لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية


روايتي...ولغد طيات أخرى...الفصل الخامس والخمسون

بسم الله الرحمن الرحيم... السلام عليكم جميع أعضاء المنتدي... هنا ليس كل الأبطال وسيمين...و عريضين و أغنياء و مكتملي الصفات كما يتم رسمهم في كل

موضوع مغلق
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (3) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 02-11-12, 04:39 PM   3 links from elsewhere to this Post. Click to view. المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Nov 2012
العضوية: 247575
المشاركات: 240
الجنس أنثى
معدل التقييم: **روووح** عضو على طريق الابداع**روووح** عضو على طريق الابداع**روووح** عضو على طريق الابداع**روووح** عضو على طريق الابداع**روووح** عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 472

االدولة
البلدUnited_Kingdom
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
**روووح** غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

المنتدى : ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
Newsuae روايتي...ولغد طيات أخرى...الفصل الخامس والخمسون

 



بسم الله الرحمن الرحيم...


السلام عليكم جميع أعضاء المنتدي...



هنا ليس كل الأبطال وسيمين...و عريضين و أغنياء و مكتملي الصفات كما يتم رسمهم في كل الروايات..و بالمقابل ليس كل البطلات ملكات في الجمال و لا يوجد بهن عيب...

بل هنا الواقع...أنا أخط لوحتى الكتابية هذه بحروف ربما خيالية نوعا ما..و لكنها تتشرب جزءا كبيرا من الواقع...هنا كل بني آدم خطاؤون و ليسو بكاملى الصفات...

أول مخطوطة لي..و لكني أحس بنضجها ليس الكامل و لكن يمكن أن نقول الذي نال قبولي و أتمنى أن ينال قبولكم أيضا...أحببتها..أحببت كل حرف خطته يدي فيها..كل المواقف ..الحزينة و الجميلة...المؤلمة و المفرحة..المبكية و المضحكة...القوية و الضعيفة...أحسست بكل الأحاسيس التي كتبتها فيها...
هنا لن أتحدث عن المثل و الأخلاق و جزاء الأخطاء...بل سأدعها هي من تخبر من يقرأها بالدرس المأخوذ منها و العبرة من ذلك...

جريئة نوعا ما...و لابد لي من الدخول في تفاصيل و لتخرج بصورتها الكاملة لابد لي من الغوص في الأعماق...

لن أتحدث عن شخصياتها بل سأدعكم تتعرفون عليهم موقفا وراء الآخر...و لحظة وراء الأخرى...منها من ستستفزكم و منها من ستأخذ روحكم..و منها من ستعشقونها..و منها من ستكرهونها و منها من ستتضارب مشاعركم تجاهها و لكنها في النهاية اجتمعت لتكون هذه المعزوفة من الحروف و التي أرجو أن تدخل قلوبكم و عقولكم و تسكن فيها...


أقدم لكم روايتي......



و لغد طيات أخرى....






الفصل الأول...


مقتطفات ليس إلا....



لكل منهم مقتطفات من حياته...
بعضها مؤلم...و الآخر محزن....
والبعض القليل يبعث شبح الإبتسامة لملامحهم!!








في كلِّ طَيفٍ يا حياتي ألمحُكْ
بالرَّغمِ مِن صَخَبِ الوجودِ،
وهذه الضوضاءْ ..
نَغَمًا جَميلاً يَستَبيحُ مَسامعي ،
نَبعًا تَفجَّرَ أغرقَ الصحراءْ
تأتي طيورُكِ كي تَحطَّ بأعيُني
وعلى شِفاهي تَعزفُ الأصداءْ
ما كنتُ أعرِفُ كيفَ إحساسٌ بَرَقْ
أو أنْ أُخاطِبَ زهرةً حسناءْ
حتى نَزَلتِ بكلِّ حبِّكِ داخلي
فنطقتُ باسمِكِ أوَّلَ الأسماءْ
طوفي علىَّ وزَمِّليني داخِلَكْ
أنا قادمٌ مِن ألفِ ألفِ شِتاءْ
رَجْعُ الصقيعِ بداخلي يَغتالُني
عَصْفُ الرياحِ ، مَرارةُ الأشياءْ


نِزار قبّاني





جالسة...
و يا ليت لهذا الكرسي القدرة على تحمل ما بصدرها من ألم...
هذا هو المكان الوحيد الذي يمكنها من استنشاق الهواء...مع أنه هواء ملوث..و لكن هو المتوفر الآن!

تتمني لو لهذه النسمات القدرة على محو ما بذاكرتها...بأن تحملها معها و تذهب لوجهتها أينما كانت هذه الوجهة...
اعتادت ذلك..أن تأخذ سجادتها و تأتي الي هذا المكان...و تفرغ كل ما بداخلها و ذلك بالشكوى له...و له وحده..هو الوحيد الأعلم ما بداخلها...لعله يغفر لها...و كيف أتتها الجرأة بمواجهته...بعد كل قذارتها!!!

قطع عليها أفكارها صوت اعتادت عليه...صوت صراخ!
\
نوووووووورة...نووووووورة
أخذت نفسا عميقا...و تبعه زفير..تمنت لو تخرج روحها معه!! و خلعت عبايتها..و طبقت السجادة..و نزلت...


*********************


دخل وأرتمي علي اقرب كرسي من باب الجناح...و أخذ زفرة قوية تدل علي مدى إرهاقه..و رمى الحقيبة الصغيرة المصاحبة له في جميع سفرياته...

أخذ فترة مغمضا عينيه..و فتحهما فجأه...وضع يده اليمنى علي الجهة اليسرى من صدره...استنشق عطرها بشغف...أصبحت كل الغرفة برائحة عطرها...ااااه منكِ...لقد استللتِ روحي!
خرجت تلك من الحمام...نظر إليها و لم يستطع رفع عينيه عنها! ...اااه كم اشتاق لها!!...كانت ترتدي قميص نوم رصاصي غامق طويل حوافه سوداء يظهر مدي انوثتها...عندما رأته..قالت بكل برود \حمدالله على السلامة...و جلست أمام المراة تسرح شعرها..
لم يستطع المقاومة أكثر..\ الله يسلمك...ثم ذهب حتى اقترب منها..و عانقها من الخلف...و طبع قبلة على شعرها المبتل...
و همس و هو مغمض عينيه\ اشتقت لك... و لريحتِك!
لم تبد أي نوع من التعبير قالت و بغنجها المعتاد..\ يومين يسوون فيك كذا؟
أردف بعد ان اعتدل في وقفته...\ و أكثر!!!
قالت بنفس برودها...\دحين أكيد إنك تعبان و أنا ما عندي وقت لازم انام لأن عندي شغل بكرة...
ابتسم بضيق..تظل كما هي!... لم تغير طريقتها في الهروب من تعليقاته..لم لا تحس به؟!..بمدى حبه لها؟!...بمدي حاجته لها في هذه اللحظة...
لم يرد بشئ..و تجاهلها و اتجه الى الخزانة و هو يخلع قميصه...
\
لا تخلع ملابسك هني...بتتسخ الغرفة...كم مرة لازم أعلمك...أحست أنها قد بالغت في ردها العنيف معه فأردفت... \حبيبييييي بليييز...

جُرح من كلماتها الأولى و لكن ...حبيبي!!! تقول لي حبيبي و ازعل منها؟!!! لا أبدا...
أردف بأبتسامة\ لولا..حبيبي هذي...كان لي تصرف ثاني معك...و اتجه الى الحمام...
تجاهلته...فهي منذ أن قالت هذه الكلمة و هي في واد اخر...
كلمة...من دون معني...ليست لك...صدقني ليست لك...
و إنما لذاك القريب....البعيد...!!!


***************************


جالسة...تتصفح في الانترنت...و مندمجة بكل حواسها في الشاشة...قاطع تفكيرها صوت طرق علي الباب..
اووووف يا ربي..ما ممكن أجلس وحدي ولا دقيقة
روح \ميييين؟؟
عبدالعزيز \أنا يا بابا..أتاها صوته الحنون..

ارتسمت ابتسامة جميلة على وجهها...كانت ستقول أدخل..و لكن تذكرت أنه عليها أن تقفل الصفحة التي كانت عليها في الإنترنت..أغلقتها و فتحت صفحة منتدي ديني..
و من ثم أردفت \أدخل
دخل و كل ملامح الحب على وجهه...
عبدالعزيز \كيف أصبحتِ يا روح بابا؟ و طبع قبلة علي جبينها..
رسمت ملامح حزن على وجهها..و التفتت للجهة الثانية..
قال لها بضحكة...\دحين ليش هالحزن...على فكرة التكشيرة ماهي حلوة على وجهك...و قرص خدها بخفة..
لم يحصل منها أي رد...كتفت يديها...\ هذا كله لأني ما خذيتك للمزرعة مثل ما وعدتك؟!
كشرت وجهها زيادة..و لم ترد...

أخذ يضحك ..و ذلك لأنه يعلم جيدا بأن كل ذلك دلع مطلق منها...قام من مكانه و اتجه نحو الباب و هو يمثل عدم المبالاة و كأنه يهم بمغادرة الغرفة...هي استغربت!! فهو لا يخرج أبدا من هذه الغرفة الا بعد أن يراضيها.. وقف بالقرب من الباب و أردف \خسارة باين ان الهدية اللي جبتها حضطر أرجعها...و نظر لها بمكر..
انفردت ملامحها فجأة \ هدية؟!!
قال وهو يكمل تمثيليته...\أوكي مثل ما تحبين يلا باي.....
روح \بابااااااااا...سكتت مدة بعد أن علمت أنها قد لفتت إنتباهه...و أردفت بابتسامة\ هدية لي؟!
قال لها و بابتسامة على شفتيه..\أنتِ لساتك زعلانة مني..صارت الحين مافي لها لزوم..و اتجه نحو الباب مرة أخرى..
روح \باباااا بلييييز...
لم يستطع مقاومة دلعها أكثر..و اتجه نحوها..\مشكلتي اني ما اقدر على زعلك..
روح \بابا وينها الهدية؟؟!!
نظر لها بعد أن رفع حاجبيه\ اذن رضيتي بس عشان الهدية؟!
ابتسمت ابتسامة ماكرة و قالت...\ لا بابا و الله أنا ما أقدر على زعلك..
عبدالعزيز \يا حبك للكذب...
ابتسمت روح \باباااا؟!
\
خير خير...يلا نشوف الهدية..
روح \هي تحت؟!
عبدالعزيز \ايوة ...
و اتي الي جهتها ليقود كرسيها المتحرك الذي تجلس عليه و يتوجه بها خارجاً من الغرفة...


*******************


أغلق الباب بقوة...حتى أحس بأنه سيخلعه من مكانه!!

وضع يديه علي صدره, فتح الزرارات العلوية من قميصه, في محاولة لأخذ نفس..و كأنه يلفظ آخر آنفاسه...ظل مدة من الزمن متكلا بظهره على الباب...لم تستطع قدميه حمله...تهاوى بكل قوته علي الأرض...

هرب منها و من ذلك الألم الذي سببته له...و الآن يعلم أنهما سيأتيان ليسكنا معهم..في نفس المنزل...في نفس المكان...
لا....لا يسطيع تحمل رؤيتهما...هرب ثلاث سنين خارج البلاد بأكملها حتى يبحث قدر الإمكان...و ها هي تريد الإقتراب أكثر..لتجعله يرى ما فعلته كل ليلة بعينيه!!...
قطع عليه التفكير طرق على الباب...
أفاقه هذا الطرق...وقف فجأة و رتب قميصه و كأنما قد انتبه على نفسه ..
قال من وراء الباب...\نعم!!!!
\
أستاذ ...مدام رجاء تقول لك أن الأكل جاهز.
سكت مدة طويلة...و كيف لي أن أدخل شيئا في فمي و أنا أحس بالغثيان!
\
أستاااااذ...و بدا من الصوت أنه قد نفد صبره...
يسار \ما أبي شي.....
\
و لكن أستاذ المدا.....
قاطعها بصوت حازم\ قلت لك ما بي شي...ما تفهمين انتي...
سمع صوتها من وراء الباب و كأنها تتمتم بألفاظ تشتمه بها...جر خطواته إلي السرير ليتهاوى بجسده عليه...


**************


جالسة أمام المراة...تنظر لتلك الصورة التي أمامها...من أنتِ؟!...لم غيرتك الدنيا لهذه الدرجة..لم أصبحتِ متبلدة المشاعر بهذه الطريقة؟!
تقلب خصل شعرها الناعمة بين يديها...هذه المرة لونك أحمر يا شعري...أخذت ضحكة إستهتارية بين شفتيها...آسفة يا شعري من كثرة الأصباغ التي أطليك بها...
أخذت العدسات اللاصقة بين يديها...لونها أخضر... كم هو جميل..
وقفت علي قدميها...ارتدت الكعب العالي الفاقع الحمرة! ...ليؤدي وظيفته بأكمل وجه...ارتدت الجاكيت الأبيض و الذي يبدو عليه علو سعره...و الأهم أنه يغطي الحقيقة المرة...و التي لا يجب أن يعلمها أي شخص...أخذت نظرة إلى نفسها أمام المرأة..
إمرأة بالغة الجمال..شعر أحمر طويل...منسدل بطريقة جذابة...عينيها خضر كالعشب...جينز أسود و ملتصق بقدميها و واصف لهما بصورة مترفة...و أحمر الشفاة اللامع...
أخذت نظارتها الشمسية و ارتدتها و أخذت حقيبة يدها...ألقت نظرة أخيرة...
أمرأة جذابة بكل ما فيها من أنوثة!!


******************


وفي منطقة شبه فقيرة...تبعد عن المدينة عدة أميال...تتسم بتلك الشوارع الضيقة و المتسخة...
كل يوم كسابقه...ليس هنالك مطبات...ليس هنالك رياح..أحس و كأني أعيش داخل منظومة متكررة...كما هي...مللتُ ..أقسم بأني قد مللت...يا رب لطفك...لو كان ل...
قاطع كتابتها دخول شخص غير مرغوب فيه للغرفة...
أدخلت المذكرة التي بيدها تحت الوسادة بأقصي سرعة..و اعتدلت في جلستها..
\
وش اللي خبيتيه عني؟...كانت هذه يسرا بنت خالتها...
قالت نورة بإرتباك....\اااه لا لا ما في شي...

قالت تلك وهي تمد يدها بإصرار...\ودي أشوفه...
نورة \أمممم....نظرت لتلك الواقفة أمامها...اعتلت ابتسامة مزيفة على وجهها....\ وش ها الحلاة..على وين راحية بكل هالكشخة...كانت هذه محاولة ظاهرة للفرار من المواجهة..و لكن لعلمها بغباء تلك الواقفة أمامها لم تخف من أن تكتشفها..
يسرا \أأأه أممم...رايحة لصديقتي...و دارت حول نفسها لتقف أمام المرآة...ثم اردفت \ قولي والله...شكلي يجنن...
ابتسمت نورة علي غباء الأخت الواقفة أمامها \مرة حلوة....
نظرت يسرا إلى تلك الساعة المعلقة على الحائط و أردفت..\أوووه أنا تأخرت و لازم أروح...ارتدت عباءتها...وخرجت من الغرفة حتي من دون أن تعر لها أي انتباه...
أخذت نورة نفسا قويا لأن يسرا لم تكشفها...جلست مدة تفكر...
ماذا لو اكتشف أحد ما؟!!...ماذا لو قرأ ما بهذه المذكرة؟!!...ماذا لو قرأ ما بين السطور؟!! ماذا سيحدث؟!!!
هي قذرة...قذرة...نعم قذرة و ليس هنالك أي مفر من هذه الحقيقة...هذا ماضيها و مستقبلها و حاضرها!!
نزلت دمعة من طرف عينها ..ههه...اعتادت على هذه الدمعة...فكل ما تذكر رائحة الماضي...تنزل هذه الدمعة و كأنها تعبر عن ولو القليل من مأساتها...

قطع عليها تفكيرها طرق الباب مرة أخري...علمت أنها ليست يسرا...فهي ليست باللباقة لتطرق الباب...لا هو طرق تعلمه و تحبه...جدا...ابتسمت من اعماق قلبها...
همت بفتح الباب...
و نزلت ووضعت ركبتيها في الأرض لتستقبل ذلك الصغير...
زياد \نونة...نونة...
قالت له بحب شديد... نورة \نعم يا رووووح نونة...
أمسك بطرف فستانها و قال \يتلا وينها؟
ابتسمت نورة \ راحت عند صديقتها...ليش تسأل يا شيطان؟
زياد \نووووونة...قالها و كل ملامح الغضب على وجهه...
زياد \أنا ماني سيطان!!
نورة \أوكي أوكي انت مانك شيطان بس ليش تسأل عن يسرا؟! هاااااا
رفع كتفيه و علي شفتيه علامة....لا أعلم...
نورة \اااه منك!!!...قالتها و سحبته لتدغدغه و هو يموت من الضحك...
زياد \نوونة ..اقلي لي قسة...
نورة \من عيوووني يا قلب نوونة...
دخلا و أغلقت باب الغرفة ... أخذت القصة و وضعت زياد الصغير على ركبتيها...و بدأت بسرد القصة له...


*****************


**************
في ذلك القصر الكبير...حيث الثروة بحد ذاتها!!!
ممسكة بالعصاة التي تستند عليها في وقوفها...و بنظرة غاضبة\ يا رب ألهمنا الصبر...
نظرت لها تلك الواقفة بالقرب من المطبخ و تعطي الشغالات إشارات لتحضير الافطار...
أردفت تلك العجوز المتذمرة...\ تدري يا ولدي انه على زمنا ما كان في ولا شغالة وحدة...كنت اشتغل بروحي و ما اتأخر عن أشغال البيت...مادري وش مشكلة حريم هالزمن!!

أنزل الجريدة قليلاً...مد اصبعه السبابة و أنزل النظارة قليلا...و أردف بابتسامة صغيرة\ يمة....اصبحنا و اصبح الملك لله ...و حنا مب حمل مشاجرات من صباح الرحمن!!
ردت تلك الجالسة على كرسي وواضعة الراديو بالقرب منها لتستمع له...الجدة \ صباح...وينه الصباح...الظهر بيأدن و حنا لساتنا ما فطرنا..
أدركت تلك الواقفة أنها هي المقصودة بهذا الكلام و ليس هنالك أحد آخر...لوت فمها و ردت رجاء \ عمتي الأكل بيجهز في دقايق..و نادت\ مرضية يا مرضية بسرعة...
هو بدوره علم إلى أين سيتوجه هذا النقاش...لذلك لا بد من تغيير مساره...و أردف\ رجاء.. يسَار وينه؟؟
تلك الأخري كانت تريد أن ترد على العجوز التي أمامها و لكن اكتفت بالرد..رجاء \ مادري ...رسلت الشغالة عشان تناديه..
ردت العجوز في محاولة أخرى لاشعال الحرب \ و الشغالات يسوون كل شي في هذا البيت؟؟!!!
رجاء\ عبدالرحمن قل لأم.....

قاطعها ذلك الذي ملأ المكان بحضوره المفاجئ و الابتسامة على وجهه..واضعا يديه داخل جيوب الشورت الكحلي الذي يرتديه ...يسّار \صباح الخير..بديتو بدوني؟
كانت ردات الفعل مختلفة لقدومه....واحدة ابتلعت الغضب الذي اشتعل بداخلها و كانت تريد تفجيره في المكان...و الأخرى نسيت تماما مناورتها و ابتسمت لظهور حفيدها المحبب لقلبها...و ذاك الجالس الذي أخذ نفسا لإرتياحه بقدوم من ينهي هذه الحرب التي كانت على وشك أن تبدأ!!
ابتسمت الجدة...وضعت يديها علي المكان الذي بقربها من الصوفا مردفة \ تعال يا روح جدتك...إجلس جنبي...

ابتسم عبد الرحمن على حب امه لأبنه و اردف بخبث \ هااا... من جا حبيب القلب نسيتينا و نسيتي الأكل اللي لك ساعة تنبحين فيه!!
الجدة \هو أقرب من لي في البيت بعد وفاة أبوك رحمة الله عليه...ترحم الكل عليه...
كان الأكل قد جهز في هذا الوقت و قام الكل للصفرة...
لاحظت الجدة أن حفيدها عازف عن الأكل...و كأن فيه شئ.. \ يسَار...وش فيك..ليش ما كليت شي؟!
يسَار\ أممم...مافي شي...
عبدالرحمن\ رجاء...أنا قلت لخالد يجي يسكن معانا هو و زوجته هنا...القصر كبير و ....قاطع كلامه اختناق ذالك الاخر بالأكل...
اعطته رجاء كوب الماء بسرعة...\ بسم الله عليك يا ولدي وش فيك؟
الجدة\ يسَار...يا ولدي سم بالله...بسم الله عليك...
بعد أن شرب من كوب الماء أخذ نفسا من الهواء..لا يعلم و لكن أحس بأنه مهما أخذ...لن يستطيع التنفس مرة أخرى..\ الحمد لله..
عبد الرحمن أكمل كلامه \مثل ما قلت البيت كبير و خالد سفرياته كثيرة...عشان كذا بيجي هو و حرمته و يسكنوا معانا...حضرو لهم للشقة اللي فوق... و يسّار انقل أغراضك للشقة الثانية...
أردف يسَار بضيق \ رح انقل أغراضي اليوم للبيت الثاني...
تم الرد عليه بنعم تعجبية من كل من كان بالجلسة...اردفت رجاء \يسّار!!!...لا ما رح تروح للبيت الثاني...أنا ما صدقت انك جيت بعد كل هالغيبة...ودك تروح و تعيش بروحك!!!
يسَار \يمة أن....قاطعته الجدة \يسّار ليش تبي تعيش بروحك؟
يسَار\ جدتي أنا ما ودي...قاطعه والده بغضب\يسَار...تبي تغضبني؟!
يسَار\ لا... خالد و حرمته بيجون و يسكنون هني...و أكيد هي ما بتحس بالراحة بوجودي... و انت عارف اني ماحب الضيق...
عبد الرحمن\ أي ضيق و القصر كبير..و أنت ل....قاطعه يسَار معلنا وقوفه \أنا آسف و لكني اتخذت قراري و ماني متراجع عنه...و ترك طاولة الطعام و ذهب...
اردف عبد الرحمن بيأس \ هالولد عنيد...ما وده يسمع كلامي في اي شي..الشغل معايا في الشركة ورفضه..و الحين يرفض حتى السكنة معاي؟!
اردفت الجدة\ عنيد مثل عمه الله يرحمه...
علمت رجاء أن هذه المحادثة ستذهب لمجرى لن يعجب عبد الرحمن...فاردفت لتغيير الموضوع \ عبدالرحمن...ماهو ضروري جية خالد و زوجته...ممكن تروح لاهلها لما يسافر خالد... قاطعها عبدالرحمن بغضب\ رجااااء!!...خالد و زوجته بيجوون...سواء رضيتِي أنتِ و ابنكِ ولا رفضتم...و سواء كنتي راضية على هذي الزواجة أم لا....و أعلن هو الآخر عن تركه للأكل...


******************


نظرت له و الإبتسامة تملأ ملامحها...وضعت يديها على وجنتيها تعبيرا عن صدمتها...\هذا لي؟؟
نظر اليها بابتسامة تعشقها ...عبدالعزيز \أي ..اهو لكِ...
أمسكت يده و جرتها لكي ينحني و تستطيع أن تحضنه...و هو تدني لمستواها و حضنها...روح \شكرا بابا أنا أحبك...
وطبعت قبلة على جبينه...رد قائلا\ و أنا أحبك أكثر يا روح بابا...يلا ورينا مواهبك فيه...

حركت عجلات الكرسي المتحرك نحو البيانو...مدت يدها برقة لتتحسسه...كم هو جميل..و ناعم...أبيض كالثلج..و نظيييف...وضعت إصبعا واحدا على احدي النوتات...و أخرجت تلك النوتة صوتا بالمقابل...نظرت له و ابتسمت...و هو نظر لها قائلا\ يلا..ليش خايفة...اعزفي عليه...تقدم نحوها واردف قائلا\ بس أنا عندي شرط قبل كل شي...
تراجعت الى الوراء بخيبة أمل...مردفة\ لااا...فيها شروط؟!...
عبدالعزيز \ولازم توافقين عليها...
قالت محاولة أن تترجاه بملامحها الطفولية\ بابااااااااا...
عبدالعزيز \لا ما رح تقنعيني هذي المرة...و ليه انتي رافضة ...أنتِ ما عرفتي الشرط من البداية؟!!
روح \بابا...دايما شروطك ما تعجبني...
عبدالعزيز \هذا شرط سهل...
\
أوكي قوله؟!

تقدم نحوها أكثر و جلس على قدميه و هو يقول \ تتابعين مع الدكتور و تتفاعلين معاه...
روح \بابا بس....قاطعها قائلا بتحذير\مافي مشكلة اذا ما ودك برجعه لمكانه...
نظرت إلى البيانو الذي أسرها...و نظرت إلي والدها..ثم أخذت نظرة أخري الى البيانو..و قالت بخيبة أمل\ أوكي
\
وعد؟!
\
وعد...يلا نروح للدكتور تحت..و هو في غرفة المكتب ...
نظرت له بصدمة...و قالت غاضبة\ باباااا..يعني له مدة وهو موجود..و انت خدعتني بالهدية!!...رد قائلا وهو يتوجه نحو الباب\ ما خدعتك يا ملقوفة..و الحين بنادي الدادة عشان تنزلك ...و ترك الغرفة من قبل أن يسمع لها أيا من أعذارها الواهية...

بعد دقائق أتتها الدادة..و قادتها لغرفة المكتب...و عندما دخلت الغرفة كان هو معطيها ظهره و يتأمل في الكتب الكثيرة المرصوصة بدقة متناهية...هو قد أتي ثلاث مرات من قبل و لكن هي لم تتفاعل معه أبدا...هي ليست مريضة نفسيا..و لا تريد أن يعاملها أحد كذلك...يكفيها أنها مريضة جسديا...نعم أتتها نوبات كم مرة و لكن هذا لا يدل على أنها تحتاج لهذا المتغطرس الذي أمامها...

كان مرتديا قميصا أبيضا كعادته..أليس له غير هذا القميص؟!!...و بنطلون كحلي...يبدو انه متغطرس جدا..و هي تكره هذه الصفة بشدة...سكتت مدة تنتظره أن يكمل ما كان يفعله...و لكن المدة قد طالت...
\
احمممم...احمم..
لم يرد عليها و اكتفي باكمال ما يفعله كأنها ليست موجودة...هي من جهتها كانت تريد الانقضاض عليه من هذه الحركة...غبي...لماذا يتجاهلها؟!...
\
هيي...أنت!!
التفت لها و هو يصطنع المفاجأة من وجودها \هاا....أنتِ من متى هني؟
قالت و هي غاضبة\ أنا ادري انك تتقاضى بالساعة وودك تزيد اجرتك...عشان كذا...و لكن قاطعها بضحكته العالية....و التي ملأت كل أركان الغرفة....
قالت و هي تموت من الغيظ\ وش اللي يضحك؟!...مافي شي يضحك؟

تقدم نحوها ووضع يديه داخل جيب بنطاله...وقف ثم قال مستهزءا ....\اوكي يا أستاذة خلينا نبدا....بما انك تحسبين لي بالثانية...
اغتاظت منه جدا...لا تريد أن تكون معه الان..و هي ليست بحاجة له هذا الدكتور الغبي...كم هو غبي!!...
حركت عجلتها نحو الخارج و هي تقول\ أنا آسفة و لكن سأوفر عليك هذه الجلسة...لأنني متعبة...و تحركت لتتركه في الغرفة...
تم واقفا في مكانه و هو يبتسم...يبدو أنها ستحتاج لزمن طويل و صبر..لم تمر عليه حالة بهذا العند....

*************************

و في إحدى الشركات المرموقة و المعروفة بضخامتها و ضخامة من يملكونها و يتحكمون في سوق الحديد بأكمله...

يتحدث في الهاتف...و يبدو أنه يتحدث مع شخص مهم جدا...و أن الصفقة التي يتحدثون عنها أهم...و من طريقته في الحديث يبدو انه يختصر في ذلك الشخص لغرض أهم بالنسبة له...أغلق الهاتف المحمول و نظر لتلك الجالسة على الكرسي الذي أمامه واضعا كلتا يديه على طاولة المكتب...
و أردف بنبرة متشوقة\ دحين فرغت نفسي لك...

ابتسمت و وضعت رجلا على الاخرى بكل ثقة...و أخرجت علبة السيجار التي في حقيبتها ليقوم هو من مكانه و يجلس على الكرسي المقابل لها...ومد الولاعة ليشعل السيجارة لها...سحبت نفسا و نفخته ثم أردفت بأنوثة متناهية...\أنت دايما مشغول...

اقترب منها أكثر و بهدوء و هو ينظر لها...\و ان كنت مشغولا...سأفضي كل وقتي لكِ...أنتِ فقط...
رجع الى الوراء مسترخيا على الكرسي و قال\ أنا رايح في رحلة عمل بعد بكرة...وأضاف بابتسامة...و ابيك تروحين معي...
ردت مستنكرة\ و المدام؟!
ضحك ضحكة عالية...ثم أردفمنو جاب سيرتها...أنا ودي انتي تروحين معاي...
طفت السيجارة المشتعلة على الطفاية التي أمامها و قالت \ ما دري...عندي اشغال كثيرة هنا ما اقدر اسيبها و اسافر...
قال مترجيا لها\ كلها أسبوع و بعدها بتكملين اشغالك...
قالت\ ما اقدر...قاطعها قائلا و هو يقوم عن الكرسي\ مابي اعذار أنا قطعت التذاكر من قبل...
\
بس انا ما..قاطعها مرة أخري صوت الهاتف الذي فوق الكتب....
\
نعم...اااا...هو وصل ؟!....ودب اعرف كل تحركاته...مافيه يغيب عن عيونكم ثانية....أوكي و قفل السماعة..
هي بدورها استغربت جدا من المكالمة...و من هذا الذي يتتبعه؟!....و لكن فضلت ألا تتدخل الان و تنتظر منه هو أن يدخلها في الصورة...فصفة الفضول لن تساعدها في الوصول الى ما تريده..و قالت و هي تقوم من المكتب و تعدل جاكيتها\ أنا لازم اروح...بلاقيك بعدين..
قال معترضا\ لوين؟
ردت متجاهلة سؤاله\ أنت مشغول ..بااي...و تركته و تركت وراءها رائحة السجائر التي ملات المكتب...وهو جلس يتأمل في مشيتها التي تأسره...


************************


خرج من الحمام و هو ينشف قطرات الماء المتساقطة من شعره...مرتديا روب الاستحمام...نظر لها....

كعادتها..أمام المراة تضع مكياجا..أو تمسح شيئا على جسدها..أو تسرح شعرها...و لكن لو تعلم أنها لا تحتاج لكل ذلك لتصبح جميلة...هي جميلة كما هي...وقف مدة ممسكا المنشفة الموضوعة على عنقه بكلتا يديه...انتبهت له و هو يتأملها...التفتت نحوه و قالت بابتسامة زائفة...\وش فيك؟
رد بابتسامة صادقة!!...\أتأمل!
ضحكت ضحكة خفيفة و قالت متابعة تسريح شعرها\ في شنو؟

تقدم نحوها و كعادته طوق كتفيها بيديه...و انحني ليقرب وجهه منها و هو يقول\ فيكِ...
تحررت من قيد يديه ببطء...و قالت و هي تقوم عن الكرسي\ متى بتسافر؟!

علم أنها محاولة أخري من محاولاتها للهروب منه..و من مغازلته لها...لا يعلم لم تفعل ذلك...قد حاول ألا يعبر لها عن مدي حوجته لها..ولكن لم يستطع...رد ببرود\ اليوم المسا...
تقدم نحو الخزانة ليخرج شيئا ليرتديه و قال..\على فكرة بيجي العمال اليوم بينقلون الأغراض للقصر...
لم تفهم قصده...\لأي قصر...
\
القصر الكبير...

أحست أن قلبها سيقفز من مكانه..لا لا تريد الذهاب لذاك المنزل هي في أحسن حال هنا و لا تحتاج لشئ...الوحدة أفضل لها...قالت بتردد\ أنا مابي روح القصر...أنا مرتاحة هني..
قال بضيق و هو يسحب غطاء السرير ليستلقي عليه\سماااح...سبق و أن تناقشنا في هذا الموضوع...
ردت بتذمر\ بس..,.قاطعها بحزم\ أنا سفرياتي كثيرة ...و ما رح اكون مرتاح و انتي بروحك..
ردت في محاولة أخيرة لها \بقدر اروح عند اهلي...خالد...سكتت مدة و أتت لتجلس قربه على طرف السرير...\أنا مابي....قاطعها هذه المرة بحزم\ سماح الموضوع غير قابل للنقاش..و اذا عن عدم راحتك بوجود رجال في القصر...ارتاحي فيسَار قد انتقل للبيت الثاني...اردف و هو يغطي نفسه باللحاف و يستلقي على الجهة الأخري...\دحين لازم انام وراي سفرة..
و تركها غارقة في أفكارها...كيف لها أن تعيش في هذا المنزل...و تتعايش مع ذلك الواقع الأليم..والذي فعلته هي بنفسها..و لم يغصبها أي أحد عليه...لا...و لكن قد غصبها الزمن...غصبتها الحوجة...

استلقت هي أيضا على السرير محاولة النوم و لكن لم تستطع التوقف عن التفكير في الموضوع...تفاجأت بأنه قد التفت ناحيتها فجأة...وضع يديه تحت رأسه...تأملها لمدة...ثم قال مبتسما\ أنا آسف لو غصبتك على شي بس هذا الحل الأنسب...

ابتسمت جدا على مدى حبه لها...نظرت له و حاولت أن تكون منصفة في ردها..أن تغطي مشاعرها التي بداخلها...ابتسمت هي في المقابل له..و طبعت قبلة خفيفة على خده..و اتجهت للجهة الاخري لتعطيه ظهرها...و لتمنع تلك الدمعة النهمرة من عينها...


*******************


عموما اليوم لم يكن بهذا السوء...كان جيدا نسبيا...و أنا أصلا لم أتوقع أن أتعرف على أي شخص من البداية...و لكن يبدو أن الناس قد اعتادو استغلال الموظف الجديد...عموما و ان لم يكن عملا جيدا...هو أفضل من الجلوس في هذا المنزل و الاستماع الى طلبات خالتي التي لا تنتهي...و حكايات و حديث ابنة خالتى المدللة...مهما تراكمت الأعمال..هي في النهاية أفضل من هذا الجحيم...
29\1\2005
8:23
مساءا

اغلقت مذكرتها ووضعتها تحت الوسادة...و استلقت على السرير واضعة كلتا يديها تحت رأسها و نائمة على جهتها اليمنى...أغمضت عينيها متمنية ألا تأتيها صور الماضي كما تأتيها كل مرة...مانعة عنها النوم...و لكن قد خاب ظنها و هي تتذكر تلك اللحظات المؤلمة...بكل أحاسيسها...آلامها...فتحت عينيها و جلست تتعوذ من الشيطان ليفتح باب الغرفة معلنا عن قدوم الشخص الوحيد الذي تتحمل وجودها في هذا المنزل من أجله...فتحت كلتا يديها مرحبة بقدومه...
و هو بكلبراءة ركض ليجلس بين قدميها...
\
نووونة...
\
يا روووح نونة...
نظر لها و قال\ ماما تبيك..
\
تبيني أنا...
\
اوكي زياد روح لها وقول لها اني جاية..
ارتدت عبايتها و طرحتها و خرجت لتجد خالتها تتوسط الصالة جالسة تحضر في مسلسل مكسيكي مدبلج...وقفت مدة دون أن تقول شيئا...كحت بخفة ثم قالت\ احم..احم..خالتي...تبين شي؟
\
اي في شخص اجا الصباح و سأل عنك...
ردت باستغراب\ شخص...و من هالشخص؟
\
تسأليني أنا ولا تمثلين الهبالة...و لو اني عارفة كنت رح اناديك و استفسر منك؟!
لم ترد على لهجة خالتها الاستهزائية...و اكتفت بقول...
\
ما سالتيه؟
\
سألته وقال انه يبي يتكلم معك...بسيبك هالمرة بس لو دريت انك تتظاهرين بالغباء أقسم بالله ما رح أرحمك...

لا تستطيع الرد أو قول أي شئ فهي هنا خادمة لا غير...صمتت مدة ثم قالت\ تامرين على شي ثاني؟
\
لا ..ممكن تروحين..توجهت نورة مغادرة المكان و لكن استوقفها صوت خالتها مرة أخرى...لم تلتفت و لكن توقفت لتسمع أوامرها\ يسرا تقول انها تعبانة..حضري لها عشاء و خذيه لغرفتها....
\
اوكي...تبين شي ثاني....ردت تلك الاخرى ب\ لا..لا مابي..ااا نسيت.و أكيد أن وليد جعان...خذي له شي ياكله...
هذه المرة اكتفت بالصمت و لم تقل شيئا ولم تسألها ان كانت تريد شيئا اخر...فهي تعلم علم اليقين انه و ان لم يكن لها شئ فستختلق لها مهمة من لا شئ!...
ذهبت الى المطبخ و حضرت العشاء...و فكرت أنها لن تذهب لذاك المتوحش أبدا في غرفته...و لن تكون في مكان واحد لوحدهما...فهي تعلمه و تعلمه جيدا...نادت زياد...
\
زياد حبيبي يا بطل..ابيك بشي...
انتبهت الى ملامحه المهتمة و كأنه قد وكل بمهمة في الجيش...
\
أبيك تاخذ هالأكل لوليد فغرفته...نظر لها مستغربا\ و ليش ما تروحين انتي؟!!
مسحت شعر رأسه بيديها و قالت\أاااه منك!!!...لو رحت بعطيك هدية...لاحظت تشوقه بعد سماع كلمة هدية...أخذ الطبق و ذهب متجها للخارج...أما هي فأخذت الطبق الاخر...
وقفت بالقرب من باب الغرفة...سمعت قهقهات..و صوت ضحك عال..أكيد أنها الآن تتحدث مع أحد عشاقها...طرقت على الباب لتسمع كلمة أدخل...وجدتها مستلقية على بطنها في السرير و هي تهز قدميها يمنة و يسرة...
كانت تلك مستلقية على السرير و قال لمن تحدثه في الهاتف...\نعم حبيبي...لا هذي...سكتت مدة ثم أكملت..\الخادمة جابت لي العشا...
لم تستغرب نورة من كلمة الخادمة فهي قد اعتادت عليها فعلا و ليس قولا...سمعتها تتحدث\هاه..حبيبي ماقدر اطلع الحين وليد بالبيت...
انتبهت لها تلك الغارقة في أحاديثها ثم أشارت لها بوضع الطبق على الطاولة و أن تخرج...أطاعتها و تحركت متجهة نحو غرفتها وهي تريد فقط الاختلاء بنفسها...
جلست على سريرها لتتناول مذكرتها مرة أخرى ....
لا أعتقد أنني أستطيع الاحتمال أكثر من ذلك...أحس أن طاقتي الاحتمالية قد بدأت بالنفاذ...
و بدأت بسرد ما حدث لها الآن مع خالتها...و هي مستغربة يا ترى من هذا الشخص الذي يريد ملاقاتها...و ماذا يريد منها....
بدأت بسرد كل ذلك لمذكرتها... فهي صديقها الوحيد...هي ملجأ أفكارها...و مرساها...و لولاها لما استطاعت الصمود أكثر من ذلك.....
وختمت كتابتها بتلك الجملة التي لطالما ساندتها و بعثت قليلا من الأمل على محياها...
ألا و هي...

أنه حتما لغد طياتٌ أخرى!!....







لا تُغلِقي الأبوابَ إني قادمٌ
طيفًا يَضُمُّكِ في كِيان كِياني
عجزي عنِ التعبيرِ ليسَ جِنايةً
أغلى الحديثِ إذا مَنعتُ لساني
يا بُؤرةَ الضوءِ النَّديَّةَ حاولي
لو مرَّةً أن تَسكني شِرياني
ذوبي بهِ ..
سيري بِدمِّي طفلةً
في داخلي البَدَنُ العليلُ الفاني
أرجوكِ لا تتمهَّلي ، وتأمَّلي
كي تَرقُبي من داخلي بُركاني
وتَحسَّسِي في داخلي ظَمئي ،
شعوري ، وَحشَتي ، حِرماني
كلُ الذي أخشاهُ في دنيا الهوى
هو أنَّ قلبَكِ مرَّةً يَنساني

نِزار قبّاني




هنا أقف و أتمنى أن تكون الرواية قد حازت ولو على القدر القليل من إعجابكم...و سكنت ولو في بقعة صغيرة من صدوركم...و تمكنت ولو من خلية صغيرة من عقولكم...

و أتمنى ألا تحرموني من آرائكم المهمة جداً بالنسبة لي....

 
 

 


التعديل الأخير تم بواسطة تفاحة فواحة ; 28-09-14 الساعة 07:48 AM
عرض البوم صور **روووح**  

قديم 02-11-12, 05:12 PM   المشاركة رقم: 2
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Nov 2012
العضوية: 247575
المشاركات: 240
الجنس أنثى
معدل التقييم: **روووح** عضو على طريق الابداع**روووح** عضو على طريق الابداع**روووح** عضو على طريق الابداع**روووح** عضو على طريق الابداع**روووح** عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 472

االدولة
البلدUnited_Kingdom
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
**روووح** غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : **روووح** المنتدى : ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
افتراضي رد: روايتي...ولغد طيات أخرى...

 

و أتمنى لو تشاركوني برأيكم


الفصل الثالث
روايتي...ولغد طيات أخرى...الفصل الخامس والخمسون

الفصل الرابع و الخامس
روايتي...ولغد طيات أخرى...الفصل الخامس والخمسون

الفصل السادس
روايتي...ولغد طيات أخرى...الفصل الخامس والخمسون

الفصل السابع
روايتي...ولغد طيات أخرى...الفصل الخامس والخمسون

الفصلين الثامن والتاسع
روايتي...ولغد طيات أخرى...الفصل الخامس والخمسون

الفصل العاشر و الحادي عشر
روايتي...ولغد طيات أخرى...الفصل الخامس والخمسون

الفصل الثاني عشر
روايتي...ولغد طيات أخرى...الفصل الخامس والخمسون

الفصل الثالث عشر
روايتي...ولغد طيات أخرى...الفصل الخامس والخمسون

الفصل الرابع عشر
روايتي...ولغد طيات أخرى...الفصل الخامس والخمسون

الفصل الخامس عشر
روايتي...ولغد طيات أخرى...الفصل الخامس والخمسون

الفصل السادس عشر
روايتي...ولغد طيات أخرى...الفصل الخامس والخمسون

الفصل السابعه عشر
روايتي...ولغد طيات أخرى...الفصل الخامس والخمسون

الفصل الثامنه عشر
روايتي...ولغد طيات أخرى...الفصل الخامس والخمسون

الفصل التاسعه عشر
روايتي...ولغد طيات أخرى...الفصل الخامس والخمسون

الفصل العشرون
روايتي...ولغد طيات أخرى...الفصل الخامس والخمسون

الفصل الحادي العشرون
روايتي...ولغد طيات أخرى...الفصل الخامس والخمسون

الفصل الثاني العشرون
روايتي...ولغد طيات أخرى...الفصل الخامس والخمسون

الفصل الثالث العشرون
روايتي...ولغد طيات أخرى...الفصل الخامس والخمسون

الفصل الرابع العشرون
روايتي...ولغد طيات أخرى...الفصل الخامس والخمسون

الفصل الخامس العشرون
روايتي...ولغد طيات أخرى...الفصل الخامس والخمسون

الفصل السادس العشرون
روايتي...ولغد طيات أخرى...الفصل الخامس والخمسون

الفصل السابع العشرون
روايتي...ولغد طيات أخرى...الفصل الخامس والخمسون

الفصل الثامن العشرون
روايتي...ولغد طيات أخرى...الفصل الخامس والخمسون

الفصل التاسع العشرون
روايتي...ولغد طيات أخرى...الفصل الخامس والخمسون

الفصل الثلاثون
روايتي...ولغد طيات أخرى...الفصل الخامس والخمسون

الفصل الحادي و الثلاثون
روايتي...ولغد طيات أخرى...الفصل الخامس والخمسون

الفصل الثاني و الثلاثون
روايتي...ولغد طيات أخرى...الفصل الخامس والخمسون

الفصل الثالث والثلاثون
روايتي...ولغد طيات أخرى...الفصل الخامس والخمسون

الفصل الرابع و الثلاثون
روايتي...ولغد طيات أخرى...الفصل الخامس والخمسون

الفصل الخامس و الثلاثون
روايتي...ولغد طيات أخرى...الفصل الخامس والخمسون

الفصل السادس و السابع الثلاثون
روايتي...ولغد طيات أخرى...الفصل الخامس والخمسون

الفصل الثامن و التاسع الثلاثون
روايتي...ولغد طيات أخرى...الفصل الخامس والخمسون

الفصل الاربعون
روايتي...ولغد طيات أخرى...الفصل الخامس والخمسون

الفصل الحادي و الاربعون
روايتي...ولغد طيات أخرى...الفصل الخامس والخمسون

الفصل الثاني و الاربعون
روايتي...ولغد طيات أخرى...الفصل الخامس والخمسون

الفصل الثالث والاربعون
روايتي...ولغد طيات أخرى...الفصل الخامس والخمسون


الفصل الرابع والأربعون

روايتي...ولغد طيات أخرى...الفصل الخامس والخمسون
الفصل الخامس والاربعون
روايتي...ولغد طيات أخرى...الفصل الخامس والخمسون
الفصل السادس والاربعون
روايتي...ولغد طيات أخرى...الفصل الخامس والخمسون
الفصل السابع والاربعون
روايتي...ولغد طيات أخرى...الفصل الخامس والخمسون
الفصل الثامن والاربعون
روايتي...ولغد طيات أخرى...الفصل الخامس والخمسون
الفصل التاسع والاربعون
روايتي...ولغد طيات أخرى...الفصل الخامس والخمسون
الفصل الخمسون
روايتي...ولغد طيات أخرى...الفصل الخامس والخمسون
الفصل الواحد والخمسون
روايتي...ولغد طيات أخرى...الفصل الخامس والخمسون
الفصل الثاني والخمسون
روايتي...ولغد طيات أخرى...الفصل الخامس والخمسون
الثالث والخمسون
روايتي...ولغد طيات أخرى...الفصل الخامس والخمسون
الفصل الرابع والخمسون
روايتي...ولغد طيات أخرى...الفصل الخامس والخمسون
الفصل الخامس والخمسون
روايتي...ولغد طيات أخرى...الفصل الخامس والخمسون



...
...
...

 
 

 


التعديل الأخير تم بواسطة تفاحة فواحة ; 17-09-14 الساعة 10:38 AM سبب آخر: اضافة الروابط
عرض البوم صور **روووح**  
قديم 02-11-12, 10:11 PM   المشاركة رقم: 3
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو مميز

البيانات
التسجيل: Apr 2010
العضوية: 159313
المشاركات: 6,051
الجنس أنثى
معدل التقييم: عذرا ياقلب عضو ماسيعذرا ياقلب عضو ماسيعذرا ياقلب عضو ماسيعذرا ياقلب عضو ماسيعذرا ياقلب عضو ماسيعذرا ياقلب عضو ماسيعذرا ياقلب عضو ماسيعذرا ياقلب عضو ماسيعذرا ياقلب عضو ماسيعذرا ياقلب عضو ماسيعذرا ياقلب عضو ماسي
نقاط التقييم: 7887

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
عذرا ياقلب غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : **روووح** المنتدى : ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
افتراضي رد: روايتي...ولغد طيات أخرى...

 

ياهلا فيك بليلاس وتجدي مايرضيك من ردود وتشجيع


قوانين القسم ( شروط انتسابك ككاتب + قانون القصص المكتمله والمهمله + الردود المخالفه )


..
..
..

..
..
..

 
 

 

عرض البوم صور عذرا ياقلب  
قديم 02-11-12, 11:06 PM   المشاركة رقم: 4
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Nov 2012
العضوية: 247575
المشاركات: 240
الجنس أنثى
معدل التقييم: **روووح** عضو على طريق الابداع**روووح** عضو على طريق الابداع**روووح** عضو على طريق الابداع**روووح** عضو على طريق الابداع**روووح** عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 472

االدولة
البلدUnited_Kingdom
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
**روووح** غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : **روووح** المنتدى : ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
افتراضي رد: روايتي...ولغد طيات أخرى...

 

الفصل الثاني...


بدايات أفق...

هناك من تحدده الامه...
وهناك من يحددها هو...
و هناك من ينتظر على شرفة الحياة....
لتنتهي و تتلاشا تلك الالام...
و لكنها لا تتلاشي بل نحن من نضع غمامة تغطيها لكي لا نراها و لكن نحس بوجودها.....




كلُ الحساباتِ التي
في العشقِ تُفرَضُ دائمًا..
حِيَلٌ تُقالُ وما لهُنَّ أساسْ
قد نَستطيعُ تتبُّعَ الزلزالِ ،
نرصدُ قوَّتَهْ
لكننا لا نَستطيعُ بأيِّ حالٍ
نَرصدُ الإحساسْ
نبضُ القلوبِ ، حنينُها ،
أشواقُنا ، آلامُنا ...
شيءٌ مُحالٌ في الوجودِ يُقاسْ
فقلوبُنا مثلُ اللآلئِ مُنيتي
وعلى القلوبِ تُخَيَّرُ الحُراسْ
فهناكَ قلبٌ مِن حَجرْ
وهناكَ قلبٌ قِطعةٌ مِن ماسْ
إيَّاكِ أن تتصوَّري
أن القلوبَ تَشابهَتْ
إلا إذا ..
يومًا تَشابَهَ شكلُ كلِّ الناسْ
فالعمرُ يُحسَبُ بالسنينِ حبيبَتي
لكننا في العشقِ نَحسُبُ
حُرقَةَ الأنفاسْ

نِزار قبّاني



عمر \هذي الملفات اللي طلبتها طال عمرك...وبيصل المندوب اليوم..و مثل ما امرت وكلت شخص عشان يستقبله...
يسّار \زين...و أبي منك كشف بأسماء المنافسين في السوق و أوضاعهم...
\
أمرك... تامرني بشي ثاني؟
يسّار\ لا.... تقدر تروح...رن هاتفه المحمول...و نظر الى الرقم المتصل و ابتسم...أشار للموظف الذي كان متجها الى الخارج..\عمر...
التفت له ذاك الذي يحمل في يده أوراقا..\نعم طال عمرك..
يسّار \أبي الكشف بكرة الصباح في مكتبي....
عمر \أمرك...و توجه للخارج...
رجع بكامل جسده على الكرسي المريح الذي يتوسط المكتب..و رد على الهاتف...
خالد \سيد يسَار...كل هالجفا منك؟
يسّار \ههههه....
توجه ذلك الآخر ليستلقي على سرير الفندق المريح...\لا تضحك...لو كنت قدامي الحين كنت رح انفذ فيك كل نظريات التشويه من ضرب و غيره...
يسّار \هههه....وينك يا...ابن بطوطة...
خالد \ههههههه...ابن بطوطة!!!...هذي عجييييبة...شكلك بتبلشني فيه هالاسم... بس ما تهرب من سؤالي...أنا عارف اساليبك الهروبية...
ممسكا بالقلم في يده و يحركه يمنة و يسرة بيده...قال\ أي سؤال؟!
ذاك الاخر امسك ريموت التلفاز و أخذ يقلب بين القنوات...\ليش ما تبي تزورني انا وحرمي المصون...
فك بيده الزرارة العلوية من القميص دلالة على ضيقه...رجع للوراء مرة أخرى و قال بصوت مبحوح\ مشغوليات...
خالد \مشغوليات هاا؟!!....و تترك القصر عشان جيتنا؟!!...هذي برضو مشغوليات؟
يسّار \خالد...أنت عارف كويس اني أحب اختلي بنفسي..و اني كنت افكر انتقل و اعيش بروحي من قبل جيتكم....سكت مدة ثم أردف...\بس ممكن تقول اني استغللت هذي النقطة عشان لا يرفض السيد عبد الرحمن الموضوع....
خالد \ههههه السيد عبد الرحمن!!!....اوكي تقبلناها هالمرة ..بس لازم تجي يوم الجمعة و الاقيك..؟حك رأسه محاولا اختلاق أي عذر...\ما اقدر...
سمع الصوت الاخر و علم من ردة فعله أنه قد غضب...\والسبب؟؟
يسّار \عندي زواج واحد صاحبي ولازم اروح له...
خالد \و من هو هالصاحب...
يسّار \ما تعرفه..ليش كل هالإستجوابات...أتحدث مع محقق أنا؟؟؟... يلا أنا لازم اسكر عندي مشغوليات...و قال ممازحا\ ولو انت فارغ و ما عندك موضوع انا ماني فاضي لهبالك...
خالد \ههههه...يا زيييينك و انت مشغول... احترمني يا ولد انا عمك..بس هذي غلطتي من البداية أنا اللي عبرتك...بس مارح عيدها...
يسّار \هههه ما تقدر تستغنى عني...يلا سلام..
خالد \مع السلامة...


**********************


دخلت الغرفة لتجدها مظلمة إلا تلك الأبجورة التي بقربه..و هو جالس على الكرسي و يبدو أنه في عالم آخر...تقدمت نحوه...وقفت أمامه و هي تناديه...
رجاء \عبد الرحمن...و لم تحصل منه أية ردة فعل و كأنها غير موجودة..
حاولت أن تناديه مرة أخري و بصوت أعلى...\عبد الرحمن....عبد الرحمن...
انتفض من مكانه فجأة و كأنما قد كان بالفعل في عالم آخر...\ها...
جلست في الكرسي الذي بقربه...و قالت مستعجبة\ وش فيك؟؟
عبدالرحمن \ها....سكت مدة ثم قام من الكرسي متوجها نحو السرير...وأردف\ لا مافيني شي...
قامت هي أيضا لتتبعه...فهي تعلم جيدا أن هذه احدى أساليبه للهروب من أسئلتها...جلست بالقرب منه...\قل لي وش فيك؟!!!
نظر لها مدة مترددا هل يشاركها أفكاره التي يعلم أنها لن ترحب بها...أم يتركها لنفسه فقط...\لازم القاها...
نظرت له و كل علامات الاستفهام تعتلي وجهها\ من هي؟!
نظر لها مدة...من هذه النظرة علمت علم اليقين من يقصد بقوله...انتفضت و قامت من مكانها...و قالت و هي تحك يديها من الضيق\ سبق وحكينا في هالموضوع...و قفلناه...
نظر لها بنظرة صارمة...\لا ما قفلناه...
جلست مرة أخري على السرير...وضعت يديها على قدميه...و قالت بصوت منخفض\ماهو ضروري تلقاها..ماهو ضروري جيتها...عبد الرحمن أن....قاطعها قائلا\ هذا موضوع مفروغ منه...أنا لازما القاها..
قامت من مكانها و قالت بغضب\ انت تدري اني مو موافقة على هالشي..و مارح اسمح لها تدخل هالبيت...
رقد على السرير معطيها ظهره و قال وهو يغطي نفسه بالغطاء\ما يهمني رايك..
قالت لنفسها و الغضب يتطاير من عينيها...لا لن أسمح بذلك...و لو كان على جثتي...


******************


\
مابي...مااابي...
\
روح بس...
سبق و قلتها ألف مرة...أنا ماني مريضة نفسية..وماني بحاجة شخص متغطرس ليعالجني...
عبدالعزيز \بس انتي وعدتيني..و الحين تنكثين بوعدك؟!
روح \بس هو...
\
لا هو و لا غيره...روح!!...أنا مابي أغضب عليك...
روح \بسس....قاطعها واضعا يده على فمها لأنه يعلم علم اليقين أنها لن تسكت الى أن تحقق ما برأسها...و أردف بابتسامة\ يلا..هو ينتظرنا تحت...
روح \اوووف ما هو لازم اروح...
لم يرد على تذمرها الطفولي و قاد كرسيها المتحرك...الى الأسفل عن طريق المصعد المصمم خصيصا لها...
و لكن عندما دخلا الغرفة فوجئا بعدم وجوده...
عبدالعزيز \فتحية...فتحية...
جاءت فتحية مسرعة...\ ايوة..
قال باستغراب\ وين راح الدكتور محمود؟!
الداد \اوه …طلع من شوية وقالي أخبرك...
سألها...\وما قالك لوين راح..؟!!
الدادة \لا...
قالت روح و الغضب يملأها...\ مو قلتلك...هذا واحد متغطرس...كيف يروح كذا من دون ما يخبرنا...و كيف يخليني انزل و بعدها يروح...هذا الدكتور اللي ودك أشوفه؟!...انا تحملته الجلسات الماضية...بس الحمد لله هذه المرة جت منه...
عبدالعزيز \اااه منك..له حق يطفش منك...
رسمت علامات الزعل الطفولي على وجهها وقالت\ باباااا...
عبدالعزيز \لا تحاولين تستميليني..يلا روحي لغرفتك...نادى على الدادة لتأتي و تقود كرسيها لغرفتها...
تركته و هي غاضبة...كيف لذاك المستهتر الخروج هكذا دون أي اذن!!..
أما السيد عبدالعزيز فقد ذهب إلى مكتبه و تناول الهاتف ليتصل به...
أما محمود و الذي كان يقود سيارته...وهو يعلم أنه سيستقبل هذه المكالمة..ابتسم ثم رفع السماعة..
محمود \ألو..
عبدالعزيز \السلام عليكم يا دكتور.. أتمنى ما يكون صار شي خلاك تترك المكان بهذي الصورة؟!
محمود \لا يا عمي...العفو...ما صار شي بس صديقي عنده ظرف و أنا رايح له...
عبدالعزيز \أوه..انزين يا ولدي....
محمود \أنا رح أجي مرة ثانية في هالأسبوع... بس أتمنى ان ما يتحدد الموعد للانسة روح...
عبدالعزيز \ليش؟!
محمود \ممكن تقول لأسباب مهنية....
عبدالعزيز \اوكي دكتور..يلا في امان الله..
محمود \في امان الله...ابتسم....أكيد أنها قد قالت لأبيها أنني غير مسؤول لتركي المكان بهذه الصورة و غيره من الكلام..و ابتسم أكثر لكذبته التي اختلقها لترك المكان بهذه الصورة..كان لابد له أن يكسر كبرياءها قليلا...و من الآن فصاعدا سيتبع أسلوبا مغايرا...


*******************


\
أهلاً مدام سماح...ال...قاطعتها قائلة بغضب\ ليش كل هالعدد من الزباين ينتظر في الصالة؟!
\
أمم..أأ...مدام..المشكلة...
قالت و هي تضع حقيبتها على المكتب...\أنطقي وش المشكلة؟!
\
أأ..مدام...صفاء ورندة خذو اجازة مرة ثانية...
ضربت بكلتا يديها على المكتب\ نعمممممم...
كانت تلك النعم كفيلة بجعل تلك الواقفة أمامها تنتفض من الخوف...
و أكملت و هي تقول\ بإذن من؟!
\
أأ.. مدام...صفاء لساتها مريضة...و رندة معها تداويها...
سماح \نعم...ما شاء الله...و أنا شنو ذنبي فهالكلام الفارغ؟!
\
مد....قاطعتها قائلة..\هذه المرة الألف اللي أعديها لهم بس لا..اصرفيهم...
سماح \بس مدام...قاطعتها بحزم...\مابي اسمع ولا كلمة ثانية..والا بفصلك معاهم..و في كثير اللي يتمنون يشتغلون...
\
آسفة مدام...رح نفذ كل أوامرك...تامرين بشي ثاني؟!
سماح \لا روحي و هاتي لي عصير...
\
أوكي مدام...


**************


كانت تحضر في العشاء للسيدة يسرا الكريمة!!..فهي خادمة في هذا المنزل ليس إلا...و كانت تبتسم لذاك الجالس على كرسي قصير و ينظر لها بملل..واضعا يديه تحت وجهه دلالة على ملله..
زياد \ نووونة...
نظرت له بإبتسامة...
نورة \نعم يا روحها...
زياد \بسلللعة...أنا دوعان..(أنا جوعان)قالها بتذمر..
نورة \أوكيييي بس شوية تانية..
زياد \نونة....
قالت و هي تتابع عمل الأكل....
جاء حتي أصبح واقفا قربها...وقال بنبرة واطية..\ ماما دالت لي ما اقولك على ذاك اللي إجا ليشوفك...
لم تفهم من كلامه شيئا و لكن استغربت من إخفاضه لصوته....\تعالَ هنا يا شقي..حملته بيديها ووضعته علي الطاولة بالقرب منها....\ والحين عيدلي اللي قلته بصوت أوضح...
وضع يده لتغطية فمه من جهة و قال لها\ ماما دالت...قاطعه ذلك الذي دخل المطبخ فجأة ...و قال بنبرة عالية...\وش قالت ماما ها...
انتفض زياد من مكانه ولم يرد عليه من الخوف منه و جري إلى خارج المطبخ...تاركها وحدها معه...اقشعر كل جسدها..لا لا تريد أن تكون معه في مكان واحد...فهو لا يرحم...سكتت مدة و لم تقو على الحركة..
هو تقدم نحوها حتى أصبح وراءها تماما...و قال بنبرة واطية و تلك الابتسامة الخبيثة تعتلي وجهه...\ تبين تهربين مني.؟؟
انتفضت أكثر..نظرت له و هي تحمل المعلقة في يدها..و كأنها ستحمي نفسها بها!!...\وليد...بعددد عني...
اقترب أكثر..\ولو ما بعدت؟!
يا رب أنقذني ليس لي سواك..يا رب...لا أعلم ما أفعل..لا أستطيع الصراخ لتأتي خالتي...وطبعا هو ابنها الذي لا يخطئ أبدا..و ستجعلني أنا المخطئة...يا رب كن معي...
وليد \القطة كلت لسانك..ليش ما تجاوبين؟!
سكتت..فهي مهما قالت هو لن يتراجع منها...\وليد..أرجوك...قاطعها صوت قادم من الخارج...
\
أم وليد...وليد..يسرا..هي..وينكم...؟!
تصنم وليد في مكانه حينما سمع هذا الصوت..اعتدل في وقفته...وعدل قميصه...قال لها بسرعة...\طلعتي منها هذي المرة بس الأيام جاية...ثم خرج...و قال لوالده الذي كان يصرخ بأساميهم...
\
نعم يبة...
سأله والده...\وينها امك و اختك...؟!!
\
امي...قاطعه قائلا..\طبعا برا البيت...و أختك إما قدام المرايا ولا على النت...و أنت صايع من مكان لمكان و مانت هامم بعطالتك..
\
يبة أن....قاطعه بحزم\ لا تقولي يبة و هالخرابيط...ماهو مقبول تكون عاطل كذا طول اليوم لا شغلة و لا مشغلة....أنا تعبت من هالبيت باللي فيه...
اخرج وليد زفرة تدل على ضيقه...و خرج تاركا المكان...جلس سالم على الأريكة و هو يستغفر...
أما هي فكانت في الداخل تحمد الله على قدوم زوج خالتها في هذا الوقت..و لولا قدومه لحدث لها مكروه...أخذت نفسا عميقا و مسحت العرق الذي تصبب من جبهتها من شدة الخوف...اعتادت على هذا الوضع مع وليد..و لكن لمتى ستسلم الجرة؟!!...
أصلحت غطاء رأسها و اتجهت حاملة الصحن نحو الخارج...
قالت بابتسامة \هلا عمي..
رأته جالسا وهو يضع يده على رأسه و يبدو عليه التعب...قالت بقلق\ فيك شي...؟
لم ينتبه لقدومها من البداية\ ها...هلا...لا بس شوية صداع...لأني ما شربت قهوة في الشغل..
نورة \أعمل لك...
أبو وليد \ممكن...شكرا يابنتي...
قالت مبتسمة\ دقائق و تكون جاهزة...
توجهت نحو غرفة يسرا...طرقت الباب ثم دخلت...ولكن فوجئت بها...
نظرت لها تلك الواقفة أمام المراة تتأمل في نفسها....
يسرا \حلو..صح؟
نظرت لها نورة بصدمة و قالت\ كثير..بس...قاطعتها يسرا و هي تقول..
يسرا \أدري انك ما رح تمانعين اني آخذه منك..
نورة بحزن مغلف \أكيد بس...قاطعتها للمرة الثانية..\بالاضافة لأنو يظهر أحلى على...
لم تستطع نورة الاجابة...وضعت الصحن على الطاولة و خرجت من الغرفة...واتجهت لتعمل القهوة لكمال...وضعت القهوة على النار و سرحت...الى متي ستعيش في هذا القهر..الى متي....أحست بالقهر وهي تتذكر يوم شرائها لهذا الفستان...
لمحة من الماضي....
قبل 17 يوم...
تنظر له من خارج الإطار الزجاجي في المحل...لونه الأخضر الزرعي...لونه رائع...وتفصيلته...جميل بمعنى الكلمة...لها مدةلم ترتدي مثل هذا الفستان..منذ..منذ أن كانت تعيش معهما...كم اشتاقت لهما...تتذكر والدتها حين قالت لها\ بيجي اليوم اللي بشتري لك فيه فستان خطبتك...رح أشتري لك فستان أخضر زرعي..هاللون رح يهبل عليك...ابتلعت غصة وقفت لها في حلقها...نظرت مرة أخري للفستان...ترددت في دخول المحل أم لا...
استقبلتها فتاة أنيقة و بإبتسامة قالت..\مرحبا مدام...عجبك أي شي؟
نظرت لها بتردد ثم أشارت للفستان...\بكم هالفستان؟
توجهت الفتاة نحو الفستان لتحمله و هي تقول\ ذوقك حلو كتير مدام...أكيد بيكون تحفة عليكِ...و مدت الفستان لها...\ممكن تجربيه..
أرجعت الفستان و هي تقول\ شكرا بس ودي اعرف سعره؟
نظرت الفتاة للفستان لتخرج ورقة من داخله مكتوب عليها السعر..نظرت لها و قالت بإبتسامة\ فقط بثلاثمئة و خمسين ريال..
ابتسمت نورة..فقط..فقط...أكيد قالت ذلك فقط لتحسسها برخص سعره....نظرت نورة الى الفستان و قالت\شكرا ..مرة ثانية و توجهت نحو الباب...توقفت لتسمع الفتاة تناديها مرة أخرى...
\
مدام..مدام...بس جربيه...أنا متأكدة أنه رح يعجبك...
توقفت ...نظرت للفستان مرة أخري...و قد مدته تلك الفتاة لها..ابتسمت و تناولته منها..
ابتسمت و هي تنظر لنفسها في غرفة التغيير...كان شكلها جذاب بمعني الكلمة..و كما قالت لها والدتها أن هذا اللون سيكون جذابا مع بشرتها القمحية....تأملت الفستان...خلعته و حملته في يدها..ثم خرجت..
\
ها مدام..أكيد عجبكِ مو هيك..
\
جدا..بس...
قالت لها الفتاة بإبتسامة\ رح قلل السعر بس منشانك..ليصير ثلاثمية بس..
ههه أيضا بس ؟!!...كم أنت بائعة ماهرة...!!
أخرجت محفظتها من حقيبتها لتعد القروش التي بداخلها...لم يتبق لها غير خمس ريالات للرجوع الى المنزل...و لكن ستشتريه..و ستحتقظ به فقط كتحقيق لرغبة والدتها التي رحلت قبل تحقيق هذه الرغبة...
استفاقت من ذاكرتها على صوت فوران القهوة فوق النار...مسحت تلك الدمعة التي تجمعت في طرف عينها...وضعت القهوة في الفنجان و حملتها في صينية الى الخارج...


*****************


جالس يعمل على اللابتوب...واضعا كوب قهوة بالقرب منه...تذوق منه القليل ثم كح بقوة...ما هذا الذي صنعه؟!...لا يمكن أن تكون قهوة هذا شئ آخر...ضحك على نفسه...لا يعرف كيف يصنع كوبا من القهوة...نظر إلى المنزل..إنه متسخ جدا و يحتاج إلى نظافة...و لكن أن يعيش هنا وحده أفضل بكثير..لا بد أن يبتعد قدر الإمكان...هذا أفضل حل للكل...قطع عليه تفكيره صوت الهاتف...
نظر إلى الرقم و لكن كان رقما غريبا...
\
ألو....
لم يكن هناك أي رد...أعاد كلمته...\ألو!!!..ألو!!!
لم يكن هناك رد...و لكن فجأة سمع صوت شهقة من الطرف الآخر من الهاتف...هي شهقة أنثي نعم... من كانت في الطرف الآخر هي أنثى ..لم يهمه الأمر كثيرا...فهو لا يعر هذه الأمور هما....\ألووو...
أغلق الخط و رمى الهاتف...رجع إلى الوراء وأرخى جسده على الأريكة...و لكن فجأة استقام في جلسته...لا ..لا يمكن أن تكون هي...لا...و لكن كان هذا صوت امرأة...لا يمكن...وإن كان صوت إمرأة..أي امرأة لا بد أن تكون هي؟!..و إن كانت هي..ماذا تريد منه؟!
أخذ الهاتف مرة أخرى ليفتح قائمة الإتصالات المستقبلة..ضغط على الرقم ليتصل به...و لكن قفل الخط فجأة..ليستغفر...يجب ألا يفكر بهذه الطريقة..لا يحل له أن يفكر بهذه الطريقة...يجب أن يطرد هذه الوساوس من رأسه...
مسح على شعره بيديه...ثم استغفر مرة أخري..وسمع صوت الهاتف يرن...حمله و نظر الى الرقم المتصل...و لكن هذه المرة..ابتسم...
\
الو...
قل لها بحب..\يا حياتي...
قالت بغضب...\مانيب حياتك و لا غيره..لو كنت أهمك كان جيت زرتني...
يسار \هههه وليش كل هالزعل؟!...انتى الحين تحكين معي و كانك شايفتني...مو محتاجة تشوفيني..
الجدة \الغلط مني أنا التي اتصلت فيك...
قال هاربا من تأنيبها له...\ الحين خبريني..كيف تعلمتي تستخدمين الجوال؟!..موقلتي انك ما تعرفين له؟!
الجدة \مرضية هي اللي اتصلت لى...الحين بحذرك و بنذرك..ان ماجيت تشوفني...ما بكون لي حفيد إسمه يسَار...
يسار \جدتي أ.....قاطعته قائلة بغضب...\ لا جدتك و لا غيره ...و الآن قد أخبرتك يا ابن رجاء!!
\
ههه ابن رجاء!!! بما معناه انك زعلانة وايد مني...ولو مانك زعلانة ما كنتى قلتيلي كذا....
و لكن لم ترد عليه ليصدم بأنها قد أغلقت الخط في وجهه...لا هذا غضب شديد!! و الدلالة على ذلك مناداتها له بإبن رجاء....
وضع الهاتف مرة أخري..لا يستطيع الذهاب...لأسباب هو فقط يعلمها...و لكن جدته...لا يستطيع إحتمال زعلها منه..فهي روحه..هي أمه التي ربته...في انشغال والدته بحياتها الاجتماعية و جمالها و أمور أخرى...و لكن....لم يطل التفكير في الموضوع لأنه ان اطال التفكير يعلم أنه لن يذهب...
ذهب و ارتدي له أي شئ سريعا و خرج من المنزل...
بعد ثلث ساعة ....
كان قد وصل الى القصر الكبير...
فتح الباب و هو يتمنى شيئا واحدا فقط...هو ألا يواجه تلك!!!...دخل الصالة و البيت كان هادئا جدا...ذهب بسرعة إلى غرفة جدته الموجودة في الطابق الأرضي...فتح الباب ببطء...ليجدها جالسة على الكرسي و تسبح بمسبحتها التي في يدها...أدخل طرف رأسه من الباب لترى رأسه فقط..و قال بإبتسامة..
\
عشان تشوفين غلاتك فقلبي..
ابتسمت و أشارت له بأن يأتي ليجلس بالقرب منها...جاء مسك يدها اليمني و قبلها ..و جلس بقربها...
\
كلااام بس...قالتها ببطء و هي تدير رأسها عنه...
\
هاااا..وش هالكلام يالغالية...بعد ما سبت مشغولياتي و جيت..لساتك زعلانة مني؟؟
مسكت يده بهدوء و قالت...\اليوم جاتنا بنت عمه لابوك..و معاها بنتها...من هذه الجملة أدار يسَار وجهه عنها لأنه يعلم جيدا مسار هذا الحديث...و قد سمعه أكثر من ألف مرة...قالت بغضب...\ يسَااار..لا تعطيني ظهرك و انا أكلمك...
\
أمرك يا الغالية...أنا بوفر عليكي باقي الحديث...تراها أكيد بنت حلوة و عجبتك و بنت ناس أوادم و مؤدبة و أخلاقها حلوة و الذي منه...
ابتسمت الجدة و قالت بفرح\ و الله كذا صغاتها...كيف عرفت؟؟
نظر اليها رافعا إحدى حاجبيه...\ جدتييي...وش هالإستهبال..بس مشكورة مابي...
\
وش هو اللي ما تبيه..عاجبك حالك كذا ؟
ابتسم بشدة ثم قال\ جدا...
\
يسااار...قاطعها و هو يقبل يدها مرة أخرى...\يا جدة سبق و قلتلك...زواج..ما رح أتزوج...و مابي...و فتح المواضيع مرة ثانية ما رح يغير تفكيري في الموضوع...
\
بس انت قبل لا تسافر قلتلي انك بتتزوج بنت...بس بعد ما تجي من السفر..ليش غيرت رايك؟
بانت علي ملامحه تضايقه من كلام جدته...فهو لا يريد فتح هذه السيرة مرة أخرى...هذا ماض أحكم عليه بالدفن....أنقذه دخول والدته إلى الغرفة...\ها...نسيت ان عندك أم ما شفتها لك مدة ؟!...
قال وهو يحاول امتصاص غضبها..فهو يعلم أنها تغير من حبه الشديد لجدته...\و أقدر أنسي..؟!!..ذهب اليها و قبل رأسها....و أضاف و هو ينظر إلى الساعة...\بس لازم أروح الحين لأن عندي مواعيد مهمة...
\
شنو؟!...تجي عشان تجلس مع جدتك بس..و لما أجي أنا تقول انك بتروح؟!!
أضافت الجدة\و ما جلس مع جدته حتى...

أضافت والدته و هي تضع يدها على صدره\ يسَار حبيبي...أصبر شويتين عشان تتعشى...خالد و حرمته جايين..
ابتسم لها ببطء و قال\ ما قدر...قبل رأسها مرة أخرى..و قبل رأس جدته و هم بالخروج قبل أن يأتي والده و يضطره للجلوس معهم...
ركب سيارته..وجلس مدة يفكر..إلى متى يمكنه احتمال هذا الوضع؟!!
كيف لي أن أعتنق...حبا غير حبها؟!
سكنت القلب و الروح...ثم قست قلبها...


**************


\
أوكي..بس أنا مشغول هالأيام..بس لازم أشوفك قريب...اشتقت لك يا رجال...أوكي يلا سلام...
اقفل الهاتف ووضعه داخل جيبه...\منو؟؟!.. قالتها و هي تحاول معرفة من كان يكلمه كل هذه المدة؟..استغرب من سؤالها..فهو قد اعتاد بعدم مبالاتها باتصالاته و حياته...أجابها باستغراب\ وهل يهمك؟!
قالت و هي تنظر الى الطريق..\لا تجاوب سؤالى بسؤال ثاني..بس عموما مابيهمني...
ابتسم قليلا على برودها و ها هي قد عادت سماح كما اعتادها...\هذا صديقي محمود..ما قابلته لي مدة...
لم ترد عليه بشئ..و إنما اكتفت بإخراج هاتفها وتصفح الإنترنت لتري الجديد على عليه من مستحضرات تجميل و غيرها من الأشياء التي تحتاجها في صالونها...نظر لها مدة ثم أردف و هو يضع يديه على مقود القيادة...\ كيف الشغل في الصالون ؟
ردت ببرود\ زين..
انزلقت الطرحة من رأسها و لم تهتم لرفعها...تضايق من الوضع..فهو لايحب حين تتكشف بالخارج...أضاف بغضب..
\
سماح..خبرتك ألف مرة تلبسي غطاك زين...
نظرت له\ خالد..أنا ما قصدت..و ثانياً مو ممكن تتحكم فيني بهالطريقة...

\نعمممممممم...قالها بقوة جعلتها تنتفض من مكانها...
\
آسف يا هانم بس أنا ما طلبت شي مستحيل..بس طلبت منك تتغطين..!! أخرجت زفرة قوية منها دلت على ضيقها و وضعت الغطاء على رأسها...
لا تعلم...نعم لا تعلم... أنه يفعل ذلك ليس تحكماً فيها..و إنما من حبه لها..يعشقها إلى حد الجنون...لا يستطيع تخيل رجل آخر يشاركه رؤية شئ فيها..و لكن لا يريد أن يغضبها أو يضغط عليها...
سكت مدة ثم قال...\بكرة بوصلك للمحل...و بخبر عم مهدي السواق يجيب لك سيارتك..

\اوكي بس مفروض ما أتأخر..إنت مسافر بكرة؟!
\
إي..مسافر بكرة الصباح و برجع بعد بكرة بإذن الله..
التفتت عليه و قالت بنبرة هادئة كلها دفء....\خالد...نظر لها و قال بإبتسامة\ عيون خالد؟
ابتسمت و قالت\ لا تتأخر في السفر...سكتت مدة ثم أردفت\ انت تدري اني ما طيق أمك و لا هي تطيقني...
\
أوكي مثل ما تبين...
سكت مدة ثم أضاف و هو ينظر للطريق\ سماح..انتي تدرين اني أحب أمي..و ماقدر على زعلها...كوني عاقلة معاها...و ما تتدلعي عليها مثل ما تتدلعين علي...وقال ممازحا لها...\ مافيه حد فهذا الكون يقدر يحتمل دلعك مثلي..نظرت له بابتسامة\ أدري.
ككل مرة..يتوقع منها كلمة جميلة...حنونة و لكن لا يجد منها غير البرود..و ردودها الباردة..و كأنها مغصوبة على الرد...و لكن مهما تفعل فهو مجنوون بها...و بكل ما فيها...
كانا قد وصلا للمنزل...نزلا من السيارة...و نادي الحارس لكي يأتي و يأخذ الحقائب ليدخلها للداخل...
باردة كالثلج و ابرد منه...
و لكن احرقت القلب و لم تسألي عنه!!..


************************


دخلت غرفتها...أغلقت الباب عليها...وضعت يديها على صدرها...تحاول ضبط تنفسها...لا تستطيع..فصدرها يهبط و يعلو بسرعة..حاولت التقاط أنفاس...سحبت نفسا طويلا...ذهبت بسرعة و جلست على سريرها...نظرت لذلك الكتاب الكحلي اللون الذي اعتادت على تنفيس كل أفكارها و احاسيسها داخله...
فتحته...لتجد تلك الورقة المطبقة على شكل طائرة...تحسستها بيديها برقة...حملتها ووضعتها بالقرب من فمها...لتطبع عليها قبلة هادئة...
اتجهت نحو المرآة..تجلس و تتأمل في نفسها...و شكلها...اليوم هو عيد ميلادها الحادي و العشرين...هي لا تعلم في أي يوم أو سنة ولدت..ولكن هم قالو لها ذلك..و عاشت كل عمرها على أن اليوم هو عيد ميلادها..تحتفل به وحدها...
و قد تلقت أجمل هدية في هذا اليوم..ألا و هي..قدومه...سيكون أمام عينيها من الآن فصاعدا...و إن لم يكن لها و إنما هو لغيرها...
ستستطيع تأمله ليلا و نهارا..ستشتم رائحة عطره في المكان...وستحس بوجوده...
اليوم منذ واحد و عشرين سنة هو أجمل أيامها...
من ركن بعيد أراقب..
و دقات قلبى تفوق المذاهب...


**************


\
ههههه...قلتلك يالخبلة...
\مانيب خبلة..بس هو اللي عامل فيها غبي على...فقررت أكون صريحة معه...
\
بإنك تقوليله انك تحبيه ؟!!
\إيه..وين المشكلة فكذا؟!...الواجب علينا نحن الحريم نقد و نتحسر على عمنا و ننتظرهم عشان يسوون أي خطوة...
قالت و هي تضحك باستهزاء...\لا طبعا..لازم نتجنن و نتصرف برا راسنا و نتقدم لهم...
ووين المشكلة؟!...نورة لا يا حبيبتي..الحياة صارت قاسية و لول جلست أنتظره عشان هو يجي بتجي وحدة و ثانية و تاخذه مني..صدقيني...
\و هذا ماهو مبرر لهالسواة اللي عملتيها..بس قوليلي وش قالك؟!
\أنا الغلطانة من البداية اني حاولت أحرر عقك من هالتبلد اللي فيه...يا آنسة ذاك الزمن اللي كان فيه الرجال هم اللي يتقدمون و الحريم ينتظرون الأشعار و الكلام الجميل و لى...و جا زمن التكنولوجيا و الحركة
\
هههه...أنا أفكاري متبلدة...ههه...أوكي..الحين ما قلتيلي وش كان رده؟

\لا ما رح قولك...
\
ليش؟!!
\
لو قلتلك رح تضحكين...
\
ههههه...لا ما رح أضحك أضحك...
\
شفتي انتي من الحين بديتي تضحكي..
وضعت يدها على فمها و هي تحاول منع نفسها من الضحك..\أوكي ..ما رح أضحك..ها قولي...
\
قال لي..ليش كل هالخفة...أنا كنت رح أجي و أعترف لك بمشاعري..
حاولت مسك نفسها من الضحك و لكن لم تستطع و انفجرت من الضحك...\ههههههه...
\
أضحكي و لا يهمني...حتى هو ضحك من تفكيري..بس الحمدلله ما كان عنده مشكلة في الفكرة...
\
تمام..هذا معناه ان الموضوع صار جد؟!
\
ممم...ممكن تقولي شبه كذا...
\
أووووه مرام أنا حدي مبسووطة لك..
\
شكرا...و الحين انتي كمان ما تجلسي كذا و فتشي على سبيل الخلاااص...
\
لا شكراً..أفكارك المجنونة هذي أنا غنية عنها...
\
بتصيرين عانس...
\
ما بيهمني...
بلى يهمها ولكن...لكنها اكتفت من الصدمات التي تلقتها في حياتها الى الآن...لا يحق لها أن تحلم أو تفكر مثل بقية الفتيات...فهي ليست مثلهم و هذا واقع تضطر أن تعيشه كل لحظة عندما تتذكر ماضيها الأليم...
تلقت صدمة تلو الاخري...و في كل واحدة كانت على أمل ان تكون هذه هي سبيل الخلاص..و لكنها تفاجأ بأنها جحيم أكثر من التي قبلها..لذلك اكتفت...لا تريد..لا تريد..حب..حياة..تغيير..لا تريد..الالام التي هي فيها...تكفيها. !!
\
هيي..نوورة..نوورة..
\
هه...إي...
\وين رحتي؟!!
قالت و هي تجلس على السرير\لا مافيه شي..مرام انا لازم أروح لأن عندي شغل بكرة بدري...

\أوكي..بقدر أشوفك قريب؟!
\
بأحاول...
أقفلت السماعة..رقدت على السرير على جنبة واحدة واضعة يديها تحت رأسها...نزلت دمعة من عينها معلنة سقوطها على المخدة...أغمضت عينيها في محاولة منها لطرد تلك الأفكار...


*****************


جلست على الكرسي الذي أمام المرآة...مرهقة جدا...جسديا و عقليا...لا..الإرهاق العقلي أقوى..كيف تستطيع كل يوم أن ترتدي ذلك القناع البعيد كل البعد عن شخصيتها...لقد تعبت..لا تعلم إلى متى ستستطيع فعل ذلك...خلعت الجكت الأنيق الذي ترتديه...وخلعت الكعب العالي..ضغطت على قدمها من شدة الألم الذي تحس به...
نظرت لنفسها في المرأة...بدأت بخلع تلك العدسات اللاصقة التي ترتديها...مسحت أحمر الشفاة من على شفتيها...ذهبت الى الخزانة و فتحتها...أخذت ملابسها...
ذهبت إلى الحمام و كعادتها فتحت الدش و جلست تنتحب على حالها و هي تبكي...لا تعلم لماذا تفعل ذلك كل مرة...و لكن ربما....لا تريد أن ترى تلك الدموع..تريدها أن تختلط بذرات الماء المتساقطة...ظلت مدة على حالها...
بعد مدة خرجت من الحمام...و هي تنشف شعرها...رفعته بإهمال محكمة ربطه ببندانة...نظرت لنفسها في المرآة...شكلها الآن يختلف عن شكلها..بالشعر المستعار..و العدسات اللاصقة..و أحمر الشفاة..و المكياج المكثف على وجهها...
الآن هي كما هي...نادية...ترتدي جلابية واسعة جداً..طويلة..وكمها طويل..و لكن خفيفة..و ترتدي نظارة النظر لأنها لا تستطيع القراءة جيداً من دونها...ابتسمت...كان شكلها مهملا جدا...
الآن فقط يمكنها التنفس جيدا..دون تلك الاقنعة التى اعتادت ارتداءها...و لكن لو رآها أحد مِن من تعرفهم بهذا المنظر...لانصدم منها...و لن يصدق ما يراه!!
جلست على السرير...نظرت الى الأدراج التي قرب السرير...فتحت الدرج الأخير...أخرجت مذكرة سوداء اللون...وضعتها على قدمها...تأملتها لمدة ثم أخرجت من منتصفها تلك الصورة....صورة اعتادت على رؤيتها كل ليلة قبل أن تنام...هذه الصورة هي التي تذكرها بذاتها و حقيقتها التي لا تستطيع نسيانها...نزلت تلك الدمعة التي اعتادت على النزول كل ليلة لتستقر على تلك الزاوية من الصورة...لتمسحها بيدها برقة ...
أرجعت الصورة الى مكانها وهي تتناول القلم الموضوع على الطاولة...
لا أعلم الى متي سأستمر في ارتداء هذا القناع...لا أعلم..و لكن ما أعلمه هو أن طاقتي الإحتمالية قد نفدت...
لا أعلم أين أنتِ الآن...لا أعلم...و لكن ما أعلمه أن روحي قد اشتاقت لكِ جدا...جدا...
لا أعلم إلى أين ستأخذني الأيام...لا أعلم...ولكن ما أعلمه...

أن لغد طيات أخرى...!!










أنا لي خِيارٌ واحدٌ
هو أن أظلَّ مُحاصرًا بينَ الفصولِ الأربعَةْ
شيءٌ بديعٌ أن أظلَّ محاصرًا
في قلبِ مُلهِمةٍ بِحقٍّ رائعَةْ
إن تُطلِقي يومًا سراحي فاعلمي
سيموتُ قلبي في الطريقِ ومَن معَهْ
أنا حينَ قررتُ القتالَ حبيبتي
قررتُ وحدي خوضَ أعنفِ مَعمعَةْ
وَجهًا لوجهٍ قد تلاقينا معًا
في نَظرةٍ
سَقطَتْ جميعُ الأقنعَةْ
أنا واثقٌ مِن أن هذي الحربَ لَكْ
بل واثقٌ مِن أن قلبي سوفَ يَلقَى مَصرعَهْ
هذي جيوشي قد أتتكِ حبيبتي
هُم يَرغبونَ ..
وأنتِ دومًا في الحروبِ حبيبتي
مُتمَنِّعَةْ
فإذا ابتسمتِ انهارَ كلُّ كِيانِنا
أنتِ التي في عرشِ قلبي دائمًا مُتربِّعَةْ
سَلَّمتُ يا عمري لَكِ
هذا اعترافٌ بالهزيمةِ مُسْبَقٌ
إنَّ الهزيمةَ لا مَحالةَ واقعَةْ
وأمامَ جندي كلِّهِمْ
قد جئتُ ..
أُعلنُ أنني مستسلمٌ
ولكِ ..
رَفَعتُ القُبَّعَة

**************




هنا أقف...و إلى لقاء آخر بإذن الله إن كان لي نصيب من حبكم...أتمنى ألا تبخلو علي بآرايكم ....



 
 

 


التعديل الأخير تم بواسطة ♫ معزوفة حنين ♫ ; 26-01-13 الساعة 06:10 PM سبب آخر: تعديل بطلب من الكاتبة ..
عرض البوم صور **روووح**  
قديم 03-11-12, 12:51 AM   المشاركة رقم: 5
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Sep 2010
العضوية: 193004
المشاركات: 97
الجنس أنثى
معدل التقييم: sosee عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 74

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
sosee غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : **روووح** المنتدى : ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
افتراضي رد: روايتي...ولغد طيات أخرى...

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بدايتك جداً مشوقة
غموض يلف الأبطال ، الجميع منهم يخفي قصته

أسلوب سردك ممتع .. وفصحيتك جميلة
بالتوفيق عزيزتي
ونحن ب الإنتظار ...]

 
 

 

عرض البوم صور sosee  
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
للكاتبة رووح, ليلاس, معاقه, معي, منتدى قصص من وحي قلم الأعضاء, الماضي, المستقبل, روايات رومنسيه اجتماعيه, روايات سعوديه, روايات و قصص, روايات طويله, روايتي ولغد طيات أخرى, روايه بالفصحى, روح, طيأت اخرى
facebook




جديد مواضيع قسم ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t181600.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
ط±ظˆط§ظٹطھظٹ ط§ظ„ط£ظˆظ„ظ‰ طµط­ ظپظ‚ظٹط±ط© ظ„ظƒظ† This thread Refback 25-08-14 07:35 PM
Untitled document This thread Refback 23-08-14 09:22 PM
ط±ظˆط§ظٹطھظٹ ظˆظ„ط؛ط¯ ط·ظٹط§طھ ط£ط®ط±ظ‰ ظ…ظ†طھط¯ظ‰ This thread Refback 09-08-14 01:57 PM


الساعة الآن 10:31 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية