المنتدى :
ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
روايتي...ولغد طيات أخرى...الفصل الخامس والخمسون
بسم الله الرحمن الرحيم...
السلام عليكم جميع أعضاء المنتدي...
هنا ليس كل الأبطال وسيمين...و عريضين و أغنياء و مكتملي الصفات كما يتم رسمهم في كل الروايات..و بالمقابل ليس كل البطلات ملكات في الجمال و لا يوجد بهن عيب...
بل هنا الواقع...أنا أخط لوحتى الكتابية هذه بحروف ربما خيالية نوعا ما..و لكنها تتشرب جزءا كبيرا من الواقع...هنا كل بني آدم خطاؤون و ليسو بكاملى الصفات...
أول مخطوطة لي..و لكني أحس بنضجها ليس الكامل و لكن يمكن أن نقول الذي نال قبولي و أتمنى أن ينال قبولكم أيضا...أحببتها..أحببت كل حرف خطته يدي فيها..كل المواقف ..الحزينة و الجميلة...المؤلمة و المفرحة..المبكية و المضحكة...القوية و الضعيفة...أحسست بكل الأحاسيس التي كتبتها فيها...
هنا لن أتحدث عن المثل و الأخلاق و جزاء الأخطاء...بل سأدعها هي من تخبر من يقرأها بالدرس المأخوذ منها و العبرة من ذلك...
جريئة نوعا ما...و لابد لي من الدخول في تفاصيل و لتخرج بصورتها الكاملة لابد لي من الغوص في الأعماق...
لن أتحدث عن شخصياتها بل سأدعكم تتعرفون عليهم موقفا وراء الآخر...و لحظة وراء الأخرى...منها من ستستفزكم و منها من ستأخذ روحكم..و منها من ستعشقونها..و منها من ستكرهونها و منها من ستتضارب مشاعركم تجاهها و لكنها في النهاية اجتمعت لتكون هذه المعزوفة من الحروف و التي أرجو أن تدخل قلوبكم و عقولكم و تسكن فيها...
أقدم لكم روايتي......
و لغد طيات أخرى....
الفصل الأول...
مقتطفات ليس إلا....
لكل منهم مقتطفات من حياته...
بعضها مؤلم...و الآخر محزن....
والبعض القليل يبعث شبح الإبتسامة لملامحهم!!
في كلِّ طَيفٍ يا حياتي ألمحُكْ
بالرَّغمِ مِن صَخَبِ الوجودِ،
وهذه الضوضاءْ ..
نَغَمًا جَميلاً يَستَبيحُ مَسامعي ،
نَبعًا تَفجَّرَ أغرقَ الصحراءْ
تأتي طيورُكِ كي تَحطَّ بأعيُني
وعلى شِفاهي تَعزفُ الأصداءْ
ما كنتُ أعرِفُ كيفَ إحساسٌ بَرَقْ
أو أنْ أُخاطِبَ زهرةً حسناءْ
حتى نَزَلتِ بكلِّ حبِّكِ داخلي
فنطقتُ باسمِكِ أوَّلَ الأسماءْ
طوفي علىَّ وزَمِّليني داخِلَكْ
أنا قادمٌ مِن ألفِ ألفِ شِتاءْ
رَجْعُ الصقيعِ بداخلي يَغتالُني
عَصْفُ الرياحِ ، مَرارةُ الأشياءْ
نِزار قبّاني
جالسة...
و يا ليت لهذا الكرسي القدرة على تحمل ما بصدرها من ألم...
هذا هو المكان الوحيد الذي يمكنها من استنشاق الهواء...مع أنه هواء ملوث..و لكن هو المتوفر الآن!
تتمني لو لهذه النسمات القدرة على محو ما بذاكرتها...بأن تحملها معها و تذهب لوجهتها أينما كانت هذه الوجهة...
اعتادت ذلك..أن تأخذ سجادتها و تأتي الي هذا المكان...و تفرغ كل ما بداخلها و ذلك بالشكوى له...و له وحده..هو الوحيد الأعلم ما بداخلها...لعله يغفر لها...و كيف أتتها الجرأة بمواجهته...بعد كل قذارتها!!!
قطع عليها أفكارها صوت اعتادت عليه...صوت صراخ!
\نوووووووورة...نووووووورة
أخذت نفسا عميقا...و تبعه زفير..تمنت لو تخرج روحها معه!! و خلعت عبايتها..و طبقت السجادة..و نزلت...
*********************
دخل وأرتمي علي اقرب كرسي من باب الجناح...و أخذ زفرة قوية تدل علي مدى إرهاقه..و رمى الحقيبة الصغيرة المصاحبة له في جميع سفرياته...
أخذ فترة مغمضا عينيه..و فتحهما فجأه...وضع يده اليمنى علي الجهة اليسرى من صدره...استنشق عطرها بشغف...أصبحت كل الغرفة برائحة عطرها...ااااه منكِ...لقد استللتِ روحي!
خرجت تلك من الحمام...نظر إليها و لم يستطع رفع عينيه عنها! ...اااه كم اشتاق لها!!...كانت ترتدي قميص نوم رصاصي غامق طويل حوافه سوداء يظهر مدي انوثتها...عندما رأته..قالت بكل برود \حمدالله على السلامة...و جلست أمام المراة تسرح شعرها..
لم يستطع المقاومة أكثر..\ الله يسلمك...ثم ذهب حتى اقترب منها..و عانقها من الخلف...و طبع قبلة على شعرها المبتل...
و همس و هو مغمض عينيه\ اشتقت لك... و لريحتِك!
لم تبد أي نوع من التعبير قالت و بغنجها المعتاد..\ يومين يسوون فيك كذا؟
أردف بعد ان اعتدل في وقفته...\ و أكثر!!!
قالت بنفس برودها...\دحين أكيد إنك تعبان و أنا ما عندي وقت لازم انام لأن عندي شغل بكرة...
ابتسم بضيق..تظل كما هي!... لم تغير طريقتها في الهروب من تعليقاته..لم لا تحس به؟!..بمدى حبه لها؟!...بمدي حاجته لها في هذه اللحظة...
لم يرد بشئ..و تجاهلها و اتجه الى الخزانة و هو يخلع قميصه...
\لا تخلع ملابسك هني...بتتسخ الغرفة...كم مرة لازم أعلمك...أحست أنها قد بالغت في ردها العنيف معه فأردفت... \حبيبييييي بليييز...
جُرح من كلماتها الأولى و لكن ...حبيبي!!! تقول لي حبيبي و ازعل منها؟!!! لا أبدا...
أردف بأبتسامة\ لولا..حبيبي هذي...كان لي تصرف ثاني معك...و اتجه الى الحمام...
تجاهلته...فهي منذ أن قالت هذه الكلمة و هي في واد اخر...
كلمة...من دون معني...ليست لك...صدقني ليست لك...
و إنما لذاك القريب....البعيد...!!!
***************************
جالسة...تتصفح في الانترنت...و مندمجة بكل حواسها في الشاشة...قاطع تفكيرها صوت طرق علي الباب..
اووووف يا ربي..ما ممكن أجلس وحدي ولا دقيقة
روح \ميييين؟؟
عبدالعزيز \أنا يا بابا..أتاها صوته الحنون..
ارتسمت ابتسامة جميلة على وجهها...كانت ستقول أدخل..و لكن تذكرت أنه عليها أن تقفل الصفحة التي كانت عليها في الإنترنت..أغلقتها و فتحت صفحة منتدي ديني..
و من ثم أردفت \أدخل
دخل و كل ملامح الحب على وجهه...
عبدالعزيز \كيف أصبحتِ يا روح بابا؟ و طبع قبلة علي جبينها..
رسمت ملامح حزن على وجهها..و التفتت للجهة الثانية..
قال لها بضحكة...\دحين ليش هالحزن...على فكرة التكشيرة ماهي حلوة على وجهك...و قرص خدها بخفة..
لم يحصل منها أي رد...كتفت يديها...\ هذا كله لأني ما خذيتك للمزرعة مثل ما وعدتك؟!
كشرت وجهها زيادة..و لم ترد...
أخذ يضحك ..و ذلك لأنه يعلم جيدا بأن كل ذلك دلع مطلق منها...قام من مكانه و اتجه نحو الباب و هو يمثل عدم المبالاة و كأنه يهم بمغادرة الغرفة...هي استغربت!! فهو لا يخرج أبدا من هذه الغرفة الا بعد أن يراضيها.. وقف بالقرب من الباب و أردف \خسارة باين ان الهدية اللي جبتها حضطر أرجعها...و نظر لها بمكر..
انفردت ملامحها فجأة \ هدية؟!!
قال وهو يكمل تمثيليته...\أوكي مثل ما تحبين يلا باي.....
روح \بابااااااااا...سكتت مدة بعد أن علمت أنها قد لفتت إنتباهه...و أردفت بابتسامة\ هدية لي؟!
قال لها و بابتسامة على شفتيه..\أنتِ لساتك زعلانة مني..صارت الحين مافي لها لزوم..و اتجه نحو الباب مرة أخرى..
روح \باباااا بلييييز...
لم يستطع مقاومة دلعها أكثر..و اتجه نحوها..\مشكلتي اني ما اقدر على زعلك..
روح \بابا وينها الهدية؟؟!!
نظر لها بعد أن رفع حاجبيه\ اذن رضيتي بس عشان الهدية؟!
ابتسمت ابتسامة ماكرة و قالت...\ لا بابا و الله أنا ما أقدر على زعلك..
عبدالعزيز \يا حبك للكذب...
ابتسمت روح \باباااا؟!
\خير خير...يلا نشوف الهدية..
روح \هي تحت؟!
عبدالعزيز \ايوة ...
و اتي الي جهتها ليقود كرسيها المتحرك الذي تجلس عليه و يتوجه بها خارجاً من الغرفة...
*******************
أغلق الباب بقوة...حتى أحس بأنه سيخلعه من مكانه!!
وضع يديه علي صدره, فتح الزرارات العلوية من قميصه, في محاولة لأخذ نفس..و كأنه يلفظ آخر آنفاسه...ظل مدة من الزمن متكلا بظهره على الباب...لم تستطع قدميه حمله...تهاوى بكل قوته علي الأرض...
هرب منها و من ذلك الألم الذي سببته له...و الآن يعلم أنهما سيأتيان ليسكنا معهم..في نفس المنزل...في نفس المكان...
لا....لا يسطيع تحمل رؤيتهما...هرب ثلاث سنين خارج البلاد بأكملها حتى يبحث قدر الإمكان...و ها هي تريد الإقتراب أكثر..لتجعله يرى ما فعلته كل ليلة بعينيه!!...
قطع عليه التفكير طرق على الباب...
أفاقه هذا الطرق...وقف فجأة و رتب قميصه و كأنما قد انتبه على نفسه ..
قال من وراء الباب...\نعم!!!!
\أستاذ ...مدام رجاء تقول لك أن الأكل جاهز.
سكت مدة طويلة...و كيف لي أن أدخل شيئا في فمي و أنا أحس بالغثيان!
\أستاااااذ...و بدا من الصوت أنه قد نفد صبره...
يسار \ما أبي شي.....
\و لكن أستاذ المدا.....
قاطعها بصوت حازم\ قلت لك ما بي شي...ما تفهمين انتي...
سمع صوتها من وراء الباب و كأنها تتمتم بألفاظ تشتمه بها...جر خطواته إلي السرير ليتهاوى بجسده عليه...
**************
جالسة أمام المراة...تنظر لتلك الصورة التي أمامها...من أنتِ؟!...لم غيرتك الدنيا لهذه الدرجة..لم أصبحتِ متبلدة المشاعر بهذه الطريقة؟!
تقلب خصل شعرها الناعمة بين يديها...هذه المرة لونك أحمر يا شعري...أخذت ضحكة إستهتارية بين شفتيها...آسفة يا شعري من كثرة الأصباغ التي أطليك بها...
أخذت العدسات اللاصقة بين يديها...لونها أخضر... كم هو جميل..
وقفت علي قدميها...ارتدت الكعب العالي الفاقع الحمرة! ...ليؤدي وظيفته بأكمل وجه...ارتدت الجاكيت الأبيض و الذي يبدو عليه علو سعره...و الأهم أنه يغطي الحقيقة المرة...و التي لا يجب أن يعلمها أي شخص...أخذت نظرة إلى نفسها أمام المرأة..
إمرأة بالغة الجمال..شعر أحمر طويل...منسدل بطريقة جذابة...عينيها خضر كالعشب...جينز أسود و ملتصق بقدميها و واصف لهما بصورة مترفة...و أحمر الشفاة اللامع...
أخذت نظارتها الشمسية و ارتدتها و أخذت حقيبة يدها...ألقت نظرة أخيرة...
أمرأة جذابة بكل ما فيها من أنوثة!!
******************
وفي منطقة شبه فقيرة...تبعد عن المدينة عدة أميال...تتسم بتلك الشوارع الضيقة و المتسخة...
كل يوم كسابقه...ليس هنالك مطبات...ليس هنالك رياح..أحس و كأني أعيش داخل منظومة متكررة...كما هي...مللتُ ..أقسم بأني قد مللت...يا رب لطفك...لو كان ل...
قاطع كتابتها دخول شخص غير مرغوب فيه للغرفة...
أدخلت المذكرة التي بيدها تحت الوسادة بأقصي سرعة..و اعتدلت في جلستها..
\وش اللي خبيتيه عني؟...كانت هذه يسرا بنت خالتها...
قالت نورة بإرتباك....\اااه لا لا ما في شي...
قالت تلك وهي تمد يدها بإصرار...\ودي أشوفه...
نورة \أمممم....نظرت لتلك الواقفة أمامها...اعتلت ابتسامة مزيفة على وجهها....\ وش ها الحلاة..على وين راحية بكل هالكشخة...كانت هذه محاولة ظاهرة للفرار من المواجهة..و لكن لعلمها بغباء تلك الواقفة أمامها لم تخف من أن تكتشفها..
يسرا \أأأه أممم...رايحة لصديقتي...و دارت حول نفسها لتقف أمام المرآة...ثم اردفت \ قولي والله...شكلي يجنن...
ابتسمت نورة علي غباء الأخت الواقفة أمامها \مرة حلوة....
نظرت يسرا إلى تلك الساعة المعلقة على الحائط و أردفت..\أوووه أنا تأخرت و لازم أروح...ارتدت عباءتها...وخرجت من الغرفة حتي من دون أن تعر لها أي انتباه...
أخذت نورة نفسا قويا لأن يسرا لم تكشفها...جلست مدة تفكر...
ماذا لو اكتشف أحد ما؟!!...ماذا لو قرأ ما بهذه المذكرة؟!!...ماذا لو قرأ ما بين السطور؟!! ماذا سيحدث؟!!!
هي قذرة...قذرة...نعم قذرة و ليس هنالك أي مفر من هذه الحقيقة...هذا ماضيها و مستقبلها و حاضرها!!
نزلت دمعة من طرف عينها ..ههه...اعتادت على هذه الدمعة...فكل ما تذكر رائحة الماضي...تنزل هذه الدمعة و كأنها تعبر عن ولو القليل من مأساتها...
قطع عليها تفكيرها طرق الباب مرة أخري...علمت أنها ليست يسرا...فهي ليست باللباقة لتطرق الباب...لا هو طرق تعلمه و تحبه...جدا...ابتسمت من اعماق قلبها...
همت بفتح الباب...
و نزلت ووضعت ركبتيها في الأرض لتستقبل ذلك الصغير...
زياد \نونة...نونة...
قالت له بحب شديد... نورة \نعم يا رووووح نونة...
أمسك بطرف فستانها و قال \يتلا وينها؟
ابتسمت نورة \ راحت عند صديقتها...ليش تسأل يا شيطان؟
زياد \نووووونة...قالها و كل ملامح الغضب على وجهه...
زياد \أنا ماني سيطان!!
نورة \أوكي أوكي انت مانك شيطان بس ليش تسأل عن يسرا؟! هاااااا
رفع كتفيه و علي شفتيه علامة....لا أعلم...
نورة \اااه منك!!!...قالتها و سحبته لتدغدغه و هو يموت من الضحك...
زياد \نوونة ..اقلي لي قسة...
نورة \من عيوووني يا قلب نوونة...
دخلا و أغلقت باب الغرفة ... أخذت القصة و وضعت زياد الصغير على ركبتيها...و بدأت بسرد القصة له...
*****************
**************
في ذلك القصر الكبير...حيث الثروة بحد ذاتها!!!
ممسكة بالعصاة التي تستند عليها في وقوفها...و بنظرة غاضبة\ يا رب ألهمنا الصبر...
نظرت لها تلك الواقفة بالقرب من المطبخ و تعطي الشغالات إشارات لتحضير الافطار...
أردفت تلك العجوز المتذمرة...\ تدري يا ولدي انه على زمنا ما كان في ولا شغالة وحدة...كنت اشتغل بروحي و ما اتأخر عن أشغال البيت...مادري وش مشكلة حريم هالزمن!!
أنزل الجريدة قليلاً...مد اصبعه السبابة و أنزل النظارة قليلا...و أردف بابتسامة صغيرة\ يمة....اصبحنا و اصبح الملك لله ...و حنا مب حمل مشاجرات من صباح الرحمن!!
ردت تلك الجالسة على كرسي وواضعة الراديو بالقرب منها لتستمع له...الجدة \ صباح...وينه الصباح...الظهر بيأدن و حنا لساتنا ما فطرنا..
أدركت تلك الواقفة أنها هي المقصودة بهذا الكلام و ليس هنالك أحد آخر...لوت فمها و ردت رجاء \ عمتي الأكل بيجهز في دقايق..و نادت\ مرضية يا مرضية بسرعة...
هو بدوره علم إلى أين سيتوجه هذا النقاش...لذلك لا بد من تغيير مساره...و أردف\ رجاء.. يسَار وينه؟؟
تلك الأخري كانت تريد أن ترد على العجوز التي أمامها و لكن اكتفت بالرد..رجاء \ مادري ...رسلت الشغالة عشان تناديه..
ردت العجوز في محاولة أخرى لاشعال الحرب \ و الشغالات يسوون كل شي في هذا البيت؟؟!!!
رجاء\ عبدالرحمن قل لأم.....
قاطعها ذلك الذي ملأ المكان بحضوره المفاجئ و الابتسامة على وجهه..واضعا يديه داخل جيوب الشورت الكحلي الذي يرتديه ...يسّار \صباح الخير..بديتو بدوني؟
كانت ردات الفعل مختلفة لقدومه....واحدة ابتلعت الغضب الذي اشتعل بداخلها و كانت تريد تفجيره في المكان...و الأخرى نسيت تماما مناورتها و ابتسمت لظهور حفيدها المحبب لقلبها...و ذاك الجالس الذي أخذ نفسا لإرتياحه بقدوم من ينهي هذه الحرب التي كانت على وشك أن تبدأ!!
ابتسمت الجدة...وضعت يديها علي المكان الذي بقربها من الصوفا مردفة \ تعال يا روح جدتك...إجلس جنبي...
ابتسم عبد الرحمن على حب امه لأبنه و اردف بخبث \ هااا... من جا حبيب القلب نسيتينا و نسيتي الأكل اللي لك ساعة تنبحين فيه!!
الجدة \هو أقرب من لي في البيت بعد وفاة أبوك رحمة الله عليه...ترحم الكل عليه...
كان الأكل قد جهز في هذا الوقت و قام الكل للصفرة...
لاحظت الجدة أن حفيدها عازف عن الأكل...و كأن فيه شئ.. \ يسَار...وش فيك..ليش ما كليت شي؟!
يسَار\ أممم...مافي شي...
عبدالرحمن\ رجاء...أنا قلت لخالد يجي يسكن معانا هو و زوجته هنا...القصر كبير و ....قاطع كلامه اختناق ذالك الاخر بالأكل...
اعطته رجاء كوب الماء بسرعة...\ بسم الله عليك يا ولدي وش فيك؟
الجدة\ يسَار...يا ولدي سم بالله...بسم الله عليك...
بعد أن شرب من كوب الماء أخذ نفسا من الهواء..لا يعلم و لكن أحس بأنه مهما أخذ...لن يستطيع التنفس مرة أخرى..\ الحمد لله..
عبد الرحمن أكمل كلامه \مثل ما قلت البيت كبير و خالد سفرياته كثيرة...عشان كذا بيجي هو و حرمته و يسكنوا معانا...حضرو لهم للشقة اللي فوق... و يسّار انقل أغراضك للشقة الثانية...
أردف يسَار بضيق \ رح انقل أغراضي اليوم للبيت الثاني...
تم الرد عليه بنعم تعجبية من كل من كان بالجلسة...اردفت رجاء \يسّار!!!...لا ما رح تروح للبيت الثاني...أنا ما صدقت انك جيت بعد كل هالغيبة...ودك تروح و تعيش بروحك!!!
يسَار \يمة أن....قاطعته الجدة \يسّار ليش تبي تعيش بروحك؟
يسَار\ جدتي أنا ما ودي...قاطعه والده بغضب\يسَار...تبي تغضبني؟!
يسَار\ لا... خالد و حرمته بيجون و يسكنون هني...و أكيد هي ما بتحس بالراحة بوجودي... و انت عارف اني ماحب الضيق...
عبد الرحمن\ أي ضيق و القصر كبير..و أنت ل....قاطعه يسَار معلنا وقوفه \أنا آسف و لكني اتخذت قراري و ماني متراجع عنه...و ترك طاولة الطعام و ذهب...
اردف عبد الرحمن بيأس \ هالولد عنيد...ما وده يسمع كلامي في اي شي..الشغل معايا في الشركة ورفضه..و الحين يرفض حتى السكنة معاي؟!
اردفت الجدة\ عنيد مثل عمه الله يرحمه...
علمت رجاء أن هذه المحادثة ستذهب لمجرى لن يعجب عبد الرحمن...فاردفت لتغيير الموضوع \ عبدالرحمن...ماهو ضروري جية خالد و زوجته...ممكن تروح لاهلها لما يسافر خالد... قاطعها عبدالرحمن بغضب\ رجااااء!!...خالد و زوجته بيجوون...سواء رضيتِي أنتِ و ابنكِ ولا رفضتم...و سواء كنتي راضية على هذي الزواجة أم لا....و أعلن هو الآخر عن تركه للأكل...
******************
نظرت له و الإبتسامة تملأ ملامحها...وضعت يديها على وجنتيها تعبيرا عن صدمتها...\هذا لي؟؟
نظر اليها بابتسامة تعشقها ...عبدالعزيز \أي ..اهو لكِ...
أمسكت يده و جرتها لكي ينحني و تستطيع أن تحضنه...و هو تدني لمستواها و حضنها...روح \شكرا بابا أنا أحبك...
وطبعت قبلة على جبينه...رد قائلا\ و أنا أحبك أكثر يا روح بابا...يلا ورينا مواهبك فيه...
حركت عجلات الكرسي المتحرك نحو البيانو...مدت يدها برقة لتتحسسه...كم هو جميل..و ناعم...أبيض كالثلج..و نظيييف...وضعت إصبعا واحدا على احدي النوتات...و أخرجت تلك النوتة صوتا بالمقابل...نظرت له و ابتسمت...و هو نظر لها قائلا\ يلا..ليش خايفة...اعزفي عليه...تقدم نحوها واردف قائلا\ بس أنا عندي شرط قبل كل شي...
تراجعت الى الوراء بخيبة أمل...مردفة\ لااا...فيها شروط؟!...
عبدالعزيز \ولازم توافقين عليها...
قالت محاولة أن تترجاه بملامحها الطفولية\ بابااااااااا...
عبدالعزيز \لا ما رح تقنعيني هذي المرة...و ليه انتي رافضة ...أنتِ ما عرفتي الشرط من البداية؟!!
روح \بابا...دايما شروطك ما تعجبني...
عبدالعزيز \هذا شرط سهل...
\أوكي قوله؟!
تقدم نحوها أكثر و جلس على قدميه و هو يقول \ تتابعين مع الدكتور و تتفاعلين معاه...
روح \بابا بس....قاطعها قائلا بتحذير\مافي مشكلة اذا ما ودك برجعه لمكانه...
نظرت إلى البيانو الذي أسرها...و نظرت إلي والدها..ثم أخذت نظرة أخري الى البيانو..و قالت بخيبة أمل\ أوكي
\وعد؟!
\ وعد...يلا نروح للدكتور تحت..و هو في غرفة المكتب ...
نظرت له بصدمة...و قالت غاضبة\ باباااا..يعني له مدة وهو موجود..و انت خدعتني بالهدية!!...رد قائلا وهو يتوجه نحو الباب\ ما خدعتك يا ملقوفة..و الحين بنادي الدادة عشان تنزلك ...و ترك الغرفة من قبل أن يسمع لها أيا من أعذارها الواهية...
بعد دقائق أتتها الدادة..و قادتها لغرفة المكتب...و عندما دخلت الغرفة كان هو معطيها ظهره و يتأمل في الكتب الكثيرة المرصوصة بدقة متناهية...هو قد أتي ثلاث مرات من قبل و لكن هي لم تتفاعل معه أبدا...هي ليست مريضة نفسيا..و لا تريد أن يعاملها أحد كذلك...يكفيها أنها مريضة جسديا...نعم أتتها نوبات كم مرة و لكن هذا لا يدل على أنها تحتاج لهذا المتغطرس الذي أمامها...
كان مرتديا قميصا أبيضا كعادته..أليس له غير هذا القميص؟!!...و بنطلون كحلي...يبدو انه متغطرس جدا..و هي تكره هذه الصفة بشدة...سكتت مدة تنتظره أن يكمل ما كان يفعله...و لكن المدة قد طالت...
\احمممم...احمم..
لم يرد عليها و اكتفي باكمال ما يفعله كأنها ليست موجودة...هي من جهتها كانت تريد الانقضاض عليه من هذه الحركة...غبي...لماذا يتجاهلها؟!...
\هيي...أنت!!
التفت لها و هو يصطنع المفاجأة من وجودها \هاا....أنتِ من متى هني؟
قالت و هي غاضبة\ أنا ادري انك تتقاضى بالساعة وودك تزيد اجرتك...عشان كذا...و لكن قاطعها بضحكته العالية....و التي ملأت كل أركان الغرفة....
قالت و هي تموت من الغيظ\ وش اللي يضحك؟!...مافي شي يضحك؟
تقدم نحوها ووضع يديه داخل جيب بنطاله...وقف ثم قال مستهزءا ....\اوكي يا أستاذة خلينا نبدا....بما انك تحسبين لي بالثانية...
اغتاظت منه جدا...لا تريد أن تكون معه الان..و هي ليست بحاجة له هذا الدكتور الغبي...كم هو غبي!!...
حركت عجلتها نحو الخارج و هي تقول\ أنا آسفة و لكن سأوفر عليك هذه الجلسة...لأنني متعبة...و تحركت لتتركه في الغرفة...
تم واقفا في مكانه و هو يبتسم...يبدو أنها ستحتاج لزمن طويل و صبر..لم تمر عليه حالة بهذا العند....
*************************
و في إحدى الشركات المرموقة و المعروفة بضخامتها و ضخامة من يملكونها و يتحكمون في سوق الحديد بأكمله...
يتحدث في الهاتف...و يبدو أنه يتحدث مع شخص مهم جدا...و أن الصفقة التي يتحدثون عنها أهم...و من طريقته في الحديث يبدو انه يختصر في ذلك الشخص لغرض أهم بالنسبة له...أغلق الهاتف المحمول و نظر لتلك الجالسة على الكرسي الذي أمامه واضعا كلتا يديه على طاولة المكتب...
و أردف بنبرة متشوقة\ دحين فرغت نفسي لك...
ابتسمت و وضعت رجلا على الاخرى بكل ثقة...و أخرجت علبة السيجار التي في حقيبتها ليقوم هو من مكانه و يجلس على الكرسي المقابل لها...ومد الولاعة ليشعل السيجارة لها...سحبت نفسا و نفخته ثم أردفت بأنوثة متناهية...\أنت دايما مشغول...
اقترب منها أكثر و بهدوء و هو ينظر لها...\و ان كنت مشغولا...سأفضي كل وقتي لكِ...أنتِ فقط...
رجع الى الوراء مسترخيا على الكرسي و قال\ أنا رايح في رحلة عمل بعد بكرة...وأضاف بابتسامة...و ابيك تروحين معي...
ردت مستنكرة\ و المدام؟!
ضحك ضحكة عالية...ثم أردفمنو جاب سيرتها...أنا ودي انتي تروحين معاي...
طفت السيجارة المشتعلة على الطفاية التي أمامها و قالت \ ما دري...عندي اشغال كثيرة هنا ما اقدر اسيبها و اسافر...
قال مترجيا لها\ كلها أسبوع و بعدها بتكملين اشغالك...
قالت\ ما اقدر...قاطعها قائلا و هو يقوم عن الكرسي\ مابي اعذار أنا قطعت التذاكر من قبل...
\بس انا ما..قاطعها مرة أخري صوت الهاتف الذي فوق الكتب....
\نعم...اااا...هو وصل ؟!....ودب اعرف كل تحركاته...مافيه يغيب عن عيونكم ثانية....أوكي و قفل السماعة..
هي بدورها استغربت جدا من المكالمة...و من هذا الذي يتتبعه؟!....و لكن فضلت ألا تتدخل الان و تنتظر منه هو أن يدخلها في الصورة...فصفة الفضول لن تساعدها في الوصول الى ما تريده..و قالت و هي تقوم من المكتب و تعدل جاكيتها\ أنا لازم اروح...بلاقيك بعدين..
قال معترضا\ لوين؟
ردت متجاهلة سؤاله\ أنت مشغول ..بااي...و تركته و تركت وراءها رائحة السجائر التي ملات المكتب...وهو جلس يتأمل في مشيتها التي تأسره...
************************
خرج من الحمام و هو ينشف قطرات الماء المتساقطة من شعره...مرتديا روب الاستحمام...نظر لها....
كعادتها..أمام المراة تضع مكياجا..أو تمسح شيئا على جسدها..أو تسرح شعرها...و لكن لو تعلم أنها لا تحتاج لكل ذلك لتصبح جميلة...هي جميلة كما هي...وقف مدة ممسكا المنشفة الموضوعة على عنقه بكلتا يديه...انتبهت له و هو يتأملها...التفتت نحوه و قالت بابتسامة زائفة...\وش فيك؟
رد بابتسامة صادقة!!...\أتأمل!
ضحكت ضحكة خفيفة و قالت متابعة تسريح شعرها\ في شنو؟
تقدم نحوها و كعادته طوق كتفيها بيديه...و انحني ليقرب وجهه منها و هو يقول\ فيكِ...
تحررت من قيد يديه ببطء...و قالت و هي تقوم عن الكرسي\ متى بتسافر؟!
علم أنها محاولة أخري من محاولاتها للهروب منه..و من مغازلته لها...لا يعلم لم تفعل ذلك...قد حاول ألا يعبر لها عن مدي حوجته لها..ولكن لم يستطع...رد ببرود\ اليوم المسا...
تقدم نحو الخزانة ليخرج شيئا ليرتديه و قال..\على فكرة بيجي العمال اليوم بينقلون الأغراض للقصر...
لم تفهم قصده...\لأي قصر...
\القصر الكبير...
أحست أن قلبها سيقفز من مكانه..لا لا تريد الذهاب لذاك المنزل هي في أحسن حال هنا و لا تحتاج لشئ...الوحدة أفضل لها...قالت بتردد\ أنا مابي روح القصر...أنا مرتاحة هني..
قال بضيق و هو يسحب غطاء السرير ليستلقي عليه\سماااح...سبق و أن تناقشنا في هذا الموضوع...
ردت بتذمر\ بس..,.قاطعها بحزم\ أنا سفرياتي كثيرة ...و ما رح اكون مرتاح و انتي بروحك..
ردت في محاولة أخيرة لها \بقدر اروح عند اهلي...خالد...سكتت مدة و أتت لتجلس قربه على طرف السرير...\أنا مابي....قاطعها هذه المرة بحزم\ سماح الموضوع غير قابل للنقاش..و اذا عن عدم راحتك بوجود رجال في القصر...ارتاحي فيسَار قد انتقل للبيت الثاني...اردف و هو يغطي نفسه باللحاف و يستلقي على الجهة الأخري...\دحين لازم انام وراي سفرة..
و تركها غارقة في أفكارها...كيف لها أن تعيش في هذا المنزل...و تتعايش مع ذلك الواقع الأليم..والذي فعلته هي بنفسها..و لم يغصبها أي أحد عليه...لا...و لكن قد غصبها الزمن...غصبتها الحوجة...
استلقت هي أيضا على السرير محاولة النوم و لكن لم تستطع التوقف عن التفكير في الموضوع...تفاجأت بأنه قد التفت ناحيتها فجأة...وضع يديه تحت رأسه...تأملها لمدة...ثم قال مبتسما\ أنا آسف لو غصبتك على شي بس هذا الحل الأنسب...
ابتسمت جدا على مدى حبه لها...نظرت له و حاولت أن تكون منصفة في ردها..أن تغطي مشاعرها التي بداخلها...ابتسمت هي في المقابل له..و طبعت قبلة خفيفة على خده..و اتجهت للجهة الاخري لتعطيه ظهرها...و لتمنع تلك الدمعة النهمرة من عينها...
*******************
عموما اليوم لم يكن بهذا السوء...كان جيدا نسبيا...و أنا أصلا لم أتوقع أن أتعرف على أي شخص من البداية...و لكن يبدو أن الناس قد اعتادو استغلال الموظف الجديد...عموما و ان لم يكن عملا جيدا...هو أفضل من الجلوس في هذا المنزل و الاستماع الى طلبات خالتي التي لا تنتهي...و حكايات و حديث ابنة خالتى المدللة...مهما تراكمت الأعمال..هي في النهاية أفضل من هذا الجحيم...
29\1\2005
8:23 مساءا
اغلقت مذكرتها ووضعتها تحت الوسادة...و استلقت على السرير واضعة كلتا يديها تحت رأسها و نائمة على جهتها اليمنى...أغمضت عينيها متمنية ألا تأتيها صور الماضي كما تأتيها كل مرة...مانعة عنها النوم...و لكن قد خاب ظنها و هي تتذكر تلك اللحظات المؤلمة...بكل أحاسيسها...آلامها...فتحت عينيها و جلست تتعوذ من الشيطان ليفتح باب الغرفة معلنا عن قدوم الشخص الوحيد الذي تتحمل وجودها في هذا المنزل من أجله...فتحت كلتا يديها مرحبة بقدومه...
و هو بكلبراءة ركض ليجلس بين قدميها...
\نووونة...
\يا روووح نونة...
نظر لها و قال\ ماما تبيك..
\ تبيني أنا...
\اوكي زياد روح لها وقول لها اني جاية..
ارتدت عبايتها و طرحتها و خرجت لتجد خالتها تتوسط الصالة جالسة تحضر في مسلسل مكسيكي مدبلج...وقفت مدة دون أن تقول شيئا...كحت بخفة ثم قالت\ احم..احم..خالتي...تبين شي؟
\اي في شخص اجا الصباح و سأل عنك...
ردت باستغراب\ شخص...و من هالشخص؟
\تسأليني أنا ولا تمثلين الهبالة...و لو اني عارفة كنت رح اناديك و استفسر منك؟!
لم ترد على لهجة خالتها الاستهزائية...و اكتفت بقول...
\ما سالتيه؟
\سألته وقال انه يبي يتكلم معك...بسيبك هالمرة بس لو دريت انك تتظاهرين بالغباء أقسم بالله ما رح أرحمك...
لا تستطيع الرد أو قول أي شئ فهي هنا خادمة لا غير...صمتت مدة ثم قالت\ تامرين على شي ثاني؟
\لا ..ممكن تروحين..توجهت نورة مغادرة المكان و لكن استوقفها صوت خالتها مرة أخرى...لم تلتفت و لكن توقفت لتسمع أوامرها\ يسرا تقول انها تعبانة..حضري لها عشاء و خذيه لغرفتها....
\اوكي...تبين شي ثاني....ردت تلك الاخرى ب\ لا..لا مابي..ااا نسيت.و أكيد أن وليد جعان...خذي له شي ياكله...
هذه المرة اكتفت بالصمت و لم تقل شيئا ولم تسألها ان كانت تريد شيئا اخر...فهي تعلم علم اليقين انه و ان لم يكن لها شئ فستختلق لها مهمة من لا شئ!...
ذهبت الى المطبخ و حضرت العشاء...و فكرت أنها لن تذهب لذاك المتوحش أبدا في غرفته...و لن تكون في مكان واحد لوحدهما...فهي تعلمه و تعلمه جيدا...نادت زياد...
\ زياد حبيبي يا بطل..ابيك بشي...
انتبهت الى ملامحه المهتمة و كأنه قد وكل بمهمة في الجيش...
\أبيك تاخذ هالأكل لوليد فغرفته...نظر لها مستغربا\ و ليش ما تروحين انتي؟!!
مسحت شعر رأسه بيديها و قالت\أاااه منك!!!...لو رحت بعطيك هدية...لاحظت تشوقه بعد سماع كلمة هدية...أخذ الطبق و ذهب متجها للخارج...أما هي فأخذت الطبق الاخر...
وقفت بالقرب من باب الغرفة...سمعت قهقهات..و صوت ضحك عال..أكيد أنها الآن تتحدث مع أحد عشاقها...طرقت على الباب لتسمع كلمة أدخل...وجدتها مستلقية على بطنها في السرير و هي تهز قدميها يمنة و يسرة...
كانت تلك مستلقية على السرير و قال لمن تحدثه في الهاتف...\نعم حبيبي...لا هذي...سكتت مدة ثم أكملت..\الخادمة جابت لي العشا...
لم تستغرب نورة من كلمة الخادمة فهي قد اعتادت عليها فعلا و ليس قولا...سمعتها تتحدث\هاه..حبيبي ماقدر اطلع الحين وليد بالبيت...
انتبهت لها تلك الغارقة في أحاديثها ثم أشارت لها بوضع الطبق على الطاولة و أن تخرج...أطاعتها و تحركت متجهة نحو غرفتها وهي تريد فقط الاختلاء بنفسها...
جلست على سريرها لتتناول مذكرتها مرة أخرى ....
لا أعتقد أنني أستطيع الاحتمال أكثر من ذلك...أحس أن طاقتي الاحتمالية قد بدأت بالنفاذ...
و بدأت بسرد ما حدث لها الآن مع خالتها...و هي مستغربة يا ترى من هذا الشخص الذي يريد ملاقاتها...و ماذا يريد منها....
بدأت بسرد كل ذلك لمذكرتها... فهي صديقها الوحيد...هي ملجأ أفكارها...و مرساها...و لولاها لما استطاعت الصمود أكثر من ذلك.....
وختمت كتابتها بتلك الجملة التي لطالما ساندتها و بعثت قليلا من الأمل على محياها...
ألا و هي...
أنه حتما لغد طياتٌ أخرى!!....
لا تُغلِقي الأبوابَ إني قادمٌ
طيفًا يَضُمُّكِ في كِيان كِياني
عجزي عنِ التعبيرِ ليسَ جِنايةً
أغلى الحديثِ إذا مَنعتُ لساني
يا بُؤرةَ الضوءِ النَّديَّةَ حاولي
لو مرَّةً أن تَسكني شِرياني
ذوبي بهِ ..
سيري بِدمِّي طفلةً
في داخلي البَدَنُ العليلُ الفاني
أرجوكِ لا تتمهَّلي ، وتأمَّلي
كي تَرقُبي من داخلي بُركاني
وتَحسَّسِي في داخلي ظَمئي ،
شعوري ، وَحشَتي ، حِرماني
كلُ الذي أخشاهُ في دنيا الهوى
هو أنَّ قلبَكِ مرَّةً يَنساني
نِزار قبّاني
هنا أقف و أتمنى أن تكون الرواية قد حازت ولو على القدر القليل من إعجابكم...و سكنت ولو في بقعة صغيرة من صدوركم...و تمكنت ولو من خلية صغيرة من عقولكم...
و أتمنى ألا تحرموني من آرائكم المهمة جداً بالنسبة لي....
التعديل الأخير تم بواسطة تفاحة فواحة ; 28-09-14 الساعة 07:48 AM
|