كاتب الموضوع :
ضلع إعوجاج !
المنتدى :
الارشيف
رد: ليلة خميس
خرج من عندي وهو تعبان بس وش يفيد معه.. عنيد وحتى لو كان على حساب نفسه.. استغفر الله العظيم..
مسحت وجهي.. وأنا تأخرت وظليت هنا بسبب المناوبه.. ليت أزيح جرحك ياخوي ليت لو اقدم لك نص من اللي
عملته فيني.. وهارب من البيت اللي يخنق وفاة أبوه صدمة ما كانت لا على البال ولا على الخاطر.. الله يرحمك يـ ابوي
ويغمد روحكم الجنة.. مسحت دمعة كسيرة
×
والصباحيات الخوالي ,,,
قبل أن يتوسد الفجر حضن النهار ,أسمع التسبيح والتهليل ,تستفيق عيوني , يهلل وجهي فرحا أن الفجر قادم , أنظر خلسة من طرف نافذتي ,وجه أمي الملائكي متشحة بالبياض ..
تلك الزيتونة الصابرة , تصب الماء
على يديه ليتوضأ تحت شجرة التين ...فتخضر أوراقها ... يذهب لصلاة الفجر,, وتبقى ترتل القرآن ..أركض
اليها بخفة الفراشات ورقة الورد أختبئ بحضنها تضمني خوفا من لسعات نسائم الصباح.. تقبلني وتحثني على الصلاة ..أتوضأ ونصلي معا...
فيكون للصباح رونقا أخر..رائحة القهوة العربية المحمصة بالهيل , والفحم الذي تعودنا على احتراقه.. وصوت الماء من النوافير ..
تتدلى منه عناقيد الياسمين فيوم والدي لا يبدأ إلا بشرب والاستمتاع بفنجان قهوة الصباح , وأشاركه هذا الصباح أقبل يديه قبل أن يذهب
إلى عمله (المنجرة ) وأطلب منه الرضا قبل أن أذهب إلى معرضي.. ليس في الوجود ما هو أجمل من ذلك الصباح يوم الجمعة يوم مميز بكل ما يحمل
من الخير والبركة التي نفتقدها هذه الأيام فبعد شرب القهوة تشعل أمي الحياة ..في البيت بانفاسها.. كما تشعل نار الطابون بالحطب ,بعد أن تخمّر العجين ,
تفوح رائحة المناقيش بالزيت والزعتر.. فيكون إفطارنا مميزا شهيا وكوب الشاي بالنعناع, وصوت ضحكاتنا وكثرة طلباتنا التي
لا تنتهي لا نرى في صباحٍ دافئٍ كهذا سوى دفئ الحياة الذي لن نعرفه بعد رحيله عنا.. ترك فراغا كبيرا وترك حضن أمي عاريا من الحنين, كشجرة
اقتلعت من جذورها, هدها رحيله شاخت قبل أوانها, شعرنا بخسارته الفادحة.. أكثر ما يحزنني دمع ساره والحيرة التي تسكن روحها.. لم يستطع أحدا أن يملأ ذلك الفراغ
..وذلك الغياب الموحش في ربيع عمرها فأسمعها تحاكي روحه بأنين الاشتياق
يأخذني صوتي أمي بعيدا ...تلك الفلسطينية الصابرة
وصورة جدتي كأن عينيها تعاتبني بصمت ...
ساره: تعبت يا ميمتي أريد لروحي أن تنام بعد
أم براق: لا حول ولا قوة إلا بالله.. هوو محيت نيمت " مسرع ما نمتي "
ساره: مافيني رقاد
أم براق: قربي وشغليلي رواديو
ضحكت بحزن: ميمتي اسمه راديو.. مو رواديو
أم براق: إلا هو.. وزين انتس صويحه..
شغلت راديو على إذاعة القرآن .. وتمددت على جوف جدتي وهي تمسح شعري
أم براق: ما فطرتي يمه
ساره: ما أشتهي..
أم براق: وليه يابعد سبدي..
ساره: ما قويت يا ميمتي .. الجوف مايهوى زاد
أم براق: إلا بتفطرين معي وتتقهوين بعد
يزيد: صحبكم الله بالخير.. وشلونك يا ميمتي عساك طيبه
أم براق: ياهلا والله بشيخهم يا هلا بيزيد جعلني ما اخلى من حسك
يزيد: يالبيه يمه كأنك حليانه
أم براق ضربت بعكازها بكتفي: يمه يوجع..
أم براق: تستاهل لزع..
وهو يبعثر شعري.. ويقرص أرنبة انفي بلطف: كيف حال دلوعة أخوها
ابتسمت له بحزن: طيبه
وهو يرفع يدينه: يا جعلها دوم..
براق: السلام عليكم
أم براق: ياهلا والله بوليدي
عمي ينحني لجدتي وبقبله حنونه يطبعها على جبينها: كيف أصبحتي يالغالية
أم براق: بخير يمه بخير.. ساره يمه قومي أندهي على خزنه خل تجيب الفطور
ساره: إن شاء الله
يزيد ويصب القهوة بالفنجان: سم ياعمي
براق: تسلم.. علومك يا ولدي
يزيد: حمدلله على كل حال..
أم براق: براق علامها مرتك ما تنشاف
بضيق من سيرتها: بيت أبوها يمه..
أم براق: وهوو.. وش تسوي ببيت أبوها حتى عزا لأخوك المرحوم ما عزت.. عز الله أن مرتك شينه وما احترمت شيباني ولا قدرتها
بغضب: محشومه يمه.. وروحتها هناك ماهي إلا قرصة إذن.. كود تعقل
أم براق: ماهقوتي يا براق.. الله يهديكم ويصلح سركم
براق: وينها اطياف ما لها حس
أم براق: نايمه الحمال متعبها شوي
براق: الله يقويها..
وصلت ونزلت صحن الفطور " وزعته على سفرة " وثم قمت إلا عمي يناديني ما حبيت أكسر بخاطره.. جلست وفطرت معهم بصمت ونظرات يزيد القلقانه علي..
وقفت وابتسمت لهم: دايمه إن شاء الله..
أم براق: ما فطرتي زين.. هذا اكل كأنه اكل عصفور
ساره: حمدلله شبعت
براق: اتركيها يمه.. على راحتك يابوك
بعدت عنهم.. وبغيت أطيح من صدمة.. راسي صداع يوجعني.. ما انتبهت إلا على صوته البارد
بتهكم: انت ما تشوفين دربك.. وكم مره قلت لك لا أشوفك بدون غطا
مسكت راسي وضيق جاثمني وصوته مسبب لي أنين حاد.. طاحت دموعي
تراجع للخلف: ذلفي عن وجهي
بعدت عنه ودخلت غرفتي مسكت الوسادة وضغطتها على راسي.. ماتحملت الوجع احس نفسي كنت عصفور
محبوس في قفص جسدي.. مالي الخيار في تحليق.. اغمضت عيوني دون شهيق .. كانت رئتي تمتص كل
ماعلق في الهواء.. حتى رائحة الصدأ.. الدم.. الغبار.. ما وعيت إلا على صوتها رغم الألم اللي ينهش فيني..
شهقت من تعب: شغاف
لمتني بحضنها وبكيت من الألم: أبوي راح يا شغاف.. توني أحس بوجعك.. آآه أبوي راح وأنا ما قلت له يسامحني
شغاف: الله يخليك بس قطعتي قلبي.. آآه قولي الله يرحمه.. ساره تكفين لا تضعفين مثلي خليك قوية مثل ما عهدت بك.. الضعف مو من سماتك ولا هي من صفاتك.. تكفين يا ساره لا
تخليني أفقدك انتي بعد
أخمد لجلجة الشهيق المضطرب حين استقرصني الألم بأذرع طويلة.. تخترقني هوامش التصدع لـ تشد عنقي المحال لـ الأعلى .. تمامًا ناحيةَ الرخام الموشوش عند فردة حذاء
مقضومة ،
أهكذا تبدو الأرض مقلوبة ؟! الأحذيةُ معلقة والرخام بالأعلى.. والأرض ماء يتساقط حبة حبة..
الأطراف حين تتجمد .. تنشج الحناجر معاكسة زرقتها ..تحك الأصوات المبتلة المتزاحمة في فناء العظام المترهلة .. حيث لا قلوب تغمض.. ولا رمل يثرثر مقرمطا يباس الجوف
سوى أركان صلاة تهترئ متطفلة أوان انعتاق الآيات.. في عناق يهرش الذبول الخالي من اللعنات.. يهوي ، يماري الموت ، ويتصبب قلقا ،المثقال كان باهضا.. تأخذ خطواتي بعيدا
إلى حيث الأشياء التي لا تلمس تتكاثر في كل مكان ،
×
مر الاسبوع كلمح البصر
ثلاثة أسباب تجعله دوماً يتكرر على ذات المكان.. صورتها المعلقة في أعلاه.. يدها التي مسها لأول مرة فيه.. قطرات الدماء التي سقطت من جبهته وهو يحاول إنقاذ بروازها من
السقوط. كل شيء غدا به يعنيه.. يشتم فيه الحياة.. ويركن إليه كل ما عجز عن توصيف فرحه به للجاهلين لمكانته وقيمته.. في الحدود العليا زخارف جبسية
تأخذ شكلاً للزوايا الحادة.. مزهرية على يمين الصورة.. وأخرى باليسار.. كان يعتني بكل وردة بهما على حدة.. هكذا علمته.. هكذا نشأ يحب القيام بكل هذه الأعمال.. ليبدو مطيعاً
لكل ما يمسها.. أو يفرحها.. كان يركض تجاهها باغتباط وسرور.. في الصباح يقبلها.. وفي العصر يمسح الأتربة عن وجهها المنهك الذي قضى نصف يوم في مواجهة رياح
العابرين.. يحمل الأحياء في عينيها.. والأموات في نظرتها التي تأخذه لألف قبر أكبر من قامته.. وأصغر من وجهه النحيل الذي كبر على يد مواصفات لم تلامسه.. وأخلاق ورثها
دون أن يتساءل من الذي تكرم عليه بها..؟ ظلت تصنع الحلوى من أناملها وتجففها.. وكأنها تعلم بأنهما لن يلتقيان.. لتهبها له وتشعره بأمومته أكثر..
كيف يستطيع الرجال عادة الصمود أمام مفترق الأحضان..؟ كيف يكبرون بلا لمسات.. ولا تربيتات دافئة.. ما الذي ينعش حياتهم عادةً ما لم يكن لهم أمهات يشعرونهم بعظيم
إنجازاتهم.. وأنهم الأسباب الهامة وراء صنعها..؟ ما الذي يفعله الرجل عندم يقف في مواجهة مع ذاكرتها التي ربته دون أن يشعر..؟ كم سيحتاج الرجل منا إلى توصيف علامات
الأنوثة.. والبحث عن أشباهها داخل النساء اللاتي يمر بهن..؟ ما الذي سيجمعه عادة من كل أنثى تقف بين ذراعيه..؟ أو على مفترق طرقه..؟ متى يمكنه التيقن بأن امرأة تشبه
بروازه العتيق.. أو أشبهت ولو على الأقل نصفه..؟ أيرضي غرور الرجل بلوغه لشبيهة أمه..؟ أم أنصاف الأمهات اللاتي يتقاسمن معه نصف الحب.. ونصف العاطفة الأمومية
المتأخرة..؟ متى يتشبع الرجل من العطف..؟ أيمكنه الاعتراف بأنه طفل في الثلاثين..؟ أو صبي في الستين..؟ أيهم يهزمه أكثر في الكهولة: وصوله إليها بلا أم..؟ أم دخولها بلا
حب..؟
يصبح المرء عاجزاً عن رسم مواصفاته.. وعن تحديد الحاجة التي تئن داخله لاستنطاق ملامحاً يشك بين الحين والآخر أنها تعبره عبر منامه.. يستطيع أن يبكي أثناء ضحكه..
يمشي أثناء نومه.. يتكلم بهستيريا وقت الصمت.. ويضحك بالمقابر.. كل هذا حين تكون أمه الضيف الوحيد على ذاكرته.. هذا خاص بالذين رأوا أمهاتهم.. فكيف
يمكن للذين لم يلتقوا بأمهاتهم إلا على هيئة براويز معلقة.. أو مواصفات ورثوها عن جداتهم .. كيف لهم أن يحملوهن.. ويطيعوهن.. ويستعيدون ذكرياتهم التي لم يعيشوها بهن..؟
أيمكننا القيام برسم أم لإنسانٍ لم يشاهد أمه..؟ ألم يتوصل العلم إلى الآن لاستخلاص الصور بالذاكرة ونقلها إلى الأدمغة والقلوب التي بحاجتها ...؟
بدر: آآه يمه حرموني منك ومن حضنك يمه.. ما دخلت الطب إلا عشانك وعشان حالات كثيرة تشبه لك.. ما عرفتك
إلا صورة من البرواز.. ولولا الله ثم جدتي هيأ.. كان أنهبلت وضاعت دروبي الله يجازي من كان سبب.. الله لا يبيحه.. يا ضلعي الحزين.. عوضي بجدتي هيا ولا العوض
بالقطعيه..
هيا: بديـــر يمه بدر
ابتسمت لها بحب: ياروح بدر.. آمري إلا تددلي ياشيخة الغيد
بخجل: عز الله انك انهبلت.. علامك جالس بروحاتك.. لا يكون هويان
بدر: اي بالله.. هويان يمه.. ومهتوي شيختهم بعد
وهي تضرب بكعازها بجلدي ..
بدر: أفااا يـ ام صالح تسذا توجعني اخخخ ياقلبي مير الله يصبره على ما ابتلاه
هيا: اي من هي الـ مهوتيها كانها زوينه نخطبها لك
بدر: اي يمه بس المشكلة مايجوز تاخذني
عصبت: وليه إن شاء الله.. وزود انك رجال من صلب رجال.. المجالس تفز لك.. من صغر سنك يابدر.. وابن امه يتكلم بحرف
بدر: ههههههههههههه.. آآه يمه اللي ابيها حليله لي ما تفارقني الحين " وغمزت لها "
وهي تعدل طرحتها: ايا اللي ماتستحي.. قم قم روح لمرضاك.. قم حسبي الله على عدوك
غرقت بالضحك وابي ابوسها بس هي تصد عني بست راسها وريحة الحناء ماتفارق زولها: ياجعل عمرك طويل يالغالية.. تشوفين عيالي وعيال عيالي بعد
هيا: يالله حسن الخاتمة.. اخذت عمري وكفاية.. بس متى تبي تفرحني واشوف عيالك حولك
بدر: قريب يمه..
هيا وهي تمسح دموعها بطرحتها: تقول صدق يمه
بدر: هالله الله.. وعاد ابيك تختارين لي زوينه
هيا: تبشر يمه.. مالك إلا طيبة الخاطر
بدر: ويلومني لا من بغيتك.. تامريني على شيء يمه
هيا: سلامتك ولاتسرع يمه.. ترى سرعة ماهي بزوينه
بدر: على هـ الخشم
هيا: الله يحفظك يمه.. الله يحفظك
خرجت ودخلت سيارتي المركونه بالمواقف.. ومسكت جوالي ودقيت على دكتور جويزع.. صاك عني بزعله الماصخ.. واخيراً رد
بدر: حي الله هـ الصوت.. عاش من سمع صوتك
سكت ولا له خاطر يتكلم.. زين ليه تخلي الخط مفتوح.. ياشين زعلك
بدر: طيب.. سلام عليكم.. حتى سلام ماتبي ترد.. ياخي غلطانين ونعتذر.. واشتري روضتك بالسوق..
جزاع: تبي ترضيني قلت
بدر: لالالا.. هذا صوتك معقول.. يارجال بغيت انهبل.. زين سمعنا صوتك وياشين تغلي
جزاع: تصدق انا الغلطان اللي رديت عليك
بدر: جويــزع يا الماصخ بطل برودك.. وإلا قسم اجي لك الحين واوريك كيف شغلك واقلب اجتماعك
صك بوجهي.. ابن الذين.. استغفر الله.. مسحت وجهي بكفوفي.. وبعدين معك ياخي غلطنا واعترف.. يعني الانسان مايغلط.. ياليت مافتحت فمي
ولا انا وش لي.. خبركم من يوم زيارة جزاع لي بالمستشفى.. اتصلت على ابوه وبعد سلام وسؤال عن الحال.. خبرته ان جزاع تعبان ومريض والحمى متعبته زود.. هو انخلع من
رعب.. وحلف علي ان اجيه الحين وياخذه للمستشفى ويعالجه وياخذ دواه.. استناست يوم جاء جزاع وابوه يهزئه كانه طفل مايمشي معه الكلام طيب.. عنيد وراسه يآبس.. جلس
عندي ثلاثة ايام بـ ليالها.. راعيته وصار صحته مثل الحصان.. وطبعاً من هالسالفة الكلام مقطوع بينا.. خبل حتى صحته يهملها ولا يعترف يكابر وكتوم.. عرفت حبه لـ ساره بـ
ومن خبرتي كـ إخصائي نفسي.. بس هو يكابر مايبي يتعرف ان مهتويها.. مير الله يعنيه على ما ابتلاه.. والا هو وش له بغثى الحب
×
|