لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > المنتدى العام للقصص والروايات > القصص المهجورة والغير مكتملة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المهجورة والغير مكتملة القصص المهجورة والغير مكتملة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (4) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 19-06-13, 08:26 PM   المشاركة رقم: 81
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري
محرر مجلة ليلاس

البيانات
التسجيل: Sep 2010
العضوية: 190966
المشاركات: 20,103
الجنس أنثى
معدل التقييم: تفاحة فواحة عضو مشهور للجميعتفاحة فواحة عضو مشهور للجميعتفاحة فواحة عضو مشهور للجميعتفاحة فواحة عضو مشهور للجميعتفاحة فواحة عضو مشهور للجميعتفاحة فواحة عضو مشهور للجميعتفاحة فواحة عضو مشهور للجميعتفاحة فواحة عضو مشهور للجميعتفاحة فواحة عضو مشهور للجميعتفاحة فواحة عضو مشهور للجميعتفاحة فواحة عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 11911

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
تفاحة فواحة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اسطورة ! المنتدى : القصص المهجورة والغير مكتملة
افتراضي رد: زفرات ملتهبة ، للكاتبة : أنآت الرحيل

 

هذه اخر زفرتين انزلوا والرواية مغلقة حالياً

 
 

 

عرض البوم صور تفاحة فواحة   رد مع اقتباس
قديم 25-06-13, 10:13 PM   المشاركة رقم: 82
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري
محرر مجلة ليلاس

البيانات
التسجيل: Sep 2010
العضوية: 190966
المشاركات: 20,103
الجنس أنثى
معدل التقييم: تفاحة فواحة عضو مشهور للجميعتفاحة فواحة عضو مشهور للجميعتفاحة فواحة عضو مشهور للجميعتفاحة فواحة عضو مشهور للجميعتفاحة فواحة عضو مشهور للجميعتفاحة فواحة عضو مشهور للجميعتفاحة فواحة عضو مشهور للجميعتفاحة فواحة عضو مشهور للجميعتفاحة فواحة عضو مشهور للجميعتفاحة فواحة عضو مشهور للجميعتفاحة فواحة عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 11911

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
تفاحة فواحة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اسطورة ! المنتدى : القصص المهجورة والغير مكتملة
افتراضي رد: زفرات ملتهبة ، للكاتبة : أنآت الرحيل

 



,,


التخيير والتسيير تراهما في هذه الحالة متشابكان وكأن هناك ثالث لهما .. لم تُخير في هذا الامر ومع ذلك فهي كانت ستختاره هو .. من اسكنته قلبها .. ولكنه سيرها الى هنا برغبته .. ايام مرت على عودتها الى منزلها .. تشعر بالغربة فيه وتشتاق له .. كم هي متناقضة في هذه الساعة .. تحركت في سريرها تسحب احدى الوسائد من طرفه هو تدسها تحت رأسها .. تحاول ان تبعد عنها التفكير في حالها ولا تستطيع .. مستيقظة منذ نصف ساعة ربما ولكنها لم تغادر سريرها .. تارة نظرها لسقف وتارة أخرى تُغمض عينيها .. مع انها نامت من بعد صلاة الفجر الا انها لم تنم الا ساعات قلال ..وها هي الساعة ستصل الثانية عشر ظُهرا وهي كسلى لا ترغب بعتق جسدها من براثم لحافها ..




هو غادر عند الساعة السادسة والنصف الى عمله .. قبلها على وجنتها فاحست به لتعلم بانه يبتسم لامتعاضها .. حديثهما اضحى قليلا جدا .. حتى ساعات خلوتهما تراها لا تكفيها .. ليست كما قبل .. قبل ان يأتي ذاك المدعو شقيقه .. سحبت انفاسها حين تبادر وجوده الى ذهنها .. لتجلس بعدها مغلقة عينيها وتحرك رأسها لتلين رقبتها ..




تمر الدقائق لتتسمر قدماها على طرف سجادة الصلاة .. ستصلي وتدعو ان لا يخبو حبه في قلبها .. او العكس .. ركعت لتشد شفتيها لتشنج الم ببطنها .. لتقف من جديد بتعب تُكبر وتسجد .. طال جلوسها من بعد سجدتها .. تشعر ان انفاسها متعبة .. ربما السبب نومتها الغير مريحة .. او بسبب الصوم .. تسحب انفاسها مرارا وتنفثهن من فيها وكفها تعانق جانب بطنها الايمن ولسانها يتمتم بالعياذ من الشيطان وذكر اسم الله ..




اخذت وقتا لا بأس به وهي تشد انفاسها وتزفرهن من فيها .. حتى تسللت الطمأنينة والراحة الجسدية اليها .. لتطوي سجادتها وتتركها جانبا .. صوت الخادمة شدها .. هناك في الاسفل .. لتقف وتخطو نحو النافذة تزيح جانبا من ستارتها المخملية .. لتراها تبتعد الى جهة المطبخ .. لتعود بانظارها للجهة اليسرى .. لتراه وينعقد حاجبيها ..

بالامس كانت تشتكي وجوده عند جابر .. صوتها لم يكن خافتا .. كانت تطلب منه ان يعيدها الى شقتهما الصغيرة .. فهي لا تشعر بالراحة لوجود ذاك البطي داخل اسوار منزل يكتنفها معه ..



ابتسمت ساخرة وهي ترقبه وبيده اليمنى مجرفة صغيرة .. يرتب التراب على الشجيرات الصغيرة التي غُرست على يد جابر منذ اسابيع .. وترقبه يقف ينفض إزاره من ذرات تراب رطب علقت به .. الا يستحي وهو بالملابس الداخلية ؟ ..




ابتعد وعينيها تبتعدان معه .. يفتح صنبور الماء .. ويمشي بخُطى مهرولة ليلتقف الانبوب ويبعده عن الممر المسفلت .. راميا به على تلك الشجيرات .. لتنفث انفاسها وهي تتذكر صوته ذاك اليوم ينادي على جابر .. مؤكد انه سمع جميع ما تفوهت به .. سمع تذمرها من وجوده .. وسمع طلبها الغير عادل الذي القته على جابر .. ليصرخ بها ذاك بعد هدوء استغلته هي بالالحاح : ليلى بسج عاد .. ترا البيت له ولي .. مب لي بروحي ..




تجمدت ويدها تبتعد عن الستار ليعود ادراجه .. وعيناها جحظتا وكأن بها ترى امامها شبحا .. وثغرها اضحى هو ما تتنفس به .. هناك بين فخذيها حرارة جمدتها في مكانها ..



يا رب .. يا رب .. احفظه لي .. يا رب اني اشتاقه ليكون بين كفي فلا تحرمني منه .. اعلم بانني اتعبت نفسي بالاعتراض على أمر قد قُدر .. فسامحني ..




شدت بذراعها على اسفل بطنها وظهرها قد انحنى قليلا .. وتمتمت : لا لا .. لا تطيح .. يا رب ..




الصقت فخذيها ببعضهما وكأنها بذاك الفعل تحميه .. وتخطوا بتقوس ظهرها متوجهة الى دورة المياه ( اكرمكم الله ) لتمر عليها الدقائق يتصفد فيها جبينها عرقا .. وتخرج بعد حين بدموع اغتسلت وجهها المحمر من حرارة دورة المياه .. وذراعاها قد احتضنتاها وكأنها تخفف على نفسها المصاب .. لتجلس بتعب على طرف سريرها وتسحب هاتفها تضغط على ازراره وتنتظره : رد الله يخليك رد ..




شعور بالخوف يعتريها.. وذاك لا يجيب على هاتفه .. خمول اكتساها .. وبرودة تتشربها اطرافها .. تشد على شفتيها ليعانق مذاق الدمع لسانها .. لتتذكر فجأة طبيبتها .. وترفع الهاتف لوجهها تحاول ان تركز في الاسماء من خلف غمامة الدموع .. وأخيرا يأتيها الرد لتسارع الحديث بجزع : دكتورة عندي نزيف ومب عارفه شو اسوي .. الله يخليج ما اريده يموت .. الله يخليج ..




تهز رأسها على حديث طبيبتها .. لتسألها عن ذاك النزيف كيف كان .. ومن ثم تسألها ان صاحبه وجع ما .. لتنفض رأسها وظهر كفها تمسح دموعها : لا .. ما حسيت بويع .. شو اسوي ..؟




شدت باناملها على هاتفها فتلك تطلب منها الذهاب الى المشفى باسرع وقت .. ليطمأنوا عليها وعلى الجنين .. وسرعان ما تعاود الاتصال به .. ومثل المرات السابقة لا مجيب .. لتقف بعد محاولات يائسة بالاتصال به وبوالدتها التي لا ترفع هاتفها هي الاخرى .. ربما هي بالمطبخ في هذا الوقت .. تمتمت بالدعاء ليحفظ لها جنينها ..

تسحب عباءتها و" شيلتها " وحقيبة يدها السوداء وترمي بهن على السرير.. لتفتح الاخيرة ترمي بها الهاتف وتتأكد من وجود بطاقتها الصحية في محفظتها الصغيرة حمراء اللون ..





,,

الشعور بالغربة كتجرع السم دون الموت .. يحيط بك .. يؤلمك .. ولكن يأبى أن يصرعك فيرديك قتيلا .. هذا شعوره بعد غياب سنتين لتصدمه العودة بتغير الكثيرين .. عمه ابناء عمه و شقيقه .. حتى شقيقه أبن امه وابيه تغير .. نفض رأسه وقد افترش ارضية الصالة الصغيرة الملحقة بالغرفة التي باتت ملاذه .. يمد ساق ويطوي الاخرى لتقابل ركبته صدره بمسافة ما .. تنهد ربما هو من تغير لا هم .. ربما تلك الموحشة بدلت فيه اشياء دون شعور منه .. وربما تبدل الاحساس بهم ..




يذكر ما حدث منذ يومين حين التقى مع عمه بصحبة شقيقه .. كان جافا وحديثه فيه من الغضب الشيء الكثير .. وجابر كان مختلفا معه باردا وليس على العادة التي عهدها منه .. كان يحب الضحك مع عمه وتبادل اطراف الحديث بكثرة .. وما حدث كان مغايرا .. فقط كلمات توضيح منه كان يراها قبل ان يسمعها .. يراها في هدوءه وحركة كفه .. هل كان يدرك شيء ما ؟ ..




اليوم اشغل نفسه بمزروعات جابر في ساحة المنزل .. وبالامس ابتعد عن المنزل ليقدم على وظيفة .. لا يحبذ البقاء في قمع الكسل .. سحب انفاسه وسبابته ترتفع لتتحرك في اذنه اليسرى .. هناك شيء ما فيها .. يحني رأسه ليواجه الارض بجانب وجهه الايسر .. ربما حشرة ما تحاول البحث عن ملجأ في عقر أذنه .. قهقه كمجنون : استغفر الله العظيم .. شكلي بستخف ( اصاب بالجنون ) .



التفت ناحية الباب حين سمع طرقات خفيفة عليه .. ليقف وهو يردد : ياي ياي ..



ليغض النظر بعد ثواني من رؤيته لها .. حتى وان كانت غطت وجهها فهو لا يحبذ النظر الى الوجوه .. بصوت مرتجف يشوبه حياء وتوتر : بطي تقدر توصلني المستشفى .



ارتجفت يده اليمنى لبرهة .. فتلك واقفة تطلب منه امر لم يفعله منذ امد طويل .. ليأتيه رجاءها بعد صمته : الله يخليك .. جابر ما يرد علي .. ومالي حد .. ولازم اروح المستشفى .



" ان شاء الله " قالها واردف : بغير ملابسي وبيي ..



يغسل وجهه ويخلل شعره بالماء وهو يتمتم بسخط : شو هالبلية .. اسوق وانا من زمان عن السواقه ..



ليخرج وبيده منشفته .. ليرميها وينتشل هاتفه من حضن الكرسي .. ربما يرد عليه ذاك ويعتقه مما اُلقي على كاهله .. ولكن لا مجيب .. كفه تقع على فيه وحركته في مكانه تدل على توتره .. اسقط يده فعليه ان يفعل شيء فهو الآن في مكان جابر .. سيقع الحق عليه ان حدث لها امر ما .. لينفخ هواء رئتيه .. يتحرك يسحب ثوبه الابيض من تلك العلاقة بزاوية الغرفة .. ويلف " غترته " البيضاء على رأسه بعجالة .. وبعدها يخرج .. ليقف وهو يراها واقفة بجانب السيارة .. تذكر انه لا يملك المفتاح .. ويتقدم نحوها بحياء وعينه تلمح الخادمة الواقفة بالجانب الاخر .. ليرتفع حاجبه : ما عندي السويج ؟



بيد مرتجفة تفتح حقيبتها وتبعثر ما فيها .. لتنتشل ما يطلبه وتمده اليه .. وسرعان ما تختفي الاجساد في تلك المركبة المعدنية .. يعب صدره بالهواء ويزفره مرارا وكأنه سيخوض معركة ما .. ويسمي باسم الله ويتحرك للوراء .. ليسمع خفوت شهقة منها ..



تبكين ؟ .. مالشيء الذي يبكيك الآن ؟ هل هو الحياء من قول قديم فاطاح طلبك اليوم بكرامتك ... ام ان مصابك قوي .. لم ادرك انانية البشر كما ادركتها بالامس يا ابنة عمي .. شيء يدعو لسخرية ..




,,

ويالا سخرية القدر التي أرادت لتلك ان ترى مشهد الخروج من المنزل .. لتلمحه وتلمح تلك جالسة في الخلف .. وتتشدق وهي تبتعد عن النافذة .. شيء جديد قد يجعلها تحظى بمكانة في قلب ذاك المتعجرف .. فلقد رأت زوجته بصحبة شقيقه لتو .. ربما هناك ما يخفيانه .. بدأ حديث عقلها المجنون بنسج الظنون حول عدوتها ..



خرجت من غرفتها قاصدة المطبخ لتستقبلها تلك الجالسة على كرسي صغير مقابل " الصاج " الملتهب .. ويدها تفرد العجين لتعد خبز " رقاق " : اخيرا ييتي .. وينج .. من متى قايلتلج اطلعين تسوين شيء .



تتحدث بحنق ويدها المتسخة بالعجين تغمسها في وعاء الماء لتغسلها .. لتتنهد تلك : امايه عشان شو تسوين كل هالاكل .. محد فالبيت الا انا وانتي .. تكفينا شوربة وييا السح (التمر) والبن .



" بيونا ناس الليلة " .. قالتها وصمتت ترفع قطعة الخبز وتقلبها على الصاج وتركنها لاحقا في صحن دائري كبير .. لتردف : سوي كيك .. والا فطاير .. والا من هالعفيس اللي يسونه البنات ..



تحركت تفتح الادراج .. تُخرج عبوة كعك جاهز ووعاء : انزين بسوي .. بس منو هالناس ؟



وقبل ان تجيب والدتها اردفت بسرعة : دريتي شو صار ؟



تجهم وجه والدتها لتلتفت لها : شو مستوي بعد ..



كفها تحمل ثلاث بيضات والكف الاخرى تغلق باب الثلاجة : ليلوه طالعه وييا اخو ريلها .. ولا كنها فرمضان .. استغفر الله العظيم ..



تحوقلت والدتها حتى بان انفعالها بطريقة خبزها للعجين : انتي ما بتوبين .. خلي الناس فحالها .. ترا الظن اثم ..



تنهمك في خلط المكونات لتجيب والدتها : انتي وايد متغيرة .. قبل كنتي ادزيني دز عشان اخليه يشوفني .. والحين يايه تقولين لي اخليه .. وبعدين الوحدة لازم ادور مصلحتها .



-
مصلحتج يايتنج لا تستعيلين عليها ..



تجهم وجهها من كلام والدتها .. لتسكب الخليط في وعاء وتضعه في الفرن وهي تقلب تلك الكلمات في فكرها .. لتنطق وهي تتكأ على حافة سطح دولاب المطبخ : اسوي معكرونه بعد ؟



" هيه " .. قالتها تلك وهي تضع آخر قطعة خبز في الصحن .. لتقف تحمل الاوعية لتغسلها .. وتلك تلهي نفسها بالتحضير لعمل المعكرونة .. واذا بها تلتفت لوالدتها المنهمكة في تنظيف ما بيدها : امايه شو تقصدين بكلامج ..



وكأنها لم تسمعها .. انهت ما في يدها وقبل ان تخرج التفتت لنوال : سامحيني .. وخلج من ليلى وجابر .. ادعيلهم بالتوفيق وشوفي نفسج بعيد عنهم ..



تدور على رأسها الكثير من علامات الاستفهام .. فوالدتها اضافت الى استغرابها تساؤلات أخرى .. تنهدت وتمتمت : والله ما عارفتلج .



لتردف وهي تضع حبات المعكرونة في الماء المغلي : الحين منو اللي بيونا .. وشو سالفة ليلى واخو ريلها – ابتسمت بتهكم واردفت – وانا شو علي ..



اكملت عملها وعقلها يتخبط بين ما رأته وما سمعته من والدتها .. تعمل وهناك زفرات تتبعثر بين الفينة واختها .. حتى ما ان سمعت اذان العصر تنهدت : ليش هاليوم تعب .. والوقت ما يمشي .




,,

الوقت حين يقترب من المغرب تتباطيء ساعاته لكل من صام في هذا الشهر .. يشعر بان تلك الثواني تمشي خلاف الجاذبية .. ترفع نفسها بتعب ومقاومة .. الا من اشغل نفسه في هذا الوقت فيرى ان تلك الثواني تهرول تسابق الدقائق .. كتلك الواقفة تحرك كُرات " لقمة القاضي " في وعاء الزيت بملل .. اخذت وقت طويل في اعدادها .. لربما كانت الكمية كبيرة .. ولكنها لم تعرف المقاس بالضبط .. حركت رقبتها بتعب .. فخالتها تركتها منذُ ساعة بعد ان اعدت ما استطاعت .. التفتت على صوت مبارك : وين احطهن ؟



يحمل في كفه الايمن صحن وبالاخر صحن .. يقف عند الباب متضجرا .. لتبتسم له .. تترك ما في يدها وتأخذ ما في يده : من عند منو ؟



-
من عند ييران .. ولدهم راشد يابهن .



نطق بتلك الكلمات وادبر عائداً ادراجه .. الفضول اعتمل فيها لتكشف غطاء الالمنيوم وتبتسم : الله هريس ..



وفي الصحن الاخر " ورق عنب " قد زُين بشرائح الليمون وورق النعناع .. وحبة طماطم صغيرة استقرت في المنتصف .. لتتمتم : عليهم حركات بعد .




صرخت بخوف حين رأت تلك الكُرات قد بدأ لونهن يميل للاسوداد .. لتخرجهن وقد قطبت حاجبيها .. وتعزلهن عن البقية في صحن صغير .. التفتت على صوت خالتها المنادي لاسمها : خير خالتي .. في شيء ..



وجهها ينم عن قلق تشعب في عروقها .. زفرت وهي تقترب من مها وبيدها هاتفها : ليلى متصله علي فوق الخمس مرات .. مادري شو بلاها .. اتصلت عليها وما ردت .



ابتسمت تلك وهي تحرك الغارقات في الزيت : لا تحاتين يمكن ناويين يفطرون عندنا .. تعرفينها لازم تعطينا خبر قبل لا تطب علينا ..



ابتسمت الاخرى وتمتمت : ان شاء الله يكون هذا السبب – لتردف بعد ان تذكرت – مها اليوم عقب صلاة التراويح بيينا سلطان .



وكأن هناك من وخزها بأبرة حادة لتجفل بخفة على نطق اسمه .. حتى الآن لم تستوعب فكرة الارتباط به .. وخالتها تخبرها بانه سيأتي ليجلس معها ويتحدث .. لتقطب حاجبيها ودون ان تلتفت لخالتها : كيف ايلس وياه .. ما يصير ..



يد حفصة تربت على كتفها : عمج ما بيخليكم وييا بعض .. بيكون وياكم ..



الصالة تعج بالطعام .. وهي انسحبت بعد ان اتمت كُل شيء لتغتسل من تلك الرائحة العالقة بها .. ارتدت ملابسها على عُجاله فصوت الاذان قد صدح من مكبرات الصوت .. ترتب " شيلتها " وهي تنزل السلالم مهرولة .. لتصل وتمشي بحياء .. وجود مطر يذكرها بخالد .. كبر حتى اضحى وجهه يقترب من وجه ذاك الغائب .. جلست بهدوء بين خالتها ومبارك .. ليصلها صوت حفصة بعد ان ارتشفت قطرات من الماء : اللهم أرحم خالد واجعل قبره روضة من رياض الجنة .. اللهم اعتق جسده من نار جهنم .. واغفر ذنوبه عظيمها وصغيرها .. اللهم آآمين .




لتتمتم الشفاة بـ آمين .. ذاك الدعاء منذُ اول افطار في هذا الشهر وهو يتردد كُل ليلة .. ابتلعت اللقمة التي كانت تلوكها على صوت حمد الواقف : ياللا يا ولاد ..



ليخلو المكان وتبقى هي بعد مغادرة خالتها .. فكرها يذهب الى ساعات قادمة .. لم تره منذُ ذاك اليوم في سيارتها .. حتى زياراته الاخيرة لم تستطع ان تلتقط منها طيفه .. قامت فالوقت يجري وصلاة المغرب لا تنتظر .. صلت لتدعو ربها التوفيق .. لعله اصعب قرار قامت به في حياتها .. لو كانت كما السابق .. عصبية .. منطوية .. ثرثارة لسوسن .. هل كان سيتملكها كُل هذا الخوف ؟




وكأن حديث نفسها ذاك يقرأ الغيب -والعياذ بالله- .. ليرن هاتفها منبأ بمكالمة .. اغلقت المصحف مصدقة .. هي في هذا الشهر كسولة جدا .. لا تزال في الجزء العاشر و الشهر يقترب من المنتصف .. وكلما رغبت بالقراءة فيه جاءها ما يعطلها .. ارتفعت عن الارض تلتقف هادفها من على " الكوميدينة " وتصدم بالمتصل .. لتعقد الحاجبين تحت وطأة انين جانب شفتها السفلى بسبب اسنانها .. وتسحب انفاسها وتزفرهن وقد قبلت المكالمة : وعليكم السلام .. هلا سوسن .. شحالج ؟



كان في نبرتها برود تعودته تلك من آخر لقاءتهما السريعة .. لا تزال على وقفتها : آمري بغيتي شيء ؟




تلك ترغب بالزيارة الآن .. ترغب بفتح صفحة جديدة .. و مها لم تعارض .. ستستمع لها ولاعتذاراتها ربما .. تشدقت وهي تغلق الهاتف .. فاي اعتذارات ترتجيها من تلك الطامعة الحاسدة .. استغفرت ربها واخذت نفسا طويلا لعل تلك الهواجس تتبعثر مع زفرتها المثقلة .

,,

يــتــبــع |~

[/QUOTE]

 
 

 

عرض البوم صور تفاحة فواحة   رد مع اقتباس
قديم 25-06-13, 10:19 PM   المشاركة رقم: 83
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري
محرر مجلة ليلاس

البيانات
التسجيل: Sep 2010
العضوية: 190966
المشاركات: 20,103
الجنس أنثى
معدل التقييم: تفاحة فواحة عضو مشهور للجميعتفاحة فواحة عضو مشهور للجميعتفاحة فواحة عضو مشهور للجميعتفاحة فواحة عضو مشهور للجميعتفاحة فواحة عضو مشهور للجميعتفاحة فواحة عضو مشهور للجميعتفاحة فواحة عضو مشهور للجميعتفاحة فواحة عضو مشهور للجميعتفاحة فواحة عضو مشهور للجميعتفاحة فواحة عضو مشهور للجميعتفاحة فواحة عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 11911

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
تفاحة فواحة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اسطورة ! المنتدى : القصص المهجورة والغير مكتملة
افتراضي رد: زفرات ملتهبة ، للكاتبة : أنآت الرحيل

 





,,

تحتاج إلى الراحة .. وقلة الحركة ستساعدها أكثر .. هذا ما بعثرته طبيبتها على مسامع جابر .. لينظر الى بطي الواقف بعيدا مستندا بظهره على الجدار وذراعه تشد عليه انامل كفه اليمنى .. لعل وجع اعصابه داهمه .. هو منذ العصر لم يفارق المشفى الا للافطار والصلاة .. مشى بخطوات ثابتة إليه ..وكفه الغليظة تقع على كتف ذاك اليسرى : تعبان ؟


رفع نظره وانزل ساقه المثنية لتعانق قدمه الارض .. وابتسم : لا .. تطمنت؟ .. قلتلك ما فيها الا العافية .. بس ما تتعييا ( تقتنع )


ليردف : بيطلعونها ؟


-
لا .. يمكن باكر ..بس الليلة بتبات هني .. يقولون لازم يراقبونها اكثر ..



ربتت يده على كتف بطي واردف : بروح اشوفها .. انت روح ارتاح ومشكو...



ليقاطعة وهو يعطيه ظهره مشيحا بيده : لا تشكرني .. ما بينا هالكلام ..



يرقبه حتى جلس على كراسي الانتظار القريبة من غرف الكشف في جناح الطواريء .. ليستطرد كلامه وقد ارتفعت ساق على أخرى : ما بروح بترياك ..




متغير ذاك الـ بطي .. ليس ذاك المفعم بالحيوية .. وكأن به دوامة تجر اليها ما كان في روحه .. يعلم ان لا احد يبقى على حاله .. ولكن ذاك يخفي بين طيات رحلته الكثير .. وهو بارادته يمشي على خط سير شقيقه .. لربما يأتي يوم تتقلب فيها اوراق السنين الماضية .. ابتعد ليلج اليها من خلف الستار الابيض الممتد ليغطيها وهي قابعة على السرير الابيض .. وبيدها انبوب يضخ في اوردتها دواء ..

انحنى يقبل جبينها .. ويده ترتاح على قمة رأسها .. يبتسم لها حين فرجت اجفانها . لتبتسم بتعب : وين كنت ؟



سؤال عتاب بعثره لسانها المتعب من نوم اثقل اعضاءها : كنت فشغل ..




العمل والعمل .. كم بتُ اكره عملك يا جابر .. تخرج في مهمات لا اعلم عنها شيء .. تلتقي بمجرمين ، القتل لا يحرك في جنباتهم شعره .. وتأتي الآن مبتسما لي .. احتجتك اليوم .. احتجتك وجدا .. ولم اجدك .. اخشى ان احتاجك يوما ولا اجدك ابدا ..



-
له له له .. ليش هالدموع ..



نطق بتلك الكلمات وانامله تمسح دمع سال على جانبي عينيها : يا روحي سامحيني .. بس ما قدرت ارد ع الفون .. ولا سمعته اصلا .. والحمد لله كل شيء تمام ..



" واذا راح ؟ " .. رمت سؤالها تتبعه شهقة وجع منها .. ليجيبها : لن يصيبنا الا ما كتب الله لنا .. والحمد لله انتي بخير وهو بخير .. والزم عليّ الحين اني اشوف راحتج .. تبين تروحين بيت اهلج ترتاحين ما عندي مانع ..




" اكيد هذا اللي بيصير " .. نطقت بها حفصة وهي تلج يصاحبها ذُعر على ابنتها .. تقترب منها تقبلها وتسألها عن حالها .. حتى ما سألها ذاك : شحالج عمتي ؟



ليتجهم وجهها مجيبة : مب بخير يوم هذي سواياك ..



ماذا حدث الآن ؟ أيحاسبوني على عملي .. الم يدركوا ماهيته الا في هذه الايام .. تباً .. لستُ راغبا بسماع سيل الاتهامات يا عمتي .. لم اجبرها على عدم الراحة .. لم اجعلها تتحرك جيئة وذهابا في ذاك المنزل .. كبير هو ولكن هي من لم تحاسب على نفسها .. أتكيلون بالاتهام علي .. وسبب ضعيف تتعذرون به .. بطي .. بطي .. بطي .. ما بالكم على شقيقي .. أين ارمي به وهو لا احد له الا انا ..



انتهت من حديثها الغاضب في وجهه .. ليأتيه حديث عمه الذي قبل جبين ابنته وسألها عن صحتها .. ليطلب من ذاك الواقف ينظر اليهما معها بأن يرافقه للخارج .. وهناك على مقربة من الشقيق الواقف وقفته الآنفة .. بدأ الحديث .. لربما غضب حمد بسبب رؤيته لابنته المسجاة على ذاك السرير وقد خط التعب على ملامحها خطوطه المتشابكة .. ليصرخ في وجه جابر : بنتي مب شغاله لك ولاخوك الضايع ..




انفرجت شفتاه عن ابتسامة ساخرة وعيناها تعانقان الارضية البيضاء .. أيقول عنه ضائع .. ما هذا الهراء .. هل الغياب عنهم اورثهم فكرة خاطئة عنه .. سُحقا لافكار عقيمة لا ترى الا ما امام ناظريها .. يقف بصمت يسمع الحديث بين جابر وعمه ..



-
عمي الله يهداك عشان شو الظليمة ..



ليقاطعة بحنق : الحين انا ظالم يا جابر ..



ليتحوقل بخفوت : محشوم .. مب ذا القصد الله يهديك .. وبنتك ما عليها الا العافية .. وما بظلم اخوي .. والا لانه غاب ولا درينا عنه قمنا نحكم عليه بالغلط ..



ابتسم ذاك لدفاع شقيقه الاكبر عنه .. ويرتفع نظره لصوت عمه : اسمع يا جابر بنتي ما بتشتغل لك ولاخوك وهي حامل .. ولا لها رده ع البيت وياك .. الا يوم تعرف قدرها ..




جمود اكتسحه .. الا من حركة جفنيه بين الفينة والاخرى .. يبعدونها عنه لاسباب ضعيفة .. عمله .. شقيقه .. قطب حاجبيه حين احس بكف بطي على كتفه : يومين وبيرجع كل شيء مثل قبل ..



التفت ليرى ابتسامة تكلل وجهه النحيل .. وثقة غريبة تجتاح عينيه المستظلتان بحاجبيه الكثيفين .. ابتسم هو الاخر .. فعمه لا يريده ان يرى ابنته .. اي زوجته .. اي عرف هذا يبعد الزوجة عن زوجها ؟




" ليش؟ " قالتها ودموعها تتسابق .. لترد عليها والدتها : شو اللي ليش .. خليه يحس ان وراج حد ..



عينيها على والدها : حتى ما سألتوني شو اريد ..



تحوقل وهو يتقدم منها يضع كفه على رأسها : يا بنتي جابر يباله اللي يعلمه الصح من الغلط .. واللي يسويه ما نرضا عليه ..



لترمي بكلمات رماها هو على اذنيها سابقا : بس هذا اخوه .. البيت بيتهم هم الاثنين .. وزين منه راضي يبقى فالملحق ومخلي لنا البيت بكبره ..



صرخت بها تلك : سمعي عاد .. رده للبيت ما بتردين .. الين يعرف ان الله حق ..




اصدر الحكم عليهما من والدها ووالدتها .. الا يدركون بان الاعدام في غيابه عنها .. الا يشعرون ان قلبها لا ينبض الا له هو .. أسَتَقوى على البعد طويلا .. وهي التي لم تقواه اسابيع ابتعدت عنه فيهن مجبرة .. وكان ترياقها زياراته المتقطعة .. ألا يعلمون بأن الحياة جابر بالنسبة لها .. صمتت لا حول لها ولا قوة .. فهي متعبة ترغب فقط بالهروب من ذاك الحديث المتفاقم على رأسها من والدتها .. وجُمل يلقيها والدها موافقا لحديث زوجته .. الاثنان لم يعودا كما قبل ..

,,



قهقهات تضج في المجلس الصغير من ثغر منذر عند الساعة العاشرة ليلا .. مضطجع في منتصف المجلس مستندا على مرفقه الايمن .. وذاك التلفاز امامه .. وكأن بالحديث الصادر من جابر هو المسيطر على مسامعه .. لتتبعثر ضحكاته بقوة .. زادت من رفع حاجب ذاك البطي الجالس قريبا منه : لا حول ولا قوة الا بالله .. بلاك انفجرت ..


اعتدل ولا تزال نبرته تحوي من الضحكات شيئا : اخوك .. صاير لعبة فيد عمه وحرمته ..



-
خالي شو هالرمسة ؟



ليعود الى اضطجاعته : شبيب كم مرة اقولك لا تقولي خالي .. تراني مب شيبه .. واذا ع الاحترام ما اريده وييا هالكلمة ..



" تستاهل " .. نطقها جابر واردف : تضحك علي يا منيذر .. وانا اللي ياي اشكي لولد اختك .. وبعدين تعال هني .. انت شو دخلك بسوالفنا .. مب يالس اطالع التلفزيون .. والا العين هناك .. والاذن صوبنا ..



انتبه الجميع للباب حين دخول ذاك الجسد الصغير راكضا . مرتميا في حضن شبيب .. ليضحك هو .. والاعين تنظر اليه بتعجب .. حتى ما نطق بطي : هذي بنت خالد ؟



لينطق ذاك وهو يجلسها في حجره : هذي كلثم بنت خالد بن حمد الـ .....



" والنعم " قالها جابر ليشيح منذر بوجهه عنهم : تراكم مغترين بقبيلتكم .. كنه محد فالبلاد الا الــ....



تربع بطي جالسا : اشم ريحة غيرة .. افا ما هقيتك تغار ..




" اقول انت انطب( اسكت ) " .. ليردف : تراك فاللسته السودا عند عمك ..




حمحمة تنم عن توتر بعثرها ليغض نظره عن جابر الذي تسمرت انظاره عليه .. يشعر بان خلف هدوء ذاك الشقيق اشياء لا يتمناها .. لينقذه حديث شبيب مع جابر .. ويعيد هو النظر اليهما بشيء من الارتياح .. يشاكس كلثم بالشد على وجنتيها لتصرخ به : يعور ..



وتدس وجهها في صدر شبيب ليضحك : خلاص ما بيسويلج شيء .. ما اقول الا الله يعين ولدك عليك ..



" قول يا حظه دام ابوه جابر " .. اتبع تلك الجملة بقهقة عقيمة ..

يرغب بان ينسى ما حدث الليلة .. يرغب بان يسهر معهم حتى الفجر .. ومن ثم يذهب الى عمله .. ويعود هنا .. لا يرغب بان تختلي به وحدته فيتذكر البعد الكائن كحد قصاص عليه ..





تصفق كفيها ببعضهما وهي تتحرك من مكان لاخر .. وعلى لسانها : لا حول ولا قوة الا بالله .. وينها ذي ..



لتصد تلك العجوز عنها تلتهي بالنظر الى التلفاز .. ومسلسل قد بث منذ اقل من ساعة .. بدأت حلقته على مشارف الانتهاء .. لتجلس تلك بغضب على مقربة من والدتها .. دون ان تلتفت لها : شبلاج ادورين من مكان لمكان ؟



انفاسها الغاضبة تتبعثر امامها وهي تشد اليها آنية الشاي .. لتسكب لها منها : كلثوم ما ادري وين راحت .. من شوي كانت تلعب وييا هاشل .. ويوم سالته قال طلعته .



" تلقينها عند شبيب " .. نطقت بها وصمتت .. وتلك ايضا صمتت .. تشعر بان شبيب تعلق بتلك الطفلة كما تعلقت هي به .. لا ترغب بما يحدث .. تترك غرفة شامة ليلا لتندس في سريره هو .. لسانها لا يردد الا اسمه حين غيابه .. وهو ما ان يأتي من مكان ما حتى وان كان قريبا سأل عنها .. ويده لا بد ان تحمل شيء لها .. تلك الطفلة المتطفلة على منزلها ..




انتهى المسلسل لتعتدل العجوز في جلستها .. تنظر لابنتها الشاردة الذهن : شمسة ..



نظرت اليها : خير ..



انفاسها تسحب كمية من الاكسجين .. وكأنها ستلقي بقنبلة على مسامع تلك : انتي تدرين عن شيء ؟



باستغراب اجابت تلك وهي تضع فنجان الشاي على الصينية : شي مثل شو ؟



" ولا شي " .. نطقتها والدتها .. وقامت تتوكأ على عصاها ..




,,

ذاك كان جوابها هي ايضا على سؤال بعثرته سوسن عن جديد حياتها .. تجلسان كغريبتين في صالة النساء .. وامامهما كوب عصير جلبته كضيافة لصديقة قديمة .. وبمعيته قطعة كعك .. وشيء من البسكويت بالكاكاو .. احاديثهما فارغة جدا .. مر على وجودها ساعة ربما صلت التراويح معها في غرفتها .. ومن ثم شهدت خروج خالتها وزوجها من المنزل على عجالة بسبب خبر عن ابنتهما .. والآن تجلس بهدوء متوترة .. لتتبعثر الاحرف ناطقة : اممم الفصل الياي يمكن ما نلتقي فالجامعة .. بيكون عندي تدريب واكثر الوقت بكون برع الجامعة .. وعقب التخرج بسافر .



قالت حديثها وقد استقر كوب العصير بين كفيها .. ونظرها على حافته التي اتسخت بقليل من احمر شفاهها .. ليعم الصمت ثواني .. وتنطق تلك : الله يوفقج ..



صوت استقرار الكأس على الطاولة الزجاجية يعيد شيء من الحياة في ذاك الصمت المطبق .. لتعود الى كرسيها وتبتسم : ويوفقج يا رب ..



واعقبتها : زعلانه مني ؟



لتبستم مها على مضض .. وبشيء من عدم التهذيب قالت : يمكن ايونا ناس الحين ..



وقفت تلك ترفع عباءتها عن الكرسي وترتديها .. ومن ثم تردف " شيلتها " على رأسها .. لتتبعها بحمل حقيبة يدها الصغيرة : اسفه خذت من وقتج واايد .. بس اريدج تسامحيني ..



وقبلتان توالتا على وجنتي مها .. هناك برود غريب استوطنها في هذه الساعة .. شيء ما يخبرها ان لا تفتح اوراقها لها من جديد .. حتى وان طلبت تلك صفحة جديدة للبدئ .. وسرعان ما انعقد حاجباها حين نطقت تلك : مبرووك الخطبة .. سمعت ان ولد عمج خطبج .. هو نفسه اللي كان يضايقج عند الجامعة صح ؟



بشرود انتثرت حروفها ردا : الله يبارك فيج ..



لتختفي بعد حين تلك من امامها .. لتسرع الخُطى خلفها وتتسمر قدماها عند عتبة الباب الداخلي .. فتلك تقف هناك مع من اسمه خطيبها وابن عمها .. لعلها تدس في رأسه حديث ما .. او لربما تخبره ان يتركها لانها معقدة .. نفضت رأسها من شوائب تفكير حاقد .. واستعاذت بربها من شيطان روحها الموسوس لها .. وتدارت عن الانظار مع تنهيدة وابتسامة خافتة ..

,,



تفاجأ حين علم من مطر ان والده غير موجود .. وان هو ذاك المراهق على اعتاب الثامنة عشر سيكون في مكانه .. اوليس صغيرا ليأخذ مكان حمد ؟ .. هذا ما يعتلج في فكره وهو جالس على الكراسي المكسية بقطع المخمل الذهبي والمنقوشة بحرفية بالغة .. ونظره على ذاك الذي تركه جالسا في مكانه بعد ان سكب له فنجان قهوة مكتفي به عن سواه .. ليجلس وبيده جهاز التحكم بتلك اللعبة سوداء اللوان .. وحرب رعناء تدور بينه وبين اشخاص أُخر ..


تنهد وهو ينتظر .. اخبره بأن مها ستكون هُنا في دقائق .. ولكنها تأخرت .. لعلها خجلة .. او لعل ذاك المطر هو السبب .. عاد يسحب انفاسه في ملل تربص به .. وذاكرته تاخذه لحديث قديم مع والدته ..




-
ما اعرف كيف خليتها توافق يا سلطان .. بس لازم تعرف انها يتيمة وفرقبتك .



-
ياميه ادري اني فعيونكم ما اسوى .. بس وربي انا قدها ..



لتنطق باستفهامات خالجتها : الحين شو وراك ؟.. ومن متى حلت فعينك ؟ .. انت حتى ما تذكر ان لك بنت عم الا من كلامنا عنها ..



تحوقل واردف : اميه شو بلاج انتي وابويه علي .. اذا زعلانين لاني خليت البلاد ورحت سكنت فبلادها تراها فترة ما بطول .. واذا على انها يتيمة تراني ما بظلمها .




انقطعت الذكرى حين القت هي السلام على استحياء .. لا تعلم من اين جاءها الحياء بهذا الشكل .. وهي التي كانت ترد عليه كلمات ثقال حين يعترض لها .. الأنه اصبح خطيبها .. وسيكون بعد اشهر زوجها .. جلست بعيدا عنه .. تفصل بينهما مسافة كرسيين .. لينظر لهما مطر لبرهة ويعاود اللعب ..



الساعة تقارب الحادية عشر .. وهما يبعثرهما توتر غريب من بعد السؤال عن الحال .. وهو منزعج لوجود مطر في المكان .. لينطق : الحين انت شو ميلسنك هني .. اصلا انت مب من محارمها يعني مثلك مثلي .



دون ان يلتفت له : لا تغلط .. انا مب مثلك .. ولا اتشرف اكون مثلك ..




اناملها تشد على بعضها .. سيحتدم الحديث بينهما مؤكد .. فذاك المطر من بعد الصلح بينه وبين ابن عمه شبيب اضحى كما اخ له .. ما يؤذي ذاك يؤذيه .. نظرها يتبعثر بين الجالس على الكرسي والاخر الجالس على الارض امام شاشة التلفاز .



بغضب يحاول اخفاءه : لا والله .. ما تتشرف .. قول الا مب طايل تصير مثلي ..



رمقه بنظره هادئة .. وكأنها زلزلت شيء في ذاك السلطان : شوف .. تراني مب خسيس اخطب ع خطبة اخوي .. ولاني صايع الاحق بنات الناس ..



تفجر الدم في عروقه حتى اتضح في وجهه ونظرته لمطر .. ليقف وتقف .. وتحول بينهما بجسدها .. ذاك على الارض خلفها وهذا واقفا امامها : الله يخليكم اهدوا ..



صرخ بها : ما تشوفين ولد خالتج وكلامه ..



" لا تشره عليه .. خلك اعقل منه " .. قالتها وذاك بدأ يرخي ملامحه : زين ..



لينطق مطر : بعدين صح اني مب محرم لها .. بس وجودي هني يبعد الشيطان .. يعني نفسك لو سولت لك شيء ما بتروم تسويه .. ومها مثل اختي .. حتى لو هي مب اختي .




تبعثرت ضحكة ساخرة منه .. لم يعرها سلطان اي اهتمام .. ليعود ويجلس في مكانه .. وبعدها قال وقد ارتسمت على شفتيه ابتسامة : افكر اشتري سيارة .. بس المادية مب زينة .




ماذا به ؟ اهذا ما جاء لاجله .. ويصر على رؤيتي ؟ .. يسألني عن سيارة يرغب بشرائها .. لعله يبحث عن دين مني .. هه لا اظن ..



قالت : زين مب لازم من الوكالة .. خذها مستعملة .. ياما سيارات مستعملات مثل اليداد ..



تشدق واجاب : سلطان ما ياخذ مستعمله ..



متعجرف .. تساءلت كيف سيجمعهما بيت واحد .. هو انسان متهكم .. يبطن شيء ويظهر شيء آخر .. لم يستمر الحديث بينهما الا نصف ساعة او اقل .. حديث اجوف منه .. يقول اشياء هي لا تدرك ما يقصد من وراءها .. لينتهي بالحديث عن حفلة الزواج .. وانها ستكون عائلية فقط .. أهو بخيل ؟ .. سؤال تشتت في عقلها مرارا .. او لعله يوهمها بذاك الامر .. كل ما كان منها ان تقوله هو ان الامر بيد حمد زوج خالتها .. وكفى ..


,,

يــتــبــع |~

 
 

 

عرض البوم صور تفاحة فواحة   رد مع اقتباس
قديم 25-06-13, 10:28 PM   المشاركة رقم: 84
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري
محرر مجلة ليلاس

البيانات
التسجيل: Sep 2010
العضوية: 190966
المشاركات: 20,103
الجنس أنثى
معدل التقييم: تفاحة فواحة عضو مشهور للجميعتفاحة فواحة عضو مشهور للجميعتفاحة فواحة عضو مشهور للجميعتفاحة فواحة عضو مشهور للجميعتفاحة فواحة عضو مشهور للجميعتفاحة فواحة عضو مشهور للجميعتفاحة فواحة عضو مشهور للجميعتفاحة فواحة عضو مشهور للجميعتفاحة فواحة عضو مشهور للجميعتفاحة فواحة عضو مشهور للجميعتفاحة فواحة عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 11911

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
تفاحة فواحة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اسطورة ! المنتدى : القصص المهجورة والغير مكتملة
افتراضي رد: زفرات ملتهبة ، للكاتبة : أنآت الرحيل

 





,,

على قارعة الغُربة أيقن ان الحنين عروق ممتدة ، صدرها الوطن .. وقلبها منزل اكتنفه منذُ الصغر .. طاولة من الخشب تكدست على جانبيها كُتب .. وكتاب آخر قد توسطها تحتضن جوانبه انامله .. الكثير من المعلومات يغرقها في عقله .. كفى به كسلا طال سنة ونيف .. وكفى به تخاذلا واكتفاء بشهادته ..



ارهقته القراءة لتلك الكتب الطبية .. ليرفع كفيه ماسحا وجهه .. وهواء جم ينفثه من فيه ..وسرعان ما قامت انامله بدعك عينيه .. يشعر بحاجة لاستنشاق الهواء .. او ربما هو بحاجة لقلم وورقة صماء .. ابتسم وقد مد ذراعه ليسحب ورقة بيضاء من آخر الطاولة .. وقلم حبر ازرق .. تسمرت كفه الممسكة بالقلم على زاوية تلك الورقة لبرهة .. ايخط حديث لذاك البعيد .. ام يخط سطور جوفاء خاوية .. او يبعثر شوق طال مدفونا بين اضلعه .. تنهد .. واذا بالقلم يكتُب :




أجيد البوح عن ذاتي الغارقة في وحل الحياة ..

أجيد البوح عن مجمل احاديثي الفارغة ..



فأنا اطروحة أحرف يغزلها الحنين ..

وينسجها الشوق ..



أجيد ترتيب تبعثرات وجعي على الطرق المتهالكة ..

أجيد دفن ثغرات روحي حين تراها اعين صامتة ..



فأنا بناء غرق ببحر الكذب ..


واعمى أعين الناظرين بصدق ..

بقلمي ~







تأمل السطور واذا به يشد الورقة يكورها بكفه ويرميها لتصطدم بالجدار .. ويقف يشد ذراعيه لاعلى وظهره تقعر .. ليسحب هاتفه ويخرج .. سيجوب الطرقات في هذه الساعة .. وسيعود ليكمل قراءة تلك الكتب .. او ربما يعود يخط شيء مما يختلج في جوفه ..



يمشي واُناس تمشي .. لا احد يأبه لاحد .. الساعة صباحا .. اشرقت الشمس منذ ساعات .. ولا تزال اشعتها تنفض برودة الليل عنها .. ولجت قدماه ارض خضراء .. وصبية يلعبون .. وفتيات يتضاحكن .. وعجوز ترمي بفتات خُبز من على كرسي خشبي اتخذته لها ركنا للاختلاء .. سحب انفاسه بنهم .. يعبُ من ذرات الاكسجين الطازجة .. لا يكدرها دخان .. ليقف تحت شجرة معمرة .. ربما تصل من العمر مائة وما يزيد .. استند بظهره على جذعها .. وسرعان ما جلس يطوي ساق ويفرد الاخرى .. وهاتفه يقلبه في يده .. يرغب بالاتصال .. وسماع صوت صاحبه ..




ذاك الصاحب يمارس رياضة الجري من بعد ان صلى التراويح في المسجد القريب من منزلهم .. يجري وقد اغرقه العرق .. وكما هو يطرق ابواب الافكار في عقل حارب .. فحارب البعيد يطرق ابواب الفكر في عقله دون استأذان .. وصل اخيرا عند زاوية الشارع المؤدي الى منزلهم .. لتتلاشى الهرولة ويحل مكانها مشي سريع .. ينتهي قريبا من منزلهم بانحناءة ظهر وانفاس متضاربة .. ليرفع جذعه يسحب الهواء ويزفره .. ويتسمر لتلك السيارة السوداء القادمة ..




يقسم انها سيارة ذاك الذي واراه الثرى منذ اشهر خلت .. ابتسم حين اتضح ذاك الجسد القابع خلف المقود .. يرفع يده ملقيا التحية على شبيب .. ويدخل السيارة الى المنزل من تلك البوابة المشرعة .. ليدخل ذاك من بعده .. يراه يترجل ويدنو منه .. ويرحب هو به وجدا : حيالله مطر .. هااا نقول مبروك ؟



ليضحك ذاك يصافح ابن عمه ويحيه بالتحية الاماراتية : لا بعدنا .. باقي لي الشارع وان شاء الله اخذ الرخصة .. بس قلت اطلع واحرك سيارة المرحوم بدال ما هي واقفه بلا فايده ..




" شبشب شبشب " .. نطقتها مرارا وهي تجري مسرعة ناحيته .. دلع اخذته من شامة حين ضحك . لتتخذه نداء له لا تهاون فيه .. تلتصق برجليه .. وترفع رأسها عاليا تنظر اليه : والله والله ما كسرتها .. هي بروحها طاحت ..



استشعر الخوف في حديثها .. ترتجف وهي متشبثة بساقيه .. ليسمع والدته المقبلة نحوهم : وينها اللي ما تتسمى ..



لتختفي من تحت انظارها خلفه هو .. تنكمش على نفسها حتى لا تلحظها تلك .. لينطق : شو مستوي ؟



انتبهت تلك لوجود مطر .. لتلقي عليه السلام وتسأل عن حال عائلته .. وسرعان ما التفتت لتلك المختبأة : يعني وين بتروحين مني ها ..



يشعر بدغدغة حين تدس نفسها اكثر .. لينطق بنبرة ضاحكة : شو مستوي .. وشو اللي انكسر ؟



" دلة القهوة " قالتها بحنق واردفت : ما تسمع الرمسة نقولها تيلس بس ما تتعييا .. الين طيحتها واكسرتها .. وانت لا تيلس تدلعها ..




وبعدها ادبرت غاضبة .. وذاك رفع حاجبيه مبتسما : عبالي محد ينازعك ( يصرخ عليه )



وضحك بملئ فمه .. ليتجهم وجه شبيب : لا اله الا الله .. حتى انت تطنز .. ما ناقصنا منذر ..




تسترق النظر الى ذاك الطويل الواقف امام شبيب .. تطل برأسها وتتأمله .. وما ان ينظر اليها حتى تعود محتمية بشبيب .. تحرك وهي تتمسك به بشدة : كلثوم خلاص محد بيضربج .. طلعي ..



وكأن كلماته أمانا لها لتتركه على مضض .. تتسمر في مكانها .. ليجلس امامها القرفصاء وكفيه تعانقان كتفيها الصغيرين : وصلي مطر للميلس .. انا بروح اتسبح .. ويلسي وياه الين ارد .. انزين ..




باحاديث طفولية اجابته عن سؤاله " من هو والدها " .. تجلس امامه ترفع كفيها عاليا : بابا يشلني فوووووق .. بعدين يدور يدور يدور .. بعدين يطيح وهو يضحك وااايد ..



وتردف بفرح : يشلني الملاهي .. يقول حق مريوم تلعب وياي سيارات .. بس هي ما تطيع .. تريد سيارة بروحها ..



ينظر اليها .. يتفرس وجهها الدائري الصغير .. حاجبيها الغليضان كحاجبيه هو عندما كان صغيرا .. كحاجبي خالد .. وفمها الواسع يشهد على صلة القرابة من جهة أخرى .. الا بشرتها البيضاء تحكي شيء آخر .. يستمع لها مشدوها لكلماتها المتتابعة .. يسألها عن مريم لتجيبه بطفولية عنها .. عن لعبها معها .. ومن ثم تقف ترفع ثوبها المطرز لتظهر له ركبتها .. وجرح هناك قد استقر : شوف .. طيحتني من فوق الدري ( السلم ) .. صب دم وااااااااااااااايد ..



كان المكوث معها ممتعا بحق .. لتتبادر الى ذهنة اسئلة كثيرة .. لما والديه لا يرغبان بها ؟ كيف يحكمان عليها جراء احاديث بعثرتها السن لا يُعرف صدقها من كذبها ؟ إن رأوها كما رآها هو .. هل سيقتنعون بها ؟




,,

في مكان آخر من ذاك المنزل .. خلف جدران غرفتها " بنكية " اللون .. تجلس في منتصف سريرها متربعة .. وسماعة هاتفها تتدلى من اذنها اليمنى.. وبيدها قلم تخط به على الورقة : انزين سمعي .. اريدج تعطيني وصفة الشوربة اللي سويتيها ذاك اليوم .. خالج عافسنا يقول انتوا ما تعرفون تطبخون مثل كنون ..




غرقت في ضحكة قصيرة .. لتتكأ على النمرقة ويدها ممسكة بهاتفها .. واليد الاخرى تسحب جهاز التحكم تخفض على صوت التلفاز : يحليله منذر .. تراها ما ترزا (بمعنى سهلة ) .. شوفي اول شيء تقطعين البصل وتحمسينه ..



تقاطعها تلك : كنون عطيني بالمقادير .. يعني كم بصل ..



ضحكت من جديد : حبه صغيرة تكفي اذا ما بتسوين واايد .. وحبة بطاطس ويزر واحد ..وكوسا صغيرة .. انزين ..



تخط بالقلم هناك وتكمل : اوكي يعني اقطعهن مربعات صغيرة .. واعقهن ع البصل واحط عليهن كركم وفلفل بارد .. وشوية كاري ..



- هيه هيه .. وتحطين بعد مكعبين ماجي .. لحظه لحظة ..



جفلت تلك بخوف : ها .. شو ..



لتنفجر تلك بضحكة تستثير شامة لتضحك معها .. وهناك اعين ترى وتسمع ما يدور .. لتنسل الاقدام مبتعدة من المنزل .. وتلك لا تزال غارقة في حديثها مع شقيقتها : نسينا الزيت .. تحطين قطرة زيت وييا البصل ..



- عاد القطرة من وين ايبها .. انا اذا مسكت الدبة ما اعرف اقايس .. وتقوليلي قطرة .



وقفت تلك لتشد خطاها الى المطبخ : يا الله يا شامة يعني لازم تدققين .. يعني شوي بس حطي .. لان شوربة ماجي فيها زيت .. وحتى المكعبات ..



واسترسل الحديث بينهما .. ليتطرقا الى ما حدث مع ليلى .. ومن ثم عن والدتهما وكلثم .. ويتبادلن الضحكات مرارا .. فتلك الصغيرة المشاكسة جعلت للمنزل حياة من جديد .. لتنهي تلك الاحاديث بسؤال كنة : الحين انتي بروحج وييا بنت بليس ..



تضع الوعاء الذي اغرقت فيه الارز بالماء جانبا وتغطيه .. لترفع القدر على النار وتنتظر الماء حتى يغلي : حرام عليج شامووه .. شو بنت بليس بعد .. ترى اذا ما خذته هي بتاخذه غيرها ..



انزلت تلك ساقيها عن السرير : ما علينا .. وبعدين ليش ما رحتي وياهم صوب اعمامهم .. يعني اخوه خذ حرمته وطلعوا صوب اهلها .. وفارس خذ امه وخواته وراحوا صوب اعمامهم .. كان خليته يخطفج علينا بدال ما يالسه بروحج .. وعق هذيج عند اهلها ..



" ما طاعت تروح " .. قالتها واردفت : ودام هي ما طلعت من البيت مب حلوة اخليها بروحها ..



- يالله انتي وقلبج هذا ..



لتسكتها تلك فجأة : شاموه اكلمج بعدين .. اسمع سيارة عند الباب ..




لتغلق الهاتف وتحث الخطى تسترق النظر من الباب الداخلي .. لترى تلك تدخل بعباءتها .. وسيارة قد اوصلتها وغادرت .. متى خرجت ؟ وهي كيف لم تنتبه ؟ ومن يكون ذاك الذي اوصلها ..


ولجت لتجفل حين تراءت تلك امامها : من وين يايه فهالساعة ..


بتلعثم اجابت : مب من مكان ..



لتنظر لها كنه بعيني الشك : والعباة .. والسيارة ..



- اوهوو .. يعني بتحققين وياي .. هذا خالي .. اتصل علي وقالي اتجهز عشان بتسحر عندهم .. بس فنص الطريق غيرت رايي تذكرت اني ما قلت لفارس وخليته يردني ..



لتدبر تحت انظار تلك .. تعود الاخرى ادراجها الى المطبخ .. ستعد ارز مسلوق وقطع من الدجاج المشوي لتتسحر به هي و " ضرتها " .. يمر بها الوقت وهي تتحرك في المطبخ .. لتقف تلك عند الباب .. تشعر بان تلك الـ كنة لم تصدق شيء مما قالته .. وربما تسر بما رأت لفارس .. وحينها سيحدث مالا يحمد عقباه ..




تنظر الى كنة ترفع الارز لتصفيه من الماء .. بعد ان جهزت المصفاة .. لتتحرك تلك بمكر .. تدفع الاخرى لينسكب ماء الارز الساخن على كفها .. وتصرخ بالم .. تنتشر حبات الارز هنا وهناك .. وتلك تقف مشدوهة : مب قصدي .. والله تخرطفت ( تعثرت ) وضربتج ..



تقاوم المها بامساك رسغ يدها اليمنى بشده .. ودموعها تفر من عينيها : يبي ثلج ..



بلعت ريقها وجرت تبحث عما تطلبه تلك وتعود خاوية اليدين : ما لقيت ..



لتقف تلك تسرع الخطى الى غرفتها .. تشعر بان روحها ستفارقها .. ومعدتها ستفرغ كل ما فيها .. بعثرت الادراج بحثا عن دواء للحروق .. لتجده اخيرا .. تعصره على كفها المحمرة .. وتستلقي بتعب على سريرها .. تشعر بان اللحم قد انسلخ عن العظم .. تأن بين الفينة والاخرى ..

,,



خرج من منزل ابن عمه .. يكاد يقسم بان تلك الصغيرة تخصهم .. تقربهم .. هي ابنة خالد .. وشبيب لم يكن كاذبا يوما .. ربما ستكون شبيهة به اكثر حين تكبر .. اوقف سيارته قريبا من المسجد .. الساعة تقارب الثالثة فجرا .. سيصلي ركعتي قيام ليل .. وبعدها سيعود الى المنزل يتناول السحور بمعية امه ووالده ومبارك و مها ..


تبسم حين تذكر حديثه مع سلطان .. وغضب والده حين علم بما تفوه به .. ذاك السلطان لا يستطيع ان يبتلع لسانه ويسكت .. وكأنه طفل صغير .. وقف يخلع نعليه عند عتبة بيت الله .. ليسلم على بضعة رجال اتخذ كل منهم له مكانا وبيده مصحفا .. ليقف متوجها للقبلة .. خشوع اجتاحه .. حتى ظنوا اولئك بان مصابا داهمه حين سجد واطال السجود وجدا .. لترتاح انفسهم حين رفع من سجوده ..




انتهى من صلاته وخرج .. ليشد انفاسه يأخذ من نسيم الفجر نصيبا .. وما ان وصل السيارة التي اوقفها على مسافة من المسجد .. حتى جحظت عينيه .. وتأوه فاهه صارخا ..وذراعه لا اراديا تختفي خلف ظهره .. وصوت مكتوم يصل اليه : خذها مني يا اخو خالد ..


,,

هنا اقف .. وموعدنا باذن الله سيكون يوم الاحد ..

 
 

 

عرض البوم صور تفاحة فواحة   رد مع اقتباس
قديم 03-07-13, 02:12 AM   المشاركة رقم: 85
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري
محرر مجلة ليلاس

البيانات
التسجيل: Sep 2010
العضوية: 190966
المشاركات: 20,103
الجنس أنثى
معدل التقييم: تفاحة فواحة عضو مشهور للجميعتفاحة فواحة عضو مشهور للجميعتفاحة فواحة عضو مشهور للجميعتفاحة فواحة عضو مشهور للجميعتفاحة فواحة عضو مشهور للجميعتفاحة فواحة عضو مشهور للجميعتفاحة فواحة عضو مشهور للجميعتفاحة فواحة عضو مشهور للجميعتفاحة فواحة عضو مشهور للجميعتفاحة فواحة عضو مشهور للجميعتفاحة فواحة عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 11911

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
تفاحة فواحة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اسطورة ! المنتدى : القصص المهجورة والغير مكتملة
افتراضي رد: زفرات ملتهبة ، للكاتبة : أنآت الرحيل

 

[


,,


الندم .. او لعله عدم احتساب توابع الامر اصابها بتوتر مُر .. جعلها تغادر غرفتها لتلج الى قسم زوجها .. بخطوات بالكاد تلامس الارض .. لتقف عند باب الغرفة المغلق .. وتنحني بجسدها تُلصق اذنها اليسرى عليه .. لعلها تسمع شيء ما .. ازدردت ريقها .. وابتعدت .. لتتسمر بجزع حين سماعها أنين خافت اخترق الخشبي ..




ما الذي فعلتُه؟ .. اذا اخبَرتهُ سينتهي امري .. سيغضب .. قد يضربني .. وقد يعيدني الى اهلي .. لا ارغب بذلك .. كُل ما اردته ان تنسى ما رأت وتهتم بما حدث لها ..




ابتعدت خطوة للوراء .. ولبثت برهة ثم عادت ادراجها .. تمشي في غرفتها بخطى متوترة ذهابا وايابا .. الساعة تقارب الثالثة فجرا .. مؤكد ان ذاك الفارس في الطريق الى منزله .. ارتعبت من فكرة تواجده وعلمه بما قد حدث لحبيبته تلك .. ليتزلزل كيانها حين تخيلت معرفته بخروجها من المنزل سرا .. دون علم احد .. نفضت رأسها مرارا .. تحاول ان تبعد التفكير في الامر .. ليمر الوقت وتنتبه لصوت هند تشاكس نورا .. لقد عادوا .. سيأتي إليها .. الليلة هو هنا .. تعثرت خطاها في المكان .. وسرعان ما اندست تحت لحافها .. تشده اعلى رأسها .. ستوهمه انها نائمة ..



" لا اله الا الله " تبعثرت من ثغره مع دخوله .. التفت اليها .. وعاد يشيح بنظره .. هو بحاجة الى الاستحمام والوضوء وركعتين إناء الليل .. وايضا ترتيل لايات الله في هذا السحر .. تشعر بخطواته تقترب منها .. لتتوقف .. تسمع فتح باب الدولاب ومن ثم اغلاقه .. ومن ثم الاختفاء خلف دورة المياه ( اكرمكم الله ) .. وانفاسها المرتعبة تخرج مهرولة من صدرها .. لا تكاد تزفرهن حتى عادت تسحب غيرهن .. تشعر بانها عطشى .. خوفها أحال ريقها الى جفاف يصعب معه الازدراد ..




لا تقوى على النهوض .. او حتى على الحراك .. ان فعلت سيشعر بها مؤكد .. لتغلق عينيها بقوة حين فُتح باب دورة المياه .. لقد خرج .. في خلجات روحها دُعاء بأن يبتعد .. لا تريده الليلة هُنا .. حالتها كتلك الكلبة التي ادى عواءها في ليلة ظلماء لابادتها وابادت قومها .. وجنت على نفسها براقش ..



دنى منها يقف قريب جدا .. هي تشعر به .. بجسده .. لينطق : سلوى .. سلوى ..


لتفز برعب .. تبعد الغطاء : خير ..



-
بسم الله عليج .. شو بلاج ؟



وبتوتر اتضح بنبرتها المترددة : هاا .. لا .. بس خوفتني ..



تنهد براحة : تسحرتي ؟



-
لا .. هيه ..



عقد حاجبيه : هيه والا لا ..



بلعت ريقها : لا ما تسحرت ..



ابتعد ينتشل السجادة من على كرسي " الكوميدينة " : قومي تسحري .. ما باقي شيء ع الفير .. وانا بصلي وبروح اشوف كنه ..




حين ذُكر اسم تلك ارتجفت في مكانها .. لتترجل عن السرير .. لا ترغب بان يرى توترها اكثر .. ستختفي عن عينيه .. مؤكد انه سينشغل بها اذا ذهب اليها .. خرجت لتلتقي بام بعلها خارجة من المطبخ : شو بلاه المطبخ معفوس .. منو اللي مسوي عيش( ارز ) ؟



حمحمت فصوتها لن يخرج مع الجفاف الذي اصابها نتيجة ذاك الهلع الذي تكبدته : هذي كنه .. كانت تسوي سحور



وبتجاهل اردفت : ليش شو مستوي ؟



لتزم تلك شفتيها بغيض .. هي لم تعد تطيق هذه الـ سلوى .. فتصرفاتها مقيتة .. ولسانها طويل جداً .. وفارس لم يعد فارس الذي كان .. تشعر بان على اكتافه جبل من هموم من بعد ان ارتبط بها .. وصوتهما العالي لا يمر يوم الا ويُسمع .. وان لم يُسمع فهذه معجزة حدثت من السماء .. تنمرت بحديثها : قالوها .. ليغاب القط العب يا فار ..




وبعدها غادرت تاركة تلك واقفة مكانها .. ماذا تقصد بتلك الجملة .. أيعقل بان امرها قد كُشف .. وان تلك العجوز رأت كنة فاخبرتها بما تعلم .. زفرت انفاسها الموبوءة بالخوف .. وسحبت خُطاها الى المطبخ .. لتقف وتعود ادراجها .. ترغب بمعرفة ما سيحدث .. تريد ان تكون قريبة من لقاء فارس بخليلة روحه التي اصبحت تكرهها .. وتكره قلبها الذي يسكن ضلوعها .. اقتربت من الصالة .. لتجلس على مضض .. تنظر لها هند لبرهة وتعاود النظر لتلفاز .. وبرنامج مسابقات قد بُث .. لتبعد عنها التفكير قالت : شخبار اعمامج ؟



-
بخير .




فقط كلمة قصيرة .. ليست أهل لفتح حديث مع تلك الملتهمة لشاشة بعينيها .. تنهدت ونظرها بين الفينة والاخرى يتوجه الى الباب .. سيخرجان الآن مؤكد .. او لعله نسى امرها والتهى بقراءة القرآن ..




,,

الموت تقسم بانها كابدته مرارا في هذه الساعة .. تشعر بانسلاخ لحمها عن عظمها .. لترتجف بتعب الالم .. تسحب انفاسها المتألمة تحاول ان تسيطر عليها فلا تقوى .. وتلك دموعها تنحدر دون هوادة .. تبلع ريقها المتشبع بالدموع مرارا .. لتستلقي تشد ساقيها اليها .. هناك وجع لم تعد تعلم اين .. جسدها ككل يؤلمها .. وأنينها بدأ يضج في الغرفة .. ترغب الاستفراغ ولكن هيهات ان تستطع .. وكفها مركز الوجع قد القتها على الوسادة امام وجهها الشاحب .. واخرى تشد على ساعدها لعلها تُسكن شيء من الألم ..




هو حين قام من صلاته .. التقط هاتفه الذي أخذ يرن دون هوادة .. ليحتضنه سريره .. وابتسامة اعتلته .. ليردف الهاتف على اذنه .. ثواني واذا به يجيبه : هلا والله بالغايب .. يعنـ....



وقبل ان يُكمل داهمه ذاك بسؤاله : انتوا بخير .. فارس دخيل ربك لا تغبي علي .. انتوا بخير ؟



فزع ذاك من سؤال حارب وتكراره .. لينطق بجزع : بخير .. الحمد لله ما فينا الا العافية .. شو مستوي وياك ؟



احس براحة مؤقته وكأنه اخمد نارا بسكب الماء عليها .. كفه الايسر ينسحب للوراء على شعره .. البارحة لم يستطع النوم بسبب رؤيا ارقته .. لينتظر الساعات تمر .. حتى بان الفجر في توقيت الامارات .. وضُحى بتوقيت سيدني .. ابتلع ريقه وهو يسند ظهره على مكتبه : متأكد ما فيكم شيء .. انزين شبيب فيه شيء .. جابر اي حد منكم ؟



تحوقل فارس ليردف : والله ما فينا الا العافية .. شو بلاك يا حارب ؟



سحب انفاسه وتنهد : شفت منام البارحة .. يلست اتريا يوصل الفير عندكم .. ادريبك تقوم قبل الفير .. بس دخيل ربك يا فارس اذا مستوي شيء تقولي ..



ابتسم : دام خايف علينا ارجع .. بتقولي دراسة وتريد تكملها .. ما قلنا شيء .. بس اكيد في اجازات .. واذا ع اللي صار ترى الانسان يسامح ويغفر .. ومحد مثل شبيب متسامح ..



" هو بخير؟ " .. قالها بخفوت .. وكأن الحنين هو من نطق .. ليجيبه : بخير .. كلهم بخير .. وسألني مرة وينك .. وقلت له يعفيني من الاجابة .. ومن بعدها ما سأل .. ورسايلك توصله اول باول ..




انحنى بجذعه للامام .. ليحرك بانامله قصاصات الورق المصطفة على بعضها : ما فكر يكتبلي رساله .. او يرد علي ؟



" لا تسألني " .. جواب اخرسه عن المتابعة في الحديث .. لينزع احدى القصاصات بشيء من السخط .. يُلصقها على ظهر الطاولة امامه .. ويشد قلم رصاص .. يعبث في وجهها الاصفر .. خطوط وخطوط وخطوط .. وهو يستمع لحديث فارس : اللي اعرفه انه مشتاق لك .. مب سهل عليه تختفي بهالشكل .. يمكن حاس بالذنب انه شك فيك .. بس بعد ما نقدر نلومه .. هذي اخته .. وصية ابوه ..




وأنا يا فارس .. أيحق لكم ملامتي ؟ .. معاقبتي .. ورمي اثقال لا اقواها على كاهلي .. كُنتُ ضائعا حين بعثرت حديثي له ولوالده بأني راغبا بالزواج .. ليكافأني بها .. واجبر النفس لتقبلها .. وحين كان ما كان جاء الحق علي ... ماذا عساي ان افعل .. سوى الهرب من واقع مر لم اعد اطيقه .. وهي لم ترغبني يوما .. لم ترغبني .. وقلبي أبى ان يفتح ابوابه لها رغم محاولاتي البائسة .. هي وصية والده .. وانا لمن اوصي بنفسي يا فارس .. ؟




انتهى الحديث وخوفا لا يزال ينهش قلب ذاك المغترب .. لعل ما رآه اضغاث احلام .. ولكن يبقى السؤال مترددا " هل هم بخير ؟ " ..




قام الاخر واقفا .. الساعة تقارب الثالثة والنصف سيرى تلك .. ان كانت نائمة ايقضها .. وان كانت ساهية ذكرها .. ابتسم وهو يترك المكان ليلج الى قسمه القديم .. هنا هي .. محبوبته وتوأم روحه .. من تجري في عروقه مجرى دمه .. اغمض عينيه وهو يقف على بعد خطوات من عتبة الباب الرئيسي لذاك المكان الذي جمعهما اربع سنوات ونيف .. باب الغرفة امامه .. ليشد انفاسه يتلذذ برائحة المسك المعطر .. لم تنسى يوما واحدا ان تبخر المكان به .. تخبره دوما بانها تعشق المسك ..




دقيقة مرت ربما على وقوفه ونشوته بالرائحة .. لتعانق كفه مقبض الباب بعدها .. يفتحه بخفه ويتطفل برأسه قبل جسده على الغرفة الباردة .. هي هناك تحت اللحاف الثقيل .. ابتسم مغلقا الباب متابعا سيره نحوها .. ليشد الخطى حين أتاه أنينها الموجع .. يبعد اللحاف بهلع .. يربت على كتفها بلطف : كنه .. كنه يا روحي شفيج ..



لتقع عينه على شريحة " بندول " قد افرغت مما فيها .. وقبعت على حافة " الكوميدينة بجانبه حيثُ يقف .. ليديرها من كتفها ناحيته .. يرى وجهها المتعب .. دموعها التي تغرقه .. و ارتجافة شفاهها وهي تنطق : فارس .. مب قادرة اتحمل ..



يسألها ما بها من جديد .. وقد ربض بجانبها يرفعها بذراعه .. وتقع عينه على يدها المشوهة .. يمسكها من رسغها : شو هذا ؟



يرتخي رأسها على جانب صدره : احترقت .. تعبانه ..



" قومي " .. نطقها وهو يحاول بها ان تنهض .. ليردف : كم حبة بندول كلتي ..



يمسكها من كتفيها يحقق معها .. وهي لا تدرك الا وجع استوطنها فاخذ منها طاقتها : ما ادري .. بس ما منه فايدة ..



تركها يهرول يحضر عبائتها .. غشوتها .. وشيلتها .. يرمي بهن جانبها .. ويلبسها الاولى بخوف من منظر يدها .. وسرعان ما قامت تتوشح بالسواد .. وهو لا يعلم باي حال كان .. أنينها كطعنات خناجر تخترقه بين الحين والاخر .. يخطو معها للخارج .. وتجفل تلك حين رؤيتهما لتقف وتسمع صوت نورا من خلفهما : فارس وين رايحين ..




الموقف لا يسمح له بالالتفات او التوقف عن المسير .. وذراعه تحيط بخصرها تمشي بمساعدته : المستشفى كنه محترقه ..



وفقط هذا ما قاله ليتوارى عن انظار تلك المتسمرة من خلفهما .. لتلتفت الى الاخرى التي لمحتها تقف بمقربة من باب الصالة : كيف احترقت ؟



لتبلع ريقها : اكيد يوم كانت تسوي سحور ..



وخرجت يحتك جسدها بجسد نورا .. وعيني الاخيره تلاحقها حتى اختفت .. ينظر اليها وقد اراحت رأسها على الكرسي .. ليتنهد .. موجع هو حالها وأنينها الذي تحاول ان تكتمه في حضرته .. لينفجر بغضب المحب : ليش ما تنتبهين ع عمرج وانتي تطبخين ..



سحبت انفاسها مع ازدراد ريقها المنهك : سلوى دزتني ..



تداركت ما قالت حتى لا يُفهم من قبله بصورة خاطئة .. لتردف : بدون ما تقصد ..



حاجبيه المعقودان ونظرته الغاضبة على الطريق .. ويده القابضة بشدة على المقود .. جميعها تدل على مدى حُنقه في هذه الساعة .. لينطق : حطيتي عليها ثلج ؟



هزت رأسها نافية .. تبلل شفتيها وتجيبه : ما شيء .. قلت لسلوى تيبلي بس ما حصلت ..




سلوى سلوى سلوى .. ما بالها اليوم تردد اسم تلك على لسانها بهذا الشكل .. هل اصبحتا صديقتين بين ليلة وضُحاها .. الهذه الدرجة قلبها الطيب يقودها .. الا تعلم من تذمر تلك اليومي منها .. وصراخي معها بسبب كلمات تنطقها متهكمة بكِ يا كنة .. ليت جميع نفوس البشر مثلك .. ليتهم ..




التفت لها .. يشعر بان قلبه قُبض مرات ومرات في هذه الدقائق .. ليأخذه التفكير الى ذاك الذي كان معه قبل ان يكون معها .. هل هذا ما يعنيه بسؤاله " هل انتم بخير؟ " .. ام ان هناك شيء أمر وادهى في الطريق .. فذاك الحارب لا يعطي احلامه اي اهمية .. لما الآن يقلق نفسه بسبب منام عابر .. او لعله غير عابر .



يقف بجانبها ينظر لما يفعله ذاك الطبيب .. يدها متضررة بقوة .. وحروق من الدرجة الاولى والثانية .. رفعت نظرها اليه لتراه متجهم الوجه .. وكأن الوجع الذي تحس به هي.. هو يشعر به .. لتشعر ببرودة ذاك الدواء على كفها فتنظر اليها بتردد .. وترى تلك الممرضة تكمل عمل ذاك الطبيب المناوب .. تشد الشاش على يدها .. وتثرثر عليها بلغة عربية تكسرت حروفها على لسانها .. تعنفها لعدم انتباهها .. ومن ثم تردف بان كفها جميلة لا تستحق ان تشوه .. لتبتسم كنة على الم الوخز الخفيف .. ويرتفع نظرها لفارس الذي غادر مع ذاك الذي عالجها ..




وكأن الم تلك الساعة ابتعد خلف ابرة مسكن اخذتها .. لتشعر بخمول يصيب اطرافها ورأسها .. لتثقلها وجدا .. تشعر بخوف حين تتحرك كفها اليمنى دون قصد منها .. كحركة تعودتها وهي تضع " غشوتها " على رأسها .. اصابعها الطويلة قد دُفنت تحت الشاش الابيض .. لا يظهر منها سوى الشيء البسيط ..




"بتتشوه ؟" سؤال بعثرته عليه حين عاد الى غرفة المعاينة .. ليبتسم .. يقترب منها حيث تقف .. وكفاه تحتضان وجهها ليلثم جبينها بعمق .. وكأنه يعتذر .. عن خوفه وخوفها .. عن صراخه عليها وتوبيخها .. وعن ابتعاده عنها في ساعة حاجتها اليه .



اعادت السؤال ليعتق وجهها وجبينها .. وينظر الى عينيها : شوي .. بس يقول ان عملية تجميل بسيطه بترجع ايدج مثل ما كانت ..


,‘[COLOR=SeaGreen],
يــتــبــع |~
[COLOR]

 
 

 

عرض البوم صور تفاحة فواحة   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
أنآت, الرحيم, الكاتبة, اغتصاب, شفرات
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المهجورة والغير مكتملة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t183200.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
Untitled document This thread Refback 10-03-17 02:15 PM
Untitled document This thread Refback 07-08-14 03:21 PM
Untitled document This thread Refback 14-07-14 02:11 AM
Untitled document This thread Refback 13-07-14 07:19 PM


الساعة الآن 08:25 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية