كاتب الموضوع :
**روووح**
المنتدى :
ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
رد: روايتي...ولغد طيات أخرى...
لطيفة...
عن ابن عباس أنه قال: (يا صاحب الذنب لا تأمن سوء عاقبته, فقلة حيائك ممن على اليمين و على الشمال (وأنت على الذنب) أعظم من الذنب, و ضحكك و أنت لا تدري ما الله صانع بك أعظم من الذنب, و فرحك بالذنب اذا ظفرت به أعظم من الذنب, و حزنك على الذنب اذا فاتك أعظم من الذنب, وخوفك من الريح اذا حركت ستر بابك و أنت على الذنب و لا يضطرب فؤادك من نظر الله اليك أعظم من الذنب)
من كتاب الداء و الدواء لابن القيم الجوزية
في بقعة أخرى...
ابتعد ليقف قرب تلك النافذة و يتأمل منها حديقة المنزل...أخرج يديه من جيوب بنطاله ليتحرك مقترباً منها...و هي تبتعد تلقائياً لدى اقترابه...و تقول بنبرة مهزومة..\هذا كل اللي صار...
تأملها بقوة وهو يقول بألم لا حدود له..\ليش ما قلتيلي من البداية؟!..لم تجبه ليعيد سؤاله بنبرة تدل على ألمه..\ليش ما قلتيلي إن كل هالإشيا صارت لك بسببي؟!!
قالت تلك وهو تفرك كفيها ببعضهما و برجفة...\إنت لو كنت مكاني كنت بتقولي؟!!..أنا ما كذبت عليك..أنا فعلاً في البداية كل اللي كنت أبيه هو إني أنتقم منك..لأني فكرت إنه كل اللي صارلي بسببك و بسبب إنك تركتني...و كنت بفكر فطريقة أنتقم فيها منك..بس...صمتت لوهلة و هي تتأمل تلك النقطة البعيدة و تلك الدمعة تجد طريقها على وجنتيها...\بس مع مرور الزمن لقيت نفسي تعلقت بدانة...و إكتشفت إنك منت بهالسوء...و صرفت الفكرة من نظري...أن..أنا لما جيت كان كل تفكيري إني أنتقم منك...و كنت شايفة إن ربي عطاني فرصة ثانية و جابني لك عشان أنتقم منك؟!!
اقترب خطوة وهو يقول لها..\و ليش ما تقولين إن ربي عطاني انا الفرصة عشان أصلح اللي سويته؟!!
نظرت له بإستغراب...كانت لحظة صمت...فهي لا تفهمه حتى الآن...فهي قد توقعت أن يصرخ بها...لكل هذه المعلومات التي قد خبأتها عنه...و لكنه لم يفعل...؟!...مستغربة هي و بشدة من ردة فعله...
ابتعد عنها وهو يمد يده ليتحسس رأس إحدى الكراسي الموجودة بالمكتب...قال..\كنتي لمتى بتظلين معلقة...لانتي متزوجة و لانتي مطلقة؟!!
قالت و هي تنزل رأسها لتتأمل كفيها....\مادري..بس كل اللي كنت أعرفه إني مابي أرجع له...بظل لين الأبد كذا...
التفت عليها وهو يقول..\أسيل...؟!!
داهمتها تلك ال..أسيل!!..
فهي لم تسمع إسمها منه من قبل...كانت (ضي)...حتى أنها قد اعتادت على هذا الإسم ..حتى بدت لها تلك ال(أسيل) غريبة نوعاً ما...
قال لها وهو ينظر لها بنظرة لم تفهمها..\أنا رح ساعدك تتطلقين منه...
قالت تلك و بإنتفاضة...\لااااا...لااااا...ماابيه يعرف مكاني..ترجيتك..هذا إنت...قاطعها وهو مستغرب من كل ذلك الخوف الذي قد دب في أوصالها من إقتراحه...ليقول لها و بهدوء غريب..\لهالدرجة كان يعذبك؟!!
قالت تلك و من بين دموعها...\و أكثر...!!
لا يعلم..و لكن طعنة مريرة غزت روحه لدى كلمتها...و هو يحاول أن يتخيل حجم الألم الذي قد ذاقته هذه المسكينة بسبب تخليه عنها وهو يفكر في الحرية و الإستقلالية و غيرها من مفاهيم العولمة..و هو لم يفكر حتى أنه قد ترك خلفه فتاة قد تألمت من تخليه عنها...فتاة قد تلطخت سمعتها بسبب تصرف أناني منه...فتاة...توقف فجأة عن التفكير وهو يقترب منها و هو يقول..\بساعدك...
أسيل...\مارح تقدر تواجهه...
تركي \بوكلك محامي..و هو الحين مسجون يعني مارح يقدر يسوي لك شي...
أسيل \لااا...هو عنده ناس تبعه و ممكن يرسلهم لي...حتى وهو في السجن...صدقني..و أخذت تهذي بكلمات كثيرة وهي تبكي بشدة..
و ذلك الآخر قد تألم بشدة من بكائها..و غزت روحه رغبة عقيمة بإحتضانها..أن يدفنها بين أضلعه و يطمئنها ان كل شئ سيصبح بخير...و أنه سيكون معها..و سيساعدها...و س..و لكنه نفض هذه الرغبة من مخيلته وهو يتذكر بانها..
متزوجة..!!
*************************
في اليوم التالي...
جر كرسيه المتحرك ببطء نحو مكتبه وهو مستغرب من ذلك الضيف الذي أخبرته الخادمة بحضوره و أنه يود رؤيته...دخل وهو يتأمل الرجل القابع على ذلك الكرسي..ليقول بهدوء..\السلام عليكم..
ليرد عليه ذلك الرجل السلام بنفس هدوئه..
لم تغب على ذلك الرجل نظرات عبدالرحمن المستغربة ليقول له وهو يعتدل في جلسته..\يابو يسار..انا أدري إنك مستغرب عن سبب جيتي..و وش أبي منك..بس أنا أبيك فشي مهم..
ليقول عبدالرحمن و فضوله يزداد...\خير؟!
ليقول له الرجل..\كل خير إن شاء الله...ثم اقترب أكثر وهو يقول..\تؤمن بالله يابويسار؟!
لينعقد حاجبا عبدالرحمن وهو يقول..\و نعم بالله...
ليقول له الرجل..\يابو يسار..لو قلتلك الحين إن ولدك يسار لساته عايش...بتصدقني؟!!
صدمة..!!
انتفاضة...!!
و تبدأ أنفاس ذلك الآخر بالعلو وهو يقول له بغضب..\إنت وش قاعد تخبص؟!!... ومنو إنت؟!..وش هي علاقتك بالمرحوم؟!!
ليقول الرجل وهو في نفس هدوئه..\يابو يسار...أنا ماني قاعد أخبص ولا أي شي..و ماهوب ضروري تعرف منو آنا..أنا شخص أرسله ولدك عشان أقولك إنه لساته حي...
جر ذلك الآخر كرسيه وهو يقول بغضب قد تزايد..\ياولدي..أنا ماني حمل خيبة..وماني حمل مزح..كيييف تجيني و بكل بساطة تقولي إن ولدي اللي مات من ثلث سنين لساته حي؟!!...كيييف؟!..وكيف تبيني أصدقك..و إذا لساته عايش ليش ما إجا هو بنفسه؟!...و وين كان كل هالسنين؟!...كيييف تب..قاطعه ذلك الآخر وهو يقترب منه...\هذي هي الحقيقة...و كل شي له تفسير بس أنا ما رح أقدر أقول أي شي...يسار بنفسه رح يجي و يقولك كل شي...
عبدالرحمن \بس..!!
...\صدقني..هذا مهوب موضوع للمزح..ولدك حي يرزق...و في القريب رح تشوفه بعيونك...!!
***********************
في بقعة أخرى...
حمل يسار النائم ببطء و أرقده في مهده...ليحس بتلك اليد الصغيرة التي تجر بنطاله من الأسفل...تأملها لتقول له بتساؤل...\وييينها ماماااا؟!
زفر بقوة وهو يحاول جاهداً ان يتماسك في هذه الاحداث التي داهمته واحدة تلو الأخرى...ابتعد دون جواب ليجلس على ذلك الكرسي الذي يتوسط الغرفة وهو يتأمل اللاشئ...لتأتي تلك الصغيرة و تجلس بين قدميه...و تقول ببراءة..\بابا...فييك شي؟!
ليصمت لوهلة وهو يتأملها...و هو لا يعلم حقاً كيف يجيبها على سؤالها...لتقول له و هي تمسك ضفيرتها بيدها و تتأملها...\آآآ...أنا نسيييت..انا أدري ماما راحت فييييين...و ابتسمت ببراءة...
ليحاول هو جاهداً أن يبتسم لها وهو يقول..\تدرين؟!
قالت تلك بطريقة ماكرة..\إيييه...و ما رح خبرك...لانها قالت لنا ما نقول لك شي..
انعقد حاجباه في استغراب وهو يعتدل في جلسته وهو يحملها ليقول لها..\هي قالت لك كذا؟!
لتقول تلك ببراءة..\إيه...
قال لها بإبتسامة حاول جاهداً التغلف بها..\هديييل..قوليلي و أنا رح جيب لك ذيك اللعبة اللي قلتي تبينها...
تأملته بمكر وهو تفكر في عرضه ليقول..\وعندي لك مفاجأة كمان عليها...بس قوليلي...
لتقول تلك..\طيب لا تقول لها إني كلمتك؟!!
ليقول..\أكيد..
قالت تلك الأخرى و هي تقوم من عليه و تبدا بالكلام بحماس و هي تشير بكلتا يديها..\ماما قالت لنا إنه رح يجينا أخو صغنوووووون...و رح يلعب معناااااا...و إنه هي اليووووم بتروووح تجيب إشيا عشان تحضر مفاااجأة لك و تقولك على هالخبر...
توقف عن التفكير...و أصبح في عالم آخر بعيداً عن كلمات صغيرته..يتأملها وهو تشير بكلتا يديها و بحماس و تهذي بكلمات هو لا يعلمها...و فقط..أصبح يفكر في كلماتها الأولى له...
فهل حقاً كانت ستحضر له مفاجأة؟!!
إذاً؟!!
ما الذي جعلها تذهب لذلك المكان؟!..
و لكن..
كيف نسي و تناسى ذلك الغريب الذي قد اتصل به و أخبره بكل شئ؟!...كيف لم يفكر فيه؟!..و ما غرضه من إخباره بخيانة نادية له؟!...
تذكر...!!
نعم تذكر كلمات ذلك الحقير وهو بين يديه...كان يهذي بكلمات و لكنه لم ينتبه لها من شدة غضبه...و لم يكن يري سوى صورتها و هي تخونه...و قد أعمي عن أي حقيقة أخرى...
نعم تذكر..!!
كان يهذي ب...\بقووولك الح..الحقييقة..بس....اتركنيي...ات...بقووول...
وش هي الحقيقة...؟!!
وش...قطع عليه أفكاره صوت هاتف يرن..أخذ يتلفت و لكنه ليس بهاتفه..إذا هو هاتف نادية...تأمل صغيرته التي ابتعدت لتحمل حقيبة والدتها و تتناول الهاتف...اقترب منها بسرعة و خطفه منها ليتأمل المتصل...تأمل شاشة الهاتف...ليجده مسجل بإسم سيدة...
قرر أن يرد..فربما هو شخص آخر و هي تسجله بهذا الإسم فقط...رد..\ألو...
ليأتيه ذلك الصوت..\ألو؟!!...السلام عليكم..
ليقول..\و عليكم السلام..
...\ممكن أكلم مدام نادية..هو مش برضو دا تيليفونها؟!
ليقول\هي مو موجودة الحين...بس إذا تبين شي بقولها؟!
...\آآآه...بس أنا اتصلت عشان هي كانت عملت أوردر على جاتوهات و كم حاجة كدا و كانت المفروض تجي تاخدهم بس ماجتش...
صمت لوهلة و هو يفكر في كلمات تلك السيدة...ليأتيه صوتها..\ألووو...يافندم...!!
قال..\آآآ...هي متى كانت بتجي تاخذهم؟!
قالت تلك السيدة..\المفروض كان تجي تاخدهم من أبل أربع ساعات..و ما جاتش؟!!
...\هي الحين مو موجودة بس لما تجي رح خبرها..و أغلق الهاتف في وجه تلك الأخرى حتى دون أن يسمع ردها...
إذاً...هي فعلاً لم تكن تكذب...هي فعلاً قد كانت ستحضر له مفاجأة...و لكن أيضاً..كيف ذهبت لتلك الشقة...؟!!
لا يعلم..و لكنه يحس بان هنالك حلقة مفقودة...نعم...
و متأكد هو من ذلك...!!
****************************
في بقعة أخرى...
فتح باب الغرفة و هو يضع تلك المفاتيح على أقرب طاولة...و صرخ بهدوء..\روح؟!..رووح؟!!
و لكنه تفاجأ بصوت كصوت سقوط شئ ما...صرخ بقوة أكبر...\روووح؟!!
ليسمع صوتها و هي تقول..\محموود!!!
دخل الحمام ليجدها مستلقية في الأرض و هي تتألم..اقترب منها بسرعة ليحملها بين يديه و يخرج بها ليجلسها على السرير وهو يقول في قلق...\وش اللي صار فيك؟!!
قالت تلك و هي تتألم...\كنت بتوضا و الظاهر إني تزحلقت...
رفع قدميها على السرير وهو يتأملهما...وهو يقول..\في شي يوجعك؟!
كانت ستقول له أنه لايوجد ألم قوي..و لكنها لم تقو..فقد أعجبت بنبرته القلقة عليها...
أعجبت بلهفته..!!
فهذا المحمود قلّ ما تستطيع رؤيته...
عضت شفتها لدى أفكارها السوداوية...و داهمتها تلك الإبتسامة وهي تقول..\إيه..ظهري يئلمني كثيير..خائفة يكون صارلي شي...
تأملها لوهلة و لم تغب عليه تلك الإبتسامة...قال لها...\و كمان شعرك فيه مي..إنتي اتوضيتي و لا غسلتيييه؟!!
قالت تلك بقهر منه..\اتوضيت بس..
ليقول لها ذلك الآخر بضحكة..\كل هذا وضو؟!...وش ذا يا روح...
قالت تلك بقهر منه و من بروده..كيف لا وهو محمود..؟!!...\الحيين إنت تركت كل شي و ركزت فشعري اللي مبلول بالمي؟!!...ياخي خلي عندك شوية دم..حس فيني؟!!
قال ذلك الآخر وهو يربت على كتفها وهو يقوم مبتعداً عنها...\ههههه...متأسف و ربي...بس إنتي مافيكي أي شي..هذا دلع منك و بس..
كانت ستموت..نعم ستموت قهراً من إسلوبه..يااا رب..كيف لها أن تحتمل...قالت و بقهر..\آآآه منك...ياليت كان صارلي شي عشان نشوف وش رح تسوي وقتها...
اقترب منها وهو يحمل تلك البيجامة في يده..ابتسم لها و انحنى ليطبع تلك القبلة على رأسها وهو يقول...\بعد الشر عليك يا دلوووعة قلبي...!!
********************
في بقعة أخرى...
أغلقت ذلك الكتاب بعد أن قرأت بضع آيات منه..قامت من مكانها و هي تتأمل صغيرها النائم بهدوء على السرير و هو لا يعلم ما بوالدته من ألم...تأملته لوهلة و هي خائفة من القادم..خائفة من ذلك المستقبل الجهول...
تعلم أن النوم لن يجد لروحها طريقاً...فهي حقاً لا تستطيع النوم و هي تحاول التكهن بما سيحدث لها هي و صغيرها...كانت ستقوم بخلع جلبابها لكنها توقفت و هي تحس بأنها تحتاج لشرب كوب من الماء.. ستخرج و هي ترتديه..فهي لا تعلم إن كان يسار في الخارج أم لا..
خرجت للمطبخ...تناولت كوباً و خرجت و هي تحمله و لكنها استغربت بانها لم تجد ذلك الآخر في الخارج...اقتربت من تلك النافذة التي تتوسط الصالة لتتأمل شوارع الرياض الخالية من جنس بشر...فكل نائم في حال سبيله...
انتفضت و هي تسمع صوتاً يداهمها في وسط تلك الظلمات...\ليش لابسة هالعباية؟!!
أغمضت عينيها و هي تعلم يقيناً ذلك السيل من الكلمات الأليمة الذي سيقذف عليها..فهي قد اعتادت عليها منه...سمعته وهو يقول بهدوء..\تعتقدين إني لي الرغبة فلمسك؟!!
صمتت و هي تحاول جاهدة ألا ترد عليه...ليقول بإبتسامة..\و لاااا تبين تمثلين علي دور المؤمنة التقية اللي تقيم الليل؟!
التفتت و هي تهم بالتحرك نحو غرفتها و لكنه أوقفها بمنعها بيده لتنتفض مبتعدة عنه و هي تقول...\لا تلمسني؟!!
ليقترب منها وهو ينظر لها بقوة..\ليش؟!!..قوليلي ليش ما ألمسك؟!!..تخافين ربك؟!
قالت من بين آلامها...\ربي وحده أعلم إذا كنت اخافه و لا لا...و ماني بحاجة لرأيك...
قال و قد ازدادت إبتسامته..\و الله و صار لك لسان...و صرتي تردين كمان؟!!
قالت له و بتساؤل يؤلمها...\إنت وش تبي مني؟!!..ليش ما تتركني فحال سبيلي..؟!
ضحك ضحكة استهزائية وهو يبتعد عنها...\أتركك؟!..و أترك لذة تعذيبك؟!!...يا شيييخة قولي شي ثاني؟!!..صمت لوهلة و هو يقترب منها مرة أخرى و يقول بهدوء غريب..\انا باخذ ثواب على تعذيب اللي مثلك...!!
تألمت و بشدة...و ها هي روحها تنحر للمرة الألف..و بسكينه..هو..
و هو فقط..!!
لم تقو على منع تلك الدمعة الوحيدة من أن تخط رحالها على خدها...لتقول بألم...\اللي مثلي؟!!...إنت ما عندك حد للي تسويه؟!..ما اكتفيت للحين؟!!
قال لها..\لأ...و لا عمري...
قالت تلك و ها هي تصل للحد..\خلاص...خلاص يسار..كافي..و ربي كافي...أنا تعبت..إنت ما تدري ب..قاطعها وهو يجوب أنحاء الصالة بتلك الصفقة القوية بكفيه وهو يقول بنبرة إستهزائية بحتة..\برافو براافوووو...تدرين إني شوية و كنت رح صدقك...إنتي ممثلة من الدرجة الأولى...
و ها هو يؤلمها و للمرة الألف...قالت و هي تقترب منه..\مصيرها فيوم الحقيقة تبان...بس وقتها بيكون متأخر..و..
عمري...
عمري ما رح سامحك على اللي تسويه فيني...و عمره الجرح اللي كان فصدري منك ما رح يطيب...
و هنا..هنا...
اقترب منها فجأة وهو يصرخ بقوة..\تتكلمييين عن الجرح؟!...و انتي اللي سويتيه فروحي وش كان؟!..إنتي اللي رسمتيه على قلبي وش تسميه يا هااانم...لاااااا تتكلمين عن الجرح و إنتي ما تدرين معناااه...
هنا ...أشعلت هي تلك البراكين التي قد كانت كامدة بداخل روحه...و ها هي تخرجه من تلك القوقعة الباردة التي يتحصن بها...ليبين وجهه العصبي...ذلك الوجه الذي يخصه وحده..هو يسار...
قال لها و بصرخة أرجفتها..\فزززززي من قدامي..لأنه و ربي ممكن تكون نهايتك على يدي الحين...رووووووحي...
***********************
القاهرة...
حمل تلك الصغيرة و أرقدها بالقرب من أخيها..تأملهما لوهلة و هو حقاً لا يعلم ما القادم...لا يعلم ما هو مستقبل هذان الصغيرين..لا يعلم كيف سيخبرهما بإختفاء والدتهما..فهو و بالتأكيد لن يجعلها تقترب منهما مرة أخرى..لن يسمح لها بأن تراهما حتى...سيحرمها لذة لقياهما.سيحرمها من كل شئ...سيذيقها ألماً لم و لن تراه في حياتها...
سينتقم منها شر إنتقام...سي...قاطعه صوت هاتفه وهو يعلن عن إتصال ما..حمله ليتأمل الشاشة و هي تشير على رقم مجهول؟!...استغرب..و بشدة؟!..أيعقل أن يكون هذا هو نفسه الشخص الذي أرسل له الرسائل؟!
رد وهو يقول ..\ألو...
...\من يومك غبي...قلتلك لا تتزوج وحدة كان لها سوابق...!!
انعقد حاجباه وهو يحاول أن يفكر في صاحب الصوت...و كانت مفاجأته الكبرى هي..ان...
أن صاحب الصوت هو...
كمال..!!
لم يستطع ان ينطق بكلمة...لم يستطع أن يقول أي شئ..بل ظل حبيساً للصدمة التي قد داهمته هو يستمع لتلك الكلمات..\وش فيك انخرست؟!!..إيه أنا كمال...هو نفسه...هو نفسه اللي خنته إنت و ذيك الحقيرة...ما نسيت اللي سويته فيني...و كنت منتظر اللحظة المناسبة اللي برد لك فيها الصاع صاعيين...ههه...بس ما توقعت تسوي فالمسكينة كل هذا؟!!...
و ما زال غير قادر على نطق أية كلمة..و كأنما قد قطع لسانه تماماً...و توقف عقله تماماً وهو يسترجع كل ما حدث...يسترجع كل الصور..يسترجع كل ما فعله بها...هي...
نادية..!!!
ليقول ذلك الأخر وهو يكمل سلسلة مسرحيته..\بس تصدق..في البداية خفت..و قلت هالقصة الغبية و اللي صارت فمليون فلم أبيض و أسود ما رح تمشي عليك...بس...فعلاً طلعت غبي و صدقت..صدقت كل شي...و فثانية كنت بتاخذ روح المسكينة...يا حرااام...الحين هي...قاطعه ذلك الآخر و بصرخة قوية...\يا حقيييييييير...
...\و ربي..و اللي خلقني و خلقك...مااااا رح مشيييها لك...و رح أنهيييييك..ساااامعني؟!!...و ربي ماااا رح خلييييك...قاطعته تلك الضحكة الخبيثة وذلك الآخر يرد بإستهزاء..\هههههههههاااااييي...يعنيي وش رح تسوي؟!!..خوفتني؟!..أرعبتني...
...\و ربي ماني تاركك لين ما...ليغلق ذلك الآخر الخط في وجهه...توقف هو لوهلة وهو يتألم و بشدة لا حدود لها من..غباائه..نعم..فهو أغبى مخلوق في العالم...و...صمت لوهلة و روحه توشك أن تنفجر...
صرخ بقوة لا حدود لها وهو يرمي ذلك الهاتف بقوة ليرتطم بالحائط و يتحول لأشلائ...
\آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآىههههههههه ...
********************
في بقعة أخرى...
واقف وهو يتأمل في إنعكاس صورته على تلك المرآة...تلك المرآة التي تتوسط ذلك المصعد..فها هو في المستشفى..متوجه نحو غرفة تلك السيدة..فهو يعلم أن كل الإجابات معها..و معها هي وحدها...
فهنالك الكثير و الكثير من التساؤلات التي تحيره...و أولها...لماذا مرضية تحمل إسم رحيق؟!..و لماذا هي لا تذكره؟!..و كانها لا تعرفه؟!..و كأن...
اغمض عينيه وهو يرجو الله أن يلطف به في وسط هذه العاصفة الهوجاء...
أغمض عينيه وهو يفكر بتلك الأخرى وهو قد حبسها في الشقة..و كيف له ألا يحبسها و هو خائف أن تهرب منه..و بعد أن وجدها...فهو لن يسمح بحدوث ذلك..
و لكن لابد له أن يعرف الحقيقة...
و كلها تحمل إجابتها هي وحدها...
أم ضاحي..!!
*****************************
القصر..
كان يجر عجلات كرسيه بلهفة وهو يود رؤية ذلك الزائر الذي قد أخبرته الخادمة بحضوره...لماذا روحه تتلهف لهذه الدرجة...لماذا يحس و كأن جسده معلق في الهواء..؟!
أفعلاً يمكن أن يكون ذلك الزائر هو...!!
ابنه..!!
يسار..!!
أيعقل..!!
استغفر وهو يحاول جاهداً ألا يتعلق بأمل لا حقيقة له...دخل المجلس وهو يتوقف فجأة..يتأمل ذلك الذي يقف...
شخص يعطيه ظهره العريض...وهو يتأمل في تلك اللوحة التي تتوسط الحائط...
هو...
نفسه...
نطقها و روحه توشك أن تخرج من فاهه...
..\يساااار..!!
هنا أقف و أنا على أمل أن تنال الطية إعجابكم..
أعذروني لو كان في أي قصور من جهتي..
بس وعد مني لكم...
القاااااادم أكثر تشوييق..و فيه أحداث كثييرة...إن شاء الله...
و لا تنسو تدعولي ربي يفرج هي و هم كل المسلمين...
لقاءنا القادم ما حقدر أحدده بس في الأيام الجاية بإذن الرحمن...
إلى لقاء آخر...
|