كالجثة انتزعت منها الروح يكون ذاك الجسد الذي عوقب بقسوة .. وظلت اثار العقاب عليه ظاهرة .. تشوهه وتحيله الى الانطواء والابتعاد عن الاعين .. معهم بجسده فقط .. منذ ذاك اليوم وهي تراه يذوي كمصاب بداء خطير لا علاج له .. يحزنها حاله ولكن هي مُصرة على ما تريد .. وهو سينسى مع الوقت .. تمد يدها للعشاء وبين الفينة والاخرى تنظر اليه .. يلوك اللقمة في فمه مرارا ومرارا .. وكأنها طعام لا يستساغ .. اجبرته من جديد ان يجلس معهم للعشاء .. تحاول ان تعيد له ابتسامة وجهه التي افتقدتها .. وحديثه المرح الذي كان يداعب المكان وزواياه .. ابعدت نظرها لابنها الثاني .. عُمر الذي كان ممانعا وبدأ يتقبل الموضوع سريعا .. يتحدث وكأنه سيكون لتلك الفتاة معلما .. سيوجهها كيف يشاء ..اعادت نظرها الى فارس الذي نفض كفه واقفا .. ناطقا بالحمد لله على نعمه .. لتنطق هي : وين ؟ ما كلت شيء ..
ابتسم ابتسامة باهتة .. وكأنها تخرج عنوة على شفتيه : الحمد لله شبعت .
لتطأطأ هند رأسها : حرام اللي تسوه فيه .. هو يحب كنه .
لترجفها صرخة من عُمر ..حتى تجمع الدمع في عينيها : عيب .. ما عندنا بنات يتكلمون بهالسوالف ..
المحرمات الا متناهية في هذا البيت تخنقها .. بل انها تؤدها دوما .. وقفت لتمشي مسرعة مبتعدة عن ذاك المكان .. وقف هو الاخر حامدا ربه وتاركا المكان لغسل كفيه .. لتبقى والدته مع نورة .. لتتحدث وكانها تحدث نفسها : ليش مب باغي يفهم ان اللي سويته هو الصح ؟
بنظرة غريبة رمقتها .. وما لبثت حتى قامت هي الاخرى .. فوالدتهم قاسية رغم كمية الحب الذي تكنه لهم .. لم يبقى في المكان الا هي .. تحاول ان تعيد حساباتها .. ليس لتراجع بل للمضي قُدما .. فكل شيء اضحى مقررا لا تراجع فيه .. وهي بين افكارها اذا بها ترفع رأسها لتلك التي القت السلام .. تدنو منها بابتسامة تقبل رأسها : شحالج عموتي ؟
لتقف بغضب : انتي شو يايبنج الحين ؟
أهذا استقبال تستقبلها به بعد غياب طال .. ؟ . ازدردت ريقها .. وبشيء من القوة اجابت : هذا بيت ريلي .. بعدني ع ذمته .. ومب لاني سكتت معناته اني بخلي كل شيء .. حقه فالزواج ما بعارضه .. بس فارس بيبقى ريلي عمتي .. والشرع حلله العرس بس بالعدل ..
لترد عليها بشيء من الغضب : يعني ما فيج اتصبرين الين يعرس ويتهنى .
مالذي تنطق به تلك المرأة ؟ .. اتريد ابعادها عن المكان الى حيث يشاء الله ..ابتسمت وكأنها تقذف بالغيض لقلب الواقفة امامها : شو هالرمسة عمتي ؟ تبيني ايلس فبيت اهلي بالشهور .. الين يعرس ويتهنى ؟ - لوحت برأسها – ما برد بيت اهلي فديتج .. واظن البيت عود وبدال الحجرة عندكم ثنتين فاضيات .. وقسمي بيبقى لي بعيد عنها ..
- اشوف طلعلج صوت يا بنت شمسة ..
بشيء من الكبرياء المفتعل اجابت : تحملي السان وحدة بتصير لها عديله وهي مب قادرة الا تسكت وتنطم ( تصمت) .
ابتعدت عن المكان قبل ان ينكسر جدار القوة الذي بنته عليها منذ ان قررت الرجوع .. لتلج الى قسمها .. تجر خطاها الى الغرفة .. تكتم غيظا فجرته في نزع " شيلتها " ورميها على السرير .. وخلع عباءتها بقوة ورميها بجوار تلك .. لتسمع اسمها من فيه .. فتلتفت له .. يقف عن باب دورة المياه (اكرمكم الله ) .. واكمامه قد رفعت الى المرافق .. ومنشفة صغيرة في يده كان يجفف بها بقايا قطرات الماء من وضوء قام به .. سعيدا جدا بها .. بل انه يكاد يطير فرحا ..
نظرت اليه والغضب قد تمكن منها : كل شيء له حدود يا فارس .. رضيت بعرسك علي .. رضيت بشريكة فيك .. بس ما برضا ان مكاني بعد ينخذ .. ما برضا بهالشيء ..
لا يأبه لانفجارها الثائر في وجهه .. لا يأبه الا بوجودها معه الآن في غرفة واحدة .. وتحت سقف واحد .. دنى منها .. لتنهره عن الاقتراب .. فيقف يعقد الحاجبين .. وتزيد هي من حدة صوتها المتهدج في وجهه : انا تعبت .. والله العظيم تعبت ...
ومن بين شهقاتها توال الحديث منها .. وهو فقط يستمع بوجه متجهم : كلامهم مثل السم اللي ينهش في بدون ما يحسون – تشير بيدها للباب – وامك تباني اغيب عن البيت .. تباك تستانس مع العروس وانا بعيد عنك .. حتى ما قالتلي الحمد لله ع السلامة .. شهر وشهرين راحن وهي ولا حتى اتصلت تطمن علي .. ولا كأني عايشه معها اربع سنين .. كل هذا عشان العروس ما تزعل .. ما ناقص بعد غير تقولك طلقني ... انا وبعدني ع ذمتك احس روحي بتطلع مني وانا اتخيل وحدة غيري ترقد وياك ع سرير واحد .. وايدك تلمسها .. كيف اذا طلقتني .. انا شو مسويه تحت ربي عشان يصير وياي كل هذا .. شو مسويه ؟
صرخ بها وهو يدنو منها يحاول ان يحتويها بين ذراعيه : استغفري ربج يا كنه ..
دفعته عنها لتبتعد للوراء بخطوة متوجعة : خوز عني .. مابي حد يواسيني .. مابي ..
لتحث الخطى تتوارى خلف جدران دورة المياه ( اكرمكم الله ) تنحني على حوض المغسلة بعد ان نضحت بالماء على وجهها مرارا .. لتختلط دموعها بالماء المنسكب .. والى مسامعها تهادى صوت والدتها : خلج من ام سالم وغيرها .. ولزمي بيتج وريلج .. هو مب اول واحد ياخذ حرمة ع حرمته .. وخلي عقلج فراسج وتراه البعد بيبعده ..
لتتكرر تلك الجملة " تراه البعد بيبعده " يرجعها صدى عقلها مرات ومرات .. لتنتحب وتتمتم : انا ما بقدر ع بعده .. ما بقدر ..
لم تشعر الى بمن يدس ذراعيه من تحت ذراعيها يسحبها عن الحوض الى حضنه .. ورأسه قد عانق كتفها الايمن : ولا انا بقوى على بعدج .. لو يصير اللي يصير .. محد بياخذ نقطة من وجودج فقلبي .
بكت اكثر وهي ترجع رأسها للوراء حتى استند على صدره .. يشعر باهتزازه .. ودقات قلبه تسانده .. يتعبه حالها .. كانت عاصفة ما بعد الهدوء الذي استحلها ايام واسابيع .. سحب انفاسه تاركا عطرها يداعب شعيرات انفه .. كم يشتاق لها ولرائحتها .. كم يشتاق ان تكون معه على سريرهما .. وتحت غطاءهما .. وصدره وسادة لرأسها .. زاد من احتضانها لتزيد هي من الشد بكفيها على كفيه : سامحني .. بس تعبت وانا اكتم ..
لم ينطق .. فقط غير من احتضانه لها .. حتى يطوق كتفيها بذراعه ويمشي معها .. يجلسها على السرير ويحتضن وجهها .. لا يعلم لما شفتيه التصقتا بجبينها طويلا .. لعله الشوق الذي حدهما للمكوث هناك .. وعيناها تمنتا ان يطول الالتحام .. لتشعر به .. وبقربه .. وبانفاسه ودقات قلبه المتناغمة مع دقات قلبها المتعب .. لتفتح عينيها .. وهناك بين شعيرات ذقنه قطرات تنسكب .. هل هي بقايا ماء الوضوء ؟ ام انها شيء آخر ؟ .. لترفع مقلتيها .. لا ترى شيء سوى اسفل لحيته .. ترغب بابعاده ولا ترغب .. لتنطق بهدوء : فارس ..
وكأنه لا يريد لها ان ترى وجعه .. فشد برأسها سريعا على صدره : لا تفكرين بشيء .. بتبقين انتي قلب فارس وروحه ولو كانت فحياتي مية حرمة .. ولا وحدة بتقدر تاخذ شيء من مكانتج ..
ليبتعد عنها بعد برهة سآئلا اياها : منو اللي يايبنج ؟
تعلم بانه اراد اخفاء وجهه عنها .. فطأطأت وجهها وكأنها تلبي له طلبه دون ان ينبس .. لتجيبه : شبيب .
وقف في ساحة المنزل حين اوصلها .. لتختفي هي خلف الجدران .. ويأتيه صوت عُمر مرحبا به .. يصافح يده ويشد عليها ليشعره بخجل استوطن ذاته مما ألم باخته بسبب امه واخيه : السموحة منك يالنسيب .. ترا ما باليد حيله ..
- تكسرونها يا عُمر .. هذا وابوي الله يرحمه موصينكم عليها .. وانا عايش سويتوا فيها هالشيء عيل من عقب موتي شو بتسون .
لا تزال يده تحتضن كف شبيب بقوة : والله مب بايدنا .. ولا كان لنا نيه فهالشيء .. امي الله يهداها حطته بين نارين .. لو انت مكانه كان سويت سواته ..
تحوقل ومن ثم اردف : الله يكون فالعون .. المهم اترخص ..
ليبدأ ذاك بدعوته بنهم للدخول الى المنزل .. ويتعذر باعمال تحتاج الى انهاء من قبله .. هو يبتعد عن المكان فلو تقابل مع فارس في هذه اللحظة لربما ينفجر فيه صارخا .. الهذه الدرجة يستعجل الجرح على شقيقته .. ليكون الزواج بعد شهر من الآن ؟ .. لما لا يصبروا حتى تتقبل هي ما هي فيه ؟ ..
,‘,
تحاول ان تتقبل وجود ذاك الشخص الجديد في حياتها .. قبعت على الكرسي في سيارته بعد ان اطمأنت على ابنتيها في الكراسي الخلفية .. تغطي وجهها بـ النقاب .. لا تريده ان يراها .. تسمع صوته يقترب مع اخيها الظالم لها .. من هو عوض هذا ؟ كيف عساه يكون ؟ تنهدت وهي تسمع مشاجرات خفيفة بين ابنتيها على تلك اللعبة الالكترونية الصغيرة .. لتلتفت لهما : فديتكن بس .. لا تسون حشرة ( ازعاج ) ..
لتتحدث مريم وهي تترك اللعبة لاختها .. وتتمسك بظهر كرسي والدتها وتنحني للامام : امايه بيكون مثل عمي خالد .. طيب ويشلنا الالعاب .
- هيه .. بس انتن سكتن وخلكن عاقلات .. والا بيزعل منكن ..
ليهدأ المكان .. لا تعلم من اين جاءت بتلك الكلمات الكاذبة .. فهي نفسها لا تعرف عن ذاك الذي اقترنت به شيئا .. سوى اسم تردد على شفاه اخيها .. وكتب على عقد بجانب اسمها .. لم تشعر به يجلس بجانبها في خضم تلك الافكار التي داهمتها .. لتجفل على صوت اغلاق الباب .. وتلتفت لتراه يعدل المرآة الامامية .. وكأنه يرى ابنتيها .. عاقد الحاجبين .. كثيف شعر الكفين .. وحنطي البشرة .. لا يبدو في الثلاثين كما قال اخيها .. بل يبدو اكبر من ذلك .. حتى وان كان السواد يكتسي شعر لحيته .. ليرجف قلبها من سخريته حين حرك سيارته : خذ وحده وبيعطوك ثنتين مجانا ..
ليقهقه بعدها بغضب اتضح في نبرته .. لتبلع ريقها مرارا .. وتنزل نظرها الى كفيها في حجرها .. ليس طيبا ؟ وليس كخالد ؟ ليس هناك رجلا مثل خالد ؟ لتنسكب دمعة تبلل نقابها .. الهدوء عصف في المكان .. حتى صوت تلك اللعبة اختفى .. هل شعرتا بما شعرت هي به من خوف ؟ تحركت شفتيها .. تقرأ آيات من القرآن .. ودعاء يخفف وطئ الحال عليها .. الطريق طويل حيث مسكنه .. يريد ان يبعدها عن المكان .. ولكن كيف سيكون المصير معه ؟ ..
طوال ذاك الطريق المؤدي للمناطق الشمالية من الدولة كان الجو هادئ .. بل انه كمقبرة لا حياة فيه .. وابنتها الصغرى قد نامت والاخرى بدأ النعاس يداعب جفنيها .. ليسقط رأسها مرارا وتصحو .. توقفت السيارة بجانب بيت شعبي .. يبدو قديما .. لتستعيذ من الشيطان كثيرا بعد ان نطق : وصلنا .. ياللا نزلي ونزليهن ..
ليترجل متوجها لخلف السيارة ينزل حقيبتها الكبيرة التي اتسعت لملابسها وملابس ابنتيها .. ومن ثم تابع طريقه وهي بيده .. ينظر اليها واقفة وقد امسكت بكفي ابنتيها .. وتلك الصغيرة تدعك وجهها بظاهر كفها الحُر .. مر من جانبها ليفتح الباب .. وتتبعه هي بخطوات متوجسة تحت الحاح ابنتيها برغبتهما في النوم .. لتستقبلها صالة صغيرة قد ترك الحقيبة في منتصفها .. و غرفتان بينهما دورة مياه ( اكرمكم الله ) .. يبدو انه ملحق في احد المنازل قد استأجره .. ليخرج لها من احدى الغرفتين ويقف على مقربة منهن : هذا بيتج حجرتين وصالة ومطبخ وحمام .. اظن يسدنا .
نظراته تكاد تخترق مريم .. جسدها الطويل الممتلئ بعض الشيء اثار في نفسه سؤال .. ليبعثره وهو يدنو منها .. يلمس وجهها المشرأب بقليل من الحمرة : كم عمرها ؟
شيء من الخبث احسته في سؤاله .. لتسحبها اليها : عشر .
نطقتها وابتعدت بهن على صوته الواصل لها : يعني كم سنه وبتصير عروس .. شو عليه بنصبر كم سنة ..
وضحك وهو يرمي بجسده على الارض .. يمسح بكفه اليمنى على لحيته : مب مشكلة يا عيد .. مسكتني من ايدي اللي تويعني .. بس خير وبركة هي وبناتها ..
فرشت لهما على الارض .. لتنام الصغيرة مباشرة .. وتبقى تلك مستلقية بعينين خائفة : امايه ..
نطقتها وهي تستلقي على يمينها تنظر لوالدتها المنشغلة بترتيب ملابسهن في ذاك الدولاب الصغير .. لتردف : امايه ما حبيته .. شكله يخوف .. سمين وفيه كرشه كبيرة مب مثل عمي خالد ..
شدت بقبضتها على تلك الملابس المطوية بين يديها : بعدج ما عرفتيه فديتج .. صبري واكيد بيكون زين ..
شدت بالغطاء عليها وهي تسمعه ينادي والدتها : امايه كيف بروح المدرسة باكر ..
اقتربت منها تطبع قبلة على وجنتها ..وبعدها تشد النقاب من جديد على وجهها : بنقلج لمدرسة قريبة .. الحين رقدي ..
لتتابع ظل والدتها يختفي مع اغلاق الباب عليهما .. اقتربت وعلى لسانها تعاويذ من الشيطان .. ودعوة بالتوفيق والتيسير .. لتقف وتراه ينظر اليها من اعلى رأسها الى اخمص قدميها .. زادت من توترها تلك النظرات .. لينطق : بتمين طوال الوقت متغطية ؟ .. سمعي تراني مجبور عليج .. وعيد النذل بياخذ جزاه مني .. بس هذا ما يعني اني امنع نفسي من حقي فيج ..
- اسمع يا عـ..
قاطعها وهو يقف يدنو منها : يوم اخلص كلامي عقبها فتحي حلقج وتكلمي – يمسك كم عباءتها بطرف اصابعه ويهزها – هذا اللي عليج ما اريد اشوفه وانا هني .. وابيج تعرفين اني ريال متزوج وعندي حرمة وعيال .. يعني تبقين حرمتي فالسر لا من شاف ولا من درى .. اخذ حقي الشرعي بس بدون عيال .. فاهمه .. والحين تروحين تتجهزين لريلج .. ياللا ..
زفرت خوفها مع انفاسها .. وكم تمنت ان يرتحل عنها ولكنه قبع مع قلبها بين ضلوعها : عوض .. دامك معرس شو تريد مني .. خلني هني وييا بناتي .. وصدقني بيبقى اللي بينا سر محد بيعرف فيه ..
لم تنتبه الا بيده تسحب نقابها بعنف عن وجهها .. حتى انحلت " شيلتها " معه . لينخرس وهو ينظر لوجهها الابيض .. وانفها الطويل وعيناها الواسعتان .. جميلة بل انها ملكة جمال لم يره يوما .. تأملها طويلا .. حتى انها شعرت به يعريها من باقي ثيابها .. ليرفع حاجبيه : وانا اقول بناتج من وين يايبات الحلى .. والا لو ع خالهن كان محد طالع فويوهن ..
ارتجفت شفتيها وهي تراه يتلمس بشرتها .. وانفاسه النتنة جراء التدخين الذي اسكر به جو الصالة تلفح وجهها : ما تنلامين اذا بتغطين ويهج .. وتبين تحرميني من الباقي بعد ..
ابتعدت للخلف : ما بمنعك .. بروح اتجهز ..
لتترك المكان له وحده .. تريد الهرب من اللا مهرب .. لتلج الى غرفة ابنتيها .. تقفل الحقيبة على ما تبقى من ملابس لها فيها .. وتجرها معها .. حتى ما ولجت للغرفة الاخرى .. وجدته ينتظرها على السرير .. وقفت بل انها تسمرت في مكانها .. لتتمتم : حسبي الله عليك يا عيد .. حسبي الله عليك ..
وقف يقترب منها : خليني اساعدج ..
شعور بالاشمئزاز والتقزز حملته معها وهي تلف جسدها العاري بالغطاء بعد ان فعل هو ما يشتهي .. لتدلف في دورة المياه ( اكرمكم الله ) تغلق عليها الباب .. وتبكي بصمت .. تشعر ان جسدها بيع على يد شقيقها ثلاث مرات .. لم تشعر بطعم الزواج فيهما الا مع خالد .. حتى انها بكت وانتحبت حين تذكرت خوفه بعد ان اخذ حقه منها .. يقف وهي تنظر اليه : سامحيني بس والله ما قدرت اردع نفسي عنج .. وانتي الله يهداج كان منعتيني .. وانتي تشوفيني ياي تعبان وادور اي شيء يريحني ..
ابتسمت ووقفت حينها لتمسك كفيه : قدر الله وما شاء فعل .. منعتك بس انت كنت مب فوعيك.. كل تفكيرك ما كان معي .. لا تحاتي .. اول وآخر مرة ..
تذكرت ابتسامته حينها فوقعت على الارض تشد بالغطاء عليها اكثر : الله يرحمك .. ياليتك عايش كنت بعيش وياك مثل ما تريد .. برضا نكون مثل الاخوان طوال العمر ..