خطواتنا تمشي نحو مستقبل لا نعلم عنه .. قد نواصل بتوازن الخطوات .. وقد نتعثر ونقف من جديد .. وقد نسقط ولا نقوى على المسير .. صغيرة هي ما ان اتمت الثامنة عشر حتى ارتبطت باسم رجل .. وما ان انهت دراستها الثانوية حتى امسك بكفها منتشلها من كنف منزل تربت فيه .. بلعت ريقها .. تشعر بتعب نفسي يداهمها .. منذُ يومان انهت اخر اختبار لثانوية العامة .. تراكمت عليها العديد من الضغوط ..
تنهدت وهي تركب سيارته بمساعدة اخته نورة التي رفعت ذيل فستانها لداخل .. وبعدها قبلت وجنتها : مبرووك .. ان شاء الله تتهنون ..
وابتعدت خطوات لتغلق الباب .. لا تعلم ان كانت سمعت تمتماتها المرتجفة والخافتة حين ردت عليها المباركة .. نظرها لكفيها العازفة عليهما نقوشات الحناء .. وخاتم من الذهب الابيض يزين بنصرها الايسر بنعومة .. تدعك اطراف اناملها اليسرى باليمنى .. وتسمعه يضحك مع صحبه .. يبدو فرحا وغير مباليا .. رفعت نظرها قليلا لتسمعه يودعهم وهم يتمنون له ليلة سعيدة .. لتخفض انظارها حين وقعت عينيه عليها ..
رغبت بان تراه لعلها تستمد شيء من قوته فتعينها على اسكات رجفتها .. لتبتلع توترها بتوتر اكبر حين جلس بجانبها .. والقى السلام .. لتهمس برد التحية .. ومن ثم يردف : بتريا اوخوي يطلع وبطلع وراه ..
الهذه الدرجة مرتبط باخيه الاكبر ؟ .. هل هو الاحترام ؟ ام انه شيء آخر ؟ .. لم ترغب بكل هذا .. لم تتصور بانها ستتزوج رجل ملتحي بهذا الشكل .. ارتبطت بـ " مطوع " .. ارتجفت حين ايقنت الامر .. لم تتعرف عليه جيدا .. اسابيع قليلة لم تكن كافية لتعرفه .. حديثهما كان مقتضبا عبر الهاتف .. لا تعرفه .. هي توقن الآن وبقوة انها لا تعرفه .. كل ما تعرفه بانه يكبرها بست سنوات ربما .. او اكثر قليلا .. خريج كلية الشريعة والقانون .. ويعمل في دائرة القضاء ..
زاد توترها اضعاف وهي ترى اختها تخرج وامها بجانبها تحدثها .. ترى تحرك شفتي والدتها .. توصيها كما اوصتها هي .. إطاعة الزوج .. واحترام اهله .. وتوصيات تخجل منها .. ما ان تذكرتها حتى انفجرت الدماء في وجهها الدائري البريء .. تسللت الى نفسها شيء من الراحة .. فشقيقتها ستشاركها بتوتر هذه الليلة ..
نظر الى كفيها لبرهة ثم عاد بنظره على الطريق .. وبصوت هادئ نطق : بنروح البيت .. وبعد يومين بنسافر السعودية .. بنعتمر ..
لما هو جدي بهذا الشكل .. ولما يتحدث في هذه الامور الآن ؟ لماذا لا تحاول ان تنتشلني من توتري وخجلي وخوفي الذي اغرق فيه .. يا الله ساعدني .. كيف ستكون هذه الليلة معه .. هو لا يعرفني جيدا كما انا .. كيف سنكون ؟ أسيوافق على ان اتم دراستي كما اتفق مع ابي وخالي .. ام سينسى الاتفاق وسيكون علي السمع والطاعة ؟ كنت اتمنى الكثير .. ان اكون حرة نفسي .. اقود سيارة واعمل .
رفعت مقلتيها محاولة ان تسترق نظرة على وجهه .. فلم يتعدى نظرها لحيته السوداء الطويلة بعض الشيء .. تضاعف الخوف في قلبها حين توقفت عجلات السيارة .. لترفع نظرها وترى سيارة فارس قد توقفت قبلهما .. ليفتح الباب لها .. ويده تمتد لتمسك بكفها المرتعش : حياج فبيتج ..
قالها ببرود غريب ضاعف ارتجاف قلبها الغض .. لتعانق اناملها كف يده .. ويشد عليها ليساعدها بالنزول .. لا تعلم ماذا حدث او كيف وصلت عند اعتاب الباب الموصد .. لم تشعر بشيء .. وكأن ذاك الخوف خدرها حتى اضحت في سُكر حمل ذهنها بعيدا .. تسمع احرف لا تعيها .. ويد تسحبها بخفة لتلج .. هنا ستموت البنت القابعة فيها .. وستحيى امرأة ..
تمر الدقائق غريبة .. حتى هو اختفى لتتراءى لها فتاة تبدو اصغر منها سنا .. تبتسم وتدنو منها حيث كانت واقفة في منتصف الغرفة : تبيني اساعدج ؟
ابتسمت.. هي بحاجة للحديث .. لشخص غير ذاك الذي صار زوجها : ياليت ..
وتجلس بعدها على كرسي التسريحة .. وتلك تقف من خلفها تسحب تلك الدبابيس المتزاحمة لتثبت " الطرحة " البيضاء .. لتنطق : خايفة ؟
بل اني اكاد اجن من الخوف .. اشعر بقلبي سيهرب من صدري بسبب قرعه لتلك الطبول الضاربة لعظامي .. كم اتمنى ان تنتهي هذه الليلة المخيفة بسلام ..
ابتسمت : شوي ..
لتردف : انتي نوره ؟
هي نست كُل شيء في هذا الوقت .. هزت تلك رأسها وهي تنزل تلك البيضاء من رأسها وتبدأ بنزع دبابيس اخرى قد ثبتت شعر مستعارا على شعر تلك العروس الحقيقي : انا هند .. نورة راحت لاختج تسألها اذا تريد مساعدة ..
فتحت فيها لبرهة حين وقع الشعر المستعار ليبان ما تحته .. لتنطق تلك الناظرة الى انعكاس صورة هند : شو فيج ؟
بارتباك : هااا .. ما في شيء .. بس شعرج وايد قصير ..
وقفت لتلتفت : ما احبه طويل ..
ابتسمت الاخرى على مضض : تبين مساعدة فالفستان ..
طوحت تلك راسها بلا .. لتغادر هند المكان بتوتر لم يخفى عن سمية .. التي تنهدت وهي تراقب ظهر تلك المغادرة .. اخبرتها والدتها ان لا تخف .. وان تستسلم له .. وعليها ان تطمئن وهي معه .. كيف لها ان تفعل ذاك مع شخص غريب عنها .. وهذه الدقائق كارهة البقاء .. فتجري لتجر معها دخوله عليها .. ومن خلفه خادمة تحمل صينية عشاء .. تضعها وتخرج .. ليقفل الباب من خلفها .. ويقف وهو ينظر لتلك الساكنة بوقفتها وقد شبكت كفاها امامها .. ليرفع حاجبه ويقترب منها .. ويضرب قلبها صفارات هلع منقطع النظير .. ليلف من جانبها يحني رأسه ناظرا الى شعرها .. واذا بكفه تقع على رقبتها من الخلف بشيء من الشدة المستحبة : لعن الله المتشبهات من النساء بالرجال ..
تُقسم بان قلبها في هذه اللحظة سقط عند قدميها .. تسمرت في مكانها .. بل ان جميع خلاياها تجمدت .. برغم حرارة جسدها الملتهبة .. ليمر من امامها يخلع ما على رأسه ويرفعه ليردفه على " الشماعة " الذهبية في زاوية الغرفة .. وهي ثابتة فقط تشعر بحركاته .. عاد يقترب منها .. وترتجف من لمس انامله لذقنها ..
اغمضت عينيها لتسقط دموعها تباعا .. لا تريد ان تراه .. وان تسمع تلك الجمل المخيفة .. تفاجأت حين لمست شفتيه وجنتها الحارة .. وقبلة اوقعتها في تناقض شخصيته .. ليهمس : ليش الدموع ؟ اباج تعرفين ان ديني وربي ورسوله اولا .. وامي ثانيا ..
ليبتعد ويقع نظرها على وجهه .. فيه راحة غريبة .. عينيه نائمة الاطراف تحكي هدوء جم .. ليرتفع نظرها على اخضرار رأسه .. لا شعر هناك .. بخلاف وجهه المكتسي بشعر لحيته السوداء .. لا تعلم لما شعرت بطمئنينة تعانقها .. وسكينة تُصب عليها من حيث لا تدري .. قد يكون السبب ذاك الدعاء الذي قاله ويده تلامس رأسها ..
,‘,
انفاسها تتهادى براحة كم تمنتها مؤخرا .. لتغلق الجفون دون ادراك منها .. لعله الاستسلام لما قدره الله لها .. ولعل ذاك الماء اطفئ لهيب روحها المتوجعة .. لتنسى كُل شيء خلف اغفاءة انهاها ذاك الشيء الرطب الذي عانق بطنها .. لتفتح عينيها بجزع .. وقبل ان تتفوه بصرخة تكسر هدوء الليل .. اذا بيد تكتمها .. يد رطبة لا يزال الماء يقطر منها .. جفلت بل حتى الحركة غادرتها .. وقطرات ماء تتساقط على جانب وجهها .. وانفاس حارة تقترب من بشرتها .. لتسارع الجفون الهرب خلف الظلام .. وتُفتح على همسات انزلقت الى مسامعها لتصل الى قلبها وتسكنه : ما اريد اسمع اي كلمة يا كنة .. ولا اي سؤال .. احلفج بربي الذي لا اله الا هو ما تسألين ليش ؟ ولا تسألين عن اي شيء ..
لتترك يده فيها وينحني يدس رأسه عند كتفها الايسر .. لتشعر ببرودة الرطوبة التي يعاني منها شعره .. لترفع كفها وتسقطها على رأسه : ما بسألك .. بس كم الساعة الحين ؟
لم يجبها .. تشعر بانه يغرق في جسدها .. وبعد صمت تمتم : الفير .. قومي صلي وتعالي ..
لتنسحب منه ويدس وجهه في الوسادة .. وتقف هي بذهول تنظر اليه .. لتحث الخطى تغلق التكييف .. فجسد ذاك مبتل وكأنه استحم بملابسه .. وغادرت لتختفي خلف جدران دورة المياه ( اكرمكم الله ) .. ولا تعلم لماذا وهي تقف على سجادة الصلاة تذكرت حديث شامة لها .. لعلها بحاجة للخشوع في هذه الساعة كثيرا .. لتنسى كُل شيء .. حتى ما انتهت من صلاتها .. قادت خطاها اليه .. لا يزال على استلقاءته .. مع انه يكره استلقاء البطن لقول رسول الله : " انها ضجعة يبغضها الله عزوجل " ..
دنت منه .. ورفعت نفسها على السرير .. لتتحرك كفها تبعد شعره المبلول للخلف : غير رقدتك يا قلبي ..
غيرها كما طلبت .. ليعانق جسدها بذراعيه .. ويترك شق وجهه الايمن على صدرها .. ترغب بسؤاله عما به .. ولكنها لن تفعل .. وزوجته ماذا ستقول اذا قامت من نومها ولم تجده .. تنهدت .. ليدرك ما يجوب في خلدها .. وينطق ولا تزال عينيه مغمضتين : لا تجبريني ع شيء .. دخيل ربج يا كنه لا تجبريني ع شيء .. اوعديني ..
ارتفع رأسه مع صدرها حين سحبت الهواء الى رئتيها بنهم .. ليردف : اوعديني ..
لتبتسم وهي تمسد رأسه بكفها : اوعدك .. اوعدك ..
آه يا كنة كم اني اشتقت لحضنك .. وكم اني اشعر باني عطش ولن ارتوي منكِ حتى الممات .. أنتي مختلفة .. أنتي لولا اني اخاف ان اكفر لقلت انكِ ملاك منزل من السماء .. ولقبعت عند رجليكِ دون ملل ولا كلل .. استغفرك يا الله .. فاني انسان وخلقتني ضعيفا .. ولا اقوى الا بك .. فامدني بقوة من حيث لا احتسب ..
,‘,
الوعود كحبل مشنقة تلف على رقاب الواعدين .. كلما تخاذلوا رميت اجاسدهم لتعلق حتى الموت .. انزل قبعته ليشد شعر رأسه للخلف .. لا فائدة من الاستجواب الذي طال .. والجميع يأكدون له ان لا احد آخر .. وهو يُقسم بان هناك احدا اتصل بهم في تلك الساعة وابلغهم بتمركز قوات الامن .. تنهد ليرفع رسغه ينظر الى الوقت .. ساعات الصباح الاولى .. انتهى عمله منذ ساعات طوال ولا يزال في مكتبه .. زفر انفاسه من جديد وتعود له ذكرى تؤرقه ..
خالد وحديث ماضي .. ووعد بالوفاء يأكل جسده دون هوادة .. وخذلان لاجل اُم لا تقوى على بُعد ابنتها .. قام واقفا ليسحب قبعته العسكرية ويترك المكان .. سيعود الى منزله سيأخذ قسط من الراحة .. التحية العسكرية تُرمى عليه حين مروره من رجال الامن الذين صادفهم .. وابتسامته تنم عن راحة ظاهرة ..
فتح باب سيارته ليركب راميا بتلك التي في يده على الكرسي المجاور .. وينطلق .. وما هي الا دقائق حتى جاءه اتصال جعل نواجذه تبان من خلف الشفاه المنفرجة .. يدس سماعته في اذنه وعينه على الطريق : هلا والله .. شحالج يا قلبي ؟
قهقه بقوة ليردف : اوو شكله المزاج عال ..
توقف لاشارة مرور صادفته .. وهو يستمع لصوت تلك الذي امتزج بنبرة فرح غريبة .. واجاب : هيه اكيد مصدق انج فرحانه .. واعرف انج ما تمثلين .. هو حد يعرفج اكثر مني ..
تحرك وضحكاته تجلجل في الاركان : الله الله .. يعني حبيب القلب قام ينافسني ..
طالت تلك المحادثة .. حتى ما توقفت سيارته في فناء المنزل وترجل منها .. تحرك بهدوء الى باب المنزل : الحمد لله .. والله كنت خايف عليج واحاتيج ..
رفعت ساقيها لتتربع على الاريكة : الحمد لله .. المهم انه وياي وما خلاني
عينها تبتعد لتنظر الى باب غرفة النوم .. وتردف : هذا اهم شيء يا شبيب .. المهم انه وياي ..
ردد الحمد لله .. واستطرد : كنه اذا حتيتيني انا مويود ..
- الله لا يحرمني منك .. حسيت انك بتكون قلقان وتحاتي .. قلت اتصل عليك واطمنك ..
انتهت المحادثة بينه وبين شقيقته لتتخطى قدميه عتبة الباب .. وصوت الـ" راديو " يصل الى مسامعه من الصالة الصغيرة .. ليدخل وقد علت وجهه ابتسامة : صبحكن الله بالخير ..
ويقع على رأس جدته مقبلا ومن ثم رأس والدته .. لتنطق العجوز بعد ان ردت عليه تحية الصباح : هلا بوليدي .. اليوم متاخر عسى ما شر ..
ظل واقفا : ما شر يالغالية .. الحين سمحلي بروح اريح شوي ..
اختفى .. ليظهر جسد شامة في المكان .. بتردد نطقت : ما كأنه صوت شبيب من شوي ؟
وبعدها انسحبت من المكان .. تقف على اعتاب قسمه .. سحبت انفاسها وزفرت .. متوترة جدا .. هي ليست قريبة منه كما كنة .. يعود اليها حديث قديم من تلك الطبيبة عن هواياتها .. وان عليها ان تشغل وقتها بشيء تحبه اذا كانت لا ترغب بالعودة الى الدراسة في الوقت الراهن .. يدها المرتجفة تسقط على مقبض الباب .. وكفها الاخرى تطرق عليه بظهر اناملها ..
لا اجابة تصل .. ففتحت الباب وولجت .. ومن ثم حثت الخطى الى غرفته .. الباب مفتوح على مصراعيه .. دنت حتى بعثرت انظارها في غرفته البسيطة .. وصوت الماء يتهادى اليها من دورة المياه ( اكرمكم الله ) .. اذا فهو هناك يستحم .. عادت لتسحب الهواء وتزفره .. وفجأة تسمرت في مكانها .. ليغرقها حياء من منظر اخيها المتأزر بمنشفة بيضاء .. ومنشفة صغيرة تتحرك على شعره .. ليرفع نظره وتسقط هي نظرها للارض : شامة !
التعجب يلفه وجدا .. فتلك لم تدخل غرفته منذ امد طويل .. بنبرة مرتعشة اجابته : اسفه .. شكلي ييت فوقت غلط ..
ابتسم .. فكم يعشق حياء شقيقته .. لينطق : اتريني فالصالة الين البس ..
تشعر بان الجو حار جدا .. ستقف وتبتعد عن المكان قبل ان يأتي .. هذا ما كانت تفكر به وهي تشد كفيها عند فيها .. بعد ان اسندت مرفقيها على ركبتيها .. التفتت كمقروصة على صوته : حيالله شيوم .. تو ما نور المكان ..
ليكتسيها الخجل اضعاف مضاعفة حين جلس بجانبها واحاطها بذراعه : شو سر هالزيارة اليوم ؟
طال الصمت من قبلها .. ليسحب ذراعه عن كتفيها .. ويستند بظهره على جانب " الكنب " الطويل الجالسان عليه .. سيدع لها مجال لتتنفس .. وتزايدت ابتسامته وهو ينتظر الرد .. لا ينكر بانه متعب حد الاغماء .. ولكن هي هنا .. وفي جعبتها حديث لا تعرف كيف تقوله ..
تبدد الهدوء على صوتها وهي تنظر لظهر الطاولة الزجاجية امامها .. وكفاها قد ارتاحا في حجرها : امم .. شبيب اريد كام ..
وصمتت ثم اردفت بنبرة تتخللها فرحة استشفها هو : احب التصوير .. ومن زمان كنت اريد كام – صمتت واردفت – تكون بروفيشنال ..
لم يقاطعها وانتظر منها المزيد .. استطردت بعد ان نظرت اليه لبرهة وعادت بعدها للنظر الى تلك الطاولة : تقول الدختورة لازم اشغل نفسي فشيء احبه .. عشان ما افكر تفكير سلبي .. اريد احترف التصوير ..
بعد جملتها تلك تعلقت انظارها بعينيه الهادئتين .. ليتمنى ان يقابل تلك الطبيبة التي قلبت كيان شقيقته .. ليشكرها .. ليخبرها بانها طبيبة ناجحة بالفعل .. مد كفيه ليعانق كفيها المتشنجان من التوتر : من عيوني .. كم شامة عندنا ..
وقفت بفرح .. كطفلة لا تعي ماذا تفعل .. لتنحني وتقبل وجنته وبعدها تهرب .. فقط هربت .. ليضحك بخفة ويسقط رأسه للخلف .. يشعر بان الفرح كبير هذا اليوم .. لم يعتد عليه .. شقيقتيه سعيدتين .. وهو يقُسم ان سعادته لسعادتهما عظيمة جدا .. رفع جسده متوجها الى غرفته .. ليسقطه على السرير .. هو مُتعب .. ولكن لا يرغب بالنوم .. تسمرت عينيه على سقف غرفته المرسوم بسماء زرقاء وسرب طيور وسُحب صيف بيضاء .. وكأنه ينظر لسماء الكون .. تنهد واغلق عينيه وذراعيه تعانقا تحت رأسه ..