,‘,
كأس من الشاي الاحمر قابعا على حافة الطاولة .. تعب المكوث حتى خارت انفاسه الملتهبة .. وبردت روحه بعكس روح القابع على الكرسي .. صامت وقد تشابك كفيه تحت ذقنه .. ونظره تسمر على هاتفه القريب من الكأس البارد .. هذا حاله منذُ الامس .. تأخذه الافكار بعيدا عن المكان .. تهيج به بين تنهيدة وتحوقل .. رن هاتفه ليسحبه بسرعة .. تاركا مكانه ليقف : هلا جابر .. ها بشر ؟ عرفت شيء ؟
ملامح وجهه تتغير بين استرخاء وانقطاب .. ليحرك ساقيه يقف مقابلا للنافذة : يعني شو ما يعرف .. انت سألته ؟
توقفت عجلات سيارته امام مقر عمله .. ليجيب الاخر : هيه .. امس كنت عندهم .. هو ما يعرف وين بيتهم .. المشكلة انك انت مب حافظ الاسم .. باللا حد ينسى اسم ..
قاطعه : المشكلة اني بطلع فعيونهم خسيس وقليل اصل ..
صمت يستمع لجابر .. صمت طويل جدا .. يخبره عن الكثير .. وسؤال طرحه عليه ليجيبه : ما ادري وين حطيته .. انت تدري بحالتي كيف كانت يومها .. حتى صرت ما اشوف قدامي .
تنهد جابر ولا يزال جالسا خلف مقود سيارته : شبيب هالايام مشغول بقضية مشربكة .. شو رايك ندخل طرف ثالث فالموضوع ..
- سعد .. ع الاقل عارفين الاسم الاول والثاني والقبيلة .. هالشيء بيسهل بحثنا .. بس والله مب متفرغ .. انفتحت قضية خلفان من يديد .. ويدت امور مب بالحسبان ..
" شو ؟ " .. قالها صارخا وهو يعود ادراجه يقبع في مكانه الذي كان .. ويردف : خبرني كل شيء يا جابر ..
ترجل الاخر من سيارته ولا يزال الهاتف على اذنه : يتنا شكوى عليه .. في واحد اسمه عوض انمسك من كم يوم .. وياب طاري خلفان بالتحقيق .. الظاهر انه الشخص اللي كنت ادوره .. الموضوع متشربك .. وبعدني للحين مب فاهم شيء .. اول ما تتوضح الامور بخبرك بكل شيء .. انت لا تشغل بالك .. والسالفة بوكل فيها سعد .. دامك ما تريدها تطلع .
اغلق الهاتف وهي واقفة تنظر اليه .. تراه مختلفا .. شاردا عنها .. ليس ذاك المهتم بها في اول الايام هُنا .. تتزاحم التساؤلات في عقلها .. لتتقدم خطوات حيث كان جالسا : شبيب
رفع رأسه مبتسما .. وهز رأسه قليلا وكأنه يسألها ان تُكمل .. ظلت على وقفتها : في شيء صاير ؟ من امس والتلفون ما خوزته عن اذنك .. اهلي فيهم شيء .. امي فيها شيء ..
تهدج صوتها : ترى ما بسامح عمري اذا صارلها شيء .. انا طلعت من البيت وما تسامحت منها ..
" ما فيهم الا العافية " .. نطقها ليراها تجثو على ركبتيها امامه تمسك بكفه الايسر : الله يخليك لا تغبي علي .. فيهم شيء ؟
- لا حول ولا قوة الا بالله .. قلتلج ما فيهم شيء ..
تركت يده لتقف تنظر اليه من اعلى : لا تكذب علي شبيب ..
قطب جبينه لقولها .. لينحني بجذعه يسحب الهاتف عن الطاولة ويمسك بكفها يضعه فيها .. ليقف ناطقا : اتصلي فيهم وتأكدي ..
وبعدها انصرف لغرفته .. ليس في حال يسمح له بمجاراتها في الحديث .. ما ان وصل باب غرفته سمع صوتها تحادث خاله .. تهيل عليه اسئلة كثيرة .. اختفى صوتها عن مسامعه بعد ان اغلق الباب .. ليسقط جسده على السرير .. يكتف ذراعيه تحت رأسه ..
ماذا دهاك يا شبيب ؟ .. منذُ متى وأمور مهمة تمسحها من عقلك .. ولا تذكرها ؟ .. لا تعلم عنهم شيئاً .. سوى اسم عائلة .. حتى منزلهم لا تعلم من امره الا انه في مدينتك .. فكم بيتاً عليك ان تطرق بابه ! ..
تحركت مقلتيه على الجسد الداخل والمتوقف بجانب السرير موازيا لرأسه .. ليرى ابتسامتها .. ومن ثم ينحني جذعها لتلامس شفتيها جبينه وخصلات شعرها الهاربة اجبرت جفونه على الانسدال .. ترتفع عنه : سامحني .. ما كان قصدي اكذبك ..
وبنبرة تبحث عن اعذار : بس انت وحالتك السبب .. يعني لا تلومني ..
تتحرك لتجلس اعلى رأسه بما انه مستلقي في نصف السرير .. واناملها تمتد لتعبث بشعره القصير : شو مستوي وياك ؟ مشاكل فالشغل ؟
رفع رأسه قليلا ليراها .. قاطبة الجبين .. اراح رأسه من جديد : تقريبا ..
سحبت انفاسها .. وشيء في داخلها يخبرها ان لا تنطق .. ان تصمت ولا تنبس ببنت شفة .. ولكنها أبت الا ان تقول ما في جعبتها : خلنا نرد ..
كفيها تشابكا في حجرها .. هي خائفة من العودة .. من المواجهة .. ولكن الى متى ستبتعد ؟ .. لاذ الصمت في المكان .. ليبعثره : من كل عقلج ؟
عادت تسحب انفاسها : تعرف .. طوال الايام اللي راحت وانا افكر كيف بيكون حالي .. كنت معرسه .. كل همي بيتي و ....
لا تعلم لماذا عند اسمه تتقافز الحروف بعيدا .. الفاء والالف .. والراء والسين .. لا يجتمعن معاً .. لتفضل قطع الحديث .. وتستطرد : وكل شيء بين يوم وليله راح .. كل ما اتخيل اني عشت وييا اخوي تصيبني رعشه .. شعر جسمي كله يوقف .. واحس بنغزات فقلبي .. مثل الابر .. واحس جسمي يقرصني .. مثل اللي عليه جيوش من النمل تعضعض فيه ..
ارتفعت يمينها لتمحو دمعاً انسكب : انا ما اقول اني ما ارتحت .. والله العظيم ان فهالكم يوم ارتحت واايد .. صرت اشوف اللي صار من كذا مكان .. ربنا اذا احب عبد ابتلاه .. ايلس افكر .. شو اللي سويته فحياتي عشان ربي يحبني ويبتليني .. اكثر من مرة ايلس اعدد اللي سويته من كان عمري عشر سنين ..
ابتسمت وبنبرة ضاحكة : يمكن لاني كنت اخذ من اكلي واعطي قطاوة شعبيتنا ..
ضحكت وبكت .. لتتساقط دموعها اكثر .. تتقافز من عينيها الى كفيها النائمان في حضنها .. والصمت عاد يطوق الساحة .. وهو لا يرغب بمقاطعتها .. فلتحكي .. ولـ تبكي .. لعل ما في صدرها يعتقها .. مسحت دموعها لتطبق راحتيها وتشد بسبابتيها على فيها .. وسرعان ما ربعت ذراعيها على صدرها .. وكفها اليمنى تمسح على عضدها الايسر مرارا : شبيب ..
بلعت ريقها .. تشعر بصعوبة الحديث .. وبتردد نطقت : شخباره ؟
سحب انفاسه وارتفع بجذعه جالسا : بخير .. قادر يتخطى اللي صار .. هو انسان قوي بايمانه .. يمكن هالشيء اللي عطاه الحق انه يغلب سالم قدام ابوي الله يرحمه ..
تمردت ابتسامة على شفتيها .. تحمد الله انه بخير .. تمتمت بذلك ليبتسم هو لفعلها .. واردفت : خلنا نرد ..
لتقف وينظر هو لها .. ترسم ابتسامة ناطقة بمرح : شامة مب اقوى مني ..
ليقف مقابلا لها .. يحتضن وجهها بكفيه : بحجز ع يوم السبت .. بنصلي اليمعة هني ..
" ان شاء الله " .. نبست بها وتحررت من كفيه .. ستحاول ان تشحن نفسها بالقوة .. ان تكون مختلفة .. تنفض عنها غبار الضعف الذي غطاها حتى دفنها .. وسيبقى ايمانها كبيراً بمن خلقها .. وهو قادر ان يغير الحال الى حال آخر ..
,‘,
أتلعب بنا الحياة .. فتُأرجحنا بين فرح وحزن ؟!.. هو يقسم ان الحياة معه تلعب لعبة الكر والفر .. وهو بين يديها دمية تتبعثر من اطرافها خيوط خفية .. استيقظ من نومة هانئة .. منذُ ايام وهو يستلذ النوم حد الادمان عليه .. فيقبع في سريره يغلق عينيه يناديه أن تعال وخذني الى عالم الاحلام .. احيانا يأتيه على غفلة .. واحيانا اخرى يضحك عليه فيجافيه حتى الفجر ..
تمغط .. يشد ذراعيه لاعلى .. يمد جسده بالنشاط .. اليوم سيعود الى منزله .. سيبقى فيه يومان قبل السفر .. قفز بفرح من السرير .. يتوجه الى دورة المياه ( اكرمكم الله ) .. سيأخذ حماماً باردا يزيده نشاطاً على النشاط الذي يشعر به ..
وما هي الا ثلث من الساعة حتى خرج يحمل حقيبته في يده .. قاصدا سيارته مودعا الفندق .. يستمع للاغنيات .. يغني معهم احيانا ويعزف باصابعه على المقود احيانا اخرى .. السرور يتراقص بأوصاله .. ليأتيه اتصال ويبتسم يخفض على الصوت الماجن : هلا والله بشبيب .. اخبارك ؟ .. اشوف طابت لك اليلسه ..
وقهقه بعدها مطولا .. ليعقد حاجبيه على حديث صاحبه : شو تردون .. انا حاجزلكم اسبوعين فمكة .. واذا تطلب فلوسي كلها ما تغلى عليك ..
صمت يستمع لرد صاحبه .. يحكي له اسباب العودة .. وان تلك ترغب بان تختبر قوتها ويكفيها هروبا .. تنهد : المهم انكم بخير .. خلاص بكيفكم ..
استمرا بالحديث طويلا .. وكأن بهما يعوضان ايام البُعد .. لتتوقف العجلات امام بوابة منزله .. ومعها انتهى الحديث بابتسامة وقفزة مرحة من السيارة .. يعلم بان في المنزل ذاك الذي وكله شبيب بالعناية باشجار الحديقة .. رن الجرس وانتظر .. يدس كفيه في جيبي بنطاله .. يحرك بعض الحجارة الصغيرة المتمردة على الاسفلت بقدمه .. ليرتفع نظره للباب حين طل ذاك الرجل .. يبدو على مشارف الخمسين من العمر .. القى التحية ليردها الاخر بحبور ..
تقدم ليلج واذا بالاخر يمنعه : ممنوع يا بيه .. الاستاز شبيب منبه عليّ مادخلش حد غريب للبيت ..
ابتسم : بس انا مب غريب .. انا صاحب البيت ..
باستهزاء نطق : وصاحب البيت معندهوش مفتاح لبيتو ؟
تنهد : المفتاح عند شبيب .. قبل ما اسافر حطيت مفاتيح البيت عنده .. خلني ادخل مب حلوة وقفتي هني ..
- مقدرش .. اوامر الاستاز شبيب ..
" اووهووو " .. قاطعه بها ليردف : والحل يعني .. ما بدخلني .. تراك عكرت مزاجي .. بشو اثبتلك اني صاحب البيت ..
تحرك مبتعدا تحت انظار عبد الغفور .. يدس نصف جسده في سيارته .. ويعود بعدها يمد له ببطاقته : اقرا ..
" مبعرفش اقرا يا بيه " .. واستطرد : ومقدرش اسيبك تدخل .. دي امانة ..
تمتم : الله ما طولج يا روح ..
لينصرف يقبع في سيارته يسحب هاتفه .. هل يطرد من بيته بهذا الشكل المُهين ؟ .. زفر انفاسه بعنف .. تبعثر الفرح خلف عناد ذاك الرجل .. ليتبادر اليه سؤال .. من اين اتى به شبيب ؟ حرك اصابعه على هاتفه ليتوقف عند اسم منذر .. ليس امامه الا هو ليعينه في هذه الحالة ..
ولج ذاك الـ منذر الى الصالة مُلقياً بالتحية عليهن .. شامة ووالدتها وجدتها .. ومن ثم مد يده في جيبه يخرج رزمة نقود .. يمد ببعض الالاف لتلك العجوز .. وبأُخر لأخته : هذا معاش الشؤون ..
تمتمت هداية : ما تقصر .. ربي يعطيك العافية ..
نطقت ناظرة لشامة الجالسة تشاهد التلفاز : شامة .. اندوج .. حطيهن فالمندوس .
نطقت شمسة بعد ان غادرت شامة المكان : الحين ما نقدر نرد شامة ..
سحب انفاسه وزفر : شامة الحين مطلقة .. يعني اذا تبا معاش من الشؤون بيفتحولها حساب بروحها مب وياج مثل هاشل .. وبعدين انتن ما ناقصنكن شيء .. انا مويود وشبيب بعد .. رواتبنا تكفي وتزيد ما ادري ليش متمسكة بكم الف اللي توصلج من الحكومة ..
- خل فلوسك لك .. ما بتبقون طول عمركم بدون حريم ..
رفع حاجبه رافعا كتفيه .. ناطقا : شبيب يمكن .. بس انا غاسل ايدي من هالموضوع ..
صرخت به شمسة : انت شو بلاك .. اللي كبرك عندهم عيال بطولهم .. شو ناقصنك ؟
تكلمت العجوز : خليه براحته .. الا العرس ما ينغصب عليه .. متى ما يريد بيقول ..
يشرخ السكون الذي استحل الصالة رنين هاتفه .. يبتسم ويجيب ذاك المتذمر : خير . متصل عليّ ..
بغضب : تعال شوف المصيبة اللي محطينها شبيب .. واقف قدام بيتي وكني غريب .. هالصعيدي مب طايع يدخلني .. يقول اوامر شبيب ..
انفجر منذر ضاحكا تحت انظار الجالستان .. ليجلس ويتكيء على احدى النمارق : زين يسوي فيك .. خلك متنقع فالشمس ..
قهقهاته اضرمت النار في صدر حارب : انت شعليك .. مكيف .. اقول نويذر تعال تفاهم وياه .. محترس ع الباب .. لا وبعد يتطنز علي .. يقولي راعي البيت وما عنده مفتاح ..
غرق الاخر في الضحك وغرق حارب اكثر في الغضب .. لينطق من بين ضحكاته : الحين الساعة حدعش (11 ) ونص .. يعني ما باقي شيء ع الاذان والغدا .. يوم اتغدى واستريح شوي بييك ..
لينفجر ذاك فيه : ما باقي شيء ؟ .. منذر خل عنك اللعب بالاعصاب .. اقول تعال تفاهم وياه ..
وقف منذر ولا زالت القهقهات ترافقه .. يستمع لذاك الساخط .. ويحث الخطى خارجا .. لا بأس بالاستمتاع قليلا مع ذاك الحارب .. ليزيد من بروده : انزين شو فيها اذا صبرت ساعتين .. تراني هلكان .. توني واصل من برع .. اقول رد الفندق وخل بيتك للصعيدي ..
لتتعالى ضحكاته حين زمجر حارب : والله مب راد وهذي يلسه قدام الباب .. اتي تحلها حياك .. ما بتي بكيفك ..
اغلق الخط .. وانفجر ذاك من جديد .. وبعدها يركب سيارته ذاهبا الى ذاك المتقد بالغيظ .. يتخيل وجهه وهو غاضب فيعاود الكركرة .. حتى ما وصل اوقف سيارته بجوار السيارة المتوقفة .. ليترجل .. ويترجل حارب ايضا .. عاقد الحاجبين .. متبرما : كان ما ييت ..
لا يعلم لماذا لا يكف عن الضحك : باقي شوي وبشوف دخانة طالعة ..
استغفر حارب ومن ثم : تعال تفاهم وياه .. غربلني الله يغربل بليسه ..
مشى يتمطى وذاك نظر اليه بحاجبين مرتفعين : يعني مسوي فيها بطل ..
لم يعره انتباهاً .. شده الترحيب الجم من عبد الغفور لذاك المنذر .. ليشتكي : يا بيه الاستاز اللي واقف هناك – يأشر على حارب بيده – عاوز يدخل بالعافية ..
تقدم حارب على حديث منذر : زين ما سويت فيه .. ترى الحرامية واايد .. خل بالك يا عبد الغفور ..
" الحين انا حرامي يا منذر " .. ليعقبها : الشرهة مب عليك .. على اللي يطلب العون والفزعة منك ..
غرق في الضحك وهو يسرع ليمسك معصم حارب الذي ادبر حانقا .. لينفض يده : هدني .. ما من وراك فايدة ..
عاد يمسكه من معصمه يجبره على الوقوف بجانبه : عم عبد الغفور هذا حارب راعي البيت .. رد من السفر ..
لم يكن من عبد الغفور الا انه التقف كف حارب محاولا تقبيلها .. ليسحبها ذاك مستغفرا .. ويكرر عبد الغفور : سامحني يا بيه .. والله ما كُنت اعرف .. سامحني ..
واردف : والحين ما بندخل ..
ليبتعد عبد الغفور عن الباب : تفضل .. اتفضلوا ...
تحرك حارب وهو يسمع حديث عتب من عبد الغفور لمنذر .. ليبتسم بخفوت .. ينظر الى حديقة منزله .. ليشد الانفاس بعمق .. ويزفرهن بهدوء .. يحاول ان ياخذ اكبر قدر من ذرات الهواء ..
تمردت ابتسامة على شفتيه .. ليردد في نفسه : هُنا يا خليلة الروح اقبلتُ على خيانتك .. فتلذذت فيها حد الثمل .. هُنا حللت الخيانة لنفسي .. ابحتها عليكِ .. فايقنت ان خيانتي لكِ لم تكن الا معكِ .. هل تعلمين مقدار شوقي لملمس طيف حُلمك .. هل تدركين انك لا تزورين الا ورأسي على وسادتي .. المغرقة بعطرا قديم شممته فحفظته .. أعشقكِ رغم الفراق الموجع .. ورغم احكام الحياة الظالمة .. وسأبقى على الوعد ..
,‘,
يُـتـبـع |~