,‘,
أتضحك الحياة في وجوه البعض بمقابل العبوس في وجوه أخرين .. وتبهت بين الابتسامة والسخط في نفوس أخرى .. تهيم ضائعة بين حاضرها ومستقبلها .. متناسية الماضي القارع ابواب روحها بين الحين والحين .. روحها الموجوعة بسبب الغياب الا مبرر .. بسبب القول الغير مكتمل .. قالت ستتواصل معها بعد رمضان .. وذهب رمضان يلملم الغفران .. وتبعه العيد .. وعيد آخر يلوح في الطريق .. ولا خبر منها ولا أمر أكيد .. تمشي بمعية خالها .. بهويدة تنزل الدرجات القليلة في مدخل تلك البناية المكتنفة لعيادة تلك المختفية .. أرادت الاطمئنان وجاءها الجواب .. الباب مغلق منذ أجل ليس بقريب ..
ركبا ليأتيها صوته وهو يحرك سيارته للابتعاد عن المكان : انزين المفروض تحولج لدكتورة ثانية .. مب جذي تروح لا حس ولا خبر .
" أنا ما بغيت " .. وبعدها صمتت .. وصمت هو للحظات .. واذا به ينطق كاسرا السكون : بوصلج المستشفى وبروح .. عندي شغل .. من اخلص بخطف عليج .
بعد دقائق كانت تتخطى بوابة المستشفى داخلة .. ويدها قد اندست في حقيبتها لتخرج هاتفها .. وسرعان ما استقامت وهي تضع الهاتف على أذنها : هلا مهوي .. هيه وصلت .. عند الاستقبال ... اوك اترياج .
لاحت لها من بعيد كعادتها سافرة الوجه .. تقترب منها ترحب بها وتمسك بكفها تمشي معها : اخبارها الحين ؟
سؤال طرحته شامة وهي تسير بمعية مها .. لتجيبها الاخيرة : راقدة .. والاكسجين مب طايعين ياخذونه عنها .. يقولون الازمة كانت قوية .. غير هذا عند الفير صابتها حمى ..
ولجتا الى الغرفة .. ليظهر لها الجسد الصغير على السرير الابيض ذو الجوانب المعدنية .. انحنت تقبل جبينها وتمسح على رأسها .. ليأتيها صوت مها : الله يسامحهم .. قلت لهم ردوها .. قالوا بتتعود .
ابتسمت شامة : قدر الله وما شاء فعل ..
" تعالي " .. قالتها مها وهي تمسك بيد شامة تجرها معها الى الكنب الجلدي المتواجد في تلك الغرفة .. لتجلسا وتبادرها سائلة : متى بترد كنة ؟
- اليوم .. قالوا بيصلون اليمعة فالحرم وبيردون .. افكر فيها وايد .. حياتها انعفست بين يوم وليله .
كانت تستمع لحديث شامة بشيء من الشرود حتى ما سألتها قائلة : عمي وحرمة عمي وين ؟
لتنفجر ضاحكة وسرعان ما كتمت ضحكاتها بكفها خوفا من استيقاظ كلثم : الدختور عطاهم محاضرة طويلة عريضة اليوم عشان حالة كلثم .. خالتي يت هني معصبة وقالت – تقلد خالتها – هذا اللي ناقص بعد يعلمونا شو الصح وشو الغلط .. عيال بعدهم ما طلعوا من البيضة خذوا الشهادة وشافوا اعمارهم الفاهمين وبس ..
ضحكتا سوية وبين الفينة والاخرى تنسرق انظار شامة ناحية كلثم الغارقة في سبات عميق .. لا صوت من تلك الزاوية الا صوت ذاك الجهاز النافث بانفاسه في انفاسها .. تنوعت الاحاديث بينهما .. وهدوء داعب الاجواء بعد حين ربما لم يعد هناك شيء يُحكى .. وربما هناك الكثير تحاول الالسن ان تلقيه ولا تقوى .. وقفت مها : بروح اييبلي عصير .. ايبلج وياي ؟
هزت رأسها بلا .. وعادت لتغرق في شرودها .. لم تدرك الوقت .. ومتى عادت مها لتمد لها بعلبة عصير : اندوج ؟
اخذته متبسمة وشاكرة .. لتلتفت الى مها الرامية بجسدها بجانبها مع تنهيدة عقيمة .. لتنظر اليها ترتشف من علبتها .. ومن ثم تستقر بين كفيها قريبا من ركبتيها .. وضعت العصير جانبا : مها انتي بخير ؟
لربما الحديث الوحيد الذي لما تطرقان له هو حالهما .. وذاك السؤال لطالما كان جوابه كاذبا .. ولكن اليوم لا ترغب بالكذب .. لا ترغب بالهرب مما يجول في نفسها ويؤرق روحها .. كللت وجهها ابتسامة صغيرة .. وتمركز نظرها على كفيها المحتويان لتلك العلبة الباردة : ما اعرف شو اقولج شيوم .. ما صرت اثق بحد من عقب اللي صار من سوسن .
سحبت الاخرى انفاسها : من يوم ما شفتها وياج فالجامعة وانا مستغربة .. ما حسيت فيوم انج ترابعين بنت مثلها .. مب قصدي انها مب مواطنة .. قصدي انها غير .. جريئة .. ما تستحي .. ولا عندها خوف من ربها ..
نظرت لشامة بابتسامة ساخرة قائلة : ما كانت تهمني المظاهر .. هي تقربت مني وانا فتحت لها الباب .. والحين حتى نفسي مب قادرة اقولها شو في .. مب قادرة اثق حتى فعمري .. اخاف ان صارحت نفسي يخوني لساني واقول للغير واندم . صايرة سطحية .. من يومين حسيت اني مها القديمة .. قدرت ارد شخصيتي واثبت نفسي .. حسيت بنشوة النصر على سلطان ..
قطبت شامة حاجبيها : ما فهمت ؟
قذفت بتنهيدة قوية .. تركت معها العلبة جانبا وتربعت جالسة على الكنب .. ووجهها لشامة : كان يريد العرس بهالاسبوعين .. اصريت انه يكون عقب العيد .. مادري شو صار له وتخلى عن عناده ووافق .. وغير رايه عشان الملكة .. وخلاها بعد اسبوع عقب ما كان مصر انها تكون فيوم العرس ..
" حلو " .. قالتها شامة بفرح واردفت : الملكة بتقربكم من بعض اكثر .. وبتعرفينه اكثر مهوي .. الله يسعدج .
توشحتها ابتسامة باردة وكأن الفرح لا يرغب بدخول زواياها : خايفة .. احس عمري ضايعة .. مرة اريد هالشيء ومره ما اريده .. ما اعرف سلطان كيف يفكر .
التفتت لشامة : نظراته لي تخوفني .. يمكن هذي نظرته .. بس مرات احسها بس لي هالنظره ..
" كيف يعني ؟ " .. سؤال طُرح دون ان تقابله أي أجابة .. كـ أسئلة كثيرة تمر باحثة عن جواب يروي جفافها فلا تجد .. ليستا بذاك القرب الموصل الى حدود بعيدة في البوح .. ليست شامة كـ ليلى بالنسبة لمها مؤخرا .. وليست مها كشخص تستطيع ان تبوح له شامة دون قيد ..
طرقات خفيفة على الباب اجبرت شامة على اسدال طرف " شيلتها " على وجهها .. اما مها فاكتفت بترتيب " شيلتها" على رأسها .. أختلاف كبير في الالتزام بين الاثنتين .. دخل بطوله الفارع تتسابق من خلفه خطوات الممرضة القصيرة وجدا بالنسبة له .. القى التحية بخفوت دون النظر الى القابعتين متسربلتان بالسواد ... حتى ما اتخذ من جانب السرير موقفا أنحنى .. يدس سماعته من تحت قميصها لتلامس برودتها صدرها العاري .. يبتسم ويقطب جبينه تارة .. وينفث انفاسه بحنق تارة أخرى .. ليأمر تلك الممرضة بعدها بأن تنزع الكمامة عنها .. وتضع مصلا آخر تدس به دواء يعيد اليها عافيتها .
وقف ناظرا اليهما ومن ثم سائلا : من المسؤول عن البنت الحين ؟
سؤال غريب جعل منهما ينظران الى بعضهما بشيء من عدم الاستيعاب .. لتقف مها وتقف من بعدها شامة .. وتنطق متسائلة : ما فهمت قصدك ؟
ابتعدت انظاره الى كلثم : اللي اعرفه انها فبيت شبيب من عقب وفاة ابوها .. وتفاجأت ببو خالد يقول انهم خذوها عندهم .. وعقب كلامي وياه .. واللي ما عيبه قال نشوف اللي فمصلحة البنت .
" انا المسؤولة " .. قالتها شامة بشيء من ثقة .. لتنظر لها مها وبهمس : انتي شو تقولين ؟
لم ينسها .. ولم تنبس هي ببنت شفة .. واكتفى هو بتلك الجملة المستفسرة .. وخرج بعدها ..
,‘,
الغياب عن ارض اشبعتنا .. واحتوتنا .. وافرحتنا واحزنتنا كالصيام الطويل ينتظر موعد افطار يُروى به العطش .. وهما يتوقان لوضع اقدامهما على تراب الارض .. تراب الوطن بعد غياب اسبوع .. تضرب عقليهما افكار مختلفة .. افكارها يكتنفها الخوف والتوتر .. وكيف هي الايام القادمة .. وافكاره يرتادها الندم .. ولوم يساوره لنفسه ..
وقف ينتظر مرور حقيبتيهما .. وهي مشت مبتعدة حيث مقاعد الانتظار .. تنظر اليه يرفع هاتفه من بعد اتصال .. ومن ثم يدسه في جيبه وينحني يرفع حقيبتها ومن ثم حقيبته .. ويجر احداهما خلفه والاخرى يحملها بيده .. حتى ما وصل عندها قبع ناطقا : منذر مقبوض فالشغل ما يقدر يطلع .. وجابر مغلق فونه .. بنرد فتكسي ..
وقبل ان ينتصب واقفا رن هاتفه من جديد .. ليبتسم لصاحب الاتصال : هلا والله .. وعليكم السلام .. ربي يسلمك ... من ربع ساعة ... ما بكلف عليك فهالوقت المتأخر التكاسي موجودات ..
يسند هاتفه بكتفه ويجر حذائه من تحت سريره منحنيا يرتديه : لا تقول هالرمسه تراني ازعل منك .. ياللا مسافة الطريق واكون عندكم ..
دس هاتفه في جيب بنطاله .. لتطاله هالة من الوجع .. وصوت يأن في داخله بخلاف الضحكات المتخلل حديثه مع شبيب آنفا .. مشى بخطواته يختطف مفتاح سيارته من على الـ " كوميدينة " وينطلق خارجا .. ينادي بصوته على عبد الغفور .. ليأتيه مهرولا وطرف جلبابه الواسع في قبضة يده : خير يا بيه ؟
- انا طالع .. لا تسكر الباب يوم ارد بسكره .. وارقد وسكر عليك حجرتك .
ليبتعد بعدها بسيارته .. تلوح له الساعة الرقمية فيها على اعتاب الحادية عشر .. ربما تلك الساعة خاطئة .. لينظر الى ساعة معصمة ويجدها متقدمة الاخرى ببضع دقائق .. يشعر بعظامه تتأوه .. منذ لقاءه بفارس وهو لم يطعم النوم الا سويعات تأرقهما كوابيس خانقة ..
آآه من وجع استحلني بين يوم وليلة .. ويزيد غرس انيابه في جسدي البالي بالعشق .. أأنا مجنون هوى حتى بتُ اراها في الوجوه .. حتى أُضحي اسمع اسمها مع الاحاديث الخافتة .. كيف لي أن أعيش وهي الهواء لي .. وهي الداء وهي الدواء .. اتتلذين بقتلي دون ان تعلمي إني لكِ مغرم .. بل ان شغاف قلبي تناديكِ .. أنتِ فقط ..
يعاتب نفسه على حب استحلها في اول الشباب .. واخمده سنوات .. وكلما اخمده زاد عصياناً وتمردا .. حتى ايقن بانه اضعف من ذبابة في هواها .. اوقف السيارة ساحبا انفاسه ليرتدي ثوب الفرح .. ملتقطا هاتفه من جانبه .. يتصل بـ شبيب يخبره بانه في الانتظار ..
الرياح في هذه الليلة عاتية .. قاسية تضرب المارة دون هوادة .. ينظر لتلك الاجنبية الممسكة قبعتها بيد .. وبالاخرى تحاول ردع فستانها عن الطيران حتى لا تنكشف .. تبسم وهو يرى طفل صغير التصق بوالده ينتظران سيارة أجرة .. وتجول انظاره بين القادمين الباحثين عن وسائل نقل ترحمهم من غضب الريح .
تسمرت انظاره هُناك .. على وجهها المنكشف في غفلة منها .. ليداهمها الهواء مبعدا طرف " شيلتها " حاسرا وجهها .. لم تتغير .. بل انها صارت اشهى عن ذي قبل .. انعم وأرق واجمل .. خالجه فرح ممتزج بحزن قاتم .. هل ستكون له ؟
عاد من احلامه على صوت شبيب الذي فتح الباب لشقيقته قبل ان يفتح الباب لنفسه .. ناطقا بالتحية قبل الصعود .. ومن ثم : انزين انزل ساعدني .. ما فتحت الدبه وخلاص ..
قهقه على عتب شبيب واجابه وهو يصافحه ومن ثم يحيه بالتحية الاماراتية : المهب برع مخبله فالناس .. وما حبيت انزل وتخبلبي ..
واردف وهو ينظر لشبيب ينزع " غترته " عن رأسه : الحمد لله ع السلامة .. نورت لبلاد بردتكم .
تحرك بسيارته : خالك ما يقصر .. وعاني من رقادي يقولي قوم شبيب فالمطار ومحد فاضيله غيرك .. الغبي حاقد علي ما اعرف ليش ؟
ارتفع حاجب شبيب لكلام حارب .. الذي اكمل حديثه : وليش ما اتصلت عليّ وخبرتني .. مب انا ربيعك .. والا ما تعتبرني من اهلك .
بين العتب والتبرير صدح سُعال عقيم من كنة القابعة في الخلف ينطقان سوية : حلال .
زادت نوبة السعال حتى ظنت بانها ستختنق .. لتحرر وجهها من الغطاء منحنية للامام .. تلصق جبينها بالكرسي الامامي .. واذا به ينتشل قنينة الماء من جانبه يمدها لها : شربي ..
ليأتيه صوت شبيب : شارب منها ؟
- هيه .. لا تخاف ما في شيء .. لا مريض ولا شيء .
ترددت بالشرب منها .. حتى ما شعرت بان ذاك السعال لن يعتقها .. سمت بالله وتجرعت الماء منها .. مع انها لا تحب الشرب من بعد احد .. الا من كان بعلا لها .. تهادى السكون اليهم .. ليتنهد شبيب مرخيا راسه على الكرسي .. يسترق النظر للجالس بجواره .. شاردا بعيدا ..
مجنون انت يا حارب .. وجنونك حكم عليك بالضياع بين ماضي وحاضر .. ارى وجع في عينيك الشاردة .. وارى مشنقة علقتها للفرح في داخلك .. كُلما اراد النهوض هددته بها .. أولست قاسيا يا حارب .. لتضع قلبك اسفل قدمك وتدوس عليه دون رحمة .
قطع حديث نفسه محادثا شقيقته : كنة انتي بخير ؟
أوصلهما واعتذر عن الدخول .. ناظرا إليها تشق طريقها فتتلقفها والدتها تضمها الى صدرها .. تخفيها عنه خلف اسوار المنزل .. تدارك نفسه ليتحرك بعد ان وضع الحقيبة على الارض : الحمد لله ع السلامة مرة ثانية .
مودعا شبيب .. مستقلا سيارته .. وعينا صاحبه تراقبه حتى اختفى .. ليشد بكفه على جبينه ماسحا بها وجهه .. وضاربا بقبضتها على المقود صارخا : غبي .
اعترافاتي تؤرقني يا شبيب .. تلك الاعترافات الخرقاء في ساعة استسلام ..هل ستأخذها على محمل الجد .. ام ستطمسها في عمق اللامبالاة . حارب يتجنب النظر إليك بسببها .. إني احترق بسبب ورقة بلهاء ارسلتها لك .. وهل كنتُ لاعلم الغيب آنذآك .. أعذرني يا صديقي على وقاحتي .. على حبي لها .. وعلى عدم اعترافي الا متأخراً .
,‘,
" تعالوا .. تعالوا " .. رددتها تلك العجوز وهي تفتح ذراعيها لهما .. لتنسل كنة من بين ذراعي والدتها وترمي بنفسها في احضان جدتها : تو ما نور البيت ..
ترددت ضحكاته وهو يقبل رأسها المخضب بالحناء : وافديت هالريحة ياميه .
" الحمد لله ع السلامة " نطقتها شامة وهي تلج الى الصالة لتقبل شقيقها ومن ثم شقيقتها .. فرح تسور المنزل في هذه الليلة لتنسكب الدموع من المُقل .. تلفت : عيل هاشل وين ؟
" راقد " .. قالتها والدته واردفت وهي تجلس بجواره : وراه مدرسة .. بالمحايل الين رقد ..
تدس نفسها في صدر جدتها .. حتى استغربوا فعلها .. لتنطق والدتها بوجل : كنة شو بلاج ؟
ما إن وصل السؤال اسماعها .. حتى صدرت منها شهقة تدل على غرقها في البكاء .. ترتفع يده لتمسح على رأسها : بسم الله عليج .. شو صارلج فجأة .
" خلوها " .. قالتها العجوز وهي تبعد يده عن رأس حفيدتها .. لتردف : كنة بترقد وياي الليلة .. قومي فديتج .
التصقت بجسد جدتها حتى ثقُل على تلك العجوز السير .. وما إن أغلقت الباب من خلفهما حتى انتحبت الاخرى متشبثة من جديد بجسد العجوز : شبلاج .. بسم الله عليج ..
لترد باختناق : ما اعرف شو بلاني اول ما دخلت البيت حسيت بخنقة .. كانه حد يخنقني ..
ارتفعت ليبان لـ هداية وجه حفيدتها المحمر والغارق في الدمع .. لتمسح وجنتيها بيدها الحرة تباعا : تعوذي من الشيطان .. وقومي توضي وصليلج ركعتين ..
الاختناق استحل بذاك الهارب حتى أحاله الى مجنون فعلي .. يقف في حديقة منزله .. كفزاعة لا يتحرك فيها الا القماش .. تعصف به الريح لتتخبط خصل شعره على وجهه مرارا .. به بركان من غضب .. ليتحرك اخيرا .. يخطو نحو لوح من خشب مرميا باهمال .. يلتقطه بيده .. ليجرم بالجرار الخمس المزينة لمدخل منزله .. يحطمها دون هوادة .. يضربها يمنة ويسرى .. ويقع عليها مهشما .. يصرخ من بين ضرباته .. يهين نفسه .. ينعت روحه بالغباء ..
ليأتيه صوت ذاك الخائف من وراءه : يا بيه استهدي بالله ..
ليرمي ما في يده بعيدا .. يقترب من عبد الغفور المرتعب من حاله الغريبة ..يضع كفيه على كتفي ذاك الرجل .. ويحدق في وجهه .. صامتا .. ليتسآءل عبد الغفور : في ايه ؟ ..
تشدق مبتسما .. ليبتعد بعدها .. ناطقا وقد دس كفيه في جيب بنطاله : انا مسافر باكر يا عبد الغفور .. ودير بالك ع البيت .
,‘,
يُــتــبــع |~