت مصدقتني انها بنتي
ام ايمن بحزن لحالها/ اكيد حبيبتي .. ما قلت لي .. وين لقيتها
اناهيد/ عند فيصل اخوي
بصدمة لتردف/ فــ ـــيـــ ـــصــل اخوي
اناهيد/ ايه فيصل اخوي .. ما انتِ مصدقه
ام ايمن/ وشلوووون وليه هي عند فيصل
اناهيد/ مدري سؤال ما عرفت إجابته .. اساليه ممكن يجاوب لك
ام ايمن بفرحه/ قرت عيونك .. عطنيها ابي ابوسها .. بسم الله ما شاء الله
اناهيد/ بشوفة نبيك .. تدرين ان سماها ديم والاغرب باسم ابوها
ام ايمن/ لا حول ولا قوة إلا بالله .. وراه فيصل يسوي هالافعال الشينة ظاهر ان إلهام ورا كل هالسوالف
اناهيد/ لا تظلمينها ترى ظليمه شينة
ام ايمن/ وانا صادقة .. الهام حيه من تحت تبن .. غيرت اخونا ما هو قادر عليها
ثم تردف/ الا مالك زوجك مافي منه اثنين .. بعدين تعالي علامك انقطعتِ عني يا كافي الشر
اناهيد/ مو البركة في اخوك خطف بنتي ثم بغا يخطفني
ام ايمن/ سويد الوجه .. والا فيه احد يسوي هالسواة .. قلت لك إلهاموه ساحرته بس ما انتِ مصدقه .. والله لوريه قليل الخاتمة
اناهيد/ لا تروحين له ولا توجعين قلبك .. طول عمره عنيد وراسه يابس .. الا وش غداكِ اليوم .. تراني حدي جوعانة
أم ايمن/ ابشري بالخير .. بسوي لك المقلوبة وشوربة العدس واللي تشتهينه .. تدللي بس
اناهيد بحب/ يا جعلني ما اخلا منك يا ام ايمن .. الا وين روان مالها حس في البيت
ام ايمن/ هالبنت تعبت منها .. ذبحتني لا تآكل ولا تشرب صايرة مثل العظم
اناهيد/ يا كافي ليه ..
ام ايمن/ قلقانه عليك
اناهيد/ يا حياتي .. الحين بتصل فيها .. بس جوالي ضايع .. عطيني جوالك ..
.
.
.
فتح باب المكتب ودخل مالك .. كان يعطيه ظهره وهو ينظر عبر النافذة
رشاد/ هذا المنظر بـ يدل على القوة بالنسبة للرجال اللي يخاف من المرتفعات .. والا شنو
استدار رشاد ليواجه مالك
ليردف رشاد/ طول عمري احب اناظر ناس من فوق ..
ثم نظر الى نافذة مرة اخرى/ تعال شوفه .. كانه مثل الجيوش من النمر
مشى ووصل لمالك/ انا قلت لك راح اوصل لأعلى مستوى .. وحبيت اخليك تكون معي مزبوط
بلع ريقه ليردف مالك/ ايه نعم
رشاد/ انت شنو رديت ها .. قلت لي بقعد لوحدي لأني اخاف .. الخوف مرض خطير وخبيث يا مالك .. وانت تعرف يخلي الناس يتراجع لورا بدل ما يتقدم .. كأنك صاير جبان من بعد ما خليتك لدرجة تخاف من ظلك تغلط وتخربط وما تلاحظ
نكس راسه مالك وتمتم/ وضعي سيء شوي
نظر الى عينيه واعطاه ظهره من جديد/ انا قلت لك مره عن قصة الصقر والافعى
جلس على الاريكة ليردف/ الصقر يمسك الافعى ويرفعها لفوق ويصير يلوع فيها .. والافعى تفكر انه يرجعها على الارض ويرجع كل شيء طبيعي تعرف بعدين وش اللي صار .. يالله كلمها لي .. تعرفني اني احب الحكاية هذه كثير
شد على اسنانه/ الصقر يترك الافعى
ضحك بخبث/ هذا افضل قسم عندي .. انت ارتفعت لفوق زيادة عن لزوم
مالك/ آسف على اللي صار البارح .. كان في سوء تفاهم
مدد كفاه على الاريكة/ هذا مو خطأك يعني .. احمد الله انو كان في عشرة وملح في الماضي كان جيد والا من زمان كان نزلتك في القبر
نزل نظره الى الارضية/ بنتي مخطوفه .. ولما مرتي بعد اختفت ما عرفت وش اللي اسويه
رشاد بابتسامة/ تذكرني اخطف مو كذا .. لعلمك انا نزلت ناس كثير للقبر عشان غيرهم يتعلم وما يغلط
مالك/ فهمت
رشاد/ يكون افضل لك .. انا وصلت لك لهـ ـلارتفاع يا مالك لا تنسى .. الانتخابات على الابواب .. يعني لو صار غلط حضرتك ممكن يأثر على ترشيحي ساعتها اخليك بطريقة تخبط على الارض ما تلاقي احد حواليك غير الاموات
مالك/ الشرطة تضغط علي بخصوص بنتي
رشاد/ المحقق يزن
مالك/ ايه هو .. يعرف كل شيء ويلاحقني وصلني من خلال تحقيقات وهو عنده خبر بلقائنا آخر مره كانه يراقبني
رشاد/ صحيح ما وصلت لك صور اللي ارسلتها لك
هز راسه موافق/ وصلوا
رشاد/ كويس كثير .. استخدمها ضده .. باين ان المحقق يزن على علاقة مع وحده .. إذا ظهرت هذا العلاقة يسحبوا الوظيفة من المحقق وكذا تخلص منه ..
وبخبث/ وبالنسبة لمرتك .. انت لازم تقرر شنو تسوي فيها
مالك بغضب/ مستحيل هالشيء
وهو يمسك ذراعه/ مو على كيفك يا مالك .. ابيك تتصرف
.
.
.
في الملحق وفي غرفة الكاميرات
عيسى/ عديه
خرجت سيارة اللي كانت فيها اناهيد ومرام وسائق .. من المنزل
عيسى/ غيره
../ في هذه بعد
عيسى/ مافي كاميرات تورينا داخل سيارة بوضوح
../ بس هذول يورينا على الباب
عيسى/ حارس الامن اللي كان على الباب ما شاف أي شيء
../ مافي حارس على الباب .. المدام فتحت الباب بالكنترول اللي معها
عيسى/ في كاميرا في مكان ما توقف سيارتها
../ ايه في .. سيارة المدام بقت على ظهر الكاميرا .. مافي صورة اوضح من الكرسي الخلفي
عيسى بغضب/ ما اعرف ليه حاطين هالكاميرات ما تبين شيء
.../ لاحظني هما حاطين في اماكن ما تنشاف
عيسى/ عطوني هالتسجيلات بعد
../ ماشي
اتصل عيسى ليزن والخط يرن ليجيب
يزن/ ايه عيسى
عيسى/ الفريق فحص سيارة خالتك .. وما طلع فيها شيء .. كل البصمات والاشياء اللي فيها ترجع
لعائلة مالك
يزن/ والكاميرات اللي في البيت
عيسى/ تغطية الكاميرا في المكتب سيئة جدا .. بالمكان اللي ادعت فيها حضرتها انها غابت عن الوعي وداخل سيارة مو واضح وفي المكان اللي توقف سيارتها
يزن/ يعني ما لقيت شيء في تسجيلات
عيسى/ انا شفت اكثر من تسجيل والكل ما هو واضحين
يزن/ مو واضحين .. طيب مافي احد من الحارس شاف احد
عيسى/ لا سيدي .. لا الحراس ولا تسجيلات بـ أكدون إفادة خالتك .. يعني لو قالوا مدام خالتك هي اللي خطفت لكل هذا بصدقهم
يزن/ ليه تخطط لهذا شيء .. في احد يخطف حاله ليه هي مجنونه
عيسى/ انت صدقت مالك هو اللي خطف بنته اجل ليه ما تصدق اللي اقوله
بغضب ويصر على اسنانه/ ثاني مرة فكر على اللي تقوله قبل ما تتكلم شيء
عيسى/ انا برأي انت واثق عن لزوم
ببرود/ ما راح تغير رأيك
عيسى/ مستحيل
اغلق الهاتف
عيسى/ الو
فادي ينظر اليه وهو استدرا ليواجه/ شنو
بقى صامتا فادي
.
.
.
اناهيد/ روان .. اخباركِ
روان/ خالتي .. ما بغينا نسمع صوتك
اناهيد/ يالله فضيت لك
روان/ حرام عليك شفتي جوالك اكثر من 100 مكالمة .. اقص ايدي إذا منتي مشغولة
قالت اناهيد تكلم روان بفرح/ الا روان متى بـ ترجعين من الجامعة
روان/ حول 3 العصر
اناهيد/ كان ودي اشوفك ومره وحده تشوفين بنتي
شعرت بخوف .. كانت خالتها جدية/ خالتي وش تقصدين
ضحكت اناهيد ومالت برأسها الى الوراء/ بنتي رجعت لي .. لقيت بنتي
ابتسمت روان/ تمزحين خالتي
اناهيد/ وفي احد في هالامور احد يمزح .. لا صدقي بنتي بحضني يا روان
روان/ انا وش قعدني الحين بـ يجي
اناهيد/ خلصي محاضراتك ثم تعالي .. اليوم انا بـ تغدا عندكم
روان/ واخير من زمان عنك وعن بنتك وحشتني
اناهيد/ والله انتِ اكثر .. انتظرك روان لا تتأخرين
روان/ اصلا عندي محاضرة لدكتور ممل بدق على ايمن يجني ..
أم ايمن/ ها روان بتجي
اناهيد/ ايه بتجي
ام ايمن/ زين من زمان عن جلستنا هذه .. اسمعي اناهيد إن شاء الله بكره بعزم جيراني وصداقتك لسلامة بنتك ورجوعها
اناهيد/ يا فاطمه الله يخليك لي ما يصير كذا
أم ايمن/ وش اللي ما يصير بنتك غابت حول شهرين ولاحد زارك على سلامتك .. المهم عليك ترتاحين الحين انتِ ما تشوفين شكلك والله انك مرهقة ...
اناهيد/ دام بنتي حولي كل تعب راح
ام ايمن/ الله يحفظها لك ويجعلها من البارين
اناهيد/ آمين ..
وسكبت لنفسها فنجانا من القهوة وبعد لحظات دخل يزن عائد من المركز
حدق اليها بصدمة/ يارب لك الحمد والشكر .. يالله لك الحمد والشكر كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك
اناهيد بفرح/ يزن
يزن/ خالتي متى وصلتِ .. انتِ بخير
اناهيد/ انا بخير يا عيون خالتك .. ومالي الا ربع ساعه من وصلت .. شفتي بنتي يا يزن
القى نظرة للطفلة القابعة بحضن خالته فاطمة/ لا إله إلا الله .. اناهيد كيف لقيتِ بنتك
اناهيد بحزن/ مع خالك فيصل ..
اتسعت عينيه/ خالي فيصل .. انتِ جادة والا تمزحين
اناهيد/ وراه ما تصدقوني .. تدري ان خالك هو اللي خطف بنتي ثم خطفني
جلس على الاريكة .. وبنبرة مختلفة/ كيف حالك طيب الحين ..
اناهيد/ تطمن انا بخير وحتى بنتي ..
يحاول ان يبلع ريقه ويتقبل الصدمة/ ليه يسوي فيك كذا .. خالتي صارت مشاكل بينكم
اناهيد/ مشاكل خاصه شوي .. لا تقلق المهم الحين ان بنتي معي وماهي بعيدة عني
اكاد اقسم انني اسعد انسانه بهذا الكون في هذه اللحظة ... يالله ما اكرمك يالله ما ارحمك .. انا ارى حقيقة ام حلم بات يزورني كل ليلة
.
.
.
في منزل مالك
حنان/ مالك مو صاير شيء
مالك/ اكثر من كذا
حنان/ طيب اناهيد شنو اخبارها
مالك/ إن شاء الله انها تكون بخير ..
حنان/ لكن انت ليه متضايق وينها الحين
مالك/ حمدلله رجعت لي في بيت اختها ام ايمن .. شوي وتجي .. امي وين
حنان/ فوق توها اكلت واخذت دواها وبزور نامت .. كانت تسال عليك
مالك/ الحين اطلع لها .. يعطيك العافية .. روحي ارتاحي في بيتك ابي اجلس لحالي شوي
حنان تضع كفها بكفه/ طيب راح اروح .. مثل ما تبي
مالك رفع عينه/ بكره مري علي ابي اتكلم معك شوي
حنان/ طيب
.
.
.
وقف سيارته يزن
اناهيد/ هذا البيت كان العش الدافئ بالنسبة لي .. الحين صار بارد من غير ما احضر .. ماني عارفه كيف بطالع بوجهه
يزن/ خالتي انتِ مضطرة تسايره وتتكلمين معه .. خالتي لازم تسايرنه عشان تعرفين وش اللي يخططه زوجك
اناهيد/ خايفه منه
يزن/ لا تخافين .. راح اكون قريب منك لا تأخذين هم .. ولا تنسين اللي قلت لك
اناهيد/ طيب
يزن/ إذا صار مشاكل
اناهيد/ اتصل عليك لا تخاف
يزن/ ديري بالك
فتحت باب سيارة وترجلت .. ومالك ينظر اليها عبر النافذة .. مشت لتدخل منزلها
التقت عينيها بـ عينيه
ليردف مالك/ صرتي طيبه
هزت راسها موافقه/ ايه
.
.
.
صالح/ فرحتني بهالخبر .. يالله تعالي
سلطانه/ من هذه
صالح/ اختي حنان .. قالت بـ تجي تزور عندي كم يوم
سلطانه/ شنو فيه انت متضايق من شيء
صالح/ ما كانت طبيعية لي كم يوم ما سألت عنها .. ظاهر في عندها مشاكل
سلطانه/ إذا تبي الحقيقة حبيبي .. جيتها لـ هنا راح تكون احسن
وهو متسائل/ وليه
سلطانه/ يمكن نقعنها ما توقع
صالح/ اففف هذا وقته سلطانه
سلطانه/ ليه صالح يعني تبينا نتفرج على اخوك مالك ويطردك من الشركة
صالح/ مستحيل حنان ترضى بطلبك
ضحكت بخبث/ لا حبيبي مو مستحيل
.
.
.
في مركز الشرطة
في مكتب يزن حامل بين كفه وردة وهو يتذكر اجمل لحظات اللي عاشها مع زوجته .. ترك الوردة على مكتبه
عادل/ جبت لك كوب شاهي .. بس ظاهر يبي لك شيء اقوى
يزن سحب الكوب/ لا شاهي يكفي
عادل/ انت مو لازم تروح بعيد .. وبعدين موب سهولة ترجع وساعاتها تتبهذل
يزن/ شنو صار كثير تعقدت .. البارح خالتي قبل كم يوم انخطفت والخاطفين نفسهم اللي انخطفوا بنتها
عادل/ من جد قضية معقدة .. شنو مصلحتهم من ورا هالشيء
يزن/ واخذوها لعند بنتها بعد
ثم شرب الشاهي
عادل/ بـ يسرقون واحد ورا ثاني
يزن/ المسكينة انهارت لما لقتها .. منظرها كان يقطع القلب وما عرفت كيف اخفف عنها
يزن/ انت كثير تفاعلت مع هذه القضية .. خايف تغرق وتروح فيها
.
.
.
صالح/ على مهلكِ يا بنتي عمتك ماهي طايره
ريم/ يا هلا والله بعمتي تو ما نور بيتنا
حنان/ هلا حبيبتي منوره باهله
صالح وهو يحضنها/ يا مرحبا فيك يا حنان نورتي .. كيفك
حنان/ حمدلله انا بخير .. عمر برا حسان وينه خل يروح عنده
حسان/ حي الله ولد العمه
عمر/ هلا فيك ..
حسان/ وينك ما تنشاف هالايام
عمر/ مشغول في دراستي تعرف ثانوية عامة ياخي خلها على ربك
حسان/ ونعم بالله .. حياك اقلط
سلطانه/ هلا حنان تفضلي
جلست على الاريكة
سلطانه/ تحبين تشربين
حنان/ ايه
سلطانه/ طيب
صالح/ انت بخير
هزت راسها حنان موافقه
.
.
.
عادل/ انت تحس شيء اتجاه المرة
ببرود ليردف/ شنو اللي خطر على بالك
عادل/ من نظرات عيونك .. بس اجيب سيرتها تغير وجهك كله
يزن/ عادل بلا تخبيص
عادل/ انت اللي تخبص يا يزن .. تعرف شنو اللي يصير لو دروا في الموضوع ها .. راح يأخذون وظيفتك ويطردونك برا .. يا اخوي شيلها من بالك بدل ما ادمر كل حياتك
تنهد يزن/ مزبوط بس هالشيء مو بيدي
.
.
.
حسان/ أي قول لي شنو فيه بعد عندكم صاير مشاكل .. اقول لا تحملها كثير .. شوف انا وريم تعودنا مو مثل اول .. الحين إذا ما تهاوشوا كل يوم نستغرب كثير .. عمر انا عندي حل شنو رأيك نسوي خطة تمحي عمي مالك من الوجود وكذا نرتاح كلنا
ضحك عمر/ الحين كشفتك حاط في بالك خالي مالك ها .. حرام خالي ماله علاقة
حسان ابتسم/ لما قلت مشاكل فورا خطر في بالي عمي مالك
عمر/ لا القصة مو كذا .. انا رايح الحق على صلاة الظهر
عمر/ شنو تسوين .. اميرتنا رايحه لمكان ليه تمتكيجين
ريم بخجل/ لا ابدا ماني رايحه لمكان انا كذا دائما
عمر/ كويس كانك طبتِ بسرعة
ريم/ في الحقيقة انا لسه ما طبت على الآخر .. صايرة ما انام كل ما احاول اسكر عيوني تخطر على بالي عمتي اناهيد
عمر بحنان/ أي لا تخافين إن شاء الله ما يصير الا كل خير
.
.
.
سلطانه/ ما راح تقولين وش اللي صاير معك
حنان/ القصة اني ابي ارتاح شوي من بيتي
سلطانه/ يالله شنو فيه حنون قولي شنو اللي صاير
حنان/ سلطانه شنو رايك نتكلم بعدين
سلطانه/ ثامر قال لك شيء
حنان/ طلع معك حق .. ولا مرة انتبهت له .. ثامر و نادية
سلطانه/ كلامي مزبوط
هزت راسها حنان موافقه وهي تبكي
سلطانه/ انا وقتها نبهتك بس انتِ ما رديتي علي
حضنتها سلطانه
حنان/ ميار طلعت بنته لـ ثامر
بصدمة/ لا تكذبين ...
حنان/ شفتي كيف .. بموت يا حنان
.
.
.
مالك/ كيف صرتي
بكره/ حمدلله
مالك/ اليوم صعب
اناهيد/ ايه كثير صعب
مالك/ وانا لقيته صعب .. خلاص مرت .. طول ما انا جالس عندك .. سوى نتخطى الايام صعبة الجايه .. ونرجع الايام اللي كنا نعيشها ... بنتي كيفها
اناهيد/ كانت مرعوبة
مالك/ راح حاسب اللي سوى في بنتي هذا الرعب .. راح انفيه عن هالدنيا
اناهيد/ راح يجي يوم ويتحاسب عن هذا شيء .. لا تخاف مالك .. اللي خطف بنتي أو تسبب في خطف بنتي أثنيتنهم ما راح اسامحهم ابد .. وراح يدفعون الثمن غالي
.
.
.
سلطانه/ انا ياما حذرتك أثنيتهم حطوك في موقف غبية .. خلاص اهدئي خلاص لا تبكي
حنان/ اقرب صديقة لي مع زوجي مو قادرة اصدق هالشيء
سلطانه/ لازم تهدين حالك .. لا تنهارين
حنان/ سلطانه ما ابي احد يعرف عن اللي صار معي وخصوصا صالح الله يخليك بعدين ثامر يجي ويضايق اخوي
سلطانه بغيض/ ولسه بعد تدافعين عليه .. مو طيبة قلبك هي اللي وصلتك لـ هنا
حنان/ سلطانه مابي اخوي يتدخل في حياتي الزوجية .. انا احل هالموضوع
.
.
.
الساعة الحادي عشر ليلا – المدينة –
ام لولو/ طيب خلاص ليه تبكين .. رجال وراح في حال سبيله وربي بعوضك باللي احسن منه
لتردف ببكاء/ ليلى انتِ مو فاهمه شيء .. ما شفتِ نظرات ابوي وكانه ما يبي يفقد هالفهد .. انتِ عارفه كم اللي تقدموا لي وانا ارفض مو لسبب محدد بس وربي كل ما اصلي صلاة الاستخارة ما ارتاح .. اخاف اكون عانس وعاله على قلوب امي وابوي
ام لولو/ الله يهديك بس وش هالكلام الماصخ .. تعوذي من ابليس وصلي لك ركعتين تهدين شوي .. وبعدين ما تدرين الخيرة وين وكل شيء قسمه ونصيب .. ليه ماتؤمنِ بأنه قضاء وقدر
سعاد/ ونعم بالله .. الا لولو وينها
ام لولو/ مع خالد الله يجزيه الخير .. البنت متعلقة كثير بخالد .. هالأيام يسير على ابوه ومنها يمشي اخته ..
بحزن/ ليلى انتِ مرتاحة في زواجك
ام لولو/ حمدلله على كل حال هذا اللي اقدر اقوله .. وبعدين ليه ما تنزلين تحت امي زعلانه منك
سعاد/ مالي وجه والله اقابلهم تدرين بتفتح سيرة الزواج ولا تنصك الا بمعرس ثاني
ام لولو/ ما عليه دنيا يبي لها صبر وثبات .. والاجر الكبير بتلقينه في الآخرة .. كل شيء فاني وبزول
سعاد/ ليلى انا قررت ادخل دورة تحفيظ القرآن .. بدل قعدتي فاضيه لا شغله ولا مشغله
أم لولو/ زين ما تسوين .. طيب حبيبتي انا استأذن الحين
ليلى/ بوسي لولو
أم لولو/ يوصل .. اشوفك على خير ...
ليلى/ تلقين الخير حبيبتي ..
.
.
.
صعدت سيارة بفرح/ خلودي
خالد/ يا عيونه ...
لولو/ انا احبك كثير
خالد يقبل وجنتيها/ انا اكثر
لولو/ لا انا اكثر
خالد/ امممم قد ايش
لتفكر لولو/ قد السماء والبحر
خالد/ الله هالكثر تحبيني .. وانا بعد احبك كثر حبات المطر وامممم
قهقهت لولو/ لا انا كثر
خالد/ ولا يهمك ..
كانت سيارته تتحرك لتخرج من محل باسكن روبنز .. وعينيه تلتقط هاتفه
ليجيب/ حي الله القاطع .. علومك بشر عساك وصلت سالم
فهد/ هلا فيك .. حمدلله .. انت بشرني وش سويت في الموضوع
خالد/ كل شيء تمام لا تقلق .. اهم شيء اهتم بدراستك .. اعرف انك قدها
فهد/ تسلم ابو ماجد .. طيب ما طول عليك .. لآني هلكان وبنوم
خالد/ نوم العوافي .. تسلم على اتصالك .. ما انت محتاج شيء
فهد/ دعواتك
خالد/ الله يوفقك .. الله الله بصلاتك لا اوصيك
فهد/ ذكرتني بـ امي توني قافل منها تبكي ..
خالد/ بتعوضها لا رجعت ومعك الشهادة .. بترفع راسنا ياخوك
فهد/ الله كريم .. مع سلامه
خالد/ الله يحفظك
توقفت سيارة خالد .. نزلت لولو لتصادف امها
ام لولو/ خالد بات هنا
خالد/ مشكوره ما تقصرين ..
لولو تعلقت بثوبه/ خلودي نام بغرفتي
خالد قرص خديها/ مرة ثانية حبيبتي .. نامي زين وتصبحين على خير
ليبتعد محرك سيارته ..
لتردف لولو بعفوية/ ماما ليه خالد ما يقعد عندنا .. هو يكره بيتنا
ارتبكت/ لا حبيبتي .. بس هو مشغول الحين .. يالله خلينا نطلع فوق نروح عند بابا
.
.
.
نهاية الجزء السابع ...
استودعكم الله ..
حكايات الحرير
|