كاتب الموضوع :
♫ معزوفة حنين ♫
المنتدى :
القصص المهجورة والغير مكتملة
رد: كل يغني على ليلاه ، للكاتبة : عاشقة كبريائه
.،.،.،.،.،.،.،.،.،،.،.،.،.،.،.،.،.،.،،،،.،.،.،.،.، .،.،،،،،.،.،.،.،.،.
المقطع الرآبع
" دنآءة "
كم هو دنيء ؟!
ذاك الذي يتلآعب بـ الأحآسيس |~..
" مشعل " صديق سعود ..
يقبع بالمقعد المجآور لـ " سعود "
في سيآرته الفورد الآبيض
يفتح أول زرين من قميصه العسگري
ليظهر له البدي القطني العسگري
بنظآرة شمسية ذآت حوآف ذهبية تغطي
عينيه النآعستين برموش ظليلة المغمضتين
تعآلى رنين البلآك بيري اللمس ورد على المتصل
: هلآــ والله
... تونآ من أسبوع ...
- أردف بمگر هآمس -
وحتى أنآ مشتآآق بالحييل ..
.. مع السلآمة !
أغلقه مدخله في جيب بنطآله
" هه .. يعني فآگرك بتلوين ذرآعي ؟! "
تمتم بتقليد سآخر
: وحتى أنآ مشتآآق بالحييل ..
أقص يدي إِذَا مآكنت گذآب !
إبتسم من گلمته
ليتمتم بسخرية
: وش نسوي لزوم ندلع .. عشآن نروق !
هتف برفع أحد حآجبيه
: تصدق ..
.. أحسك معلق لَا أنت متزوج و لَا مطلق !
أنزل نظآرته على أنفه المآئل قليلآ
نتيجة حآدث بـ درآجته الهوآئية عندمآ
گآن صغيرآ .. ولمآ گبر خف ميله
وأصبح أگثر " جآذبية "
ونآطقآ بتلآعب
: هي اللــي تبيه لنفسهآ ..
.. مقرر آتزوج ثآنية أگسر رأسهآ شوي !
التفت نحوه بحرگة سريعة
ليقبض أصآبعه الثلآثة من يده اليمنى
وإصبع سبآبته ممدود و إبهآمه مرفوع للأعلى
ليشگل هيئة مسدس مصوبآ بإتجآهه
ويده اليسرى تثبتهآ من خط معصمه
بعين مغلقة وأخرى مثبتة عليه
متمتمآ بإستهزآء
: عشآن تضربك برصآصة في رأسك
بنت العقيد !
قهقه بضحگة من حرگته
والتفت نحو جآمة السيآرة
فيتعآلى صفير شآحنة بينهمآ لحظآت تصدمهآ
ليصرخ بفزع
: ســـعوود !!
وقف .. لَا ننصدم !
أمسك المقود صآرخآ
: أنت اطلع ..
وأنآ بحآول أوقفهآ لَا تصدم في السيآرة
مقآبلنآ .. بسرعة ..
فتح البآب وقفز بسرعة
ليصدم بحصى و الرمآل الصخرية
رمى نظآرته لينفجع بصوت إنفجآر
إخترق قلبه بخوف من موت صآحبه !
حتى تعآلت دقآته لدرجة تصم أذنيه ..
حدق بعينيه النآعستين ..
شآحنه قد انحرفت
لتستقر متوسطة الشآرع
بميل قد أصبح حآجزآ سد الطرف الثّاني
اخترقتهآ " الفورد " الأبيض
ونآر تلتهم بفگ مُفترس
بلهيبهآ المشتعل يزيد هيجآنآ !
ازدآد تعآلــي دگ قلبه
رآگضآ غير مبآلي لخدوشه ..
نحو أشلآء السيآرة ..
ليبحث عنه فقد يجده !
متآوه بين الأحيآء ..
وربمآ أصبح قطعة " فحم "
وصل مقآبل بآبه ..
لتبعده لسعة دخآن النآر
فأصبحت عينآه تحدق ببحث !
" أو قد مآت مُتفحمآ .. "
بلع ريقه بهلع !
فهذه الفگرة ثبتت في عقله
حتى تشگل وجه سعود وجسده !
جلد قد ذآب من صهر النيرآن
وملآبسه قد التصقت بجسده
بعدمآ ذآبت أيضًا !
هز رأسه بـ لَا نآفيآ
فلمآذآ يتخيل هَذَا التخيل ؟!
فـ " سعود " ربمآ لم يمت !
ربمآ ..
يمگن ..
بمعنى هنآك أمل في " موته "
فگرة قد طرت عندمآ وجد مقعده متأجج بنآر
فبتأگيد صآحبه اشتعل و .. انتهى !
فمآ أهش من الإنسآن و ضعفه ؟!
ولگن ..
.. أين " جثته " إن مآت ؟
إن مآت !!
وربمآ لم يمت حي !
بل .. مآت !!
ارتجفت يديه .. قدميه
ليخر جآلسآ مثني السآقين
وشد گفيه خلف رأسه
مصوبآ عينآه نحو زرقة السمآء
لترغمه على إسدآل جفنيه
بقسوة أشعة شمسهآ الحآرة
ليشهق برجآء قتل سگون الطريق
: يآربــــــْ رحمتگ !
.
.
.
رأسه محشور بحضن المقود
ذرآعيه مستسلمتآن بملآمسة الأرضية
فتح عينيه ببطء ..
وسآئل ثخين خطآ خده
سقطت عينآه على الطبلون بزجآجه المگسور
ومشهد الذي استغرق للحظآت فقط يُعَآدْ !
تعدي شآحنة بسرعة هآئلة ..
تنبيهه بـ أعلى التصفيرة ،.
انحرآفهآ ..
محآولة تفآديهآ..
اصطدآمه بـ عمود ..
إغمآئه بعدمآ ارتطم رأسه بحآفة المقود
و..
قطب حآجبيه الگثيفين ..
من صرخة رجولية اخترقت مسمعه
بسرعة رفع رأسه وسحب ذرآعيه
أطل من نآفذة بيسآره
ليجد مآ أفزعه !!
سيآرة مخترقة شآحنة
تحترقآن .. بتطآير نآر !
ومآ أفزعه ..
عسگري جآلسآ بتخآذل على الأرض
لفت انتبآهه قبل الحآدث
بنظآرته و شخص آخر ؟!
شخص آخر!!
نعم .. !
ذآك الذي گآن يقود السيآرة
ببدلة عسگرية ..
وأشآر له بإيمآءة و.. إبتسآمة !
عندمآ توقفآ عند نقطة تفتيش .. متجآورين !
ارتعشت أصآبعه ..
عندمآ استقرت عينآه على المقعد المشتعل
أيمكن أنه يشتعل وهو ميت ؟!
أي حزن مُعذب سيلآقونه أهله بـ لحظة دفنه ؟!
فهو شهد هَذَا الحزن للقلب الحنون الدآفئ ؟!
وأي فجعة سيتلقونهآ أحبآبه !؟
عندمآ يريدون أن يودعوه فيجدونه " مشوهآ " ؟!
تعآلت أنفآسه لهذه الذگرىٰ ..
مؤلمة بحدوثهآ .. مفجعة بإنتهآئهآ !
حولت أفرآد منزلهم فردآ فردآ !
مسح دمه بطرف گم ثوبه
منحنيآ نحو بآب المجآور لمقعده
وترجل بسحب قدميه ..
لـ مسآعدة الوآقف
بعدمآ ترددت صرخته بـ " سعود "
: سعود .. سعود !!
يگآد يجن ..
فهو رأى تفحم جثة سآئق الشآحنة
ولكن ..
لم يجد أي أثر لـ سعود !
دآر حول السيآرة حتى دنآ من مقعده
نفث بجنون غبآئي
فزدآد تأجج النآر ..
بـ حرآرة الجو ..
بـ أشعة الشمس ..
بـ الهوآء العآبث ..
وهو ينفث بجنون غبآئي !
وصرخ بنبرة رآجية
سمآع صوته .. رؤيته !
الإطمئنآن عليه ..
بأن لم تبعث به لهيب النآر
وتشوهه لدرجة البشآعة !
: ســعود .. وين رحت ؟!
وانحنى غير مبآلي بتوهج النيرآن
ليتخآذل خطوآت للخلف ..
أحكم قبضته بذرآعه القوية
ولفه حتى أصبح مقآبله
نآطقآ بنبرة متوترة لتهدئته
لگن ..
مآذآ ينطق ؟!
فالحروف مبعثرة
گبعثرة النيرآن أمآمه !
فـ الحآدث
قد قلب موآجع حآدث ..
لم ينسآه !!
: زيين ..
أبعد قبل مآ تحرقكـ ..
سحب ذرآعه بعصبية
وهتف بصوت عآلي
: وخرر عني ...
وخليهآ تحرقني .. بس خليهآ تطلعه
- لف إلى جهة الشآحنة مردفآ بصرخة -
ســـعوود .. هَذَا هو !
.
.
.
قبل دقآئق ..
على بُعد مترين من خلف الشآحنة المشتعلة !
سيآرة خربة قد تُرگت بعد استهلآگهآ
يقبع الجزء العلوي من " سعود " على سقفهآ المتمزق
وجزؤه السفلي قد ارتخى على مؤخرة السيآرة بتدلي
انبعثت آنة من بين شفتيه ..
بتوجع لآسع من رأسه المرتطم بآلسقف
وظهره الذي يألمه بلسع من قوة سقوطه
فحرآرة هذه الخردة الحديدية
تسلخ جسده من خلف البدلة !
أغمض عينيه بتآوه مرهق !
فهو لم يحترق ..
ولم يتقطع إلى أشلآء ..
وكآد أن ينجو
ولكن .. تعطل " البريك "
فيفتح البآب و بـ لمحة البصر
سقط على سقف هذه السيآرة السآكنة
وذلك لـ إنفجآرهآ المفآجئ ..
فتحهمآ لتسقط على الشآحنة
التي يتصآعد منهآ الدخآن بضرآوة
يتخيل لو مآزآل قآبع في السيآرة
لإحترق .. متفحمآ .. أشلآء إنسآن
حمد ربه للمرة الرآبعة
بأنه لم يصبه نصيب من النآر المشتعلة
سحب آگبر كمية من الهوآء يتخلله
ونفث زفيرآ ..
رفع يده اليمنى
ممسگ فخذه الممدد ..
صگ على أسنآنه بـ تألم
حرّك ظهره بصعوبة وارتفع جآلسآ
وصوت فرقعة من فقرآت الآخيرة من عموده الفقري
أوجعته فشد بيده اليمنى أسفل الظهر المتصلب
فمآذآ يفعل الآن ؟!
فـ رجليه لَا يشعر بهمآ !
فقد تخدرتآ من الوقوع .. ؟!
أو گُسرتآ من سقوطه المحطم .،؟!
وربمآ .. انشلتآ ؟!
حملقت عينآه برهبة في رجليه
خوفآ من فگرة الأخيرة ..
شلل ..
فقدآن حرگة رجليه ..
يصبح مقعدآ ..
يصآحبه گرسي متحرك ..
يگون أسير مگآنه ..
يتذمر شخصآ من خدمته ..
و.. أفگآر أخرى قد طرت وأوجعته
تعآلت خفقآته الضآربة يشآرگه
زيآدة سرعة أنفآسه .. و رجفة يديه !
أيمكن أن يگمل مشوآر حيآته مشلول الحرگة ؟!
تحت رحمة أحد البشر ؟!
يسآعده .. يُطعمه .. يتأفف منه !
ولن يرحمه ..
ولن يرحمه ..
ولن يرحمه ..
ضرب بقسوة فخذيه
يقآتل ويقتل هذه الفگرة الملعونة!
وصوت يصم أذنيه صآرخآ باسمه
لـگن .. لم يبآلي فيه !؟
ففگرة الشلل تعمقت حتى أوسمت في عقله !
ويد قد ربتت على گتفه جعلته يرفع رأسه
وهمس بضعف بعدمآ رأى وجهه
: مشعل .. مآ أقدر أحرك رجولي !
تصلبت إبتسآمة بهجة
عندمآ سقطت عينآه عليه
فأتآه في ثوآنٍ !
لَا يعلم گيف وصل إليه ؟!
فقد يگون مهرولآ ..
رآگضآ ..
وربمآ خرجت له أجنحة وهمية
جعلته يهبط بعد طيرآنه !؟
لگن .. لَا يهم گيف وصل !
بل ..
الأهم أن صآحبه لم يحترق
ولم يتحول أشلآء بسبب نيرآن
لحظة !
فمآذآ يقول
أقآل بأنه ليس له القدرة على تحريك رجليه ؟!
ربآه ..
ربمآ خُيل إليه ..
شد قبضة گفه
وهتف بتوتر
: سعود .. وش هالگلآم .. ؟!
.. يمكن كسر أو من التعب
- أردف بتسآؤل -
إلآ أنت گيف وصلت هنآ !
اختنقت العبرة بدآخله ..
فأي تعب هَذَا يُصلب أصآبع قدميه ؟!
ويجعله عآجزآ عن تحريگ سآقيه ؟!
و فآقد القدرة على الإحسآس بـ فخذيه ؟!
ضرب بعصبية فخذه الأيمن ..
فهو يريد أن يتعذب بآلآم ليرتآح !
عجبآ من هَذَا التنآقض ؟!
فإن توجع بضربآته سيهدأ بآله
الذي غمره حد العمق " فگرة قآسية "
وتمتم بغضب نبرة
وغضب قبضته اليمنى اللآكمة
: شلون تعب ولآ كسر .. وإذآ !
أبي أحس .. أبي أتألم !؟
- وأشآر إلى أسفل السيآرة -
يعني إذا دآستني هالسيآرة بكفرهآ
مآأحس فيهآ .. شلون ؟!
انقبض قلبه بخشية ممآ قآله
مشفقآ عليه رغم عصبيته !
إحمرآر وجهه ..
نبرته العصبية بضعف ..
وضربآته التي لـو أُلگمت بگآئن حي
قد أنهت عمره في ثوآنٍ !
قطب حآجبيه من صوت صفآرة المطآفي
الذي اتصل عليهآ ذآك المدعو " يوسف "
وسأله إن گآن قد أصآب بـ خدش
لأنه .. ممرض !
ممرض ؟!
بمعنى سيسآعد " سعود "
و طمأنته ويخبره أنه مجرد كسر وسيُجبر !
مآل نآحية لـ يمسك بقبضته اليمنى
وقبضهآ بحزم .. لإيقآف " جزعه "
نآطقآ بأمر
: هدي واذكر ربك ..
بنآدي لك الممرض !
.
.
.
للمرة الثآلثة ..
يعآين رجليه لتأگد من إحسآس صآحبهآ بهآ ..
فالمرتين السآبقتين قد عآينهمآ
ولگن ..
لَم تصم أذنيه بصرخة ألم ؟!
أو .. محآولة إبعآد يده بعصبية ؟!
من صآحبهآ المصدوم !
بل .. وجد الصمت .. الجزع !
فربمآ أصآب بـ شلل مثلمآ أيقن ..
تنهد ..
متحسسآ سآقيه المتورمتين
ورضوض قآبعة بمنآطق مختلفة
ضغط على جرح طولي نزل من تحت رگبته
فـ تبللت أصآبعه بدمآئه
گ أمل أخير ليتألم طآردآ فگرة شلله !
ونطق بترگيز
: وش تحس فيه !
: مآأحس .. مآأحس !
گررهآ ضآربآ برأسه حآفة السيآرة
مغمض العينين بضعف
أضعف روحه ..
وقتلت حيآته المستقبلية ..
فقدرة إحسآس برجليه قد أُعدمت
وأُعدم بعدهآ گل شيء ..
فلن يسير ببروده ..
وإنمآ سيگون مقعدآ لگرسي يسير !
ولن يعمل ..
وإنمآ سيفصل فورآ فعمله بحآجة إلى رجلين !
ولن يقود سيآرته ..
وإنمآ سيرگب مع سآئق خآص يقود بدلآ عنه !
ولن يصطحب " سلوآه "
وإنمآ .. مآذا؟!
فقد يطلب منه خآله مفآرقتهآ ..
وهي تصاب بصدمة قآسية تشطرهآ ..
وهو يُقتل و.. تُعدمْ حيآته !!
ولـ إبعآد هذه الفگرة وقتلهآ ..
ضرب رأسه بتعنيف بالحآفة الحديدية
مغميآ عليه !؟
فربمآ يصحو ويجد نفسه مجآورآ لـ سلوآه
معآفى الرجلين !
.
.
.
يقبض المقود بين أصآبعه بشدة !
فقد وصله إتصآل من ابن عمه " سعد "
يخبره أن " سعود " بالمستشفى
وأفجعه بإحترآق سيآرته !
وأغلقه سريعآ ... من دون گلمة !
فيجعله يختبط دآخل قوقعة وسآوسه
فقد استبعد موته بـ گلمته " الحمدلله .. بخير ! "
لگن .. لم يذگر مآأصآبه ؟!
فربمآ تگسرت رجليه !
أو غُمِرَ بـ جروح ..
وربمآ لسعته النآر بإحترآق !
ارتجفت أصآبعه برعب ..
إحترآق ؟!
بمعنى قد وصلته النيرآن
لوجهه .. ظهره .. بطنه .. أطرآفه
فـ تشوههآ ببشآعة ؟!
علو رنين جوآله الذي صدح
أرغم أفگآره على الإنقطآع
سحب جوآله الأسود ليرى اسم " أختي "
بلع ريقه محمحمآ فمآذآ تريد منه الآن ؟!
أيعقل وصلتهآ الآخبآر بهذه السرعة بوسط جآمعتهآ ؟!
أو .. اتصلت لتخبره بخوفهآ على " سعود " المتأخر ؟!
وربمآ ..
" يمكن تبيني أوصلهآ .. يآالله ! "
نطقهآ دآخله نآقرآ للرد
وهتف محآول أن يگون صوته طبيعي
: آلو ..
متسندة على حآئط بدآخل دورة الميآه
منتظرة خروج " وعد " ..
وأصآبعهآ محمرة
من قوة قبضهآ لجوآلهآ الأبيض على أذنهآ ..
فـ منذ سآعتين و إتصآلآتهآ لم تتوقف عليه !
ولم تتوقف أفگآرهآ السودآوية من التدفق إلى عقلهآ
فأرهقتهآ هذه الأفگآر مسببة لهآ رعب حآد قآتل !
فربمآ وصل إلى الشقة ونآم وجوآله في وضع الصمت ؟!
أو قد أصآبه مگروه ..
من نومه أثنآء قيآدته .. تعب مفآجئ !
فسآرعت بالإتصآل على " فآرس "
لنحر هذه الأفگآر وإطمئنآن روحهآ
فمجرد .. مجرد فقط !
التفگير بهذه الأفگآر تقتل روحهآ وتميتهآ
ولگن حدوثهآ ..
قد تُقبضْ روحهآ هَذَا أقل مآيمكن !
انبعثت شفتيهآ الملطختين بقلوس فآتح
بگلمآت سريعة ..
مغرقة بالخوف ..
بتوتر مجنون !
تصبهآ بأذن آخيهآ الهآدئ
: فآرس ..
سعود مآيرد علي ؟!
أبيك تتصل عليه .. يمكن يرد عليك
مآأدري شفيه .. خآيفة عليه !
- مردفة بترجي -
فآرس .. الله يخليك شوفه وين ؟!
جنّبَ سيآرته عند الرصيف برجفة
من گلمآتهآ المنبعثة
.. المرتجفة .. الخآئفة !
فهي خآئفة .. عليه و مشغول بآله فيه !
فمآذآ يخبرهآ لتهدئتهآ ؟!
أيخبرهآ أنه بالمستشفى نتيجة إصآبته بحآدث ؟!
أو إنه تعِبَ فَنُقِل لمعآينة تعبه ؟!
أو .. مآذآ ؟!
استبدل جوآله ليضعه بأذنه اليسرى بتوتر
أخذ نفس لتهدئة أنفآسه المتخبطة
وهتف بلهجة سريعة
: سعود بخير .. بجيك الحين .. تجهزي !
وأغلقه قبل سمآع ردهآ
وبالأصح قبل .. أن تستجوبه !
: فآرس .. اصـ ..
بُتِرتْ حروفهآ الأخيرة بخوف ..
من لهجته السريعة ..
خمآسية الگلمآت ..
إغلآقه المستعجل ..
أيعقل خوفهآ ينبئهآ بمگروه حصل له ؟؟
ولگنه نطق بإنه " بخـير "
نعم .. بخير ؟!
فلمآ غرز الوسآوس بتفگيرهآ المُتعب
فهو بخير ؟!
لگنه ...
نطقهآ بنبرة مستعجلة
گأنه بذلك يمنع إطآلة المگآلمة
وأغلقه بدون توديع أيضًا ..
وأمرهآ بـ لبس عبآءتهآ لاصطحآبهآ !
أيعقل أن فگرتهآ صآئبة ؟!
يآالله ..
فلمآ الدنيآ مستمرة بقسوة صفعهآ ؟!
ألم يگفهآ ..
صفعة زوآجه من أخرى
صفعة برود أحآسيسه
صفعة ممآطلة حملهآ
والآن ..
صفعة ستقتلهآ
بـتوجيعه أو فقده !
صگت أسنآنهآ برجفة فگيهآ
وبـ رجفة يديهآ
فـ تخآذل هآتفهآ النقآل بالسقوط
من فگرة المميتة نآحرة روحهآ
فإن گآن بروده تنحرهآ !
ففقدآنه تعني " وفآتهآ "
تعآلت أنفآسهآ بتخبط
و.. طرقآت قلبهآ الطآرقة لضلوعهآ
رفعت گفهآ لموضع قلبهآ الصغير !
وبدلآ .. من تهدئته
زآدت رجفة يديهآ
لتهمس بإحتقآن أسود وجههآ بعده
: سـ عود !
من خلف بآب التوآليت ..
نشفت يديهآ بالمنديل الأبيض المُخرم
وهتفت بمنآدآة لرفيقتهآ التي سگنت فجأة
تأففت بإنزعآج عندمآ تذگرت حآلتهآ
مجنونة الإتصآل
بذآك البآرد ... مُصلب الأحآسيس
.. لآيرد على اتصآلآتهآ!
آدآرت وگرة البآب بعصبية من فگرة
فهي بودهآ الصرآخ في وجهه
قتل بروده المتعجرف
دعس غطرسته
ليعلم مقدآر الوجع المسبب لـصديقتهآ
و..
قُطع خيط أفگآرهآ !
بشهقة تبعثرت من شفتيهآ بفجعة
من الوقفة المآئلة المستندة على الجدآر
و إگفهرآر بإسودآد وجههآ الحسن
اقتربت بخطوآت سريعة
محتضنة بإعتنآق زنديهآ المتدليتين
ونطقت وعينيهآ تدور بين تقآسيم وجههآ
: فـــجر .. شنو فيگ ؟!
مآبهآ ؟!
تسأل مآبهآ ؟!
أتخبرهآ بوسوستهآ به
المخوفة لأعمآق روحهآ ؟!
أتخبرهآ أن مگآلمة فآرس
قد غرست فگرة فقد زوجهآ ؟!
التمعت عينآهآ مشوشة رؤيتهآ
لتصدر بشهقة مگللة بتأتأة گلمآتهآ
: سـعـود .. سعود !
ضغطت على زنديهآ
وبلعت ريقهآ بخوف
فهل قسى عليهآ مجددآ ؟!
مستخدمآ أسلوب آخر جديد !؟
جعلهآ تسگب الدمع .. و تنتفض گورقة !
وربمآ سبب تأخره قد أفجعهآ ؟!
فهمست بتسآؤل مرتبك
: وش فيه ؟!
صآر له شي .. ؟
قَالَ لك شي ..؟!
هزت رأسهآ بتعثر
يشآرگهآ تعثر عبرآتهآ
نزولآ من عينيهآ المتگحلتين
مرورآ على خديهآ المحمرين
انتهآء عند شفتيهآ .. عنقهآ !
لتنطق بذآت التأتأة الموجوعة
التي أوجعت روحهآ المتعبة
وعقلهآ المغمور بشگوك سودآوية قآتلة !
فهي تبگي من دون دليل يقطع شگهآ باليقين !
وإنمآ تبگي لمجرد وهم قآتل لهآ !!
أي جنون أصآبهآ ليجعلهآ منخرطة في بگآء حآد ؟
أم حسآسيتهآ لَا تحتمل وهم مفجع ؟!
: لَا ..
فآرس لمآ گلمته عنه قَالَ لي انه بخيير !
بسسْ .. مآني مرتاحة !
خآيفة إنه فيه شي .. خآيفة !
قطبت حآجبيهآ بتحديق غير مصدق !
فهي خآئفة .. مرتجفة .. مـجنونة أيضًا
فبگآئهآ گبگآء من فقد عزيز عليه .. وأعظم !
ورجفتهآ گمن أصيب بدآء الصرع
أي جنون تفعله الآن ؟!
فهي من اتصلت على أخيهآ
ويخبرهآ بأن ذآك البعل " بخير "
تجن برعشة و بگآء مرير ..!
فمآذآ ستفعل إِذَا قيل لهآ
أنه قد دهسته سيآرة ومآت !
" بتموت أگييد .. يبي لهآ تفگير .. "
فگت أحد الزنديين
لتحكم الإمسآك بزندهآ الآخر
وقربتهآ من المرآة
فآرتسمت صورة شبيه لـ فجر
عيون محمرة بإنتفآخ
ووجه مسود بذبول
بدموع تملأ تقآسيمهآ !
تنهدت بدآخلهآ ..
فمآذآ تفعل بهآ لتوقف جنونهآ
آتصفعهآ بدلآ عن زوجهآ ؟؟
أتحتضنهآ لگتم شهقآتهآ ؟!
أترشقهآ بقطرآت المآئية تُفجِعهآ ؟؟
أدآرت الصنبور الآزرق تأگيدآ للفگرة الأخيرة
فربمآ تهدآ و تحكم عقلهآ !
وتمتمت بجدية نآسفة بغضب
: فجير ..
يآالخبلة يقول لك أخوك انه بخير
تصيحين گآنك بزر ..
- ملئت گفهآ بالمآء لترشه على وجههآ -
آجل لـو قآلوا لك انه مآت وش بتسوين ؟!
أگييد بتموتين بعده ..
وهو مآيدري عن سآلفتك .. يآالخبلة !!
نطقتهآ بحرقة عليهآ
فإلى متى هَذَا الجنون والخوف عليه
وهي بالنسبة له أحد ممتلگآته فقط !
ورشحت وجههآ من جديد !
قبضة زندهآ
رشقآت المآئية
نبرتهآ الغآضبة
گلمآتهآ الرآجمة
جعلتهآ تشهق بأعنف من قبل
مترآجعة للخلف بخطوة خآئفة
و" آجل لـو قآلوا لك انه مآت وش بتسوين "
ترجمهآ رجمآت تهز جدآر عقلهآ وتنهيه بقسوتهآ
فمآ بآل رفيقتهآ تصفعهآ بتعنيف ؟!
ألم يگفيهآ الصفعآت السآبقة
لتختتمهآ هي بصفعة فأل الموت لزوجهآ ؟!
ربآه ..
مآذآ أجرمت ليصفعونهآ جميعهم بتتآبع !
رفعت گفهآ وتمسح دمعة فتنزل بدلهآ الضعف
وتغمغم برجفة كلمآتهآ
: أقول لك خآيفة عليه .. تقسين علي ؟!
حرآم عليك وعد !
تبين تموتيني .. بهآلگلآم !
أنتـ
رنين الهآتف الملقى على الأرض
أوقف فجر عن تتآبع گلمآتهآ المتعبة
أنحنت وأخذته " وعد "
لتجد اسم " فآرس " هو المتصل
رفعت عينيهآ نحوهآ نآطقة بجدية
: فآرس .. هو المتصل !
.
.
.
: بعد مآظهرت لنآ نتآئج الأشعة
عنده گسر برجله اليمين و شرخ بعظم فخذه الأيسر
وإن شآء رآح يتجبر ..
أمّا أنه مآيحس بألم في رجليه
الگسر مآيفقده الإحسآس فيهم
والفحوصآت اللــي أجرينآهآ
انه لم يُصآب بشلل برغم من تحرك فقرتين من عموده الفقري !
نطقهآ الدگتور لثلآثة المشدودين لگلآمه ..
أبو سعود ..
استرخى في جلسته المشدودة
ومسح ببآطن گفه وجهه
بدآية من جبينه المعرق
وختآم عند ذقنه الملتحي
فـ الحآدث الذي صوره له " مشعل "
قد فجعهم وزرع الخوف بدوآخلهم
غمغم بالحمد بصوت خآفت
حمدآ لله ... إنه لم يُفجع بموت ابنه قبله
حمدآ لله ... بأن ابنه البگر لم يحترق من نيرآن الإنفجآر
حمدآ لله ... أنه أصيب بگسر ولم تشل حرگته
لگن .. ابنه يتآوه .. صآرخآ بعدم قدرته في تحريك رجليه
قطب حآجبيه بإستغرآب
فالفحوصآت تتنآقض تمآمآ مع حآلة ابنه
گآد أن يسأل .. وسبقه " مشعل " في ذلك !
وآقف آمآم طآولة مگتب الدگتور
ويديه قد أمسگت بحآفة لتفريغ إرتبآگه
فـ " سعود " لم يُصآب بشلل مثلمآ أخبرهم
لگن .. حآلته تظهر العگس !
فتمتم بتسآؤل
: دگتور .. گيف مآأصآب بشلل
وهو يقول انه مآيحس فيهم
وش هالتنآقض ؟!
بلل شفتيه بتوتر ..
متقدمآ في جلسته إلى الأمآم
بگفين قد شبگتآ على حآفة الطآولة البنية
فـ صحيح مآقآله !
فهو لم يُصآب بشلل حتى يمنع حرگة رجليه
وأصيب بشلل في ذآت الوقت !
وهو شلل نفسي !!
فهو لا يثير أي ألم في العضو المصاب
وإنما شلل وفقدان لوظيفة الحركة،
إذ تؤدي مثل هذه الاضطرابات النفسية وظيفة دفآعية
أي أنها تنزع نحو الراحة
وعدم مجابهة كل المؤثرات والأحوال
والظروف التي يمكن أن تجعلها
لا تطيق العمل أو الحركة أو التنقل
ولمعآلجته..
بالحآجة إلى علآج نفسي
وتوفير بيئة جيدة
ليتخطآهآ و يستطيع السير !
حمحم ليتمتم بهدوء وعينيه ترگز على وآلد المريض !
: صحيح أنه مآأصآب بأي خلل في جهآزه العصبي
يخليه ينشل .. لگنه أصيب بشلل نفسي !!
.
.
.
وآلدته بجآور رأسه الملفوف !
برهة تمسح على رأسه ..
وأخرى تطلق شهقة نحيب حزنآ عليه
متمتمة بالدعآء الشفآء العآجل له
طآبعة قُبلآت حنونة تملئ وجهه
وهو صآمت بعينين مغمضتين !
ونفسيته في أحض الحضيض
فـ رجليه لَا يشعر بهمآ ..
بل يشعر بخوآء وخلو من قدميه
فلو قُطعت !
فلن يحس بألم ووجع ..
يآالله ؟!
فهو لآ يعترض على مآقدر له
لگن .. من حقه إگمآل حيآته برجلين
يسير بهمآ .. يتمرن بهمآ .. يركل بهمآ !
فهو لم يتعدى الثلآثين من عمره
حتىٰ تشل رجليه .. مصآحبآ لگرسي !
فمآذآ فعل ليُعآقب على فعلته بشلل ؟!
فهو لم يقتل نفس بريئة ..
ولم يظلم إنسآ ..
ولم يجرم مآ يغضب ربه ..!
اختنقت غصة بدآخله
فتعآلت أنفآسه بخنقة ..
قبض على شرشفه الأبيض
مسدولآ على فخذيه
يصل لأخمص أصآبع قدميه !
گأن بذلك يقبض طيف حبيبته " سلوآه !
الذي ارتسم بين خوآطره ..
فهو بحآجة مآسة إلى إحتضآنهآ
وتطبيبه بگلمآتهآ الحآنية !
: إن شآء الله تتعآفى قريب !
همس رجولي حنون دآعب أذنه
ليخرجه من بين گومة أفگآره
بتقطيبة حآجبيه فآتحآ عينيه
لتصطدم نظرآته بوآلده الجآلس
فينطق بسؤآل يآئس
: أتعآفىٰ ..؟!
شلون أتعآفىٰ وأنآ مآأحس برجولي"
يبه ؟!
ليش تقولي هالگلآم وأنت دآري إني مآرآح أرجع
أمشي من جديد ..
يآليتني ميت محترق أحسن من أعيش عآجز !
رفع گفه الگبيرة لگتم مقذوفآت شفتيه
فـ جملته الأخيرة قد اخترقت قلبه بوجع قآتل
فمآ هذه الأمنية البشعة في تحققهآ ؟!
التي ستدميهم جميعًا
هو ووآلدته
أخوه وأخته
زوجتيه الإثنتين
جده وجدته
وگآفة أحبآبه !
وتفجعهمآ هو و وآلدته !
مرر بطن گفه على خده
حتى وصلهآ على الجزء الملفوف
متمتمآ بإبتسآمة شفآفة بأمل
فهو مثلمآ قَالَ الدگتور
إنه بحآجة إلى زرع أمل
ورفع معنويآته لتحسين نفسيته
فيستطيع تحريك رجليه !
: وش هالگلآم يآولدي !
ربك يحيي العظآم وهي رميم ..
وأنت تيأس من رحمته ..
تدري يآولدي .. إن الدكتور طمنآ عليك
وبشرنآ إنك بتمشي إن شآء الله قريب و ..
انتفض ليقآطعه
رآفعآ ظهره ..
ليسقط مستلقيآ من جديد
بألم من فقرتي بنهآية عموده
وجه رأسه لنآحيته بتوجع غآضب
فمآذآ يقول وآلده من گلمآت ؟!
أيريد زرع أملآ مستحيل حدوثه ؟!
نعم .. !؟
مستحيل في حآلته ؟
فگيف سيمشي مرة أخرى
وهو لَا يشعر بهمآ ؟!
فلو غرزت الآلآف من الأبر
فلن يحس بوخزهآ !
ووآلده الآن يقول أنه سيسير مجددآ
ليهتف بقسوة ضعيفة
: بشركم .. أني بمشي ؟!
ومتى ؟!
وبعد كم ؟!
بعد مآ أشيب ؟!
ويضيع مستقبلي ؟!
يبه !
طلعني .. أصلآ وجودي هنآ مآرآح يطيبني !
- أردف بصرخة منهآرة -
طلعني من هنآ !
.
.
.
: إن شآء الله .. نزوركم قريب
سلمي عليهم .. مع السلآمة !
نطقهآ مغلقآ السمآعة ..
أرآح رأسه على خدآدية البيضآء خلفه
وصوت أخته أم سعود المتحشرج بالدمع
يرن بأذنيه گرنين الأجرآس ..
أخبرته ..
بإصطدآم سيآرته !
إحترآقهآ بالنيرآن !
وشلل لرجليه النفسي !
أغمض عينيه فآبنته المدللة الوحيدة
ربمآ ترضى بإگمآل زوآجهآ معه !
أو ترفض .. ويحق لهآ ذلك
فهي لتوهآ وردة لم تتفتح بعد
فلآ تستحق أن تبدأ حيآتهآ معه
گممرضة !
وإن رضت هيَ .. فسيرفض هوَ
فلن يستحمل أن يجعل ابنته
ممرضة .. منتظرة موعد شفآؤه
حتى لـو گآن ابن أخته !
رفع رأسه عندمآ شعر بظل يغطيه
ليرى ابنته المدللة بوجه بآگي
فقطب حآجبيه بتسآؤل
: وش فيك يآ بنت !
رگضت نحوه ..
لتدفن وجههآ في گتفه
بشهقآت مثقلة بخوف
فقد سمعت المگآلمة
من " آلو "
منتهية بـ " مع السلآمة "
وثلآث گلمآت قد طُبعتْ في عقلهآ
حآدث ..
إحترآق ..
شلل ..
و عقلهآ المريض قد شگّلَ لهآ
قد تفنن في تشگيل صورة
بشعة
عآجزة
لـ سعود !
مستخدمآ گآفة ألوآن البشآعة
بريشة رمآدية التشويه
تعآلت أنفآسهآ بروعة
وهي تشد جيب ثوبه
وصورته تتبختر بجدآر عقلهآ
لتهمس بصوت مبحوح من البگآء
فهي لن تستطيع رؤيته من جديد
مآ دآم متشوهآ .. عآجزآ..
فالفرآق أفضل من تعذيب رؤيته
: خليه .. يطلقني !
مشعل ذيآب ثآمر الـ .. 28 سنة
يوسف بسآم يوسف الـ .. 30 سنة
أبو سلوىٰ ..
.،.،.،.،.،.،.،.،.،.،.،.،.،.،.،.،.،.،.،.،.،.،.،.،.، .،.،.،.،.،.،.،.،.،.
وإن شإء الله
ينآل إعجآبكم !
وعذرآ .. إن لم يصلكم إحسآسي
فهذآ مآأحسست به .،.
|