لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > المنتدى العام للقصص والروايات > القصص المهجورة والغير مكتملة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المهجورة والغير مكتملة القصص المهجورة والغير مكتملة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (4) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 19-06-13, 08:00 PM   المشاركة رقم: 76
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري
محرر مجلة ليلاس

البيانات
التسجيل: Sep 2010
العضوية: 190966
المشاركات: 20,103
الجنس أنثى
معدل التقييم: تفاحة فواحة عضو مشهور للجميعتفاحة فواحة عضو مشهور للجميعتفاحة فواحة عضو مشهور للجميعتفاحة فواحة عضو مشهور للجميعتفاحة فواحة عضو مشهور للجميعتفاحة فواحة عضو مشهور للجميعتفاحة فواحة عضو مشهور للجميعتفاحة فواحة عضو مشهور للجميعتفاحة فواحة عضو مشهور للجميعتفاحة فواحة عضو مشهور للجميعتفاحة فواحة عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 11911

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
تفاحة فواحة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اسطورة ! المنتدى : القصص المهجورة والغير مكتملة
افتراضي رد: زفرات ملتهبة ، للكاتبة : أنآت الرحيل

 



,‘,

تلك عكسها تماما .. وكأن بها ليست شقيقتها .. ولا تحمل دماء كدماءها .. وهو يشعر بقوتها تكبر مع ابتعاده عنها .. تُصر على الكثير .. الخروج .. الابتعاد عن المكان .. البقاء خارج المنزل اياما في منزل ذويها .. وهو يقابل طلباتها بالرفض .. فتتأفف صارخة من سجن حبسها فيه .. حتى باتت تتمنى لو لم تكن هنا .. ماذا كانت تنتظر .. يحب زوجته فيتركها تفعل ما تشاء .. تنهدت وهي تراه يرتدي ثوب نوم مقلم .. لتعانق كفها وسطها : فارس .. الين متى بتم تعاملني بهالشكل .. وبعدين ربيعتي بتيني .. بروح وياها بزور ربيعتي المربية واتحمد لها بالسلامة وارد ..



تصلب واقفا وظهره لها .. ليستدير وحاجبه ارتفع : بوصلج بروحي .. تسلمين وتطلعين يلسه فبيت الغرب ما في ..


صرخت : لا عااد .. تراك مصختها ..


هدوء غريب اكتساه .. لم يعد ذاك الثائر المتأجج بغضب حين علو صوتها .. مشى متخطي وقوفها الغاضب .. لتستدير تمشي بسخط وتقف امامه : طلقني ..


تضّحَك ويده تمسك بذقنها .. شد مسكته : يا بنت الناس للحين ما شفت اللي اريده منج .. والا نسيتي كلامنا .. تبيني اذكرج شو صار باول ليلة .. تبين اعيد كلامي اللي قلته لج فاليوم الثاني ..


انزل يده : يوم اشوفج مثل ما اريد .. ساعتها بقولج يا بنت الناس انتي فطريق وانا فطريق ..



تخالجها رغبة بالبكاء .. ليس هذا المصير الذي تمنته .. ليس ما تعانيه راغبة به وتشتهيه .. تنهدت لتجر خطاها بعد خروجه واغلاقه للباب .. ذاهب للاخرى .. لامرأة لن ولم تصل الى حدودها يوما .. امرأة شفافة .. تبحث عن سعادته وتتناسى سعادتها .. ترسمه امام عينيها فارسا .. ويرسمها امام عينيه حورية لم توجد مثلها بين النساء ..



أطل برأسه ليراها تمشط شعرها الطويل الواصل وسطها .. وتلفه وتشبكه بعدة مشابك .. لترفع نظرها واذا به مبتسما .. فابتسمت مستديرة له : حياك ليش واقف عند الباب ..


اغلق الباب واستند عليه : ليلتها ..


وقفت : يهمك ؟


وخطت بخطواتها تعتلي سريرها .. لتراه يتنهد .. فتختفي ابتسامتها .. تعلم بان بقاءه هناك صعب .. وتدرك ان امنياته تصب في وعاء واحد .. وعاء القرب منها .. ربتت بجانبها مبتسمة .. ليبتسم ويحث خطاه بشغف طفل يبحث عن الحب .. ليستلقي ورأسه اسقطه في حجرها .. لترفع ذراعيها متفاجأة من فعله .. وسرعان ما سقط كفها يداعب شعره الاسود .. واخرى طوقت جسده لتعانق اصابعها اصابع كفه .. ويشد عليها يقربها من صدره .. وكأنه يخبرها أن تستمع لنبضاته في حضورها ..



كان الصمت يثير حديث بينهما .. حديث تتبادله اللمسات .. والانفاس .. ورمشات الجفون .. ليكسره هو وقد اغمض عينيه : ليتني ابقى هني الين اشبع .. وادري اني ما بشبع فيوم ..


- فارس .. تعرف كثر شو احبك ؟



أسؤال هذا تسأليه له يا كنّة .. وهو اعلم الناس بحبك له المشيد بنيان في قلبك .. لا تضاهيها ابنية الارض كافة .. صمت .. فالصمت اصدق اجابة قد تصلها .. لتردف : ادري اني وعدتك ما اسأل .. بس حالك غصب يقولي سأليه .. تكلمي وياه .. خبريه انج تبين فارس يرد ..



ولا تزال عينيه في ظلام الجفون : خلج ع وعدج .. ولا تسألين .


توقفت حركة يدها على شعره : بس انا ما اريد فارس الحين .. ما اريد فارس اللي كل شوي يعصب .. ما اريده فكل ساعة يتنهد .. انا اريد فارسي .. حبيبي اللي عرفته .. اللي يحس في بدون ما اقول ولا كلمة ..


صمتت قليلا واردفت بصوت بدأ يختنق : فارس انا بشر ... ما بقولك اني ما اغير .. وان كل شيء عادي عندي .. انا مب مثالية .. مب غير عن اي حرمة حبت وشافت حبيبها ينسحب منها شوي شوي .. اريدك لي ..



شد على كفها اكثر .. وكأنه يخبرها لا تبكي .. لا تزيدي ناري المشتعلة حطبا .. فتح عينيه حين التصقت شفتيها بوجنته .. وسائلا رطبا سقط على بشرته .. ان اخبرها بان تكف عن البكاء فستبكي اكثر .. تنهد لتبتعد كفها عن رأسه تمسح دموعها .. وباهتزاز شفتيها اكملت : ما اريدك تكون ظالم .. وفنفس الوقت ما اريدك تكون مع غيري .. ما اريد ايدك تلمس غيري .. ولا صدرك يضم غيري .. بس ..


استلقى على ظهره ووجهه لها .. ينظر الى انفها المحمر .. وانسكاب دمعها كقطرات مطر .. تقع على وجه احيانا .. واحيانا أُخر تسيل على وجنتيها متخطية رقبتها الى نحرها .. لينطق : خذت حقها ..


ليردف معيدا على مسامعها ما قال : سلوى خذت حقها ..


ابتسمت مع تنهيدة يعلم بانها ليست تنهيدة راحة .. لتنكمش الشفتين من جديد .. وتتتمدد .. وكأنها في مد وجزر بين ضحك وبكاء .. لتنفجر باكية .. ويعتدل هو بجانبها جالسا .. ويدفن رأسها بجانب صدره .. سيتركها تبكي .. تبكي حكما ظالما آحال حياتهما رغم هدوءها الى جحيم ..


اهتزاز جسدها الباكي يبتعد وامساكته لها ترتخي .. ليبتسم وهو يحني رأسه طمعا في وجهها المختبئ : مثل كل مرة ..


استفهام تمركز على رأسها فرفعته .. لتنطق وهي تكفكف دموعها : كل مرة شو ؟


- فطورج عند اهلج اول ليلة ؟


اراحت رأسها على صدره .. ليسمع نبرتها تداعب اضلعه : اكيد .. شيء لا بد منه .. باكر رمضان ؟


- الله اعلم .. يمكن باكر اول رمضان ويمكن متمم شعبان ..



,‘,

صباح آخر تفوح منه روائح ايمانية .. فغدا رمضان .. هذا ما تداولته وسائل الاعلام .. وهي تشعر بالضياع حين اقفلت تلك ابواب المكان .. ليس الآن فهي تجلس معها تحادثها .. واحزنها ابتعاد تلك عن عيادتها في نهار الشهر الفضيل .. والليل جمعات ومسامرات .. وهي تطمع باكثر من ساعة حديث .. طأطأت رأسها وكفاها تعانقا امامها .. وتلك بجانبها تمد يدها وتردفها على كتفها : شامة حبيبتي .. صدقيني فرمضان ما بتحتايني .. تدرين ليش ؟


نظرت اليها لتردف : عشان رمضان غير .. انتي بدون ما تسوين اي شيء بتحسين انج مختلفة .. وقلتلج اذا ما يعيبج انج اتيني ساعة فالليل خلي بينا تلفون .. والحين ما بتحدثيني عنج .


تنهدت وهي ترمي بظهرها على يد الكنب المائل .. وساقيها لا يزالان للارض ملامسان .. لتكتف ذراعيها على صدرها : عاادي ؟


ضحكت تلك لتضربها بخفة على فخذها : سوي اللي يريحج ..


ابتسمت وعينيها تحدقان بالسقف : دايم اشوف هالشيء فالتلفزيون .. ينسدحون ويتكلمون .. بجرب يمكن الكلام يكون غير ..


- وانا بسمعج .. ياللا خبريني شو سويتي فالايام اللي راحت ..


سحبت ذرات الهواء وزفرتهن : صرت اهتم بكلثوم ..


- ومنو كلثوم ؟


اعتدلت جالسة .. وبسخط قالت : مب مريح .. شوي وبرقد ..


لتضحك ريّا وتضحك بمعيتها .. وسرعان ما اجابت على السؤال المطروح : كلثم بنت ولد عمي الله يرحمه .. حبوبة .. امها خلتها عندنا وراحت .. وشبيب حملني مسؤوليتها .. اول يوم لها فبيتنا كل شوي كانت تصيح وتسأل عن امها .. وامي تضايقت منها .


التفتت لها واكملت : تقول انها دلوعة ..


- وانتي شو رايج ؟


- مسكينة .. رحمتها .. صح اني تعبت معها وانا احاول اسكتها باي شيء .. حتى الكام عطيتها تصور فيه تصوري؟ ..


ابتسمت ريّا : الكام اللي قومتي الدنيا وراسج والف سيف ما ياخذها هاشل ..


قهقهت حتى فر الدمع من جانبي عينيها .. ويدها اعتصرت بطنها جراء الضحكات القاتلة .. وتلك تراها مختلفة .. لاول مرة ترى تلك الضحكات .. وتلك الاحاديث الممزوجة بعبث امرأة تحولت من طفلة مدللـة إلى عاقلة تبحث عن سعادة غيرها .. سكتت اخيرا لتمسح بقايا الضحكات .. وتتوجه بانظارها الى طبيبتها الشابة : حبيتها ..


يدها تلتقف يد شامة : شامة لا تشكين انج مب طبيعية ولو واحد بالمية .. انتي كنتي محتاية شيء يطلعج من اللي كنتي فيه .. كنتي محور الاهتمام .. وصرتي تهتمين بغيرج .. باخوانج .. والحين بكلثم ..


ابتسمت وارتجفت شفتيها . وسحبت هواء تحاول ان تمنع الدموع المتكومة في مقلتيها عن النزول .. لتردف تلك : سامحي يا شامة .. صدقيني كل ما سامحتي غيرج تكوني تصالحتي وييا نفسج اكثر .. كل انسان يغلط .. بس احلى شيء اذا عرف غلطه وعقه بعيد بس عشان ما يقابله مرة ثانية .

تلك عكسها تماما .. وكأن بها ليست شقيقتها .. ولا تحمل دماء كدماءها .. وهو يشعر بقوتها تكبر مع ابتعاده عنها .. تُصر على الكثير .. الخروج .. الابتعاد عن المكان .. البقاء خارج المنزل اياما في منزل ذويها .. وهو يقابل طلباتها بالرفض .. فتتأفف صارخة من سجن حبسها فيه .. حتى باتت تتمنى لو لم تكن هنا .. ماذا كانت تنتظر .. يحب زوجته فيتركها تفعل ما تشاء .. تنهدت وهي تراه يرتدي ثوب نوم مقلم .. لتعانق كفها وسطها : فارس .. الين متى بتم تعاملني بهالشكل .. وبعدين ربيعتي بتيني .. بروح وياها بزور ربيعتي المربية واتحمد لها بالسلامة وارد ..



تصلب واقفا وظهره لها .. ليستدير وحاجبه ارتفع : بوصلج بروحي .. تسلمين وتطلعين يلسه فبيت الغرب ما في ..


صرخت : لا عااد .. تراك مصختها ..


هدوء غريب اكتساه .. لم يعد ذاك الثائر المتأجج بغضب حين علو صوتها .. مشى متخطي وقوفها الغاضب .. لتستدير تمشي بسخط وتقف امامه : طلقني ..


تضّحَك ويده تمسك بذقنها .. شد مسكته : يا بنت الناس للحين ما شفت اللي اريده منج .. والا نسيتي كلامنا .. تبيني اذكرج شو صار باول ليلة .. تبين اعيد كلامي اللي قلته لج فاليوم الثاني ..


انزل يده : يوم اشوفج مثل ما اريد .. ساعتها بقولج يا بنت الناس انتي فطريق وانا فطريق ..



تخالجها رغبة بالبكاء .. ليس هذا المصير الذي تمنته .. ليس ما تعانيه راغبة به وتشتهيه .. تنهدت لتجر خطاها بعد خروجه واغلاقه للباب .. ذاهب للاخرى .. لامرأة لن ولم تصل الى حدودها يوما .. امرأة شفافة .. تبحث عن سعادته وتتناسى سعادتها .. ترسمه امام عينيها فارسا .. ويرسمها امام عينيه حورية لم توجد مثلها بين النساء ..



أطل برأسه ليراها تمشط شعرها الطويل الواصل وسطها .. وتلفه وتشبكه بعدة مشابك .. لترفع نظرها واذا به مبتسما .. فابتسمت مستديرة له : حياك ليش واقف عند الباب ..


اغلق الباب واستند عليه : ليلتها ..


وقفت : يهمك ؟


وخطت بخطواتها تعتلي سريرها .. لتراه يتنهد .. فتختفي ابتسامتها .. تعلم بان بقاءه هناك صعب .. وتدرك ان امنياته تصب في وعاء واحد .. وعاء القرب منها .. ربتت بجانبها مبتسمة .. ليبتسم ويحث خطاه بشغف طفل يبحث عن الحب .. ليستلقي ورأسه اسقطه في حجرها .. لترفع ذراعيها متفاجأة من فعله .. وسرعان ما سقط كفها يداعب شعره الاسود .. واخرى طوقت جسده لتعانق اصابعها اصابع كفه .. ويشد عليها يقربها من صدره .. وكأنه يخبرها أن تستمع لنبضاته في حضورها ..



كان الصمت يثير حديث بينهما .. حديث تتبادله اللمسات .. والانفاس .. ورمشات الجفون .. ليكسره هو وقد اغمض عينيه : ليتني ابقى هني الين اشبع .. وادري اني ما بشبع فيوم ..


- فارس .. تعرف كثر شو احبك ؟



أسؤال هذا تسأليه له يا كنّة .. وهو اعلم الناس بحبك له المشيد بنيان في قلبك .. لا تضاهيها ابنية الارض كافة .. صمت .. فالصمت اصدق اجابة قد تصلها .. لتردف : ادري اني وعدتك ما اسأل .. بس حالك غصب يقولي سأليه .. تكلمي وياه .. خبريه انج تبين فارس يرد ..



ولا تزال عينيه في ظلام الجفون : خلج ع وعدج .. ولا تسألين .


توقفت حركة يدها على شعره : بس انا ما اريد فارس الحين .. ما اريد فارس اللي كل شوي يعصب .. ما اريده فكل ساعة يتنهد .. انا اريد فارسي .. حبيبي اللي عرفته .. اللي يحس في بدون ما اقول ولا كلمة ..


صمتت قليلا واردفت بصوت بدأ يختنق : فارس انا بشر ... ما بقولك اني ما اغير .. وان كل شيء عادي عندي .. انا مب مثالية .. مب غير عن اي حرمة حبت وشافت حبيبها ينسحب منها شوي شوي .. اريدك لي ..



شد على كفها اكثر .. وكأنه يخبرها لا تبكي .. لا تزيدي ناري المشتعلة حطبا .. فتح عينيه حين التصقت شفتيها بوجنته .. وسائلا رطبا سقط على بشرته .. ان اخبرها بان تكف عن البكاء فستبكي اكثر .. تنهد لتبتعد كفها عن رأسه تمسح دموعها .. وباهتزاز شفتيها اكملت : ما اريدك تكون ظالم .. وفنفس الوقت ما اريدك تكون مع غيري .. ما اريد ايدك تلمس غيري .. ولا صدرك يضم غيري .. بس ..


استلقى على ظهره ووجهه لها .. ينظر الى انفها المحمر .. وانسكاب دمعها كقطرات مطر .. تقع على وجه احيانا .. واحيانا أُخر تسيل على وجنتيها متخطية رقبتها الى نحرها .. لينطق : خذت حقها ..


ليردف معيدا على مسامعها ما قال : سلوى خذت حقها ..


ابتسمت مع تنهيدة يعلم بانها ليست تنهيدة راحة .. لتنكمش الشفتين من جديد .. وتتتمدد .. وكأنها في مد وجزر بين ضحك وبكاء .. لتنفجر باكية .. ويعتدل هو بجانبها جالسا .. ويدفن رأسها بجانب صدره .. سيتركها تبكي .. تبكي حكما ظالما آحال حياتهما رغم هدوءها الى جحيم ..


اهتزاز جسدها الباكي يبتعد وامساكته لها ترتخي .. ليبتسم وهو يحني رأسه طمعا في وجهها المختبئ : مثل كل مرة ..


استفهام تمركز على رأسها فرفعته .. لتنطق وهي تكفكف دموعها : كل مرة شو ؟


- فطورج عند اهلج اول ليلة ؟


اراحت رأسها على صدره .. ليسمع نبرتها تداعب اضلعه : اكيد .. شيء لا بد منه .. باكر رمضان ؟


- الله اعلم .. يمكن باكر اول رمضان ويمكن متمم شعبان ..



,‘,

صباح آخر تفوح منه روائح ايمانية .. فغدا رمضان .. هذا ما تداولته وسائل الاعلام .. وهي تشعر بالضياع حين اقفلت تلك ابواب المكان .. ليس الآن فهي تجلس معها تحادثها .. واحزنها ابتعاد تلك عن عيادتها في نهار الشهر الفضيل .. والليل جمعات ومسامرات .. وهي تطمع باكثر من ساعة حديث .. طأطأت رأسها وكفاها تعانقا امامها .. وتلك بجانبها تمد يدها وتردفها على كتفها : شامة حبيبتي .. صدقيني فرمضان ما بتحتايني .. تدرين ليش ؟


نظرت اليها لتردف : عشان رمضان غير .. انتي بدون ما تسوين اي شيء بتحسين انج مختلفة .. وقلتلج اذا ما يعيبج انج اتيني ساعة فالليل خلي بينا تلفون .. والحين ما بتحدثيني عنج .


تنهدت وهي ترمي بظهرها على يد الكنب المائل .. وساقيها لا يزالان للارض ملامسان .. لتكتف ذراعيها على صدرها : عاادي ؟


ضحكت تلك لتضربها بخفة على فخذها : سوي اللي يريحج ..


ابتسمت وعينيها تحدقان بالسقف : دايم اشوف هالشيء فالتلفزيون .. ينسدحون ويتكلمون .. بجرب يمكن الكلام يكون غير ..


- وانا بسمعج .. ياللا خبريني شو سويتي فالايام اللي راحت ..


سحبت ذرات الهواء وزفرتهن : صرت اهتم بكلثوم ..


- ومنو كلثوم ؟


اعتدلت جالسة .. وبسخط قالت : مب مريح .. شوي وبرقد ..


لتضحك ريّا وتضحك بمعيتها .. وسرعان ما اجابت على السؤال المطروح : كلثم بنت ولد عمي الله يرحمه .. حبوبة .. امها خلتها عندنا وراحت .. وشبيب حملني مسؤوليتها .. اول يوم لها فبيتنا كل شوي كانت تصيح وتسأل عن امها .. وامي تضايقت منها .


التفتت لها واكملت : تقول انها دلوعة ..


- وانتي شو رايج ؟


- مسكينة .. رحمتها .. صح اني تعبت معها وانا احاول اسكتها باي شيء .. حتى الكام عطيتها تصور فيه تصوري؟ ..


ابتسمت ريّا : الكام اللي قومتي الدنيا وراسج والف سيف ما ياخذها هاشل ..


قهقهت حتى فر الدمع من جانبي عينيها .. ويدها اعتصرت بطنها جراء الضحكات القاتلة .. وتلك تراها مختلفة .. لاول مرة ترى تلك الضحكات .. وتلك الاحاديث الممزوجة بعبث امرأة تحولت من طفلة مدللـة إلى عاقلة تبحث عن سعادة غيرها .. سكتت اخيرا لتمسح بقايا الضحكات .. وتتوجه بانظارها الى طبيبتها الشابة : حبيتها ..


يدها تلتقف يد شامة : شامة لا تشكين انج مب طبيعية ولو واحد بالمية .. انتي كنتي محتاية شيء يطلعج من اللي كنتي فيه .. كنتي محور الاهتمام .. وصرتي تهتمين بغيرج .. باخوانج .. والحين بكلثم ..


ابتسمت وارتجفت شفتيها . وسحبت هواء تحاول ان تمنع الدموع المتكومة في مقلتيها عن النزول .. لتردف تلك : سامحي يا شامة .. صدقيني كل ما سامحتي غيرج تكوني تصالحتي وييا نفسج اكثر .. كل انسان يغلط .. بس احلى شيء اذا عرف غلطه وعقه بعيد بس عشان ما يقابله مرة ثانية .


رمشت بجفونها لتتعلق الدموع وتسقط لتتوقف : بس مب قادرة اسامح خالي ..


- ليش ؟


طوحت برأسها : ما اعرف .. قسى علي .. لو ضربني مثل شبيب كان اهون علي .. بس ما يروح يشكك في ..


بللت شفتها السفلى وبهدوء : لانه شرف .. تدرين ان البنت لاهلها شرف .. ليش ما تسألينه ليش سوى هالشيء .. وقفي قدامه وسأليه .. حاولي تفهمين منه ..


تركت يدها .. لتقف وشامة تتبعها بانظارها .. لتعود من جديد وبيدها حقيبة شامة .. تمدها اليها : اتصلي باخوج وخبريه لا اييج .. واتصلي بخالج قوليله ايي ياخذج .


طوحت برأسها : ما اقدر ..


" تقدرين " .. قالتها بتأكيد لتعود وتجلس بجانبها .. وتردف : اصعب شيء هي البدايات .. بس هذا ما يعني نوقف مكانا ولا نتحرك .. ونقول صعب ما نقدر .. ما شيء اسمه صعب دام الانسان قادر عليه .. وانتي تقدرين ..



صمتت تنتظر رداً ولكن لم يصلها شيء .. لتكمل : ما انتي تقولين ان اخوج تعبان .. مب البارحة اتصلتي علي تصيحين .. تقوليلي شبيب كاسر خاطري .. مب قادر يرتاح ..


طأطأت رأسها لتتقاذف دموعها هاربة .. وتتنهد تلك : شامة حبيبتي ما اريد اشوفج ضعيفة .. بادري ياللا .. ثبتي للكل انج تغيرتي .. ثبتي هالشيء لنفسج ...


اخذت الحقيبة بيد مرتجفة وعلى وجهها ابتسامة خافتة .. واهتزازت رأس بالموافقة .. لتبتعد تلك تترك لها مجال لتكون بمفردها .. لتعانق كفها هاتفها المرمي على ظهر الطاولة محترقة الخشب .. وهناك ما هالها .. كثير من المكالمات لتشد عليه وتبتعد من المكان بعد ان ابتسمت لشامة التي تنتظر ردا من خالها ..



,‘,

كان جالسا بمفرده يرتشف ادمانه .. وبيده الاخرى بطاقة دعوة لزواج احد زملائه في العمل .. نظره لفراغ المساحات الخالية من البنيان .. فقط جبال تعانق لون السماء .. واشعة شمس حارقة لا يبالي بها .. ابتعد عن الشارع الرئيسي ليدنو من الطبيعة .. من حبات الرمال .. واشجار الجفاف .. يجلس على مقدمة سيارته ليرمي تلك التي بيده بعد ان فرغت .. وتنغرس في التراب .. وحديث سابق لم يمضي عليه الا ساعة وبضع دقائق ..


- ها متى بنفرح فيك .. ربعك اصغر منك وعرسوا ..


وقهقهات يرتفع معها حاجبه : ليش يالس ع راسك .. الحين اللي يشوفهم يقول متهنين .. ما كأن الواحد يمشي ويقول ياليتني ما عرست ..



قفز من على سيارته يزيح ما التصق بثوبه .. وتلك الدعوة لا تزال بين انامله .. ليرميها لاحقا بجانبه .. ويستند بذراعيه على المقود ونظره لسنين تفوح منها رائحة الغدر .. قالوا له بان لا احد هناك .. وان الجميع غادر .. ليضعه القدر على طريق المنزل في ساعة ليل متأخر .. وخيال رجل يتسلق الاسوار .. لتحمله حميته هناك .. ويتهم بما جاء به غيره .. ويصمت ليستر عار احداهن .. تبا للفتيات البائعات شرف اهلهن ..



تنهد ليصدح هاتفه .. وعلامة تعجب تزاحمت في الاجواء .. وانفراج شفة بعد الحديث القصير .. ليرميه بجانبه لاحقا كتلك التي سبقته .. وذكرى الاتهام ترافقه حين عودته الى الطريق المسفلت .. ناقمٌ هو على فتاة كاذبة .. خائنة .. لم يرف لها جفن وهي تراه يتعذب تحت سياط والدها ..



الدقائق عقيمة معه .. وحاله عقيم لن يجد مؤنس يبعده عن هواجس نفسه .. كلما طالت كلما اعادته للوراء اشواطا .. يرغب بالضحك .. بالمزاح مع تلك العجوز .. بمشاكسة شبيب وادعاء الغضب على هاشل .. يرغب بمزاولة حرب الماء مع كنة .. و ... و ماذا؟ .. فتلك التي ينتظرها امام بناية شاهقة لا يوجد له معها ذكرى .. لا شيء ..



التفت وهو يراها تقترب .. لتفتح الباب .. تُلقي السلام .. وتزيح طرف " شيلتها" عن وجهها .. وتصمت .. ويصمت هو .. لا حديث يجمعهما بعد ما حدث .. وعقله يعتصر الذكريات لعلها تتمخض عن ذكرى جميلة جمعته بها .. لكن لا شيء .. تنهد .. وعاد يسحب انفاسه ويزفرهن .. حتى عقدت هي حاجبيها .. ونطقت ببرود : متضايق ؟


التفت لها كبرودها الناطق .. وعاد لينظر امامه : لا .. بس احاول اتذكر شيء وما قدرت ..


اضحى دورها لتتنهد .. وهو ينظر اليها ويُرجع انظاره : تبين تقولين شيء ؟


- لا .... بس الدختورة اقلقتني .


" كيف ؟ " .. سؤال طرحه لتدير هي وجهها للنافذة .. وتجيبه : طلعت مستعيلة .. أجلت كل مواعيدها .. في شيء صاير وياها ..


وعاد الصمت يزعزع الاركان .. يشرخ السكون جدران الحديث فيفر هاربا .. توقفت العجلات امام المنزل .. ولم تنزل .. وهو ينتظر : ما بتنزلين ؟


نظرها على وجهه : خالي .. انت ليش سويت اللي سويته ؟


حين رأت في ملامحة الف سؤال وسؤال .. استطردت وصوتها كلما طال الحديث تهدج اكثر : ليش ما سألتني .. سحبتني وياك وانا الغبية كان عبالي رايح عشان الجرح اللي ياني من شبيب .. ولقيتك تتهمني فاغلى شيء .. ليش ؟


ارتجفت حين اقترب بوجهه من وجهها .. وانفاسه تضربها معلنة ثورة تخشاها .. هي هكذا تراه هائج قد يصل به الامر الى حدود الجُرم .. لينطق ومع نطقه ارتعشت اوصالها : اذا انتي حطيتي فنفسج العيبة .. لا تلومين غيرج اذا ظن فيج الشينة .


ابتعد بجذعه ليطرحه على ظهر الكرسي ويردف ونظره تسمر على باب المنزل : هنا .. شفت اشياء محد للحين عارفنها .. وهنا شفت وسكتت – التفت اليها – وهنا بعد قطعتي حبل متين كان مستحيل حد يخمن انه بينقطع ..


سحب كفيها فارتعبت .. حتى كادت مقلتيها تبصقان عينيها : بيديج هذيلا .. خليتينا نشوفه انسان خاين .. بس لانج دلوعة البيت .. لانج انسانه سطحية ..


سحبت كفيها : يعني الغلط علي ؟


- شامة نزلي .. واريد منج شيء .. دوريلي ع شيء حلو يمعنا سوى فيوم .. لعبة .. ضحكة .. مقلب .. كلام .. اي شيء .. واذا لقيتي خبريني لاني تعبت احصل هالشيء .. واذا ما لقيتي .. صنعي شيء يذكرج بخالج المتوحش ..



تتهكم يا خالي .. تبتسم وعينيك تحكي اساطير وجع .. هل اصبحتُ ساحرة تقرأ العيون يا خالي .. ام لاني لم انظر للعيون من قبل .. ولم افهم احاديث النظر .. ولا ضحكات الجفون .. انت محق .. اقسم انك محق .. ولكن الا تستحق ابنة اختك المدللة الغفران ؟!


ابتسمت واقتربت منه تطبع قبلة على وجنته حتى وخزتها شعيراته المحلوقة منذ يومين .. وفقط .. فعلت ذلك وترجلت .. ليتسمر في مكانه .. وابتسامة كبيرة استحلت وجهه الممتلئ .


,‘,

يــتــبــع |~

 
 

 

عرض البوم صور تفاحة فواحة   رد مع اقتباس
قديم 19-06-13, 08:11 PM   المشاركة رقم: 77
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري
محرر مجلة ليلاس

البيانات
التسجيل: Sep 2010
العضوية: 190966
المشاركات: 20,103
الجنس أنثى
معدل التقييم: تفاحة فواحة عضو مشهور للجميعتفاحة فواحة عضو مشهور للجميعتفاحة فواحة عضو مشهور للجميعتفاحة فواحة عضو مشهور للجميعتفاحة فواحة عضو مشهور للجميعتفاحة فواحة عضو مشهور للجميعتفاحة فواحة عضو مشهور للجميعتفاحة فواحة عضو مشهور للجميعتفاحة فواحة عضو مشهور للجميعتفاحة فواحة عضو مشهور للجميعتفاحة فواحة عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 11911

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
تفاحة فواحة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اسطورة ! المنتدى : القصص المهجورة والغير مكتملة
افتراضي رد: زفرات ملتهبة ، للكاتبة : أنآت الرحيل

 

تقبع على السرير وبيدها دُمية محشوة اختطفتها من جانب سرير شامة .. وحديث طفلة يملأ المكان : محد يحبني .. وعمو ما شلني عند ماما .. اصلا ما شفته ..


تعتصر الدُمية بكفيها الصغيرين .. وكأنها تخاطب احد من اترابها .. ليُفتح الباب رويدا دون ان تشعر .. وحديثها الحزين يصل الى أذنيها .. تشعر بسعادة وستوصلها لتلك الطفلة بأي طريقة كانت .. اقتربت منها لتقفز على السرير جالسة .. ولا تزال عباءتها تدثر جسدها : الحلو يالس بروحه ليش ؟


بسخط تتدلى شفتها السفلى : عموه ما تحبني .. محد يحبني .. اريد اروح عند ماما .


- بس انا احبج .. وشبيب يحبج .. وهشول يحبج .


صرخت بغيظ : ما احبه .. ما يخليني العب وياه .. وعموه صرخت علي .. ويدوه ما اعرف شو تقول ..


ضحكت شامة على كلماتها المختلة النطق : ولا يهمج بيحبونج .. بس انتي حبيهم .


قطبت حاجبيها الغليظين .. وقفزت من على السرير : بروح عند ماما .


وركضت مختفيه من تحت انظار شامة .. التي جرت مسرعة لعلها تلحق بها .. ولكن لم تلمحها .. لتسأل والدتها القادمة من المطبخ بعد ان اعدت الغداء : امايه شفتي كلثوم ؟


بغيض نطقت وهي تتابع طريقها : ما شفتها .



لم ينم خلال اليومين الماضيين برغم تعبه الذي الم به .. حين يغلق الجفون طلبا للراحة .. يجفل منتفضا .. ليقضي ايامه بين تفكير لما آل اليه مصيره .. وتفكير اخر يقوده لموقف عمه من كلثم .. هاهو الآن ينام لأول مرة ساعات متتالية .. بعد ان اوصل شامة عاد ليطرح جسده المثقل على سريره .. ويأخذه النوم بعيدا ..



شعر بحركة في المكان ولكن انفاسه الاهثة خلف راحة تأبى بأن يفتح عينيه .. أيحلم ؟ .. أم ان هناك من ينظر اليه .. يتأمله .. وجل فوقف شعر جسده خشية .. ليفتح عينيه واذا بعينيها تطلان من علو عليه .. وانفاسها المتسارعة تصل اليه فتتلاشى .. ابتسم وسحب جذعه ليستند على ظهر سريره : كلثم الحلوة عندي ..


نطقت وهي تعتدل جالسة على ركبتيها : خذني عند ماما .. انت قلت بتوديني .


تثاءب لتسارع راحته تغطي فيه .. وبصوت يملأه النعاس : ماما شو قالتلج يوم خلتج عند الباب وراحت ؟


- قالت ما اتحرك .. وانا ما تحركت ..


- الريال اللي عندكم تحبينه ؟


طوحت برأسها : ما احبه .. يضرب ماما .. وما يحبنا ..


التفتت للوراء بخوف على صوت شمسة الغاضب : انتي هني .. ما قلتلج لا ادخلين هالمكان ..


قفزت تحشر نفسها بجانب شبيب وتخبأ وجهها عن والدته .. لينطق : امايه الله يهديج خليها .. البيت بيتها .


وقفت تنظر اليه : انت مب شايف شكلك كيف صاير .. يعني ساعتين رقاد مستكثرينهن عليك .. وهذي المفعوصة اقولها لا اتي هني .. ولو ما واقفتلها كانت من زمان هني ..


بخوف وهي تحرك رأسها ليحتك بجانب شبيب : والله ما سويت شيء .. والله ..


بحزم قالت : شبيب شوفلك حل .. يلستها هني ..


ليقاطعها : امايه فديتج مب وقته هالكلام ..


- متى وقته عيل ..


" شمسة " .. نادتها تلك العجوز وهي تلج الغرفة تتوكأ على عصاها .. لتردف : لا تخلين دوبج من دوب هالضعيفة .. وسوي خير فيتيمة .. ربج بيازيج ..


همس في اذنها .. لتقفز راكضة مبتعدة عن شمسة ووالدتها .. ليقف بعدها يقبل رأس العجوز ومن بعده رأس والدته : الله يهديكن بس .. تتكلمن ولا كنها مويودة وتسمعكن ..


جلست على طرف السرير بانفاس ثائرة : انا عندي ولاد .. وباكر البنت بتكبر .. ومكانها مب بينا .


- هكيه ام خالد ربت مها ما قالت عندي عيال واخاف عليهم .


- امايه .. ام خالد غير ومها غير .. وانا مب ام خالد ولا عيالي مثل عيال حمد .. والبنت غريبة .



انسحب هو تارك الجدال قائم بينهما .. لا يرغب بسماع المزيد من ترهات الحديث حول تلك الطفلة .. يسمع والدته تعيد كلام عمه .. يبدو ان زوجة عمه استطاعت ان توصل ما يقال الى اسماع والدته .. تنهد وهو يغلق باب دورة المياه ( اكرمكم الله ) ويستند عليه .. وفي نفسه حوقلة رددها آلآف المرات في يومين ..



خرج وبيده منشفة صغيرة تعانق وجهه بعد وضوء قام به .. ليتلفت في المكان .. لا احد الا جدته قابعة على السرير متوكأة على عصاها بكفيها .. ليدنو منها : وين راحت اميه .


نظرت اليه : اسمع ياوليدي .. خلك من كلام الحريم اللي ما يودي ولا اييب .. انت متاكد بانها بنت خالد وهذا هو المهم .. لا كلام عمك ولا حرمته ولا كلام امك بيغير هالشيء ..


جلس بجانبها : بس انتي تدرين ..


قاطعته : شبيب اذا بتبقى تفكر بهالسالفة ما بتوصل لشيء .. خل كل شيء ع ربك .. محد يدري باكر شو بيستوي ..


نظر اليها وتجاعيد وجهها تحكي سنون تجارب عايشتها : لو درت امي .. شو بيكون موقفها ..


وقفت ليقف يسندها : ساعتها بنتكلم ..


لتتحلق الانظار فجأة لداخل وهو يجري .. وقد قطعت انفاسه من الجري : شبيب واحد يريدك برع ..


بتوبيخ محبب : هاشل كم مرة قايلتلك العيلة ( العجلة ) ما منها فايدة .. انت ما اتوب ..


التفت لها : يدوه واحد يقول انه ولد عمي خالد .. ويريد شبيب ..


" شو قلت ؟ " .. نطقها شبيب وهو يمسك كتفي هاشل : متأكد من اللي يالس تقوله ؟


هز رأسه واردف : هيه .. هكوه واقف برع .. قلت له يدخل الميلس بس ما طاع ..



ابتسم وحث الخطى خارجا .. هناك كان يقف .. بجانب شجرة المانجو يستظل بظلها .. تعب فالوقوف الطويل ينهكه .. تنهد مرارا .. وهو يحاول ترتيب الكلمات التي سيغدقها على مسامع شبيب .. هل يحق له ان يضع الاعذار .. وأي عُذر سيحمل الاخرون على المسامحة .. امتعض من افكاره اليائسة .. وسرعان ما رفع نظره لذاك القادم بخطواته نحوه .. في عينيه صور قديمة لاشخاص عايشهم .. وتلك الصور اضحت ضبابية .. حتى هذا الواقف محدق فيه دون تصديق تغيرت ملامحه ..


بعدم تصديق وكأنه يتأكد من الجسد الواقف : بطي؟


ابتسم .. لا اجابة لديه في هذه اللحظة سوى الابتسام .. فتلك الكلمات أبت أن تصطف ليبعثرها ..



,‘,

كتلك التي تتعثر بالحديث مع ابنتها السائلة .. ماذا عساها تجيبها .. اتخبرها بان والدها اسمع زوجها حديث اغضبه واغضب ابن عمه معه .. شردت بفكرها وهي في حضرتها .. ماذا لو كان شبيب على حق ؟ .. ماذا لو ظُلمت تلك الصغيرة .. فتخبطت في القادم من حياتها ؟ وماذا لو اثبتت الايام انها لخالد ابنة ؟ انتبهت لصوت ليلى فادارت وجهها ..


منهكة تلك الـ ليلى من ابر لا تود ان تنتهي .. ووالدتها تخطفها الافكار بين دقيقة واخرى : اماية .. شو بلاج .. ارمسج وانتي مب عندي ؟


- شبغيتي .. تراج من ييتي وانتي تحنين ع راسي .. قلتلج ما صاير شيء .


- بس جابر متغير .. من ذاك اليوم اللي اتصل فيه ابويه وقال يريده .. ومب من عادته يوصلني ويروح بدون ما ييلس يسولف مع عمه .. حتى ابوي سلم وطلع .. مستوي شيء وانا ما اعرفه ..


" لا حول ولا قوة الا بالله " قالتها وهي تقف وتلك تحمل انظارها اليها .. لتردف : ليلوه اهتمي بعمرج وباللي فبطنج .. وخلج من الوساوس اللي فراسج ..


وقبل ان تبتعد قالت : روحي باركي لبنت خالتج .. خطبها ولد عمها ووافقت ..


رمشت بعينيها مرارا .. أتقول بان مها وافقت على ذاك السلطان ؟ .. اوليست هي من اخذت تضع فيه كل ما هو سيء .. قامت حتى ما وصلت اسفل الدرجات رفعت بنظرها الى اعلى .. ماذا عساها تفكر ؟



تقف تُخلي دولاب ملابسها .. ترمي بما لا تريده على السرير .. حتى تكدست الملابس وتكومت جبلا .. طرقات الباب لم توقفها عن عملها .. فهذا تحتاجه وضعته جانبا .. وذاك لا ترغب به انتزعته ورمته على سريرها .. لم تلتفت الا بعد ان جاءها صوت ليلى : شو تسوين ؟


قهقهت بشغب : بحرقهم ..


" من صدقج " .. قالتها ودلفت اكثر لتغلق الباب من خلفها .. واردفت : وبعدين صدج اللي سمعته ؟


ازاحت الملابس المتكومة جانبا .. وجلست بعد ان سحبت تلك كرسي التسريحة وجلست عليه : الحين تبيني اجاوب ع الاول والا الثاني ؟


- مهوي عن الملاغة ..


ضحكت : يا طويلة العمر .. هالملابس بنعطيهن الهلال الاحمر .. بسوي حسنه قبل رمضان .. اما سؤالج الثاني فما ادري عن شو تتكلمين ؟


- سلطان ؟


- اممممممممم


تنهدت واستندت على كفيها متراجعه بجذعها للوراء : صليت .. ما شفت شيء .. وما حسيت بشيء .. قالي عمي مب شرط ارتاح او اتضايق .. لان الاستخارة توكيل الامر لله .. يعني اذا الله رايد هالشيء لي بيسره .. واذا لا فاكيد ما بيكتمل .. وانا توكلت ع ربي .


- متأكدة .


هزت رأسها بنعم : متخوفه شوي .. الغريب انه وافق ع كل شروطي .. دراستي وشغلي .. حتى قال بنسكن هني ما بنروح شمال صوب اهله .. اممممم .. الملكة والعرس فيوم واحد عقب العيد العود



" شو ؟ " قالتها تلك بفزع .. واستطردت : ينيتي انتي .. ليش ؟ما تبين تيلسين وياه .. تعرفينه ويعرفج .. المفروض تملكون وبعدين العرس ايي ..


رفعت كتفيها بعدم اكتراث : مب مهم .. خلينا مني وخبريني شو اخبار خلود الصغير ..


- انتي بعد من الحين تقولين خلود .. يمكن بنت ؟


- خلاص سميها خلود ..


وقهقهت لتشاركها تلك الضحكات ..

,‘,



اما هو فمنذُ ما حدث من عمه .. وهو يشعر ببركان يغلي في صدره .. لا يعلم لماذا لا يستطيع السيطرة على غضبه اكثر .. يُقسم بانه سينفجر في اي لحظة .. وحال صاحبه وابن عمه يزيد من نار تحرقه وتحيل هدوءه الى هشيم ستذروه اي كلمة لن يستطيع احتمالها ..

اوصلها منزل اهلها .. وخرج من بعد ان سلم على عمه .. وحديث قصير دار بينهما لا يتعدى السؤال عن الحال .. وهاهو يزفر بقسوة على الاريكة .. يشاهد التلفاز ويحاول ان يتناسى ما سيحمله الغد معه .. افطاره سيكون معهم .. وكم تمنى لو كان الافطار في منزل شبيب او هنا معها هي فقط .


اغلق الافواه المثرثرة على تلك الشاشة .. وقام .. سيغرق جسده تحت الماء البارد لعل ما فيه يعتقه .. يرغب بالصراخ حد تحشرج الصوت وانقطاعه .. حتى الرياضة التي يمارسها لم تنفع في تنفيس ما يعتلج في صدره .. لما يقسى عليهما عمه بهذا الشكل .. يتمنى لو يمسك من دس السم في رأسه ورأس زوجته .. يتمنى فقط ان يمسكه .. يقسم بانه لن يعتقه حينها ..



عضلات جسده تتكسر عليها قطرات الماء .. تنتحر تباعا .. وهو يستند بذراعيه على الجدار ورأسه مطأطأ .. وسيل ماء ينهمر .. وعينيه ترمشان بهدوء .. يكره الظُلم .. ويكره ان يكون الظالم من عائلته .. رفع رأسه ليتلقى الانهمار بوجهه .. ويبقى دقائق يحاول ان يضع روحه في اتزان ..



خرج بعد فترة يجر خطواته المبتلة .. ويستره ازار وبلوزة قطنية بيضاء .. ليجلس على السرير بجانب الكوميدينة .. ومنشفة تتحرك على شعره .. ليتوقف عن تجفيفه على صوت هاتفه .. وسرعان ما وقف لينهي الاتصال .. ويهرول يسحب له ثوب رمادي يرتديه على عجل .. ويسحب هاتفه ويختفي من زوايا شقته الصغيرة ..



,‘,

الاصابع العشرة تشابكت .. وتيار توتر اجتاحه في هذه اللحظة .. يستمع لذاك الذي تحدث عبر الهاتف .. وشاهد اغلاق الاتصال .. مضت ساعات وهو هنا .. تناول الغداء معهم وجلس بمعية شبيب لم يحكي اعذار .. لا يرغب بالحديث عن امور كانت الا معه هو .. ابتسم وذاك يسأله العديد من الاسئلة .. أيعتبره احد المجرمين .. رفع حاجبه : شبيب قلت لك ما بقول اي شيء الحين ..


بعثر انفاسه : ولا يهمك .. بتريا .. ويا خبر اليوم بفلوس ..


ماذا بك يا ابن عمي ؟ .. مختلف وكأن بك انسان لا اعرفه .. لا اضع اللوم على هاشل إن لم يعرفك .. فلو كنتُ مكانه لما عرفتك الا بعد حين .. لحم وجهك اختفى حتى بانت عظام فكيك .. وهناك شعيرات بيضاء تحاول اخفاءها بالسواد دون جدوى ..






,‘,

تقبع على السرير وبيدها دُمية محشوة اختطفتها من جانب سرير شامة .. وحديث طفلة يملأ المكان : محد يحبني .. وعمو ما شلني عند ماما .. اصلا ما شفته ..


تعتصر الدُمية بكفيها الصغيرين .. وكأنها تخاطب احد من اترابها .. ليُفتح الباب رويدا دون ان تشعر .. وحديثها الحزين يصل الى أذنيها .. تشعر بسعادة وستوصلها لتلك الطفلة بأي طريقة كانت .. اقتربت منها لتقفز على السرير جالسة .. ولا تزال عباءتها تدثر جسدها : الحلو يالس بروحه ليش ؟


بسخط تتدلى شفتها السفلى : عموه ما تحبني .. محد يحبني .. اريد اروح عند ماما .


- بس انا احبج .. وشبيب يحبج .. وهشول يحبج .


صرخت بغيظ : ما احبه .. ما يخليني العب وياه .. وعموه صرخت علي .. ويدوه ما اعرف شو تقول ..


ضحكت شامة على كلماتها المختلة النطق : ولا يهمج بيحبونج .. بس انتي حبيهم .


قطبت حاجبيها الغليظين .. وقفزت من على السرير : بروح عند ماما .


وركضت مختفيه من تحت انظار شامة .. التي جرت مسرعة لعلها تلحق بها .. ولكن لم تلمحها .. لتسأل والدتها القادمة من المطبخ بعد ان اعدت الغداء : امايه شفتي كلثوم ؟


بغيض نطقت وهي تتابع طريقها : ما شفتها .



لم ينم خلال اليومين الماضيين برغم تعبه الذي الم به .. حين يغلق الجفون طلبا للراحة .. يجفل منتفضا .. ليقضي ايامه بين تفكير لما آل اليه مصيره .. وتفكير اخر يقوده لموقف عمه من كلثم .. هاهو الآن ينام لأول مرة ساعات متتالية .. بعد ان اوصل شامة عاد ليطرح جسده المثقل على سريره .. ويأخذه النوم بعيدا ..



شعر بحركة في المكان ولكن انفاسه الاهثة خلف راحة تأبى بأن يفتح عينيه .. أيحلم ؟ .. أم ان هناك من ينظر اليه .. يتأمله .. وجل فوقف شعر جسده خشية .. ليفتح عينيه واذا بعينيها تطلان من علو عليه .. وانفاسها المتسارعة تصل اليه فتتلاشى .. ابتسم وسحب جذعه ليستند على ظهر سريره : كلثم الحلوة عندي ..


نطقت وهي تعتدل جالسة على ركبتيها : خذني عند ماما .. انت قلت بتوديني .


تثاءب لتسارع راحته تغطي فيه .. وبصوت يملأه النعاس : ماما شو قالتلج يوم خلتج عند الباب وراحت ؟


- قالت ما اتحرك .. وانا ما تحركت ..


- الريال اللي عندكم تحبينه ؟


طوحت برأسها : ما احبه .. يضرب ماما .. وما يحبنا ..


التفتت للوراء بخوف على صوت شمسة الغاضب : انتي هني .. ما قلتلج لا ادخلين هالمكان ..


قفزت تحشر نفسها بجانب شبيب وتخبأ وجهها عن والدته .. لينطق : امايه الله يهديج خليها .. البيت بيتها .


وقفت تنظر اليه : انت مب شايف شكلك كيف صاير .. يعني ساعتين رقاد مستكثرينهن عليك .. وهذي المفعوصة اقولها لا اتي هني .. ولو ما واقفتلها كانت من زمان هني ..


بخوف وهي تحرك رأسها ليحتك بجانب شبيب : والله ما سويت شيء .. والله ..


بحزم قالت : شبيب شوفلك حل .. يلستها هني ..


ليقاطعها : امايه فديتج مب وقته هالكلام ..


- متى وقته عيل ..


" شمسة " .. نادتها تلك العجوز وهي تلج الغرفة تتوكأ على عصاها .. لتردف : لا تخلين دوبج من دوب هالضعيفة .. وسوي خير فيتيمة .. ربج بيازيج ..


همس في اذنها .. لتقفز راكضة مبتعدة عن شمسة ووالدتها .. ليقف بعدها يقبل رأس العجوز ومن بعده رأس والدته : الله يهديكن بس .. تتكلمن ولا كنها مويودة وتسمعكن ..


جلست على طرف السرير بانفاس ثائرة : انا عندي ولاد .. وباكر البنت بتكبر .. ومكانها مب بينا .


- هكيه ام خالد ربت مها ما قالت عندي عيال واخاف عليهم .


- امايه .. ام خالد غير ومها غير .. وانا مب ام خالد ولا عيالي مثل عيال حمد .. والبنت غريبة .



انسحب هو تارك الجدال قائم بينهما .. لا يرغب بسماع المزيد من ترهات الحديث حول تلك الطفلة .. يسمع والدته تعيد كلام عمه .. يبدو ان زوجة عمه استطاعت ان توصل ما يقال الى اسماع والدته .. تنهد وهو يغلق باب دورة المياه ( اكرمكم الله ) ويستند عليه .. وفي نفسه حوقلة رددها آلآف المرات في يومين ..



خرج وبيده منشفة صغيرة تعانق وجهه بعد وضوء قام به .. ليتلفت في المكان .. لا احد الا جدته قابعة على السرير متوكأة على عصاها بكفيها .. ليدنو منها : وين راحت اميه .


نظرت اليه : اسمع ياوليدي .. خلك من كلام الحريم اللي ما يودي ولا اييب .. انت متاكد بانها بنت خالد وهذا هو المهم .. لا كلام عمك ولا حرمته ولا كلام امك بيغير هالشيء ..


جلس بجانبها : بس انتي تدرين ..


قاطعته : شبيب اذا بتبقى تفكر بهالسالفة ما بتوصل لشيء .. خل كل شيء ع ربك .. محد يدري باكر شو بيستوي ..


نظر اليها وتجاعيد وجهها تحكي سنون تجارب عايشتها : لو درت امي .. شو بيكون موقفها ..


وقفت ليقف يسندها : ساعتها بنتكلم ..


لتتحلق الانظار فجأة لداخل وهو يجري .. وقد قطعت انفاسه من الجري : شبيب واحد يريدك برع ..


بتوبيخ محبب : هاشل كم مرة قايلتلك العيلة ( العجلة ) ما منها فايدة .. انت ما اتوب ..


التفت لها : يدوه واحد يقول انه ولد عمي خالد .. ويريد شبيب ..


" شو قلت ؟ " .. نطقها شبيب وهو يمسك كتفي هاشل : متأكد من اللي يالس تقوله ؟


هز رأسه واردف : هيه .. هكوه واقف برع .. قلت له يدخل الميلس بس ما طاع ..



ابتسم وحث الخطى خارجا .. هناك كان يقف .. بجانب شجرة المانجو يستظل بظلها .. تعب فالوقوف الطويل ينهكه .. تنهد مرارا .. وهو يحاول ترتيب الكلمات التي سيغدقها على مسامع شبيب .. هل يحق له ان يضع الاعذار .. وأي عُذر سيحمل الاخرون على المسامحة .. امتعض من افكاره اليائسة .. وسرعان ما رفع نظره لذاك القادم بخطواته نحوه .. في عينيه صور قديمة لاشخاص عايشهم .. وتلك الصور اضحت ضبابية .. حتى هذا الواقف محدق فيه دون تصديق تغيرت ملامحه ..


بعدم تصديق وكأنه يتأكد من الجسد الواقف : بطي؟


ابتسم .. لا اجابة لديه في هذه اللحظة سوى الابتسام .. فتلك الكلمات أبت أن تصطف ليبعثرها ..



,‘,

كتلك التي تتعثر بالحديث مع ابنتها السائلة .. ماذا عساها تجيبها .. اتخبرها بان والدها اسمع زوجها حديث اغضبه واغضب ابن عمه معه .. شردت بفكرها وهي في حضرتها .. ماذا لو كان شبيب على حق ؟ .. ماذا لو ظُلمت تلك الصغيرة .. فتخبطت في القادم من حياتها ؟ وماذا لو اثبتت الايام انها لخالد ابنة ؟ انتبهت لصوت ليلى فادارت وجهها ..


منهكة تلك الـ ليلى من ابر لا تود ان تنتهي .. ووالدتها تخطفها الافكار بين دقيقة واخرى : اماية .. شو بلاج .. ارمسج وانتي مب عندي ؟


- شبغيتي .. تراج من ييتي وانتي تحنين ع راسي .. قلتلج ما صاير شيء .


- بس جابر متغير .. من ذاك اليوم اللي اتصل فيه ابويه وقال يريده .. ومب من عادته يوصلني ويروح بدون ما ييلس يسولف مع عمه .. حتى ابوي سلم وطلع .. مستوي شيء وانا ما اعرفه ..


" لا حول ولا قوة الا بالله " قالتها وهي تقف وتلك تحمل انظارها اليها .. لتردف : ليلوه اهتمي بعمرج وباللي فبطنج .. وخلج من الوساوس اللي فراسج ..


وقبل ان تبتعد قالت : روحي باركي لبنت خالتج .. خطبها ولد عمها ووافقت ..


رمشت بعينيها مرارا .. أتقول بان مها وافقت على ذاك السلطان ؟ .. اوليست هي من اخذت تضع فيه كل ما هو سيء .. قامت حتى ما وصلت اسفل الدرجات رفعت بنظرها الى اعلى .. ماذا عساها تفكر ؟



تقف تُخلي دولاب ملابسها .. ترمي بما لا تريده على السرير .. حتى تكدست الملابس وتكومت جبلا .. طرقات الباب لم توقفها عن عملها .. فهذا تحتاجه وضعته جانبا .. وذاك لا ترغب به انتزعته ورمته على سريرها .. لم تلتفت الا بعد ان جاءها صوت ليلى : شو تسوين ؟


قهقهت بشغب : بحرقهم ..


" من صدقج " .. قالتها ودلفت اكثر لتغلق الباب من خلفها .. واردفت : وبعدين صدج اللي سمعته ؟


ازاحت الملابس المتكومة جانبا .. وجلست بعد ان سحبت تلك كرسي التسريحة وجلست عليه : الحين تبيني اجاوب ع الاول والا الثاني ؟


- مهوي عن الملاغة ..


ضحكت : يا طويلة العمر .. هالملابس بنعطيهن الهلال الاحمر .. بسوي حسنه قبل رمضان .. اما سؤالج الثاني فما ادري عن شو تتكلمين ؟


- سلطان ؟


- اممممممممم


تنهدت واستندت على كفيها متراجعه بجذعها للوراء : صليت .. ما شفت شيء .. وما حسيت بشيء .. قالي عمي مب شرط ارتاح او اتضايق .. لان الاستخارة توكيل الامر لله .. يعني اذا الله رايد هالشيء لي بيسره .. واذا لا فاكيد ما بيكتمل .. وانا توكلت ع ربي .


- متأكدة .


هزت رأسها بنعم : متخوفه شوي .. الغريب انه وافق ع كل شروطي .. دراستي وشغلي .. حتى قال بنسكن هني ما بنروح شمال صوب اهله .. اممممم .. الملكة والعرس فيوم واحد عقب العيد العود



" شو ؟ " قالتها تلك بفزع .. واستطردت : ينيتي انتي .. ليش ؟ما تبين تيلسين وياه .. تعرفينه ويعرفج .. المفروض تملكون وبعدين العرس ايي ..


رفعت كتفيها بعدم اكتراث : مب مهم .. خلينا مني وخبريني شو اخبار خلود الصغير ..


- انتي بعد من الحين تقولين خلود .. يمكن بنت ؟


- خلاص سميها خلود ..


وقهقهت لتشاركها تلك الضحكات ..

,‘,



اما هو فمنذُ ما حدث من عمه .. وهو يشعر ببركان يغلي في صدره .. لا يعلم لماذا لا يستطيع السيطرة على غضبه اكثر .. يُقسم بانه سينفجر في اي لحظة .. وحال صاحبه وابن عمه يزيد من نار تحرقه وتحيل هدوءه الى هشيم ستذروه اي كلمة لن يستطيع احتمالها ..

اوصلها منزل اهلها .. وخرج من بعد ان سلم على عمه .. وحديث قصير دار بينهما لا يتعدى السؤال عن الحال .. وهاهو يزفر بقسوة على الاريكة .. يشاهد التلفاز ويحاول ان يتناسى ما سيحمله الغد معه .. افطاره سيكون معهم .. وكم تمنى لو كان الافطار في منزل شبيب او هنا معها هي فقط .


اغلق الافواه المثرثرة على تلك الشاشة .. وقام .. سيغرق جسده تحت الماء البارد لعل ما فيه يعتقه .. يرغب بالصراخ حد تحشرج الصوت وانقطاعه .. حتى الرياضة التي يمارسها لم تنفع في تنفيس ما يعتلج في صدره .. لما يقسى عليهما عمه بهذا الشكل .. يتمنى لو يمسك من دس السم في رأسه ورأس زوجته .. يتمنى فقط ان يمسكه .. يقسم بانه لن يعتقه حينها ..



عضلات جسده تتكسر عليها قطرات الماء .. تنتحر تباعا .. وهو يستند بذراعيه على الجدار ورأسه مطأطأ .. وسيل ماء ينهمر .. وعينيه ترمشان بهدوء .. يكره الظُلم .. ويكره ان يكون الظالم من عائلته .. رفع رأسه ليتلقى الانهمار بوجهه .. ويبقى دقائق يحاول ان يضع روحه في اتزان ..



خرج بعد فترة يجر خطواته المبتلة .. ويستره ازار وبلوزة قطنية بيضاء .. ليجلس على السرير بجانب الكوميدينة .. ومنشفة تتحرك على شعره .. ليتوقف عن تجفيفه على صوت هاتفه .. وسرعان ما وقف لينهي الاتصال .. ويهرول يسحب له ثوب رمادي يرتديه على عجل .. ويسحب هاتفه ويختفي من زوايا شقته الصغيرة ..



,‘,

الاصابع العشرة تشابكت .. وتيار توتر اجتاحه في هذه اللحظة .. يستمع لذاك الذي تحدث عبر الهاتف .. وشاهد اغلاق الاتصال .. مضت ساعات وهو هنا .. تناول الغداء معهم وجلس بمعية شبيب لم يحكي اعذار .. لا يرغب بالحديث عن امور كانت الا معه هو .. ابتسم وذاك يسأله العديد من الاسئلة .. أيعتبره احد المجرمين .. رفع حاجبه : شبيب قلت لك ما بقول اي شيء الحين ..


بعثر انفاسه : ولا يهمك .. بتريا .. ويا خبر اليوم بفلوس ..


ماذا بك يا ابن عمي ؟ .. مختلف وكأن بك انسان لا اعرفه .. لا اضع اللوم على هاشل إن لم يعرفك .. فلو كنتُ مكانه لما عرفتك الا بعد حين .. لحم وجهك اختفى حتى بانت عظام فكيك .. وهناك شعيرات بيضاء تحاول اخفاءها بالسواد دون جدوى ..



التفتا على الداخل وقد القى السلام .. ليقفا ويقترب ذاك الجديد منه ..فيستوقفه بصرخة تهكم : عاش من شافك يا ولد امي وابوي ..


جابر غاضب .. امر لم يحدث يوما .. حتى شبيب يُقسم بانه يرى جابر مختلف في هذه اللحظة .. تقدم من جابر : جابر اهدى واسمع منه .


التفت له : اهدى ؟


وعاد يلتفت لذاك : وينك عنا يا بطي .. وينك عن وفاة ولد عمك .. ومرض شبيب .. وينك عن اتصالاتي فيك .. والله وفيهم الخير ربعك يردون علي .. والا الباشا بطي ما يتنزل يرد ع اخوه العود ..


يد شبيب تقع على كتفه : جابر شبلاك شاب ضو .. شو مستوي وياك ..



صرخ في وجهه : شو مستوي ؟ .. تسألني شو مستوي يا شبيب .. ما ادري كيف قادر تتحمل وتسكت .. وتسكت .. انفجر يا اخي .. اصرخ .. انا ما قدرت اتحمل اللي صار حتى لو جاملت وقلت اني بخير .. وهذا – يشير الى شقيقه – هايت وييا الخمة ربعه .. وكل ما اتصل يقولون ما يريد يرد عليك .. ليش .. مستعر مني .. مستعر من اهله .. وليش ان شاء الله ..



كان صامت يستمع للانفجار الذي لم يحدث الا مرة واحدة قديما .. منذ سنوات طوال كان هو في الرابعة عشر حينها وذاك الجابر في السابعة عشر .. انفجر يومها بسبب رائحة دخان شمها في ملابس شقيقه .. ولكن الاسباب للانفجارين اختلفا .. يراه يصرخ .. ويتهكم .. ويضحك ساخرا .. ويُخرس ذاك الشبيب عن النطق .. ليتقدم منه اكثر .. وبذراعه اليمنى احتظنه .. وهمس في اذنه اليمنى : سامحني ..


موقف حتى الجدران صمتت له .. وعيني ذاك تسمرتا .. يد واحدة .. ذراع واحدة .. لما يحتظنني دون الذراع الاخرى ؟ سؤال تجمدت معه انفاسه الثائرة ..


,‘,


هنا اقف .. وموعدنا سيكون يوم الاحد باذن الله لانشغالي في نهاية هذا الاسبوع ^^

 
 

 

عرض البوم صور تفاحة فواحة   رد مع اقتباس
قديم 19-06-13, 08:16 PM   المشاركة رقم: 78
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري
محرر مجلة ليلاس

البيانات
التسجيل: Sep 2010
العضوية: 190966
المشاركات: 20,103
الجنس أنثى
معدل التقييم: تفاحة فواحة عضو مشهور للجميعتفاحة فواحة عضو مشهور للجميعتفاحة فواحة عضو مشهور للجميعتفاحة فواحة عضو مشهور للجميعتفاحة فواحة عضو مشهور للجميعتفاحة فواحة عضو مشهور للجميعتفاحة فواحة عضو مشهور للجميعتفاحة فواحة عضو مشهور للجميعتفاحة فواحة عضو مشهور للجميعتفاحة فواحة عضو مشهور للجميعتفاحة فواحة عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 11911

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
تفاحة فواحة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اسطورة ! المنتدى : القصص المهجورة والغير مكتملة
افتراضي رد: زفرات ملتهبة ، للكاتبة : أنآت الرحيل

 



زفرات 25
,‘,


انكسرت ثورته في ثواني .. بين اقتراب ذاك منه ومعانقته له .. تبعثرت خلف الانفاس المتزاحمة في خروجها من جوفه .. ليبعد جذعه بخوف .. وكفيه قد امسكا بكتفي ذاك تبعده عنه ليتسنى له رؤيته .. ذبول وجهه .. شحوب ابتسامته وانكسار نظرته امام انظاره هو .. كذاك الموقف البعيد القريب .. حين صرخ به معنفا لفعل لا يمت للرجولة بشيء .. انما اقوال اصحاب سوء .. دخن ان كُنت رجُلاً .. ومتى كانت الرجولة متعلقة بعقب سيجار؟



وقوفه هذا بخلاف وقفته المليئة بالثقة في موقف آخر منذُ سنتين .. حين وقف امامه يعلن عن سفره الى بلاد النيل .. ويشحذ هو ثقته بكلمات الفخر .. لا يدرك سبب صمته .. وسبب سكون قبضته تلك .. اهو الخوف من نزولها على الذراع الساكنة .. اغمض عينيه وكأنه يحاول ان يقتل افكاره العقيمة المتشائمة .. والصمت خيم على الثلاثة طويلا ..ليفتح عينيه بانسحاب يمينه على ذراع شقيقه .. شيئا فشيئا حتى وصل انامله ليدس انامله بينهن ويهمس : شو بلاها ايدك ؟


رفع نظره .. وحملق بوجه اخيه العاقد الحاجبين .. ومن ثم اشاح بوجهه حيث ابن عمه الواقف قريبا منهما .. وابتسم ليعيد النظر الى جابر : صابني حادث ..



وصمت بعد تلك الجملة .. صمت لان ذاك بخوف اب لا شقيق شده اليه يحتضنه بعنف .. وكأنه يرغب بالتأكد بأن الصغير الذي كان له ابا دوما بخير .. هو بخير ويقف امامه .. هذا فقط ما يرتجيه .. بعيدا عن ملامحه المتعبة .. وبعيدا عن اختفاءه الذي طال .. هو بخير ..

ابتسم من جديد لينطق : جابر .. تراني كبرت وانت بعدك تعاملني مثل الياهل ..



صمت وهو يرى ظهر شبيب يغادر المكان .. وانسحب للوراء بسبب ابعاد جابر له .. وسرعان ما عانق وجهه بكفيه الغليظين : وين بطي ؟ وشو صار فالحادث اللي تطراه بالضبط ؟



بلع ريقه .. ليشده ذاك من ذراعه وهو ينطق " تعال " .. ويجلسه ويجلس بجانبه : خبرني شو استوى بك .. وليش انقطعت عني .. ليش ما كنت ترد على تلفوناتي ..


وبتأكيد اردف : والله لولا الشغل اللي كنت فيه .. والاشيا اللي صارت لنا كنت ما ترددت لحظة اني اروح ادورك ..



لا تُقسم .. أعرفك جيدا يا جابر .. وأعلم اني ارتكبتُ ذنبا حين افقت واتهمتك غيابيا بانك لا تهتم .. وانك يأست بعد عدم ردي عليك .. ذنب كبير لن اغفره لنفسي يا جابر .. والآن ترغب مني البوح .. بماذا ابوح لك .. او من أين ابدأ هذا البوح ..



يده تتحرك لتمسك ذراع اخيه : شو بلاها .. ليش مب رايم تحركها ..

يسحب كُم ثوبه للاعلى وكأنه يبحث عن اجوبه .. واذا بيد ذاك توقف يده وتعيد الكُم الى مكانه : تلف اعصاب .. جابر ..


نطق باسمه وصمت .. لا يعلم كيف يبعثر له ما حدث .. ليسحب انفاسه ويزفرهن : حلفتهم ان صارلي شيء ما يخبروك .. ما يخوفوك علي .. كني كنت حاس انه بيصير علي شيء .. وصار علي الحادث فطريقي للجامعة .. تضرر راسي ودخلت فغيبوبة فوق الثلاث اشهر .. وقمت منها لاني حي ولاني ميت .. احس ولا احس ..


طأطأ نظره على كفه الممسكة بكفه الاخر .. وذاك صامت ينتظر المزيد .. ليعود يعُب الهواء في رئتيه : وعقبها خذت شهور بالعلاج الطبيعي – رفع نظره واردف – خبروني ان خالد مات .. خبروني انك كنت تتصل وتصارخ عليهم ليش ما ارد اوقف وييا عمي ووياكم .. وقالولي انك ما صرت تتصل .. قلت فاخر اتصال لك .. يوم يذكر ان له اهل خلوه يرد .. ما نسيت اهلي بس الظروف غصبتني ..


رفع نظره ناطقا : الحمد لله ع السلامة ..



,‘,

انسحب ذاك من المكان لتتلقاه الافواه بالاسئلة عن ذاك البطي الغائب منذ سنوات .. ماذا عساه يجيب وهو لا يعلم شيء .. اجابهم بانه لا يعلم اي شيء .. وجلس هناك يقلب في قنوات التلفاز .. وسرعان ما رفع نظره لتلك الواقفة بعيدا عن المكان .. تنظر لشمسة تارة .. وتارة أخرى لتلك العجوز .. وتسترق نظرات سريعة له هو .. تشعر بالخوف من صرخة مباغتة ان اقتربت منه .. فوقفت تنظر اليهم برأس مطأطأ .. ليبتسم حين رآها : كلثم حبيبتي تعالي .. ليش واقفة بعيد ..



تحملقت الانظار حولها .. فهزت رأسها نافية وصمتت .. يرى نظرات خوف ترسلها لوالدته الجالسة بجانب والدتها تدلك لها ساقيها .. واذا به يترك الجهاز من يده ويقف .. يصل اليها ويمسك بكفها الصغير ويأخذها معه تحت انظار والدته ..



نفخت هواء رئتيها لتنطق تلك العجوز : شبلاج تنافخين ؟


جسدها يتحرك مع تدليكها لوالدتها لتنطق بحنق : اللي يصير شيء ما ينسكت عنه .. ليش باللا نربي عيال الغرب .. اذا يدل امها يوصلها لها .. مب يالس يباريها ويسكتها بكم كلمة ..


سحبت تلك العجوز ساقيها بغضب : بس ما اباج تهمزيني .. وخلج من كلثم .. البنية محتاية مباراة وانتي طايحتلي فيها تهزب ومصارخ .. لو بنتج ما سويتي فيها اللي يالسه تسوينه .


تحوقلت واردفت : امايه فهميني .. شبيب اذا تعلق فحد صعب يخسره .. واذا خسره بيتعب .. وانتي ابخس فيه مني ..


قامت تستند على عصاها : انتي الكلام وياج ما منه فايده .. قال يتعب .. ولدج ريال من ظهر ريال .. وخلي عنج اللي يالسه تسوينه .



ذاك الرجل الذي تباهت به جدته كثيرا .. وتباها به والده حين كان يراه يكبر بين عينيه .. وافتخر به عمه وابن عمه .. والعديدين ممن يعرفونه .. يجلس وتلك الصغيرة في حجره .. مفترشا السجادة في منتصف صالته الصغيرة .. وكفيه تمسك كفيها الصغيرين .. ورأسه ينحني من على كتفها : حبيبتي منو مزعلنها ؟


حركت رأسها يمنة ويسرى وقالت بخفوت : اريد ماما .. اريد العب وييا مريوم ..


رفعها ليبعدها عن حجره ويجلسها امامه ينظر الى وجهها الصغير : نروح عند ماما ..؟


أسؤال ذاك تسأله لطفلة اشتاقت لاحضان امها ؟ .. قفزت بفرح صارخة : والله؟ .. بنروح عند ماما ؟..


ابتسم وهناك حزن لا تدركة صغيرة في سنها الطفولي : هيه .. روحي قولي لشامة تبدلج ملابسج ..


جرت مسرعة لتختفي من المكان .. ليزفر هو انفاسه ويقف على صوت رنين هاتفه .. ليجيب عليه ويأتيه خبر بانصراف جابر مع اخيه على لسان جابر .. وينطق هو : جابر .. بوصل كلثم لامها ..


ابتعد ذاك بخطواته عن اخيه الذي كان يمشي بمعيته نحو بوابة المنزل .. وبصوت هامس : شو اللي تقوله .. هي تخلت عنها وانت رايح تردها لها .. انت ناسي ..


ليقاطعه : مب ناسي وصية المرحوم .. بس البنت مب مرتاحة عندنا .. ما اريدها تتعقد هني .


" وتريدها تتعذب عند امها " .. صرخ بتلك الجملة لينظر اليه بطي بعد ان استند بظهره على جانب سيارة شقيقه.. ليردف جابر : بعد اللي عرفته عن ريل امها تريد توصلها للنار بايدك .. اسمع اذا مب قادر تربي انا باخذها .. ولا اشوف بنت خالد عند ريال مثل عوض ..


ابتسم على حديث ابن عمه .. وفجأة التفت على صوتها الناطق : شوف .


ترفع اطراف فستانها القصير وتبتسم .. لينطق : جابر اكلمك بعدين اوكي ..


اغلق الهاتف وجلس القرفصاء امامها .. وانامله ترفع بعض من خصلات شعرها ويدسها خلف اذنها : امييره ..


ليقف حين لمح تلك التي تسمرت عند باب قسمه .. ليطلب من الصغيرة ان تسبقه للخارج .. وتمر ونظرات شامة تتبعها .. وتعود من جديد تنظر اليه : ليش ؟ .. عقب ما تعلقت فيها تاخذها مني .. اذا امها ما تباها ليش تاخذها عندها ..


كفيه تعانقان وجهها الغاضب المشرئب بحمرة خفيفة : البنت عايشه ع امل ان امها اتييها ..


ابعدت كفيه : بس انا حبيتها .. تعودت عليها بينا .. تعودت اشوفها راقدة يمي .. انت قلتلي اهتم فيها صح والا لا ..


" شامة " .. صرخت بها والدتها .. وتابعت خطاها داخلة : عيب ترفعين صوتج ع اخوج .. ودامه عرف وين امها خليه يوصلها .. تربية الام غير ..


تركت المكان بسخط .. ونطق هو : امايه ليش ما تبين كلثم عندنا ؟ لا تقوليلي عشان عيالي .. انا كبير وهاشل اذا كبر وهي وياه ومتربية قدام عيونه ما بيفكر فيها الا مثل اخت له ..





,‘,


انكسرت ثورته في ثواني .. بين اقتراب ذاك منه ومعانقته له .. تبعثرت خلف الانفاس المتزاحمة في خروجها من جوفه .. ليبعد جذعه بخوف .. وكفيه قد امسكا بكتفي ذاك تبعده عنه ليتسنى له رؤيته .. ذبول وجهه .. شحوب ابتسامته وانكسار نظرته امام انظاره هو .. كذاك الموقف البعيد القريب .. حين صرخ به معنفا لفعل لا يمت للرجولة بشيء .. انما اقوال اصحاب سوء .. دخن ان كُنت رجُلاً .. ومتى كانت الرجولة متعلقة بعقب سيجار؟



وقوفه هذا بخلاف وقفته المليئة بالثقة في موقف آخر منذُ سنتين .. حين وقف امامه يعلن عن سفره الى بلاد النيل .. ويشحذ هو ثقته بكلمات الفخر .. لا يدرك سبب صمته .. وسبب سكون قبضته تلك .. اهو الخوف من نزولها على الذراع الساكنة .. اغمض عينيه وكأنه يحاول ان يقتل افكاره العقيمة المتشائمة .. والصمت خيم على الثلاثة طويلا ..ليفتح عينيه بانسحاب يمينه على ذراع شقيقه .. شيئا فشيئا حتى وصل انامله ليدس انامله بينهن ويهمس : شو بلاها ايدك ؟


رفع نظره .. وحملق بوجه اخيه العاقد الحاجبين .. ومن ثم اشاح بوجهه حيث ابن عمه الواقف قريبا منهما .. وابتسم ليعيد النظر الى جابر : صابني حادث ..



وصمت بعد تلك الجملة .. صمت لان ذاك بخوف اب لا شقيق شده اليه يحتضنه بعنف .. وكأنه يرغب بالتأكد بأن الصغير الذي كان له ابا دوما بخير .. هو بخير ويقف امامه .. هذا فقط ما يرتجيه .. بعيدا عن ملامحه المتعبة .. وبعيدا عن اختفاءه الذي طال .. هو بخير ..

ابتسم من جديد لينطق : جابر .. تراني كبرت وانت بعدك تعاملني مثل الياهل ..



صمت وهو يرى ظهر شبيب يغادر المكان .. وانسحب للوراء بسبب ابعاد جابر له .. وسرعان ما عانق وجهه بكفيه الغليظين : وين بطي ؟ وشو صار فالحادث اللي تطراه بالضبط ؟



بلع ريقه .. ليشده ذاك من ذراعه وهو ينطق " تعال " .. ويجلسه ويجلس بجانبه : خبرني شو استوى بك .. وليش انقطعت عني .. ليش ما كنت ترد على تلفوناتي ..


وبتأكيد اردف : والله لولا الشغل اللي كنت فيه .. والاشيا اللي صارت لنا كنت ما ترددت لحظة اني اروح ادورك ..



لا تُقسم .. أعرفك جيدا يا جابر .. وأعلم اني ارتكبتُ ذنبا حين افقت واتهمتك غيابيا بانك لا تهتم .. وانك يأست بعد عدم ردي عليك .. ذنب كبير لن اغفره لنفسي يا جابر .. والآن ترغب مني البوح .. بماذا ابوح لك .. او من أين ابدأ هذا البوح ..



يده تتحرك لتمسك ذراع اخيه : شو بلاها .. ليش مب رايم تحركها ..

يسحب كُم ثوبه للاعلى وكأنه يبحث عن اجوبه .. واذا بيد ذاك توقف يده وتعيد الكُم الى مكانه : تلف اعصاب .. جابر ..


نطق باسمه وصمت .. لا يعلم كيف يبعثر له ما حدث .. ليسحب انفاسه ويزفرهن : حلفتهم ان صارلي شيء ما يخبروك .. ما يخوفوك علي .. كني كنت حاس انه بيصير علي شيء .. وصار علي الحادث فطريقي للجامعة .. تضرر راسي ودخلت فغيبوبة فوق الثلاث اشهر .. وقمت منها لاني حي ولاني ميت .. احس ولا احس ..


طأطأ نظره على كفه الممسكة بكفه الاخر .. وذاك صامت ينتظر المزيد .. ليعود يعُب الهواء في رئتيه : وعقبها خذت شهور بالعلاج الطبيعي – رفع نظره واردف – خبروني ان خالد مات .. خبروني انك كنت تتصل وتصارخ عليهم ليش ما ارد اوقف وييا عمي ووياكم .. وقالولي انك ما صرت تتصل .. قلت فاخر اتصال لك .. يوم يذكر ان له اهل خلوه يرد .. ما نسيت اهلي بس الظروف غصبتني ..


رفع نظره ناطقا : الحمد لله ع السلامة ..



,‘,

انسحب ذاك من المكان لتتلقاه الافواه بالاسئلة عن ذاك البطي الغائب منذ سنوات .. ماذا عساه يجيب وهو لا يعلم شيء .. اجابهم بانه لا يعلم اي شيء .. وجلس هناك يقلب في قنوات التلفاز .. وسرعان ما رفع نظره لتلك الواقفة بعيدا عن المكان .. تنظر لشمسة تارة .. وتارة أخرى لتلك العجوز .. وتسترق نظرات سريعة له هو .. تشعر بالخوف من صرخة مباغتة ان اقتربت منه .. فوقفت تنظر اليهم برأس مطأطأ .. ليبتسم حين رآها : كلثم حبيبتي تعالي .. ليش واقفة بعيد ..



تحملقت الانظار حولها .. فهزت رأسها نافية وصمتت .. يرى نظرات خوف ترسلها لوالدته الجالسة بجانب والدتها تدلك لها ساقيها .. واذا به يترك الجهاز من يده ويقف .. يصل اليها ويمسك بكفها الصغير ويأخذها معه تحت انظار والدته ..



نفخت هواء رئتيها لتنطق تلك العجوز : شبلاج تنافخين ؟


جسدها يتحرك مع تدليكها لوالدتها لتنطق بحنق : اللي يصير شيء ما ينسكت عنه .. ليش باللا نربي عيال الغرب .. اذا يدل امها يوصلها لها .. مب يالس يباريها ويسكتها بكم كلمة ..


سحبت تلك العجوز ساقيها بغضب : بس ما اباج تهمزيني .. وخلج من كلثم .. البنية محتاية مباراة وانتي طايحتلي فيها تهزب ومصارخ .. لو بنتج ما سويتي فيها اللي يالسه تسوينه .


تحوقلت واردفت : امايه فهميني .. شبيب اذا تعلق فحد صعب يخسره .. واذا خسره بيتعب .. وانتي ابخس فيه مني ..


قامت تستند على عصاها : انتي الكلام وياج ما منه فايده .. قال يتعب .. ولدج ريال من ظهر ريال .. وخلي عنج اللي يالسه تسوينه .



ذاك الرجل الذي تباهت به جدته كثيرا .. وتباها به والده حين كان يراه يكبر بين عينيه .. وافتخر به عمه وابن عمه .. والعديدين ممن يعرفونه .. يجلس وتلك الصغيرة في حجره .. مفترشا السجادة في منتصف صالته الصغيرة .. وكفيه تمسك كفيها الصغيرين .. ورأسه ينحني من على كتفها : حبيبتي منو مزعلنها ؟


حركت رأسها يمنة ويسرى وقالت بخفوت : اريد ماما .. اريد العب وييا مريوم ..


رفعها ليبعدها عن حجره ويجلسها امامه ينظر الى وجهها الصغير : نروح عند ماما ..؟


أسؤال ذاك تسأله لطفلة اشتاقت لاحضان امها ؟ .. قفزت بفرح صارخة : والله؟ .. بنروح عند ماما ؟..


ابتسم وهناك حزن لا تدركة صغيرة في سنها الطفولي : هيه .. روحي قولي لشامة تبدلج ملابسج ..


جرت مسرعة لتختفي من المكان .. ليزفر هو انفاسه ويقف على صوت رنين هاتفه .. ليجيب عليه ويأتيه خبر بانصراف جابر مع اخيه على لسان جابر .. وينطق هو : جابر .. بوصل كلثم لامها ..


ابتعد ذاك بخطواته عن اخيه الذي كان يمشي بمعيته نحو بوابة المنزل .. وبصوت هامس : شو اللي تقوله .. هي تخلت عنها وانت رايح تردها لها .. انت ناسي ..


ليقاطعه : مب ناسي وصية المرحوم .. بس البنت مب مرتاحة عندنا .. ما اريدها تتعقد هني .


" وتريدها تتعذب عند امها " .. صرخ بتلك الجملة لينظر اليه بطي بعد ان استند بظهره على جانب سيارة شقيقه.. ليردف جابر : بعد اللي عرفته عن ريل امها تريد توصلها للنار بايدك .. اسمع اذا مب قادر تربي انا باخذها .. ولا اشوف بنت خالد عند ريال مثل عوض ..


ابتسم على حديث ابن عمه .. وفجأة التفت على صوتها الناطق : شوف .


ترفع اطراف فستانها القصير وتبتسم .. لينطق : جابر اكلمك بعدين اوكي ..


اغلق الهاتف وجلس القرفصاء امامها .. وانامله ترفع بعض من خصلات شعرها ويدسها خلف اذنها : امييره ..


ليقف حين لمح تلك التي تسمرت عند باب قسمه .. ليطلب من الصغيرة ان تسبقه للخارج .. وتمر ونظرات شامة تتبعها .. وتعود من جديد تنظر اليه : ليش ؟ .. عقب ما تعلقت فيها تاخذها مني .. اذا امها ما تباها ليش تاخذها عندها ..


كفيه تعانقان وجهها الغاضب المشرئب بحمرة خفيفة : البنت عايشه ع امل ان امها اتييها ..


ابعدت كفيه : بس انا حبيتها .. تعودت عليها بينا .. تعودت اشوفها راقدة يمي .. انت قلتلي اهتم فيها صح والا لا ..


" شامة " .. صرخت بها والدتها .. وتابعت خطاها داخلة : عيب ترفعين صوتج ع اخوج .. ودامه عرف وين امها خليه يوصلها .. تربية الام غير ..


تركت المكان بسخط .. ونطق هو : امايه ليش ما تبين كلثم عندنا ؟ لا تقوليلي عشان عيالي .. انا كبير وهاشل اذا كبر وهي وياه ومتربية قدام عيونه ما بيفكر فيها الا مثل اخت له ..


" بس هي مب اختكم " .. قالتها واردفت : وعمرها ما بتكون .. وصلها لامها وخلنا نرمض مثل قبل مرتاحين البال ..


ادبرت وهو وقف لبرهة وتبعها بعد ذلك .. ليجد تلك الصغيرة واقفة تنتظره وهاشل يقف بعيدا يركل الكرة على الجدار لترتد اليه ويعاود ركلها .. توقف عن الركل لينظر الى شبيب وبعدها يحث خطاه . حتى ما ان وقف امامه : بتوصلها بيتهم ؟


نطقت هي وكأنها ترغب بإغاضته : هيه بروح عند ماما .. وبلعب وييا مريوم ..


" احسن " نطقها وهو يرى شبيب يمسك بكفها .. ليردف بعد ان استدار ينظر اليهما : بتيينا فالعيد ؟


التفتت له : لا .. ماما ما بتخليني ..


ناداه شقيقه ليجري ويقف بجانبه : لا تتاخر بالعب برع البيت تسمع .. كم مرة خالك نبهك ع هالشيء ..


- انا ما طلعت يالس العب فالبيت ..


بخجل اردف : يعني ما بترد ؟


أبدأ هو الاخر يعتاد على وجودها .. حتى وان كان مكوثها في هذا المنزل لا يتعدى بضع ايام .. وقع كف شبيب على رأسه : ربك كريم ..


وما هي الا ثواني حتى اختفت تلك السيارة من امامه .. تحمل طفلة صغيرة ضايقها كثيرا .. ولكن قلبه الصغير تعلق بها .. زفر انفاسه وعاد الى كُرته يركلها ..

,‘,


ترسمني الاحزان بسواد الفحم ..

وترسمني الافراح ببياض الثلج ..

وأني بين هذا وذاك ضاعت ملامحي ..

بقلمي ~





قلبها الناطق باسمها منذُ ذاك اليوم وهو متعب .. تشعر به يختنق باوردته وشراينه .. تكابر الشوق لاجل مريم .. تتصنع الجلد لأجل نفسها.. فإن انهارت لن تقف من جديد .. وقفت امامه وهو يرتشف من ذاك السُم لتأن رئتيه تحت وطأت دخانه : عوض ..


لم يتحرك وهو يتلذذ بتقبيل شفاة الـ"مالبورو " الحمراء : هممممممم


ملأت صدرها بالهواء ونطقت : باكر رمضان والبيت ما فيه شيء .. قوم وصلني السوق محتاين اشياء وايد .


بطرف عينه رمقها .. هي تبدو قوية بخلاف ما كانت عليه سابقا .. هل لعدم وجود تلك الصغيرة معها سبب لهذه القوة التي بات هو يخشاها .. اعاد نظره الى سيجارته التي بدأ يدهسها في صحن صغير تشوه حتى اضحى بياضه سواد : كتبي اللي تبينه وبشتريه لج .


زفرت انفاسها من جديد : عوض السالفة مب اندوك واشتر .. في اشياء لي ولمريم انت ما بتعرفها ..


وبدون خجل قال سآئلاً : ليكون يتها ؟


عضت على شفتيها بغيض : انت ما تستحي .. لا ما يتها .. واللي فراسك ما بيصير فاهم .. حتى لو وصلت في اشتكي عليك ..


لم تشعر الا بذراعها تأن تحت قبضته لتصرخ متأوه : السانج هذا يباله قص ..


دفعها بعيدا : كتبي اللي تبينه وبيبه لج .. عندج نص ساعة بس .. وان طلعت ترا ما بتشوفين شيء مني ..



شفتاها تتحركان بسخط دعوات عليه وعلى حالها وعلى اخ لها .. لتصل الى باب غرفة ابنتها وتراها تقف بشرود اعتادته منها .. مشت عنها وهي تبحث عن قلم من بين دفاترها .. وتسحب دفتر وتخط عليه .. وتلك مكانها متسمرة .. تنظر لوالدتها .. لحركة يدها على سطور الدفتر : ليش ما نشرد ؟..


ضاق بها المكان حتى اضحت تسمع وتصمت .. تكبر دون سنواتها .. فتراها عجوز بافكار يائسة .. شهقت وهي ترى يده الغليظة تنقض على شعر ابنتها فتصرخ تلك بخوف : تبين تشردين يا بنت بدريه ؟


انقضت عليه وهي تحاول ان تخلص ابنتها المتطوحة امامه .. ليدفعها بعيدا عنه .. ويرمي بابنتها عليها .. وتدسها تحت جناحها : حسبي الله عليك ياللي ما تخاف ربك ..


بكاء مريم وصراخ بدرية زاد من غضبة ليتشبث بشعر زوجته غير آبه بصراخها : ان سمعت منكن هالرمسة والا سويتنها ترى والله ما يمنعني عن موتكن حد ..


دفعها من جديد وصرخ : كتبي اللي تبيه ويبيلي الورقة برع ..


تدس ابنتها المنقطعة انفاسها بسبب بكاءها : بس خلاص .. يعني ما حلالج تتكلمين الا والباب مفتوح ..


لتردف : حسبي الله ونعم الوكيل .. حسبي الله ونعم الوكيل ...


عاد ليجلس حيث كان بقهر استوطنه .. يشعل سيجارة وسرعان ما يطفأها ليشعل اختها .. وبين انفاسه الثائرة افكار متخبطة : هين يا عيد .. انا اللي تلوي ذراعي بهالشكل .. بس ما اكون عوض ان ما علمتك كيف تنلوي الذراع ..



حرك رأسه ناظرا لتلك الواقفة وبيدها ورقة .. سحبها منها واخذ يقرأ ما فيها .. وسرعان ما دسها في جيبه .. ليقف دون ان ينظر لوجهها الباكي .. لربما لانه ضعيف امام الدموع .. او ربما لا يرغب بكلمة اخرى منها .. سحب " غترتة " ليردفها على كتفه .. وتلك " طاقيته " اخذ يثبتها على رأسه .. ليختفي من المكان .. وتلتفت هي على صوت ابنتها المتحشرج : ما احبه .. ما اريد اعيش وياه ..


اقتربت من والدتها تتشبث بثوبها ووجهها ترفعه لوجه بدرية المتسمر للامام : امايه خذيني عند كلثم .. ليش ما خليتيني وياها .. انتي تحبيها اكثر مني صح ؟


اغمضت عينيها لتسقط دموعها .. وشفتيها قد تعانقتا حتى ضُخ الدم في اوردتهما .. كيف تطلب منها أمرا كهذا .. وهي حتى الساعة تتألم مما صنعته يداها .. حين لم يأتي شيء من والدتها ابتعدت عنها : ليش تحبينها اكثر مني ..



وبعدها جرت مسرعة تندس تحت لحافها .. تبكي خوفا .. تبكي طمعا .. او لعلها تبكي خلاصا لا يرغب بالمجيء .. اما تلك فظلت متسمرة في مكانها .. لا حركة فيها الا دموعها المنهمرة .. كيف لام ان لا تحب فلذة كبدها .. مسحت دموعها على صوت طرقات الباب .. الساعة قاربت الثامنة ليلا . فمن عساه يكون .. اسرعت من المكان تتدثر بسواد ملابسها .. وخرجت بخوف .. تلفتت في المكان .. حتى ما ان وصلت الباب نطقت : منو ؟


,‘,

يــتــبــع |~

 
 

 

عرض البوم صور تفاحة فواحة   رد مع اقتباس
قديم 19-06-13, 08:19 PM   المشاركة رقم: 79
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري
محرر مجلة ليلاس

البيانات
التسجيل: Sep 2010
العضوية: 190966
المشاركات: 20,103
الجنس أنثى
معدل التقييم: تفاحة فواحة عضو مشهور للجميعتفاحة فواحة عضو مشهور للجميعتفاحة فواحة عضو مشهور للجميعتفاحة فواحة عضو مشهور للجميعتفاحة فواحة عضو مشهور للجميعتفاحة فواحة عضو مشهور للجميعتفاحة فواحة عضو مشهور للجميعتفاحة فواحة عضو مشهور للجميعتفاحة فواحة عضو مشهور للجميعتفاحة فواحة عضو مشهور للجميعتفاحة فواحة عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 11911

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
تفاحة فواحة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اسطورة ! المنتدى : القصص المهجورة والغير مكتملة
افتراضي رد: زفرات ملتهبة ، للكاتبة : أنآت الرحيل

 

,‘,

كلثم .. تلك البريئة التي تسعدها كلمة .. وتفرحها لعبة .. وتبتسم لاجل قطعة حلوى تعشقها .. تجلس على الكرسي بجانبه تحرك ساقيها وتغني .. اغنيات مختلفة احيانا لا تعي جملها .. الحت بان تجلس هناك عوضا عن الكرسي الخلفي .. ووعدته بانها لن تتحرك من مكانها .. ولم تتحرك سوى ساقيها النحيلان المغطيان بجورب ابيض الى المنتصف .. وحذاءها الاسود تضرب به احيانا فينتبه هو وينظر اليها مبتسما ..



كيف سأأمن وجودك هناك يا صغيرتي ؟ .. اتمنى ان تبقي معنا .. امام عيني تكبرين .. اسقيك مما علمتني اياه الحياة .. ارغب وبشدة ان انفذ وصية ذاك الفاني المدعو والدك .. سيقتلني التفكير بك في بعدك ..



تنهد وهو يغلق هاتفه ويصف سيارته جانبا .. لتتلفت هي : ليش وقفنا .. بعدنا ما وصلنا ..


تصعد على الكرسي وتجلس على ركبتيها تنظر من النافذة .. وسرعان ما تلتفت اليه : عمو ..


نظر اليها : حبيبتي يلسي ع الكرسي .. ربيعي الحين بيي وبنروح بيتكم ..


لم تعلم ماذا يقصد فقط نفذت ما طلبه منها .. وعادت تترنم باغنيات متداخلة .. حتى ما ان رأته يترجل صمتت .. تنظر اليه يتوجه الى السيارة الاخرى التي توقفت خلف سيارته .. تتعلق بظهر الكرسي وتراقب بصمت ..


ترجل سعد وتصافح مع شبيب .. وسؤال عن الحال طال بعض الشيء .. ليسأله بعدها : ليش تريد ترجع البنت لهم .. امها ما خلتها الا ووراها شيء ؟


تنهد : والله يا سعد ما اعرف شو اقولك .. البنت لا تاكل زين ولا احس انها مرتاحة فبيتنا .. صح ما مقصرين وياها بس بعد هي محتاية امها .. لو تشوف فرحتها من يوم ما خبرتها اني باخذها صوب بيتهم ..


التفت للوراء ينظر اليها .. ابتسم لها وعاد يدير وجهه لصاحبه .. واردف : شو اللي عرفته عن ريل امها ؟


- الريال معرس ع بنت عمه من زمان وعياله رياييل .. وبدرية شكله ماخذنها فالسر .. بيته فابوظبي واللي هني شكله بيت اهله .. اللي سألتهم عنه يقولون البيت ايونه رياييل يسهرون للفير يوم هو يكون هني .. ولا يعرفون عنه اكثر ولا عن حرمته .. لانهم اصلا ما يحتكون بييرانهم ..


- ما عرفت اي شيء ثاني .. شيء يوضحلنا ليش خذ ارملة خالد ؟


طوح برأسه : لا والله ما عرفت شيء غير اللي قلته لك .. بس يا شبيب بيت بهالشكل ما يتأمن ع بنت صغيرة فيه .. واحنا ما نعرف سهراتهم ع شو .. ولا نقدر نتصرف من راسنا .. واصلا ما لنا سلطة فهالمكان ..


زفر انفاسه .. وهو يربت على كتف سعد : الله كريم .. وان شاء الله ما بيصير الا الخير ..


ليودعه بعدها وينصرف .. بعد ان اخذ العنوان منه .. لتبادره بسؤال قبل ان يتحرك بسيارته : منو هذا ؟


يتاكد من خلو الطريق ويجيبها : ربيع بابا حبيبتي ..


وصلا اخيرا .. لتصرخ بشوق : وصلنا وصلنا ..


لا يعلم لماذا قُبض قلبه في هذه اللحظة .. يشعر بأن دبابيس كثيرة تدخل فؤاده وتخرج منه وتعود من جديد .. تعوذ من الشيطان وترجل ليساعدها بعد ذلك بالنزول .. وتسرع الخُطى تقف عند الباب تضربه بكفها الصغيرة .. وهو بتوجس مد يده لتقع على كتفها : حبيبتي ايدج بتعورج .. صبري بنرن اليرس ..


نظرت اليه بعينيها الصغيرتين .. وسرعان ما عاد نظرها الى الباب حين سمعت صوت والدتها .. لتلتصق بالباب : ماما فتحي ..


شدت بقبضتها على مقبض الباب .. تشعر بان قواها هجرتها في هذه اللحظة .. لتسمع صوت ابنتها من جديد .. يؤكد انها لا تحلم : ماما .. ماما فتحي الباب ..


نظرت اليه ووجهها ينبأ عن نوبة بكاء : ليش ما تفتح ؟


تقدم من الباب : ام مريم فتحي الباب .. بنتج تريدج ..


آآه يا قلبي .. ليتك والحجر واحد .. كيف لي ان اعيدها الى جحيم عوض .. كيف لي ان اراها تؤنبني كما مريم .. خذها يا شبيب وابتعد .. ابتعد ولا تُرجعها .. فأني ضعيفة .. وضعفي قد ينهيها ..


كفيها الصغيرين تضربان الباب بعنف .. ونداءها لوالدتها يعلو .. لينحني هو يحاول ابعادها عن الباب : كلثم حبيبتي اهدي ..


ليصرخ بعدها : فتحي الباب .. والا عايبنج صايح بنتج ..


" ما عندي بنت " صرخت بها واردفت : خذها وياك .. خذوها ما اريدها ..


توقفت عن النداء وعن طرق ذاك الباب الحديدي .. لتعود خطوة للوراء .. وتصرخ وقد انحنت بجذعها للامام : ما احبج .. ما احبج ..


ليسارع هو يحتضنها .. تحاول ان تتخلص منه ولا تقوى .. تركله بساقيها وتحاول دفعه بقبضتيها الصغيرتين .. لكن لا سبيل لان يعتقها من قبضته .. بكت .. وصرخت مُصرحة بالكُره لوالدتها .. التي انهارت على الارض باكية .. ويدها متعلقة بمقبض الباب .. لتنهار معها للاسفل بعد سماعها صوت انطلاق السيارة ..



,‘,

تتأرجح الحياة ولا تستقر على حال .. وهي تشعر في هذه اللحظة بان حياتها تأرجحت مرارا .. يقف يغير هندامه وهي تقف من خلفه .. اخبرها بقرار العودة .. وهي لا ترغب بذاك المكان : جابر انا ما اريد ارد بيتنا .. عايبتني الشقة.. واصلا كان لازم نتناقش فالسالفة مب مني والدرب اتيي تقولي باكر بنرد بيتنا ..


يرتب ثوبه لينساب على جسده .. ويتحرك ليخرج من الغرفة وهي تتبعه .. يجلس على الاريكة وظلت واقفة : اخوك عود ويعرف يدبر عمره ..


نظر اليها : ليلى انا ما بخلي اخوي بروحه فالبيت .. بطي محتايلي ..


- يعني عادي عندك يعيش ويانا .. انت ناسي ان شغلك ياخذ اكثر وقتك .. تباني ابقى وياه بروحنا ..


- لا حول ولا قوة الا بالله .. ياليلى يا حبيبتي هو بيبقى فالقسم الصغير وانتي لج باقي البيت .. وبعدين اثق فبطي .. وادري انه بيخاف ع بيتي مثل خوفي واكثر .. فلا تيلسين اطلعين اعذار مني ومناك .


تركت وقوفها لتجلس بجانبه : حبيبي انا كارهه ذاك البيت .. من عقب نوالوه ونواياها ما اريد اردله .. والا انت ما تهمك نفسيتي .


استغفر ربه وتنهد ليمسك كفيها : حبيبتي. نوال راحت فحالها .. والصراحة انا اريد اخوي بقربي .. وخاصة فرمضان .. بطي محتايلنا يمه فديتج .. محتاي حد يهتم باكله وبلبسه .. محتايلي وياه ..


طأطأت رأسها : وانا ما اقدر ارد هناك .. اخاف ع ولدي ..


رفعت نظرها واردفت : ما اقدر .. ما برتاح ..


وقف : الحرمة تروح وييا ريلها وين ما يروح .. اذا تبين تفكرين بالسالفة اكثر بعطيج هالشيء .. بس اني اخلي اخوي فسمحيلي ما اقدر .


تركها وغادر الى الغرفة .. تشعر بانها تفقد بعلها دون قصد منها .. تنهدت ونظرها يتبعه .. لتمضي الدقائق عليها وهي في مكانها .. جالسه ونظرها للارض عند قدميها .. تسحب انفاسها مرارا وتزفرهن بعنف احيانا .. وبهدوء احيانا اخرى .. لن يأتي .. تعلم بانه حين يقرر امرا لا يعود فيه الا بقتناع .. واسبابها واهية كبيت عنكبوت ..



وقفت لتلحق به اخيرا .. وتفتح الباب وتلج .. لتستمع الى حديثه عبر الهاتف مع ابن عمه : زين اللي صار الحين .. بدال ما تكحلها عميتها .. قلتلك الام ما بتخليها اذا تريدها عندها ..


نظره يرتفع اليها ويتبعها واسماعه مع شبيب .. تتحرك باتجاه دولاب الملابس .. تأخذ لها ثوب نوم طويل .. وتغادر المكان الى دورة المياه ( اكرمكم الله ) .. وهو ينظر اليها والى اختفاءها .. لتتسمر انظاره على ذاك الباب : المهم كلثم شو اخبارها ..



بكت كثيرا تلك الصغيرة .. حتى نامت على كتفه .. لتهول الجميع عودته بمعيتها .. سخط من والدته وفرحة من الاخرين .. رفض ان تاخذها شامة معها .. واصر ان تنام على سريره .. التفت لها واجاب على سؤال جابر : كسرت خاطري .. ياللا ياللا سكتت ..


خرجا من الحديث عن كلثم ليأتي الحديث عن بطي .. وعن موقف سيجمعهما غدا مع عمه حمد .. مرغما هو على الوقوف بجانب شقيقه ليضع النقاط على حروفها .. حتى تُزاح الافكار السيئة من عقل حمد كما زيحت من عقل جابر .. خرجت هي فنظرت اليه .. وانعقد حاجبيها على ذكر اسم شقيقه .. فمن اين ظهر هذا ليقلب حياتها رأسا على عقب .. مرت من أمامه الى حيثُ يقبع هاتفها على تلك الكوميدينة يرتشف طاقته .. سحبته من هناك . وعادت تمر من امامه الى حيث جهتها على ذاك السرير .. ترغب بان تقول له الكثير .. تريد اخباره بانها لا ترغب بوجود شخص معهما في منزلهما حتى وان كان شقيقه وابن عمها .. انهى المكالمة لينظر اليها تدلك كفيها بسائل مرطب وتضع العلبة جانبا .. ومن ثم تستلقي على جانبها وتشد اللحاف الثقيل على كتفيها ..



,‘,

اول رمضان .. بداية الانسلاخ من الذنوب والبحث عن الثواب .. والهث وراء المغفرة .. وهجران المعصية .. حتى اللسان يسارع بالتوبة حين الخطأ وينطق " اللهم اني صائم " .. تتغير النفوس .. حتى تحركات البشر ترسم خطاً مغايراً .. فذاك يواضب على افتراش سجادته بعد ان هجرها صلوات .. وآخر يقلب صفحات كتاب ربه بعد ان غطاه الغبار .. وكل ذاك يصب في البحث عن ثواب .. وكأن البحث عن الثواب لا يكون الا بهذا الشهر .. كبحث تلك القنوات عن المشاهدين فيه .. وكأن رمضان وجد لتتزاحم المسلسلات والبرامج التي لا طائل منها .. سوى تجمهر الناس حولها وترك العبادة ..



تقف في المطبخ من بعد ان صلت الظهر .. تعد وجبات طعام كثيرة .. ستحمل منها لاهلها كما عادتها في اول ليالي رمضان .. تفرد العجين وتقطعه دوائر صغيرة .. ترمي عليه بالحشوة التي اعدتها ومن ثم تكيل على القطع الجبن المبشور .. والاخرى تعد طبق من الـ " كب كيك " .. لتسألها : كنة ليش ما تفطرين ويانا الليلة وباكر تروحين لاهلج ..


ابتسمت وهي تشعر باستمتاع بما تفعل : نوره تدرين اني ما اغير هالعادة .. تعودت افطر وييا اهلي ..


وقفت تلك عند عتبة الباب تنظر الى تحركات الخادمة في المطبخ ووقوف كنة في احد زواياه .. وانحناء نورة امام الفرن تضع ما اعدته فيه .. اقتربت بخطى خجلة : تبون مساعدة فشيء ؟


التفتت لها نوره وتبعتها كنة .. لتنطق الاولى : اذا حابه تسوين شيء ما نقول لا ..


تلفتت : اوكي بسوي شوربة .. بس عقب ما اصلي العصر ..


وقفت تلك قبل ان تهم بالمغادرة : كنه تقدرين تشوفين الكيك .. بروح اوعي هند .. بسها رقاد ..


نطقت تلك قبل ان تنطق كنه : انا بشوفه ..


لتلاحظ ابتسامة كنه وابتعادها لتغسل كفيها .. وحديثها مع الخادمة لتغطي صينية البيتزا حتى حين .. اقتربت منها ووقفت على استحياء : كنه انتي زعلانه .


وهي تدعك كفيها بالصابون : لا فديتج .. بس تعودت اروح عند اهلي ..


- امممممم مب قصدي جذي .. اقصد لان فارس اخذ اختي ...



كلما تناست الامر جاء من يذكرها به .. اغمضت عينيها تحاول ان تهدئ من غيرة اجتاحتها منذ ايام كثيرة .. وسرعان ما ابتسمت وهي تغير مكانها لتسحب بعض المناديل تجفف كفيها بهن : وليش ازعل .. من حقه ..


شعرت بنبرة غضب تتقاذف من بين تلك الاحرف .. لتدنو منها : اسفه ..


" وليش تعتذريلها ان شاء الله " .. قالتها تلك وهي تلج .. لتمسك كف شقيقتها وتسحبها معها للخارج وهي تنطق : تعالي اريدج فسالفة ..


تحركتا تحت انظار كنة .. وما ان اختفتا حتى استغفرت ربها .. اما تلك فاغلقت باب غرفتها بعد ان ادخلت سمية لتقف بغيض : مب قاصر الا تحبين راسها .. هذا بدال ما توقفين وياي رايحة تتأسفين منها .


قالت بتوتر وهي ترى غضب سلوى : انزين ما صار شيء .. وبعدين احسها طيبة بعكس الكلام اللي تقولينه عنها .. من وقت ما وصلنا من السفر وانا ما اشوف منها الا كل خير ..


- يعني انا كذابة .. اوكي يا سميووه .. روحيلها .. ياللا شو تترين ..


سحبتها من عضدها لتخرجها : ياللا روحي .. وقفي وياها وساعديها .. مسيكينة سرقنا ريلها منها.



لم تشعر الا بالباب يغلق من خلفها بقوة .. لتقف مشدوهة اليه .. شقيقتها لم ولن تتغير .. ستبقى تلك الباحثة عن الاستحواذ في كُل شيء .. وتثير المشكلات حتى تشعر بنشوة انتصار كاذب .. طوحت برأسها .. ومشت بخطوات شاردة .. حتى وصلت غرفتها .. دخلت والشرود لا يزال يرافقها .. وتتابع خطاها تتخذ من طرف السرير مقعدا .. ليرفع عُمر نظره من كتاب ربه .. وينظر اليها لبرهة ويعود بعدها يتلو الباقي من الايات في تلك الصفحة .. حتى ما ان انتهى صدق .. وقبل المصحف : شبلاج ؟


قالها وهو يقف يطوي سجادته بيد وباليد الاخرى يمسك المصحف .. حتى ما ان ركنهما جانبا وقف امامها .. لتنظر اليه .. ويعيد سؤاله : شو ستوى مب من شوي تقولين بتروحين المطبخ تساعديهن .. ليش راده بهالشكل ؟


هزت رأسها وطأطأته : ولا شيء ..


جلس بجوارها ناطقا : سمية ياليت تكلمين اختج ..


نظرت اليها مستغربة : اكلمها فشو ؟


الهواء ينسحب الى رئتيه ويُزفر : حاس ان فارس مب مرتاح وياها .. خليها تريحه ..

-هو اشتكالك ؟


-لا .. ومب فارس اللي يتكلم بامور بيته . بس هالشي واضح مب محتاي حد يتكلم فيه .. وترا صوتها عالي من شوي وصلني لهني .. قولي لها البيت فيه ريال غير ريلها ..


- ان شاء الله ..


وكأن بها تحاول الهرب من ذاك الحديث بتلك الجملة .. وترقبه يخرج من المكان .. كيف باستطاعتها ان تتحدث مع سلوى في هذا الامر .. وتلك ما ان تسمع نصيحة من احد حتى اشتعلت كالنار .. تنهدت في قلة حيلة تنتابها في هذه اللحظة ..

,‘,

يــتــبــع |~

 
 

 

عرض البوم صور تفاحة فواحة   رد مع اقتباس
قديم 19-06-13, 08:23 PM   المشاركة رقم: 80
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري
محرر مجلة ليلاس

البيانات
التسجيل: Sep 2010
العضوية: 190966
المشاركات: 20,103
الجنس أنثى
معدل التقييم: تفاحة فواحة عضو مشهور للجميعتفاحة فواحة عضو مشهور للجميعتفاحة فواحة عضو مشهور للجميعتفاحة فواحة عضو مشهور للجميعتفاحة فواحة عضو مشهور للجميعتفاحة فواحة عضو مشهور للجميعتفاحة فواحة عضو مشهور للجميعتفاحة فواحة عضو مشهور للجميعتفاحة فواحة عضو مشهور للجميعتفاحة فواحة عضو مشهور للجميعتفاحة فواحة عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 11911

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
تفاحة فواحة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اسطورة ! المنتدى : القصص المهجورة والغير مكتملة
افتراضي رد: زفرات ملتهبة ، للكاتبة : أنآت الرحيل

 

رد: روايتي الثالثة : زفرات ملتهبة





,‘,

يمر الوقت سريعا من بعد العصر وكأنه يطلب من تلك النسوة القابعات خلف مواقدهن الانتهاء مما في ايديهن .. ويتباطئ حين يتحولق الجميع على الافطار .. حتى ليظن الصائم ان مكبرات الصوت في المساجد بها خلل .. فيسارع يفتح التلفاز لعل هناك اليقين ..

قُبيل المغرب بنصف ساعة ارتحلت من منزلها بصحبة بعلها .. الذي ما ان يوصلها حتى يعود ليفطر مع عائلته ..

تتوقف السيارة ويترجل هو تتبعه هي .. ونداء للخادمة لحمل ما لذ وطاب القادم بصحبتهما .. حتى ما ان مشت خطوتان اذا بصوت شقيقها يثنيها عن المتابعة .. فتلتفت ناحيته حيث المجلس : هلا والله بكنون .. هلا بالحامل والمحول ..


ضحكت ليضحك فارس بعد ان اغلق باب سيارته .. فتضربه بخفة على كتفه وهي تحيه : يعني مب لي للمحمول ..


ليطوق كتفيها بذراعه ويخطو معها بتجاه فارس : انتي الاساس – يمد كفه ليصافح فارس – شحالك وشحال الاهل ربكم الا بخير ..


لتنسل هي من تحت ذراعه : خلوني اروح اسلم عليهم واساعدهم ..

اندست كفه ما ان غادرت زوجته المكان .. ليخرجها وقد عانقت مغلف ابيض صغير .. ليمده لشبيب : لك .. واسمحلي لازم اروح ..


يلتقفه في حيرة : افاا وين .. بتفطر ويانا ..


يده تربت على يد شبيب المصافحة ليمناه : مرة ثانية .. وصيام مقبول باذن الله ..



تداخل الاصوات بمرح بين ذاهب وآتٍ .. واولئك يجلسون بانتظار اجتماع الجميع .. وتحت صوت هاشل المتملل من صيام قد طال .. وجوع قد الم بامعائه ارتحل هو .. حيث ذاك الابيض الذي تركه في غرفته .. يشعر بانه من ذاك الغائب عن الوجود .. يرغب بفتحه ولا يرغب .. يخشى ان يجد ما يسوءه .. كما يتمنى ان يعلم خبرا طيبا عنه .. طال غيابه وجدا .. وهو قد اكل جوانبه الحنين كالصدأ يأكل الحديد ..


تمتم مع الاذان .. واذا به يردف : اللهم لك صمت وبك آمنت وعليك توكلت وعلى رزقك افطرت. ذهب الظمأ وابتلت العروق وثبت الاجر ان شاء الله .



وهناك همسات بين شامة وكنة السائلة عن كلثم .. جعلته يقف يطلب من منذر وهاشل الاسراع لذهاب الى المسجد .. ابتعد بعد ان التقم تمرات وقليلا من الماء .. ليتبعه هاشل مسرعا ويلحق بهما منذر .. وتبقى الايدي الاخرى تلتقف من هذا وتاخذ من الاخر ... حتى ما جاءهن صوت تلك العجوز : لاحقات ع الاكل .. قومن ذكرن ربكن ..


وقفت متوكأة على عصاها ويد ابنتها تسندها .. لتضحك كنه وهي تنزل كوب العصير : والله انج صادقة .. قومي شيوم .



خلا المكان الا من طعام ازدحمت به الاوعية .. وسرعان ما ضج بصوت التلفاز واصوات حديث وضحكات .. اما هو ابتعد بعد عودته مصليا .. ليلج الى غرفته يفتح احد ادراج " الكوميدينة " وينتشل ذاك المغلف .. وما إن جلس حتى رفع نظره لتلك الواقفة محتضنة دمية تدلت ساقيها .. وانحنى ظهرها تحت ذراعها .. مد كفه لها .. لتتقدم بصمت .. هذا حالها منذ البارحة .. لا ترغب بالحديث .. لا ترغب باللعب .. ولا ترغب الا بالبقاء قريبة منه هو ..

رفعها لتجلس بجانبه : كلتي شيء ؟


طوحت برأسها وسكتت .. ليتنهد هو .. وسرعان ما ابتسم وهو يرفع نظره للمتحدثة : كلثوم خلها علي ..


لتقترب منها تجلس امامها القرفصاء : ما تبين تلعبين ويياي .. شوفي بنطلع الحين وبناكل .. تدرين مسوية فطاير روعه ..


لتنطق بخفوت : مثل ماما .


امسكت بكفها الصغير وانزلتها : انتي اكلي وقوليلي فطايري والا فطاير ماما احلى ..


تلاشت ابتسامته تحت ثرثرات كنة وتلك الصغيرة .. ليصمت المكان .. صمت مخيف بات معه رفيقا .. يأنسه ويرميه في بحر افكار لا ينتهي .. تنهد ليفتح تلك الرسالة المثيرة للتوجس في نفسه .. وتاهت عينيه بين اسطرها .. تبهُت ابتسامته وتعود .. كم هو مشاغب ذاك الحارب .. حتى احرفه تقهقه رغم وجع الاغتراب .. عقد حاجبيه وهو يقرأ :



" مستحي منكم .. ومشتاق لكم وايد .. توصلني اخبار شامة من الدكتورة .. اتواصل وياها بين فترة وفترة .. شبيب لا تغفل عنها .. وسامحني بس انت تعرف حروب وطبعه .. واللي صار لازم تتوقعه .. تعرف رمضان هني ما بيكون له طعم .. طعمه غير وسط لمتكم وسهراتنا .. سحورنا وفطورنا .. وطلعاتنا .. متوله ع البلاد فوق ما تصور .. بيتنا .. ما بقول بيتي لاني احس انه مب بيت اذا ما كنتوا وياي فيه ........"



وتتابع حديث الشوق .. وحديث العتب .. واحاديث أخرى كان يتمنى ان توصله الى مكانه .. لكن لا شيء سوى احاسيس بعثرها على السطور .. ورمى معها وجع افتراق .. وملامة قاتلة لا تزال تسحبه الى قاع الخسارة .. فمتى الفوز سيكون ؟ ومتى يأن للمياه ان تعود ادراجها ..؟

,‘,



ومياهها هي لن تعود يوما وأن حلمت .. سنوات عجاف محملة بغيوم الحزن .. سكبته على ارضها ولم تنبت به الا حزنا عقيما .. رمت عليه في ساعة صحوة الكثير من الامل بالله .. فتلاشى من بين ناظريها .. وتمطر غيوم جديدة المكان .. سحابات تحمل الطمأنينة اليها .. صلت التراويح بعد ان مهدت الامر لوالدها .. لتأتي اليه بعدها تحمل مصحفا قد تمزقت زوايا غلافه .. قديم بقدم شباب والدتها .. لتجلس عند قدميه .. وتبدأ بالتلاوة على مسامعه .. اجزاء تتلوها لتختمه في حضرته .. وهو يتمتم معها بما يحفظ .. تكرار الايات جعلها ترسُخ في صدره .. حتى ان اخطأت هي في لفظ ما حرك يده منبها لها ..



تمضي عقارب الساعة دون الشعور بالوقت في حضرة كلام ذو الجلال والاكرام .. على مشارف الانتهاء من الجزء الاول .. وما ان قرأت قوله تعالى : (تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُم مَّا كَسَبْتُمْ وَلاَ تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ ) وصدقت .. حتى رأت دموع والدها انسكبت .. منذ الامس وهو ليس على ما يرام بسبب ابن عاق .. رمى عليه الكثير من لاذع الكلم .. واختفى .. وهو لا حول له ولا قوة .. الا صرخات مكبوتة لا تجد النور فتُسمع .. قبلت رأسه بعد ان مسحت دموعه : يالغالي لا تاخذ ع كلامه .. بييه يوم وبيعقل .. ادعيله الله يهديه ..



" ليش قالولج مينون؟ " نطقها ابن التاسعة عشر .. وهو على اعتاب غرفة والده .. لتضع المصحف على السرير .. وتهرول اليه .. لا ترغب بالمزيد من الكلمات المهلكة لنفسية والدها المتعبة .. لتسحبه من ذراعه وتغلق الباب من خلفهما .. تجره معها واذا به ينفض يدها : خليني ..


- الين متى يا وليد .. حرام عليك .. هذا ابوك ..


- ما اتشرف انه يكون ابوي .. لو مات كان ريحنا منه ..


" اص .. اص " قالتها تباعا وهي تضرب على فيه باناملها .. ليمسك رصغها : هو السبب خليه يتعذب مثل ما اتعذب ..


سحبت رسغها وقد طوقته بكفها من ألم ٍ ألَمَ بها : حرام عليك .. احنا فرمضان توب لربك .. ما يندرى تشوف رمضان غيره او لا ..


صرخ بها: تفاولين علي .. مسويه فيها مطوعة .. تبيني اذكرج عن سوالفج .. والا ما في داعي اظن تذكريهن زين .. فلا تيلسين تنصحين .. انسانه مثلج لو حفرت الارض حفر سواياها بتم وراها ..


نزلت دموعها : ما برد عليك .. لانك ما تستاهل حد يضيع وقته وياك .. الله يهديك ..



" أووهووه " قالها متذمرا محركا ذراعه دون اكتراث .. ليتركها تغرق في دموعها .. ويغرق لسانها بالدعاء له .


,‘,

هنا اقف .. وموعدنا ساحدده لاحقا باذن الله ^^


 
 

 

عرض البوم صور تفاحة فواحة   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
أنآت, الرحيم, الكاتبة, اغتصاب, شفرات
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المهجورة والغير مكتملة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t183200.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
Untitled document This thread Refback 10-03-17 02:15 PM
Untitled document This thread Refback 07-08-14 03:21 PM
Untitled document This thread Refback 14-07-14 02:11 AM
Untitled document This thread Refback 13-07-14 07:19 PM


الساعة الآن 08:24 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية