قرارات توصلنا لنهايات قد نشتهيها .. ونهايات قد لا نحبذ حتى العيش فيها .. كقرارها هي .. لا تريد لمن كان اخ لابنها ان تُبنى حياته على زيف مشاعر ادركته مؤخرا .. بعد الغداء جلست معه في صالة منزلهما .. لتضع النقاط على الحروف .. سكبت له فنجان قهوة ومدته له : اليوم بتزور شبيب ؟
- ان شاء الله ..
ارتشف من فنجانه ثلاث رشفات .. واعطاه لها لتسكب له فنجان آخر .. سكوت ادرك ان وراءه حديث مكروه .. انهى فنجانه ليهزه . وتطمسه هي في وعاء الماء مع اخوته : فاثمج كلام ومب عارفه تقولينه ..
اغلقت غطاء" الدلة" واجابته وهي تعدل من جلستها : هيه عندي كلام .. خالد الله يرحمه كان يعز شبيب كثر اخوانه ويمكن اكثر بعد .. ومثل ما خالد يعزه انا بعد اعزه ومحطيتنه فمقام خالد ..
تمتم : الله يرحمه ..
واردف : وين تبين توصلين يا حفصة ..
ازدردت ريقها : خبر شبيب ماله نصيب عندنا .. البنت مب موافقه ..
" انا موافقة" .. بعثرتها على مسامعهما وهي تلج حيث هما .. لتستطرد : منو قال اني مب موافقة يا خالتي .. يمكن اللي سمعتيه كان فوقت تعب وحزن – التفتت لابو خالد – عمي انا موافقة ولا بحصل احسن من شبيب ..
نهرتها : بس انتي ما تبينه .. شو اللي غيرج الحين .. والا هيه لعبه يوم اباه ويوم لا ..
ابتسمت .. لتنحني بعدها تقبل رأس خالتها : قلتلج ما كنت فعقلي ..
بنبرة خافتة وكأن بها خجل ما : سلملي عليه عمي ..
" شبيب برع " .. قالها مبارك وهو يلهث عند باب الصالة : ابويه .. اميه .. شبيب برع وياه جابر ..
وقفا .. وبهتت هي .. تراه يجر الخطى بفرح .. يحبه بل انه يفضله عن البقية .. وتسمعه يردد : زارتنا البركة .. زارتنا البركة وانا عمك .. هلا والله بالغالي ولد الغالي ربيع الغالي ..
هل دموع الرجال عيب .. ام ان تلك الدموع حكرا للاناث .. هل دمعة الاب على ابن غاب عيب .. ودمعة الصاحب للفراق مهانة ؟ .. ام ان الدموع شهادات اثبات وفاء في زمن انعدم فيه الوفاء ؟ وصكوك امتلاك للقلوب القاسية .. او التي تدعي القسوة كتكوين جسدي .. احتضنه .. يشمه وكأنه يبحث عن رائحة المفقود بين انسجة الثوب البني .. والاخر انحنى على كتف ذاك الذي اخذت منه الدنيا الكثير .. وانهت الاخذ بابنه البكر .. قبله على كتفه ومن ثم على رأسه .. وابعده عنه قليلا .. او لعله هو من ابتعد يداري دمعات سقطت .. يشيح بوجهه ناحية الباب : يا ام خالد سوى قهوة .. وتعالي سلمي ..
تمتم بكلمات عزاء .. رد عليها ابو خالد .. ومن ثم رحب بهما لداخل المنزل .. وذاك الـ مبارك يتخذ لنفسه زاوية بعيدة .. لا يرغب بالاقتراب من شبيب .. ففي عقله حديث يخبره بان شبيب ابعد خالد ..
جلس بجانب عمه بمساعدة جابر .. وضع كفه على فخذ عمه : وشخبارك يالغالي .. وشخبار الدنيا وياك ..
- بخير بخير – يده تربت على يد شبيب- انت شخبارك ياولدي .. والحمد لله ع سلامتك .. ما خبرونا انك بتطلع اليوم .. وهذوه جابر سأله وبيقولك ..
نطق جابر : طلع من كيفه يا عمي .. ما قدرنا عليه .. والا هو طلوعه باكر مب اليوم .. حتى اتصلت بالربع وخبرتهم لا اييون ..
وجهه الصغير مشرأب بغضب واضح .. وذاك يسترق له النظر بين لحظة واختها .. ليمد يده له : ما بتسلم ع ولد عمك يا مبارك ؟
تجهم عمه : ما سلم عليك ؟ - ينظر لمبارك ليصرخ به – ايالهرم .. تعال سلم ..
اقترب بخطوات صامتة كصمته .. يده الصغيرة تقع في يد شبيب .. ليشد عليها ويسحبه ناحيته يحيه بالتحية الاماراتية : شخبارك ؟وشو لعلوم ؟
- بخير .
مختصرة .. وسريعة .. القاها وابتعد .. ليعي ذاك ان امامه مشوار طويل مع العيون الصغيرة الحاقدة .. يعلم بما في قلوبهم من حديث جابر عنهم .. ويعلم ان مشواره سيبدأ الآن من بعد خالد .. اما هي فاعتزلت المكان في تلك الساعة التي كان فيها شبيب في منزلهم .. لا يفصلها عنه الا خطوات .. تسمع صوته .. وحديثه الهادئ .. وتنعقد حاجباها .. هل قرارها صواب .. ام ان عقلها اصيب بالجنون ليقصي قلبها في هذه الايام .. تنهدت وبعدها حثت الخطى الى غرفتها ..
لم يرضى ان يغادرا بسهولة .. حتى وعده بان يزوره دوما .. يجلس بجانب صاحبه واخيه وابن عمه في تلك السيارة .. وعقله بعيدا .. عاد اسابيع للوراء .. في ذاك اليوم المشؤوم ردد تلك الكلمات التي قالها له كثيرا في السابق .. يربت على كتفه : كلثم امانه فرقبتك يا شبيب ..
كان يبتسم على غير عادته يومها .. وكأنه شعر بدنو اجله .. فوصاه عليها كثيرا .. ما ان تتاح له فرصة حتى اعاد نفس الحديث .. وقفا والهواء البارد يعصف بهما .. وقد التثما " غترتيهما" ينتظران اقتراب تلك السيارة ذات الدفع الرباعي منهما .. اليوم سيوقعان بؤلئك المجرمين .. القاتلين لشباب بلدهما .. عليهما لعب دور مجرمين كهم .. يقترب منهم ذاك المتلثم .. وآخر يقبع في السيارة .. لا يظهر منه شيء في هذا الليل .. ودار حديث عن صفقة المخدرات بينهم .. طويلا كان او لعله كان قصيرا وفي زمنهما كان الاطول .. وذاك يماطل وكأن به اكتشف الامر .. شبيب يحاول معه بعرض حقيبة مليئة بالنقود امام ناظريه .. ولم ينتبه لشخص الثالث في تلك السيارة .. يصوب نحوه فوهة ذاك السلاح .. ليصرخ به خالد : انتبه ..
ويسقطه ارضا متلقيا ثلاث رصاصات في الصدر بدل عنه .. ورصاصة رابعة استقرت في ساق شبيب .. وعج المكان يومها بالفوضى .. رجال شرطة ومطاردات .. و دماء انسكبت على جسد شبيب من جسد خالد ..
اغمض عينيه وتمتم : الله يرحمك ..
ليلتفت له جابر : يومه يا شبيب ..
- كنت انا المقصود .. وهو اللي راح ..
- كنتوا انتوا الاثنين بتروحون .. ما توقعنا يومها انهم كاشفينا .. كنا نراقب الاثنين اللي نعرفهم – تنهد – قدر الله وما شاء فعل .. الله يرحمه
سكون خيم على المكان ليردف : متى بتخبرهم ؟
اسند رأسه على الكرسي : مب الحين ..
وصلا واستقبل بحفاوة حب ايقنه في تلك الوجوه وتلك الدموع .. تعلق به هاشل حتى انه لم يرغب بمفارقته .. يطوقه بذراعيه النحيلتين ويمشي بتعثر معه .. ليضحك : تراك بطيحني وبرد الدختر بسببك ..
ابتعد عنه : لا لا .. خلاص .. بس انت لا تروح ..
كفه تعبث بشعره القصير .. ليلج الى المنزل وهو بجانبه : كلهن فالمطبخ .. يسون لك عشا ..
" هيه من قده دلوع البيت " .. نطقها وهو يقترب من شبيب يحيه : الحمد لله ع السلامة .. تو ما نور البيت – واخذ يقلد العجوز – والله البيت بدونك ما يسوى .. ومنيذر كله يعاندني ويضايقني .. محد غيرك يا وليدي اللي يحبني ويودني ..
ضحكا سويا .. وصمتا فجأة على ضربة عصاها بالارض : ياللي ما تستحي .. تعيب علي ..
حثت خطاها اليهم .. لتجلس وتربت بجانبها : تعال يا شبيب ايلس يمي .. وخلك من هالخبل ..
اقترب ليساعده على الجلوس وهمس : لا بالله الا طاح كرتي عند العيوز ..
وقفت تغالب دموعها .. تراه امامها من جديد .. شدت على شفتيها .. هو هناك يجلس بجوار جدتها .. خطت نحوه لتهلل : هلا والله بالطش والرش والما ورد فالغرش .. هلا بريحة ابوي .. هلا باخوي ..
تحامل على نفسه ليقف لها .. اخته القريبة منه كثيرا .. احتضنته .. وبكت .. ليمسح على رأسها : فديتج يا كنه .. لا تصيحين ..
تكلم منذر وهو يرتشف فنجان قهوة : حشا انتوا حزنكم صايح وبعد فرحكم صايح .. الحمد لله اللي ما بلاني باللي بلا فيه غيري ..
ضحكت على حديث خالها .. لتبتعد عن صدر اخيها وتقبل رأسه .. تحوقل : لا حول ولا قوة الا بالله – امسك بوجهها – كم مرة قلتلج لا تحبيني ع راسي .. والله تحسسيني اني شيبه ..
تمتمت الجدة : خلها .. هذا احترام لك .. ولا تقولهم لا يسونه ..
وكأنها تريد مخالفة قول جدتها .. امسكت بوجهه وقبلت وجنتيه : الحين زين ..
نهرتها : هذي اللي اقول عنها عاقله .. شفت شفت .. هذي البداية ..
وغرقوا في الضحكات .. انحنى ليجلس ولم يلحظ تلك القادمة بخطوات مرتبكة .. لتغطي عليها والدتها وهي تقبله وتحتضنه وجدا .. اشتاقت له كما هم .. جلست بجانبه فبانت تلك .. تبسم وعينيه في عينيها .. وحديث مزعج يراودها .. لعله يعلم بكل شيء .. سيصمت ويصمت وبعدها لا تعلم ما قد يكون .. انحنت تقبله وتتحمد له بالسلامة .. كان سلامها فاترا جدا .. امسك بكفها : الحين هذا سلام وحدة ما شافت اخوها من اسابيع ..
غرقت في دموعها لتنحني من جديد تقبله وتبكي : سامحني .. سامحني ..
ابتسم على مضض .. ليبعدها عن صدره : عشان شو اسامحج .. ما سويتي شيء فديتج .. تعالي يلسي ويانا ..
يتضاحكون وهي تبتسم مرغمة احيانا .. فاحشاءها تتعبها .. وان اخفت فلن يطول الامر .. نظرت لاختها واذا بنظرها يقع على تكور بطنها .. لا اراديا وضعت يدها على بطنها .. سينمو كبطن كنه .. سيكون من الصعب اخفاءه .. وهو لا يأبه .. ولن يأبه .. تراودها وسوسات شيطان بان تخطف هاتف خالها على حين غفلة منه .. وتأخذ رقم حارب الاخر الذي لا تعلمه .. اسمها يصل الى مسامعها .. لتنتبه لهم ينظرون لها جميعا .. ويدها تبتعد رويدا عن بطنها : خير ..
همست لها كنه الجالسة بجانبها : شفيج . شبيب من ساعة يزقرج وانتي ما تردين ..
تسمع والدتها تردد : هذا حالها من ايام .. حتى دراسه ما تريد تكمل .. وتعبت وياها ..
لتردد تلك : ديري بالج ع بناتج يا شمسه .. ترا الزمن مب نفس الزمن اللي راح .. دير بالج عليهن ..
رفع منذر حاجبه : شو اللي تقصدينه يام شمسه ...
وقفت : سمحولي راسي معورني .. الحمد لله ع السلامة ..
وقبل ان تغادر اوقفتها كنة : هذا بدال ما تيلسين ويانا وويا اخوج .. حتى ولو راسج يعورج دوسي ع الويع ويلسي ..
طأطأت رأسها لتعود وتجلس كطفل أُنب لفعل قام به .. لينطق هو : شامة حبيبتي اذا تعبانه روحي ارتاحي .. وانا بعد بروح اصلي العصر .. قومي فديتج ..
هزت رأسها مرارا بلا .. وصمتت .. فقط الصمت والنظر حيث كفيها المتعانقان في حجرها .. نظرات شمسة عليها لا تمل .. وهو يلحظ التوتر الذي غطى المكان .. ليقف منذر ويوجه كلامه لكنة : ترا اذا تبيني اوديج البيت ياللا .. لاني بروح اييب فارس من المستشفى ..
نظرت لاخيها .. وكأنها في اختبار صعب .. شوقها لشقيقها .. وحبها لزوجها الذي بحاجتها .. وقفت ودنت من شبيب لتجلس على ركبتيها امامه : لازم اروح .. فارس محد له ..
تبسم حتى بانت نواجذه : الله يحفظج فديتج .. وتراني ما بطير مويود فالبيت .. وان شاء الله بزوره واتحمدله بالسلامة .. وانتي تحمديله بالسلامة عني ..
كفاها تعانقان وجهه لتشده اليها وتقبل جبينه : الله لا يحرمنا منك ..
كررت تلك الجملة على مسامع فارس وهي تغطيه .. تشعر بالامان حين يكون بجانبها .. امسك بكفها قبل ان تغادر : وين رايحه .؟
- مسوية شوربه بيبلك منها .. لازم تتغذى اوكي ..
- بيأذن المغرب ..
ازاح الغطاء لينزل ساقيه .. فتمسكه من كتفيه : وين رايح ؟
رفع نظره لها : بتوضا وبصلي الين تسوين الشوربة وتيبيها .. الحين تبين تقنعيني انها جاهزة – استنشق الهواء مرات متتالية – تراني ما اشم شي ..
ضحكت حتى توجعت وصرخت وهي تضع يدها على وسطها : آآه ..
لينهض بسرعه : فيج شيء ..
هزت رأسها : لا .. بس من الضحك .. يعني لا تضحكني مرة ثانية ..
مشى بتعب وهو يقول : الله يعين من الحين يحب النكد ..
ضحكت وبعدها انصرفت .. اما هو فيشعر بان جسده منهك الى حد السقوط .. توضأ وخرج من دورة المياه ( اكرمكم الله ) وهو يستند على الجدار .. لم يأتي له يوما وتعب بهذا الشكل .. اقترب من الكرسي يأخذ من عليه تلك السجادة الخضراء المطوية .. يفترشها ويبدأ التوجه الى ربه .. حتى ما دخلت هي رأته يبكي وهو يرفع كفيه .. يبكي بكاء مؤلما .. وضعت الصينية من يدها .. ومشت لتجلس بجانبه تسمعه يردد : اللهم سامحني .. اللهم سامحني ..
رددها كثيرا .. حتى بكت معه .. لتنطق باسمه .. فتعانق راحتيه وجهه يمسح بلل دموعه .. يدها تسقط رويدا على فخذه : حبيبي انت بخير ..
- اول مرة ما اصلي فالمسيد جماعة .. حاس اني خذلت ربي ..
ابتسمت : معذور فديتك .. ياللا قوم .
تمسكه من ذراعه لتنهض وينهض معها .. وتساعده ليستلقي .. تغطيه بحنان الام لا الزوجة .. وبعدها تحث الخطى لاحضار تلك الصينية المحتظنة لذاك الوعاء المزركش .. وتنفذ الى انفه رائحة الحساء الذي اعدته لها .. تحمل الوعاء بيد والملعقة بالاخرى .. لتغترف له وتطعمه : بسم الله ..
تنهد بعد عدة ملاعق : بسني فديتج .. شبعت . وبعدين بتقوليلي ليش ما تعشيت .
برجاء وهي تقرب الملعقة المليئة بالحساء : بعد وحدة حبيبي .. عشاني ياللا ..
فتح فيه لتطعمه وابتسمت له : احبك .. والحين ارتاح – تجهمت لتردف – باكر ما بداوم صح ؟
هز رأسه لتتهلل اساريرها : حلو .. احسن لا اداوم الين تصح ..
بادرها بالحديث عن شبيب .. يسألها عن حاله .. لتشد انفاسها وتزفرهن : مشتاقتله .. لو شفت هشوله كيف لاصق فيه .. ما يريد اي حد يقرب منه .. والا يدوتي الفرحة بتطلع من عيونها بس تحب تكابر .. كان ودي ايلس وياه اكثر ..
يده تتلمس وجنتها .. لتريح راسها قليلا في راحته : اتصلي بمنذر ايي ياخذج تسهرين وياهم ..
هزت رأسها نافيه واردفت وهي تمسك بيده تعانقها بكلا كفيها : كلهم حواليه .. بس انت بروحك .. ما اريد اخليك .. سعادتي يمك – تغيرت نبرتها للجدية – وبعدين امك بتيي عقب كم يوم .. تباها تاكلني .. وتقول اني خليتك وانت مريض ورحت .. ترا هي ما تصدق تلقى علي شيء ..
" تكرهينها " .. قالها لتصمت .. هي لا تكرهها .. ولكنها تمقت معاملتها لها .. هزت رأسها : ما اكرهها .. ما اعرف اكره .. حتى لو اعرف ما اظن اني بكره ام حبيبي وروحي ودنيتي .. صح انها صايرة وايد تضايقني بالنغزات .. وانها تريد تخطبلك وتزوجك .. بس الحمد لله حملت .. وما باقي الا ثلاث شهور وبيينا نونو .. شو تريد بعد .. والله اني ما اتذمر بس .. بس ..
تقطع صوتها خلف حشرجة دمع باغتتها .. ليمسح هو دموعها بكفيه .. يضعف كثيرا امام دموعها .. ويعلم بان والدته شديدة معها وهي تتحمل لاجله هو .. فقط لاجله .. وهو يريدها هي فقط .. ولن يبحث عن سعادته بعيدا عنها ..
,‘,
خطوات اقدامه تمشي بهدوء في تلك الغرفة .. يبحث بين ملابسه .. وكتبه .. وادراجه .. وحتى تحت سريره .. لا بد انه هنا في مكان ما .. تلفت وهو يحرك انامله على رقبته يشدها متعبا .. ويزفر انفاسه .. لم يجده .. ولكن هو رآه مرة في يده .. تلفت من جديد .. ليعود الى ذاك الدولاب .. لعله اغفل عنه .. بحث وبحث .. واذا بكفه تنسل بين المناشف المطوية .. ليبتسم .. فـ اصابعه لامست ذاك المعدني الذي يبحث عنه .. زادت ابتسامته اكثر .. وهو يسحبه لينظر اليه .. يفتح مخزن ذخيرته ليجد اربع رصاصات لم تمس .. اغلقه ليضعه امام عينيه ويتمتم : نهايتك قربت ..
,‘,
اسمحولي ع التاخير بس المنتدى علق علي بعد ما نزلت اول جزء من الزفرة ^^
اتمنى ينال ع استحسانكم ~