لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > المنتدى العام للقصص والروايات > القصص المهجورة والغير مكتملة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المهجورة والغير مكتملة القصص المهجورة والغير مكتملة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (4) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 31-03-13, 12:48 AM   المشاركة رقم: 56
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري
♪ مُخْمَلٍيةُ آلعَطّآءْ ♦


البيانات
التسجيل: Mar 2010
العضوية: 157123
المشاركات: 30,194
الجنس أنثى
معدل التقييم: ♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 13523

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
♫ معزوفة حنين ♫ غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اسطورة ! المنتدى : القصص المهجورة والغير مكتملة
افتراضي رد: زفرات ملتهبة ، للكاتبة : أنآت الرحيل

 



,,

جميع المؤشرات تؤدي الى تعب نفسي .. ارتفاع الضغط الدائم .. وقلة النوم .. وكثرة التفكير .. اهتمامه لامرها جعله يلح عليها باخذها للمستشفى .. ليقوم بجميع الامور ومن ثم يجلسها على كراسي الانتظار .. حتى اذا ما نودي عليها دخلت .. فهو لديه عمل استأذن منه بضع دقائق ليوصلها وحين عودته لاخذها سيعلم كل شيء .. فزوجته ابت المجيء معها متعذرة بابنيها ..



قبعت على كراسي الانتظار طويلا .. وفي يدها مسبحة ذات حبات سوداء .. وعقلها شرد لحديث قديم عقيم .. فهي تكلمت وهم لم يأبهوا .. تنهدت وكأنها تبحث عن راحة لا تجدها .. لتسمع اسمها وتقف .. لا تعلم كم مرة تم النداء .. وجرى الفحص الاعتيادي .. ليجدوا ارتفاعا ملحوظا في مستوى الضغط .. وهناك مؤشرات لوجود مرض السكري ايضا .. تحوقلت وهي تأخذ الوصفة وتخرج بتعب مع الممرضة .. لتبتعد بخطواتها الى حيث الصيدلية التي حفظت طريقها ..



مرت الدقائق مملة ومتعبة وهي تجلس على الكراسي القريبة من بوابة الخروج .. وبجانبها قبع كيس مليء بالادوية .. وتمتمات بالاستغفار تتبعثر من على شفتيها .. لتتلفت وهي تسمع صوتا تكاد تجزم انها تعرفه .. صوتا غاب سنوات طويلة عن اذنيها .. واذا بأمرأة ملتحفة السواد جالسة وبجانبها فتاة عشرينية .. تحادثها وهما في انتظار من سيقلهما .. وقفت لتحث الخطى وتقف تلقي السلام عليهما وتنطق : انتي ام عبدالله ..



فتلك المرأة لا يُرى وجهها جيدا بسبب الغطاء الاسود الذي ينسدل على وجهها .. لتجيبها : لا والله .. وياج ام راشد .. اكيد مغلطة ..


ابتسمت من تحت برقعها : صوتج مثل صوت وحدة اعرفها ومن زمان ما شفتها .. عاد ظنيتج هي .. السموحة ..


عادت وجلست حيث كانت .. لترفع نظرها حين رأت قدميه قريب قدميها : تاخرت عليج ؟


طوحت برأسها : لا .. عسى خلصت اشغالك ..


- هيه .. بروح اشوف الدكتور واسئلة عنج ..


اوقفته وهي تمسك برسغه وتقف : ما في شيء .. يقولون الضغط مرتفع .. ويمكن في سكري .. ووزني ناقص .. عطوني ادوية وموعد عقب اسبوعين بيسولي تحاليل اكثر .. خلنا نرد البيت ..



" ان شاء الله " قالها وهو ينحني ياخذ كيس الادوية .. ويسند والدته خارجا بها .. ليتركها واقفة : بروح اييب السيارة من الباركن ..



هرول مبتعدا .. لتسحب هي انفاسها بنهم .. وتزفرهن بقسوة .. وما هي الا دقائق حتى توقفت السيارة لتخطو وتركب بجوار ابنها ..

سكوتها وتغير حالها يثير في عقله الكثير من التساؤلات .. فوالدته منذ تلك الليلة التي رآها فيها تبكي في منتصف الليل وهي ليست بخير .. حتى عندما اقنعها بان تجبر كنة على طلب الطلاق من بعلها .. ظن بانها لن تفعل .. وتفاجأ بانها فعلت وقوبلت بحديث لاذع من شمسة انهكها اياما .. تنهدت ليلتفت لها : امايه شو بلاج .. شو اللي مضيق خاطرج ومكدرنج .. سولفيلي .. ارمسي ..


- الرمسة انقالت من زمان بس ما تصدقت يا سالم .. والخوف ان الله ياخذ امانته وبعدها ما تصدقت .



اللغاز وحديث طلاسم اعتادها منها : انزين شو هي هالرمسة اللي انقالت من سنين .. ومنو اللي ما صدقها .. وليش ما صدقها ..



ابتسمت على مضض : الدليل غاب من عشرين سنة .. ولا له شوفه .. وامك تعبت ولا هي حمل تكذيب يديد ..


تنهدت من جديد ليقبض قلبه : لا حول ولا قوة الا بالله .. انزين قوليلي يمكن اقدر اساعدج .. والله حالتج مب حالة .. وانا اشوفج كل يوم تمرضين اكثر عن قبل ومب رايم اسوي شيء ..


- خلها ع ربك ..


كانت تلك الجملة نهاية لحديث عقيم معها .. ليعم السكون حتى وصولهما للمنزل .. وتتركه متوارية خلف جدران غرفتها .. قالت بانها ستنام .. ولا يعلم ان النوم اضحى عدوا لجفنيها .. لا يصاحبهما .. ليحث هو خطاه الى حيث زوجته وابنيها .. ليسمع صراخها على طفلته .. ويلج واذا بيدها تقع على تلك الصغيرة ضاربة لها .. صرخته جعلتها تتسمر في مكانها .. هرول يحمل صغيرته ويحتضنها : شو بلاج ع البنت .. كم مرة اقولج ايدج هذي – وهو يشد على رسغها ويرفع كفها عاليا – ما تنمد عليها .



" آآآخ " صرخت بها وهو يعتق رسغها بعنف .. ليردف : اشوفج تعورتي .. والا كنة ما تتعور من ضربج لها .. خذي مني باللي يرضيج اذا ضربتيها بتشوفين مني شيء عمرج ما شفتيه.



ليدبر وتلك بدأت تهدأ على كتفه .. وتنطق تلك بغيض وهي تمشي خلفه : كل هذا وما شفت منك شيء .. شو اللي باقي بعد ..


لتجفل حين اغلق الباب في وجهها .. ليعتصرها حنقا من حبه لتلك الطفلة .. فكرهها يزداد بسبب اسمها .. وبسبب حبه الزائد لها ..




,,

اما تلك الام فمن حبها لابنتيها اغلقت عليهما الغرفة .. ليست المرة الاولى التي تفعلها .. فهي تعلم بفضول ابنتها الصغيرة .. ستخرج وقد تلج الى القسم الاخر من المنزل حيث يجتمع هو مع اصدقاء السوء .. وقهقهات نجسة حتى آخر الليل .. وخوف يتملكها كل ليلة .. فمنذ اسبوع وهذا هو حاله .. هناك شيء ما يخفيه .. وهاهي تقف في المطبخ تعد لهم الطعام .. في ذاك المطبخ المبني من الصفيح .. وتكاد تقسم بانها تسمع صوت فئران قادم من خلف ذاك الدولاب الخشبي .. ترنح في مشيته .. ليس مخمورا كثيرا .. ولكن لوهلة كاد ان يفقد توازنه .. ليقف عند باب المطبخ : بعدج ما خلصتي .. حشا تسوين ذبيحه ما كنه خبز وفاصوليا ..


التفتت له : عوض كف بلاك عني .. اللي تباه بسويه ..


اقترب منها : وين بناتج .. كان خليتي مريوم تيبلنا الماي والعصير بدال ما انتي كل شوي تزقريني .. تعال وتعال .. ترا هذي مب عيشه ..


شدت بقبضتها على تلك الملعقة الخشبية .. ومن بين اسنانها نطقت : عوض خلك بعيد عن بناتي .. دامني مويوده انا اللي بسد عنهن .. بناتي ما بيطبن بيتك اللي ما خبرتني عنه .. وعبالي مستأجر هالملحق ..


- ما يخصج ..


قالها وادبر : خلصي ويبيه .. ولا تتاخرين .. ولا اريدج ترقدين الين ما يروحون ..



تمتمت : الله ياخذك انت وربعك الخمة .. حسبي الله عليك يا عيد اللي رميتني هالرمية انا وبناتي .. حسبي الله عليك ..



عركت عينيها بنعاس وهي ترى اختها مندمجة في تلك اللعبة : مريوم .. ماما وينها .ليش تسكر الباب .


ولا تزال تلعب : امي ما تبانا نطلع عشان عمي عوض عنده ضيوف ..


خفتت اضاءة تلك اللعبة : روحي يبي الشاحن ..


لتقفز تلك الصغيرة .. لعلها تتغلب على نعاسها ... تبعثر الادراج بحثا عن شاحن ينقذ تلك اللعبة من الموت المؤقت .. وتعود وهي تمد يدها لـ مريم : اندوج .


اخذته ومشت على الاربع لتجلس بجانب مقبس الكهرباء .. وما ان ادخلت الشاحن حتى انطفأت الكهرباء .. لتصرخ الصغيرة بخوف .. فهي تكره الظلام .. وتقف تلك تتلمس الطريق الى اختها : خلاص لا تصيحين .. الحين بيفتح ..


خوفها واضحا هي الاخرى .. وتلك تبكي وشهقاتها تتوالى .. ونداءها على والدتها لا يكف .. لتمشي تلك معها تحاول ان تصل الى مقبس النور .. تحاول اشعاله مرارا ولا تفلح .. بكت لبكاء اختها : خلاص .. لا تصيحين ..


تصل بها الى الباب وتأخذ كفها الصغيرة تطرق عليه بعنف : ماما .. ماما وينج .. فتحي الباب ..



شهقات تلك المتتالية ارعبتها فزادت من طرقاتها وندائها .. حتى ما صمتت تلك وارتطم جسدها بالارض صرخت : امااااااااايه .. لحقي كلثم ماتت ..


,,

هنا اقف .. وموعدنا باذن الله يوم الخميس ^^

 
 

 

عرض البوم صور ♫ معزوفة حنين ♫   رد مع اقتباس
قديم 31-03-13, 12:50 AM   المشاركة رقم: 57
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري
♪ مُخْمَلٍيةُ آلعَطّآءْ ♦


البيانات
التسجيل: Mar 2010
العضوية: 157123
المشاركات: 30,194
الجنس أنثى
معدل التقييم: ♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 13523

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
♫ معزوفة حنين ♫ غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اسطورة ! المنتدى : القصص المهجورة والغير مكتملة
افتراضي رد: زفرات ملتهبة ، للكاتبة : أنآت الرحيل

 


,,


خوف اصاب اضلعها الصغيرة .. حتى اضحى قلبها يسابق الوقت بنبضاته .. تتحسس اختها الواقعة على الارض .. ظلام لا ترى شيء .. ودموعها تنسكب وهي تناديها مرارا لترد عليها .. لتصل اناملها الى وجهها .. شفتيها .. وتمررهن على وجنتها اليمنى : كلثم .. قومي ..




رددت اسمها وذاك الطلب ولكن لا من مجيب .. لتسارع كفاها للباب الخشبي تضربه بعنف .. ونداء عقيم لوالدتها .. ودموع طفلة تكاد تفقد صوابها .. وشهقات مختلطة ببعضها .. شهقات صدر متعب لا يدخله الاكسجين الا بعنف قاسي .. وشهقات صدر اتعبه البكاء ..




تنهدت وهي تعبر عتبة الباب الفاصل بين الملحق الصغير الذي يجمعها بابنتيها وبه في بعض الليالي .. وبين باقي المنزل الذي يجمعه مع اصحاب السوء .. وسهر المجون وفقدان العقل .. عبرت وبيدها " الصينية " الكبيرة التي حملت عليها الطعام لهم .. واذا بالظلام يحيط المكان .. الا نور المطبخ الذي مدت له اسلاك الكهرباء من المنزل .. فتلك الغرفتان وتلك الصالة لهما امدادات كهرباء مختلفة ..


رمت الصينية وجرت .. تتعثر في المكان .. تبحث عن مصباح يدوي تذكر انها لمحته ذات يوم بقرب التلفاز .. وبكاء طفلتها افقدها صوابها .. لتتعثر قدمها بزاوية السجادة وتقع .. صرخت : خلاص يا مريم يايه ..



لتقف من جديد تبعثر لمساتها على المكان .. لتلتقط ذاك المصباح .. وكأن الروح عادة اليها وهي ترى طريقها .. خطاها تهرول لتفتح الباب .. ويقع ضوء المصباح على وجه مريم المحمر والغارق بالدموع .. وبصوت تقطعه الشهقات : كلثم .. ماتت ..




وما هي الا هنيهة حتى جثت على الارض ترفع الجسد النحيل .. وتصرخ بمريم : يبي البخاخ من الدرج بسرعة ..



لتمسح دموعها بكفيها وتهرول على الضوء الخافت .. تقلب ما في ذاك الدرج رأس على عقب : ما لقيته ..



" شوفي الدرج الثاني " صرخت بتلك الجملة وهي تضع طفلتها على الارض تحاول ان ترفع رأسها للوراء قليلا .. فهي في حالة اختناق قد توصلها للنهاية : فديتج تحملي اشوي ..



لتمد لها تلك يدها وهي تلهث : هااا .. لقيته ..




تنظر لوالدتها الملتحفة بالسواد .. لا شيء ترى منها الا عينيها .. ودموع بللت ذاك " النقاب " وتمتمات لا تعيها .. لعلها دعاء او ذكر من آيات الله .. وصوت ذاك الـ"مستنشق " ينفث ما في جوفه الى فيها .. لتنطق بخوف : بتموت ؟ ..



لا اجابة من والدتها التي وقفت تحمل ابنتها : تعالي وياي ..



وتعود ادراجها قبل المغادرة .. تسحب حقيبة يدها .. تشعر بضياع يجتاحها ..فاين عساها تذهب .. وتلك على كتفها هامدة .. لا تشعر بانفاسها الا بصوت صفير صدرها المتعب .. خرجت بخطوات مسرعة .. لتقف مريم : بروح اقول لعمي عوض ..



كفها تطوق رسغ صغيرتها تمنعها من الجري : لا .. عمج عوض مب فاضيلنا ..



تشد قبضتها على رسغ ابنتها الممتلئ بعض الشيء .. وتطلق العنان لقدميها .. خوف .. وهلع .. وخشية من الليل .. وغربة توشحت بها في هذا المكان .. ومصير قد لا يؤتمن .. تتعثر خطواتها في ذاك الطريق الترابي بين البيوت القديمة بعض الشيء .. وصوت قطط متشردة تخيف مريم لتلتصق بامها وجدا .. والثقل اصاب ذراعها بالخمول .. حتى ما خرجت من تلك الحارة للطريق المعبد .. وانارت اضواءه المكان .. نطقت : امايه وين بنروح ؟



لا اجابة منها سوى سحبها معها لتقطع الطريق .. وتقف تتلفت في المكان .. لعلها تلمح سيارة ما تساعدها .. ودعاء يتمتم به صدرها ..




تعب وانهاك من عمل طال .. ورغبة بالنوم تجتاح جفنيه .. غدا اجازة وسيقضيها مع عائلته .. اجبر نفسه على العودة في هذا الوقت المتأخر فقط ليقبل رأس والدته العجوز ووالده الاشيب .. الطريق طويل ومتعب .. حرك رقبته ورمش بجفنيه مرارا .. وكأنه يخبر النوم ان يبتعد .. ليتنهد : استغفر الله العظيم .



رغما عنه اسدلت الجفون نفسها لبرهة .. وما ان فتح عينيه اذا بخيال اسود يقف امامه على بعد امتار .. لتسرع قدمه تغير مكانها .. لتقف سيارته بعنف حتى احتكت الاطارات بذاك الاسفلت .. ورائحة احتراقها فاحت في المكان .. انفاسه تتبعثر بعنف امامه .. وعيناه جحظتا .. وتعويذات من الشيطان اطلقها مرارا .. فهل ما يراه انس ام جان ؟




صدرها يعلو ويهبط .. وذراعها تحتضن كلثم بشدة .. اغلقت عينيها تنتظر المجهول .. لربما تلك السيارة تصدمها .. او تقف وتساعدها ؟ صوت الاطارات ارعبها لتبتعد للخلف بخطوة .. هي في منتصف الطريق وهو في سيارته .. يتقاسمان خوف اللحظة .. وتلك ذات العشر سنوات على الرصيف .. لتصرخ : اماااايه ..



صوتها المرتعب اجبرها لتفتح عينيها .. وتتقابل نظراتها بنظراته .. وصدريهما يتشاركان الشهيق والزفير .. بلعت ريقها الجاف .. وخطت نحوه .. ونظراته تتبعها حتى استقرت على زجاج النافذة الذي وقفت هي خلفه .. يدها تمتد لتطرق بهوادة الزجاج .. تنهد : اعوذ بالله من الشيطان الرجيم ..




انزل النافذة .. واذا بصوتها المشرأب بجزع خالطه شيء من الرجاء : الله يخليك وصلنا المستشفى .. بنتي تعبانه وبتموت وما لنا حد .. الله يخليك ..




"ركبي " .. قالها وصمت يراقبها وهي تعود ادراجها تمسك يد ابنتها وتمشي لسيارته .. يشعر بنشاط غريب وكأن ما حدث اخاف النعاس وهرب .. لينطلق تحت كلمات الشكر منها .. تشد ابنتها الى صدرها وهي في حجرها .. ودعاء خافت تنبسه شفتيها .. حتى ما اطل بناء المشفى بانواره تنفست الراحة .. لينطق : وصلنا اختي ..



خرجت تهرول فابنتها لا تكاد تتنفس .. ليتنفس هو الصعداء .. وشيء ما يحثه ان يقف بجانبها .. تحركت عجلات سيارته الى المواقف .. ليعود بعدها ليلج مدخل الطواريء .. ويسمع صوتها : الله يخليكم شوفولنا اي دختور بنتي واايد تعبانه .. ما تتنفس الله يخليكم ..



- ما نقدر يا اختي .. يلسي كل شيء بالدور .. وما عندنا اطباء مناوبين الا واحد ..



اسرع الخطى ليقف امام ذاك الجالس على مكتب الاستقبال : يعني طواري وما فيها الا طبيب واحد .. بدخلون البنت والا شو ؟ ..



عيناها تسمرتا على جانب وجهه .. ليس اعجابا به بل هناك شيء ما يشدها للماضي .. لم تعد لواقعها الا على صوت احدى الممرضات تاخذها لغرفة معاينة .. وسرعان ما جاء طبيب مناوب اليها .. وهو واقف قريب من الاستقبال يرى ما يحدث .. ليطوح برأسه : لا حول ولا قوة الا بالله ..



- اخوي .. ياليت بطاقة البنت عشان اقوم باللازم ..



قالها ذاك الجالس وامامه شاشة " كمبيوتر " .. ليتنهد وهو يجيبه : ان شاء الله ..



اقترب من الغرفة ليطلق حنحنة ومن ثم ينادي عليها .. لتزيح الستار خارجة اليه : خير اخوي .. في شيء ..



- يبون البطاقة الصحية .. عندج ؟



" هيه " .. نطقت بها واردفت وهي تفتح حقيبتها : الله يعطيك العافية ع اللي سويته لنا .. الله يوفقك .. هذيه ..



تمدها له باستحياء .. ليأخذها : ما سويت الا واجبي ..




,,

يده ترتفع لتغطي فيه المتثائب بنهم .. لليدعك عينيه بعدها بانامله .. ويتابع السير وبيده تعلقت مفاتيحه .. سكون المكان في هذا الوقت يثير شوقه لها .. ولج الى منزله ولا يزال سؤال شبيب له يتكرر في ذهنه : انت شو بلاك ؟ من كم يوم وانت مب ع بعضك .. صاير شيء وياك ؟




آه لو تعلم يا شبيب كم اني اشتاق لوجودها هنا .. لو تعلم بانها تتهرب من الحديث معي كلما هاتفتها .. اشغال تخرجها من اي مكان فقط لتنهي محادثتي .. ولا ترغب بقول ما بها .. تركت منزلها بعد ان خرجت منه الى عملي .. والى اليوم لا ترغب بالعودة .. وتسألني ما بي ؟ ..



اغمض عينيه بتعب .. ليفتحهما على زوايا غرفته الهادئة .. وبعثرات ملابس مرمية .. وتطوح اغطية السرير مستنجدة بيد ترفعها قبل ان تقع .. رمى بنفسه في حضن سريره .. لينحني يخلع حذاءه الجلدي .. وجواربه .. ويرفع جذعه قليلا ليحل حزامه الضاغط على وسطه .. ويسحب قميصه العسكري من اسفل بنطاله .. وانامله تتسابق لازراره .. ليرميه جانبا .. ويقف يخلع بنطاله ويرميه بجانبه .. بعد ان انتشل هاتفه من الجيب الايسر ..



الساعة فجرا .. صلى في المسجد القريب بعد انتهاء عمله الليلي .. وها هو ينظر الى اسمها على شاشة هاتفه .. سيتصل بها يوقظها للصلاة .. ابتسم بمكر .. فهو يعرف ان لا صلاة عليها .. يحفظ تفاصيل روحها الدقيقة .. رفعه الى اذنه .. انتظار مر يشوبه بعض القلق .. سينهي كل شيء قبل ان يضع رأسه على وسادته لينام ..



تقلبت وهي تسمع رنين هاتفها .. ليست عادتها ان تتركه دون ان تكتمه .. ولكنها منذ ان تركت مكانها بجانبه وهي تنسى امور كانت تفعلها .. همهمة منها وكأنها تطلب من ذاك الصوت ان يخرس ..

ليخرس وتسحب الغطاء على رأسها تحاول العودة حيث كانت بعيد عن الواقع .. ضج الصوت من جديد في المكان .. لتصرخ : اوووه .. من هالاذية اللي ما يخلي حد يرقد ..



سحبته واجابت دون النظر من يكون .. لتسقط رأسها من جديد على وسادتها وقد تدثر وجهها بشعرها الناعم : الوو ..



ابتسم ليسقط جذعه للوراء .. وينظر لسقف : هلا بهالصوت .. هلا بالقاسية اللي ما تحس ..



انتفض جسدها .. فكل خلية فيه تشتاقه .. سحبت جذعها ويدها ارتفعت لتبعد خصلات شعرها المتناثرة : جابر ؟



لا يزال مستلقي : افا ياليلى يعني ما تقومين للصلاة الا اذا انا قومتج ..



" هااا " .. نطقتها .. ليقهقه بشدة حتى داهمه السعال واعتدل جالسا : يقولون من قال ها سمع ..



سحبت الهواء وطردته خارج رئتيها : متصل الحين عشان تنكت حضرتك .. يعني انت ما تعرف اني ما اصلي .. والا شكلك تحب تنكد علي وبس ..



حديثها وتصرفاتها تخبره بان هناك امر ما تخفيه عنه : يوم كنتي قربي كنت اعرف كل شيء عنج .. انتي بعيده الحين ما ادري عنج ..



- اكيد .. ودامني انا بعيد اكيد ما بعرف عنك شيء .. حتى وانا قربك ما عرفت شيء ..



- ليلى شو بلاج ؟ وليش ما تبين تردين بيتج .. شو مستوي ؟ .. قوليلي حد قايلج شيء .. سامعه شيء .. انا غلطت عليج فشيء .. تكلمي .. ما يصير اللي تسوينه ..



تشعر برغبة بالبكاء .. والانفجار فيه .. ترغب بوضع نقاط كثيرة على حروف حياتها معه .. هي تحبه حد الجنون .. ولكنها كجريح لا يعرف ماذا يفعل : يعني اذا تكلمت بستفيد شيء .. تراك دوم تلعب بعقلي بكلامك .. ما اقدر اعرف الصدق من الكذب ..



الى هنا وكفى .. يكفي ما تنطق به .. الا ان تنعته بالكاذب .. صرخ بها : انا مب كذاب ياليلى .. وسمعيني زين .. تبين تردين البيت بيتج .. ما تبين لا تترين مني ايي احب راسج واراضيج .. اللي علي سويته .. واكثر من اللي سويته ما بسوي .. اذا شاريتيني وتحبيني بتلقيني .. وترا البيت بدون حرمة ما له عازه ..



شدت على هاتفها لترميه عند قدميها بغيض : كيفك .. يالكذاب ..



لتغرق في البكاء ومن بين شهقاته رددت : انت ما تحبني .. ما تحب الا نفسك يا جابر .. وتهددني بعد .. ما برد فاهم ما برد ..



اغرق جسده بالماء البارد .. وانفاسه الحارة تهيج بعنف .. افقدته صوابه بتصرفاتها الطفولية .. بدأ يكره هذا التصرف منها من بعد ما عشقه .. يقسم بان هناك ما يبعدها بهذا الشكل .. اغلق عينيه ليرفع رأسه .. ويواجه اندفاع الماء بوجهه .. ونفسه تحدثه : منو اللي غيرج علي ..

,,

يــتــبــع |~

 
 

 

عرض البوم صور ♫ معزوفة حنين ♫   رد مع اقتباس
قديم 31-03-13, 12:51 AM   المشاركة رقم: 58
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري
♪ مُخْمَلٍيةُ آلعَطّآءْ ♦


البيانات
التسجيل: Mar 2010
العضوية: 157123
المشاركات: 30,194
الجنس أنثى
معدل التقييم: ♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 13523

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
♫ معزوفة حنين ♫ غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اسطورة ! المنتدى : القصص المهجورة والغير مكتملة
افتراضي رد: زفرات ملتهبة ، للكاتبة : أنآت الرحيل

 



,,

اخذ بنصيحة جدته .. ليتغير كثيرا .. اضحى دائم الابتسام .. ولج الى منزله فجرا بعد ان افترق عن جابر .. ليحث خطاه الى غرفتها .. يفتح الباب بهدوء ويطل برأسه .. نائمة بسلام .. استغرب هذا الامر منها .. ليدنو بخطوات هادئة بلبسه العسكري .. يترك الـ " كاب " جانبا .. وكفه تربت على كتفها : امايه .. يدوه ..


لتفتح عينيها بتعب : خير يا شبيب ..


ابتسم : اشوفج راقدة .. بالعادة القاج تصلين ..


" صليت " .. قالتها وهي تحاول رفع جذعها .. ليساعدها وتردف : وقلت ارقد شوي ..



شفتاه تقعان على رأسها بقبلة حانية : سامحيني وعيتج من رقادج .. خلاص استريحي وانا بروح اشوف امي وعقبها برقدلي كم ساعة ..



ليلتقي بوالدته خارجة من غرفتها بعد ان خرج هو من غرفة جدته .. يقبل راسها : صبحج الله بالخير يالغالية ..


-
صباح النور .. وربي يعطيك العافية .. ان شاء الله ما تعبت فشغلك ؟


ضحك وهو يمسك كفها التي ربتت على كتفه ليلثمها : ما شي تعب .. ويكفيني هالدعوات الزينة منج ومن امايه العودة


يعود ليحني رأسها بكفه ويقبله : سمحيلي بروح اتسبح وارقد .. واذا ما قمت لصلاة الظهر لا تنسين توعيني ..



رمى بجسده على سريره بعد ان استحم .. رأسه ثقيل ولا يكاد يشعر بباقي جسده بسببه .. ليدسه في الوسادة .. ويغلق عينيه متمتما بدعاء النوم .. وما هي الا دقائق غفوة حتى افاق بجزع على صوت هاتفه : الوو .. خير يا سعد .. شو .. متأكد من اللي تقوله ..



لينهي المحادثه وهو يقف واصبعه يعاود ضغط ازرار الهاتف : هلا جابر .. ليكون راقد ..


زفر انفاسه وهو يعتدل في جلسته : لا والله ما ياني رقاد .. يالس اطالع التلفزيون .. خير في شيء ..


رمى بثوبه على السرير : اباك تخاويني ..


" وين ؟ " قالها بشيء من الخوف .. ليجيبه : بخطف عليك وبنروح .. بعدين بتعرف وين .. المهم تيهز .. الحين ياينك ..



اغلق التلفاز .. وحث خطاه الى غرفته .. ليرمي الهاتف على السرير .. ويغير هندامه .. لتجبره نغمة هاتفه على التوقف عن تسريح شعره .. فتلك النغمة المميزة يعني هي .. سيأدبها .. سيعلمها ان لا تنعته بصفات ليست فيه .. انتشله وهو لا يزال يصرخ مناديا له ليجيب .. ولكن لا من مجيب ..

" زين يا جابر " .. قالتها بشهقة بكاء خفيفة .. وتبتعد بعد ان وضعته على " الكوميدينة " واردفت : لا ترد .. سو اللي تباه .. وانا بسوي اللي اباه ..


لتدس يدها في دولابها تخرج لها بعض الملابس .. واذا بصوت والدتها من خلفها : ليلى .. شو مستوي بينج وبين جابر ..


اعادت ما في يدها حيث كان .. ووقفت قليلا .. لتستدير لوالدتها : ما فينا شيء .. شو يعني بيكون فينا ..


اقتربت منها : وهذا – تشير لوجهها – يعني بتصيحين مني والطريج .. جابر قايلج شيء .. متزاعلين ..


هزت رأسها بـ لا .. واردفت : ما فينا الا العافية .. وبعدين ما اصيح عليه .. انا تذكرت خالد الله يرحمه ..



هروب آخر بكذبة أخرى .. لتستغفر حفصة : يا بنتي خالد الله يرحمه .. لا تقلبين علي الموايع .. انتي بتروحين السوق اليوم ؟



" هيه " قالتها وهي تمسح وجهها : بغيتي شيء .. ايبلج شيء وياي ..


-
لا .. بس ياليت تقولين حق مها تروح وياج .. ما اعرف شو بلاها متغيره ... ولا قامت تطلع الا للجامعه وترد .. ويوم اسالها تقول ما فيها شيء ..


" بس " .. قاطعتها : لا بس ولا شيء .. روحي قوليلها تروح وياج .. تغير من يلست البيت ..


زفرت بغيض بعد ان ادبرت والدتها خارجة .. لتتمتم : يا رب تقول ما تبا تروح ..



,,

" مينون " همست بها لنفسها وهي تضع ثلاث اوراق مطوية امامها على طاولة الحاسوب .. ثلاث اوراق سطرها لها .. وقرأتها بإمعان تام .. تشعر بان هناك كذبة ما تحتويهن .. تكاد تقسم انها تشم رائحة كريهة تنبعث منهن .. فليس سلطان الذي يغرق في الحب بين ليلة وضحاها ..أيخبرها بانه يعشقها منذ امد .. ايعلمها بانه بنى لها في قلبه مكانا .. وشيد لها قصرا واسكنها فيه .. لما الآن ؟ وأين كان قبلا ؟ تنهدت وهي تشبك انامل كفيها تحت ذقنها .. وسرعان ما انتشلت هاتفها لتضعه على اذنها .. فتلك المكالمة كانت كفيلة ان تعيد الابتسامة اليها : من صدقج .... انزين خبريني بكل شيء .. اها ..

التفتت للباب حين طُرق : نادية اكلمج بعدين اوكي ..



تغلق الهاتف وتسحب الاوراق بسرعة وترميهن في احد الادراج : هلا ليلى .. حياج دخلي ..


قالتها وابتسمت .. وتلك تشعر بغرابة الموقف وهي واقفة عند عتبة الباب : عبالي راقدة ..



وقفت لتقترب منها : تدرين تعودت ع نشة الصبح .. بغيتي شيء ؟


" بتروحين وياي السوق؟ " .. زمت شفتيها بتفكير وبعدها اجابتها : اوك .. بروح .. دقايق واتجهز ..



,,

ارتدت عباءتها المغلقة .. ووقفت امام المرآة ترتب " شيلتها " بإتقان .. ليدخل ويغلق الباب ويقف بعدها .. يتأملها .. متغيرة كثيرا .. يشعر بان قلبها يصرخ بعكس شفتيها المبتسمة .. دنا منها حتى الصق صدره بظهرها .. لتتسمر وهي تنظر اليه .. وتبتسم لانعكاسه .. وينطق هو بتعب لازمه مؤخرا .. حتى اصبح جزء منه : انتي صايرة تعشقين تعذيبي ؟


طوحت برأسها .. لتنتشل كفيه من جانبيه وتحيط بهما وسطها وتشد بقبضتها عليهما .. ويردف هو : اجبرتيني اروح اشتريلها ذهب .. تدرين اني ما ارفض لج طلب .. والحين رايحه السوق وفرحانه بعد ..


ارجعت رأسها على صدره : اموت ولا اعذبك يا فارس .. بس انا ما اريد من هالدنيا الا سعادتك .. وسعادتك فرضى امك عليك ..


التفتت له لتقع عينيها في عينيه : فارس ربك محلل لك العرس .. وانا مب من حقي ارفض دامني مب قادرة ايبلك ياهل تربيه وتكبره .. وتفرح فيه .. وانا مب اول وحدة ولا اخر وحدة ريلها يتزوج عليها ..


تقتليني يا كنّة دون ان تدركي .. تجبرين جسدي ان يبتعد ليكون مع غيرك .. الا ترين وجعي .. الا تشعرين باني اشعر بانكِ تتعذبين وتكابرين ؟ .. ارغب بالبكاء حتى الموت على صدرك ؟ ارغب بالصراخ حتى تصم آذان السامعين وتبقى اذنيكِ تستمع لهذيان عشقي الاسطوري .. اعشقكِ .. وأنتِ لا تنطقين .. لا تبوحين الا بسموم تجري في دمي ..



" ليش ساكت " .. قالتها وهو لا يزال ينظر اليها .. واردفت : كلامي غلط ؟ .. فارس انت حبيبي وروحي وعمري .. وسعادتك من سعادتي ..


تنهد وابتعد ليجلس على طرف السرير .. فتبعته بعد ان انتشلت " لثمتها " من على كرسي " التسريحة " .. لتقف امامه وهي تمد كفها : ايدك ع كم الف ..


ابتسم مرغما : البوك هناك .. خذي اللي تبينه ..


زمت شفتيها بخبث وهي تبتعد حيث تقبع محفظته على " الكومدينة " لتفتحه : عادي اخذ كل اللي فيه ..


ضحك .. لا يعلم كيف لتلك الضحكة ان تتمرد .. وخرجت دون شعور منه : حلالج يا قلبي .. واذا تبين راعي البوك بعد حلالج ..


صرخت بضحكة مكتومة : لا .. وشو اريد براعي البوك .. خله هني .. عيب يرابع حريّم ..


انفجر ضاحكا ليقف ويدنو منها .. وفي عينيه شيء من الدهاء : يعني ما تبيني ..



" ها " .. قالتها وابتعدت عن طريقه لتتعداه وهي تنتشل حقيبتها من على السرير : بتاخرني ..



وهرولت خارجة .. ليزفر انفاسه ويلتفت بعد دقائق للباب حين فُتح .. ايعقل بانها لن تذهب ؟ .. واذا بوالدته تدنو منه .. تقف امامه وهناك لمحة حزن استوطنت وجهها .. لقد سمعت ما دار بينهما .. لتنطق : محد مثل كنه يا فارس .. وانا اشهد ..



ابتسم .. لعله الفرج .. لعلها هنا لتقول له بانها احلته من ذاك القسم المريع .. ستخبره بانه ليس مجبرا على الزواج .. وجهها يقول ذلك .. جملتها تلك تثبت انها ستنهي معاناته .. لينطق : وانا اشهد بعد ..



" يوم تعرس عليها لا تضيمها ياولدي " .. قالتها وادبرت .. مالذي تخبره به .. اين الحلم الصغير الذي راوده .. اتقول بان لا يضيمها .. والآن تُراه ماذا يفعل ؟ الا يقتلها في يومها الآف المرات .. فيسمع بكاءها ليلا حين يوهمها بانه قد نام .. ويشعر بانفاسها المضطربة حين يتحدثون عن الزواج .. ويوم الزفاف .. آآه يا أمه لو تعلمين .. بأن العشق سكين تنحره كل حين ..



,,

خرجت لتتراءى لها سيارة ليلى .. فتبتسم وتحث الخطى لتفتح الباب واذا بمها : هلا مهاوي .. ما كنت اعرف انج بتروحين ويانا ..


لتترجل وتقبلها .. لتنطق : ليلى سالتني اذا بروح .. فقلت اوكي اغير جو شوي ..


اشرت بيدها وهي تنحني لتنظر للواقفة خارجا مع مها : ركبي ركبي .. ترانا خسنا واحنا نترياج ..


ضحكت .. وقبل ان تتوجه للباب الخلفي امسكتها مها : ركبي قدام ..


-
افاا يا مها .. خلج .. انا بركب ورى ..


صرخت تلك بغيض : اوهو علينا .. بعد يالسات تتعازمن .. ركبن وخلصنا ..


جلست وهي تغلق الباب : حشا شو بلاج شابه ضو .. وعاقدة حياتج .. تقول متضاربة وييا حد ..


انطلقت دون ان تجيب على كنّة .. ليعم الهدوء لبرهة .. وتنطق بغضب : انتي الحين من صدقج تبين تحضرين عرسه ..


التفت لها مها : كنه شو هالرمسة اللي تقولها ليلوه ..


-
وازيدج من الشعر بيت يا مها .. رايحين عشان تشتري لها فستان .. تقول بكون احلى وحده فالعرس ..


لتنطق وهي عاقدة الحاجبين : لااه .. كنووه انتي من صدقج والا ينيتي ؟


زفرت انفاسها : وشو فيها ؟


-
اشتري فستان اسود ..


قالتها ليلى وهي تستدير لجهة اليمين .. لتنطق تلك بخوف : اعوذ بالله .. ليش ؟


-
لانها جنازة مب زواج ..


كتفت ذراعيها على صدرها : فال الله ولا فالج يا ليلوه .. اقول لا تقلبين علي الحين .. انتي شيء فيج مب طبيعية ..



شعرت وكأنها حائل يحول دون راحة ليلى مع كنة .. لتبتسم حين ساد الصمت .. وتنطق بعد برهة : حاسه اني عذول بينكن ..


وقهقهت بعدها بخفة .. لتجيبها كنه : بنت خالتج ما عندها سالفة .. بيدها تحل كل مشاكلها بس ما تسمع الرمسة .. مخها اعوي .. وعقلها ضارب ..


" كنه " صرخت بها بغضب وهي توقف السيارة امام احد محلات الازياء .. لتستطرد : لا تيلسين تحنين ع راسي الحين .. ترا والله قافلة وياي من الصبح .. واخوج المصون ما يرد علي .. مطنشني ..



حركت شفتيها وهي تمسك مقبض الباب لتفتحه : ياما طنشتيه .. دواج ذوقي اللي ذاقه المسيكين ..


واردفت وهي تترجل : ياللا مهوي خلينا ندخل .. وسكتي .. تراني اخاف تخلينا وتروح ..


لتضحك بعدها وهي تمسك بكف مها وتمشي معها .. لتهمس في اذنها : كنه انتي بخير ؟


التفت لها : ليش الكل يسأل هالسؤال .. والله العظيم اني بخير .. ما في شيء .. يمكن فبالكم اني لازم ايلس اصيح واقطع فشعري .. يا مها .. الواحد اذا هونها ع نفسه تهون .. امشي بس .


لتمشيان وتلك تتبعهما وفي يدها هاتفها تخط رسالة قصيرة له .. اتعبها صده كثيرا .. هل يعقل انها ظلمته ؟ ايعقل بان يكون ما قالته كنه صحيحا .. وبان حديثه ذاك كان فقط ليردع ام نوال .. وهي بما تفعله تفتح الباب لها لتنفذ ما تسعى اليه .. نفضت رأسها ورمت بهاتفها في حقيبتها .. وتابعت المسير حيث ابنة عمها وابنة خالتها ..

,,


زفرت انفاسها وشعور غريب يسيطر عليها .. اهو الخوف من ذاك العوض الذي لا يعلم مكانهن حتى الساعة .. ام من ذاك الشاب الذي بدى مألوفا لها .. غطت مريم النائمة على الكنبة الوحيدة في تلك الغرفة .. لتجلس على الكرسي البلاستيكي بجانب ابنتها .. وصوت صدرها لا يزال يثير في نفسها الريبة .. اخبروها بان ازمة الربو التي تعرضت لها كانت ستودي بحياتها .. امسكت بكفها الصغير وقبلته .. لم تنهض منذ ساعة دخولها .. لا شيء سوى همهمات تعب بين الساعة واختها ..



تركت كفها .. وغطتها .. وصوت جهاز التنفس يعج في تلك الغرفة .. لما هذه المعاملة الخاصة .. كانت في غرفة مشتركة مع اربعة مرضى صغار .. وفوجئت في ساعات الصباح الاولى بنقلها الى غرفة خاصة .. ايعقل ان تكون لذاك الشاب يدا فيما هي فيه ؟

راودها هذا السؤال كثيرا .. تحاول ان تتذكر اين رأته .. ولا تقوى على التذكر .. ربطته بوالد كلثم بسبب لبسه العسكري .. لكنها لم تره يوما .. لا تعرفه .. تنهدت وهي تحرك رقبتها بتعب .. تشعر بألم في عظامها .. لتقف تشد النقاب على وجهها حين سمعت الطرق على الباب .. قلبها يخبرها بان امر سيء سيحدث .. هذا ما تشعر به .. لتمشي بخطوات متوترة .. وتقف خلف الباب سآئلة : منو ؟


لا يعقل انها احدى الممرضات .. فهن يقرعن الباب بخفة ويدخلن بعدها .. من عساه يكون ؟ هل يعقل ان يكون عوض ؟ انتفضت وهي تعيد السؤال : منو ؟



" فتحي يا ام مريم " .. نطقها وهو ينتظر لتفتح له .. لن يدخل .. بل هي عليها ان تخرج .. لتفتح الباب بهدوء يصاحبه خوف .. وتقف لترفع نظرها .. وبنبرة مرتجفة : شبيب ..


,,

هنا اقف .. وموعدنا الاثنين ليلا مع الزفرة 18 باذن الله ^^

 
 

 

عرض البوم صور ♫ معزوفة حنين ♫   رد مع اقتباس
قديم 31-03-13, 12:51 AM   المشاركة رقم: 59
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري
♪ مُخْمَلٍيةُ آلعَطّآءْ ♦


البيانات
التسجيل: Mar 2010
العضوية: 157123
المشاركات: 30,194
الجنس أنثى
معدل التقييم: ♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 13523

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
♫ معزوفة حنين ♫ غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اسطورة ! المنتدى : القصص المهجورة والغير مكتملة
افتراضي رد: زفرات ملتهبة ، للكاتبة : أنآت الرحيل

 


،,


نرمي همومنا بعيدا .. ونضع نصب عينينا ان هناك رب قادر على كل شيء .. وما اصابنا ما كان ليخطأنا .. وما اخطأنا لم يكن يوما ليصيبنا .. هذا ما فعله هو .. ليأتيه الفرح من حيث لا يحتسب .. من اتصال في ساعة صباح .. وصوت يخبره عن كلثم خالد .. الصغيرة التي علقها والدها كأمانة في رقبته .. لتشده الى قاع الخوف من ضياعها .. يحكي لجابر ما اخبره به سعد .. لو انه لم يصر على الرحيل حيث منزله في الشمال لما التقى بهن .. لما وصل هو اليها ..

خطاه تجبره ان يسابق الجميع حيث الغرفة وحيث سعد ينتظره .. وساقي جابر تنطلق خلفه يشدها الفرح لفرح ابن عم وصديق واخ ..

يبتسم وهو يصافح شبيب ومن ثم جابر .. ليسارع شبيب بالسؤال وكأنه في حلم يحاول ان يثبته : سعد انت متأكد انها بنت خالد الله يرحمه ؟


تنهد وهو يدس يده في جيب بنطاله العسكري .. وعيني شبيب تقع على الشيء الذي مده له : اقرا ..


قالها ليتناول شبيب تلك البطاقة الصحية .. وصورة لطفلة في الزاوية اليسرى من اعلى .. واسم قد خط بوضوح امام عينيه .. هي ابنة صاحبه .. ابنة ابن عمه ورفيق دربه .. هي كلثم الصغيرة التي لطالما خشي ضياعها .. الآن هي هناك خلف ذاك الجدار .. خطوات تفصله عنها .. عن وصية وامانة ارتبط بها من بعد رحيل خالد ..


ارتسمت ابتسامته لا اراديا وهو يرى وجه كلثم في تلك الصورة .. ليدنو منه جابر يضع كفه على كتفه : بتاخذها وياك ؟


ارتبط حاجبيه ببعضهما .. ليلتفت لجابر : اكيد .. امها عرست والحق ويانا ..


لينطق سعد وكأنه يعيده الى الواقع : بس انت اللهم ولد عم ابوها .. اذا في حق فالحق مع اعمامها ويدودها ..


" كلام سعد صح " .. قالها جابر ليثبت لشبيب واقع غاب عنه .. ووعد قطعه لابو خالد .. كيف سيأخذها اذا جدها لا يعترف بها .. تنهد .. وزفر انفاسه : خلوها ع الله ..


ليشد انفاسه من جديد وهو يقف يواجه الباب .. وكفه ترتفع لطرق عليه .. وما هي الا ثواني من طلبه لتفتح الباب . حتى اطلت بسوادها المتدثرة به .. ورجفة شفتيها تنطق اسمه .. اهو قدرها ان ترتبط بهذه العائلة .. اهو قدرها ان تشعر بالضعف في حضرتهم .. غضت بصرها عنه لتسمعه يسأل عن حالها .. ومن ثم يردف : شخبار كلثم ؟


" بخير " .. قالتها بخوف يخالطه حزن تكاد تخفيه .. لتردف : الحمد لله كلنا بخير ..


لتلتفت لذاك الواقف ولا يزال بلبسه العسكري : انت اللي خبرته عنا .. بس منو انت ؟


ابتسم بتعب : سعد .. ربيع خالد الله يرحمه .. وكنت شاهد على زواجج منه ..



ترجعها الذكرى الى ذاك اليوم .. اليوم الذي غادرت فيه منزل اخيها لشقة صغيرة تأويها مع صغيرتها مريم التي لم تكمل الرابعة بعد .. تعود للوجوه التي كانت هناك برفقته وهي تنتظر في سيارته يشوبها الخوف من القادم المجهول .. لتلمح وجهه وهو يبتسم وحديث لا تسمعه يدور بينهما .. وذاك الشبيب كان هناك ايضا .. الا جابر .. لتتذكر حديث خالد لها حين دخلت الى شقتها الصغيرة بمعيته .. جابر لديه عمل وتخلف عن القدوم للشهادة على عقد زواجه .. وذاك الـ سعد كان حاضرا عوضا عنه .. اعادت نظرها للارض : ما بتاخذوها مني ..


لترفع عينيها له : الله يخليك لا تاخذها مني .. ما بتقدر تعيش من دوني ..


وبرجفة شفاة كاذبة : ريلي ما مقصر عليهن فشيء .. يعاملهن مثل بناته وازود .. والبنت صغيرة مالها غنى عني .. الله يخليك ..



الجسم الذي اطل من جانبها اسكته عن الكلام .. لتحل ابتسامة ثغر حانية على وجهه .. يمد يده لها لتمسك كفها الصغيرة ويخرجها من خلف والدتها بشدها اليه .. يقبل وجنتيها ويجلس القرفصاء امامها : مريوم كبرتي .. صرتي حرمة ..


" شبيب " نطق بها سعد .. ليلتفت له .. ويردف : انا بخليكم .. خلاص مب قادر اسند طولي ..


ترك كفها ليقف .. يربت على كتف سعد : الله يعطيك العافية يا سعد .. ما قصرت باللي سويته .. عليك بياض الويه ..


" اهل المرحوم اهلي " .. قالها وبعدها تصافح معهما وادبر .. ليختفي من ذاك الممر .. ويعود شبيب ادراجه يمد كفه لام مريم يعطيها البطاقة : هذي بطاقة كلثم ..


لتأخذها .. ويعود هو يجلس القرفصاء امام تلك .. وكفيه تمسك بكفيها وتهزهما بلطف : شو مسوية يا مريم ؟ وكيف عايشة وييا ريل امج اليديد ؟


تسلل الى اوصالها الخوف .. سيحقق مع ابنتها وببراءتها قد تخبره بما يحدث .. ستخبره عن اغلاق الباب كل ليلة عليها وعلى اختها .. وستخبره عن عوض وضيوفه ثقال الظل .. لا تتحدثي .. لا تخبريه باي شيء يا مريم .. كان ذاك رجاء يتخبط في فكرها وهي تنظر اليهما على مقربة منها .. ليقبض قلبها حين فتحت تلك ثغرها : كل يوم العب وييا كلثم فالحجرة .. ومرات نلعب فالحوش .


تدير رأسها ليرتفع نظرها لوالدتها .. هل شعرت بخوف تلك الام من الفقد .. ام انها هي ايضا تخشى الفقد .. لتعود للنظر اليه حين ابعد خصلة من شعرها عن وجهها الى خلف اذنها : كلثم شقايل مرضت ..


لتسابق تلك بالجواب : كلثم عندها ضيق فصدرها .. واظن خالد قالكم هالشيء .. يعني بين فترة وفترة اتييها ازمة .. بس المرة كانت قوية شوي .. وما كان عندي حد فالبيت .. وخفت عليها .. والله يجزاه خير ربيعك وصلنا ..



وكأنها تتدارك السؤال القادم .. تضع الاجابات على اشياء قد تثير الاستفسار في عقل شبيب .. وقف لينظر الى جابر المبتعد بفكره خلف شاشة هاتفه بعد ان وصلته رسالة نصية .. لعلها الرابعة التي يسمع وصولها شبيب منذ ان ترافق معه .. ليرجع النظر الى مريم الرافعة نظرها اليه .. ويبتسم على مضض وهو يضع كفه على رأسها .. وينطق : اقدر اشوفها ؟


ليرفع جابر رأسه .. وكأن ذاك السؤال اعاده الى واقعه .. ليحث الخطى ويقف قريبا من ابن عمه .. لتنسكب دموعها هي وبحشرجة صوت : شبيب .. جابر .. الله يخليكم ما بقدر اعيش بدونها .. صدقوني انا اقدر احميها .. بربيها احسن تربية . بدير بالي عليها اكثر .. بس الله يخليكم لا تحرموني منها .. لو تبون اطيح عند ريولكم هني بطيح .. بس الله يخليكم لا تاخذوها .. لا تاخذوها ..



" نقدر نشوفها ؟ " .. اعاد السؤال من جديد .. يبدو قاسيا امامها .. لتهز رأسها بنعم .. تمسك يد ابنتها تشدها اليها .. وتتنحى عن الباب .. لترقبه يلج ومن بعده جابر .. شيء ما في داخلها يرفض ما تفعله .. وقلبها لا يرغب بالفراق .. لن تقوى على بعدها .. ستفعل المستحيل حتى لا يأخذوها .. زفرت انفاسها لتمشي مع ابنتها باتجاه تلك الكراسي المصفوفة .. وعينيها ترقبان الباب ..


خطى بخطواته نحو سريرها .. ضئيلة هي فيه .. وكمامة الاكسجين تغطي نصف وجهها .. ويدها الصغيرة تتأوه بسبب تلك الابرة المغروزة في ظاهرها .. وقف ينظر اليها وجابر بجانبه .. لتسقط يده على رأسها ويبتسم : ماخذه شعر خلوود ..


وقهقه بخفة بعدها .. لينطق الاخر : وحياته بعد .. غلاظ .. بس بشرتها بيضه مب مثل ابوها الاسمراني ..


ضحكا معا .. لتشد حاجبيها بامتعاض .. ليتداركا الامر ويصمتان .. ازعجاها بصوتهما .. يرفع كفه لتقع على كتف شبيب : بتاخذها ؟


سؤال كمعادلة كيميائية صعبة .. او كبناء هندسي غريب لا يجد له مدخل .. وتلك اجبرت قلبه على اللين مع بكاءها .. هل هو بتلك القوة ليحرم طفلة صغيرة من حضن والدتها .. ان فعل ذلك لن يكون هو .. لن ياخذها بالقوة .. فلربما يكسرها ..يجرحها .. ويضع بين حناياها عقدة اليمة لن تحل ابدا .. تنهد : ما ادري ..


تحوقل جابر ومن ثم استغفر .. ليبتسم وهو يراها تفتح عينيها الصغيرتين .. يعشق الاطفال كما شبيب .. ليتكلم : وعت ..


لينحني ذاك يقبل جبينها ولا تزال كفه تحتظن رأسها : الحمد لله ع السلامة ..


انفاسها متعبة .. وتشعر باعياء غريب .. وهناك وجوه ليست بغريبة عليها .. ولكنها اخافتها .. لتتهدل شفتها السفلى .. ومقلتيها تدوران في المكان : ماما ..


-
اششش .. لا تخافين .. ماما الحين بتي .. كلثوم ما تعرفيني .. عمو شبيب .. اللي كان دوم وييا ابوج .. كنت ازوركم والعب وياج ما تحيدين .


بدأت شهقاتها تتابع .. وكأنها تعلن بداية بكاء يشوبه الخوف .. ليخرج جابر مبتعدا تحت حديث شبيب لها ليهدأها .. فُتح الباب لتقف وتمشي اليه .. يتنحى جانبا : كلثم تباج ..


اندفعت الى الداخل لتراها تبكي وصوت ذاك يتبعثر في اذنيها .. جلست بجانبها وشدتها اليها حتى سقطت تلك الكمامة : فديتج انا هني لا تخافين .. انا هني ..


رباه مالذي تفعله ؟ اتخبره بانها لن تستطيع الابتعاد عنها .. اتجبره على تركها .. اترى ما يعتلج في صدره من وجع .. لتزيده بافعالها مع ابنتها الصغيرة .. تقبلها وتشدها اليها حتى تهدأ .. اتخبره بان تلك الطفلة بدونها لن تقوى على العيش .. ابتسم بوجع دفين .. سيخسرها للمرة الثانية .. ولكن بارادته هو .. ابتعد عن المكان .. ليخرج ويجد جابر مستندا على الجدار بظهره ليلتفت له مبتسما : نروح ؟


يعرفه جيدا .. ويعلم بان هناك بين اضلعه قلبا رقيقا جدا .. ابتسم له بدوره : عندك ورقة وقلم ؟


" لا " .. قالها واردف وهو يبتعد : بيبلك من الاستقبال .. اترياني ..


ليعود بعد دقيقة ربما او اكثر قليلا .. وبيده ورقة بيضاء وقلم حبر ازرق يمدهما لشبيب .. لياخذهما ويسند الورقة على الجدار .. ويخط بعض الاحرف هناك .. تبعها بعدد من الارقام .. ليقف بعدها مناديا : ام مريم ..


ارتجفت فلقد ظنت بانهما رحلا .. وهاهي الآن تسمع نداءه من جديد .. وقفت ترتب نفسها وتسدل نقابها على وجهها : مريم خلج وييا اختج ..


" خير " .. قالتها واردفت وكأنها تسابق الحديث : لا تقولي بتاخذها .. ترى والله اموت من دونها ..


يقع نظرها على الورقة الممدودة .. وصوته يصل اليها : عنوان بيتي وارقامي .. رمضان ع الابواب واذا احتيتي اي شيء ما يردج الا لسانج ..



لينتهي اللقاء القصير بالرحيل السريع .. ليبتعد بفكره وهو خلف مقود سيارته .. لا يرغب بشيء في هذه اللحظة الا بالنوم .. فقط النوم الذي غادرة مع خبر ايجادها .. سيبقى قريبا منها حتى وان لم يكن .. سحب انفاسه وهو يستدير بسيارته ليدخل طريقا داخليا .. ليجبر ذاك الصامت على الكلام : ع وين ؟


قهقه : اذا انت مب يوعان .. انا ميت يوع .. وراسي بينفجر .. اريد اتريق قبل لا يوصل وقت الغدا ..


ليضحك ذاك بخفة ويردف : غداي عندكم اليوم ..


" شرايك تشل شلايلك وتعيش عندنا ؟ " .. قالها من باب المزاح .. واخذها ذاك من باب الجدية : على قولتك احسن من اليلسه فالبيت بروحي . وبيتكم هو بيتي محد غريب علي ..


يلتقف نظارته الشمسية من الصندوق الصغير بجانبه وذاك يترجل نازلا .. ويترجل هو : للحين مب طايعه ترد ؟


التفت له ليراه يغطي عينيه بتلك النظارة .. ويشد قبعته السوداء على رأسه : راكبه راسها .. وانا بسويلها طاف الين تتأدب ..


" تهون عليك " .. قالها وهو يمر من جانبه ليتبعه الى داخل احد المطاعم الصغيرة .. ليتخذان لهما مكانا على احدى الطاولات : المشكله يا شبيب .. اني مثلك .


جاءهما العامل ليأخذ منهما الطلب .. ويسأل شبيب جابر عما يريد .. لينطق بعد ان غادرهما ذاك العامل : كيف يعني مثلي ؟


-
قلوبنا ما تقسى ولو تظاهرت بالقساوة .


،,

يــتــبــع |~

 
 

 

عرض البوم صور ♫ معزوفة حنين ♫   رد مع اقتباس
قديم 31-03-13, 12:52 AM   المشاركة رقم: 60
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري
♪ مُخْمَلٍيةُ آلعَطّآءْ ♦


البيانات
التسجيل: Mar 2010
العضوية: 157123
المشاركات: 30,194
الجنس أنثى
معدل التقييم: ♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 13523

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
♫ معزوفة حنين ♫ غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اسطورة ! المنتدى : القصص المهجورة والغير مكتملة
افتراضي رد: زفرات ملتهبة ، للكاتبة : أنآت الرحيل

 



،,

تجلس على الارض مسندة ظهرها على النمرقة القاسية وعلى يسارها جلس شقيقها .. في قلبها خوف من المستقبل .. فهي تخاف من ربط مصير ابتيها بشقيقين .. لتعتدل بجلستها لتواجهه : اخوي .. ما بنظلم سمية باللي نسويه ؟


يترك هاتفه جانبا .. ليمسد لحيته الطويلة بكفه : الريال والنعم فيه .. واذا بنتج ما بتتعدل عنده انا اللي بعدلها ..


-
بس الخوف لو ..


ليخرسها دخول ذاك الشايب وقد تعكز على عصاه .. ليقف شقيقها يساعده ويحيه بالتحية الاماراتية ( المخاشمة ) : هلا والله ببو سيف ..


ليجلس وقد اعياه تعب قلبه .. نجى من موت محتم بسبب جلطة تعرض لها .. وبدأ الخوف يساور زوجته وشقيقها عليه .. ليخفيان امورا كثيرة عنه .. لينطق معاتبا لنفسه : والله مكلف عليك يا سعيد .. وهم البنات وهم العرس وسوالفهن كله ع ظهرك ..


-
افا عليك يالنسيب .. تراني مب غريب .. ولو علي ما خليتك تمد ايدك لشيء ..


ربت على فخذه : كفو يا سعيد .. وهذا العشم ..



هناك في الاعلى دخلت الى غرفة شقيقتها بعنف .. لترمي بنفسها على السرير .. لتنظر اليها تلك ومن ثم تنطق وهي تحرك سبابتها من الاسفل الى الاعلى على جسد سلوى : انتي بتروحين جذي ؟


بنطال التصق بجسدها وقميص تدلى على ردفيها : سميووه مب ناقصتنج .. لا انتي ولا خالي المعقد .. مادري ع شو مستعيلين .. كل شيء بسرعه بسرعه .. ليش ما تفهمون اني ما اريد اعرس .. جامعة وطلعني منها .. قلت عاادي مب مهم .. وحبسه فالبيت وحبسني بعد قلت عادي .. بس انه يزوجني واحد معرس .. لا وبعد يموت فحرمته هذا شيء مب عاادي ..


استدارت لتكمل تمشيط شعرها : انتي مكبرة السالفة .. الصراحة ناس طيبين .. وخواته يدخلن القلب ..وانتي تقدرين تخلينه يحبج .. واذا ع حرمته ترا الكل يمدح فيها ..و ...


اشرت لها بيدها : بس بس .. مب ناقص الا تكتبين فيهم قصيدة – وقفت لتكون على مقربة من شقيقتها – وبعدين انتي شعليج .. شوف وشفتيه .. ومن ملكنا صار لنا اسبوع وهو كل يوم يتصل عليج ..


تغير نبرتها باستهزاء : سمية ناقصنج شيء .. سمية لا يردج الا لسانج .. سمية لا تستحين ..



عادت لترمي بنفسها على السرير .. وتضرب بكفيها وتوجههما الى وجهها : وانا مالت علي .. حتى شوفه شرعية متخلي عنها .. ومب بعيدة يوم العرس يترياني فالسيارة ..


كتمت ضحكتها .. ولكنها لم تكن بعيدة عن عيني سلوى.. التقطتها لتقف وتقف قريبا منها : ضحكي ضحكي


ترفع يدها وتبعثر شعر شقيقتها التي ابتعدت برأسها عنها : وبعدين يا فهيمة ريلج مطوع .. والشعر القصير ما يعيبه اكيد ..


عادت ترتب ما افسدته شقيقتها : عاادي بطوله مب مشكله .. الحين خلينا نستعيل .. بنروح نخلص اللي باقيلنا وبنقيس فساتين العرس يمكن يحتاين تعديل – التفتت لسلوى – وبعدين فستانج واايد مفسخ لو يشوفه خالي ما بيسكت ..


ادبرت وقبل ان تغلق الباب : عاادي .. واصلا ما له خص .. يسوي اللي يباه وانا اسوي اللي اباه .. وبعدين فكه منه باقي اسبوع ويحكمني ريال .. بروح البس عباتي .. واكيد مسكرة .


اكدت على الجملة الاخيرة واغلقت الباب خلفها بعنف .. لتطوح سمية برأسها .. وتشد خطاها تخرج عباءتها و " شيلتها " .. وهناك في قلبها خوف من تلك الايام التي تستعجل المسير ..



،,

جرت مستعجلة في خطواتها حتى ربضت بجانب والدتها في الصالة .. فزعت الاخرى واستعاذت من الشيطان : شو بلاج داخله بهالشكل ..


-
اماايه راح ..


اخفضت على صوت التلفاز : بسم الله الرحمن الرحيم .. منو اللي راح ؟ ..


" جابر " قالتها وبدموع تماسيح مفتعلة اكملت : شفته شال شنطته وطالع من بيته .. خلاص راح ما بشوفه .. امايه سوي شيء ..


التقطت جهاز التحكم من جديد .. واستدارت بوجهها للتلفاز ورفعت صوته : انسيه ..


تركت مكانها لتقابل والدتها وجها لوجه : لا ما بنساه .. اريده .. انتي دخلتيه فراسي .. والشيء اذا دخل راسي صعب يطلع ..


قالت بشيء من الامبالاة : الريال ما اييب عيال شو تبين فيه .. خليه يلحق حرمته .. وبييج اللي احسن منه ..


انتفضت في مكانها لتصرخ : ما اريد عيال .. ما اريدهم .. اريد جابر فاهمه ..


لتصمت على كف والدتها الذي ادار وجهها : تأدبي يا نوالووه .. اذا انا فيوم فكرت فيه لج .. لاني اريده يسنعج .. بس الظاهر محد بيسنعج غيري ..


ارتجف وجهها بغضب : اضربيني عشانه .. بس باخذه ياميه .. باخذه ..


وقفت واردفت : بالطيب بالغصب جابر ما بيكون الا لي .. فاهمة ..



ادبرت مولية .. وتلك اغلقت التلفاز وتحوقلت : يا ربي انا شو سويت .. البنت تخبلت .. استغفر الله العظيم ..



تنهدت فهي من صنع من الغباء خبثا .. ومن الطيبة شرا .. فتلك لا ترى نصب عينيها الا هو .. والانتقام لكرامتها من ليلى كما تردد دائما .. وقفت عند نافذة غرفتها وقد ازاحت الستار بيدها قليلا .. وانفاسها الثائرة تشرخ سكون المكان .. وعيناها تسمرتا على مسكنه الخالي من ساكنيه : جابر لي .. وبتشوفون ..


انزلت يدها بعنف .. واختطفت هاتفها من على " التسريحة " لترمي بجسدها على الكرسي الوحيد في غرفتها .. لتطوح بجسدها عليه للامام والخلف .. واصبعها يبحث بين الاسماء .. حتى ما ان وجدت مبتغاها رفعت الهاتف الى اذنها .. وابتسامة مصطنعة .. وسؤال عن الحال .. لتردف بعدها : في مرة كلمتيني عن ولد خالتج .. هيه هو .. قلتيلي انه تغير صح .. اوكي اريدج تساعديني .. لا لا .. ما اريد فلوس .. الحمد لله عندي خير .. اريد شيء ثاني ..



،,

لا اريد منك الا ان تجيب على رسائلي .. على اتصالي المتواصل بك .. اترغب بالابتعاد عن من اسميتها طفلتك ؟ اشعر باني كارهة للحياة بدونك .. ثلاثة ايام ولا رد يصلني منك .. هل انت بخير ؟ هل ظلمتك بدلالي الذي ارتشفته من بين احضانك ؟ آآه يا جابر لو تعلم مقدار اسفي .. ومقدار شوقي .. ومقدار عتبي الذي لا حدود له .. ومع كل هذا هناك ما يردعني من الذهاب اليك برجلي .. أأنتظرك كعادتي ؟ ام ان انتظاري سيطول ؟



كانت تائهة في سراديب الفكر .. تريد ولا تريد .. تتهادى بين الندم وبين التمسك بما قامت به .. وهم يتحدثون بحديث لا يصل الى اذنيها .. وكأن هناك جدار عازل بُني على اسماعها ..


-
ابويه شو رايك نسوي عزومه ونتيمع فيها قبل رمضان .. ترا والله من زمان ما تيمعنا ..


قال ذاك الحديث مطر وهو يتجول في قنوات التلفاز وقد جلس في منتصف الصالة واتكأ بذراعه على احدى النمارق الساقطة بجانبه ..

ليجيبه حمد وقد علت محياه ابتسامة : ان شاء الله .. والله انه نعم الشور .. بس بنسويها فالمزرعة شرايكم ؟


لتعتدل هي في جلستها : ما نريدها فالمزرعه .. وين بتيلسون هناك .. كلها نخل وشير .. والبيت تراك هدمته وقلت بتبنيه من يديد ولا شفنا شيء للحين ..


قفز مبارك من مكانه ليجلس بين والديه : نروح السيح .. ونخيم .. ونشوي .. ربعي دوم يروحون وييون يسولفون انهم ركبوا دراجات ع العراقيب ( تلال رملية )


" وان شاء الله بعد بتركبلي دراجات؟ " .. قالتها والدته .. ليجيبها : شو فيها .. يعني انا مب مثل ربعي .. والا هم احسن عني ..


ليلتفت لوالده : ابويه الله يخليك وافق .. وتراني ما بسرع .. ولا بسوي حشرة .. وهاشل بيلعب وياي ومطر بعد ..


التفت ذاك حين سمع اسمه : لا والله .. قالولك ياهل العب بدراجات .. انا لو اريد اركب العراقيب بركبها بالفتك مال خالد الله يرحمه ..


" كملت ؟ " نطقتها حفصة بعصبية لتردف : يوم هذي سوالفكم ماشي روحه .. وانت يا حمد اذا بتسوي عزومة سوها هني فهالبيت ..


وقفت لتتركهم وقد علت ضحكاتهم : زين جذي زعلتوا امكم ..


التفت لابنته : ليلى ما سمعنا رايج .. ومها وينها كل هذا تتكلم فالتيلفون ؟


" ها ؟ " .. تبعثرت على شفتيها لتردف : السموحه ابويه .. بغيت شيء ؟


وقف : تعالي وياي ..


حث خطاه للخارج حيث مجلس الرجال وهي تتبعه بعد ان اردفت " شيلتها " على شعرها .. ليجلس ويربت بجانبه لتجلس .. تقدمت على استحياء وجلست : خير يالغالي ؟


-
شو مستوي بينج وبين ولد عمج ؟


أتفضح ما تخبأة بين حناياها ؟ وتبلبل هدوء والدها بادخال اعصار من مشكلة واجهتها ؟ .. اتخبره بان ابن اخيه قد خدعها ؟ ام تخبره بانه لم يعد راغبا بها .. حتى صوتها لم يشتاقه .. ابتسمت على مضض وهي ترفع كف والدها تقبله : ما بينا شيء .. بس هو عنده شغل واايد .. ما صاير يهدى .. وقلت ايي عندكم بدال ما ابقى بروحي فالبيت ..



حمحمة صادرة من على عتبة الباب ارجفت اضلعها .. وصوته ادخل في قلبها رعشة غريبة .. لتقف مع وقوف والدها الذي حث خطاه مرحبا : اقرب .. البيت بيتك ..


ليظهر لها بطوله يقبل رأس والدها ويسأله عن الحال .. هل جاء لاجلها .. سيخبرها بانه اشتاق لها .. ترغب بالجري نحوه ورمي جسدها بين ذراعيه .. لن تخجل من احد .. حتى من والدها .. هو زوجها وحبيبها وروحها وقلبها النابض بين اضلعها .. ابتسم وهو يحث الخطى مع والدها الذي يشد على كفه : حياك ياولدي .. ولد الحلال ع الطاري تونا يايبين في سيرتك ..


ضحك .. ليقترب منها .. ويقبل وجنتيها ببرود : شحالج ليلى ؟


فقط هذا ما استطعت قوله ؟ .. ردت عليه بابتسامة وبعدها اعتذرت منهما للخروج .. تسمع صوته خلفها .. سيناديها ربما لتبقى .. سيخبرها ان تتجهز .. ها هي تصل الى عتبة الباب .. الآن سيناديها .. كانت تمني نفسها بشيء لم يفعله .. فتوارت خلف الجدران لتهرول بعدها مسرعة ..



اسف يا ليلى .. فانكِ اوجعتني دون ذنب .. ولا ترغبين بالبوح بخطأ لم اجده حتى الآن .. ساجبرك على البوح بما يعتلج في صدرك وان طال الزمان .. آسف لاني دست على قلبي حين رأيتك .. فاني اعلم بانه سيفضح شوقي ان بقي كما كان ..


تنهد وهو يسمع سؤال عمه له : مشاغل يا عمي .. وانت تدري ما يبعدني عنكم الا الشيء الكايد ..



رأتها تدخل غرفتها على عجالة .. لتلحق بها وتطرق الباب ومن ثم تدخل .. لتراها تبكي على سريرها .. دنت منها حتى جلست بجانبها .. وكفها ترفع خصلات شعرها لعلها تلمح وجهها المندس في الوسادة : ليلى حبيبتي شو بلاج .. ليش تصيحين ..


بصوت مكتوم نطقت : جابر هني .. ولا عبرني .. متغير علي واايد يا مها .. مب بعيد العقربة نوالووه خذته ..


ضحكت لترفع تلك رأسها : ليش اضحكيني ؟


تزايدت قهقهتها .. لتدفعها تلك عن السرير وتقع على الارض .. مما زاد من ضحكها اكثر .. فتصرخ تلك : مهاااا


تتمالك نفسها حتى تستطيع الكلام : دامج تحبيه روحيله وخبريه هالشيء ..


وقفت وكتفت ذراعيها على صدرها : يا هبله شو يعني ما اييب عيال .. هذا اذا هو ما اييب عيال صدج .. يعني تظنين اذا ياكم ياهل بيكون بار فيج وفيه .. كل يوم نسمع عن العقوق .. وناس تقول ياليتنا ما يبناهم ..


اقتربت منها لتحتضن وجهها بكفيها : يعني بلاها هالدموع .. قومي روحيله .. مب لازم هو اللي يبدا دايم – انتصبت واقفة بعد ان كانت منحنية – مشكلتنا اذا حبينا وانحبينا نتمادى .. نظن ان بهالشكل نثبت حبهم لنا .. وما نعرف ان بهالشكل نحطم حبنا بيدنا .. قومي ولا تصيرين عنيدة .. وبعدين تقولين ياليت ويا ليت ..


" مب رايحة يا مها " .. قالتها ومسحت وجهها : هو غلط .. لازم ايي ويعتذر ..


لوحت برأسها : غلطانه .. سمعي الكلام وقومي قبل لا يروح ..



قالت كلامها وخرجت .. وهناك اشياء كثيرة بدأت تتغير في ذاتها .. لتلج الى غرفتها .. ويقع نظرها على سلة المهملات .. وقصاصات ورق تناثرت فيها .. رسائله .. ورقم هاتفه .. وكلمات العشق المنمقة .. جميعها ستأكلها النيران قريبا .. سحبت انفاسها وسحبت بعدها هاتفها لتجلس على طرف سريرها وقد ضغطت على الاخضر .. وانتظار مع ابتسامة صغيرة .. ما ان استقبل اتصالها حتى نطقت : هلا سوسن .. شحالج ؟


تعثرت الحروف على لسانها .. لتزفر : هلا .. خير اشوفج متصلة ؟ بتعتذرين مني ؟ ما بقبل اعتذارج يا مها ..



ضحكت تلك حتى اغتاضت سوسن : ومن قالج اني متصلة عشان اعتذر .. حبيبتي اللي لازم تعتذر هي انتي .. قايمة اطلعين رمسات علي مني ومناك .. انتي ما تخافين ربج .. وبعد تقولين مرافقة شباب ..


وقفت بغضب : انا ما قلت هالشيء .. ولا تيلسين تتبلين علي ..


" لااه " .. قالتها وقد مدتها بهدوء واردفت : سمعيني ترا قذف الناس بالباطل اثم .. ولو تشوهين سمعتي من اليوم الين ما تشبعين .. مها ما بتتغير .. واذا ع كلمة قلتها فساعة غضب قومتي الدنيا علي .. انا بكون احسن عنج .. وما بقول الا الله يهديج ..


زمت شفتيها .. لتعتقهما بنبرة ساخطة : اكيد نادية اللي وصلتلج هالرمسة .. اشوفج دووم وياها .. شكلج بديتي تصدقين اي كلام ينقال عني ..


" الله يسامحج يا سوسن " .. بعثرتها على مسامعها واردفت : باقي كم شهر وبنتخرج .. والله العالم نلتقي بعدها او لا .. مع السلامة ..


رمته بجانبها واستلقت على ظهرها .. اغمضت عينيها ونفسها تحدثها باحاديث متزاحمة .. وافكار تعبث بروحها .. ولا تزال تضع مئات الاسئلة خلف كلمات العشق اليومية ..

،,

يــتــبــع |~

 
 

 

عرض البوم صور ♫ معزوفة حنين ♫   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
أنآت, الرحيم, الكاتبة, اغتصاب, شفرات
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المهجورة والغير مكتملة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t183200.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
Untitled document This thread Refback 10-03-17 02:15 PM
Untitled document This thread Refback 07-08-14 03:21 PM
Untitled document This thread Refback 14-07-14 02:11 AM
Untitled document This thread Refback 13-07-14 07:19 PM


الساعة الآن 07:34 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية