لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > المنتدى العام للقصص والروايات > القصص المهجورة والغير مكتملة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المهجورة والغير مكتملة القصص المهجورة والغير مكتملة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (4) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 01-02-13, 10:08 PM   المشاركة رقم: 26
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2011
العضوية: 224710
المشاركات: 3,261
الجنس أنثى
معدل التقييم: اسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 1223

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اسطورة ! غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اسطورة ! المنتدى : القصص المهجورة والغير مكتملة
افتراضي رد: زفرات اغتصاب ، للكاتبة : أنآت الرحيل

 




,,


نختنق احيانا بوجع الايام حتى نتمنى الموت رغما عنا .. كفاها تتشبثان بعباءة والدتها برجاء جم .. حتى تكاد تسقطها من على كتفيها كما اسقطتها من على رأسها : اماية وينه .. امايه اريد اشوفه .. فااارس ..



صرخت بأسمه مرارا لتسحب يدها بعنف من ايدي اولئك الممرضات .. يردن اخراسها بابرة مهدئة ستحيلها الى السكون .. صرخت بوالدتها ان لا يفعلن .. ولكن هيهات ان يستمعن لها .. ليتهادى صوتها رويدا : اريده .. امايه شو قالت من شوي ..



واختفى صوتها مع ارتخاء قبضتها .. ودموع ام على حال ابنتها انسكبن .. لتمسحهن بطرف" شيلتها" وتمسح على رأس ابنتها مرارا .. ستنام وستهدأ .. وغدا يوم جديد سيحمل لها الهدوء بين طياته ..



اما هو فجلس على كراسي الانتظار الخارجية .. يسمع صوتها .. ندائها .. وبكاءها .. اصابع كفيه متشابكة ومستندا عليها جبينه .. ومرفقيه قد عانقا اعلى ركبتيه .. وجفونه متسمرة .. وبصوت خافت تمتم : اللهم لا أسألك رد القضاء ولكنني اسألك اللطف فيه .. اللهم أن كان هناك ذنب اذنبته فغفلت عنه .. اغفره لي .. وامدني صبرا من صبر ايوب ..



رفع رأسه حين لمح سواد عباءتها قد دنى منه .. هادئ ولا يرغب بالحديث .. لتبادره هي : ياولدي ما بتدخل تشوفها .. من يوم ما درت ان ولدها طاح ميت وهي تصرخ باسمك ..



تعلقت دمعة في رمش عينه .. أبت السقوط .. ليهز رأسه بـ لا .. ويردف : ريولي للحين مب شايلاتني .. عمتي ما اعرف شو بقولها .. انا بروحي مب عارف شيء .. يقولون ميت من يومين . كيف ؟- تدارك نفسه ليسارع – استغفر الله العظيم ..



انحنت ليعانق كفها كتفه الايسر : قوم روح البيت .. وانا بيلس وياها .. الوقت تاخر ووراك دوام .. قوم وانا عمتك .. قوم ..



وقف بتعب اتضح لها .. ليقبل رأسها ويطلب السماح منها .. ويحث الخطى مبتعدا .. وهي تنظر اليه .. تتحسر على حاله وحال ابنتها .. توارى من ذاك الممر .. لتزفر وتتحوقل .. وتردف : الله يكون فعونكم .. الله يكون فعونكم ..



وانسحبت هي ايضا من تلك البقعة .. لتلج الى تلك الغرفة الساكنة .. عايشت معها صراعها منذ ساعة مضت .. بكاءها وجع ولادتها التي تمخضت عن جنين فقد حياته .. سحبت الكرسي حتى اصدرت اقدامه صوتا مع الرخام الابيض لتضعه بجانب السرير .. ويدها تتحرك مبعدة العباءة ..حتى تستقر كفها على رأس كنة .. وتقرأ عليها شيء من آيات الله .. لم ترها يوما هكذا .. لربما لانه الطفل الوحيد الذي تجاوز الاربعة اشهر بسلام .. لربما الانتظار وتحطم الآمال كسرها واضعفها ..



الليل البهيم مرهق حين الوحدة .. الساعة تقارب الحادية عشر .. مضى عليهم في ذاك المشفى ساعات طوال .. ليرن هاتفه القابع في ذاك الصندوق بجانبه .. ينظر اليه دون اكتراث .. ويهمله .. لعله المرة المليون التي يرن فيها .. حتى الحسابات باتت مختلطة جدا ..




,,

يهزه الخوف عليها يقف في منتصف صالة منزلهم .. وبيده هاتفه .. وتلك تقف ظهرها للجدار وبيدها هاتف والدتها .. والعجوز افترشت الارض جالسة .. يرن الهاتف مرارا .. ليصرخ بغضب : اوووف هذي سابع مرة اتصل ولا يرد .. حرقت فونه وهو خبر خير



يقترب من شامة لتنكمش على نفسها .. يخيفها انفعال خالها وجدا .. وجهه هذا مخيف جدا بالنسبة لها .. وقف امامها لينطق : ما قالولج اي مستشفى راحوا – هزت راسها بـ لا ليصرخ – اصلا ما بتينا من وراج الا المصايب .. وييا دلعج الماسخ ..



تجعدت ملامح وجهها تعلن دموعها العصيان .. لتنزل رأسها للارض وتشد قبضتها على هاتف والدتها .. وتستمع لجدتها تنهره : لا تحطون الحق عليها الحين .. الحق من اول عليكم وعلى ابوها الله يرحمه .. شربتوها الدلع شرب .. والحين ياين تلومونها .. اتصل بشبيب شوفه وين ..



تنهد وهو يحرك قدميه مبتعدا قليلا .. شبيب الاخر لا يجيب على هاتفه .. ليغلق الهاتف وهو يرى جسده يلج عليهم المكان .. لترتجف تلك في مكانها .. لو يعلمون حقيقة الامر لقتلوها واراقوا دمائها وهي على وقفتها تلك .. تشعر بان ساقيها بدأتا بالارتجاف وسيقعان ارضا .. ليمشي نحوهم ملقيا السلام .. ويقاطع اتمام سلامه منذر قائلا : انت وينك من العصر .. واتصل فيك ما ترد .



اقترب وكعادته التي لن ينساها يوما ينحنى على رأس جدته مقبلا له .. ويقف وحاجباه قد انعقدا .. وتلك " غترته" نامت على كتفه .. ليسحبها ويرميها جانبا : شاللي مستوى .. بلاكم جذي صاخين( صامتين)



قصد بالحديث جدته واخته .. لينطق ذاك بدلا عنهما : كنه تعبت اليوم المغرب .. وامك راحت وياها المستشفى .. من الصبح اتصل بفارس ما يرد علي ..



يده تختفي في جيب ثوبه .. ليدرك بانه كان صامتا ودون حراك منذ ان كان في منزل عمه .. ومكالمات لم يرد عليها بعدد كاد ان يحطم الشاشة صارخا : بتصل باميه..



-
لا اتعب عمرك .. فونها نسته هني .. لو حافظة ارقامنا كان ع الاقل دقت علينا ..



وكأن حديث خاله لم يصل اليه .. فاصابعه تعزف على ازرار هاتفه ليرفعه الى اذنه وينتظر .. لا من مجيب .. ليباغته بسؤال : بمنو تتصل ؟



" فارس" .. زفر ذاك وهو يراه يعاود الاتصال .. ليمشي ويرمي نفسه جالسا قريبا من الجدة : ما يرد .. حرقت فونه ولا رد علي .. والمستشفى اللي تراجع فيها ما راحت لها .. مادري وينهم .



اعتدل في جلسته فجأة حين نظر اليه شبيب ناطقا : اتصل بحارب ..



ليتجهم وجهه : اموت ولا اتصل فيه ..



تحوقلت لتستطرد : الحين بطمنوني ع بنيتي والا بتيلسون تتناقرون مثل الدياكة .



انسلت تلك من بين الاحاديث العقيمة لؤلئك الثلاثة .. الجميع يبحث عن خبر ما .. وسيتناسون ما حدث منها هي .. لا يعلمون الا وجع كنه وخروجها الى المستشفى .. لا يعلمون ما حدث قبل الوجع .. لا احد يعلم الا والدتها .. ووالدتها امرأة لن ترضا بالفضيحة لابنتها .. هي توقن بان والدتها لن ترضاها لها يوما .. لربما خوفا على شبيب .. ابنها الاكبر .. رجل المنزل من بعد والدهم .. دخلت غرفتها والجدار احتضن ظهرها لدقائق .. لما هي بهذا الضعف .. وهذا الخوف الذي يكتسيها من كل شيء ..



لا تزال اصواتهم تصل اليها .. خوفهم على شقيقتها يحيلهم الى دون عقل .. فقط يتناوشون ويذكرون اسم ذاك الذي لا يعلم الى الآن شيء عن الذنب الذي القي على عاتقه وتجلت حقيقته منذ ساعات مضت .. استدارت لتغلق الباب .. ادارت المفتاح مرة وتبعتها بأخرى .. لتبلع ريقها وهي تتأمله .. وتبعد نظرها تتأمل الهاتف في يدها .. لم يرن حتى الآن الا مرة واحدة حين اتصل عليه منذر ليكتشفوا مكانه قريبا منهم ..



اعتقت الباب من ظلها المرسوم بخفوت بسبب انارة المصباح القريب من سريرها والبعيد عن ذاك الخشبي .. امتطت سريرها .. وسرعان ما احتضنت ركبتيها واراحت ذقنها عليهما .. والهاتف امامها على السرير .. تنظر اليه تتأمله .. وهدوء غريب استحل المنزل .. لعلهم عرفوا اي مستشفى تقبع فيه كنة الآن .. او لعلهم يأسوا وتركوا كل شيء للصباح .. ازدردت ريقها لتسحب الهاتف وهي لا تزال على جلستها تلك .. يد حره واخرى لا تزال قابضة على ساقها ..



يده تلملم اشياءه بعشوائية مفرطة .. فهو ليس من النوع الذي يجيد الترتيب .. مبعثر هو وبعثرته زادت اضعاف عن ذي قبل .. تنهد وهو يلتقط قمصانه التي غُسلت خارجا وكويت ولم تعبث بعد بجسده .. يرمي بها في حقيبته دون اكتراث لتبعثرها .. هو يشعر بانه ليس اهلا للبقاء .. ليس اهلا لان يكون طبيبا .. وليس اهل ليكون زوجا واب .. فهو اضعف مما يتصور .. ويحتاج الى ترميم ذاته المرهقة .. التفت ليقع نظره على اوراقه التي تناثرت .. متى تناثرت بهذا الشكل .. لربما ذاك الفارس قرأ شيء من ترهات حرفه .. كان لها ذاك الحرف ولا يزال لها هي فقط ..



شد انفاسه لتتراكم في رئتيه ذرات الاكسجين ويزفرها بعيدا .. ليحث الخطى وينحني يجمع الاوراق البيضاء الخالية من الحب .. حتى ما وقعت بين اناملة ورقة يذكر جيدا اللحظة التي خط فيها تلك الاحرف .. رفع جذعه وهي هناك امام ناظريه .. ليسحب شعره للوراء بيساره .. ويبتسم للاسطر .. يقرأها بنغمة شاعر :





رمــاد يسكن أنحائي

اختلط بورد الأشواق

أحـرق حتى ذاكرتي

بـل غطى كل الآفـاق

أترانـي أهذي سيدتـي

أم أن فـــراقك حـراق



* * *

أحياء حين عرفناهم

أموات حين الأشواق

مابـال هواهم ينكرنا

من سكرة حب قد فاق

لو كان فؤادي يسمعني

لتركت حياة العشاق ...





تمتم : معقولة مب قادر انساج ..



التفت حيث هاتفه الذي شرخ رنينه سكون الغرفة الباردة .. ليرتب اوراقه على ظهر طاولته بارتباك .. لربما هذا الشيء الوحيد الذي يجيد ترتيبه .. اوراق احرفه .. ومشاعره المختبئة .. مشى بخطى متخوفه .. وفي عقله احتمالات كثيرة بمهية المتصل .. ليقف حين توقف الرنين .. هل تُراه تأخر ؟ أم ان المتصل غير رأيه واحجم عن الحديث ؟..



نظره اليه وهو ساكن على طرف سريره .. حتى انه لو رن ثانية لوقع ارضا بسبب اهتزازه .. لعله فارس يريد الاطمئنان عليه .. فمنذ ان غادر في وقت الظهر لم يعد .. او لربما شبيب يتأكد بانه لا يزال عند كلمته .. انعقد حاجبيه فهو ينوي الابتعاد بعد ان صرخ به بانه ظالم .. نفض رأسه فهو ما ادراه بانه لم يفعل .. اعتصر اعلى انفه بانامل كفه اليسرى وسرعان ما اسقطها على الرنين .. لينتشله قبل ان يقع ويزدرد ريقه مرارا .. ثم يرفع نظره ليرى ساعة حائطه.. فيده جردها من تلك التي كانت تطوق معصمه .. الساعة ستقارب الثانية عشر .. وهي تتصل .. هل ستوبخه كأمه قديما حين كان يخطيء .. ام انها ستترجاه ليرتبط بابنتها .. ان فعلت ذلك فهو سيرمي قراراته جميعها ولن يعود اليها .. رفعه الى اذنه بارتباك بعد ان ضغط الاخضر .. وصوته بخفوت يتسرب : هلا خالتي ..



اخرسته انفاسها المتصاعدة .. ليجلس على طرف السرير ويسمع صوتها المتوتر : حارب .. ابيك تسمعني .. بس تسمعني ..



وصمت اطبق على المكان .. صمت غريب استحله هو .. لعله تعب من ترداد نفس الكلمات على مسامعها .. او لربما شعر بانه بحاجة لفرصة تحكي فيها .. سيصمت وسيستمع .. لعل في جعبتها حديث يستحق ان يُسمع .. لا تسمع الا انفاسه .. مضطربة كانت وكأنه يجبر نفسه على الامساك بذاك الهاتف .. لتبلع ريقها الجاف : حارب .. انا انسانة مريضة .. مب طبيعية وعارفه هالشيء .. تعرف اني اخاف من اي شيء .. واصدق اي شيء ..



صدره يعلو بقسوة وكأن به يريد ان ينفجر فيها ويتمنع .. لتشعر به هي . وتصمت تزدرد جفاف حلقها .. وتبلل شفتيها بدموعها .. لتتنفس بتعب وتكمل حديثها : اذكر من زمان يوم كنا صغار .. ولد جيرانا كان يضحك علي وقالي باكر بتموتين .. تدري صرت اخاف ارقد ما اقوم .. تعبت وابوي وامي تعبوا وياي .. الين بعدين عرفوا السالفة وحاولوا وياي الين صدقتهم – سحبت انفاسها واكملت – اي حد بيقولي شيء احس اني اصدقه حتى لو كان عقلي يقول شيء ثاني .. تصدق اني ما ارقد الا والليت مولع ... اخاف الظلام .. اخاف يكون في ينانوه فالحجرة ما اشوفهم ...



سكتت وتابعت بعدها : البنات فالجامعة يتكلمن واايد عن روايات يقرنهن وعن سوالف ع النت .. قبل ما اروح وياك البيت تكلمن عن الحمل .. يقولون كلام واايد ..



الى ما تريد الوصول بحديثها المتأرجح ذاك ؟ حديث ترابطه ضعيف جدا .. انعقد حاجباه وهي تردف : اليوم عرفت اني مب حامل ..



" مب حامل " ترددت في عقله كثيرا .. وكأن بها تضرب جدران جمجمته فيرتد صداها .. ايفرح لبراءته ؟ ام عليه ان يصرخ بها ولحماقتها تلك ؟ .. تابعت وهو بالكاد يستطيع ان يسيطر على اعصابه المحقونة باللوعة : يوم اتصلت في الصبح وقلتلي بتخطف علي .. وبتاخذني بيتك .. توترت .. ما عرفت شو اسوي .. يمكن وقتها لبست ملابسي التحتانية بالمقلوب .. انا اذا توترت ما اعرف اسوي شيء .. يومها انا رقدت عقب ما شربت العصير .. وقامت الافكار تلعب في عقب ما رديتني البيت ..



اختفى صوتها خلف ذكرى ذاك اليوم .. وكأن باحداث تلك الليلة تعود اليه كشريط سنيمائي لم يتعرض للـ" مونتاج " صريح جدا كان .. يومها اوقف سيارته ليترجل منها .. وهي جالسة بتوتر على الكرسي .. لم تنزل .. ففتح لها الباب وابتسم .. ليمسك كفها .. وترتجف هي مرددة : رجعني البيت ..



انزلها وهو يمسك بكفها : لا تخافين .. وربي ما مسوي لج شيء .. بنتجول وبنخطط لحياتنا .. ياللا ..



مشت معه بتردد .. حتى ما ولجت المنزل شعرت بشيء من الراحة .. لعل الوانه هي السبب .. او لعل الهدوء الذي يسكنه .. لا تزال يده بيدها .. مرا على الصالة الكبيرة .. ومن ثم صعدا الدرجات لرؤية الغرف هناك .. تتحرك معه ويتحدث هو : اريد اغير كل الاثاث .. واريد ذوقج فيه .. لاني ما اعرف فهالسوالف .. تصدقين اخر مرة تغير قبل موتهم بسنتين ..



وصمت بعدها .. وهما على باب غرفته : هذي حجرتي .. دخلي ..



ترك يدها وهي تنظر اليه يبتعد : بيبلج شيء تشربينه ..



واختفى لتدخل هي .. تبعثر نظراتها في المكان .. سرير قصير لا يفرق عن الارض الا ببضع " سنتيمترات " .. ومكتب خشبي عليه اوراق بيضاء صماء .. وعلبة اقلام تملأها الثقوب .. وستائر تتموج باللون الاسود يتخلله الارجواني .. حتى يكاد لا يرى جيدا .. جلست على طرف السرير .. لترفع وجهها له .. يبتسم ويدنو منها وبكفه كوب عصير .. يمده لها : الحمد لله لقيت عصير فالثلاجة .. ترا كل اكلي برع ..



وقهقه بشدة .. وبعدها رن هاتفه ليبتعد .. مكالمة من احد زملائه الاطباء .. ليعود ويراها مستلقية .. نائمة بعمق .. وكفيها اسفل وجنتها قد تراصا .. ليمشي ويصعد من خلفها .. لا يعلم لماذا تخيل حينها فتاته هو .. ليستلقي بهدوء خلفها .. ويقترب يدس وجهه في شعرها رويدا .. ويغلق عينيه .. ولم يفتحهما الا على نهوضها المفاجئ بعد ساعات من تلك الاستلقاءة .. لم يلمسها ابدا .. هو نام حينها وكأن شذى العطر الذي يعرفه جيدا اسكره حتى غرق في سبات ساعات ..




افاق من غفوة الذكرى تلك على صوتها المرتجف .. تناديه بخوف اتضح في رجفة حروفها : حارب .. شبيب اذا درى بيذبحني .. حارب لا تتخلى عني ..



لم يجد بُد من اغلاق الهاتف .. فان تكلم قد يسبها .. يلعنها .. وينعتها بصفات لن تقوى على تحملها .. اعتصر الهاتف في يده.. وشفتيه اعلنتا حالة غضب .. ليصرخ وهو يرمى هاتفه على الجدار ليتشظى .



انسحبت يدها عن اذنها .. والهاتف سقط معها .. ودموعها لا تهدأ .. لتنسحب بجذعها مستلقية دون غطاء .. ويأخذها التعب الى عالم آخر بعيد عن واقع حياتها .


,,

يــتــبع|~

 
 

 

عرض البوم صور اسطورة !   رد مع اقتباس
قديم 01-02-13, 10:09 PM   المشاركة رقم: 27
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2011
العضوية: 224710
المشاركات: 3,261
الجنس أنثى
معدل التقييم: اسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 1223

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اسطورة ! غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اسطورة ! المنتدى : القصص المهجورة والغير مكتملة
افتراضي رد: زفرات اغتصاب ، للكاتبة : أنآت الرحيل

 



,,

يمشي وكأنه في عالم غير عالمه .. لا يشعر بلسعات البرد .. ولا لرذاذ السحب .. أهي تبكي معه ؟.. لعلها دموعه التي لا تريد الانسكاب سكبتها السماء عوضا عنه .. مكث في سيارته طويلا .. ايراجع اخطاء ما فات من العمر ؟.. أيبحث عن غفوة روح لم يحتسبها يوما .. او ذنبا غفله ولم يستغفر عنه ..


المنزل ساكن .. الساعة ستقارب الثالثة فجرا .. لما الساعات تجري مهرولة هذا المساء .. اتستعجل الصباح وانتشار خبر الوفاة .. ام انها ترأف بحاله وترغب بتغيرها كما يتبدد الظلام بنور الضياء .. قصد باب قسمهما ليبتعد عن عيون قد سهرت تنتظره .. ليلج ويباغته عطرها .. رائحة البخور الذي تعشقه .. و كأس العصير على الطاولة قد قبل شفتيها عصرا .. تنهد ليستغفر ربه .. ويسحب خطاه الى دورة المياه (اكرمكم الله ) .. سيستحم .. ويتوضأ .. ويطلب الغفران والصبر من ربه .. ليس له الا ربه في هذه الساعة يشكوه فيسمعه ..



جلس طويلا على سجادته .. طويلا جدا دون ان يشعر .. هو راضي بما يقدره الله له .. ولكن هم هل سيكون الرضا له سبيل الى قلوبهم .. قام وهو يسمع اذان الفجر يصدح في الارجاء . يشق السكون بسكون جديد يريح الانفس .. تنهد وهو يقف وبيده يرفع سجادة الصلاة ..

يطويها ويركنها على كرسي " التسريحة " .. ويبتعد ليشعر بدوار غريب اجبره على الجلوس على جانب سريره .. اتعب عقله هذه الليلة .. واتعب جسده ايضا .. لم يشعر الا بطرقات خفيفة على الباب .. ليقف من جديد يشد خطاه .. ليفاجأ بها هناك واقفة .. تحاول ان ترى ارجاء غرفتهما من خلف جسده : متى رديتوا ؟ ولا تفكر ان عندك ام تحاتيك وانشغل بالها عليك ..


يده تحني رأسها قليلا ليلثمه ويصمت .. فتنظر له بامعان .. عيناه متعبتان .. وابتسامته تلك شحيحة جدا .. ليكفهر وجهها خوفا : شو بلاك ..


ليرغم الشفتين على التمدد ورسم ابتسامة : قل لن يصيبنا الا ما كتب الله لنا .. كنه فالمستشفى .. الولد عطاج عمره من يومين فبطنها ..

يدها تمسك ذراعه بجزع : لا حول ولا قوة الا بالله .. الله يصبرك يا وليدي ..


وفجأة وكأن ذاك الحنان اندثر ليأتي مكانه وجه آخر تمناه ان لا يكون : قلتلك ما تصلحلك .. ربك ما يريدها لك .. حتى الظنا ما فرحتك فيه .. من باكر بدورلك الحرمة اللي تستاهلها ..


أهي هكذا ؟ ام انها تتعمد الدوس على الجراح .. الا تعلم بان ذاك المعلق بين اضلعه لا ينبض الا باسمها هي .. كيف له ان يأتي باخرى .. ايأتي بها ليظلمها فقط ليرضي والدته .. والاخرى هل سيقوى على عذاباتها بسبب ما ستقترفه يداه حينها .. طوح برأسه .. ليمشي من جانبها : اميه مب وقتها هالرمسه .. اسمحيلي بروح المسيد ..



,,

أتكوم الشر وقُذف ليضرب قلوب بعض البشر ويتشابهون في العمل لقض مضجع راحة الغير .. كتلك التي باتت لا ترى الا ذاك الرجل زوجا لابنتها .. لعله حلم قديم دُمر باقترانه بابنة عمه .. ولكن ها هي الاقدار تفرحها وتصب في شبكة صيدها .. اسرعت الخطى الى غرفة ابنتها لتدخل دون استاذان ضاربة بالباب عرض الحائط وتقف وهي تلتحف بعباءتها .. تشدها تحت ابطها .. وترفعها على رأسها بعجل : ياللا شهلي (اسرعي ) .. شو بعدج تسوين ..


وهي تقف ترفع خصلات شعرها القصير الى اعلى : اوووف .. امايه شو بلاج اليوم متصربعه ( مضطربة ) .. كنا رايحين بيت الوزير .. الا بيت ليلوه


ضربتها على كتفها .. ومن ثم سحبت احد ادراج تسريحتها .. تجمع بعض ادوات " مكياجها " وتضعهن على السطح : اندوج (خذي ) حطيلج من هالازرق والاحمر .. تعدلي .. مالت عليج وعلى اللي يسوي فيج خير .. ياللا


وخرجت من عندها حتى ما وصلت الباب التفتت لها : بسرعة .. اترياج عند الباب ..


ملأت فيه بالهواء وزفرته بحنق .. وضعت بعض من " الروج" الاحمر .. وقليلا من " الكحل " الازرق على جفنيها السفليين .. وتركت المكان ترتدي عباءتها المفتوحة المزخرفة بنقوش سوداء .. ولفت " شيلتها" على رأسها مع ترك غرتها يعبث بها الهواء .. وخرجت .. حتى ما وصلت والدتها امسكت بيدها وسحبتها معها : سمعيني زين ..


تمشي لتقطع الشارع الفاصل بين المنزلين .. وتستطرد : من توصل عشر تتعذرين بالغدا واطلعين من عندنا .. وتخليني ويا ليلووه بروحنا ..


" عشان ؟" .. نطقتها بتملل وهي بالكاد تمشي بذاك الحذاء العالي .. لتكمل تلك وهي تقف عند بوابة المنزل ترفع عباءتها على رأسها بعد ان وقعت : يالخبلة .. جابر ينزل من دوامه عشر .. اباج تطلعين فويهه .. لا تخلينه الا وهو طايح فيج سامعتني ..


وضعت يدها على رأسها : اللهُ اكبر .. امايه انتي تشتغلين بالاستخبارات وانا ما ادري ..


تشد على اسنانها : آآآآآخ .. يا ربي ليش بليتني بهالبنت الخبلة .. هذا بدال ما تحمدين ربج ان عندج ام ادور مصلحتج ..


تشدقت وهي تشيح بوجهها : بس انا ما اريد جابر المعقد .. شرايج تزوجيني المهندس(ماجد المهندس)


تحتظن كفيها وتغمض عينيها بحب : فديته وفديت شكله .. وسيم ويطيح الصقر من السما ..


-
يقولون يطيح الطير من السما مب الصقر .. بس ما اقول الا مالت عليج وعلى من يابج ..


يدها تضغط على الجرس وهي تثرثر بينها وبين نفسها بحديث لم تفهم منه تلك الـ نوال شيئا .. لتخرج لهما بعد دقائق الخادمة .. وتباشرها تلك وهي تدخل : وين ماما .. قوليلها جارتها هني .. ياللا جلدي( بسرعة) ..


لتكتم تلك ضحكتها على والدتها المتهورة .. وتمشي تتبعها بخطوات بالكاد تتزن معها .. لتخرج تلك الخادمة وتراهما في وجهها .. وتعقد حاجبيها بسخط : انت ليش يجي داخل ..


-
هذا اللي ناقص بعد .. تعالي ضربيني ..


لتأتي ليلى وجسدها يزينه ثوب مغربي.. يزيد ذاك الحزام المرصع بالاحجار جسمها رشاقة .. وشعرها الطويل الى نصف ظهرها قد تمرد ليخرج من تحت وشاحها الذي اخذ لون ثوبها الزمردي .. ابتسمت لغضب جارتها لتخرج لهما : حيالله من يانا .. حياج خالتي قربي (تفضلي ) ..


-
تسلمين ..


ويتبادلن القبلات .. وترحب بهما حتى الصالة الداخلية .. وبعدها تعتذر منهما لتخبر الخادمة بأن تأتي بما ستضيفهما به .. لتقرص تلك فخذ ابنتها .. وتصرخ : آآخ .. امايه يعور ..


تحرك يدها على فخذها .. وتلك تقترب منها وتهمس : لا اوصيج ع الساعة عشر تخلينا توقفين عند الباب من داخل من تشوفينه تتحركين صوبه .. ولا اوصيج سولفي وياه وسالي عن اخباره .. ولو تدعمينه واطيحي يكون احسن ..


فتحت تلك فيها بدهشة .. وعيناها تسمرتا على وجه والدتها .. لتضرب اسفل ذقنها باطراف اصابعها : سكريه .. الله يصبرني بس ..


لتقترب تلك من والدتها هامسة : الحين انتي من صدقج تبيني ادعم فيه واطيح .. وبالكعب .. لا والله الا تكسرتي يا نوال .. انتي شايفة جسمه كيف .. اعوذ بالله اعوذ بالله ..


تشد على اسنانها بغضب .. فتلك الابنة ان لم تقبرها يوما بغباءها فانها من المؤكد ستقودها الى الجنون .. لتشد على يدها وتدس النصائح في اذنها .. حتى ما اقبلت ليلى تبسمت نفاقا .. وتحدثت كثيرا .. وسألت عن الجميع حتى انها تطرقت للحديث عن حياة ليلى مع جابر .. لتقدم تلك صحن الفاكهة الذي قطعته امامها : اكلي خالتي .. نوال مدي ايدج ..


ستهرب من تلك الاسئلة بقدر ما تستطيع .. فاسرارها واسرار عائلتها شيء مقدس لا يجب ان يحكى عنه مع الاغراب .. نظرها يحدق في الساعة المعلقة .. لتلكز ابنتها بمرفقها .. وتلك بغباء غريب قالت : شو فيج اميه .. تراج عورتيني ..


لتبتسم تلك على مضض : قومي ردي البيت وسوي الغدا .. انا بتونس شوي وييا بنتي ليلى .. قومي ..


وكأن عقلها بدأ يعمل لتبتسم : ان شاء الله ..



منذ البارحة وهو يتصل به ولا من مجيب .. ترجل من سيارته بلبسه العسكري .. وقبعته قد احتضنتها انامل كفه اليسرى .. ليمشي وبيده هاتفه يخط فيها رسالة لذاك المختفي : شبيب من البارحة وانا اتصل ما ترد علي .. توني نازل من الدوام لو واعي اتصل علي ..


كان وجهه لهاتفه وتلك تحينت الفرصة لتمشي بخوف وتوتر طال ساقيها .. وكلام والدتها يرن في اذنها .. لتمشي دون اتزان .. ونظرها للارض تتمنى ان لا يوقفها .. دون ان تدرك بان ذاك قد انشغل فكره قبل عينيه بصاحبه .. لتصطدم به .. وتفقد اتزانها وما كان منه الا ان مد يده يمسكها كردة فعل منه .. ليستغفر بعدها مرارا ونظره للارض ويردف بغضب : ما تشوفين ..


ارتجفت وهي في مكانها تشد عباءتها على جسدها : ما .. ما انتبهت .. السموحة ..


وتتسمر نظراتها على وجهه .. لم تره بهذا القرب يوما .. ايعقل هذا الوجه له .. بلحيته المطوقة لذقنه .. وحاجباه الكثيفان .. وانفه الدقيق .. ايعقل هو جابر المعقد الذي لم تكن ترغب فيه .. انحنى ليلتقط هاتفه الذي سقط وابتعد عن المكان قليلا .. ووقف ونظره بعيدا عنها : انتبهي وانتي تسيرين .. واذا ما تعرفين تمشين بالكعب لا تلبسينه وتوهقين عمرج ..


وكتم ضحكة كادت ان تخرج .. لتذوب هي فيه وتتجمد في مكانها تتبعه بنظراتها حتى اختفى .. لم تشعر الا بيد والدتها تضربها على جانب ذراعها : شو فيج متبلعمه .. سويتي اللي قلته لج والا لا ..


" هااا " .. نطقتها .. لتستغفر تلك وتتحوقل مرارا وتسحبها معها للخارج .. اما هو ما ان القى التحية على ام نوال حتى صعد الى غرفته .. ليرمي هاتفه على السرير .. ويحمل منشفته التي جهزتها له مسبقا .. تهتم بادق ما يعنيه .. حتى ملابسه اخرجتها له .. توارى خلف جدران دورة المياه ( اكرمكم الله ) .. وهاتفه بدأ يصدح من بعده ..



,,

وصلته نغمة الرسائل وهو يمشي في ممر المستشفى مع خاله منذر .. وتلك العجوز تمشي بهوادة معهما .. ليبتسم على خوف ذاك عليه .. وينطق : سبقوني بلحقكم ..


جاءه اتصال في الصباح الباكر من والدته .. تخبره بمكانهما .. فتلك الشقيقة استيقظت هادئة جدا .. واتصلت لوالدتها به .. وظلت صامتة حتى الساعة .. رفعت وجهها الشاحب نحو الباب حين دخلت جدتها يتبعها منذر .. لتبتسم لهما بتعب .. ويقتربا منها .. تقبلها جدتها وجدا .. وتواسيها بكلمات كثيرة .. ليقترب هو من بعدها يقبل جبينها : الله يعوضج فديتج ..


هل دموعها جفت .. ام ان احساسها بالفقد بعيدا عنه قد نضب : وين شبيب ؟


قالتها ليدخل هو يخبيء هاتفه في جيبه .. فذاك الجابر لم يجب عليه .. يقترب بلهفة كبيرة نحوها : يحتضن وجهها ويقبل جبينها : الله يعوضج باللي احسن منه .. قولي اللهم اجرني في مصيبتي واخلف لي خيرا منها ..



لا تعلم لماذا هدوءه اثار نفسها لتتشبث به .. تمتمت ما قاله لها .. وتفرج عينيها عن دموع احتبست طويلا .. وتتمت له بحديث لا يسمعه غيره .. وهو منحني عليها حتى ان ذقنه لامست قمت رأسها : خلاني وراح .. ما اقدر اعيش بدونه .. زعلان مني ادري .. بس مب ذنبي .. والله مب ذنبي ..


انحنى اكثر ليصل فيه الى اذنها : لا تلومينه .. هو بعد تريا هالياهل .. بيي .. صدقيني بيي .. فارس ما يقدر يبعد عنج ..


-
شبيب تراها رافضة تاكل اي شيء .. تعبت وياها وانا امك ..


لتقدم تلك العجوز بعكازها وتضع كفها على رأسها : بنيتي كنه بتاكل من الريوق اللي سويته لها .. وسويتلج حريروه ترم عظمج ..


الحريروة
: حساء تستخدم فيه الحبة الحمراء وله اكثر من طريقة لطهي ..
يعطى للمرأة في فترة النفاس ليعيد اليها صحتها




لتبتعد عن حضن شقيقها .. تمسح دموعها وتلتقف كف جدتها تقبلها : الله لا يحرمني منج ..


ليتحدث ذاك : يعني محد الا شبيب ويدتج – ينظر الى شمسة – شموس فديتج قومي نظهر كرتنا احترق ..



لتضحك رغما عنها ويضحك الجميع معها .. ويردف هو : هيه جذي .. اضحكي ما بناخذ من الدنيا شيء .. وربج له حكمة .. واذا حب عبده اختبره ..


تمتمت : والنعم بالله .. الله لا يخليني منكم ..


ابتسم شبيب لينطق وهو ينظر لعينيها المتعبتين : ترا هشول ما طاع يروح المدرسة .. يقول اريد اشوف كنه .. عطوني اجازة مثل قبل .. يظن ان السالفة حلاوة ..بس ما قصر فيه خالي ..


بغضب اكملت العجوز ذاك الحديث : ما ناقص الا يضربه ..


-
والله عاد هذي تربيتي له .. والدلع مب زين .. شوفوا اخته كل ما نقولها شيء تقول ما اريد ..



اختها تذكرتها الآن لتنظر الى والدتها .. التي ابتعدت متعذرة بدورة المياه ( اكرمكم الله ) .. وبعثرت نظرها عليهم .. يتحادثون بضحك وهي تجبر شفتيها على الابتسام .. ليقع نظرها على شبيب .. هل سيحتمل ما وقع منه في حق صاحبه .. هل سيغفر لشامة ما فعلته .. ؟ .. لتنتبه لنفسها حين شد على وجنتها بانامله : شو بلاج اطالعيني جذي ..


هزت رأسها واذا بنحنحنة على الباب .. لتبتسم حين دخل .. ودموعها لا تعلم لماذا تنزل دون استأذان .. القى التحية عليهم .. وما كان منهم الا الانصراف .. ليبقى هو وهي فقط .. وعيونهم تحكي بصمت .. تنظر اليه متجهما .. كسرت حلمه دون قصد منها .. هو كان حلمها ايضا .. طال الصمت وهو يرى انسكاب الدمع دون هوادة .. ليقترب يرسم ابتسامة على ثغره الواسع .. ويجلس على طرف السرير امامها .. كفاه تحتضان وجهها .. وابهاميه يمسحان دوعها .. ليشد رأسها اليه يقبله ويدفنه في صدره : قدر الله وما شاء فعل ..


لتنتحب هي وتردد : لا تخليني .. بدونك والله اموت ..


يشدها اكثر اليه : وانا بدونج اضيع فديتج ..


,,

يــتــبــع|~

 
 

 

عرض البوم صور اسطورة !   رد مع اقتباس
قديم 01-02-13, 10:12 PM   المشاركة رقم: 28
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2011
العضوية: 224710
المشاركات: 3,261
الجنس أنثى
معدل التقييم: اسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 1223

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اسطورة ! غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اسطورة ! المنتدى : القصص المهجورة والغير مكتملة
افتراضي رد: زفرات اغتصاب ، للكاتبة : أنآت الرحيل

 




,,

الضياع ما تحس به منذ الامس .. منذ ذاك الحديث الذي ارهقها ليلا .. تقف امام المرآة تشبك بعض من خصلات شعرها بمشبك صغير اسود .. وتتركها تنساب على ما تركته حرا .. تنفشه مرارا وهي تنظر لنفسها .. حتى توقفت حركة كفيها واناملها لا تزال غائصة بين شعرها .. لتنزلهما بعد حين .. ترفع " شيلتها " عن كتفيها فتتبعثر خصلاتها حين انسلالها .. لترتديها بعشوائية .. ترمي اطرافها الى الخلف لتحيط برقبتها براحة .. وتترك غرفتها .. تنزل الدرجات بهدوء .. فالاجواء مشحونة.. والصمت يخيم على حمد وخالتها .. لتلقي التحية وتجلس .. هو ينظر الى نشرة الاخبار بشرود غريب .. و خالتها تقطع بعض الفاكهة الفاسدة في طبق لتبعدها عن الجيدة .. وتتركها جانبا فيما بعد لتكون طعام للدواب في " عزبتهم" .. لم يشعران الا بدخول ليلى تلقي التحية وتقبل رأسيهما .. لترمي عباءتها بعد ان قبلت مها .. لتنطق وهي تجلس : دريتوا ان كنة سقطت ..


التفت لها وهو يخفض صوت التلفاز : واخبارها الحين .. ان شاء الله زينة ..


-
الحمد لله .. بيرخصونها اليوم .. قلت ايي عشان اروح وييا امي نزورها ..سمعت انها بتطلع ع بيت اهلها


تكلمت بغضب اتضح في نبرتها : من ظلم اخوها .. شقايل تبوها تتوفق فحياتها ..


صرخ بها : حفصة اقصري الشر ..


لترمي ما بيدها في الصحن : عيل تباه يتبلى ع خالد ونرضا .. عادي عندك .


بهدوء اجابها : واذا ولدج ما كان مسويلنا قدر ..


احتدم الجدال .. لتحرك تلك رأسها لمها متسائلة عن الامر .. لترفع تلك كتفيها بصمت .. وتنظر تلك لوالدتها : شو مستوي ؟ شبلاكم معصبين .. وشو بلاه شبيب عشان تقولون عنه ظالم ..


وقفت : ياي يقول لنا ان اخوج معرس وعنده بنت .. حسباله بنصدقه ..


سكتت فمالذي تقوله والدتها .. نظرت لوالدها : شو هالرمسة ابويه .. شو يعني معرس وعنده بنت .. ومن متى ؟ وجابر يدري والا لا ..


وقف هو الاخر ليقطع حبل التساؤلات : شبيب ما يقول شيء مني والطريج .. وولدج شكله مسوينها من ورانا .. بس من الحين اقولكم بنته تبقى عند امها .. ما نبيها ولا نبي نعرفهم ..


وابتعد .. لتزفر تلك انفاسها بغضب : شفتي هذا اللي قدر عليه .. يصدق شبيب ويسكت ..


واختفت هي الاخرى .. لتمسك ذراع مها وبرجاء سألتها : شو اللي صاير ..


" يلسي " .. قالتها لتجلسها بجانبها وتردف : امس العصر شبيب كان هني .. قالهم ان خالد كان معرس من سبع سنين بحرمة اكبر عنه .. وعنده بنت .. ويقول ان هالبنت مالها الا امج وابوج ..


" وانتي " .. سؤال استغربته مها من ليلى .. لتنطق : أنا شو ؟


لتنتشل كفيها تحتضنهما بين اناملها : سمعتج ذاك اليوم وانتي تتكلمين مع سوسن .. تحبين خالد الله يرحمه .. عقب ما عرفتي ..



سحبت كفيها قبل ان تكمل تلك حديثها .. لتقف وهي تحاول ان تتهرب من غصة احتلت صدرها : خالد الله يرحمه .. وانا الحين مسمايه لريال غيره .. ولازم احترم هالشيء ..


ابتسمت وهي تنظر لـ ليلى الجالسة : طيش .. كله كان طيش وحب توهمته لاني دايم كنت اشوفه قدامي .. متأكدة ان شبيب بيقدر يدخل قلبي .. يكفي ان الكل يمدح فيه .. والا انتي شو رايج ؟


هزت برأسها موافقة حديثها .. وسرعان ما تجهم وجهها .. لتثرثر لنفسها : معقولة جابر كان يعرف ولا خبرني .. بس ليش .. ليش يضمون (يخبأون) هالشيء عنا .. وليش الحين تكلموا .. عشان بنت خالد ..


رفعت نظرها لمها التي ابتعدت عن المكان .. لا تعلم ماذا قلت قبل المغادرة .. ولا تعلم الى أين قد يوصلهم هذا الطريق .. وخالد ليس ابدا بهذه الشخصية .. كيف استطاع ان يخفي هذا الامر سنين طوال .. زحفت لتسحب حقيبة يدها التي رمتها سابقا بجانب عباءتها .. تفتحها وتبعثر ما فيها .. محفظة .. واقلام تحديد .. و"بودرة " وثلاثة من اصابع الشفاة .. وهاتفها .. انتشلته تتأمله .. ستقض نومه وستسأله عما سمعت .. ستعاتبه ان كان يعلم واخفى الامر عنها .. او لعلها تغضب منه طويلا .. شدت عليه بين أناملها .. لا تقوى على ازعاجه بهذا الشكل .. لن تقوى على تركه والغضب منه .. حتى وان كان يعلم فلربما هناك اسباب دعته للصمت ..

,,


الصمت سجن احكم قضبانه عليها .. احالها الى جسدا بلا روح .. تتتبع الاخبار وتصدمها تلك التي وصلتها .. لتوقن ان الامر خلفه اسباب تعرفها .. انتحت في مكان قصي في ذاك المجلس الهادئ .. لا تريد لاحد ان يرى دموعها .. ان يرى خوفها وسنين مضت على سر طوته في احشاءها ..


لا يعلم لماذا قادته قدماه الى المجلس في هذه الساعة من الليل .. لعله العشق لذاك الانبوب وتلك القنينة المليئة بالموت .. فصدره يلبي نداء شوق لسحب انفاس الحب مقبلا لشفاة ذاك الانبوب .. يركنها هناك دوما في ذاك المجلس المهجور الا منه ومن صحبه في ليالي الاجتماعات .. دنى من الباب واذا بضوء خافت يتبعثر من تلك الفتحة اسفلة .. ليعقد حاجبية .. ويشحن جسدة بالقوة خوفا من متسلل في آخر هذا الليل .. فتح الباب بهدوء .. ليراها جالسة وقد سالت دموعها انهارا .. جالسة دون صوت .. الا شهقات خافتة تبعثر صمت المكان .. نطق وهو يدنو منها : أميه .. شو تسوين هني بروحج ..


لتسارع تمسح وجهها بعد ان اشاحت به عنه .. ليجلس امامها : ليش تصيحين .. شو مستوي ؟ حد مات ..


" ولد كنه " .. قالتها وصمتت لتردف مع دموعها : يا ويل حالي عليها .. ما تهنت بظنا ..



يشعر بأن قلبه قد قبض .. وكأن هناك يد عملاقة تسلطت اليه واعتصرته بين اناملها .. لتختفي الحروف من قاموس نطقه .. لا يجد شيء يقوله .. حبيبته ومالكة قلبه تتألم الآن .. لعلها تبكي وجع الفقد .. شد على قبضته ليتمتم : اذا الله ما كاتبلها ظنا منه .. ليش ما تخليه .


نظرت اليه وقد طأطأ رأسه .. لا يزال يعشقها .. بل انه يأمل ان تكون له يوما .. ايعقل ان يصل به التفكير الى هذا الحد .. يتمناها وهي في احضان رجل غيره .. تجهم وجهها وقامت : انساها يا سالم .. الحرمة فذمة غيرك .. وانت عندك حرمة وعيال ..


رفع وجهه لها .. اتسأله ان ينساها .. وهل ينسى القلب تدفق الدماء اليه؟ .. هي دماءه التي تغذي جسده .. فكيف له ان ينساها .. ابتسم وهو يقف : يمكن الله ما يباهم لبعض .. يمكن هي نصيبي انا مب نصيبه هو ..


غضبت من حديثه ذاك .. فاجابته بغيض يقدح من نبرتها : سالم اخزى بليس وخلك مع حرمتك وعيالك .. وادعيلها الله يوفقها ..


وانصرفت حتى يطويها الظلام .. ويبقى هو يتمنى شيء بعيد المنال .. يبتسم على ترهات عقله المريض بالحب .. او لعله اضحى يحتضر بالعشق .. مشى ليرفع تلك المركونة في الزاوية .. يقرب ذاك الموقد الصغير المليء بـ"القاز" ويشعله ويضع عليه قطع فحم سوداء بسواد هذه الليلة .. لينتظر وهو يحاول ان يعدل من تلك التي ستنفث في صدره سمها .. حتى ما استوى الفحم وصار جمرا .. التقطه يضعه على رأسها .. ويشد انفاسه تباعا .. وينفث الدخان مع افكار عقيمة تراوده بشأن تلك البعيدة ..



,,

جالس هناك وفي عقله ضحكات واحلام يرسمها على حياة تلك .. ليبث بما في جعبته لزوجته .. وتبتسم بشر واضح .. وبعدها تنهض .. لتطلب من تلك الحضور والاستماع لما جاء به شقيقها الاكبر ..

قامت من على سجادتها بعد ان ادت ركعتا الضُحى .. تتمتم بدعوات لخالقها .. فهي تخاف من هذا الاستدعاء .. اياما مضت وهو وزوجته تلك صامتان .. لم يفعل شيء بشأن ما فعلته بزوجته ذاك اليوم .. لعل الان حان موعد العقاب .. ارتجفت اوصالها خوفا .. لتدنوا بخطوات متوترة .. وتقف هناك تنظر اليهما .. يجلسان بجانب بعضهما .. والمنزل هادئ جدا .. فالصغار ارتحلوا الى مدارسهم .. تنهدت وبلعت ريقها بعد ان رأت ابتسامة ارتسمت على وجه تلك المرأة التي تمقتها .. سحبت انفاسها لتنبهه ويلتفت اليها حين قالت : خير يا عيد .. تقول حرمتك انك تريدني ..



يدفن اصبع سيجارته في تلك المنفضة القذرة من اعقاب تلك الاصابع ذوات اللونين .. ليتبسم : خير .. اكيد خير .. يايج معرس ..


اكفهر وجهها .. واضطربت انفاسها .. لتنطق بغيض تكدس من افعال اخيها : خاف ربك يا عيد .. بعدني فالعدة .. شو عريسه .. انت كل يوم يايني ويايب وياك معرس والا شو ..



وقف يدنو منها : لا لا لا .. هذا غير .. هذا هامور .. تدرين يعني شو هامور .. يعني بيغرقج ويغرقنا فالعز ..


هزت رأسها مستنكرة تفكير اخيها الذي لم ولن ينصلح يوما .. ليردف بثقة : عطيته كلمة ولا برد فيها .. من تخلصي العدة باسبوع يملك عليج وياخذج ..


انتفضت في مكانها : لاااا .. انت اكيد شاربلك شيء ..


لم تشعر الا بكفه تليح رأسها للجهة الاخرى : شارب مب شارب اظن مالج حق تدخلين .. والريال عطيته كلمة ولا برد فيها ..


لتحشر تلك نفسها : حمدي ربج حد يفكر يتزوجج .. والا وحده ما وراها الا تعرس وتقتل وهذا نصيبها .. لازم تحب ايديها بطن وقفا ..


صرخت من بين دموعها : وبناتي ..


عاد ليجلس : ما عنده مانع تاخذيهن وياج .. الريال مب كبير عمره تقريبا تقريبا – وهو يحرك كفه امامها – خمسة وثلاثين .. وتراه ما يتعوض .. ويكفي المهر اللي بناخذه منه ..



وقفت بحزم وهي تمسح دموعها بقسوة .. وكأن تلك الدموع ما كان يجب ان تخرج الى النور وتفضح ضعفها : واذا ما وافقت ..


نظر اليها نظرة وعييد .. لطالما عرفتها عنه .. ليولع سيجارة اخرى .. ويشد انفاسه وينفثها امامها : بناتج ما بتعرفيلهن طريق .. وانتي تدرين اني عند كلمتي .. والحين ما عندج خالد ثاني تطلبينه العون .. لانج فالعدة .. الا اذا تبين ربج يغضب عليج ..


يعرف بان خوفها من ربها اكبر من اي خوف آخر .. ارتعشت شفتيها .. وسكنت في مكانها .. ثواني او ربما دقائق .. وتسمع حديثهما يخططان لمستقبلهما .. اتعمي النقود النفوس بهذا الشكل .. حتى يبيع اخته مرات ومرات لاجلها .. ترغب بان تقترب منه وتبصق في وجهه ووجه زوجته تلك .. بل انها ترغب بخنقه حتى يلفظ انفاسه .. ابتعدت من المكان تجر اذيال الضعف .. تكتسيها مرارة الذل عند اخا لا يرى الا المال نصب عينيه ..

,,

يـتــبــع |~

 
 

 

عرض البوم صور اسطورة !   رد مع اقتباس
قديم 01-02-13, 10:13 PM   المشاركة رقم: 29
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2011
العضوية: 224710
المشاركات: 3,261
الجنس أنثى
معدل التقييم: اسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 1223

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اسطورة ! غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اسطورة ! المنتدى : القصص المهجورة والغير مكتملة
افتراضي رد: زفرات اغتصاب ، للكاتبة : أنآت الرحيل

 





,,

سقطت دراهمه من يده بعد ان اصطدم جسده بجسد احد الطلاب في ساحة المدرسة .. ليسرع هاشل يلتقطهن عن الارض .. ويتقدم من مبارك يمد له يده بالاربعة دراهم التي سقطت .. ليقف ذاك ينفض الغبار عن ثوبه الابيض .. يسحب النقود بعنف من يده .. ويبتسم ذاك النحيل : بروك ليش ما صرت اتي صفنا .. حتى بيتنا ما قمت اتيه ..


لم يشعر الا بكفي ذاك تدفعانه من صدره ليقع على الارض .. ويصعد عليه يلكمه صارخا : لان اخوك قتل خالد .. قتل اخوي ..



دفعه عنه ليضربه هو بدوره : كذاب ..



عراك صغار تجمهر عليه الكثيرون .. واخرون ركضوا نحو مكتب الاخصائي الاجتماعي وهم يصرخون : ضرابه .. ضرابه .. الحق يا استاذ ناصر ..




ليجري ذاك وبصحبته استاذ آخر كان معه في مكتبه .. لينتشل هاشل عن مبارك .. ويُسحب مبارك عن الارض .. ويقتادان الى مكتب الاخصائي .. ينظر اليهما .. مغبران جراء التمرغ هناك .. ضرب بيده على الطاولة : انتوا مب عيال عم .. ليش تضاربون ..



تكلم هاشل : والله والله هو اللي بدا .. يقول شبيب قتل خالد .. كذاب ..



وذاك صامت مشيحا بوجهه عن ابن عمه .. غير آبه بحديث ذاك الاخصائي .. ولا لاستدعاءه ولياء امرهما .. ظلا واقفين كعقاب لهما منه .. ينظر اليهما .. رغم صغرهما الا هناك نظرات تقدح شر يتبادلانها .. لم تمر اكثر من ربع ساعة حتى حضر حمد .. يلقي التحية ويسأل عن الامر وهو ينظر الى الصغيرين .. ليجيبه : ولدك وولد اخوك متضاربين .. زين ما ذبحوا بعض ..




واذا بذاك يدخل مع عرجته الواضحة .. يلقي التحية ويقبل رأس عمه الذي اشتاق له وجدا .. فمن بعد ما حدث في الاسبوع الماضي وهما لم يتحادثا .. صافح الاستاذ ناصر .. واذا به يدعوهما للجلوس .. يحاول ان يتوصل لحل لموضوع هاشل ومبارك .. ليتحوقل حمد .. ويبتسم شبيب ويقف يدنو من عمه يلثم رأسه : سامحني .. هاشل صغير وما يعرف شيء .. امسحه بويهي يا عمي ..



ليصرخ ذاك في ابنه .. الذي ارتعد خوفا : كم مرة قلنالك ان هالسلفة غلط .. الين متى واحنا نفهم فيك .. تروح تضرب ولد عمك ..



" هدو يا جماعة " نطقها ناصر .. واردف : صغار وبيكبرون وينسون ..



-
ابويه .. محد قاله ايني .. انا اخليه وهو يلاحقني – التفت لهاشل – يا اخي افهم ما اريد اكون وياك ..




صغار واحاديثهم تنم عن رجولة مخبأة .. حتى ما جلس بجانب اخيه في سيارته نطق : والله والله يا شبيب هو اللي بدا .. انا ما سويت له شيء ..



ضحك ونظره على الطريق : انت يالمعصقل(النحيل) يطلع منك كل هذا .. تبطحه واطيح فيه ضرب وهو اللي اطول عنك وامتن منك ..



نفخ صدره بخيلاء : لاني هاشل اخو شبيب ..



" والنعم " .. قالها وقهقه ضاحكا : بس يا حبيبي لا تنسى انه ولد عمك .. يعني كون وياه ع الغريب ..



ونصائح كثيرة قالها وذاك يستمع له بانصات .. يتعلم منه .. بل انه يرغب بان يكون مثله يوما .. ليسود المكان السكون وفكره يرتحل مبتعدا .. ماذا عساه يكون تفكيره الآن .. اذا كان الاصغر لا يزال ناقما .. فماذا عن مطر ؟

,,



يجلس مع اصحابه في مجلس احدهما .. يلعب مع احدهما " بلايستيشن 3" وصراخ تشجيعات من الاخرين .. ليقترب منه علي يجلس بجانبه .. ينظر الى الشاشة ويعاود النظر له : مطر ما سمعت شو ينقال عن اخوك ؟


لا يزال تركيزه على ما في يده ونظره متشبث بتلك التي امامه : شو ؟



قهقهوا .. حتى ذاك ترك ما في يده ووقف : اووه انت صدق ماتدري عن شيء ..



انزل ما في يده وهو يلتفت .. يبعثر نظراته على الوجوه .. لينطق علي : شبيب يقول انه كان معرس وعنده بنت .. وامك وحليلها ما عارفه حق منو تشكي .. قالت لامه – ينظر لاحد الواقفين – وهي ما قصرت انشرت الخبر ..



وبخبث اردف : الا صدق هالكلام ؟ والا شبيب قايم يطلع هالرمسه عشان يشوه سمعة اخوك ..



صدره يعلو ويهبط .. وانفاسه تتشتت امامه .. ليقف صارخا في وجه علي : انت شو اللي تقوله ؟



حرك كفيه امامه دون اكتراث : مب انا اللي اقول .. هذا شبيب قام يطلع رمسات ع اخوك وانت خبر خير ..



ثارت نفسه التي خمدت الايام الماضية .. ليصرخ بغيض : والله ما اخليه الكلب ..




ويجري بعدها خارجا من ذاك المنزل .. يهرول مسرعا يعبر تلك الازقة الضيقة .. ليصل اخيرا الى منزله وهو يلهث .. يصعد الدرجات بتعب .. وسرعان ما نزلها تحت انظار والدته : مطر متى ييت .. ووين رايح ..




لم يرد عليها .. فما في رأسه اكبر من ان يجيب على احدهم .. الساعة قبيل المغرب .. واليوم سينهي ذاك المتغطرس في نظره .. سيبعده حيث يرقد اخيه .. سينتقم اليوم لموته ولتلك الاحاديث التي تقال عنه .. مشى طويلا .. لن يستقل سيارة توصله .. فقدماه كفيلان بذلك .. مع ان المنزل يبعد مسافة لا بأس بها .. الا انه لم يأبه .. ليقف بانفاس متقطعة على عتبة البوابة المفتوحة .. يسمع اصوت الضحكات صادرة من مجلس الرجال .. لعله يجتمع مع اصحابه هنا .. نزع المسدس المختبيء تحت قميصه القطني .. يحتضنه حزامه الجلدي .. ليحث الخطى .. والاصوات تقترب .. صوت منذر وصوت جابر .. وصوته هو .. غريمه الذي ينتظر اللقاء به منذ مدة .. دخل لترنو الانظار اليه .. على عتبة الباب واقفا .. ويده تختفي خلفه والاخرى بجانيه .. ونظراته تبعثرت على اولئك المرحبين به .. حتى ما ان طال وقوفه قام ذاك مرحبا : حيالله مطر .. حياك ليش واقف هناك ..



وما ان اقترب ولم تعد تفصله عنه الا خطوات بسيطة .. حتى اشهر المسدس في وجهه ناطقا : محد بينتقم لخالد منك غيري ..


,,

هنا اقف .. ولنا موعد يوم الاحد اذا شاء الرحمن ^^

 
 

 

عرض البوم صور اسطورة !   رد مع اقتباس
قديم 05-02-13, 05:26 AM   المشاركة رقم: 30
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2011
العضوية: 224710
المشاركات: 3,261
الجنس أنثى
معدل التقييم: اسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 1223

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اسطورة ! غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اسطورة ! المنتدى : القصص المهجورة والغير مكتملة
افتراضي رد: زفرات اغتصاب ، للكاتبة : أنآت الرحيل

 



,,


صباحٌ يثير في النفس رغبة بالضحك .. والمرح .. والعودة الى ايام البراءة .. منذ ايام وهناك شيء ما يراه في عينيها .. في حديثها المتغير .. وفي شرودها المبعثر لهدوءها الذي عهده دوما .. ليست هي زوجته ومن دخلت قلبه من اوسع ابوابه .. لتكن الاولى فيه ويتمنى دائما ان تكون الاخيرة هناك ايضا .. فتح عينيه بعد ليلة نامها بهدوء لاول مرة ..وبعد غفوة اخذها بعد عودته من المسجد مصليا الفجر .. لا احداث تقلقه .. الا من احداث صاحبه الذي وضع نفسه في وجه عمه الغاضب .. ابتسم ليحرك وجهه ناظرا اليها .. ظهرها له .. وشعرها متناثر برغم تلك الجديلة التي اعتادت عملها قبل النوم حتى لا ترهقه بشعرها الناعم .. انقلب على جانبه الايسر ليشد بجسده اليها .. يطوق خصرها ويسحبها حتى تلتصق به ..


انعقد حاجبيها .. وتمتمت بنوم خالط نبرتها : جابر عن السخافة وخلني ارقد ..



استند على يساره ليرفع جذعه قليلا .. ولا تزال ذراعه الاخرى تطوقها برغم محاولاتها الفلات .. ليقبل رقبتها .. ويهمس في اذنها : وين ليول حبيبتي .. اللي من اصلي الفير ما تنام .. وتقوم ع راحتي بدون ما اطلب ..



لاحظ انكماشها على ذاتها .. ليشد من جسدها اليه .. ويتابع الهمس : حبيبي زعلان صح ؟



لا رد سوى من يدها التي ارتخت عن ذراعه .. ليبعد وجهه مقتربا منها اكثر .. وناظرا لسكون عينيها وانعقاد حاجبيها .. ليدنو يقبل وجنتها ويضيف : من يوم ما دريتي عن خالد الله يرحمه وانتي متغيره ..



افلتت منه حين غفلة من ذراعه تلك .. لتقف بـقميص نومها القصير .. تزيح خصلات متمردة على وجهها : لاني كل ما اسالك ما تقولي الصدق ..



انعقد حاجباه لوهلة .. ليجلس على ركبتيه ينظر اليها .. و ذراعيه قد كتفهما كما فعلت هي بغيض .. رفع شفته السفلى على العليا ونطق بعدها : يعني كنت اكذب .



وجهها يتغير ولكن تصر على المكابرة .. لتصمت كرد واضح عليه .. واردف : شبيب قالكم اني ادري ؟



وهي على وقفتها : لا .. بس من يوم وعيت ع الدنيا وانا دوم اسمع اذا تبون تعرفون وين خالد دقوا ع جابر والا شبيب .. من يوم يومكم وييا بعض .. معقولة ما تدري .. وانتوا الثلاثة مثل التوائم ما تفترقون .. وتريدني اصدق انك ما تدري ..



تحرك لينزل ويقف امامها .. وتبتعد هي خطوتان للوراء .. ليبتسم : انزين ولو كنت ادري شو بتسوين ..



أيختبر حبها ببروده هذا ؟ .. ام ان الثقة تحركه دون ان يطرف بعينه ؟ .. تتكوم الدموع في عينيها وهو ينظر الى ارتجاف شفتيها .. لن يقترب .. سيرى الى اين ستصل بحديثها وانفعالها ذاك .. ماذا ستقول ؟ هل سترمي بشخصيتها الجميلة بعيدا .. وتظهر شخصية مغايرة ؟ ..



نطقت مع انسكاب دموعها : يعني من قبل ما تاخذني .. تدري بكل شيء وساكت – مسحت دموعها واكملت – ابويه هان عليك .. كل يوم سهران وياه ولا كسر خاطرك انه ما يدري .. تنافقون وتجاملون ع حسابنا .. وخالد .. خالد كيف له قلب يسوي سواته .. وامي تتريا اليوم اللي تشوفه فيه بالبشت .. وما شافته الا بالكفن ..



لتنفجر ببكاء قطع قلبه .. ليقترب يغلق عليها ذراعيه غصبا عنها .. تحاول الفلات .. ولكن هيهات ان تهزم عضلات زوجها القاسية .. صرخت به : هدني .. هدني ..




يعلم يقين العلم بانها تطلبه بتلك الكلمات ان يبقى معها .. ان لا يتركها كما تنطق هي ..ظل صامتا وهي بين ذراعيه .. تنتحب و تتلعثم بكلمات مدفونة لا يعيها .. ولكنه يدرك بانها غاضبة .. لتدفعه فجأة عنها .. وتمشي مبتعدة وهي تثرثر بحنق : انت ما تحبني لو تحبني ما دسيت عني هالشيء ..




لينظر اليها تختفي .. يحث الخطى خلفها .. يسمع صوت وقوع شيء ما .. ليقف عند الباب يراها راكعة تجمع ما سقط من تلك العلبة .. فرشتا الاسنان .. وانبوب المعجون .. لتضع المعجون فيها وتمسك الفرشتان .. تسكب عليهما من الماء الساخن .. حتى تختفي معالمها خلف تكثف البخار على تلك المرآة .. يراها تمسح عينيها دون ان تلتفت له .. لينطق وهي لا تزال تدس رأسيّ الفرشتان تحت الماء : انزين شو بيتغير لو عرفتي ..



لتلتفت له دون ان تنتبه .. وتصرخ حين لامس الماء ظهر كفها .. ترمي ما في يدها .. ويتقدم هو نحوها .. يمسك معصمها وينظر لجلدها المحمر .. لتسحب يدها بعنف .. وتخرج ..زفر انفاسه فهو يدرك ان غضبها صعبا جدا .. فلقد كابده من قبل .. تبعها ورآها تخرج دواء من احد الادراج .. مرتبة جدا هي .. وتحفظ كل شيء في مكان .. لتجلس على كرسي " تسريحتها" وظهرها له .. تفتح غطاء ذاك الانبوب .. لتسيل منه على ظهر كفها الايسر .. وتبدأ بمسحه بخفه .. اقترب ليتعداها ويقف امامها .. يدرك انها تتوجع من رجفة كفها .. ليجلس على ركبتيه امامها .. يسحب ما في يدها ويمسك معصمها .. لتنطق وهي تحاول سحب نفسها منه : بسويه بروحي ..



يضع المرهم على كفها : سكتي .. وسمعيني ..



-
ما اريد اسمع شيء .



صرخ بها حتى تزلزلت في مكانها : قلتلج سكتي – هدأت نبرته ليردف – سمعيني ولا تقاطعيني ..



صمتت تنتظره ليحكي .. ليبعثر اعذاره .. واسباب اخفاء ذاك الامر لتلك المدة الطويلة ..صمت مطولا .. لعله يريد ان ينهي ما في يده اولا .. او لربما يبحث عن مكان يبدأ منه .. ليمسك كفيها بعد لحظات .. يوقفها دون ان ينظر لوجهها .. يعلم بانها تبكي لصراخه عليها بذاك الشكل .. اجلسها على السرير ليجلس بجوارها ووجهه لها : سمعيني انزين ؟.. وعقبها ما اريد اسمع لج حس .. بطلع اصلي اليمعه ولا تتريني ع الغدا ..



ارتجف قلبها .. سيعاقبها بالبعد لانها صرخت في وجهه .. لانها نعتته بالكاذب .. سيبتعد عنها ويغضب .. سيعاقبها بفعلها معه منذ اسبوع .. لن يهتم لها .. تعرفه جيدا .. تعرف عقابه القاسي لها .. جربته مرة بعد زواجهما بشهرين فقط .. بسبب حديث نسوة فارغ اثارها عليه .. تأمل وجهها الغارق بالدموع .. نظراتها للاسفل .. ابتسم يعلم انها لن ترى تلك الابتسامة .. ليردف : بخبرج السالفة .. وترا الوعد ع الريال مثل حد السيف .. اذا ما وفابه كن السيف قطع رقبته ..



ازدرت ريقها .. اذاً كان وعدا بينهم .. وعد لربما اجبروا عليه .. تنهد ليعتدل جالسا وساقاه قد ابتعدا عن السرير .. يذكر هو تلك الحادثة جيدا .. ضحكاتهما على خالد .. الذي خرج من المسجد بمعيتهما عند الفجر .. ليس بالمسجد القريب من سكنهم .. بل انه مسجد واجهوه وهم عائدون الى ديارهم بعد رحلة قاموا بها الى عُمان .. ليحتظنهم ذاك المسجد الهادئ الا من بضع رجال ..


يرتدي نعليه ويثرثر عليهما : الحين شو فيها اذا قلت اللهم ارزقني بالزوجة الصالحة ؟


ضحكا عليه لينطق شبيب : ما فيها شيء .. بس ليش مستعيل .. بعدك صغير والا مشتاق لنكد ..



ليقهقه جابر : الا شكله مشتاق ومشتاق ..



ليزفر بغيض : والله بتشوفون ..



ليركضا عنه مبتعدان وهو من خلفهما .. ليقف على وقوف ذاك الجسد امامه .. تسمر في مكانه .. لعله ليس من الانس .. سواد فقط من قمة الرأس حتى اخمص القدمين .. ليسمي بالله وهو يراهما عائدين بحذر .. ليتفاجأ بذاك الجسد يقع على قدميه .. ليرتجف يحاول الابعاد ولا يستطيع .. ستوقعه تلك المتمسكة به .. بصوت رجاء يخالطه بكاء مر : الله يخليك .. الله يخليك ساعدني .. طلبتك لا تردني .. تكفى يا اخوي ..



ليقترب منها جابر وبشدة قد اعتلت نبرته : شو بلاج .. قومي عنه .. واذا وراج بلوه لا تبلينا وياج ..



تلفت شبيب لعله يرى احدا كان يتبعها .. او احد يعرفها .. ثم اعاد نظره على وجه ابن عمه الساكن .. الا من نظراته على تلك الواقعة امامه .. تمسكه بشدة .. كان باستطاعته ان يبتعد بعد ان يدفعها عنه .. لكنه ظل صامتا .. اقترب منه ليضع يده على كتفه .. وذاك نظره لتلك المنتحبة المترجية : خالد .. خوزها عنك ..



لم ينتبه الا وهو يقول : وصلتي خير .. قومي ..



ماذا يعني ؟ هل سيلبي لها ويساعدها ؟ وان كان ما وراءها شيء عظيم هل سيوقع نفسه في تلك المعمعة دون تفكير .. اكفهر وجهه .. ليدير خالد اليه بعد ان اعتقته هي : انت صاحي ..



لا شيء سوى ابتسامة منه .. وتضيق حدقتي عينيه بسبب اشعة الشمس التي تطفلت على تلك الواقعة .. لتبدأ هي بالشكر له .. لم تنظر اليه ولا تعلم منه الا انه رجل من اولئك الرجال المرتادين لذلك المسجد في صلاة الفجر .. تحدثت بخوف وبرجاء : مالي غير الله ثم انت .. الله يخليك لا تتخلى عني .. اخوي .. اخوي يريد دفني بالحييا عشان لفلوس .. بيزوجني واحد قد يدي (جدي) .. انا مب حمل هالشيء والله ما اقدر .. وبنتي صغيرة ..



انعقد حاجباه .. وهما لوحا برأسيهما حسافة .. ليقف جابر قريب منها : اختي دوري من غيرنا .. احنا ما بيدنا شيء نسويه .. ولا لنا فالمشاكل وييا اخوج .. باين من كلامج انه شراني .. يا بنت الحلال لا توهقين خالد وياج .



رفع رأسه ليرى وجه ليلى وارتباط حاجبيها .. اذاً كان هو المخطيء .. هو من وضع نفسه في ذاك الموقف .. ليخرجها من خطط اخيها بالزواج منها .. وهي لم تكتشف صغر سنه الا بعد ان وقف في وجه اخيها ذاك اليوم .. مهدد له بعمه ابو شبيب .. العقيد ناصر الذي بأمكانه ان يجره الى السجون في أي لحظة .. ليرتجف عيد يومها ويرمي بكلمات الغيض عليهم ويصرخ بهم : عيل واحد منكم ياخذها .. لاني مب فاتح ملجأ لها ولبنتها ..



بيعت يومها له هو .. لتصرخ حين رأت وجهه .. صرخت به تستحلفه .. أن يبقى كل شيء على الورق لا غير .. لترفع ليلى رأسها له : والبنت ؟ من وين يت اذا كان زواجهم ع ورق – صمتت مع صمته واردفت بعدها – يعني مب بنته .. بنتها هي صح .. البنت اللي كانت خايفة عليها صح ؟



وقف وهي تنظر اليه : لا مب صح ..



وابتعد .. فقط اعطاها ظهره وادبر .. لا يريد ان يعيد الماضي اكثر .. يكفي ما قاله .. تتبعته بنظراتها حتى اختفى .. اذاً هناك اشياء اخرى يخفيها .. اشياء مدفونة لا يريد لها الخروج ؟ نفضت رأسها .. وهل هناك شيء آخر ؟ لا تظن ذلك .. الوعد .. كان وعدا تحملاه معه .. وهي جاءت تتهمه بالكثير ..

,,



عيونهم تحكي اتهامات لا حصر لها .. وكأن هذه اللحظة تجر نفسها ليشاركا فيها الحديث .. حتى وان كانا بعيدين .. امه وجدته الصامتة .. وكنة المتحاملة على وجع روحها .. ومنذر .. وايضا شامة المبتعدة بذاتها وهي تستمع .. يحكي لهما بعد حديثه مع والدته صباحا .. تسأله عن تلك القصة المتداولة بين النساء .. وهو؟ كيف هو مع عمه الآن ؟ .. ليجلس معهم بعد الغداء .. الا هاشل الذي صرخ به ان يترك المكان لان هناك أمور لا داعي لان يسمعها .. يعم الصمت على الوجوه .. لا حديث بعد قصة مرت عليها سبع سنوات مدفونة .. وأرملة تنتظر مصيرا يقرره القدر .. وابنتان .. احداهما لذاك الشهيد .. ازدردت ريقها : عمك ما يبي البنت صح ؟


رفع وجهه لينظر اليها .. بالامس فقط كان هناك حديث طويل له مع عمه حمد .. طويلا بحيث مرت الساعات دون ان يشعران بها .. بالامس واجهه قائلا : مها لك يا شبيب وبعدني عند كلمتي .. وخالتها عند كلمتها .. بس البنت اللي تطراها ما نبيها .. ولا نريد اي صله فيها او في اهلها .. تبقى مع امها احسن لها ..



شد انفاسه حين تذكر كلام عمه : عمي مب متحمل اللي صار .. ولا مقتنع للحين ..



وقفت كنّة .. ليلتفت لها : على وين ؟ ما سمعت منج كلمة ع اللي قلته .



ابتسمت وهي تنظر لشقيقها .. ومن ثم تبعثر نظراتها على الجالسين .. لتعيد النظر اليه : شبيب انت مب محتاي كلمة منا .. انت عارف شو لازم تسوي .. ومن يومك وانت تعرف .. واذا عمي ما يبيها .. بيتك ما بيتعذرها ..



لتصرخ والدتها : شو هالرمسة يا كنة .. تبينه ايبها هني .. تبينها تعيش ويانا ..



ابتسمت : امايه هذا اللي لازم يصير .. مالها الا شبيب ..



وقفت بغضب : اص ولا كلمة .. الظاهر انج روحتي عقلج .. خليج ساكتة دام هذي رمستج ..



" ان شاء الله " .. قالتها وابتعدت .. حتى والدتها تتحامل عليها من ذاك اليوم .. أتلوم ام فارس ان لم تأتي لزيارتها ؟ وأن لم ترد على اتصالاتها ؟ .. أتلوم فارس اذا صمت طويلا في حضرتها ؟ .. كيف تلومهم اذا اللوم جاءها من اقرب الناس لها .. من والدتها .. ولجت الى غرفتها بهدوء .. لتتنفس وتتمتم : يا رب .. ارحمني ..



وما ان خطت بضع خطوات حتى فُتح الباب من خلفها واُغلق .. لتلتفت وتشيح بوجهها بعيدا .. يحتظنها السرير وظهرها لتلك الواقفة من خلفها : كنة .. محد يدري صح ؟.. يعني انتي وامي بس ..



سحبت ذرات الاكسجين : شو تبين اقولج يا شامة .. يمكن اللي صار وياي واللي صار وييا شبيب وعمي خلانا ما نفكر فاللي صار لج .. بس محد يدري لا تحاتين ..



فركت كفيها ببعضهما امامها .. وبللت شفتيها اللتان اتعبهما الجفاف .. وبتردد : حارب يدري ..



تجمدت وكأن دلو ماء بارد سكب على جسدها .. وتجهم وجهها وتلك تتابع الحديث عما اقترفته يداها منذ ايام .. لتقف تلك تقترب منها بغيض تكابد وجع جسدها لتنطق بنبرة خافتة مليئة بالغيض والسخط : وحارب شو قالج .. شو رد عليج ؟



هزت رأسها : ما قال شيء .. سكت .. بس سكت ..



كفاها تمسكان كفي كنه : كنه انا خايفة .. كنه ما اريد هالعرس .. ما اريد اعيش باقي حياتي بهالشكل .. هو حلف انه ما بيلمسني ..



دموعها تتسابق .. حتى رمت بنفسها في حضن شقيقتها الساكنة في مكانها .. لم تتحرك .. حتى ذراعيها أبيا ان يرتفعا ويطوقان تلك .. فقط الصمت وبكاء تلك وهمهمات خوف ترددها بخفوت .. ماذا عساها تفعل ؟ ووالدتها هادئة جدا .. مبتعدة عن الحديث مع شامة .. لعل قلبها يحمل غيضا عليها .. ولكن الى اين سيؤول كل هذا ؟ .. هل ستباع اختها كتلك التي كانوا يتحدثون عنها قبل قليل ؟ .. هل سيبقى الاتفاق على ورق كما اقسم حارب سالفا ؟ ام سينتهي بطفل كما هو حال كلثم ..



شعرت ببرود شقيقتها .. فتداركت نفسها لترتفع عن صدرها .. تكفكف دمعها وتبتسم .. تنظر لوجه الاخرى الخالي من الملامح : انا استاهل ..



قبلتها على وجنتها : لا تشغلين بالج فيّ .. اهتمي بعمرج ..



وابتعدت مغادرة .. الجميع مبتعد فلما لا تبتعد هي ايضا .. ظلت جامدة ولا تزال تشعر بشفتي شقيقتها على وجنتها .. لتجفل على صوت هاتفها .. تحركت لترفعه عن ظهر "الكوميدينة" وتجلس : هلا حبي .. اشتقتلك ..



هو ايضا يشتاق لوجودها معه .. يدرك بان بقاءها بعيدا افضل لها .. ولكن الا تحتاج الارض لقطرات المطر .. فهي مطره الذي يشتاقه دوما .. يذوب في همسها .. ويشعر بضياعها في نبرة صوتها .. ويعلم انها تشعر بان هناك افكار تتخبط في محيطه تحيله الى الشرود والتفكير الدائم .. باغتته : شخبار عمتي .. عساها بخير ؟



هل تشعر بمخططات والدته لزواجه ؟ .. هل تشعر بان هناك امر ما يخيفه وجدا ؟ .. نطق وهو يبتسم : بخير يا قلبي .. كلنا بخير .. متى ودج تردين البيت .. انتي آمري وانا علي التنفيذ ..



سحبت انفاسها لتبعثرهن في اذنيه .. ليردف : يا روحي انتي .. شو اللي متعبج غير اللي صار .. ترا والله اني راضي .. حتى لو ما الله رزقنا .. انا راضي .. وغيرج ما بيكون في حد فحياتي .. حاس انج خايفة من هالشيء .. وانا الحين اوعد...



لتقاطعه : لا تقولها .. دخيلك يا فارس لا تقولها .. اخاف ايي يوم ما تقدر توفي بهالوعد ..



ارتجفت شفتيها .. واعتصر قلبها .. وكأن به يداس بين اضلعها .. مُرة كالعلقم تلك الكلمات التي تريد ان تبعثرها في مسامعه .. ومتعبة حد الموت .. ازدردت ريقها : حبيبي .. تدري اني احبك واموت فيك ..



بكاءها يمرضه .. صوتها المتهدج يرجف قلبه كشجرة ترجفها عاصفة هوجاء .. اردفت : ما اريد احرمك من الظنا .. ما اريد ..



" اص " .. صرخ بها وهو يعتصر ذاك الذي على اذنه : لا تقولين كلمه زايدة يا كنه .. غيرج ما بطب فراشي فيوم .. سامعتني ..



لا تعلم أتبتسم لذاك العاشق الذي لم ولن يرضا بغيرها ..ام تحزن لانها هي لن تستطيع اسعاده وحدها ؟ مسحت دموعها لتتابع حديثها معه بعيدا عن تلك المنغصات التي احتلت ايامه من بعد غيابها ..

,,

يــتــبــع |~

 
 

 

عرض البوم صور اسطورة !   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
أنآت, الرحيم, الكاتبة, اغتصاب, شفرات
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المهجورة والغير مكتملة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t183200.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
Untitled document This thread Refback 10-03-17 02:15 PM
Untitled document This thread Refback 07-08-14 03:21 PM
Untitled document This thread Refback 14-07-14 02:11 AM
Untitled document This thread Refback 13-07-14 07:19 PM


الساعة الآن 06:20 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية