لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > المنتدى العام للقصص والروايات > القصص المهجورة والغير مكتملة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المهجورة والغير مكتملة القصص المهجورة والغير مكتملة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (4) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 03-07-13, 02:17 AM   المشاركة رقم: 86
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري
محرر مجلة ليلاس

البيانات
التسجيل: Sep 2010
العضوية: 190966
المشاركات: 20,103
الجنس أنثى
معدل التقييم: تفاحة فواحة عضو مشهور للجميعتفاحة فواحة عضو مشهور للجميعتفاحة فواحة عضو مشهور للجميعتفاحة فواحة عضو مشهور للجميعتفاحة فواحة عضو مشهور للجميعتفاحة فواحة عضو مشهور للجميعتفاحة فواحة عضو مشهور للجميعتفاحة فواحة عضو مشهور للجميعتفاحة فواحة عضو مشهور للجميعتفاحة فواحة عضو مشهور للجميعتفاحة فواحة عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 11911

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
تفاحة فواحة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اسطورة ! المنتدى : القصص المهجورة والغير مكتملة
افتراضي رد: زفرات ملتهبة ، للكاتبة : أنآت الرحيل

 





,,

وهل للارواح عمليات تجميل تعيد اليها نقاءها ؟ روحه الغضة تشوهت كثيرا .. حتى بات يكره الحياة ويكره ذاك المدعو مطر .. غاضب وجدا .. ويذكر عيون الشفقة من اقاربه .. والذل من اقرانه .. حقده اعماه حتى تربص بذاك الشاب .. يكيد له مرارا .. واليوم حان الوقت لينتشل روحه لروح غالي عليه .. رآه يخرج من منزله بتلك السيارة السوداء .. ومن ثم ادرك مقصده .. ليتبع الطريق ولم يخب في ظنه .. ليمكث طويلا ينتظره .. درس عاداته في هذا الشهر طويلا .. بل انه حفظها عن ظهر غيب .. ليصاب بحنق اعظم لتمسك ذاك بحبل الصلاة وجدا .. واليوم على اعتاب نهاية العشر الثانية من رمضان .. مؤكد له مخطط آخر في آخر العشر المتبقيات .. وعليه ان يغتنم الفرصة قبل ان تضيع ..



خلف شجرة نخيل اختبأ .. خارج ساحة ذاك المسجد .. تبعه من منزل شبيب الى حيث توقف قريب من ذاك المسجد .. ليوقف هو سيارته بعيدا عنه .. ويترجل ويختبئ .. ليمر الوقت بضيق .. ويجلس هو بعد تعب الوقوف .. يشد على وجهه " غترته " الحمراء .. لا شيء ظاهر سوى عينيه المتيقظتان لاي حركة تصدر .. حتى وان كانت من قط ضال ..



وهناك في قبضته سلاح ابيض .. انتشله من احد ادراج مطبخهم .. سينهي الامر هذه الليلة .. وسيموت ذاك وسيموت معه الدليل عليه .. وقف حين انتبه لخروج مطر من باب المسجد المطل على الشارع .. ليمشي بخطوات هادئة نحو سيارته المركونة بعيدا بعض الشيء .. يمسك هاتفه ويبتسم لرسالة جاءته من شبيب .. يطمأن ان كان قد وصل بالسلامة الى منزله .. لتسارع انامله بالضغط على الازرار وهو يخطو ببطيء ليصل الى سيارته .. وما هي الا لحظات حتى تأوه مع انغراس نصل السكين في جانبه الايمن .. وصوت ذاك .. ونبرته وكأنه خارج من بئر : خذها مني يا اخو خالد ..


وتهرول الاقدام مبتعدة لاصوات بعيدة لشباب قد داهمت اذني ذاك المجرم .. تاركا السكين تغوص في الجسد .. وكف ذاك تحاول الوصول اليها دون جدوى .. وحتى صرخاته لم تعد تخرج .. وثغره يحاول جاهدا بها .. ليقع على ركبتيه مع ارتخاء ذراعه اليمنى .. واقعا على جانبه الايسر .. متمرغا وجهه بذرات التراب .. وهاتفه يصدح بدعاء جميل .. منبأ عن مكالمة ولكن ما من مجيب ..



تتسارع الطرقات على الباب .. وصوت الجرس قد اثار اعصار من القلق والخوف في نفوس المتحلقين على مائدة السحور .. لتردد تلك العجوز مرارا : يالله عساه خير .. يالله عساه خير ..


ويقف هو بعد ان رمى لقمة الارز من يده .. ويقف من بعده خاله .. والوجوه الباقية اصابها من الهلع ما اسكنها مكانها .. ويأتيها صوت منذر : كملوا سحوركم .. بنشوف من ع الباب ..



يفتح الباب ليجد ثلاثة شباب يعرفهم جيدا .. ووجوههم لا تبشر بخير .. يلقون السلام ويعتذرون عن الازعاج ويردفون : مطر ولد عمك .. لقيناه مطعون يم المسيد اللي فالحارة الثانية ..



أهو في حلم .. منذُ دقائق فقط جاءته رسالة منه بانه بخير .. والآن يخبروه بانه مسجى بدمه .. كيف ؟ .. ليثور في نفسه بركان جزع لم يعهده الا مرة واحدة .. أيعقل ان يخسر ابن عم آخر : وينه الحين ؟


نطقها وذاك المنذر قد وصل اليهم اخيرا : شو مستوي ؟


ليجيب احد الشباب : نقلوه الاسعاف بعد ما ييوا الشرطة وشافوا المكان .. ما قدرنا نعرف شيء لانهم منعونا نقترب منهم .. اول ما راحوا ييناك .. ما فينا نروح لابوه فهالساعة ونخوفه ع ولده ..


ليكمل آخر : الله يكون بعونه ما وحاله يقوم من حزنه ع خالد ..


اجتاحته نوبة هدوء غريبة بعد ان غادروا .. ليمشي دون اكتراث لاسئلة منذر المتزاحمة .. تحرك وقبل ان يلج الى المنزل وقف وظهره لخاله : لا تقول لهم اي شيء ..


هكذا هم .. غموض يسيطر عليهم في حالات تماثل هذه الحالة .. ليلج متجهم الوجه .. ويقفن هن بخوف .. تبادر والدته بالقول : شو مستوي يا شبيب .. ؟


انحنى ينتشل هاتفه : مب مستوي شيء .. مشكله فالشغل ولازم اروح ..


ليترك المكان دون ان يخمد تلك التساؤلات من نفوسهن .. تحركت تلك العجوز بعصاها الغليظة .. تقابل منذر وتبتعد .. تعلم بان ذاك المنذر كتوم كابنها شبيب .. لتلج وتراه يرتدي ملابسه العسكرية .. ايعقل ان تكون مهمة ما ؟ .. هذا ما دار في خلدها .. ليلتفت ويراها واقفة متوكأة على رفيقة دربها ..


دنى منها يقبل رأسها : دعيلنا ..


" حد من اهلك فيه شيء ؟ " .. ابتسم .. تبقى تلك المرأة مختلفة .. تعرف خلجاته دون ان ينبس .. لعل خوفه كان واضحا لها .. وهو لا يخاف من مهمات يقوم بها ابدا : ما فيهم الا العافية .. سمحيلي يالغالة .



غادر وهو يسمع استجواب والدته لاخيها .. الذي يخفي خلف ضحكاته خوف لا يدركه الا هو .. خوف من تكرار امر قد حدث سابقا .. أيقولون طعن بسكين .. وأنه تحت ايدي الاطباء الآن .. شد انفاسه وهو ينهي الحديث مع جابر المناوب هذه الليلة .. يخبره ان البلاغ وصلهم منذ ساعة وتحرك سعد مع مجموعة من الرجال الى المكان .. وهو لا يعلم التفاصيل بعد .. ليهوله شبيب بما يعرفه .. ويترك مكتبه متوجها الى المستشفى ..



تتابع الخُطى على الارضية البيضاء الملساء .. المكان تسوده حركة رجال أمن منذ تلك الساعة التي أدخل فيها ذاك المغبون .. لتقف الخطوات اخيرا قريبا من غرفة العمليات .. ويبعثر شبيب حديثه : سعد .. خبرني بكل شيء ..


تنهد الاخر ليبعثر عليهم ما حدث .. وابعاد اداة الجريمة خلف جدران المختبر لكشف البصمات .. واخذ صور لموقع الجريمة من بينها آثار اقدام .. وعليهم انتظار افاقة مطر ليعلموا المزيد .. وما هي الا ساعة او اقل منها حتى خرج الطبيب .. يخبرهم بان تلك الطعنة لم تكن عميقة .. والا لتضررت الكلى اليمنى بقوة ..



يجلس بزيه العسكري ورأسه للارض وذراعاه ارتاحا على ركبتيه .. لتتركا لكفيه حرية المكوث بين ساقيه .. يشعر بانه في حالة لا يحسد عليها .. ماذا لو ؟ نفض رأسه من افكار سوداء داهمته .. وماذا عن ذاك الذي اهلك هاتف مطر بالاتصال .. وهاتفه ايضا .. قلب الاب .. سحب انفاسه وهو يرى اضاءة هاتفه تخبو بين انامله بعد ان توقف الاتصال .. حركة اعلى شفته وبجانب انفه الايمن .. تدل ان هناك بركان يعتمل في صدره .. ليشد انفاسه من جديد حين جلس جابر بجانبه : شو بتقول لعمي ؟



آه يا جابر .. لو تعلم بان سؤالك لا اجد له اجابة الآن .. لو كنت ساخبره لامسكت ذاك الهاتف واجبته .. كيف لهم ان يكيدون لمطر .. ومن هم ؟ .. لا ارغب بخسارة المزيد من اهلي .. حقا لا ارغب .. لو كان بيدي لوضعت عليهم اسوار امنع عنهم الاذى ..



عب رئتيه بالهواء لتتبعثر زفرة متعبة بعدها : مب قادر ارد عليه ..


ليقاطعه الاتصال من جديد وينظر لجابر .. لاول مرة يرى شبيب بهذا الضعف .. ليسحب الهاتف من بين كفيه ويقف .. يجيب عليه : هلا عمي . . هيه هذا تلفون شبيب .. لا تحاتي بس شبيب شوي تعبان ..



نظر اليه وهو لا يزال جالسا .. مالذي يتفوه به ذاك الجابر ؟ .. لينهي الحديث مع عمه مخبرا اياه بان مطر معهما .. وانه بخير .. ويصمت بعدها يغلق الهاتف .. أيقول بأن مطر نائم ؟


تشدق بضحكة صغيرة .. لينظر اليه جابر وهو يمد كفه بالهاتف : اندوك .. الحين عمي بيحاتيك انت وبينسى ولده ..


وبعدها اردف حين التقط شبيب هاتفه من يده : قوم نروح لعمي .. مطر بخير .. بيقوم من تحت البنج وبيخبرنا منو اللي سوى فيه هالسواه .. كله ساعة او ثنتين وبيقوم .. ولا تخليني اشوفك بهالضعف مرة ثانية ..


وقف بغضب : انا مب ضعيف يا جابر .. بس يوم يكون الموضوع يمس اهلي وحياتهم فهذا شيء ما اقدر عليه ..


لم يتحرك .. ولا يزال ظهره لشبيب : خلنا نروح لعمي .. لازم يعرف ..



,,

يقف وثورة غضب قد اجتاحته .. أيخبرانه بان مطر اصيب بطعنة كانت ستودي بحياته وتلحقه بشقيقه .. ايقفان ببرود يرميان بمصيبة كانت لتشله عن الحركة .. وتودي بحياة ام لم تستفق بعد من صدمة الموت الاول .. صرخ به .. بشبيب الواقف امامه : شو بيينا من وراك غير المصايب .. بالاول خالد والحين مطر .. مب كان وياك .. فبيتك .. يايني الحين تقولي فالدختر مطعون .. ولدي مطعون ومب عارفين منو اللي سواها ..


كفاه تقعان على رأسه ليقع هو جالسا على الارض : ماني حمل مصايب .. اخواني وعيالي .. يالله انك تاخذ روحي ولا اشوف موت غالي .. يالله يـ....


ليقاطعه شبيب وهو ينزل على ركبتيه يقبل رأسه : الله يعطيك طولة العمر .. مطر بخير .. واللي سواها ما بيفلت منا .. قوم يا عمي .. توضى وصل ركعتين .. قوم .. وخل فبالك ان اللي بيصيبنا عمره ما كان بيخطانا ..



كوالدك يا شبيب .. كشقيقي ناصر .. شقيقي الاكبر الذي اخذه الموت فجأة .. مهما فعلت بك اجدك بجانبي .. لا تحمل لي ضغينة او كرها .. هل استحق هذا منك .. هل يستحق عمك الذي جافاك طيبة قلبك عليه .. آآه ليتك تدرك ان مصابي في خالد الى الآن ينزف وجعا ... ينزف يا شبيب ..



اسنداه من ذراعيه .. كسيرا كان .. وكأن بما سمع بيت انهدم على رأسه فارداه صريع الضعف .. توضأ وانتظراه ينهي صلاته .. ليلمحا حشرجة بكاء في صوت دعاءه .. ويقف جابر : بترياكم برع ..



خرج ليسند ظهره على الجدار .. لا يرغب برؤية دموع رجل في مقام والده .. سحب انفاسه .. ونظره ارتفع للاعلى .. لنافذة غرفتها .. هل هي نائمة الآن ؟ أتتألم ؟ .. لم يحادثها منذ يومان .. منذ ذاك اليوم الذي بث على مسامعها بطلبها .. كانت قد ارسلت له رسالة قصيرة في ذاك اليوم المشؤوم .. تسأله ان يسأل ان كانت تستطيع الصوم مع النزيف الذي داهمها ام لا .. ليبعثر في مسامعها ليلا بما علم .. يجوز لها الصوم لان ذاك الدم في فترة حمل يعتبر دم فاسد .. وعليها ان تتوضأ لكل صلاة .. وتقي ثيابها من دماءها ..كان حديث جافا جدا ..وكأنها يقدم خدمة لغريب لا لزوجة استحلت مكامن الروح فيه ..


هناك تقف تنظر اليه .. تشتاقه .. بل انها باتت لا تنام الا وهي تحلم بان رأسها على صدره .. وأن تلك الوسادة تصبرها .. اناملها تتحرك على زجاج نافذتها .. وكأنها تحاول ان تتلمس وجهه الذي تراه متعبا وجدا .. ترغب بفتح النافذة ليراها .. لتشعر بنظرات عينيه تتفحصها ..


" ليش خليتي فراشج ؟ " .. قالتها مها وهي تلج الى الداخل لتغلق الباب من بعدها .. وتقترب من تلك المتسمرة .. لم تشعر بها .. لم تسمعها .. وكأنها في عالم آخر .. لتجفل حين عانق كفي مها كتفيها : كلمي اهلج ..


لتصمت هي الاخرى حين رأت ذاك الخارج ساندا حمد .. ويتحرك الثلاثة مبتعدون .. لتسأل : شو مستوي ؟


هزت رأسها : ما ادري .. صارلهم ساعة مع ابوي .. قالت لي امي ما اطلع .. وما اسلم عليه ..


انسلت دمعة تتلوها اخرى على وجنتيها .. لتردف : ما اقدر اعيش بدونه .. ما اقدر ..


,,

هناك في ذاك المنزل قبل ساعات من الآن .. ساعدها لتستلقي على سريرها .. ونظرها اليه يغطيها .. لتبتسم : اقدر اصوم ؟


رفع حاجبه : والدوا .. والا تبين تتويعين كل شوي .. وبعدين انتي مب متسحرة .. اللهم كوب ماي شربتيه قبل الفير بكم دقيقة .. على شو بيعينج ؟ ..


بكسل وهي تغمض عينيها : نويت اصوم اليوم وما افطر .. واذا ع الويع بستحمله .. وتراني ما بسوي شيء .. ايدي ما تساعدني ..


انحنى يقبل وجنتها .. ويرتفع بعدها ليغادر الغرفة .. شيء ما يخبره ان يقود خُطاه الى المطبخ .. وبالتحديد الى الثلاجة .. ذاك الشيء يجعله لا يثق بحديث بعثرته حبيبته في ساعة الم .. ليفتح الثلاجة .. ومكعبات الثلج قد ترآت له .. تلك السلوى كاذبة .. ادرك الامر حين اخبرته كنه بانها لم تجد الثلج .. كيف وهو يذكر بانه رآه قبل ان يغادروا المنزل الى منزل عمه ..



سحب انفاسه .. ليشد خطاه بغضب الى غرفة زوجته الثانية .. يقتحم المكان بعنف .. لتجفل هي واقفة وبيدها جهاز التحكم .. ابتلعت ريقها .. فمنظره الغاضب زلزلها .. ودنوه منها اصابها بهلع.. تقسم معه بان قدماها تسمرتا بالارض .. ليقف على مقربة منها : انتي من اي طينة مخلوقة ؟


ارتجفت شفتيها .. وبتوتر جم : ما دخلني .. وبعدين هي شو لها تحقق وياي .. اطلع.. ايي هي ما دخلها .. لا هي امي ولا اختي .. يعني ما لها حق ..


اختفى الغضب من وجهه ليستحل محله برود تساؤل .. عما تتحدث الواقفة امامه ؟ .. لينطق : شو ؟


لتدرك حينها بان رعبها ذاك اوداها الى الجحيم .. هي وضعت نفسها في مكان كانت تخشى ان تضعها كنة فيه : هاا ..


لتعانق كفيه كتفيها يهزها : طلعتي من البيت بدون شوري ؟


وحين صمتها الذي طال .. هزها بعنف دافعا اياها للوراء .. صارخا بها : تكلمي .. وييا منو طلعتي ؟


بنبرة مهتزة مغلفة بكبرياء تحاول ان تلملمه : لا تعلي صوتك .. طلعت وييا خالي .. ورجعت .. ما فيها شيء ..


بتهديد : والله يا سلوى ان دريت انج طالعة مع حد غريب .. والله ما بيكون بينا الا الطلاق ..



وها هي حتى هذه الساعة لم يعانق اجفانها النوم .. تجلس متربعة على " الكنبة " الطويلة .. وذاك التلفاز بدأ باعادة حلقات المساء .. وهي لا تعيش الا حالة سُكر لا تعيها .. إن عادت الى بيتها فلن تُرحم من والدتها .. وقد يصل الامر لاخوتها الشباب .. نظرت للباب .. لتراه يدخل بعد ان صلى الظهر .. مالذي اعاده الى هنا ؟ سؤال طاف عليها ليبتعد حين رأته ينتشل هاتفه عن ظهر " الكوميدينة " .. مؤكد انه نسيه حين عاد من زيارته لاعمامه .. لم ينظر اليها .. لم يعبرها حتى بكلمة واحدة .. فقط غادر كما دخل ..


لم تخف يوما كما خوفها في هذا اليوم .. تشعر ان الارض من اسفلها رخوة .. ستسحبها الى احشاءها في اي لحظة .. سحبت ساقيها .. تحتضنها وتغطي بركبتيها وجهها .. ماذا حل بها ؟ أهو الندم ؟ أم الخوف من القادم المجهول ؟


,,

يــتــبــع |~

 
 

 

عرض البوم صور تفاحة فواحة   رد مع اقتباس
قديم 03-07-13, 02:19 AM   المشاركة رقم: 87
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري
محرر مجلة ليلاس

البيانات
التسجيل: Sep 2010
العضوية: 190966
المشاركات: 20,103
الجنس أنثى
معدل التقييم: تفاحة فواحة عضو مشهور للجميعتفاحة فواحة عضو مشهور للجميعتفاحة فواحة عضو مشهور للجميعتفاحة فواحة عضو مشهور للجميعتفاحة فواحة عضو مشهور للجميعتفاحة فواحة عضو مشهور للجميعتفاحة فواحة عضو مشهور للجميعتفاحة فواحة عضو مشهور للجميعتفاحة فواحة عضو مشهور للجميعتفاحة فواحة عضو مشهور للجميعتفاحة فواحة عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 11911

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
تفاحة فواحة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اسطورة ! المنتدى : القصص المهجورة والغير مكتملة
افتراضي رد: زفرات ملتهبة ، للكاتبة : أنآت الرحيل

 




,,

تجر الايام نفسها سريعا في هذا الشهر الفضيل .. لعلها تبحث عن فرح لاولئك المتعبون من الوجع .. كتلك المتعبة من شقيق رسمت له الصدمات طريق لم تعد هي قادرة على انتشاله منه .. تجلس عند قدمي والدها .. وتسند رأسها على جانب ركبته ..و كفاها تعانقان المصحف بعد ان رتلت منه ايات كثيرة لتختمه تحت اسماعه ..


وها هي تتمتم له باحاديث كثيرة .. عن شوقها لمريضاتها .. عن شوقها لايام كانت.. وعن براثم عصيان استحلت صدر وليد .. هل يحق له ان يغضب من والدها بهذا الشكل .. رفعت نظرها لوالدها المبتعد بفكره : ابويه .. انت مالك ذنب .. قضاء وقدر .. كل شيء قضاء وقدر .. بس وليد مب طايع يفهم .. ان موت امي واخواني واللي صار لك بسبب ريال متهور .. ما حاسب ع روحه وارواح غيره .. شو استفاد الحين بسرعته .. يتم عياله .. ويتمنا ..


اختنقت بغصة لطالما سيطرت عليها .. لتسكب عيناها الدمع حين وقعت يده السليمة على رأسها .. وصوته الثقيل لاول مرة تسمعه بعد سنين عجاف : قدر .. الله .. قدر .. الله ..


مسحت دموعها بفرح .. لتقف على ركبتيها .. تحتضن كفه .. تنظر الى عينيه : ابويه شو قلت .. ابويه رد قول اللي قلته ..



هل كنتُ أحلم حين سمعت صوتك يا أبتاه .. هل كنتُ نائمة حينها .. هيا انطق .. مشتاقة لحديثك .. ورب هذا الكون ان شوقي اكبر مما تتصور .. اعدها .. رددها .. انطق اسمي .. قول لي " ريووه " .. كم اشتاق لهذا الاسم من بين شفتيك .. كم اشتاقه ..



تنظر اليه وقد غرق وجهها بدموع الفرح .. هو يتحدث بصعوبة .. ولكنه يتحدث .. ينطق .. يخبرها بان " الحمد لله " .. اخذت تقبله وجدا على وجهه .. جبينه .. وجنتيه .. رأسه .. وانتهاء بكفيه حتى قدميه انحنت لتقبلهما .. وتمسكهما لتنتحب بعدها .. لتقع يده على رأسها تبعثر شعرها المصفف : قولي .. الحمد .. لله ..


رفعت نفسها لتنطق بالحمد لربها .. واذا بوجهها يتجهم لرؤية ذاك الواقف .. بعيون نصف مفتوحة .. حمراء وكأن بها انسكاب دم .. يقف بانفاس لاهثة .. لتدنو منه ناطقة باسمه .. ومن ثم تردف : شو فيك ؟


" اريد فلوس " .. نطقها لتصرخ به : انت ما بتوب من السم اللي تتعاطاه .. ما عندي فلوس.. روح للخمة اللي متعرف عليهم يعطونك ..


وقف لبرهة ينظر اليها .. وبعدها هرول مبتعدا الى غرفتها .. لتجري خلفه تقف عند اعتاب الباب .. تراه يبعثر اشياءها بتوتر كفيه .. يقلب حقيبتها رأسا على عقب .. كمجنون غيب عقله .. يبحث بين اشياءها المتناثرة .. حالته تثير الشفقة .. لتدنو منه تنظر اليه في الاسفل : متى بتوب عن هالشيء .. حرام عليك .. انت فرمضان .. لا صوم ولا صلاة .. حرام عليك ..


وقف وانفاسه بدأت تلفح وجهها ..وكفيه تتحركان على ذراعيه .. تشدان على جلده الملتهب : ريا .. عطيني فلوس .. الله يخليج .. هالمرة بس .. هالمرة .. بموت .. الله يخليج ..


هزت رأسها وقد كست وجهها مياه عينيها : ما عندي ..


دفعها عنه صارخا : كذابه ..


ليعود يبحث .. يفتح الادراج تباعا .. ومن ثم يتوجه الى دولابها .. يعبث بملابسها .. لتقترب منه تحاول ان تبتعده .. ليدفعها من جديد عنه .. يملك قوة غريبة وهو في حالته هذه .. لتعود تمسك ذراعه : وليد اهدى .. خلني اوصلك المستشفى .. بيساعدونك ..


صرخ بها : ما اريد .. خوزي عني ..


وقفت متسمرة تنظر اليه .. سكونه المفاجأ ومن ثم .. حركته السريعة لانتشال علبة من المخمل .. ليبتسم وهو يفتحها .. ليلتفت لها وتجحظ عينيها .. تدنو منه تسحبها من بين كفيه : الا هذي يا وليد .. هذي من امي .. خلها ..


سحبها بعنف هاربا من براثمها .. لتصرخ باسمه .. ومن ثم تجري خلفه : وليد رد .. وليد ..



اختفى لتقف مكانها .. وسرعان ما عادت حيث والدها .. ذاك الذي هاله منظر ابنه .. بكاء ابنته .. ضعفها وانكسارها .. لتهرول تقع امامه تحتضن ساقيه .. وتدفن وجهها في ركبتيه : ابويه .. خذ صيغة امي .. ابويه وليد ضاع .. لا تخليني الله يخليك .. لا تخليني ..



,,

منذ الامس .. بعد أن رأت ابنها المتعب .. وافكارها اغرقتها في يمها .. تعيد حسابات شهور مضت .. هي غير راضية لما يحدث .. وذاك المطر بعثر عليها بتعب صوت .. ان كلثم الصغيرة تشبهه .. وانه يرغب بان تزوره .. يرغب بان يستمع لحديثها الطفولي الذي يثير الفرح في نفسه ..


وقفت على اعتاب باب غرفتها عقب صلاة التراويح بساعة .. عاد هو من المسجد وآثر الانزواء خلف جدران الغرفة .. هو ايضا سمع حديث مطر ذاك .. ورأى غضب شبيب لكلمات بثها في مسامعه بخفوت لا يعلمها .. يقسم ان عيني شبيب حينها كانت لتخرج من مكانها ..


تنهدت وهي تراه جالسا يقرأ في كتاب الله .. لتغلق الباب .. وتدنو منه : حمد ..


انهى قول الله تعالى : (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ) (البقرة: 155/ 156 /157)



احيانا تأتي آيات الله لنا بنفسها .. تخبرنا بأن هناك حكمة من وراء ما يحدث .. كمثل هذه الاية التي يقرأها للمرة الرابعة في هذا الشهر .. اغلق المصحف مقبلا له .. ليلتفت لها : خير .. في شيء ..


تحركت لتجلس على طرف السرير .. وهو لا يزال جالسا امامها : راضي على اللي نسويه .. هكوه مطر .. كان بيلحق اخوه .. لولا ستر ربك .. قلتلي خالد تربيتنا .. خالد ما يسويها .. ولو رضينا بنأكد كلام الناس .. عيونهم اللي تقول لنا ان ولدنا غافلنا وسوى اللي سواه من ورانا .. خبرتني ان الحرمة كل يوم عند ريال .. واخوها ماسكنها يبيع ويشتري فيها .. ويمكن باعها ع خالد عقب ..


سحبت انفاسها مستغفرة .. لا ترغب بالقذف في عرض امرأة لا تعرفها في هذه الليلة من ليالي رمضان .. لتردف : ولدنا كان متغير .. خالد كان يغيب عنا اكثر عن قبل .. وكنا نشوف وساكتين .. نقول شغل .. وشبيب .. وجابر ما كانوا وياه؟ .. عيل ليش ما تغيرت حياتهم؟ .. ليش ما غابوا عن بيوتهم باليالي؟ ..


سحب هو الاخر انفاسه : كلام مطر غيرج ..


بحدة نطقت : كلام مطر خلاني افكر .. خلاني اشوف اللي ما كنت اشوفه .. اذا شبيب كذاب .. عيل جابر بعد كذاب .. ريل بنتك انسان كذاب .. ربيعهم اللي قالوا انه شهد ع زواج خالد من ذيك الحرمة كذاب ..


ابتسم بخفوت .. ووقف مستندا على كفيه .. يرفع كتاب الله .. ويضعه بجانبها .. ويجلس بجانبه : والاوراق اللي شفتيهن ..


- ما بيعيزون يغيرون فيهن ..


نظر اليها : هذا مب كلامج يا حفصة ..


بلعت ريقها وتنهدت : شمسة .. يوم خبرتها ان خالد ماله بنت ولا تطرالي البنت اللي عندهم .. وعلمتها عن الاوراق اللي شفتهن .. قالت هالكلمة .. ما بيعيزون يغيروهن ..



نظرت اليه لتراه شاردا .. وكأنه ارتحل بعيدا عنها .. اليوم هو ليس حمد الذي تعرفه .. هناك أمر ما يخفيه .. أمر اثقل من امر مطر .. لعل ذاك الرجل الذي قال بانه سيذهب لزيارته في نفس المشفى هو السبب .. او لعل هناك شيء آخر ..


ربتت على كفه الاسمر النائم بجانبه على السرير : حمد .. شو بلاك .. ضايقتك بكلامي .. غلطت بشيء ..


قُبض قلبها وهي تراه يزفر انفاسه بتعب : ما كان ودي اقسى ع عيال اخواني .. ولا كان ودي يقولون عن خالد اللي قالوه .. كنت يوم اقوله .. هاا نقول لامك ادورلك حرمة .. يضحك .. يضحك ويقول .. يوم ادورون لشبيب دورولي .. ولا كانه معرس ومعيل .. آآه يا حفصة .. حاس اني مسؤول عنهم .. اخاف عليهم يغلطون .. وهو غلط ..


على مضض قالت : وليش ما تقول ريال .. ما صد يوم احتايتله حرمة .. بس انت اليوم مب عايبني .. فيك شيء ..


وقف :اذا تبين تزورين مطر قبل لا يسكرون قومي تيهزي ..



,,

منذ الامس حين تمتم ذاك المطر في اذنه وهو يشتعل غيظا .. يعد الدقائق لبزوغ الشمس .. ليعتلي كرسي مكتبه .. ليرمي بما في جعبته على من يستحق ان يحترق بغضبه .. وها هي شمس يوم جديد تتربع السماء .. ترمي بانفاسها الحارقة على وجوه البشر .. وهو ينتظر بصحبة جابر في مكتبه ..

لينطق الاخير : شبيب اهدى ..


نظر اليه : كانوا بيقتلونه والسبة اللي ما يتسمى خلفان الكـ

تمالك اعصابه .. ليستغفر ربه .. ومن ثم يلتفت على الباب ودخول الشرطي ملقيا بالتحية العسكرية : خلفان برع سيدي ..


بهدوء اجابه : دخله ..


لينهض جابر عن الكرسي ويقف بجانب شبيب الجالس .. ويدخل ذاك يقف امامهما .. وينظر للشرطي المبتعد بامر من شبيب ... وينطق ببرود : انت ما تمل .. اللي عندي قلته ..


ابتسم شبيب بسخرية : مشكلتك .. انك طحت فيدين ريال مب ملول ..


وفجأة اردف : وين ولدك علي ؟


ضحك المدعو خلفان .. ليصرخ به جابر : جاوب ؟ واحترم المكان اللي انت فيه ..


عقد كفيه امامه : تسألوني .. وانا شعرفني .. والا قالولكم اطلع وارد واعرف اللي يصير برع ..


بهدوء مستفز تحرك جابر ليجلس حيث كان سابقا .. وذاك يتابعه .. ومن ثم يعود نظره على شبيب الذي نطق : ولدك علي مطلوب فجريمة شروع بالقتل ..


" شو ؟ " .. قالها ذاك الواقف ليردف : انت ياي تلعب عليّ .. ولدي ما يسويها .. والا يالس ادبر خطة عشان تسحب مني الكلام .. ترى ما عندي شيء ..


ضرب بكفيه على الطاولة وهو يقف : مب انت اللي فكل زيارة تدس سمومك فعقل ولدك .. جنيت ع عمرك وع شبابنا والحين جنيت ع ولدك .. تقدر تقولي شو سبب كرهه لمطر ..


" منو مطر ؟ " .. قالها بتوتر واردف : انا ما اعرف حد اسمه مطر ..


وقف جابر : شبيب انا طالع ..


وانحنى لينطق بهمس في اذن ابن عمه : لا يخليك تفقد اعصابك ..


وابتسم وغادر بعدها .. ليعود ذاك يجلس على كرسيه : ما تعرف مطر؟ .. تعرف خالد اللي قتلته .. مطر يكون اخوه .. فهمني الحين شو استفدت .. انت هني وولدك لاحقنك .. اذا تعرف وين نلقاه ياليت تخبرنا .. واذا تتواصل وياه خبره يسلم نفسه احسنله ..



بعد دقائق ينسحب ذاك من مكتبه .. ويسقط هو رأسه على الكرسي .. يشعر بانه محتاج لراحة ايام طوال .. دون تفكير .. دون خوف .. ودون اي شعور بالاختناق .. كالشعور الذي اجتاحه فجأة .. ليجعله يتعوذ من الشيطان مرارا .. شد انفاسه ليخرج .. وقبل ان يخرج يرن هاتفه .. ليبتسم .. مؤكد ان ذاك الجابر يرغب بالاطمئنان على سير الحوار بينه وبين خلفان : هلا جابر .. لا تحاتي كل شيء تمام ..


عقد حاجبيه : عمي .. ان شاء الله ... اوصل البيت واغير ملابسي واخبرهم ان فطوري عند عمي .. وبلاقيك هناك ..



ساعات مرت عليهما في المسجد .. صليا التراويح ومكثا .. الحديث الذي بعثره حمد عليهما لم يكن هينا .. جابر لم ينطق باي كلمة .. فقط استمع لعمه .. ولطلبه من شبيب ان يقول " تم " .. لينطقها ذاك باحترام الابن لابيه .. والآن حاله يقول .. ياليتني لم اقل ؟


المصحف بين كفيه .. يقرأ فيه .. وذاك جابر ينظر اليه بين الفينة واختها .. هادئ وجدا .. يراه يبتسم .. وكأن به ابتعد عن آيات الله خلف ذكرى ما ..


ابتسم ليصدق بخفوت .. يحب تلك الصغيرة .. تمسكت به قبل خروجه مرددة عليه ان لا يذهب .. ليرفعها على ذراعه ويضحك : لازم اروح .. وبعدين هذا عمي ولازم احترمه والبيه ..


هزت رأسها : يعني ما بتاكل من البسكوت اللي سويته ..


ثم اردفت وهي تلعب بـ" طربوش " ثوبه : سويته وييا شامة .. سهل واايد ..


ابتسم ليهمس في اذنها : ضميلي ( خبأي لي ) منه .. قبل ياكلونه .. انزين ..


هزت رأسها لينزلها ويغادر .. وليته لم يغادر ليسمع ما سمعه .. اغلق المصحف وقام .. يمشي على السجاد الاخضر حيث الرفوف .. يركنه هناك بعد ان قبله .. وذاك حذى حذوه .. ليوقفه قبل ان يركب سيارته بوضع كفه على كتفه : شبيب ..


رفع يمينه .. يرغب من ذاك الصمت .. لا يرغب بالحديث .. لا يرغب الا بشيء واحد .. أن يرى جدته .. ان يخبرها بما في صدره .. ان يدفن رأسه في حجرها كطفل صغير .. ابتعد تحت انظار جابر .. ليتنهد : الله يكون بعونك ..



هناك حين وصل منزله .. بعثر انظاره على الجالسين بعد ان القى التحية .. والدته .. وشامة .. وكلثم الصغيرة نائمة بجانبها .. على الارض .. وهاشل وخاله لا اثر لهما .. وحتى جدته .. لينطق : وين امايه العودة ؟


نظرت اليه شامة نظرة خاطفة لتعود انظارها على التلفاز : فحجرتها ..


اقترب منها .. لينحني يرفع تلك النائمة .. واذا به حين استقام يسمع صوت والدته : شو كان يريدك عمك ؟


وقبل أن ينطق اردفت : شبيب .. شلها حجرة شامة ..


" ان شاء الله " .. قالها وابتعد .. هو لا يرغب الان باي شيء .. يرغب بالوحدة بعد لقاء جدته .. سيلتقي بها بعد ان يوصل كلثم .. يضعها في السرير وينحني يقبل وجنتها .. ومن ثم يتأملها طويلا .. اكثر مما ينبغي .. ليستيقظ من حاله ذاك على صوت شامة : شبيب فيك شيء ؟ حاسه انك مب بخير .. عمي قالك شيء ..


بلع ريقه .. لم يشعر بانه سبب الخوف في نفسها ببروده الغريب .. لم يشعر بانه كان واضح الشرود .. هو الآن لا يشعر الا بمرارة تتكاثر في جوفه .. وكأن غصاته القديمة جميعها تعاظمت ولم يعد يقوى على اخراجها .. التفت لها وهو يرسم ابتسامة هادئة : سوالف .. يلسنا نسولف وخذنا الوقت ..


نظر الى كلثم .. وبعدها عاد ينظر لشامة : اذا بغتني يبيها حجرتي ..


" ان شاء الله " .. نطقت بها وهي تتبعه بنظرها .. حتى سمعت طرقاته على باب غرفة جدتها .. ومن ثم اختفى .. تنهدت وعادت ادراجها الى الصالة .. اما هو فما ان سمع صوت جدته تأذن له بالدخول حتى ولج .. يدنو منها جالسة على فراشها الارضي .. وبيدها مسبحتها الطويلة .. يدنو منها يقبل رأسها ويجلس : امايه حاس اني مكسور ..


" بسم الله عليك " .. بعثرتها وهي تعانق وجهه بكفيها المجعدتين : شبيب ما ينكسر .. ولدي ما يكسره الا الشيء القوي .. وما في شيء قوي عقب سبحانه ..


ابتسم .. ليلتقف كفيها يلثمهما .. وسرعان ما وضع رأسه في حجرها .. يحب ان يعود صغيرا في حضرتها .. كفها المداعبة لشعره تبعث فيه سرور كبير .. اغمض عينيه .. واسترسل بالحديث .. وكأنه يحدث ذاته .. ليخرس احاديثها الناصحة بقوله : المصيبة اني قلت تم .. ومب شبيب اللي يرد فكلمة قالها لعمه اللي فمقام ابوه .







,,

هنا اقف .. وموعدنا القادم سأحدده لاحقا باذن الله ..

 
 

 

عرض البوم صور تفاحة فواحة   رد مع اقتباس
قديم 10-07-13, 04:55 AM   المشاركة رقم: 88
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري
محرر مجلة ليلاس

البيانات
التسجيل: Sep 2010
العضوية: 190966
المشاركات: 20,103
الجنس أنثى
معدل التقييم: تفاحة فواحة عضو مشهور للجميعتفاحة فواحة عضو مشهور للجميعتفاحة فواحة عضو مشهور للجميعتفاحة فواحة عضو مشهور للجميعتفاحة فواحة عضو مشهور للجميعتفاحة فواحة عضو مشهور للجميعتفاحة فواحة عضو مشهور للجميعتفاحة فواحة عضو مشهور للجميعتفاحة فواحة عضو مشهور للجميعتفاحة فواحة عضو مشهور للجميعتفاحة فواحة عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 11911

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
تفاحة فواحة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اسطورة ! المنتدى : القصص المهجورة والغير مكتملة
افتراضي رد: زفرات ملتهبة ، للكاتبة : أنآت الرحيل

 


,,


نجيد التنكر بهويات غير هويتنا .. ونجيد الصمت في كثير من الاحيان .. وايضا نجيد التفكير العقيم الذي يصب في مصلحتنا اولا .. ولكن هناك شيء لا نجيده البوح بالذنب .. فنحن نرتدي رداء الطهارة فنلقي بالحق على الغير .. هذا عند الكثيرين من بني العرب .. كما هي .. تذكر احاديثه لها في أول ايام زواجهم .. اخبرها بان تساعده على النسيان .. ان تقف معه .. بجانبه .. ان تظهر له الحب وترديه عن الحب القديم .. لكنها لم تفعل .. كانت تحب اظهار القديم .. بحركاتها .. وبنبرتها المتهكمة في وجهه .. اليوم تجلس بجانب شقيقتها .. في غرفة الالعاب التي اعدتها الاخيرة لاطفالها الصغار في منزلها ..




وأولئك الاطفال الصغار يتحركون من لعبة الى أخرى .. ابنيّ الاخت وكنة الصغيرة .. وذاك الصغير نائم قريب من أمه في سريره الصغير .. تنهدت وهي تلتقف لها شيء من الحلويات التي اعدتها شقيقتها .. لتبادرها تلك : بسج اكل .. كل يوم تنتفخين اكثر عن قبل .. داري ع صحتج ..


تشدقت وهي تلوك لقمتها .. وبنبرة مليئة بحركة الطعام : خليني اطلع الغل والغيظ اللي في ..



سحبت الاخرى الصحون من امام شقيقتها التي اتضح الغضب على وجهها : شبلاج .. متبيخله علي بكم بسكوت وكم كيكة ..



" لا " .. نطقتها الشقيقة بشيء من الحدة .. لتردف : هدى .. انتي مب عايبتني .. بعده سالم ما يلتفت صوبج ؟ ..



لتُكمل حديثها حين اشاحت هدى بوجهها بعيدا وهي تتأفف : نصحتج .. قلتلج داريه بيداريج ..



لتصرخ تلك بقوة افزعت شقيقتها وتلك الصغيرة التي اخذت احدى الدمى من ابن خالتها لتلعب بها : كنوه وثول .. خلي الالعاب لهم .. مب من حقج تلعبين فيها ..



لتتقوس شفتيها .. وتترك اللعبة تسقط على الارض .. وتأتيها صرخة أخرى : ويع .. تبين تكسرينها ..



لتقف وتردعها تلك بامساكها من معصمها : الله يهداج خليها تلعب .. العيال مستانسين وييا بعض .. يلسي بس ..



لترمق صغيرتها بنظرات باتت تعرفها ذات الاربع سنوات ونيف جيدا .. لتتراجع للوراء بخطوات خائفة .. وتجلس بعيدا عن ابنيّ خالتها .. تراهما يلعبان وتنظر هي برغبة مكبوتة .. اما تلك فجلست وهي تتذمر : بتكسر العابهم بنت سلوم ..



لتتحوقل الاخرى وتردف : تغارين منها ؟



اطلقت نبرة سخرية من فيها : اغار منها .. ليش ان شاء الله ؟



" لان اسمها يذكرج باسم البنت اللي كان يحبها " .. قالت جملتها ووقفت تحمل اطباق الحلوى وتبتعد عن المكان .. لتلحقها تلك وتنطق وهي تراها تركن الصحون في الصالة الصغيرة القريبة من تلك الغرفة التي كانتا فيها : يداري عليها واايد .. من نسمة الهوا .. مرات احس انها عديلتي مب بنتي ..




جلست بجانب شقيقتها واتكأت .. لتكمل الحديث تحت صمت الاخرى : ما كنت اريده .. وللحين ما اريده .. ما احس ان فقلبي اي شيء له .. يوم عرست قلت ببقى معه شهر وبطلب الطلاق .. بس فهالشهر حملت فيها .. كرهتها اكثر لانها يت فغير وقتها ..



نطقت تلك بسخط : استغفري ربج .. شو بعد يت فغير وقتها .. قلنالج الريال متعلق فبنت خطبها كذا مرة قلتي ما عليه .. عاادي .. محد ضربج على ايدج عشان تاخذينه..




فجأة وكأنها تذكرت حكايات قديمة .. ونظرات اعجاب عتيقة كانت تكنها هُدى لابن عمها .. لتسأل : ليكون بعدج تحبيه .



الصمت .. كان الجواب من تلك .. لتنطق متابعة حديثها بتساؤل : تزوجتي سالم عشان تنتقمين منه ؟ .. لانه ما عبرج وخطب وحدة مب من اهلنا .. والحين رديتي تتكلمين عن سالفة انج ما تطيقين سالم .. عقب ما دريتي انه طلق حرمته ..



رمقتها بنظرة عابرة : لا .. ما انكر اني للحين احبه .. وللحين مصدقه انه يحبني .. بس عيون الناس ما ترحم .. امه تكرهني وبغت تحرني وزوجته من غيري .. وانا بغيت افهمها انه ما يهمني .. لا هي تهمني ولا ولدها .. ما يهموني ..




لتقف تبتعد عن المكان عائدة الى الغرفة .. وتلك ابتسمت .. ادركت بان تلك تلقي بالملامة على الجميع متناسية الاعتراف بشيء من اخطاءها .. قامت لتتبعها وتقف عند عتبة الباب .. تراها تنتشل محمد ترضعه من صدرها .. وكأنها لمحت دمعة سارعت تلك لمداراتها ..


تقدمت لتجلس بجانبها .. وبصوت اقرب الى الهمس : خلي عقلج فراسج يا هدى .. لا تضيعين حياتج ع ماضي .. سالم ما قصر وياج فشيء .. انتي بروحج من ثاني يوم لج وياه اتصلتي علي تخبريني انه طلبج تساعدينه .. وانتي شو سويتي .. كنتي تصبين الزيت ع النار .. ع كل شيء تحتكين فيه وتذكرينه فيها .. وبعدين تردين تصيحين انه ما نساها .. كيف بينساها .. خبريني ..


من بين دموعها نطقت وهي تنظر لشقيقتها : ما بينسى .. ما بينسى .. مثلي انا .. مب قادرة انسى ..




لتضع تلك كفها على فيها .. ماذا عساها تفعل اكثر مما فعلت .. شقيقتها الصغرى متمسكة بماضي هين .. بنفخة هواء يندثر .. وتضع الملامة على رجل حتى وان كان قلبه لغيرها فهو لم يهنها يوما الا بسبب هي تعلمه جيدا .. تنهدت لتربت على كتف شقيقتها : عيشي يومج يا هدى .. وخلج من اللي راح .. عمره ما بينصفج .





,,

ولكن بعض الماضي خناجر لا تنفك من الطعن في الجسد .. الماضي كان نقطة سوداء في صفحتها البيضاء الحالية ... والحاضر رمادي اللون .. مبهم .. يشعرها بانها تعيش حالة رُعب لا تنتهي .. تمضي جُل ليلها على سجاتها .. بين صلاة وقراءة قرآن .. ونهارها بين هذا وبين افكار جوفاء تصفر في عقلها المنهك .. صلت التراويح وحثت الخُطى الى غرفة والدها .. فشقيقها منذُ سرقته تلك لم تره .. وقفت خلف الباب طويلا .. نظرها صامد عليه ..




ماذا بكِ يا ريا ؟ لما تلك الافكار السوداء باتت تأكل تفكيرك بنهم ؟ حتى وصلت الى عينيكِ .. أين التفاؤل الذي كنتِ تُغرقين نفسكِ فيه ؟ هل جف بحره .. ام انه لفظك بعيدا عن شواطئه ؟




ليتني اعلم .. ليتني اجد الطريق السوي في حاضري الغريب .. ليتني اعود طفلة صغيرة .. لا تعلم شيء سوى المرح .. وان بكت جف دمعها بمسحة من كف أمها .. او قبلة من شفتي والدها ..




سحبت انفاسها .. وكأنها تشحذ من الهواء طاقة تحتاجها .. لتنطق في خلجات صدرها " يا رب " .. وتسارع كفها تدير بكرة الباب .. والابتسامة تخط خطواتها على وجهها .. لا ترغب بان تُري ذاك خوفها .. لا ترغب بأن تزيد من وجع روحه بوجعها .. دنت من السرير .. لتزيد ابتسامتها وهي تقبل رأسه .. اغمض عينيه لفعلها .. وفتحهما على صوتها : شو صحتك يالغالي ؟




تنهد وكأنه ينفث كثبان رمل قد دفنته تعبا .. لتجلس على حافة السرير تمسك كفه : سلامتك يالغالي .. تعبان؟ .. يعورك شيء؟ ..



وبصوت مثقل لا تكاد تميزه : ديري بالج .. ع عمرج .. وسامحيني ..



-
على شو اسامحك يالغالي .. ع القدر والمكتوب .. مالك ذنب .. صدقني لو شو يصير بتبقى ابويه وتاج راسي .. وسندي وعضيدي ..




طأطأت رأسها وكأنها تهرب بدموعها عن عينيه .. ليشد بقبضة يده على اناملها التي حاولت الابتعاد ولم تفلح : وليد .. ما بين ؟




مسحت دمعها بيدها الحرة .. لتطوح برأسها مغمضة عينيها .. فذاك الـ وليد لا أثر له .. ولا تعلم له طريق اتصال .. فتحت عينيها حين زاد شد كفه على اناملها .. لترى وجهه المتعب : ابويه فيك شيء ؟



-
ودي ارقد ..



ابتسمت وقد اطلقت تنهيدة خافتة لتبتسم بعدها وهي تتمتم : ربي لا يحرمني منك ..




لتتركه بعدها .. تغادر الغرفة بهدوء حتى لا تزعجه .. حتى ما إن اغلقت الباب من خلفها استندت عليه .. ونبض قلبها يرهقها .. احساس بالخوف يتملكها منذ ايام خلت .. بلعت ريقها لتحث الخطى الى الصالة القريبة .. هناك تركته قابعا بعد اتصال اجرته احدى مريضاتها تخبرها بانها ستتوقف عن المتابعة معها .. كُل شيء تراه يحدث لامر ما .. تحاول ان تجمع الخيوط ولا تقوى .. تنهدت وهي ترمي بجسدها في حضن " الكنبة " .. ورأسها اسقطته للوراء .. تبحث عن النوم .. ولكنها لا تجده الا دقائق تحمل لها بين طياتها اضغاث احلام تؤرقها .. جفلت بعد اغفاءة داهمتها .. هاتفها يرن .. واهتزازه على تلك الطاولة اثار فيها جزعا مؤقتا ..



امتدت يدها اليه .. لتغصب ابتسامة وهي تجيب : هلا وغلا ..



نسمات الهواء تداعب خصلا من شعرها قد تمردت على جبينها وقد اتخذت من العتبات المتلاحقة امام باب المطبخ كرسي لها : اهلين .. خفت تكونين راقدة ..



-
ما ارقد فهالوقت .. اخبارج شامة؟ .. اشوفج نسيتيني .. صايرة بخيلة بالاتصال .. امممم



اردفت بعد تفكير وهي تنظر للاعلى : كم مرة اتصلتي فهالشهر ؟




قهقهت تلك بجنون لتقف وتحث خطى وأيدة في الساحة الصغيرة امام المطبخ : ادري قاطعة .. بس والله انج صادقة . نفسيتي فهالشهر متغيرة واايد .. كل وقتي مليان .. عبادة وشغل البيت وكلثوم ..



استرسلت بالحديث دون ان تقاطعها تلك .. وكأنها ترغب بالسعادة من سعادة شامة .. تبحث عن الشيء الضئيل ليفرحها في هذه الايام .. " ما شاء الله " .. قالتها ريّا بعد ان اخبرتها شامة عن مغامراتها في التصوير .. ليأتيها ضحكها من جديد : والله اني اذلهم ع الاكل .. صايرة كل ما اسوي شيء اصوره .. اليوم العصر حاولت اصور فراشة ع شيرة الورد .. بس حسيت اني ما اتقن هالتصوير .. ومب عارفه كيف اقدر احترف ..




ضيقة مفاجأة استحلت صدرها .. لتجبر يدها اليسرى ان تقبض ثوبها وتشدها لصدرها .. ترغب بان تهدأ ثوران ذاك النابض .. لتجامل مريضتها براحتها : خذي دورات .. المعاهد ما شاء الله ما يقصرون ..



" دكتورة فيج شيء ؟ " ... كان سؤال بعثره فيها بعد ان ادركت تغير النبرة في صوت طبيبتها .. لتجيب تلك : لا فديتج .. ما في الا العافية .. بس ما اقدر اطول وياج .. سمحيلي ..




,,

ستعود تلك الفتاة الظالمة .. ستعود وستجدد نزف الجراح الكامدة .. هل سيكتب اللقاء بينهما للمرة الثانية .. ام انها مرة اولى وانتهت .. يذكر صراخها في حضور والدها .. واتهامها الظالم لكرامته وتربيته .. تنهد يعب من اصبع معشوقته السرية .. معشوقة لا تأتيه الا نادرا .. حين وجع .. وحين قهر .. لتواسيه بتمتمات لا يعلمها الا هو .. وهي الجماد الصامت المحترق ..




ابعدها بعد ان قبلها بشفتيه وجدا .. لتلتمع مؤخرتها في ظلمة الليل في آخر ليالي الشهر .. لينفث الدخان عاليا .. يرقبه يزاحم الهواء فيخسر .. كهو حين خسر تحت مسمى الشهامة .. أية شهامة كانت يمتلكها في سن السابعة عشر .. حتى الآن لا يجد سبب لكتمانه .. أهو الستر على فتاة باعت نفسها لشيطان .. أم انه كان الخوف .. ولكن أي خوف لا يتزعزع تحت سياط العقال الاسود ..




نساها بين اصبعيه .. تلك المنتحرة تحت تلذذه .. وتحت مرارة جوفه حين علم بالرجوع .. التفت على صوتها : خالي !



كان تعجبا يكتنف نبرتها .. ليبتسم : هلا شامة .. شو يايه تسوين ورى البيت ؟



لترقبه يعدمها في التراب الرطب بعد ان فاض عليه ماء الزرع .. لم تعطي سؤاله اي اكتراث .. لتنطق : ادوخ ؟


مسد شعره بكفيه .. ليشبك انامله خلف رأسه ويشد جذعه للخلف : من زمان .. بس مب مدمن ..




أي عقل سيقبل بقوله هذا .. ومن لا يدمن بعد ارتشاف تلك القاتلة .. صمتت ليقف هو يدنو منها وقد ارتفع حاجبه .. وذراعه امتدت ليستند بها على الجدار : ما قلتيلي شو يابج هني ؟




" هاا " .. نطقتها وكأنها أفاقت من غيبوبة مؤقتة .. لتردف وهي تشير بيدها للخلف : كنت فالمطبخ .. بعدين اتصلت بالدكتورة .. ولا حسيت بنفسي وانا امشي ..



ربت على كتفها ليتعداها ناطقا : انتبهي ع عمرج .. ترا الشير ( الشجر ) فالليل ما ينظمن ..




لتتلفت برعب .. وخشخشة ورق جاف احدثها الهواء في قمم شجر المانجو .. لترتجف في مكانها .. لا يزال خوف الماضي من الظلام موجود في نفسها حتى وان كان بنسبة لا تذكر .. تعوذت من الشيطان .. وابتعدت تشد خطاها خلف خالها .. لتقف من جديد على حركة في المطبخ .. ازدردت ريقها .. والتفت له .. قد ولاها ظهره .. لتجري مسرعة وتلتصق به حتى جفل : بسم الله الرحمن الرحيم .. شبلاج ؟




بعيون جاحظة وانفاس تكاد تندثر من تسارعها : حد فالمطبخ .. سمعت صوت ..



تجهم وجهه : هااا .. يمكن امج والا حد من الصغارية .. تراهم صايرين فيران يتخششون فأي مكان ..



وقهقه بعدها .. لتتمسك بذراعه وتختبأ خلفه : هاشل وكلثوم راقدين .. وامي وييا يدتي فالصالة .. الله يخليك خالي تعال وياي .. الدياي فالفرن لازم اشوفه ..



رفع حاجبه . وتأفف : امري لله .. أمشي ..



,,


يـــتــبـــع |~

 
 

 

عرض البوم صور تفاحة فواحة   رد مع اقتباس
قديم 10-07-13, 04:57 AM   المشاركة رقم: 89
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري
محرر مجلة ليلاس

البيانات
التسجيل: Sep 2010
العضوية: 190966
المشاركات: 20,103
الجنس أنثى
معدل التقييم: تفاحة فواحة عضو مشهور للجميعتفاحة فواحة عضو مشهور للجميعتفاحة فواحة عضو مشهور للجميعتفاحة فواحة عضو مشهور للجميعتفاحة فواحة عضو مشهور للجميعتفاحة فواحة عضو مشهور للجميعتفاحة فواحة عضو مشهور للجميعتفاحة فواحة عضو مشهور للجميعتفاحة فواحة عضو مشهور للجميعتفاحة فواحة عضو مشهور للجميعتفاحة فواحة عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 11911

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
تفاحة فواحة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اسطورة ! المنتدى : القصص المهجورة والغير مكتملة
افتراضي رد: زفرات ملتهبة ، للكاتبة : أنآت الرحيل

 



,,

هناك تسللت خلسة الى الثلاجة والى عشقها .. علبة " النوتيلا" .. لتأخذها تفترش الارض .. وساقاها قد ثُنيا خلفها .. وتلك امامها تغمس فيها يدها وتلعقها بنهم بريء .. وقف عند عتبة الباب ينظر اليها .. يكتم ضحكته .. فوجهها لا يُرى لونه من لون الشوكلا ته الداكن .. رص على شفتيه يثني نفسه عن الانفجار .. وتلك من خلفه .. لا ترى شيء .. خائفة من التقدم .. لتسأله بخفوت : خالي في حد ؟



هنا لم يستطع كتمان ضجيج ضحكته .. لينفجر وقد انحنى جذعه نتيجة تطويقه لوسطه بذراعيه .. لتجفل الصغيرة واقفة مبتعدة خطوات للوراء .. وتدخل تلك تقف في ذهول .. تمتمت كلثم : ما فيها واايد ..



وهناك بوادر بكاء في نبرتها الساخطة .. نطقت شامة : ولا يهمج حبيبتي ..



التفتت على صوت منذرالمعجون بصخب القهقهة : ما قلتلج فيران ..




وارتفعت قهقهته أكثر .. لتصرخ به شامة : خالي خلاص عااد ..




" لا تضحك " رددتها الصغيرة مرارا من بين دموعها : لا تضحك .. بعلم عليك شبشب ..




لينفجر ذاك اكثر عن ذي قبل .. فذاك الاسم الذي تنطقه يذكره بحذاء المنزل الخفيف .. حين رأت تلك ضحكات خالها العالية .. حاولت ان تكتم ضحكتها براحة كفها .. فهي تعلم بان ذاك الاسم هي من اطلقه على شقيقها في ساعة مزاح لتأخذه الصغيرة اسما له .. وفجأة ضحكت .. فمنظر كلثم الذي يشير اليه خالها يثير الضحك في النفس دون رادع .. لتصرخ الصغيرة بهما : والله اعلم عليكم شبشب ..




جرت مسرعة تعبر بينهما .. لينفجرا ضحكا دون اكتراث لحال تلك .. جرت فلمحت دخولها شمسة : كلثوم شبالج تركضين ؟




ليقطع عليها تحركها دخول شبيب مُلقي السلام .. ليبادرها بقبلة على رأسها .. ومن ثم يحث الخطى للجالسة تشاهد التلفاز .. يقبل رأسها ويجلس بجانبها .. وهناك حديث خجول لا يسمع قد دار بينهما .. لتدنو تلك بغضب : شبيب شو اللي بينك وبين يدتك ؟



نظر اليها بابتسامة كللت وجهه المستدير : ما بينا الا كل خير ..



على وقفتها ردت على جملته : باين .. كل ما يصير وياك شيء ركضت ليدتك .. وامك ما تفكر فيوم تقولها ..




" تغارين من امج يا شموس ؟ " .. قالتها تلك العجوز وقد تشابك حاجبيها .. ونظرها تسمر على ابنتها .. وذاك غض نظره للأرض .. لتردف وهي تهز عصاها في وجه ابنتها : لو عندج عقل كان ما خلاج وياني ..



-
الحين انا ما عندي عقل ياميه ..



دخلت شامة يتبعها منذر ولولا صوت شبيب الذي نم عن مشكلة ما ستقوم .. لكان ذاك الخال انفجر ضاحكا من جديد .. وقف لينطق : الله يهديكن .. تراها مب مستاهله ..



يقترب من امه يحني رأسها يقبله : لا تزعلين علي يالغالية .. حقج علي .




ابتعدت عنه : ما اريدك تتسامح مني .. بس ع الاقل عبرني .. ريحني .. وانت كل ما يصير وياك ما على السانك الا امايه العودة ..




" يلسي يا شمسه " قالتها العجوز واردفت : شبيب خذ اختك وخالك وخلونا بروحنا ..




تنهدت تلك التي خطت سنون العمر على وجهها اخاديد .. هناك في جعبتها الكثير .. وتلك ابنتها لا تعي بأن افعالها المتسرعة هي التي تبعد شبيب عنها .. ويأتي ليرمي ما في جعبته في حضن جدته : خبريني بشي سويتيه يشفعلج .. ويخلي شبيب ايروحلج ويعطيج اسراره واللي يضايقه ..



اشاحت بوجهها بغيظ : انتي مب فاهمتني ..



عادت تنظر لوجه والدتها : يذكرني بابوه .. كان يحسسني اني ما انفع اشاركه باسراره ويروحلج انتي .. ليش ؟ مب انا بنتج .. والبنت تطلع ع امها ..



" بس ما طلعتي علي " .. قالتها واردفت : شوفي عقلج وين وصل بنتج .. مطلقة وطايحه فكبدج ..



-
مب احسن من حياه ما بتكون قدها ..



-
وكلام الناس ما فكرتي فيه ..



-
بس هذي بنتي واعرفها ..




سحبت انفاسها وصمتت .. لتنطق بعد حين : بس الناس ما بتقول اللي تفكرين فيه .. الناس بتقول البنت اللي فيها شيء .. ومن متى الناس عيبوا الريال خبريني .. هكوه ابوج الله يرحمه .. يوم خذ علي بنت من عمرج ما قالوا يدور ع الولد .. قالوا هدايه فيها بلا .. قالوا امج فيها وفيها .. ما قالوا الريال يريد الولد اللي يشل اسمه .. وبنتج الحين .. ظنج الناس تقول حارب .. الناس ما بتقول الا شامه فيها وفيها .. يوم انه خاب شورج وطلبتيه يطلقها بدون علمي وعلم اخوها .. تريا حد اييها الحين ..




هناك كانت تستمع دون قصد .. خرجت تبحث عن كلثم التي لم تجدها في غرفتها .. لتقف ويثقب حديث جدتها اذنيها .. ما ذنبها إن كانت تعاني حينها .. لما المجتمع ظالم .. يضع الفتاة في الخانة السوداء حين الخطأ .. ويبرأ الرجل كبراءة الذئب من دم يوسف .. أهناك وشم تحمله يؤكد الخطيئة .. ام هي عقول انغمست في بؤرة الجهل ..




سقطت دمعة من عينها .. ولم تشعر الا بيد تسحبها .. وصدر يحتضنها .. وكف تمسح على ظهرها بهدوء .. لعلها بحاجة للبكاء بصمت .. ولكن الحاجة الاكبر هي صدر يأخذ من وجع صدرها .. شهقت .. لتسمع تمتماته وهو يمشي معها الى قسمه .. يهدأها بآيات ربه .. حتى ما اجلسها على الاريكة بعثر خطاه .. ليختفي ويعود وبيده قنينة ماء صغيرة .. يفتحها ويمدها لها : شربي ..



امسكتها دون ان ترفع وجهها : يعني الحين الناس يشوفوني ضايعه .. مب متربية ..



جلس بجانبها : سمعي يا شامة .. انسي اللي سمعتيه .. ترا كلام الناس لا يقدم ولا يأخر .. وانتي عاقل وتدرين بهالشيء ..



-
بس كلام الناس ظلمني .. وظلم كلثم .. وام كلثم .. بس لانا بنات ..



رفع وجهها ليمسح دموعها : ما اريد اسمع هالرمسة مرة ثانية .. واللي ربج كاتبة بيصير .. ولو ع كلام الناس كان محد عاش ..



عقد حاجبيه وكأنه تذكر شيئا : انتي شو اللي خذاج صوب الصالة .. ما قلت لج تروحين حجرتج ..




مسحت بقايا دمعها بظهر كفيها : كنت ادور كلثوم .. ما ادري وينها ..



" كيف يعني ما ادلين وينها ؟ " .. نطقها لتبعثر على مسامعه ما حدث .. وبعدها يضج البيت ببحث مستميت عينها .. تمر الدقائق تباعا .. وكأن اختفاء الصغيرة سحب معه الجو المشحون بالغضب الذي كان .. لتقف شمسة في منتصف ساحة المنزل الخارجية .. ونظرها الى البوابة التي ولج منها منذر لاهثا .. تسرع خطاها اليه : هاا لقيتها ؟



التقط انفاسه بتعب : لا .. ما لها اثر .. وبعدين الدروازة كانت مسكرة .. ما اظن انها طلعت وسكرتها وراها ..



ليدخل ذاك الى الساحة : ما لقيتوها ؟



سؤال وجهه الى والدته وخاله .. ليتحوقل وهو يرى شامة قادمة .. وهناك على ملامحها خوف امتد ليطال شفتيها بارتعاش : دورت البيت حجرة حجرة ما لقيتها ..




صرخ بغضب : يعني انتوا ما لقيتوا الا تضحكون عليها ..



" يا ريال استهدي بالله " .. قالها منذر ليردف : ان شاء الله ما فيها شيء .. تلقاها منخشة هني والا هناك ..




طفلتي الصغيرة .. أين انتي ؟ .. أعلم باني ابتعدت عنك في الايام الماضية .. ولكن ليس ذنبي .. اعلم بأنك تبحثين عني ولا تجديني .. فتنامين على امل رؤياي في اليوم التالي .. سامحيني .. فأني اشعر باني لستُ أهل لحمل أمانة والدك ..




ولج الى غرفته .. يبعثر نظره على المكان .. ليبتسم على بصمة الكف الصغير على جانب دفة الدولاب .. ليدنو منه بخطى متأملة .. ويفتحه .. ليجدها قابعة بين اثوابه الجديدة .. نائمة .. لا يعلم حينها لما ضحك .. أعلى وجهها الملطخ .. ام على اثوابه التي اتسخت ..


لينحني يجلس القرفصاء يتأملها .. سيأخذوها منه .. سيبعدونها عنه حين يرونها .. حين يرون خالد في وجهها .. قالها حمد له صريحة .. إن كانت أبنة لخالد ..فبقاءها معهم افضل من بقاءها معه ..




تجهم وجهه .. وغيمة حزن استحلته .. احبها .. واعتاد على وجودها وعلى نداءها له بـ " شبشب " .. حتى وان كان اللقب غير محبب الا انه احبه من فيها .. تنهد ليمد يده يبعد خصلات شعرها المنغمسة في حبات العرق .. لتجفل .. وسرعان ما تقوست شفتيها .. وانتحبت باكية .. لترتمي عليه : اريد ماما ...





,,

منذ أيام القت عليها والدتها الكثير من النصح .. وهي اليوم تتخبط بين الموافقة على ذاك الرجل المتقدم لها او عدم الموافقة .. تنهدت وهي تضع المشط من يدها .. وتركن كفيها على فخذيها .. وتشد انفاسها المتعبة من التفكير .. فلا تزال صورة زوجته مرتسمة امامها .. كانت تجلس هادئة وجدا .. تبتسم .. وتمدحه كثيرا .. هل يعقل ان تخطب لزوجها ؟ وأي مبررات تلك .. من اجل الانجاب ..




وقفت وتمتمت وهي تشد خطاها لتجلس على سريرها : يعني يبوني ايبله عيال وبس .. واذا ما يبتله بياخذ غيري ..



التفتت على دخول والدتها : نوال .. الين متى بتبقين فحجرتج .. ما تسوى علينا هالخطبة .. بس سمعيني الريال تراه ينشرى .. دين واخلاق .. وحرمته ما شاء الله عليها .. متربية وبنت ناس .. وبتحطج بحسبة اختها ..




ترغب بحديث طويل عنه .. طويل كطول قامته التي لمحتها مع وجهه المكتسي بشعر لحيته الطويلة .. ترغب بان تقول بانها خائفة .. لا تريد ان يتكرر الطلاق من جديد ..




ما بالي ؟ .. الم اكن اخطط لانتزاع جابر من زوجته .. اوليس الحالة هي هي .. زوجة ثانية .. الاولى بعدم رضى الزوجة والثانية بخلافها ..




تنهدت : امايه .. صارلي اربع ايام استخير .. مرة احس اني مرتاحة ومرة لا .. ما اريد اتطلق من يديد .. ما اريد ..



جلست جانبها : سمعي يا نوال .. الزواجة الاولى انتي الغلطانه من راسج لساسج .. يوم انج ما عرفتي ادارين امه وخواته ..



-
شو اداري ياميه ؟.. كانن يكرهني .. تعبت وياهن .. وفالاخير يقولن طلقها .. ليش ؟ بس لاني عصبت من امه وقصصتلها كناديرها ..




تحوقلت : نوال .. عندج عقل وفكري فيه .. الريال بيحطج فعيونه .. يكفي انه يخاف ربه .. وانا تراني ما دايمتلج ..




وقفت وابتعدت .. لتختفي .. اما تلك فتنهدت بتعب .. تشعر بانها بحاجة لصديقة تفهمها .. تحتاج لاحد يعلم كيف يواسيها .. استغفرت ربها .. هي خائفة من الزوجة الاولى .. وكونها الثانية والجديدة .. تمتمت " يا رب " .. وقرار بتأجيل البت بالموافقة او عدمها لبعد العيد .. ستكون قد وصلت للقرار اليقين ..




,,

قرارات البعض تأتي بثمار رائعة .. وقرارت البعض الاخر قد تأتي بدمار لا يستطيعون تحمله .. وهو قد قرر منذ ايام ان يقف بجانب اخيه .. كما وقف بجانبه .. ارتدى ثوبه الاسود .. و" غترته " البيضاء .. ونعله الجديدة التي اشتراها مع تلك التي ادخرها للعيد .. اليوم تناول افطاره بمفرده .. فجابر في عمله .. واليوم سينهي الموضوع العالق ..




أيقولون بانه صايع .. ويضيفون انه ضائع .. أوليس البشر خطاءون .. "وخير الخطائين التوابون ".. كثيرا ما قرأ هذه الاية في هذا الشهر .. رددها على لسانه مرارا .. لما البشر لا يأخذون بقول رب العباد ..




وقف على اعتاب بوابة منزل عمه بعد ان رن الجرس .. اجبر نفسه على التدخل دون علم جابر .. فحال ذاك لم تعد تسره .. ايمنعونه الاطمئنان على زوجته وابنه المنتظر .. تبا لتدخل عقيم يمارسانه .. ابتسم وهو يصافح مطر .. لقد خرج من المشفى بالامس .. متعب وذاك الامر ظاهر على مشيته البطيئة .. رحب به وجدا وادخله المجلس .. ثم انصرف ..




" حيالله بطي " .. قالها حمد وهو يلج الى المجلس وبعدها القى السلام .. ليرده ذاك .. ويحث خطاه يقبل رأس عمه .. ومن ثم يمتنع عن الضيافة .. فهو ليس هنا للاكل .. او شرب القهوة .. سحب انفاسه : عمي اريدك تسمعني ..




لم يعقب ذاك بشيء .. فقط صمت وانتظر تتمة الحديث : الله ما يرضا ع اللي قاعد يصير .. يعني الريال متشفق ع شوفة حرمته وانتوا تمنعونه .. مب هذا ولد خالد .. خالد اخوك .. اللي سميت ولدك عليه ..



وقف : بطي لا تدخل فشيء ما يعنيك ..




" يعنيني يا عمي " .. قالها بعد ان وقف لوقوف عمه .. واردف : انت وابوي الله يرحمه كنتوا ابد ما تفترقون .. والحين ياي تبي تفرق عياله عن بعض




اكتظ وجهه بالغضب : عندك رمسه زينه قولها .. واذا ما عندك الباب تدله ..



ببرود : الحين شو الغلط اللي سويته وتحاسبون جابر عليه .. ربنا يقول .." ولا تزر وازرة وزر أخرى ".. فليش قايمين تاخذون الواحد بغلط غيره .. هذا اذا كان شيء غلط من الاساس .. انا سافرت اكمل الدكتوراة .. وصار اللي صار علي .. واكبر دليل ايدي اللي مب قادر احركها الا وين ووين .. تبون دليل غير .. مستعد ايبلكم ربعي اللي كانوا وياي .. بس لا تظلموني وتظلمون جابر وياي .. عمي انت متغير .. واعرف ان اللي فقلبك شيء واللي تسويه شيء ثاني .. انت الباقي لنا من بعد اهلنا .. بمقام ابونا .. ابونا اللي يوم مات ما قال غير طيعوا عمكم حمد .. وجابر قايم بوصيته .. ساكت وبالع الضيم اللي اييه .. وانت بشو تكافأه ..




طال الحديث من بطي .. وذاك صامت موليه ظهره ..يدرك بان ما يبعثره ذاك الشاب عين الصواب .. ويدرك ان قسوته قد لا تأتي المنال المرجو منها .. لا يعلم ان كان ما يفعله سيجعله يحافظ على ابناء اخوته .. أيبحث عن ترميم الاخطاء مع خالد بهم ..




حين طال الصمت مع الوقوف .. بعثر بطي كلماته : اذا تبوني اخلي البيت بخليه .. برد من وين ما ييت .. بس جابر ما ينخذ بشيء ماله ذنب فيه ..




ليجر خطاه مبتعدا عن المكان .. وهناك الم بات يوهنه .. يستفحل في ذراعه اليسرى .. يحتاج الى دواءه ليهدأ حربها المستميتة .. صعد سيارته .. ليبحث عن دواءه .. ويبتلعه دون ماء .. وسأسه قد نام على مسند الكرسي .. انتظر دقائق .. حتى شعر بان ما تبعثر منه قد اجتمع .. وانطلق .. لربما الحديث مع ذاك العم لا طائل منه ..




اوقف سيارته في مرأب المنزل .. ليترجل .. ويحث الخطى الى ملحقه .. سيرتاح ساعة وبعدها سيغادر لصلاة التراويح .. لعلها آخر صلاة في هذا الشهر الفضيل .. تسمر في مكانه .. وهو يرى جابر قد ربع ذراعيه على صدره .. وملأ الباب بجسده .. ابتسم .. وتقدم منه : اتصل فيك ؟



قالها وتجهم وجه جابر وهو يترك لبطي مجالا ليلج .. ويلحق به : منو اللي اتصل في ؟



لوح بيده : لا تهتم ..



جلس بتعب ونظره على جابر الذي لا يزال واقفا : كنت تترياني ؟




لم يلحظ ذاك المغلف في يده .. لعل وجعه ابعده عن الملاحظة .. ليرميه جابر امامه : تقدر تفهمني شو هذا ؟



نظر للمغلف الاصفر .. وسحبه .. يفتحه ويبعثر العديد من الاوراق .. ومن ثم يبتسم : لا تهتم ..




ما باله على هذه الجملة .. حتى احتقن وجه جابر بالغضب : ما اهتم .. هذا اللي ربك قدرك عليه .. ما اهتم ..




وقف ليدنو من شقيقه : دخيل ربك يا جابر مب وقته .. اوعدك متى ما احس اني قادر ع الكلام عن هالموضوع بييك بنفسي وبتكلم وياك ..




هناك تعب بان في انفاسه وعينيه .. لينطق : تعبان يا اخوي .. خلني ارتاح ولا تزيدها علي ..


وبعدها غادر الى غرفته .. تاركا جابر واقفا في مكانه .. ذاك البطي يخفي خلف الغياب اسرار .. وخلف المرض حكايات .. وخلف الصمت احاديث يجب ان تُسمع يوما ..



,,

يــتــبــع |~

 
 

 

عرض البوم صور تفاحة فواحة   رد مع اقتباس
قديم 10-07-13, 04:59 AM   المشاركة رقم: 90
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري
محرر مجلة ليلاس

البيانات
التسجيل: Sep 2010
العضوية: 190966
المشاركات: 20,103
الجنس أنثى
معدل التقييم: تفاحة فواحة عضو مشهور للجميعتفاحة فواحة عضو مشهور للجميعتفاحة فواحة عضو مشهور للجميعتفاحة فواحة عضو مشهور للجميعتفاحة فواحة عضو مشهور للجميعتفاحة فواحة عضو مشهور للجميعتفاحة فواحة عضو مشهور للجميعتفاحة فواحة عضو مشهور للجميعتفاحة فواحة عضو مشهور للجميعتفاحة فواحة عضو مشهور للجميعتفاحة فواحة عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 11911

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
تفاحة فواحة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اسطورة ! المنتدى : القصص المهجورة والغير مكتملة
افتراضي رد: زفرات ملتهبة ، للكاتبة : أنآت الرحيل

 





,,


خلف الصدور قلوب لا تُعرف خباياها .. وخلف قلب تلك الانثى غيرة مكمنها المرأة الاخرى .. منذ تلك الليلة .. وهو يعتني بها اعتناء اصابها بالاشمئزاز .. عند الافطار يطعمها بيده .. يسقيها من كأسه .. ويهمس لها لتظهر على ملامحها حكايات خجل .. الا يخجل من تصرفه بين اختيه ووالدته .. قالتها له يوما في شجار عقيم اعتادته .. والسبب تلك الكنة .. ليخبرها .. بان ما يفعله محض مساعدة لان يدها لا تقوى بها فعل شيء .. واليوم هي تجلس تأكل نفسها بنفسها .. هادئة بينهم .. حتى اوهمتهم بانها تغيرت .. تحاول ان تخمد ما كان بحسن التصرف .. وغياب خالها في العشر الاواخر من رمضان اسعفها وجدا ..




تنهدت على طرقات الباب .. لتأذن لطارق بالدخول .. واذا بها سمية .. اقتربت منها : مباركن عيدج .. توني سمعت الاخبار .. باكر عيد ..




وقفت تقبل شقيقتها : الله يبارك فيج .. انتي اول وحدة تباركلي .. فيج الخير ..




لن تتبدل ابدا .. تتهكم دائما .. ابتسمت سمية على مضض .. وهناك حديث تخفيه .. لتعلم تلك بان هناك ما جاء بها .. فتوترها ملحوظ .. لتنطق وهي تعود لتجلس على " الكنب" الطويل : شو وراج ؟



اقتربت ووقفت امامها : ليش ما تهتمين فريلج .. مثل ما تهتم فيه كنه .. شوفيها حتي وهي محترقة ما تنساه .. تدير بالها عليه .. وانتي كل يوم والثاني مناقر وياه .. حبيبتي اكسبيه .. وخلج من سوالفج ..



وقفت وبتهكم معهود : الله الله .. والاستاذة سمية طلع لها لسان .. ليكون ريلج مطرشنج .. وليكون ريلي اشتكى لكم .. ومب بعيد بعد قالكم اني ما اسمعه .. واني واني ..




" استغفر الله " .. قالتها تلك لا اراديا .. اخذتها من حديث عمر الدائم واستغفاره بين الفينة والاخرى .. لتصرخ تلك بها : شو شايفتني عاصية والا مسوية ذنب .. عشان تستغفرين مني .. والا المطوع عمر قالج اتين تهديني ..



بلعت ريقها : مب قصدي .. طلعت من لساني بعفوية .. وبعدين ترا كلنا ملاحظين ان فارس تعبان .. وكل ما كان وياج ما نسمع الا صوتكم .. حبيبتي اذا بعدج ع خرابيطج .. ياليـ..



ليسكتها عن الاتمام كف سلوى على وجنتها : مب ناقص الا انتي تعلميني الصح من الغلط ..



ارتفعت كفها تتحسس مكان الضربة : الله يهديج ..



وبعدها ابتعدت .. بل انها هرولت .. وبدون شعور منها اصطدمت به عند باب غرفتهما .. لتتركه وتلج ..وتهرول مبتعدة عنه خلف دورة المياه ( اكرمكم الله ) .. ليصلها صوته مع طرقه الخفيف على الباب : سمية فيج شيء .. ردي علي ..




كتمت شهقاتها براحة كفها .. لم تُمَد عليها كف يوما .. واليوم لاجل اصراره هو امتد كف شقيقتها عليها .. تحركت لتفتح الباب بعد ان تعبت من اصراره .. فتحته ليلوح له وجهها الغارق بدموعها .. واحمرار وجنتها .. لتنطق : ضربتني .. قلت لك ما اريد اكلمها .. ما اريد انصحها .. بس اصريت اني اروح ..



كفيه الغليظين يمتدان ليمسح دمعها .. وتستقر اليمنى على وجنتها .. وهناك ابتسامة رسمها على شفتيه : سويتي اللي عليج .. وما عاد اطلب منج تنصحيها ..





اما تلك ما ان خرجت شقيقتها .. حتى عمدت الى هاتفها .. تبث بهمها عبره .. حديث طويل منهك .. وحديث لا يقبله شرع .. تحاكي رجلا وهي على ذمة رجل .. كانت خطواته تتحرك الى الغرفة لتتسمر عند الباب من الخارج .. يسمعها .. تناديه " بحبيبي " .. وتبكي وتشكي له .. وتصوره هو كوحش يقتلها كُل ليله .. اوصل بها الامر الى الخيانة ؟..

فتح الباب على مصراعيه .. وهناك براكين غضب متأجج فيه .. لتقف هي بهلع .. يسقط ما في يدها على الارضية الصلدة .. وتتناثر قطعه .. اغلق الباب .. ليسرع بخطاه نحوها .. وتبتعد هي خطوات للوراء .. لم يشعر الا بيده تمسك شعرها حتى تأوهت .. يقولون اتقي الحليم اذا غضب .. وهو اليوم ذاك الحليم .. ولكنه لن يطبق تلك المقولة .. هزها بعنف : وصلت فيج الخيانة يا سلووه .. جهزي شنطتج .. الليلة ما بتباتين فبيتي .. وورقتج بعد العيد بتوصلج ..




ليدفعها ويبتعد .. يريد ان يبتعد عن المكان .. عن الجميع .. حتى عن عشيقته .. قبع في سيارته مطولا .. ينتظر خروجها .. ليبعث لها رسالة نصية بأن تخرج والا سيأتي ويجرها امام اهله .. انفاسه تثور كماء يغلي على نار متأججه .. دون ان يتبخر ..





,,

يوم العيد .. وثياب جديدة .. وهواء تعانقه رائحة البخور .. وحركة خفيفة تحمل معها الفرح في منازل اضناها الحزن .. الاطفال لذة الاعياد .. وكأن بهم لا تكتمل .. تدور بفستانها الجديد امام تلك العجوز : يدوه شوفي .. واايد حلو صح ..




وتلك الجدة ترى الفرح مختلفا .. ترى الوجوه هذا اليوم صافية .. ينبعث منها نقاء الروح .. حتى ذاك الشبيب كان فرحا وهو يستقبل المهنئين .. ويبعثر النقود في أكف الصغار المطالبين " بالعيدية " .. حتى هي اغدقها بـ " عيدية " تحت ضحكاته .. وبانها ستظل نور منزله الدائم ..




اليوم كل شيء مختلف .. حتى حمد كان مختلفا وهو يقف مع شبيب عند البوابة .. يقول بانه جاء ليهنيء الجدة بما انها متعبة ولا تقوى على الخروج .. هل كان صادقا .. ام خلف حضوره امرا آخر ؟



ابتسم له شبيب مرحبا به .. ويسأله عن البقية أين هم .. ليخبره بانه جاء بعد زيارة لاحدهم ولم يكن معه احد من ابناءه او زوجته ..

حمحمة ومن بعدها ولج ليخبر جدته بوجود عمه عند الباب .. وقفت بمساعدته وهي ترتب " شيلتها " السوداء الكبيرة على رأسها المشتعل بالشيب .. لتخرج تتوكأ على عصاها .. وتتبعثر التهاني ..


واذا به يتسمر نظره على تلك الصغيرة الواقفة امام شبيب في غفلة منهم خلف الاحاديث : شبشب اريد مثل اللي عند هاشل .. هذاك الصاروخ اللي يروح بعيد ..



وتأشر بيدها للسماء .. وهو ينظر اليها .. يتفرس وجهها .. ابتسامتها وعينيها .. لتنظر اليه في التفاتة سريعة .. وتقترب منه ببراءة طفلة .. بعد ان رفض شبيب ان تلعب بالمفرقعات النارية : عمو قوله يعطيني واحد .. بس واحد ..




وتأشر بسبابتها الصغيرة امامه .. تنهد لينحني يحتضن رأسها بين كفيه .. ويلثم جبينها .. وكأنه يبحث عن رائحة من غاب .. يدرك بانها ابنته .. ما بقي منه بعد الثرى .. وصمت المكان ..




,,

الاماكن شواهد ذكريات .. تتأجج حين العودة اليها .. وهو قرر العودة ليبقى هناك يومان .. ليعيد الذكريات القديمة .. واحاديث الصحبة التي لا تزال تجره جرا .. تنهد وهو يحزم حقيبته .. سيهنئهم بالعيد حتى وان كان متاخرا .. ابتسم وهو يتوجه الى اوراقه المبعثرة .. احاديث كثيرة اجتاحته في غربته .. سطرها باحرف جميلة على نصاع البياض .. واليوم هو سيتركها هُنا .. ليعود اليها ويعيد معها الذكريات .. ويزيد عليها احاديث اللقاء بعد الشوق ..




رتبها ودسها في احد الادراج .. وبعدها حمل حقيبته السوداء المكتنزة ببعض الملابس .. صغيرة ولكنها تكفيه .. فلا يزال منزله يعج باثوابه .. والكثير من حاجياته .. ابتسم وهو يشد نظارته السوداء على عينيه .. ويغلق باب شقته من خلفه .. وينزل المصعد وفي قلبه دعاء بمرور الوقت سريعا .. فانه يراه بطيء كسلحفاة اثقلها حمل ظهرها ..




سيمضي الليل في منزله دون ان يخبر احدا .. او لربما يقضيه في احد الفنادق .. لعل منزله مكتنزا بالغبار بعد هذا الغياب .. وبعدها في اليوم التالي سيشد المسير نحو صاحبه .. رفيق طفولته ومقاعد الدراسة .. سيلقي عليه بعتبه لعدم كتابته اي رسالة تطفيء عطش روحه الملتاعة ..




بحث عن مقعده في تلك الطائرة .. وما ان جلس حتى شد اليه بالحزام .. يظن انه اذا اسرع بفعل ذاك ستقلع الطائرة سريعا .. ابتسم على حاله .. ليتلفت حين ايقن ان هناك عيون ترقبه .. ربما يقولون عنه مجنون .. يبتسم لنفسه .. ويتمتم لنفسه ..




اشاح بوجهه الى النافذة الصغيرة .. ولا تزال ارض مطار سيدني تلوح له .. وكأنها تأبى الافراج عن تلك الطائرة .. ليعج بعد دقائق صوت مساعد الطيار بدنو الاقلاع .. ليتسلل اليه فرح جم .. وتعلوه ابتسامة مع علو الطائرة مغادرة ارض الغربة متوجهة الى ارض الوطن ..





,,

ذاك الوطن الذي يحمل في طياته اسرار يدفنها أناس سنين طوال .. وستتبعثر على اعتاب الرجوع .. وكأن ذاك القرار بالرجوع كان يدرك بان هناك أمور قد تحدث .. واوضاع قد تختل ..




اردفت عباءتها على رأسها .. وابتعدت عن المنزل .. لتراه خلف المقود ينتظرها .. ركبت .. والصمت سيد الموقف حينها .. اليوم سيشاع سر دُفن لاكثر من ثلاثة وعشرون سنة .. اليوم ستتبعثر الاوراق على ارصفة الزمان ... هناك خوف يعتريه .. خوف لم يشعر به يوما كما الآن .. هاديء وهي كذلك .. لتترجل : خلك هني .. لانك بتاخذنا لبيت شبيب ..




قالت كلماتها واغلقت باب السيارة .. لتنطلق بخطى تبحث عن راحة ضالة .. طال مكوثها وهي تقرع الجرس .. وكأن الوقت يستكثر عليها الراحة .. لتلج اخيرا سآئلة عن ام عبدالله ..




" يا كبرها عند الله يا ام سالم " .. رددها ام عبدالله مرتان .. وهي جالسة تصفق اليمنى على اليسرى .. لتردف : ليش ما تكلمتي .. ليش ما قلتيلهم .. يايه الحين تقوليلي ..




بصوت يشوبه الكمد وتأنيب الضمير : قلتلهم يا أم عبدالله .. وربي يشهد علي اكثر من مرة رحتلهم اقولهم خافوا ربكم .. بس ما سمعوا .. وكذبوني .. والسبة ان سالم كان ...




لتقاطعها وهي تقف : قومي .. خلينا نروحلهم .. قومي لا بارك الله في ساعة سويت فيها ذيك السواه ..




غاضبة تلك العجوز .. لتخرج بعد دقيقة تشد عباءتها عليها .. وتخرج مع ام سالم بعد ان القت على ابنتها بانها ستعود لاحقا .. وان لا ينتظرونها على الغداء .. ركبتا السيارة .. وتحوقل عم المكان من ثغر ام عبدالله .. تشعر بانها ارتكبت ذنبا لن يغتفر .. لتتوقف العجلات عند بيت شبيب .. تنزلان بسوادهما يحثان الخطى لداخل .. تعلم ام سالم بان الجميع ينتظرها .. جميع من يهمهم الامر هناك .. تشوبهم افكار قاتلة في هذه الساعة ..




ابتعد بسيارته عن المكان .. لا يرغب بان يكون في مسرح جريمة أخرى .. يشعر بان امر غير سار يحدث جراء افشاء هذا السر .. تنهد : يا رب




همس بها مرارا لنفسه .. وكأنه يحثها على الصمود .. يحثها على التفاؤل بالخير ..

وهناك كانت تجلس بجانبه وقلبها يقرع طبول غريبة .. طلبوها وطلبوه للمجيء .. وامه ايضا هنا .. ووالدتها وجدتها .. واخيها .. وحتى خالها يجلس بعيدا وكأنه لا يرغب بالمكوث في هذا المكان المشحون ..




وقف الجميع على دخولهما .. ملقيتا السلام .. لترحب ام شبيب ووالدتها بهما وجدا .. وكان جُل الترحيب لام عبدالله القادمة من بعد غياب .. ليتبعثر السؤال عن الحال طويلا .. وكأنهن نسن القلوب الراجفة بنبضات الخوف في تلك الاجساد الواقفة ..




ابتعد عنها .. لتنسل يده من بين اناملها .. نظرت اليه وهمست بخفوت : خلك يمي ..



ابتسم : بيلس صوب الرياييل ..



وابتعد ونظرها عليه .. ليقبع بجانب شبيب .. وتجلس تلك النسوة اخيرا .. ويتبعثر الحديث من ثغر ام عبد الله .. وكأنها في محاضرة استرجاع للماضي القصير والطويل الامد : يتني اليوم ام سالم .. تخبرني عن السالفة اللي صارت من اربع سنين .. وخبرتني انج انتي والمرحوم ناصر ما صدقتوها .. وحلفتلكم ايامين ان اللي تقوله صدق ..




تترأس المكان بالحديث في حضرة صمت الاخرين : تذكرين يا ام فارس يوم العزومة اللي سويتيها عشان سلامة ولدج عمر .. يوم طاح مريض اسبوع كامل ونذرتي ان قام تعزمين حريم الفريج ..




لترد تلك : هيه اذكر .. ويومها اعتفسنا .. يوم طاح شبيب من فوق الدري وانكسرت ريله ..



تكلمت تلك العجوز بعد صمت : شسالفة يا ام عبدالله .. ؟




وكأن الاحداث تعود كشريط سينمائي على عقل شمسة .. يومها حملت ابنها وتركت كنة بصحبة ام سالم .. اخبرتها ان تعتني بها .. وان ترضعها حليب " نيدو " ان جاعت .. ولكن يومها .. أبت تلك الطفلة ان ترضع من الرضاعة الاصطناعية .. وبكاءها كان ليهلك بها .. لتحملها ام سالم رغم تحذيرات شمسة لها بان لا تدع احد من النساء ان ترضعها .. لان ناصر لا يحبذ هذا الفعل ..



عقلها توقف عن الاستيعاب .. وعقله يحاول ان يجمع الحديث والاحداث .. وشبيب يلتقط الخيوط قبل ربطها .. وذاك صامت .. يستمع لثرثرة نسوة كبار من بينهن اخته التي تنطق بكلمات موجزة تُأكد ما يقال ..




قالت : يومها يا شمسة رضعت بنتج فوق الاربع مرات .. رضعتها وانا من قبل مرضعة فارس وييا ولدي عبدالله يوم طاحت امه مريضة بالحمى عقب ما يابته ..




كسيل كهرباء سرى في جسده .. لتختنق انفاسه .. ونظره دون شعور منه يقف على وجهها الجامد .. ليعود ينظر لشبيب الذي وقف بغضب : شو هالرمسة اللي يالس اسمعها .. امايه اللي يقولنه صدج ؟




لم يعد يسمع شيء .. ولا هي لم تعد تعي شيء .. بكاء شمسة .. حوقلة الجدة .. وثورة شبيب التي تزعزع الاركان .. لينسل من المكان لا يرغب بسماع المزيد .. ايقولون بانه كان يعاشر اخته فوق الاربع سنوات معاشرة الازواج .. ارتعش جسده .. وهو يقف مستندا على جدار المجلس .. انفاسه لا يعلم ان كانت تخرج ام انها تختنق قبل الصعود الى قصبته الهوائية .. ليسمع صراخها .. تلك التي اسماها قلبه .. تكذبهم .. تنتحب من بين كلماته .. هائجة وجدا على والدتها وعلى والدها المتوفي .. لا يسمع الا صراخها وكأنها تنازع من اجل البقاء ..




وفي تلك اللحظة كانت خُطى المغترب تقترب من بوابة المنزل .. ليبتسم وهو يرى فارس واقفا هناك .. لم يدرك ان ذاك وقف عقله عند حدود الانتحاب .. وانفاسه انتحرت على حواف الحقائق المُرة .. ليبتسم .. وكأن تلك الابتسامة ترثيه .. وتسدل اجفانه ليسوده الظلام ساقطا على الارض على صرخة من فيه حارب ناطقا معها باسمه : فااااارس ..

,,

هُنا أقف . وموعدنا بعد الشهر الفضيل باذن الله ..

وكل عام وانتوا بخير


 
 

 

عرض البوم صور تفاحة فواحة   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
أنآت, الرحيم, الكاتبة, اغتصاب, شفرات
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المهجورة والغير مكتملة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t183200.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
Untitled document This thread Refback 10-03-17 02:15 PM
Untitled document This thread Refback 07-08-14 03:21 PM
Untitled document This thread Refback 14-07-14 02:11 AM
Untitled document This thread Refback 13-07-14 07:19 PM


الساعة الآن 09:59 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية