كاتب الموضوع :
**روووح**
المنتدى :
ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
رد: روايتي...ولغد طيات أخرى...
لطيفة...
يابخت الرجل أو الشاب الذى يصلى ال 5 فروض فى المسجد.. يا بخت البنت التى تصلى بعد سماع الأذان مباشرة .. يا بخت الذى يقرأ كل يوم جزء من القرآن .. الجزء مدته 35 دقيقه .. يابخت الذى يقف بين يدى الله بالليل و الناس نائمه .. يا بخت الذى يذكر الله فى كل وقت ..يابخت الذى جعله الله سبب فى إدخال السرور على المسلمين و هدايتهم .. يابخت من ساعد الفقراء و اليتامى ..يابخت من بار أمه و أبيه .. يابخت الذى لا يطلب من الناس شيئا و يطلب من الله كل شئ ..يابخت الذى لا ينسى الدعاء للمسلمين .. يابخت الذى همه أن الله يرضى عنه و يحبه ..يابخت من فعل بعض هذه الأعمال و لا يعلمها أحدا إلا الله ...يابخت من كان أخر كلامه من هذه الدنيا لا إله إلا الله
في بقعة أخرى...
جالسة على الأرض و تقرأ تلك الآيات على تلك القابعة على السرير...في هذه اللحظة فقط تمنت لو كان بإمكانها الرؤية..أن ترى الألوان..الأشياء...و ترى من تعيش معهم..فهذه القابعة أمامها هي خالتها و لكن..
لا تعلم أي شئ آخر..لا تعلم تفاصيل وجهها و لا تفاصيل وجه ذلك الآخر...فهي لم تلمسهما من قبل...لا تعلم أي شئ...و فقط كل ما تراه هو الظلام و محض الظلام الدامس...
تأملتها و هي تهذي بكلمات غريبة...\طفل...حرمة..إنتي...حامل...
لا تعلم ما الذي تهذي به هذه المرأة...مدت كفها لتتحس حرارتها و تجدها مشتعلة حقاً...و مما يبدو أن هذا هو ما يسبب لها الهذيان...
خائفة....!!
نعم هي خائفة و بشدة على خالتها..فماذا ستفعل إن حدث لها أي مكروه؟!..
كيف ستعيش؟!
ستتضطر وقتها أن تتزوج بضاحي..!!
ستتضطر على العيش معه..!!
فوجود أنثى معها يحسسها بالأمان..مع أن هذه الخالة لم تعاملها معاملة جيدة و لا تعلم ما السبب لذلك و لكنها مع ذلك تحس بالأمان لدى تواجدها...و إن لم تكن بالمعنى الحقيقي كخالة في معاملتها لها...و لكنها لا تعلم ما الذي سيحدث في القادم؟!
خرجت دمعة من عينيها لتحط على خدها...هي متألمة و خائفة..خائفة مما يحمله المستقبل لها من قادم؟!..و من خفايا لا تعلم لها شيئاً...
توقفت عن البكاء لوهلة استقبلت القبلة في جلستها و رفعت يديها لذلك الوحيد..الوحيد الذي يعلم ما بها و ما يشوب قلبها من ألم...
بكت...بكت..ثم بكت..!!
بكت على ماضٍ تجهل معالمه تماماً...
بكت على مستقبلٍ مما يبدو عليه الظلمة الحالكة...!!
بكت على حاضرٍ لا تدري أسيكون غامضاً كماضيها أم أكثر إيلاماً كحاضرها...!!
بكت و هي تدعو رب العباد أن يفرج همها و كربها...
فهي تعلم أنه الوحيد...
من يعلم ذلك الماضي..الحاضر...و المستقبل..!!
وهو الأعلم بما هو خير لها...!!
دعت...!!
دعت رب السماوات أن يلطف بها و أن يشفي خالتها...!!
سمعت صوت فتح باب الشقة...مسحت وجهها من الدموع و طبقت سجادتها و قامت ببطء شديد خرجت للخارج...
توقفت وهي تحس بوقوفه في منتصف الصالة...يتأملها...
وهو تأمل وجهها المحمر..!!...أكانت تبكي؟!...أهي خائفة حقاً على والدته؟!
أم هي خائفة على نفسها منه إن حدث مكروه لوالدته؟!
إن كانت الأولى فكان بها...و لكن إن كانت الثانية..
ستؤلمه حقاً...!!
في صميم قلبه...!!
تأمل يديها التي تفركهما ببعضهما..يعلم أنها تعلم بتأمله لها..
و لكن..
أتعلم مدى تعلق هذا القلب الهزيل بها؟!
أتعلم مدى شغفه لروحها البريئة؟!
أتعلم فقط كل ذلك؟!
أم هي جاهلة لما يقتله..!!
هي..
كانت تحس بنظراته لها..حتى و بين تلك الظلمات التي تحاوطها..تحس بنظراته تخترق كل ظلمة بينهما...قالت و هي تحاول كسر هذا الصمت الغريب..\كيفك؟!
قال بألم..\الحمد لله..كيفها أمي؟!
هي \مثل ماهي...صمتت لوهلة و هي تتأمل الأفق البعيد...كانت مترددة من سؤاله...قالت بتردد..\ل..لقيت حل؟!
جلس على ذلك الكرسي وهو يزفر بقوة و تخرج تلك التنهيدة من صدره مسح على وجهه بتعب ليقول..\مافيه أي جديد...و ماني لاقي أي طريقة..مدري وش أسوي..ضحك بسخرية ليقول..\الظاهر إن رب العالمين ما يبيني أتغير و برجع للي كنت أسويه عشان أتصرف و أشوف حل..
قالت و هي تستدركه..\لاااه..
فاجأته تلك اللا...ألهذه الدرجة لا تريده أن يرجع لأيامه الخوالي...قال لها بيأس شديد أوصله للقاع..\وش اللي تبيني أسويه؟!..ماعندي شي غير إني أرجع لشلتي و أطلب منهم..و أكيد..و لكنها أوقفته و هي تتقدم ببطء لتقف امامه و تقول بلهفة..\لااه..لا يا ضاحي..
هي \إنت قلت إنك تبي تتغير..و ماهو من أول إختبار لك تضعف و ترجع..هذا ماهو تغير..
ضاحي بيأس...\بس هذا إختبار صعب..مقدر أوقف كذا من غير ماسوي شي..
هي \بس بنفس الوقت لا ترجع للي كنت تسويه..إذا ربي قدر كذا فأكيد لحكمة من عنده هو وحده يعلمها...!!..و كل شي لخير..و إن كنا الحين شايفييته شر..أكيد الخير لقدام...و رب العالمين قال...
(وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ)
أحست بهدوئه الغريب بعد قراءتها للآية...صمتت لوهلة لتقترب أكثر و تقول بإصرار..\إدعي..
أردفت..\إيه إدعي رب العالمين و أكيد ربي بيستجيب دعاك..و ما تدري وش اللي بيصير...كل شي بيده و مافيه شي مستحيل معاه...فليش ما تدعي...توقفت لوهلة و هي تعلم أنه يستصعب كلامها و يأخذه في محمل الهزل..قالت بنفس إصرارها..\مافيه شي بعيد..و أكيد ربي بيستجيب دعاك..
ضاحي \رحيق..الدعاء بيجيب لي حق علاجها..آلاف الريلات؟!
هي بنفس إصرارها...\إيه؟!..إنت تبي حق العلاج..ليش تروح و تسأل الناس لما عندك اللي خلق الناس و الفلوس و أي شي...هو مالك كل شي..بيصعب عليه يحقق لك هالشي..
ضاحي بيأس..\رحيق..
هي \لا...لا تيأس...إنت وش بتخسر إذا دعيت؟!...صدقني؟!..إدعي و أكيد بتنحل..و أنا بدعي كمان...و إن شاء الله ربك يفرجها من حيث لا تحتسب...
رمت عليه تلك الكلمات و ابتعدت بهدوء وهو يلمح طيفها الأخاذ...!!
يااااه...
يااااه يا رحيق..!!
كيف لكِ أن تلقي تلك الكلمات و فيّ حزن كهذا؟!
كيف لكِ أن تتشبثي بالأمل و أنتِ في ظلمة كتلك الظلمة؟!
كيف لكِ هلا أخبرتني؟!
فكلماتك القليل ..القليل فقط من يفكر بها...
لكم أنتِ طاهرة..!!
لكم أنتِ...ضوء في وسط ظلمة حتى و إن كنتِ تعيشينها...!!
فهل يا ترى ما حدث لأمي هو بسبب ظلمنا لكِ؟!
بسبب تلك السنوات التي لم نخبركِ فيها بما حدث؟!
بحقيقتك حقاً؟!
فكيف أصدق تلك الحقيقة..؟!
فكيف لشخص مثلك أن يكون قد أنجب طفلاً بالحرام؟!
كيف يمكن أن يحدث شيئين بهذا التناقض من نفس الشخص؟!
غريب؟!
توقف وهو عازم على أن ينفذ طلبها..توضأ و صلى ركعتين للحاجة...
دعا..
و للمرة الأولى في حياته...
و حقاً كانت هذه هي المرة الأولى...حقاً هي المرة الأولى التي يقف فيها بين يدي ربه...
و يااااااااه..
يالها من لحظات..
و للمرة الأولى يتذوق جمال هذه اللحظات...
و يالتلك الرهبة التي قد غشته وهو يقف بين يدي خالقه..
تألم..
تألم من نفسه..
من روحه..
من ماضيه..
و مما فعل...
كيف عاش كل تلك الفترة وهو بعيد عن ربه هذا البعد...
كيف عاش تلك الفترة وهو محروم من هذه الحلاوة..
و يالحسرته على ماض قضاه في صحبة من لا صحبة لهم ..
و قاطع من هو أهل الصحبة و أهل المغفرة...!!
و للمرة الأولى في حياته يبكي...
نعم هو رجل بطول حائط يبكي..!!
رجل بعرض سد يبكي...!!
يبكي لرب تلقاه و لاقاه بعد طول ذنب..
بكى سنين طوال قد كان فيها بعيداً عن إله هو أرحم به ممن ولدته...
بكى لحظات قضاها على فاحشة و حرم نفسه من لذة كهذه..
بكي..بكي و كما يبكي الطفل الصغير..
لم يعر لرجولته..!!
و لا لقوته..!!
و لا لطوله و لا عرضه أي إهتمام!!
و بكى..فقط بكي..
بكي وهو يتحسر على حاله..
و لأول مرة يذوق حلاوةً في هذه الدنيا...
و لأول مرة يحس بطعم آخر للسجدة بين يدي الخالق...
فياسبحان رب السماوات..
......شتان ما بين ذلٍ للخلقِ و ذلٍ للخالِق.......
أحدهما ينزلك لأسفل قاع...!!
و الآخر يرفعك لأفق لا حدود له...!!
و من شدة فرحته بهذه التوبة دعا..
دعا لكل من هو غافل مثله..بأن يهديه الله و يذيقه هذه الحلاوة..
و دعا أن يفرج الله له هماً قد أثقله...
دعا..
وهنالك رب فوق السماوات قد استجاب...!!
***********************
القصر...
أغلقت الزرارات العلوية لفستان تلك الصغيرة و هي تربت بخفة على صدرها..\يلا خلاص كذا صرنا جاهزين..
تقدمت منها تلك الأخرى و بتساؤل..\ماما حنا وين بنروح؟!
أمالت فمها في ضيق و هي تهمس بداخلها..\بتروحون مع هذا اللي ما يتسمى...مدري وش يبي فيكم؟!..مالت عليه و على خلقته..لتقاطعها تلك الصغيرة و بفضول..\يمة وش قاعدة تقولين؟!
انتبهت بما كانت تهذي به لتقول..\ها..لا حبيبتي بتروحون مع عمكم..قال بياخذكم على المول..
قالت شهد الجالسة على حجرها وهي تلف خصلة من شعرها على إصبع يدها...\بس انتي ليش ما تروحين معانا...
صبا و هي تفكر بقهرها من هذا العم...\لا حبيبتي أنا بنتظركم لين تجون...
سمعت طرقاً على الباب لتقول..\أدخل...
تقدمت تلك الخادمة لتقول لها..\هدا بابا تحت ..
قالت صبا بتأفف..\خلاص..بيجون الحين...
و في الأسفل...
تقدمت و هي تمسك بصغيرتاها لتدخل و هي تحاول الإستغفار مبدئياً قبل الدخول و ذلك لعلمها بأنه سيستفز كل شعيرة في جسدها...دخلت لترى ذلك و قد كان قابعاً على إحدى الزوايا ليقوم لدى رؤيتهم و يعطيهم ظهره بإحترام...فكرت في داخلها..
قالت بهدوء..\السلام عليكم..
ليرد لها السلام بصوته الرجولي و تنحني هي لتقول للصغيرتين..\يلا حبايبي..ما بتتأخرون..
شدت ملك على يدها لتقول..\بس يمة تعالي معانا..
قالت و هي تتأمل طيف ذلك الآخر..\لا حبايبي مقدر..يلا بتروحون تغيرون جو و ترجعوا..
صمتت لوهلة ثم أردفت و هي تصلح فستانهما..\و مثل ماقولكم كل مرة..حاسبوا و إياكم تتكلمون مع غريب...و..لكن قاطعتها الصغيرتان و هما تكرران كلماتها بملل و كأنهما قد حفظتاها..\و لا نروح بعيد..و نمسك في يده و لو نبي نروح الحماام نخبره...
إحمر وجهها تلقائياً تحت النقاب لدى جملتهما لتقول للخادمة...\يلا عشان بتروحين معاهم..
التفت عليها و بغضب قد بان في عينيه..\لوين بتروح؟!
صمتت لوهلة و هي تحس بإرتجافة قد سرت في جسدها جراء نبرته التي أرعبتها...رجعت للخلف خطوة ثم قالت و هي تحاول أن تتمسك بالقوة...\بتروح معاكم...
قال لها بنبرته الجادة..\ليش؟!
قالت..\عش..عشان البنات إذا إحتاجوا شي...
هو بصرامة شديدة...\معليش مارح تروح معنا و البنات لو إحتاجوا شي بيقولولي...
صبا \بس...قاطعها وهو يلتفت و يأخذ الطفلتان..\يلا يا بنات...
أمسك بيد إحداهما و رفع الأخرى على يده...\كيفهم حبايب عمهم؟!
قالت شهد بإنفعاال..\بخييير..
قالت لتستوقفه...\لو سمحت خذ بالك منهم...ما يصير لهم شي...
لم تغب عنه نبرة الخوف الشديدة التي قد صاحبت نبرة صوتها...ابتسم ببطء ليقول لها و هو يعطيها ظهره..\إن شاء الله...و إذا عن اللي صار فلا تخافين إن شاء الله مابيصير هالمرة...
إغتاظت و بشدة من نبرته و ذلك لأنه محق فهي حقاً خائفة من حدوث مكروه لهما...
***********************
إيطاليا...
ميلانو..
أشار بيده لأولئك الرجال..\فكوه...
ليقترب رجال ضخام الجثة منه ويفكو قيده...أشار لأحدهم بيده..\خذوه...و أمسحو منه كل هالقذارة...لازم يصير نظيف...و لبسوه أشيك شي...
التفت عليه جاسر ليقول بتساؤل..\يبة...وش اللي قاعد تسويه؟!
حمزة \بتشوف الحين وش اللي بسويه...
و بعد نصف ساعة تقريباً تقدم المكان رجلان وهما يمسكان بيده..كان قد لبس بدلة نظيفة و تغير شكله تماماً في ظرف ثوان..إلا من تلك الرضوض التي تشوه وجهه...توقفوا أمام حمزة وهم ينتظرون الأوامر بالخطوة التالية و الكل مستغرب مما فعله مع يسار ليقول بهدوء..\أنا متأكد إن وراك مصيبة..بس لو السما انطبقت على الأرض ما رح خلي هالصفقة تروح من يدي...
جاسر..\يعني وش تتوقع يصير...
حمزة \مدري بس كل شي متوقع ووارد...ولازم ما نخلي فرصة لأي شي ...عشان كذا بروح بنفسي و بتأكد من كل شي...و بناخذه معانا..
جاسر بإستغراب..\بناخذه معانا؟!
حمزة...\إيه..لأنه في حالة صار أي شي...لازم يكون فيه شخص عشان نلبس فيه التهمة...فبيكون هو كبش الفداء...هذا إذا صار شي لاسمح الله...
جاسر \هههههه..و الله فكرة جهنمية...بس..
حمزة \لا بس و لا شي...يلا خلي الكل يتجهز عشان نتحرك...
*************************
جالساً على ذلك الكرسي و يتأمل في حال تلك الصغيرتين و هما تأكلان و بإنفعال..فقد طلب لهما وجبة و جلسوا على تلك الطاولة في إحدى المطاعم...ظل لوهلة يتأملهما وهو يكتف يديه ببعضهما...مدت له شهد قطعة لتقول له...\تفضل..
ابتسم لها بشدة ليقول..\لاه شكراً..
قالت له ملك بإستفهام..\ليش ما تاكل؟!
سطام \لا بس شبعان..
أشارت ملك لشهد لتقترب منها و تهمس لها في أذنها بكلمات لتشتد إبتسامة ذلك الذي يراقبهما...قال لهما..\ممكن أعرف وش قاعدين تقولون؟!
قالت ملك بإصرار..\لااه..
إبتسم أكثر..\ليش؟!
شهد \لأنه ما يصير...
قال ..\إذا قلتي بآخذ لكم آيسكريم..
تأملت ملك شهد و كأنما تستشيرها في الموافقة على الإقرار..لتقول شهد..\قالت لي إنك مب سئ مثل ما أمي تقول..
هنا كانت إبتسامته قد زادت عن حدها بصورة كبيرة...\تقدم بكرسيه للأمام ليقول لهما..\وش قاعدة تقول عني؟!
قالت ملك..\تقول إنك واحد همجي و متخلف و غبي و ووو..أصبحت تحك رأسها في صورة طفولية و كأنما تحاول تذكر بقية الصفات...ليقول لها هو..\و كمان فيه صفات ثانية؟!!
لتصرخ شهد بإنفعال...\إيه و مترغطس..مت..متطرغس..مت..حكت رأسها و هي تقول بيأس..\مدري وش هي هالكلمة...
قال لها بضحكة قوية..\متغطرس؟!
صرخت كل منهما بقوة...\إييييه..إيه هي..
سطام و قد أعجبه مجرى الحديث...\و كمان؟!
قالت ملك..\و متخلف و شايب...
هنا ضحك بقوة حتى استغربت منه الطفلتان و هو يعيد قول الكلمة..\قالت عني شايب؟!!ههههههههه...شايب...إيه في هذي صادقة ما كذبت..
قالت ملك بإنفعال..\إيه و قالت كمان...هنا اوقفها ليقول..\هييي هي..أنتم الظاهر ما صدقتم أني بجيب لكم آيسكريم إنفتحتم..و الله إنكم عفاريت..ها وش قالت ثاني..
أردفت \تقول لجدتي إنها مستغربة ليش إنت ما تزوجت للحين؟!...إلا إذا كانت عندك مشكلة...!!قالت له ملك بتساؤل و هي تقترب منه جداً...\سطام ...صحيح ليش ما تزوجت للحين؟!...إنت عندك مشكلة مثل ما أمي تقول؟!
ابتسم بقوة للصغيرة وهو يحملها و يضعها على حجره و يقول لها بإبتسامة...\قولي لأمك إني ما تزوجت عشان....
**************************
في بقعة أخرى...
رمى ذلك القلم الرصاصي بإرهاق على طاولة الرسم...مط جسده بقوة وهو يحس بالتعب الشديد فله أكثر من ثلاث ساعات لم يتحرك من مكانه...بل كان جالساً على هذا الكرسي ودونما أية حركة...قام من مكانه و يحس بالألم في كل مكان في جسده...تقدم ليقف عند النافذة وهو يتأمل الظلام الدامس في المنزل...إنها الثالثة صباحاً...ياه قد ظل مستيقظاً لوقت طويل جداً...
تفاجأ بذلك الظل الموجود في الحديقة بالأسفل..انتبه أكثر ليجدها تلك الضي؟!!...
ما الذي تفعله يا ترى..!!
في الجهة الأخرى...
صلت قيامها و دعت الله أن يفرج همها..فهي قلقة جداً من القادم..نعم هي قلقة...فهي تعلم علم اليقين أن هذا الحال لن يستمر إلى ما لا نهاية..و أنه لابد و له نهاية يوماً ما...
و مهما حاولت إخفاء الحقيقة فهي ستظهر يوماً ما...نعم من المؤكد أنها ستظهر...
فهي تدعو الله أن يلطف بها ..
أحست بالإختناق الشديد ...و كأنما هي محتاجة للخروج للخارج و إستنشاق الهواء الطبيعي...تناولت حجابها و ارتدته و خرجت و هي تضم يديها على صدرها في حركة ربما تحسسها بالامان...توقفت لولهة و هي تتأمل في السماء بظلامها الدامس...ضمت يديها على صدرها أكثر و لكنها شهقت و ذلك الصوت يفاجئها..\وش قاعدة تسوين؟!
بعد أن استوعبت الصوت لدى إقتراب ذلك الآخر منها...وضعت يدها على صدرها من إحساسها بخروج قلبها من ذلك الصدر..قالت و هي تحاول جمع أنفاسها..\اه..بس...كنت...حاسة بضيقة و فكرت أتمشى شوية...
أدخل يديه في جيوب بنطاله و قال بهدوء..\هممم..وش اللي مضايقك؟!
ارتجفت من سؤاله...فهو حقاً لم يكن من قبل بهذه الشفافية معها...قالت بهدوء..\مدري بس..كذا..
قال وهو يرفع رأسه ليتأمل السماء...\إحتمال آخذكم بعد كم يوم رحلة..
أسيل\رحلة؟!..لوين؟!
تركي \أمريكا...تغيرون جو و أحس إنه دانة محتاجتها..
فكرت بأن هذا الموضوع سيجلب لها الكثير من المشاكل..فكيف ستأتي بجواز سفر بإسمها المزيف..قالت و هي خائفة...\مقدر أروح معاكم...!!
قال بإنتباه شديد معها..\ليش؟!
قالت و هي تحاول التهرب بأي شئ..\لأنه ما يصير أسافر معكم و إنت مب محرم لي..و لأنه..قاطعها و هو يتأمل ملامحها جيداً...
...\و إذا إتحلت هالمشكلة؟!!
لا تعلم و لكن تحس بأن نبطات قلبها قد تسارعت بصورة غير طبيعية...تحس و كأنها ستقع مغشياً عليها...قالت و هي تأمل أنها قد فهمت جملته بالصورة الخاطئة..\ما فهمت...!!
تقدم للامام خطوة..قال وهو يصلح نبرة صوته...\صراحة...توقف وهو يتأمل الأفق البعيد ثم أردف..\دانة حيل تعلقت فيك..و صارت تحبك...و أنا صراحة تعودت عليكي...و شايف إنه إذا وافقتي تتزوجيني هذا بيحل إشيا كثيرة...و..توقف عن الكلام وهو يحال تأمل ملامحها الغير ظاهرة في الظلام..داهمها بقول..\ضي؟!
قالت و هي تحس بقلبها سيخرج من بين أضلعها..\نعم؟!
تركي \تزوجيني...إن ما كان عشاني..بيكون عشان دانة...!!
******************************
قبلها بعدة ساعات...
القصر...
كانت تغير لملك ملابسها و تضعها و هي تسألهما..\ها قولولي وش سويتوا؟!
اقتربت شهد منها و هي تقول بإنفعال..\إيييه يمة روحنا على الملاهي و لعبنا و بعدين روحنا على ماكدونالدز و أكلنا لييين ما شبعنا و بعدها روحنا..قاطعتها صبا لتقول..\خلاص خلاص..وش ذا كله سويتوه فهالساعتين؟!...قالت بغيظ..\ما شاء الله الأخ قايل نفسه شباب و يروح معاكم الملاهي...ما يدري إنه شايب...
ضحكت كل من ملك و شهد بقوة على جملتها لتتوقف عن تطبيق ملابسهما وتقول بإستفهام..\وش فيكم تضحكون؟!..وش اللي يضحك؟!
قالت لها ملك و هي تضع يدها على فمها لتمسك ضحكتها...\ماما اليوم سطام...استوقفتها صبا و هي تقول بإستنكار..\سطااام؟!..ما شاء الله و هو اللي قالكم لا تقولولي عمي و لا شنو القصة..الأخ يبي يحس إنه لساته شباب...؟!!
شهد و هي ما زالت تضحك...\ماما ضحك مرررة لما قلنا له إنك تقولين عنه شايب...
شهقت صبا بقوة لتقول..\انتم قلتولَه إني أقول عنه شايب..
أومأت كل من الصغيرتان رأسهما في حركة مضحكة جداً لتقترب من كل منهما و تقرصهما بقوة..\و إنتم أي شي أقوله تروحون ناقلينه له على طول؟!!! وش فييكم إنتم وكالة أخبار..صرخت كل منهما من الألم لتتركهما و تقول..\ها..وش قلتوا له بعد؟!
شهد بإنفعال...\إييييييييه قلنا كثير...
صرخت ملك بقوة و هي تقول \إيه يمة ..يمة...أنا سألته لك...
استغربت صبا منها لتقول..\سألتيه عن شنو؟!
ملك \سألته ليش ما تزوج للحين؟!..
صبا \نععععمممممممم؟!..إنتم وش فيكم انخبلتم..الظاهر بنجلط اليوم...و ان شاء الله قلتي له أنا اللي قلت كذا؟!
أومأت ملك رأسها بإبتسامة..\إيه..
صبا و هي تضع يدها على رأسها...\يا ويلي من عيالي المخاابيييل..!!..ها وش كان رده الأستاذ المصون؟!
ملك...\قاليييي قووولي لأمك أنا ما تزوجت عشان...بتزوجك إنتيييييي...!!!
صبا بصدمة...\شنوووووووو...صرخت بكل قوتها وهي تنتفض من مكانها...ووجهها قد تحول لكتلة من الإحمرار من شدة الصدمة...\قالكم كذا؟!
لتجاوب كلاهما...\إيييييه...
صبا \الشايب اللي ما يختشي؟!...هذا ما يخجل من نفسه؟!..و ربي لوريه...!!
****************************
في اليوم التالي...
في تلك الشركة...
قال وهو يحاول أن يتذلل لذلك الرجل الذي يجلس أمامه أكثر..\خلاص بشتغل دبل شفت..بس ياليت تشوفلي أي طريقة..
الرجل...\يا أخينا أنا سبق و قلت لك من قبل..مااافيه أي طريقة؟؟ حن مب دار زكاة..حن شركة و لنا قوانين و أنا مقدر أكسر هالقوانين...
ضاحي بيأس \بس..
الرجل...\لا بس و لا شي...أقولك أحسن لك روح شف شغلك...
توقف بيأس وهو يستغفر...حتى لا يسب هذا الرجل...
أمِن أجل المال يذل الرجل هكذا و يحط في التراب..؟!!
قال له الرجل بتأفف..\يلا لو سمحت حنا عندنا أشغال و ما...و لكنه توقف عندما طرق أحد ما الباب..ليقف ذلك الرجل بسرعة وهو يتوجه ناحية الباب..\طال عمرك ليه جيت بنفسك أنا كنت جيتك فمكانك..
قال له الرجل بإبتسامة..\يابو محمد بلا رسميات..أنا أصلاً كنت خارج و قلت بسألك عن الملفات اللي طلبتها منك...
قال له الرجل و قد تبدلت كل معاملته..\هذي هي جااهزة من مدة..تفضل طال عمرك..
أشار له ذلك الآخر بيده..\لا شكراً..خلاص مدام خلصتها خليها على مكتبي و أنا بكرة بشوفها يلا سلام..
تأمل ضاحي حال الرجل الذي قد تبدل لدى رؤية هذا الآخر..فياسبحان الله..!!
تذكر أن الرجل الذي قد دخل هو مدير الشركة..
نعم فقد رآه ذلك اليوم وهو خارج لسيارته ليقول له أحد ما أنه نائب مدير الشركة...
يتذكر جيداً عندما أخبره الرجل بمدى تواضعه و أنه شخص طيب و خلوق..
و لكن..
أتته فكرة..!!
توجه بسرعة و هو يحاول اللحاق به..ليقول له أبو محمد..\هيي إنت ويين رايح؟!!
لم يرد عليه ضاحي و هو يحاول اللحاق بذلك الرجل في محاولة أخيرة منه..ليقول له..\طال عمرك..!!
توقف الرجل ليلتفت عليه و يقول أبو محمد لضاحي..\أستاذ ضاحي وش تبي منه..خليه و تعال أنا...و لكن ذلك الرجل أوقفه ليقول وهو يشير بيده..\خليه يابو محمد..إلتفت على الرجل ليقول...\إيه وش تبي؟!
قال له ضاحي..\أنا لي كم أسبوع مما بديت الشغل معكم..و صار لي ظرف قوى و امي مريضة جداً و ما عندي أي طريقة علاج..توقف وهو يتأمل ملامح ذلك الرجل ليجده منتبه معه...ليقول له...\و حالتها متدهورة.و أنا كنت أبي أطلب إذا بقدر أحصل على قرض و بسدده و ممكن أشتغل..و لكن قاطعه الرجل..\كفارة بإذن الرحمن..بس وش فيها؟!
ضاحي...\نحن سوينا الفحوصات و لسة ما طلعت بس بالأغلب يكون سرطان في الكبد...و لو ما دفعنا حق الكشوفات بي..ليقاطعه الرجل للمرة الثانية...\ربي يشفيها بإذن الرحمن..خلاص هذا كرتي..و أخرج تلك البطاقة من محفظته ليعطيها لضاحي..\هذا رقمي الخاص تتصل فيني بعدين..ربت بيده على كتف ضاحي ليقول بإبتسامة شامخة...\ و بإذن الرحمن ما يصير إلا كل خير..!!
و ذهب..!!
تأمل ضاحي البطاقة وهو مستغرب حقاً..أيمكن أن يكون هنالك مدراء بهذا التصرف؟!
أنزل نظره ليتأمل البطاقة..
...\خالد أحمد الراضي...!!
*****************************
إيطاليا..
صقلية...
ميناء مارسلا...
في تلك الظلمة الحالكة...و لا يرى شيئاً إلا بتلك الكشافات الموضوعة في كل زاوية..لا توجد أصوات غير أصوات أقدام أولئك الرجال وهو يقومون بنقل الشحنة...
أطنان من المخدرات يتم نقلها في هذه اللحظة...
أطنان مما سيتسبب بقتل...تشريد..إغتصاب..تدهور آلاف الناس..
و المستفيد الوحيد من هذا الشئ هو..
أولئك الذين يراقبون من بعيد..!!
قال ذلك وهو يبتسم..\خلاص..ما بقا إلا القليل عشان ينقلوه..
تأمل حمزة أولئك الرجال الذين يقومون بإخراج الشحنات من تلك الحاويات التي قد تم نقلها عن طريق الباخرة...قال و بقلق..\لسة..لازم ناخذ حذرنا..و بتراقبهم لين ما تتخزن هالشحنات في المخازن..
جاسر بإبتسامة...\يبة..ما تحتاج توصي حريص...
تأمل الجراح هاتفه ليرفعه و بإبتسامة..\مسيو أنطوان..كفيت ووفيت..الشحنات قربنا نخلص منها...و مثل ما وعدتك..المبلغ في الطريق لك الحين...
أغلق الهاتف بعد عدة قهقهات قد أصدرها في حديثه بالهاتف...وهو ما زال يتأمل الرجال وهو يقومون بعملية النقل...
أما ذلك الآخر فقد ابتعد ليقف بالقرب من يسار...توقف لوهلة و هو يتأمل الرجال ثم قال بإبتسامة..\شفت وش قاعدين نتعامل فيه..هذي أطنان من المخدرات...هههه...يعني ثروة لا تقدر بثمن..
لم يرد عليه يسار وهو مكبل في يديه ليردف ذلك الآخر..\مدري وش كنت تعتقد إنك بتسويه فينا...انت تدري زين إنه لو تمت هالعملية على خير بتصير فخبر كانا..الوالد رح..توقف وهو يقوم بتمرير يده على رقبته في علامة تشير للقتل..ليردف..\يقتلك...صمت لوهلة و هو يتامله ليقول له..\و إن ما سواها أنا اللي بسويها...!!
و لكن..لا رد...!!
يستغرب جداً من هذا الصنم..ألا يحس بشئ...
و لكن الصدمة الأكبر كانت بسماع أصوات سيارات الشرطة التي قد ضجت في أرجاء المكان...ليصرخ حمزة بكل قوته...\الكلاااااب...!!
بدأ المكان يضج بالصراخ و أولئك الرجال الذين يسرعون في كل مكان..بعضهم يتسلح بأقرب سلاح له..و الآخر قد شلته الصدمة...و البعض يفكر بالهرب و إنقاذ نفسه من هذه المعمعة...
ليسمع ذلك الصوت الذي يدوي عبر مايكروفون بالإيطالية..\ليضع الكل سلاحه على الأرض...المكان محاصر...المكان محاصر...
فأصوات السيارات التي قد وصلت للمكان ليخرج جاسر ذلك السلاح الذي قد كان في يده و يصوبه على رأس يسار وهو يقول و غضب الدنيا يشتعل بداخله..\يااااااا الكلبببب...اليييوم بخلص علييييك..و بي بخلصصصص علييييك..
و لكن...
تم إطلاق الرصاص من كل زاوية...و هنا علا صوت الرصاص في المكان ليمتلئ المكان بالجثث..بعضها جريح و بعضها صريع و البعض القليل إستطاع أن ينفد بجلده..!!
لماذا نحاول هذا السفر
و قد جرّدتني من البحر عيناك
و اشتعل الرمل فينا ..
لماذا نحاول؟
و الكلمات التي لم نقلها
تشرّدنا..
و كل البلاد مرايا
و كل المرايا حجر
لماذا نحاول هذا السفر؟
هنا قتلوك
هنا قتلوني. هنا كنت شاهدة النهر و الملحمه
و لا يسأم النهر
لا يتكلّم
لا يتألم
في كلّ يوم لنا جثّه
و في كلّ يوم أوسمه
هنا وقف النهر ما بيننا
حارسا
يجهل الضفتين
توأمين
بعيدين، كالقرب، عنّا
قريبين، كالبعد، منّا
و لا بد من حارس
آه لا بدّ من حارس بيننا،
كأنّ المياه التي تفصل الضفتين
دم الجسدين
و كنّا هنا ضفتين
و كنّا هنا جسدين
و كلّ البلاد مريا
و كلّ المريا حجر
محمود درويش !
هنا أقف و أنا أتمنى أن تنال الطية إعجابكم...
و إن شاء الله هنالك الكثير من التشويق في القادم بإذن الرحمن...
أتمنى ألا تنسوني بصالح دعواتكم
موعدنا القادم إما الجمعة أو السبت...ولو ما في هاليومين بيكون الإثنين..
آسفة بس ظروفي قاهرة..بس في كل الأحوال بعطيكم خبر إذا قدرت أنزل البارت..
إلى الملتقى بإذن الرحمن
|