لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية


موضوع مغلق
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (3) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 19-05-13, 05:10 PM   المشاركة رقم: 256
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Nov 2012
العضوية: 247575
المشاركات: 240
الجنس أنثى
معدل التقييم: **روووح** عضو على طريق الابداع**روووح** عضو على طريق الابداع**روووح** عضو على طريق الابداع**روووح** عضو على طريق الابداع**روووح** عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 472

االدولة
البلدUnited_Kingdom
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
**روووح** غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : **روووح** المنتدى : ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
افتراضي رد: روايتي...ولغد طيات أخرى...

 

السلام عليكم يا أجمل قراء...
أشكركم بحجم السماء على تعليقاتكم الجمييلة و اللي أدعي ربي ألقى وقت و أرد عليها واحد واحد ان شاء الله...
اليوم بيكون فيه بارت في نفس موعدنا...
كونوا بالقرب... :)

 
 

 

عرض البوم صور **روووح**  
قديم 19-05-13, 10:21 PM   المشاركة رقم: 257
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Nov 2012
العضوية: 247575
المشاركات: 240
الجنس أنثى
معدل التقييم: **روووح** عضو على طريق الابداع**روووح** عضو على طريق الابداع**روووح** عضو على طريق الابداع**روووح** عضو على طريق الابداع**روووح** عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 472

االدولة
البلدUnited_Kingdom
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
**روووح** غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : **روووح** المنتدى : ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
افتراضي رد: روايتي...ولغد طيات أخرى...

 

[بسم الله الرحمن الرحيم...


السلام عليكم يا أجمل قراء...

أولاً أشكركم جزيييل الشكر على دعواتكم الجميييلة...و ربي يستجيب دعوة كل مسلم يااا رب...
صراحة و كما توقت تمااااااماً الكل كان له نفس التوقع وهو أن من داهم الزواج هو فهد و لا يوجد شخص غيره و لكني أقول لكم (المفروض تكونوا تعودتوا على الأحداث الغير متوقعة في هالرواية) ...و تطلعوا شوية بتفكيركم عن المألوف...فيه وحدة بس هي اللي قربت من التوقع الصحيح...بس خلونا نقرى و نشوف شنو صار..
و أما عن موضوع مرضية و خالد...فكل شئ حيحدث بطريقة صادمة و مثل ما قلت غير متوقعة...
أما عن كتابة روح في المنتدى فهي لغرض معييييييين ما حيظهر إلا في البارتات القادمة و اللي حيكون صادم للكل...بس خلونا نترقب و نشوف...





الطية الثامنة و الثلاثون...
رِيحٌ عاتِيَة...


الحياة تفاجئنا أحياناً...
تباغتنا..!!
بأحداث تعصف حياتنا كالريح العاتية...
و نبقى محاصرين بين خيارين...
إما الإنحناء ولو اضطُرِرنا...
أو البقاء ولو كُسِرنا...!!









لا تحبي...اعشقي

لا تنفقي ...أغدقي

لا تصغري ....ترفعي

لا تعقلي ....افقدي عقلك

لا تقيمي في قلبه...بل تفشي فيه

لا تتذوقيه ..بل التهميه

لا تكوني امامه....بل خلفه

لاتكوني عذره ..بل غايته

لا تكوني عشيقته ..بل زوجته

لا تكوني ممحاته ...بل قلمه

لا تكوني واقعه...ظلي حلمه

لا تكوني دائماً سعادته...كوني أحياناً ألمه

لا تكوني مُتعته...بل شهوته

كوني أرقه وأميرة نومه

لا تكوني سريره كوني وسادته

كوني بين النساء اسمه ذكرياته ومشروعات غده

لا تكوني ساعته كوني معصمه ولا وقته...بل زمنه


تقمصي كل امرأة لها قرابة به وكل أنثى يمكن أن يحتاج إليها وكل شيء يمكن ان يلمسه وكل حيوان أليف يداعبه و كل ما تقع عليه عيناه كوني ابنته وشغالته وقطته ومسبحته وصابون استحمامه ومقود سيارته كوني أريكة جلوسه ومسند راحته وشاشته كوني بيته كوني المرأة التي لم يرى قبلها امرأة ولن تأتي بعدها امرأة ....بل مجرد إناث!!!!

من أجمل ما خطت \أحلام مستغانمي...









تمشي و ترجع ذهاباً و إياباً في الغرفة و هي تحس بالتوتر الشديد...تفرك يديها ببعضهما و هي لا تعلم حقاً ما الذي يحدث في الخارج...أحست بأنها ستوشك أن تخرج للمجلس لتعلم ما الذي يحدث...قالت لها والدتها وقد وصلت حدها من التوتر...\صبا..اهجدي وش هالحالة اللي انتي فيها...الحين بيجي خالد و بندري عن اللي صاير...؟!
لم تجب والدتها بأية كلمة...تأملت صغيرتاها و هما نائمتان على السرير في إرهاق شديد بعد كمية الجهد الذي بذلتاه في اللعب...أيحتمل أن تكون الملكة قد ألغيت؟!...أيحتمل ذلك؟!...و لكن ما الذي سيلغيها؟!
تتمنى من كل قلبها حدوث ذلك و ستكون هذه إشارة لها من الخالق أنها لن تتزوج بعده أبداً...و ذلك لأنه لا يمكن لأحدٍ أن يملأ مكانته في قلبها...
و لكن ما الذي قد حدث...؟!
كانت كل من رجاء و الجدة تتأملان في ارتجافة يدها و حركتها المستمرة و التي وترتهما أيضاً معها...و لم يكن هنالك أي شخص معهما..فنور قد رجعت لمنزلها فجأة و دونما أية مبررات و هي تعتذر بتأخر الوقت...!!
سمعوا طرقاً على الباب لتلتفت صبا بكل إنتباهها على الباب و هي تترقب من يكون هذا الطارق تتمنى من كل قلبها ألا يكون خالداً و بحوزته ورقة العقد...فتحت رجاء الباب ليظهر عبدالرحمن وهو يجر كرسيه المتحرك...توجهت نحوه كل الأنظار...من الجدة رجاء و تلك التي تحس أن قلبها سيُقتلَع من مكانه...و لكن وجهه لم يحمل أي نوع من التعابير...

سألته الجدة بلهفة..\ها وش صار؟!

قال بهدوء محكم وهو يجر كرسيه حتى وصل إلى منتصف الغرفة...\يمة لو ممكن تطلعون و تخلوني بروحي مع صبا...
قالت رجاء بهلع..\يابو يسار...وش اللي صار طمنا؟!!
قالت الجدة و هي تستند على تلك العصاة الخشبية...\عبدالرحمن!!!!...خرعتنا؟!..طمنا يا ولدي؟!
صمت لوهلة وهو يتأمل أرضية الغرفة...رفع نظره ثم قال بنفس هدوئه وهو يكتف كفيه ببعضهما..\ما صار إلا الخير يمة...أرجوكم خلوني بروحي مع صبا...أبيها بروحها...
لم تطعه أياً من أولئك النساء...
و ذلك لأن قلب النساء رقيق ...و القلق هو صديقهن الصّدوق...!!
التفت لرجاء ثم قال لها بلهجة آمرة...\رجاء...خذي أمي و طلعوا...
علمت من نبرته أنه يجب عليهما أن تخرجا...توجهت لجهة الجدة و تحركت معها لتخرجا من الغرفة و تغلقا باب الغرفة...

أما تلك فقد كانت صامتة ...ثابتة...دونما أية حركة...تحس و كأن قلبها قد توقف عن النبض...خائفة مما سيقوله و خاصة بعد إصراره على خروج الجميع من الغرفة...
اقترب عبدالرحمن منها...قال لها بهدوء..\جلسي يا صبا...
جلست ثم تأملت ملامحه و هي تحاول أن تخرج بأي تحليل منها...و لكنها لم تجد شيئاً...و خرجت فارغة اليدين...قالت بقلق..\عبدالرحمن؟!...شنو فييه؟؟؟!
قال لها بهدوء..\العقد لسة ما تم...!!
توقف لوهلة وهو يتأمل ملامحها المنتبهة بكل حواسها معه...قالت في لهفة..\ها؟
أردف بنفس هدوئه...\و صار متوقف على رايك..!!
اعترى وجهها علامات الإستغراب التام...فرأيها قد تم أخذه من قبل...فما الجديد في الموضوع..؟!!

قالت لتحاول إنهاء هذه الأحجية...\وش اللي صار يابو يسار؟!

أكمل و بنفس هدوئه..\ قبل لا يتم العقد دخل أخوه للمرحوم...


عقدت حاجبيها في استغراب و تعجب أكثر...\أخو مين؟!


أجابها..\أخوه لفهد رحمة الله عليه و قال هالزواج ما بيتم..صمت لوهلة و أردف..\و لو نبيه يتم هو بياخذ بنات أخوه معاه و وقتها نقدر نتم الزواج...لأنهم ما بيرضون بناتهم يتربون مع رجال غريب...
صمت لوهلة أخرى وهو يتأمل تبدل ملامحها الظاهر له... و من ثم أردف...\خالد عصب وايد و قال له ان الزواج بيتم بس هو أصر و قال لو تم بياخذهم بالمحكمة و أكيد المحكمة بتعطيهم البنات بعد زواجك...خالد أصر إن الزواج يتم بس محمود طلع رجال عاقل و قال إن العقد ما بيتم إلا بعد ما نخبرك و تقولين رايك و اللي تبينه بينفذ...

صمت لوهلة ليتأملها...

كانت مصدومة و بشدة مما كان يهذي به عبدالرحمن من كلمات...فلم تتوقع و لا في أحلامها أن تظهر هذه الشخصية في حياتها...
ما الذي تحس به الآن؟!!
لا تعلم؟!..فهل يمكن أن يقال أنها...

غاضبة...

حانقة...

مقهورة...

نعم هي حانقة مما حدث...قالت و كأن أفكارها قد أصبحت مسموعة له..\عمهم؟!!...عمهم؟!!...وهو بأي حق يجي و بكل جرأة يقول إنه عمهم؟!...ها؟!...كيف يتجرأ و يقول كذا؟!...متى كان عمهم؟!...متى سأل عنهم؟!...بناتي ما لهم عم و لا جد و لا جدة ..مالهم أهل غيركم...بأي جرأة يقول إنه عمهم..و كمان..كمان...صمتت و قد امتلأت عينيها بدموع ممزوجة بالغضب..الإستنكار..و كل هذه الأحاسيس مختلطة ببعضها البعض...قامت من مكانها و هي تحس بأنها ستنفجر لا محالة من الغضب...قالت و هي تحرك يديها في حركة تعبيرية غاضبة..\و كمان يقول بيقدر ياخذهم مني؟!...ياخذهم مني أنا؟!...هذا وش قاعد يقول...انجن فراسه ولا شنو؟!..هذا...
قاطعها عبدالرحمن بهدوء وهو يقول...\صبا...يا بنتي...هو في الشرع و في الحكم بيصير عمهم..و انتي ما بتقدرين تغيرين هالشي لو شنو صار...بس أنا بيك تتخذين قرار..و اللي بتقرريه أنا بنفذه و ما بيهمني الناس وش يقولون ..ما يهمني شي غيرك إنتي و بناتك...
حاولت أن تتحلى بالهدوء في موقف كهذا..و هي تحس بأن رأسها سينفجر حتماً...قالت له...\كيف تخيرني بين بناتي و زواجي من غريب ما عرفه...كيف تسألني هالسؤال...أكيد بختار بناتي...أنا مقدر أحتمل فكرة بعدهم عني ثانية وحدة...أنا من البداية كنت رافضة هالزواج بس إنتم اللي غصبتوني...أنا من البداية كنت رافضة المبدأ...بس..
قال لها وهو يحاول تهدئتها...\خلاص..الحين ما صار شي...و إذا تبين نلغي هالزواج تم هالموضوع..و أعتقد محمود إنسان متفهم و يقدر يحترم قرارك...

قالت و بدون أي تفكير...\طبعاً تلغي هالزواج...!!


****************************


في بقعة أخرى بعيدة كل البعد...

توضأت لصلاة القيام...خرجت من الحمام و هي تسرع لكي تدخل غرفتها..فهي متأكدة من أن ذلك الآخر لم يعد للمنزل بعد...و حتماً سيأتي وهو يترنح..و لا تعلم ماذا سيفعل لها...
و لكنها كانت محقة فيما اعتقدته...لأنها ما أن خرجت من الحمام و مشت لخطوتين حتى توقفت فجأة و شهقت لتحاول أن تسرع و تدخل غرفتها و لكن تلك اليد قد كانت أسرع منها لتوقفها و تلصقها بذلك الحائط...شهقت و هي تغمض عينيها و أنفاسها تتعالي...قالت و قد بدأت عينيها بالدموع..\ضاحي...ترجيتك تبعد عني...
اقترب أكثر وهو يمرر اصبعه على ملامحها و يزيح تلك الخصلة المبتلة بماء الوضوء عن ملامحها المرتجفة..\و إذا ما بعدت؟!

انكمشت على جسدها أكثر...وضعت يديها على صدره وهي تحاول أن تبعده منها...لتسمعه يقول بنبرة هامسة..\تدرين إني أقدر أسوي اللي أبيه فيك..و مافيه شي بيمنعني؟!
قالت بقوة لم تعلم من أين أتتها...\فييييه...ربي اللي بيمنعك..!!!
استغرب من ثقتها القوية في الله..فكيف بأنثى و هي في هذا الحال أن تكون متيقنة بحفظ الله لها...ابتعد خطوة للخلف وهو يقول..\لا تحاولين معاي بهالطريق..صدقيني...مليت منك و من كلامك الماسخ...اقترب مرة أخرى ليلصق جسدها بالحائط...و يقول بفحيح..\أنا أبيك...و اقترب ليدفن وجهه في حنايا عنقها و تتسرب لشعبها الهوائية رائحته المقرفة...
قالت وهي تحاول دفعه بقوة و بإرتجافة..\ترجييييتك..بس اعتقني..اعتقني لوجه الله...و أخذت تجهش بالبكاء بصورة هستيرية...توقف عما كان يفعله و تأملها و الدموع تنهمر من عينيها..قال لها بهمس...\تكرهيني لهالدرجة؟!

لم ترد عليه ليتراجع خطوتان للوراء ليترك لها الفرصة لتفر هاربة منه و من تصرفاته...هي عندما أحست بنفحة الهواء التي أمامها و الدالة على اطلاقه لسراحها..ابتعدت عدة خطوات بعرجتها لتتوقف...و تقول له...

\ما أكرهك يا ضاحي...
بس أكره تصرفاتك...تغير و ووقتها أشياء كثيرة ممكن تتغير...!!


**********************


بعد عدة أيام...

ارتشف القليل من ذلك الكوب ليضعه أمامه و هو يتأمل تلك الأوراق لحالة جديدة من حالاته...توقف لوهلة و رمى تلك الأوراق على الطاولة بتعب...رجع ليتكل ظهره على الكرسي و تخرج تلك التنهيدة القوية من صدره...
مستغرب هو مما حدث في هذه الأيام القليلة...و كيف حدث كل هذا؟!
فقبل هذه الأيام كانت بين يديه طفلة لطالما وهبته كل ما لها...
ما حدث تلك الليلة قد كان صادماً له لحد ما...لم يتوقع و لا في أسوأ كوابيسه أن يتم إلغاء العقد من أجل شئ مفاجئ كهذا..فبعد أن ضمن موافقة صبا لم يتوقع ولا أدنى توقع أن يحدث شئ كهذا...فما حدث قد كان بمثابة صدمة له...!!
و لو كان رهناً عليه لطرح ذلك الرجل أرضاً و أنهال عليه بالضرب..فمِن أين له الحق أن يأتي بهذه الطريقة و يتحدث بهذه الطريقة و بهذه العجرفة...و كيف له أن يقرر مصير زواج بأكمله لكونه عم أولئك الفتيات؟!...

و لكنه أكبر من ذلك و أعقل...فهو يعلم علم اليقين مدى تعلق صبا بصغيرتيها...و إن حدث و تزوجها و بدأت في مشاكل في المحاكم مع أنسبائها فهي من سيطلب منه الطلاق من أجل صغيرتاها...فكان لابد له من إتخاذ قرار حكيم في هذا الخصوص...
تمنى لو كان بإمكانه التحدث لصبا و أن يقنعها بأنه سيحميها هي و الصغيرتان..و لكن هل يعدها بما ليس في يده؟!..فهو متأكد من أن أهلهما لهم الحق في أخذهما...
و ها هو يعود لينهك نفسه بالقوة في العمل...لانه لا يود التفكير في الموضوع...و يحاول التهرب من لقاء خالد..فهو يعلم أن خالداً يحس بالذنب الشديد جراء ما حدث...و لكن شيئاً كهذا و بالتأكيد لن يؤثر على علاقته بخالد..فهي أقوى و أعمق من ذلك...

أما تلك الأخرى...

فهو يؤمن حقاً أن ما حدث هو عقاب له من الله على ظلمه لها..نعم.!!
فهو قد ظلمها و بشدة...ظلم روحها البريئة معه و مع أنانيته..
و لكنه..حتماً لن يتخلى عنها و إن هي طلبت ذلك...


**************************


بعد يومين...
القاهرة...

رمى تلك الورقة التي بين يديه لتخرج تلك التنهيدة من صدره و يرجع بظهره للخلف...تأملته تلك الجالسة بقربه و هي تطعم ذلك الصغير الذي بين يديها...قالت بقلق..\وش فيك؟!
قال وهو يمسح وجهه بيده بتعب..\ها..لاه مافي شي...بس شوية تعب..
نادية \متأكد مافيه شي؟!
سياف \أيه...التفت عليها ليقول...\على فكرة بعد كم يوم بسافر...
قالت له و هي تمسح وجه ذلك الصغير من الأكل..\سياف سفراتك كثرت...و بعدين لوين بت..و لكنها صرخت بقوة و هي تتأمل تلك الصغيرة..\هديييييل لا تمسحي الأكل على التي في...
تفاجأ سياف من جملتها...أسرع ليمسك بيد تلك الصغيرة و يخطف منها الأكل...حملها بين يديه و أجلسها على حجره..\انتي وش فيك؟!
قالت نادية بقهر منها..\مدري بنتك هذي وش فيها؟!...مدري طالعة على منو؟!..قالت و هي توجه الكلام لها..\تبين تمسحين الأكل في التي في؟!!!
قالت تلك الصغيرة و سياف يمسح لها يديها الصغيرتان بالمناديل..\و فيها إيه..خليه ياكل هووووا كماااان..يعني انتو وحدوكوا اللي تاكلوااااا؟!!

ضحك سياف بقوة على جملتها...ليحاكيها...\آآآآه نحنا وحدنا اللي ناااكل...لتقول نادية و قد وصلت حدها منها...\هذي وش فيها؟!! بنتك الظاهر عليها انخبلت فراسها؟!!...
قال لها سياف ممازحاً...\هههههههههه...هو مين اللي جابها أنا ولا إنتي عشان تقوليلي بنتك؟!!...قرص أنفها بخفة ليقول..\الظاهر كان مفروض أسميكي انتي يسار مو هذا المسكين...الله يرحمه لما كان صغير كان شيطان مثلك و كل يوم مسوي مصيبة فبيتهم و بنتهي أنا اللي مضروب على راسي...
قالت نادية..\تبي تسمي بنتي بإسم ولد؟!!..
قال وهو يقرص أنفها للمرة الثانية...\ههههههه...و الله هذي أرجل من ألف ولد...
تأففت الصغيرة و وقفت على حجره لتقرص هي أنفه و تقول..\وحدة بوحدة..!!
ضحك سياف بقوة على جملتها لتقول نادية بتعجب...\هههههه..القادر الله!!!!...من وين جاية هالبنت؟!
سياف..\ههههههه...إسألييي نفسك...هههههههههههههه...


*********************
قال وهو يعتدل في جلسته..\اسمعني...بكون صريح معاك..البنت ما تبي غير الطلاق..
محمود بإصرار \و أنا مارح أطلق...تنحنح في مكانه ليردف..\أنا ما تزوجت..و الزواج اللي هي تبي الطلاق عشانه اتلغى...
عبالعزيز \بنتي و أنا اعرفها..ما رح تتراجع عن قرارها...و لو اتلغى الطلاق..أنا ما يهمني السبب...أنا يهمني بنتي و بس...ولو تنازلت عن قرارها و رجعت لك..بتظلمها مرة ثانية و هذا شي ما رح وافق عليه...
محمود \عمي أنا غلطت و لقيت جزات غلطي...و مستعد أصلحه مهما كلفني...
عبالعزيز \يا ولدي..فيه أغلاط ما بتتصلح..و اللي اتكسر ما عاد يرجع...
محمود \بحاول...
أخرج تلك التنهيدة القوية من صدره...\استغفر الله العظيم و أتوب إليه...اسمعني...إنت رجال كبير و ما يصير اللي قاعد تسويه..البنت مصرة على شي..خلاص سويه لها و كلٍ يروح في سبيله..
محمود \خليني أتكلم معاها مرة ثانية...
عبالعزيز \مقدر...
محمود \هي زوجتي و يحق لي أتكلم معاها..
عبالعزيز \ماضمن النتايج اللي بتصير لها...و ماني حِمل مستشفيات..
توقف محمود عن الحديث..اقترب في جلسته من عبدالعزيز ليقول له وهو ينظر له في عينيه..\أرجوك يا عمي..

صمت لوهلة وهو يفكر..أخرج تلك التنهيدة القوية من صدره ثم قال..\خير..



بعد عدة دقائق أتاه عبدالعزيز ليقول له أنها جالسة في غرفتها...

قادته الدادة لها ليطرق الباب و يسمع صوتها..\أدخل..

دخل ليجدها ممسكة بتلك الفرشاة و تقوم بتسريح شعرها...توقف لوهلة وهو يتأملها...أيقن في تلك اللحظة أنه و لطيلة فترة زواجهما لم يتأملها بطريقة جذبته لها...لم يتأمل كل تفصيلة فيها...
أما هي فقالت دون النظر لجهته..\دادا بابا تحت عشان أبيه ي...و لكنها توقفت عن الكلام عندما رأته..تفاجأت و بشدة...فهي لم تتوقعه أبداً...و لم تتوقع هذه الردة منها..فهي لم تصرخ..و لكنها كانت هادئة..نعم هادئة و بصورة غريبة.!!

جرت كرسيها المتحرك لتبتعد قليلاً و تتوقف في منتصف الغرفة...قالت له و بهدوء..\وش اللي جابك؟!
قال وهو يدخل يديه في جيوب بنطاله... و لكم كانت تعشق هذه الحركة منه...اقترب ليجلس على ذلك الكرسي المقابل لها في الغرفة...\جيت عشان نتفاهم..

قالت و هي تبعد نظرها عنه..\ما بينا تفاهم..!!

محمود \و أنا طلاق ما رح طلق..!!

صمتت لوهلة...ثم قالت له..\كفاية...خلاص كفاية ظلمك لي...انت ما تبيني يا محمود و ما تحبني و لا عمرك حبيتني...فلا تظلمني أكثر من كذا و طلقني...
محمود \لا تتخذين قرارات و تبنين تحليلات من نفسك...
روح و بألم...\هذي التحليلات يا أستاذ يا الدكتور النفسي..ماهي من راسي..هذي من مواقف..من حياتي معاك لثلاث سنوات ...ثلاث سنوات أنا ما لقيت فيها منك شي غير البرود...ما حسستني بشي غير البرود...و كأنك متزوجني لمجرد الشفقة و لا غير...متزوجني عشان تحس بروح البطولة و إنك ساعدت طفلة معاقة...أشفقت عليها...و ياليتها لو كانت شفقة زي الخلق و الناس...لا هذي شفقة بنكهتك انت و بس...

شفقة بنكهة البرود..!!!

صمتت لوهلة لتردف...\ و شفقتك أنا مابيها..ماني ناقصة شي و الحمد لله...
قال لها بإصرار..\أنا ما تزوجتك عن شفقة يا روح...و لا تتكلمين عن شي انتي ما تدرينه؟!!
قالت له و بقهر لا حدود له...\ شنو اللي أنا مدري عنه؟!...قولي؟!..فهمني يمكن أكون غلطانة فشي؟!...
صمتت لوهلة ثم أردفت وسط شهقة كانت تحاول جاهدة كبتها...\
محمود...من قبل لا تتزوجني و انت ما تحبي..بس كنت متأكد مية بالمية إني أحبك و أموت فيك..كنت واثق من هالشي...كنت تاخذني دايماً على إني طفلة صغيرة متعلقة فيك...و تعاملني على هالأساس...و هذه غلطتي احتمال لأني من يوم يومي شفافة و اللي على قلبي يكون ظاهر و واضح وضوح الشمس...

تعاملني كني قطعة أثاث فهالبيت..تدري..أنا قبل زواجي منك كنت طفلة بريئة و ساذجة..إيه كنت ساذجة...

بس كنت مرتاحة...كنت مبسوطة...كنت فرحانة..

بس الحين..؟!!

صمتت لوهلة ثم أردفت...\ تدري...أي واحد حياته قبل الزواج بتتغير تماماً بعده..و بيغير إشيا كثيرة عشان اللي معاه...بس انت قبل الزواج مثل بعده..و ما كلفت نفسك إنك تغير ولا شي فنفسك عشاني.ما حطيت لي أي حساب فحياتك...أنا كنت مجرد شي هامشي...بيجي في الترتيب بعد حياتك و شغلك...
تأمل أرضية الغرفة...قال لها بهدوء..\خلاص..خلصتي كلامك..

هنا قد وصلت حدها منه..!!

و من بروده..!!

و من تعامله الجاف معها..!!

قالت و بصرخة..\لااا تقوووولييييي خلاص..لا تقولي خلصتي لأني لو ظليت أحكي عن ظلمك لي ما رح أنتهي لين ما ربي يستلم أمانته...لا تتصرف معي بهالطريقة...بهالبرود و كنك تتكلم مع مريض في عيادتك..أنا مااااني مريضة عندك...أنا إنسانة لها حقوق علييييك !!
و هالحقوق بتنتهي...بس تطلقني...و تروح تقضي زواجك أو أي شي يخصك..
قال وبنفس هدوئه المستفز...\الزواج ما تم و ما رح يتم...
تفاجأت من جملته...كانت تريد أن تستجوبه أكثر في هذا الخصوص...

ما الذي قد حدث؟!
و لماذا؟.!
و هل يكذب عليها فقط؟!
و لكنها فضلت ان تحجب نفسها عن كل هذا...قالت و بغضب...\و أنا وش بسوي بهالمعلومة...ها؟!!..قولي وش بسوي؟!..مفترض أفرح و أقولك خلاص..مدام الزواج ماتم فكل شي تمام بينا..

محمود \روح..هالأسلوب ماهو أسلوب للكلام..
روح \وش هو الأسلوب اللي تبيه؟!...
محمود \متى تعلمتي هالأسلوب الإستهتاري؟!!
روح \تعلمته منك يا أستاذ...
تأملها لوهلة ثم قال..\صرتي لابسة ثوب ماهو لابق لك...
روح..\كذا أريح لي...التفتت للجهة الأخري...\لو سمحت...مالي كلام ثاني معاك...!!


*****************************


في اليوم التالي...
القصر...
المجلس..


قال بصوت فخم يحمل من القوة و الهيبة ما يحمل..!!
...\يا أبو يسار...حنا أهل البنات و لنا حق فيهم مثل ما هي لها...
صمت قد حل بين الرجلين اللذان كانا يشاركانه الجلسة...أحدهما حانق لظهور هذا العم المفاجئ للبنات..
و الآخر كان هادئاً نوعاً ما...قال وهو يمرر تلك المسبحة على أصابعه...\بس انتم من يومكم ما سألتوا عن البنات..وش اللي يخليكم تبونهم الحين؟!
اعتدل في جلسته ليقول بهدوء محكم...\الوالدة توفت قبل لا تشوفهم...و الوالد يبي يشوف أحفاده قبل لا يفارق هو كمان..و ماهو من حقها تمنعهم من جدهم...
قال خالد بضيق..\اعذرني يابو محمد...بس توكم تذكرتوهم؟!!..ولي...
و لكن قاطعه عبدالرحمن بهدوء وهو يحاول أن يوقف هذا الجدال الذي كان على وشك أن يبدأ..\خااالد...الراي الأول و الأخير بيكون رأي أمهم...هي اللي بتقرر..روح يا خالد ناد على أختك..
توقف خالد لوهلة وهو يحس بأن غضبه يتزايد أضعافاً أضعافا و لكنه كان يحاول جاهداً كبته...ليكرر عبدالرحمن طلبه..\خالد...روح ناد أختك..خلينا نسألها...


********************


في نفس الوقت...
القصر..
الطابق العلوي...

مررت يديها بخفة على شعر تلك الصغيرة الجالسة على حجرها...لتقول بإبتسامة..\خلاص الحين صار شعرك يتقابل...بعد ما كنتى عافسته وكنه صايرة فوقه حرب...الحين ممكن تتفرجي على المسلسل...
أطاعتها تلك الصغيرة وهي تمسك ضفيرتاها بيديها لتتوجه و تجلس بالقرب من أختها ملك على الأرضية أمام التلفاز..لتقول لهما صبا..\بنااات قوموا و اقعدوا زي الناس على الكرسي...لا تقعدوا قدام التي في كذا...بتعموا..
قالت لها ملك بعناد..\ما رح نعمىىى...نبي نتفرج على سبونج بوب...!!
قالت لها صبا بتحذير..\مللللللك...لو ما قمتوا رح أقفله...
لم تعيراها أي انتباه لتقوم من مكانها و تقترب من التلفاز لتضع اصبعها على ذر التلفاز...و بنبرة تهديدية...\واااااحد...اثنييييين...ثل...و لكن قبل أن تكملها قامت الصغيرتان بسرعة و هما تصرخان..\خلااااص...خلااااص...لا تقفليه...

ابتعدت عنهما لتجلس على الكرسي البعيد و هي تتأمل فيهما...و ها هي ترجع لأفكارها مرة أخرى...

كيف...و متى..و من أين أتى هذا...

السطّام..!!


آخر مرة قد سمعت عنه فيها لا تكاد تذكرها...ربما قبل سنوات عديدة..فعلاقته بفهد لم تكن جيدة..علاقة فهد بجميع أهله لم تكن جيدة و ذلك لعدم رغبتهم بالزواج منها...لم تكن لهم أية علاقة بها أو ببناتها فلماذا يودون أن يقحموا أنفسهم في حياتها الآن؟!
و ما السبب؟؟!!

فقد مضى على وفاة فهد أكثر من خمس سنوات...
أتذكروا الآن فقط أن لهم أحفاداً؟!
أتذكروهما الآن؟!
و بكل وقاحة يهددون بأخذهما؟!!
لن تسمح لهم بمجرد التفكير في الموضوع...ولو اضطرت لفعل أي شئ..أي شئ أياً كان...
فعندما يصل الموضوع لصغيرتاها فبإمكانها فعل أي شئ من أجلهما...
تأملتهما لوهلة ثم انتقلت بنظرها لصغيرة خالد..وجد..

سمعت صوت طرق على باب جناحها...قالت وهي تعتدل في جلستها..\أدخل..
دخل خالد ليقف عند الصغيرتان ليقبل كلاً منهما و هو يقول بإبتسامة..\كيييفهم حبيبااات خالهم...
أسرعتا لتحتضناه و تقولا..\بخيييير..و رجعتا بسرعة لتتابعا مسلسلهم المهم جداً في نظرهما..
هذا الموقف لوحده جعلها تشتاق ليسار و بشدة...!!
فليس هنالك من يعرف التعامل معهما أكثر من يسار..و لكم أتعبتاها في السؤال عنه و في كل مرة كانت تختلق لهم عذراً جديداً لغيابه...دون ذكر السبب الذي يؤلمها و بشدة...مع أن خالد لا يقصر أبداً معهما و يحاول فوق طاقته...
اقترب خالد منها ليقول..\عبدالرحمن يبيك في المجلس...
قالت و بإستغراب..\في المجلس؟!...ليش؟!
خالد بهدوء وهو يتوقع ردها جيداً...\أخوه للمرحوم...تحت و يبي يتكلم معك بخصوص البنات..
قالت بغضب..\أنا ماعندي كلام..و ما عندي شي أقوله..
قال لها خالد بتفهم..\صبا أنا فاهم موقفك و كل شي بس انتي لازم تعطين الرجال فرصته...وهو عمهم مثل مانتي أمهم..

صبا بحزم \خالد تصرفوا معاه انتم و خلوه يروح..
خالد \عبدالرحمن يبيك تقولين رايك قدام الرجال...تأملها و هي تنقل بصرها لصغيرتاها بخوف..يعلم مدى خوفها في هذه اللحظة..و يعلم مدى تعلقها بصغيرتيها...اقترب منها و أحتضن كتفها بذراعه و طبع قبلة خفيفة على رأسها في محاولة منه لطمأنتها..\لا تخافين..ما بيصير إلا الخير و اللي ربك كاتبه...ابتعد عنها و قال..\يلا البسي و انزلي...

[/
]

 
 

 

عرض البوم صور **روووح**  
قديم 19-05-13, 10:34 PM   المشاركة رقم: 258
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Nov 2012
العضوية: 247575
المشاركات: 240
الجنس أنثى
معدل التقييم: **روووح** عضو على طريق الابداع**روووح** عضو على طريق الابداع**روووح** عضو على طريق الابداع**روووح** عضو على طريق الابداع**روووح** عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 472

االدولة
البلدUnited_Kingdom
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
**روووح** غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : **روووح** المنتدى : ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
افتراضي رد: روايتي...ولغد طيات أخرى...

 






لطييفة...

فضل صيام يومي الاثنين والخميس


بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه وسلم

فضل صيام الإثنين و الخميس

ثمانية نوايا في صيام يوما الاثنين و الخميس



(1) ابتغاء مرضاة الله تعالى


(2) اتباعاً لرسول الله صلى الله عليه وسلم

عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ " أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتحرى صيام الاثنين والخميس "

صحيح : رواه ابن ماجة والترمذي والنسائي


(3) أن يباعد الله منك جهنم مسيرة مائة عام

يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من صام يوماً في سبيل الله ؛ باعد الله منه جهنم مسيرة مائة عام "

السلسلة الصحيحة ( 6 / 2565 )


(4) أن يجعل الله بينك وبين النار خندقا كما بين السماء والأرض

يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من صام يوماً في سبيل الله ؛ جعل الله بينه وبين النار خندقاً كما بين السماء والأرض "

حسن : السلسلة الصحيحة ( 2 / 563 )


(5) أن يشفع لك الصيام يوم القيامة

يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : " الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة ، يقول الصيام : أي رب منعته الطعام والشهوة ؛ فشفعني فيه ، ويقول القرآن : منعته النوم بالليل ، فشفعني فيه ، قال : فيشفعان "

إسناده صحيح : رواه أحمد ( 2/174 )


(6) أن تدخل من باب الريان يوم القيامة

يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن في الجنة باباً يقال له الريان ، يدخل منه الصائمون يوم القيامة ، لا يدخل منه أحد غيرهم ، يقال : أين الصائمون ؟ فيقومون ، لا يدخل منه أحد غيرهم ، فإذا دخلوا أغلق ؛ فلم يدخل منه أحد "

و في رواية عند ابن خزيمة : " ....... فإذا دخل آخرهم أغلق ، و من دخل شرب ، و من شرب لم يظمأ أبداً "

] رواه البخاري (1896) ، و مسلم (1152) ، و الترمذي (765) ، و ابن ماجة (1640) ، و النسائي (4/118) ، و ابن خزيمة (1902) [

(7) رجاء أن يُختم لك بصيام يوم فتدخل الجنة

يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من خُتم له بصيام يوم ؛ دخل الجنة "

رواه البزار عن حذيفة ، و صححه الألباني في صحيح الجامع (6224)


(8) أن يُرفع عملُك وأنت صائم

عن أسامة بن زيد ـ رضي الله عنهما ـ قال : رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم يوم الاثنين والخميس ، فسألته ؟ فقال : " إن الأعمال تعرض يوم الاثنين والخميس ، فأحب أن يرفع عملي وأنا صائم "

صحيح : فتح الباري ( 4 / 278 )















و بعد عدة دقائق...

في المجلس...

دخل خالد و دخلت خلفه هي... و هي ترتدي نقابها..و غطاء رأسها...
قال لها عبدالرحمن بهدوء..\اجلسي يا صبا...
أطاعت عبدالرحمن ليقول عبدالرحمن له..\ها..قول اللي قلته لنا لأم البنات؟!
أنزل ذلك الآخر نظره في الأرض إحتراماً لها...و كتف كفيه ببعضهما..قال بصوته الرجولي..\الوالد يبي يشوف أحفاده قبل لا يفارق...و..
و لكنها قاطعته من قبل أن يكمل جملته..و بقوة...


...\مالكم أحفاد عندي...!!


تفاجأ الكل من جملتها..فصبا من يومها معروفة بحسن أخلاقها و أنها لا تتصرف بوقاحة و لكنها لم تستطع كبت نفسها...تأملها كل من خالد و عبدالرحمن بإستغراب شديد...في حين أنه لم تبد على ذلك الرجل أي علامات للغضب من تصرفها..قال بنفس هدوئه..\لنا...و الشرع و الدين يثبت كذا..و ما بيقدر أي شخص يمنعهم من أهلهم...و أنا قلت أحسن أجي بالحسنى قبل لا يتطور الموضوع و يمشي للمحاكم..

هنا تكلم عبدالرحمن..\لااااه..هذي ما هقيتها منكم... يابو محمد...أنا ماناديتها عشان تهددنا..؟!
قال الرجل..\حاشاك يابو يسار...بس وش تبونا نقول و انتم بتمنعونا من بناتنا؟!..و أنا آخر واحد أبي المحاكم و جرجرتها...عشان كذا الراي عندكم...
ثم أردف وهو يشدد على جملته...

...\ بنتكم هي اللي حدتني على التهديد...

قالت و قد وصلت حدها منه و من عجرفته...\أنا...على شنو تبي تهددني ها؟!..انت من وين جيت و لا كيف ظهرت و لا ايش اللي ذكركم ببناتي الحين؟!...بعد ما مرت سنين و نحن بروحنا...وش اللي ذكركم فيهم...تبيهم الحين و انت ما تعرف حتى أساميهم...!!
و كمان تبي تهددني فيهم؟!!...هذي اللي ما هقيتها منكم...

عبدالرحمن...\صباااا؟!

مع أن نبرتها كانت منخفضة إحتراماً لأخواها..إلا أنها لم تستطع كبت غضبها من ذلك المتغطرس في نظرها...
قالت و هي تبتلع تلك الغصة التي وقفت لها..و تحاول أن تمنع نفسها من البكاء...\لو سمحت يا بو يسار...انت و خالد على راسي من فوق...بس حدث العاقل بما يعقل...!!!
و أنا حاولت إني أكون عاقلة مع هالشخص بس مادري وش هالثقة اللي جاي فيها و بيهددنا كمان؟!...و أنا ماقلت كلامي ذا إلا من حرقتي فيهم...بناتي مافيه قوة في الدنيا تقدر تبعدهم عني...و خلي الموضوع لو يبي يصل للمحاكم...
انتم ما تذكرتم أبوهم لما كان في الغربة..تبون تتذكوهم الحين؟!...لا اسمحلي أنا آسفة...و اللي تبون تسوونه سووه...
قامت من مكانها و قالت وهي تحاول المحافظة على هدوئها...\اسمحلي يا بو يسار..بستأذن...
و خرجت تاركة لهم المكان...
قال خالد بهدوء..\هذاك سمعت راي أمهم...ما ظنيت عندنا كلام ثاني...
حل الصمت بينهم لوهلة ليكسره هو وهو يقف ليبدو طوله الفارع ...\يا بو يسار..أنا آسف على اللي صار...و ما كان ودي الأمور توصل لهالمواصيل...بس إذا لزم الأمر بيوصل للمحكمة..و نحن حاولنا بالحسنى بس الظاهر إنها شايلة فقلبها كثيير...!!
و خرج تاركاً لهم المكان...


****************************


في بقعة أخرى...

ارتشف القليل من ذلك الفنجان الذي قد ناولته له والدته...كان يتأمل في الأفق البعيد...قال لها بعد هدوء دام لفترة...\يمة أنا بسافر الرياض بكرة...
وضعت ذلك الفنجان الذي قد كان في يدها لتسأله و على وجهها علامات استفهام..\ليش؟!
ضاحي...\لقيت لي شغل...
كحت و كأنما القهوة قد توقفت عند منتصف حنجرتها بالضبط لتمنعها التنفس..اقترب منها ليناولها كوب ماء و يقول..\بسم الله عليك...
بعد أن شربت من الكوب و أخذت أنفاسها...التفتت عليه و هي تحاول تصديقه..\ضاحي..انت من صجك؟
قال لها..\و ماني قعد أمزح..
أم ضاحي و بغير تصديق منها...\وش ذا الشغل؟!..لا يكون شي مشبوه من هذولا اللي تجالسهم كل ليلة ؟!
ضاحي \لاه يمة...بشتغل سواق شاحنة فوحدة من الشركات الكبيرة لين ربي يفرجها...
ابتسمت بقوة لتقول..\وش هالهداية اللي نزلت عليك فجأة؟!...و من متى؟!..
نقل نظره لتلك الواقفة بعيداً و تقوم برش الفسحة بالماء...و كأنما يقول لها...هي..هي السبب في ما أنا عليه..فهي من أعطتني أملاً بأنها ستحبني لو تغيرت..و سأحاول التغير من أجلها فقط...
التفتت والدته عليها لتعلم بالضبط ما يصوب له من إجابة...قالت له بضيق..\سبق و قلت لك ما بتتزوجها...البنت ما ندري عنها شي...
ضاحي \جلستها معك هالسنين مفروض تكوني عرفتي كل شي عنها...
أم ضاحي \بس هي فاقدة الذاكرة..وش اللي يضمنك إنها ما تسترجعها بعد هالمدة كلها؟!..وش بتسوي وقتها بترجع لشلتك و شربك؟!
قال ليوقف الحديث في هذا الموضوع..\أنا بتغير عشان نفسي و ماهو عشانها..

وها هو يكذب مرة أخرى من أجلها...!!


*************************


في بقعة أخرى...

تأملت ملامحه التي يتشربها القلق عليها...ابتسمت له طرف إبتسامة و هي تحاول أن تطمئنه...\أنا بخير يبة...لا تشيل همي...
تأملها لوهلة و هو يحاول تصديقها...لا يعلم لماذا لا يستطيع تصديق ما تقوله..ألأنه إعتاد على كونها هشة لا تحتمل وخز إبرة...؟!!

فإن كانت بهذا الضعف؟!

كيف ستحتمل شيئاً كهذا؟!...كيف بها أن تحتمل ألماً كهذا؟!

و ليس هنالك ما يؤلم أكثر من مشاركة أخرى لمن تحب ؟!

أخرجته من دوامة أفكاره بإبتسامتها...\يبة...اللي يبيعنا نبيعه..و بالرخيص...
ابتسم لها و هو يحاول جاهداً أن يطمئن نفسه عليها..قال بهدوء..\إذا تبين بناخذ سفرة على البلد اللي تبينها بس المهم ترتاحين...
ابتسمت له لتقول...\ههههه مابي غير سلامتك..و إذا عن السفرة فلا تستعجل..رح أستغل الموقف و بصرفك كل فلوسك...
عبدالعزيز \هههههه..كدة أنا تطمنت عليك...طبع تلك القبلة على جبهتها ليقول..\يلا أنا لازم أروح على شغلي...
قالت بنفس ابتسامتها..\مع السلامة...

خرج ليتركها و هي نفسها مستغربة من هذا الهدوء الذي يستوطن روحها...فهي أيضاً لم تعتد على هذه الشخصية من روح...لم تعتد عليها أبداً...!!
تأملت جهازها المحمول...اقتربت منه و فتحته لتفتح تلك الصفحة التي قد كانت في المفضلة...لم تتوقع أن يرد عليها أي أحد...فهي قد إحتاجت أن تخرج ما بداخلها و لا تريد أية نصيحة...
و لكنها تفاجأت بكم الردود...

بدأت بقراءتها...


إحدي الردود: أطلبيييي منه الطلاق و لا تقعدي معاه...الرجال كلهم كذا...كلهم واحد و ما يجون إلا بالعين الحمرا...


رد آخر : الطلاااق...هم يعتقدونا بنقعد لهم و نصبر على أفعالهم...وش اللي سويتيه عشان تكون هذي جزاتك...؟!


و آخر بعد : خليه يطلقك و راسه فوق رقبته و ماله مكان معاك...

مرت على الكثير من الردود التي كانت تحمل نفس المضمون...و لكن استوقفتها رسالة معينة...

...\أختي روح...لا أعلم هل ستفيدك رسالتي هذه أم لن يكون لها أي مفعول و لكن سأفعل ما علي...فأنت حين أرسلت الرسالة كنت متخذة قراراً بطلب الطلاق و أنك لا تريدين خياراً غيره..و مما يبدو أنك لم تكتبي هذا الكلام إلا لمحض الفضفضة و لا غير...!!
أعلم أنك ترين أن ما تمرين به هو أصعب شئ قد يمر به إنسان في حياته..و أنك تحسين بألم لا يمكن لشخص آخر أن يحس به..و لكن الأهم هو أن تكوني متيقنة من أن الله لم يرسل لكِ هذا الإبتلاء إلا لحكمة لا يعلمها إلا هو...و مهما أرسله فأنت أفضل من الكثيير من الأخوات اللاتي يتعرضن لأكثر مما تعرضتي له أنتِ...

و أسألي مجرب.!!!

و إن تيقنتِ بحكمة الله و توكلتِ عليه ...فقد وصلتِ لمنتصف الطريق من حلّ مشكلتكِ...!!
و النصف الآخر يكون عليكِ؟!
فلتسألي نفسك عدة أسئلة أريدك أن تردي عليها و بكل صراحة؟!
و بعد ما فعله هذا الزوج بك...هل ما زلت تريدينه؟!
و سأعيدها للمرة الثانية...فلتجيبي بكلللل صراحة..!!...
بعيداً عن الكبرياء..كرامة النفس...و هذه الأغطية لشخصيتكِ...
هل أنت مستعدة لفعل أي شئ لإستعادته؟!
هل أنت مستعدة للتمسك به وعدم تركه لأي أنثى أخرى؟!
و إن أجبتِ على هذه الأسئلة فأنا أريدك أن تكوني موقنة أن استعادته لا تعني التخلي عن كرامتك لا...فالغاية واحدة و لكن الطرق متعددة...!!

و أخيراً...

أتمنى لك راحة البال أياً كانت...
توقفت عن القراءة و هي تتأمل الرسالة...لماذا جذبها هذا الرد بالذات؟!..من بين كل هذه الردود؟!...فهي حتماً لم و لن تفكر في العودة له...

و لكن؟!..

هزت رأسها في محاولة منها لنفض تلك الأفكار من رأسها...
لا...فهي لا تود إستعادته...
و إن كان هو قد استغنى عنها؟!...فلماذا تود إستعادته؟!
و إن كان هو من تخلى عنها؟!...فلماذا تتخلى عن كرامتها من أجله؟!


*************************


إيطاليا..
ميلانو..
إحدى دور العجزة...

صوفيا \هل تودين إقناعي بأن من ساعدك على الوقوف و الإحتمال في حياتك هو الرب؟!
ابتسمت لها لتقول..\نعم صوفيا...و كلما ازددت إيماناً به كلما زاد يقيني و ثبتني أكثر و أكثر...و كلما تصالحت مع ربي أكثر كلما ازدادت راحتي لكل مخلوق و ارتاح ضميري من كل ألم..لا أعلم إن كنت توافقينني في رأيي أم أنك غير مقتنعة بما أهذي به من كلام...!!
قالت صوفيا \لن أقول مقتنعة و لن أقول أنني لا أوافقك و لكنني في الوسط...ابتسمت لتقول و هي تضع يدها على حجر نورة..\و لكن هذا في حد ذاته يعتبر تطور..و مما يبدو أنكِ قد بدأتِ بغسل مخي؟!!

ضحكت نورة بقوة على جملة العجوز لتقول..\ههههههه..تعلمين جيداً أنني لا أستطيع غسل مخك..و أنكِ و إن أسلمتِ فهذا لفضلٍ من الله و ليس لشئٍ آخر..
قالت و هي ترفع حاجباها...\أتعتقدين و إن أسلمت بعد هذا العمر الطويل..هل سأكون ذات فائدة لكِ و لدينكِ؟!...فأنا قد هرِمت و لن أفيدك أو أفيد ربكِ بشئ!!
ابتسمت لها نورة...قالت بهدوء...\صوفيا...ربي جل و علا ليس بحاجتي و لا حاجتكِ و لا بحاجة أي مخلوق أياً كان..بل نحن من في حاجة ماسة له...و لكنه يفرح بشدة لتوبة عباده...مهما كان عمرهم أو سنهم أو شكلهم أو دينهم...

قالت لها صوفيا..\أستغرب من أين تأتين بهذه الإجابات المنمقة و الموزونة..و كأنك مدربة على هذه الأسئلة...
ضحكت نورة بخفة لتربت على كتفها و تقول بإبتسامة...\إطمئني..فأنا لا أتبع لأية طائفة...و لست مع أي شخص..و لكن لأنني قد أحببتكِ و أحببت أن أفيدكِ...
صوفيا و هي تتأمل باسل وهو يلعب \غريبة هذه الدنيا...فأنا و لدي ثلاث أبناء بأطفالهم لا يسألون عني و لا يعلمون أي شئ عني غير أنهم رموني في هذه الدار...و الآن ربي قد رزقني ابنة ليست من دمي و ليست من ديني لكي تحبني...
نورة \و سأظل دائماً أحبكِ...تأملت باسل وهو يلعب بالورق مع صديقه المعتاد...قالت..\و الآن يجب أن نذهب أنا و صغيري...

خرجت هي و باسل لتجد تلك السيارة تنتظرهما...ركبت و هي تحس بضيق شديد في صدرها..لا تعلم ما السبب...و لكن فقط ضيق يذكرها بالماضي!!



*******************


رجوعاً للمملكة...

دخل الغرفة وهو يتوقع أن يجدها نائمة...و لكن ما فاجأة حقاً هو وجودها مستيقظة و ليس فقط كذلك...بل جالسة على أرضية الغرفة و ممسكة بإحدى كتبه و قد غطته كله برسومات مختلفة بذلك اللون الذي في يدها...

أسرع ليتناول القلم من يدها و يصرخ..\وجججدد وش ذا...ليش سويتي كذا؟!
تبدلت ملامح الصغيرة بسرعة لتحتل تلك الدموع عينيها و تبدأ في بكاء شديد..استغفر بقوة و انخفض ليجلس على الأرض بالقرب منها و يحتضنها...مسح تلك الدموع التي غطت عينيها بكفه الكبيرة بالنسبة لوجهها الصغير...قال بحنان بالغ..\خلاص..خلاص كافي بكا..
بدأت بإيقاف شهقاتها وتشبثت في ثوبه أكثر بيديها الملطختان باللون...تأمل ثوبه الذي قد اتسخ و حملها ليضعها على السرير..\الحين ما كفاكي واحد من كتبي وسختيلي ثوبي كمان؟!
أشار على ثوبه لتبدأ صغيرته بالضحك و هي وتقول..\آسفة..

قال لها بابتسامة..\ماهو مشكلة بس ثاني مرة لو تبين تشخبطين شي قوليلي..
و بعدين تعالي هنا...أردف وهو يقترب ليدغدغها في كل مكان وهو يحرك يديه على جسدها الصغير...\ منو اللي عطاكي هذا اللون اللي نفذتي فيه هالبلاوي..هااا قوليلييي؟!
قالت ببهجة طفولية و هي تكاد تموت من الضحك...\هههههه...هههه...مس نوووووور...هههه توقف عما كان يفعله لذكرها لإسم طبيبتها...قال \ميين..ما سمعت ؟!

حاولت التقاط انفاسها...قالت و هي تصرخ لتسمعه..\مسسسسسس نووووور...عطتني ياه و قالتلي شخبطي فأي مكان تبيه..

أدخل اصبعه في أذنه وهو يقول..\أعوذو بالله صنيتيلي أذوني...و أعاد جملتها وهو يبتسم..\شخبطي فأي مكان تبيييه؟!!!...الهانم تعطيكي قلم و أنا اللي أتبهذل في النهاية..اقترب منها و حملها مرة أخرى..\يلا عشان تغسلين يدك...أخذها ليغسل لها يدها المتسخة و هو سارح تماماً...



نعم..
فقد تذكر تلك الليلة...
ليلة زواج صبا..
لمحة من الماضي...


تأمل تلك الساعة التي تتوسد معصمه...يود أن يطمئن على صغيرته ولو قليلاً...فهو منذ الصباح لم يرها وهو يجوب من مكان لآخر لإتمام هذا العقد...و من المؤكد أنها الآن مع المربية و ذلك لإنشغال صبا في هذه اللحظات...
و بينما هو يصعد الدرج...إذا به يصطدم بجسد آخر بقوة...تفاجأ من إصطدامه بأنثى..تأملها لوهلة و هي تضع يدها على رأسها بقوة و قد خرجت آهة منها...قال بسرعة وهو يشير لها بيده...و يرجع خطوة للوراء...\آآآسف..!!

رفعت رأسها و هي ما زالت واضعة يدها عليه و تحاول رفع خصلات شعرها التي غطت ملامحها...\آآآس...و لكنها لم تكمل جملتها عندما تفاجأت بذلك الشخص الذي قد اصطدمت به...
هو لم يعلم لماذا توقف لوهلة دون القدرة على إكمال طريقه بعدما ألقى عليها الإعتذار...و لكنه توقف و هي ما زالت تتلعثم بكلمات لم يفهمها...\آنا..أن..أنا آسفة...و كنت..نازلة ..بس...
قاطعها ليقول وهو يبتعد عن طريقها...\حصل خير...!!

و أكمل طريقه للأعلى ليجد صغيرته التي قد بدأ ينشغل بها...


حقيقة هو لم يكترث لهذه الصدمة...و لم يعر لها أي إهتمام..بل نسيها تماماً...و لكن ما ذكره بها هو ذكر صغيرته لها الآن...
أهي صديقة صبا لهذه الدرجة؟!...و طبيبة وجد؟!
أهي غير متزوجة؟!
يخاف أن تصبح قريبة من كل العائلة فيبدءوا بالضغط عليه ....
تذكر شكلها ...

هز رأسه بقوة وهو يضع وجد على السرير..استغفر بصوت عالٍ...و كأنما ارتكب ذنباً كبيراً في حق تلك التي ما زال قلبه ينبض بها...
ناول وجد تلك اللعبة لتلتهي بها...توجه نحو خزانته ليتناول تلك المذكرة بين يديه...
يود أن يكفر عن ذنبه الذي قد ارتكبه...
و ذلك بقراءته لكلماتها...

تناول تلك المذكرة ليضعها على حجره..تناول نظارته ليرتديها و يتأمل غلاف المذكرة لوهلة...قد مضت فترة لم يقرأ فيها كتابتها...

يحس بإشتياق لا حدود له يغمر روحه لتلك الأخرى...
يشتاق لكلماتها التي تبعث إحساساً لاوصف له لما يتربع بين أضلع صدره...
فتح المذكرة على صفحة عشوائية و كما اعتاد أن يفعل...



لا أصدق...

لا أصدق...

أنا غير قادرة على الإستيعاب..

توقف قلبي..عقلي...جسدي...عن الحركة...

لا بل توقفت كل خلاياي عن أداء وظيفتها لدى سماعي ما جرى من حديث بينهما..
بين الجدة و أستاذ خالد...
أتذكر وقتها عندما كنت سأهم بدخول الصالة و لكني توقفت فجأة لأسمعه يتحدث للجدة و يقول لها بأنه يود الزواج بي...
لم أعلم وقتها هل أحسست بالبرد..الحر..أم الإثنان معاً...
فقد كان كل جسدي يرتجف..و لكنه يتعرق في نفس الوقت...!!
كنت في صدمة ...هل بإمكان حلمي أن يتحقق؟!

أن أتزوجه؟!...

أن أصبح ملكاً له؟!

ملكاً لرجل ٍكان و ما زال الرجل الأول في حياتي...

كنت أحلم بنظرة واحدة...واحدة فقط منه...
و ها أنا سأحظى بحياة بأكملها معه؟!
فهل هنالك معجزة أجمل من هذه؟!
و لكن...!!
لم يكتمل حلمي عندما دخلت تلك الأخرى..لغرفتي..
سماح...

أتذكر جيداً كماتها التي ما زالت ترن في أذني...

توقف عن القراءة وهو يعقد حاجبيه...متوقع أن السيناريو القادم سيكون كريهاً لكون دخول تلك في الصورة...تابع القراءة..و لكن ملامحه كانت في كل ثانية تتبدل لتحمر أكثر..تنعقد أكثر.!!
لتتحول لغضب لا يمكن وصفه...!!
تابع القراءة وهو يحس بأن المذكرة ستتفتت بين يديه..
حتى وصل ل...

لا أعلم ما الذي يجب فعله...

أأوافق على ذلك العقد الذي عرضته علي..أم أرفض...؟!

و هل هي معادلة صعبة على روحي؟!

أيمكن لورقة أن تقف بيني و بين حبي؟!

مجرد ورقة يمكن أن تحكم على بالسجن؟!

لا...لا يمكن لها..

و لن أتردد في الموضوع و لو كانت نتيجته مؤلمة في النهاية..

فنعم هي قد هددتني بأنني يجب أن أنجب ذلك الطفل و بعدها يجب أن أطلب منه الطلاق و إن لم أفعلها فتلك الورقة ستدخلني السجن...
و لكنني...

لن أفكر مرتين..

سأمضي على تلك الورقة..حتى و إن حكمت على بالإعدام...
فهي ستحكم علي بالحياة ولو لأيام قليلة تحت مسمى زوجة له...
فسأضحي من أجله و أوافق على عرضها...


سأضحى..




أحس بأن أضلع صدره توشك أن تنقبض على بعضها البعض بسبب ما قرأه..
كيف لتلك الحقيرة أن تفعل ذلك بها؟!...كيف لها أن تمضيها على ورقة لكي تطلب الطلاق منه بمجرد ولادتها؟!

كيف؟!
أوصلت بها الأمور لهذه الدرجة؟!..
أوصلت بها الحقارة و الدناءة و تفكيرها الملوث لهذه الخطة الدنيييئة؟!
كيف لها أن تفعل شيئاً كهذا بتلك البريئة؟!
و تلك الأخرى...
كيف لها أن توافق على شئ كهذا؟!
و من أجل ماذا؟!

من أجله؟!...نعم من أجله هو...

خرجت آآآآآهة قوية من صدره وهو يحس أنه يحترق من الداخل...
يقسم أنه لن يتركها...
لا يعلم ما الذي ستفعله يديه بها و لكن...!!


*************************


ايطاليا...
ميلانو..

ممسك بمقود السيارة...تلك السيارة التي قد استأجرها له ذلك الإكس...
و بمناسبة ذلك الإكس..فها هو يتصل!!
تأمل الشاشة لوهلة وهو يبتسم...رد بملل....\نعم..
...\وش بتسوي قدام بيته؟!
يسار يحاول أن يستفزه قدر الإمكان...\قلت بنزل أقتله و أخلص من هالسيرة...
...\ساري...ارجع مكان ما كنت و خلينا نتم الخطة مثل ما نحن مخططين..
يسار \قلت لك شغلك شي و حياتي الخاصة شي ثاني...كل واحد بروحه..
...\المشكلة إن الإثنين مرتبطين ببعض إرتباط غريب...بتكون كذاب لو قلت بتفرق بينهم...
\إنت وش تدري عن حياتي الخاصة عشان تحكم بالضبط؟!

...\كل شي!!

يسار وهو يحاول استدراجه في الكلام \كل شي..كل شي؟!...
...\إيه أدري عنك كل شي....حتى معلومات إنت ما تدريها عن نفسك...
يسار \مثل؟!
...\ههههه هذي صعبة شويتين...يلا خليك شاطر و بعد من بيت الرجال...
يسار \خير..بس لما..و لكنه سكت فجأة عندما لمح تلك السيارة التي تتوقف أمام منزل ذلك الجراح...قال لذلك الإكس...\يلا مع السلامة..و أغلق السماعة بسرعة ليتأمل تلك السيارة...
أحس بأن قلبه يوشك على التوقف...و كيف لا يتوقف؟!..

كيف لا يتوقف وهو يرى سبب آلامه كلها يتكتل في إنسانة واحدة...و ها هو يراقب المنزل لأكثر من أسبوع و لم تخرج منه أبداً..و لكن مما يبدو أنها اليوم قد قررت الخروج...
أمعقول أن تكون هي من بالسيارة؟!...هل يعقل أن تكون هي ذلك الظل الجالس في السيارة من الخلف؟!..تأملها بإنتباه..لينتبه لذلك الظل الجالس بالخلف و ملصق رأسه بنافذة السيارة...
لطالما اعتاد هذه الحركة من شخص واحد فقط...!!

منها هي...!!

شهق بقوة وهو قد تأكد من شكوكه...

هذه هي..نعم إنها هي...هي!!

و كيف يخفى عنها؟!...كيف يخفى عن من كان يرى شبحها كل ليلة طيلة ثلاث سنوات...يحلم بالطريقة التي سينتقم فيها منها...يرى آلامه كلها متكتلة فيها...
تأمل السيارة و هي تقف و لكن ظلها لم يتحرك...لينتبه للسائق وهو يلتفت عليها و كأنما يخبرها بأنهم قد وصلوا...و كأنما قد كانت شاردة...
يود لو ينزل الآن و يتخطى كل هذه الحواجز ليصفعها..مرة..مرتين ...و ثلاث...!!

لو يذيقها مرارة ما أحسه طيلة هذه السنوات...

لو يذيقها مرارة السجن...

فها هو يتعذب..

و لكنها تعيش في هناء هي و ذلك الحقير...

تأملها و هي تنزل...

يااااااااه...

لا يعلم ما بعثته صورتها له من أحاسيس...

الألم..الغضب..الكبت...الكره..البغض..الإنتقام..

القهر...

و هل لقهر الرجال مثيل؟!!

و لكن المفاجأة الكبرى كانت عندما نزل ذلك الصغير من السيارة...شدد يسار نظره ليتأمله...و هو يحاول أن يركز للمرة الثانية...

أيعقل أن يكون هذا الصغير هو ابن الجراح؟!

قطعة من أكثر اثنين يكررهما...

هي..و ذاك الحقير...!!

أمعقول أن هذا الطفل هو ابنهما؟!!

يااااااه..
تألم للكثير من المواقف في هذه الدنيا...

و لكن...
لم يؤلمه شئ في هذه الدنيا مثل رؤيته لهذا الصغير...
تأمله وهو يجري مسرعاً لتصرخ هي له و تمسك بيده بالقوة و مما يبدو و كأنما تنهره ألا يبتعد عنها...ممسكة بتلك الأكياس في يدها و بالصغير في يدها الأخرى...
تأمل تلك السيارة الأخرى التي قد أعلنت وصولها للمكان...و لكن...من نزل منها هو....
هو ذلك الآخر...

الجاسر...!!

ها هو ينزل بكل غطرسته و حقارته...تأمل ذلك الصغير وهو يفلت من يدها ليسرع و يمسك ببنطال والده...يتشبث به و بفرحة طفولية...
هنا...!!

هنا فقط وصل حده من الغضب...

ضغط على مقود السيارة بقوة كادت تفتته لأشلاء...

فتح الدرج الطرفي للسيارة ليتأمل ذلك السلاح الموضوع فيه...تأمله لوهلة وهو يمسك به...ما الذي سيحدث له لو فرّغ كل ما فيه في جمجمة هذا الحقير؟!!
ماذا لو فرغها في جمجمتهما كليهما...ماذا لو قتلهما...؟!
فليقتلهما و ينتهي من هذه المهزلة...
و لا يبالي لذلك الصغير...
تأمل هاتفه الذي كان يرن بقوة ...إكس..!!

رفع السماعة...

...\ساري...لا تفكر فأي شي أحمق يخسرنا كل اللي تعبنا عشانه...و بعد من مكانك...ساااارييي...رح عيدها لك... لو قتلته الحين ما رح تستفيد أي شي و بتريحه....نحن نبيه يتعفن في السجن...و يذوق المر..لا تصير غبي...إنت أذكى من كذا..صدقني...

يسار و بغضب كان بإمكانه أن يحرق مدينة بأكملها...\مااااا يهمنيييييي...بفجر رووووسهم و أخلص الحيييين...

...\و بتموت..وش بتكون استفدت وقتها؟!...ها؟!...قولي وش بتكون استفدت؟!..و اهلك اللي لك سنين وهم معتقدين إنك مت؟!..ما تبي تقابلهم؟!..تبي نهايتك تكون كذا؟!..لأنه في ظرف ثواني رجالته بيكونوا فرغوا رصاصهم فيك و بتنتهي..اسمع كلامي و خلي عنك الهبل...و كل اللي تبيه بيتم بس الصبر جميييل...

قال بهدوء غريب..\وش اسمه؟!


رد عليه من في الطرف الآخر بإستغراب شديد...\منهو؟!

يسار \ولدهم؟!
..\وش تبي فيه؟!
يسار..\وش اسمه؟!

...\باسل الجراح...!!

صرخ بكل قوته...\ليييييش ما قلتلييي انه لهم طفل؟!...؟!
من بالطرف الآخر وهو يحاول الحفاظ على هدوئه...\وش بتستفيد لو عرفت إنه لهم ابن؟!...وش اللي بتستفيده لو فرغت الرصاص فروسهم...ما رح تضر أي شخص غير الطفل و روحك لأنهم بيكونوا راحوا فخبر كان...

فلا تتهور و اعقل...

أغلق الهاتف بقوة ورمى ذلك السلاح في الكرسي المجاور له وهو يضرب على مقود السيارة بكل قوته و يصرخ...

\آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه...
رجع يتأمل مكانهم ليجدهم قد دخلوا المنزل و لم يتبق إلا الحراس في الخارج...
مسح على وجهه بكل قوته...

متألم..

غاضب..

حانق..

يود لو ينفجر..

نعم كل هذه الأحاسيس و أكثر..

أكثر من ذلك بكثييير...

و بكل هذه البساطة؟!...سلبوه حياته بأكملها و ها هم يعيشون و كأن شيئاً لم يكن؟!...و لهم طفل؟!..ياااااه...ألا يعتقدون أن هنالك من سينتقم منهم؟!

ألا يعتقدون أنه سيأتي يوماً و يلقون جزاة أفعالهم به؟!

و لكن...

ها هو قد صبر الكثيير...

أيصعب عليه أن يصبر القليل الذي قد تبقى؟!

و فجأة...!!

إذا به يفاجأ بذلك الرجل الذي يدخل السيارة ليجلس في الكرسي الأمامي وهو يوجه له سلاحاً و يلصقه على بطنه و يقول بصوت خشن..\اتحرك...و يشير له بأن يتحرك..
كان يحاول استيعاب الموقف و إذا به يفاجأ بآخر يدخل من الباب الخلفي...و يجلس ..وهو يصوب سلاحاً آخر نحو رأسه...ليصرخ الأول بكل قوته..\بسررررعة...



****************************









ولكن الدوار هو العشق، هو الوقوف على حافة السقوط الذي لا يقاوم،
هو التفرج على العالم من نقطة شاهقة للخوف،
هو شحنة من الانفعالات والأحاسيس المتناقضة،
التي تجذبك للأسفل والأعلى في وقت واحد،
لأن السقوط دائماً أسهل من الوقوف على قدمين خائفتين
أن أرسم لك جسراً شامخاً كهذا،
يعني أني أعترف لك أنك دواري..

أحلام مستغانمي !!





أوجه شكري مرة ثاااانية لكل شخص دعا لي...و لكل شخص تابعني و وجه لي تعليق إنه له مكانة كبيرة فقلبي :)

و حأقول لكم

هنا محطة الوقوف و أنا كلي أمل أن تكون الطية نالت اعجابكم...
موعدنا القادم غير محدد لظروف فوق إرادتي بس بعطيكم خبر ان شاء الله...
بس بضمن لكم ان في القادم فيه صدمات كثيرة...فقط استعدوا..
أتمنى من الكل يشغل خياله و يتوقع شنو اللي بيصير فالقادم من أحداث؟!
لا تنسووووني من صالح الدعوات... :)
في أمان الله...


 
 

 

عرض البوم صور **روووح**  
قديم 21-05-13, 12:08 AM   المشاركة رقم: 259
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Oct 2012
العضوية: 246855
المشاركات: 342
الجنس أنثى
معدل التقييم: ماهيناز عضو سيصبح مشهورا قريبا جداماهيناز عضو سيصبح مشهورا قريبا جداماهيناز عضو سيصبح مشهورا قريبا جداماهيناز عضو سيصبح مشهورا قريبا جداماهيناز عضو سيصبح مشهورا قريبا جداماهيناز عضو سيصبح مشهورا قريبا جدا
نقاط التقييم: 633

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
ماهيناز غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : **روووح** المنتدى : ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
افتراضي رد: روايتي...ولغد طيات أخرى...

 

يسلمو يا روووح فصل رائع بارك الله فيكى يا اختى بس شوفى بأه انا مش حقول توقعات عشان انتى بتعملى عكسها خخخخخخخخخخخخخ لا بجد شكلك ناويه تعقدى الدنيا نوره دى جبتيها ليه فى طريق خالد واااضح كمان انك ناويه على ضاحى ومرضيه شكلك هتعقديها اكتر مش مطمنة لك ههههههههه وواضح كمان ان فهد كده فى الباى باى وانه ماات بجد وموضوع اخوه هو اللى هتجوزهصبا فى الآخر عامة ده اللى عندى وشكرا لكى ياروح واتمنى لكى التوفيق يسلمو حبيبتى

 
 

 

عرض البوم صور ماهيناز  
قديم 28-05-13, 09:12 PM   المشاركة رقم: 260
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Nov 2012
العضوية: 247575
المشاركات: 240
الجنس أنثى
معدل التقييم: **روووح** عضو على طريق الابداع**روووح** عضو على طريق الابداع**روووح** عضو على طريق الابداع**روووح** عضو على طريق الابداع**روووح** عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 472

االدولة
البلدUnited_Kingdom
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
**روووح** غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : **روووح** المنتدى : ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
افتراضي رد: روايتي...ولغد طيات أخرى...

 

بسم الله الرحمن الرحيم




****صلوا على الحبيب المصطفى***




أسألكم الدعاء لكل المسلمين أن يفرج الله همهم و ينصرهم...






الطية التاسعة و ثلاثون...
على حافة الهاوية...


أقف هناك...

أرقب ما يحدث من بعيد...
أتأمل..
أترقب..
و إذا بي أرتجف..!!
لأني اكتشفت وقوفي على حافة الهاوية...!!
فهل سأقع...!!
أم سأتهاوى...!!





عن الأم
أحنُّ إلى خبزِ أمّي

وقهوةِ أمّي

ولمسةِ أمّي

وتكبرُ فيَّ الطفولةُ

يوماً على صدرِ يومِ

وأعشقُ عمري لأنّي

إذا متُّ

أخجلُ من دمعِ أمّي

* * *

خذيني، إذا عدتُ يوماً

وشاحاً لهُدبكْ

وغطّي عظامي بعشبٍ

تعمّد من طُهرِ كعبكْ

وشدّي وثاقي..

بخصلةِ شَعر..

بخيطٍ يلوّحُ في ذيلِ ثوبكْ

عساني أصيرُ إلهاً

إلهاً أصير..

إذا ما لمستُ قرارةَ قلبكْ!

* * * ضعيني، إذا ما رجعتُ

وقوداً بتنّورِ ناركْ

وحبلِ الغسيلِ على سطحِ دارِكْ

لأني فقدتُ الوقوفَ

بدونِ صلاةِ نهارِكْ

هرِمتُ، فرُدّي نجومَ الطفولة

حتّى أُشارِكْ

صغارَ العصافيرِ

دربَ الرجوع..

لعشِّ انتظاركْ

محمود درويش...


....


....



....





ألم لا حدود له يقتلع جمجمته من جذورها...يحس و كأن قوة لا حدود لها تعتصر رأسه دونما هوادة..حاول فتح عينيه و لكن مابه من ألم أقوى مما تبقى له من طاقة...أحس بتلك اليد الكبيرة و القوية التي طبعت ألماً متوسط القوة على خده..تكرر الألم لعدة مرات ليفاجأ بعدها بذلك الماء البارد الذي قد صُبّ عليه من قمة رأسه نزولأ حتى بقية جسده...
ارتجف...و خرجت شهقة قوية منه جراء برودة الماء التي بعثت تيارات حادة لجسده...فتح عينيه ليبدأ بإستيعاب المكان...و كأن الماضي الذي كان قبل ثلاث سنوات قد أعاد نفسه بنفسه...!!
و ها هو المكان ملئ بالحراس ممتلئي الأجساد و مفتولي العضلات...كل واحد منهم قادر على فتكه في ثانية واحدة...انتقل بنظره بينهم ليسمع تلك الضحكة القوية...
...\ههههههههه...والله و طلعت بسة بسبعةِ أرواح...
نقل نظره لمصدر الصوت ليتأمل عدوه..من كان السبب في حبسه في السجن كل تلك المدة...من كان السبب في كل ما حدث له...اقترب ذلك الرجل الستيني العقد ليجلس في ذلك الكرسي المقابل له...حاوط تلك المسبحة الفخمة التي كانت تزين يده بإصبعه...قال بإبتسامة تحمل خبث الدنيا بأكمله..\سؤال واحد..

...من وييين جيت؟!

أجابه ذلك الآخر و بكل برود...\من القبر..!!
رجع ذلك الآخر بجلسته للوراء ليقول بإستهزاء..\من القبر..القبر..ها!!...صمت لوهلة وهو يتأمل أرضية المكان..ليقترب في جسلته أكثر و يهمس ليسار ...\إذا رب العالمين عطاك فرصة تعيش مرة ثانية...ليش تجي لموتك مرة ثانية..ما ظنيتك بهالغباء ؟!
قال يسار وبنفس بروده و بفحيح يحمل ألم السنين بين طياته...\جيت عشان أضوقك المر...!!
خرجت من فاهه ضحكة اهتزت لها كل أركان المكان...\ههههههههههههههههه...لا هذي جد عجبتني...بتضوقني الشنووو؟!
لم يرد عليه يسار بكلمة ليقترب منه مرة أخرى و يقول...\إنت غبي؟!..و لا تتظاهر بالغباء؟!...و لا تبي هالمرة ندخلك القبر بدل السجن؟!
يسار بنفس بروده...\ولا واحد فيهم...أنا اللي رح خليك تتمنى الموت....!!
صمت قد حل بالمكان في تلك اللحظة...لم تغب على يسار حركة ذلك الحمزة وهو يحك ذقنه بيده..تبدو حركة أكثر من إعتيادية..و لكن بالنسبة له دلت على أنه قد زعزع ولو القليل من ثقة ذلك الآخر الجالس أمامه...ليقول له حمزة و بإبتسامة..\فرضاً...قول فرضاً إني صدقتك...و ماشيتك فهالخرابيط اللي قاعد تخربطها...كيف بتفك هالحبل اللي رابطينك فيه وكييييف تتجاوز كل هالحراس...بعدين تعال و وريني العذاب اللي قاعد تقوله...
تأمله يسار لوهلة دون أن ترف عيناه...قال و بقوة لم يعلم من أين أتته و في هذا الموقف الضعيف..أهي من قهره أم من ألمه أم من كرهه لذلك القابع أمامه...قال..\تدري زين إن يسار اللي جالس قدامك هالمرة ماهو يسار بتاع زمان...صحيح؟!
حمزة \وش اللي جد فيه؟!...
قال يسار و عيناه تجحظان غضباً لا حدود له..غضباً قد كان هامداً لسنوات عديدة...\اللي جد كثييير...حيييل!!


***************************


في بقعة أخرى بعيدة كل البعد...
المملكة....

توقف لوهلة أمام ذلك الباب...تأمل المنزل الذي يقف أمامه...ألم يرحلوا عن هذا المنزل قبل فترة؟!..أم رجعوا له مرة أخرى؟!...حقيقة هو لا يتذكر آخر مرة أتى فيها لهذا المكان..حتى في فترة زواجه بسماح فهي لم تسمح له بتقوية علاقته بأسرتها..لا يعلم أهو إحساس بالعار منهم أم ماذا...و لكن لايهم..
ضغط على الجرس لمدة لتفتح الباب تلك الخادمة...قال بهدوء..\السلام عليكم...
لترد عليه الخادمة و يقول لها...\فيه رجال بالبيت؟!
استغربت الخادمة من سؤاله لتقول له..\لا..بس فيه ماما...صمتت لوهلة و هي تتأمله لتقول..\انت مين يبي؟!
قال وهو يحس بضيقه يتزايد..\أبي مدام سماح..هي فيه؟!
قالت الخادمة و هي تشير له بأن يدخل..\إيه تفضل...و لكنه فضل الوقوف في الخارج وهو يشير لها بأن تخبرها...طبعاً هم معتادون على دخول الغرباء للمنزل دون أي إذن...!! فسماح والدها متوفٍ منذ زمن طويل...و لها ثلاثة أخوات أصغر منها...أعطى ظهره للباب وهو ينتظر أن يأتي أحد...لتأتيه تلك السيدة..\تفضل يا ولدي...

و بعد جهد و إقناع منها دخل ليجلس و تجلس أمامه تلك السيدة...والدة سماح...كانت ملامحها فرحة لرؤيته...لا يعلم ما الذي يجري فقد توقع أن تكون تلك السماح الآن في بيت زوجها المزعوم و ليس في بيت أهلها...قالت له تلك السيدة و على وجهها ابتسامة غريبة..\كيفك يا ولدي يا خالد؟!
قال و بضيق..يحاول قدر الإمكان أن يكون مؤدباً مع هذه السيدة...\بخير و الحمد لله...صمت لوهلة وهو يبتلع تلك الغصة التي توقفت له...\أنا كنت أبي سماح فموضوع..إذا...قاطعته تلك السيدة بسرعة لتقول و بفرحة لم تستطع إخفاءها..\بعد كل هالمدة قررت ترجعها...رح أقولك الحقيقة يا ولدي..صراحة أنا حيل فرحانة برجعتك..إيه سماح تزوجت بس وش أقولك...استغفر الله العظيم..صمتت لوهلة كان يود أن يصحح لها معلوماتها فيها و يخبرها أنه لم يأت لهذا الغرض و لكنها لم تترك له فرصة و هي تقول بحسرة...\
رجالها شخص مريض نفسي..كل يوم يضربها و يهددها و يعذبها و هي مو قادرة تسوي له أي شي...لأنه عند نفوذ حيل و ما تقدر تسوي شي...يضربها و يشوهها كل يوم و هي مو قادرة تسوي له شي...فأكيد إنت بتقدر تحل الموضوع...

كان يحاول أن يستدركها في الكلام..فما هذا الذي تهذي به هذه السيدة من كلام؟!...لقد فهمت الموضوع خطأ...قال لها..\يا خالتي أنا...و لكنها قاطعته...\أدري إنها مدة طويلة من ما طلقتها بس هي تعذبت بما فيه..و لكن استوقفتها تلك التي قد دخلت المجلس و بقوة قالت..\يمممممة...
تقدمت لتقف أمامه و تقول...\لو سمحتي يمة خلينا بروحنا...
هو...اشمئز من صورتها و بقوة...فكيف لها أن تبدو بمظهر كهذا أمامه؟!..كيف تبدو بهذا الشكل أمامه و هو الذي لا يحل لها؟!...فقد كانت مسدلة شعرها الناعم على طول ظهرها و متبرجة بصورة مترفة...و ترتدي فستاناً ساحراً عليها...يمكن أن يلقي سحره على أي رجل...أياً كان هذا الرجل ليقع في شباكها...إلا هو!!...

فهو لم يحس بشئ سوى القرف...و قمة القرف منها...فلماذا ترتدي شيئاً كهذا و أمامه..أساقها غباءها لمجرد التفكير بأنه يود استرجاعها..و بعد كل هذه السنين؟!...أم تود تغطية تلك التشوهات التي سببها لها ذلك الزوج المزعوم ؟!!
كانت والدتها تهم بتركهما لوحدهما إلا أنه منعها ليقول..\ما بتروح لأي مكان...حرام نجلس بروحنا كذا..!!
تأملت والدتها لوهلة...صرخت بصوت عال...\ماااااري..ماااري...لتأتي تلك الخادمة بسرعة...\يس ماما..أشارت لها على ذلك المكان...\اجلسي هناك...لتتأملهم الخادمة في استغراب شديد لتعيد سماح جملتها و بحزم أخاف تلك الخادمة..\قلت لك إجلسسسي هناااك...لتجلس و بخوف شديد من أوامر تلك...
ابتسمت بصورة كريهة له لتقول..\الحين ممكن تمشي يمة...
تركتهم والدتها لتجلس أمامه و تخلف قدماً على الأخرى...قالت و بصوتها الأنثوي الساحر...\وش اللي جابك؟!

ابتسم بسخرية...قال \كنت جاي أقلب الدنيا فوق راسك...بس لقيت رب العالمين ماهو ناسيني و قالبها فوق راسك من بدري...
تبدلت ملامحها جراء جملته الجارحة...قالت و بغضب مكبوت..\جاي تتمسخر...و بعدين اللي قالته أمي مو صحيح..كذب...!!
قال لها بجدية..\لا يا هانم...ماني مشتاق لشكلك و لا لك عشان أجي..أنا جاي أسألك سؤال و رد غطاه...إنتي مضيتي مرضية على عقد إنها بتتطلق مني عقب الولادة؟!!
ضحكت بصورة استفزازية...\وش هالخرابيط اللي قاعد تقولها؟!
أحكم قبضة يديه بقوة و هو يحاول جاهداً ألا يطبعها على خدها الناعم...\سمااااااح...تدرين إني أكثر شي أكرهه هو الكذب...قوووولي انتي مضيتيها على ورق؟!
قالت له بصورة استفزازية...\من وين لك هالمعلومة..
خالد \ماهو شي يخصك...الحين جاوبيني..
تأملت ذلك الطلاء الأحمر الفاقع الذي يغطي أظافرها الطويلة...قالت له بنبرة ..\و الله هالمعلومة غلط...و إذا كنت عرفتها من شي كاتبته الست هانم فبقولك إنها كانت تتوهم و...قاطعها بغضب و هو يحكم قبضة يده كي لا يصفعها..\سماااااااح...احترمي الأموات..
سماح \تماااااام و هذا انت جبت العيد...

الأمواااااااات...

يعني هي الحين تحت التراب...وش بتسوي لو كان فيه ورقة أو لا؟!

تأملها لوهلة و عنينيه تنبض بالشرار...\بسوي كثييييير..صدقيني...
اغتاظت و بشدة من حبه لتلك الأخرى..و إن كانت جثة تحت التراب ما زال يكترث لأمرها؟!!.. قالت له و بقهر لا حدود له... \عمرك ما حتحس بقيمة اللي راح منك...و حتسف التراب عليه...
قال و بسخرية...\ههه..أحس بقيمة شنو؟!...اسمعيني يا سماح..إذا كنت بسف التراب على شي فهو بيكون على الحياة اللي عشتها و أنا مغشوش فيك...و أنا جيت و أنا متأكد مية بالمية انك سويتي هالشي و لو ما كنتي حرمة كنت قتلتك من أول يوم و السجن ماهو بخسارة فدمك...بس لما جيت و عرفت العذاب اللي انتي فيه حمدت ربي ألف مرة..هذا هو أخذ لي حقي و ابتلاك برجال يعذبك و يضوقك المر...و لولا خوفي من ربي كنت زمان ما سترتك و قلتله على كل شي عشان يكون على بينة...بس قلت أسترك إحتمال تغيرتي من جد و تدينتي..بس...
أردف وهو يتأملها من رأسها لأخمص قدمها بصورة مقززة..\مثل مانتي مافيك شي تغير...ولسة تحاولين تمثلين انك مرتاحة قدامي...بس رب العالمين العادل فحكمه ما خلا و لا رح يخلي حق هالمظلومة...و لسة بتشوفين مر ما ذقتيه فحياتك..إن ما كان عشاني بيكون عشانها...صدقيني...توقف لوهلة وهو يستغفر..\استغفر الله العظيم...استغفر الله العظيم...اللهم لا شماتة...الله لا شماتة...بس ورب الكعبة لو دريت انك سويتي اللي سويتيه وقتها بيكون حسابك معاي عسيييير...!!


*************************


بعد أسبوع...


جالسة على ذلك الكرسي وواضعة حاسبها المحمول فوق حجرها...لقد أصبحت مدمنة على الإنترنت منذ فترة...ربما لأنها أصبحت تطلع على الكثير من المواقع الإستشارية...لم تكن تعلم أن بالعالم هذا الكم الهائل من المشاكل التي لم تسمع بها في حياتها بأكملها...الآن فقط أيقنت أن مشكلتها لا تشكل ولا واحداً بالمائة مما يحدث في العالم الخارجي...
فتحت تلك الصفحة التي اعتادت على فتحها لتجد رسالة جديدة...تأملت اسم المرسل لتجده ذلك الشخص الذي يرسل لها في كل مرة..أو بالأحرى تلك المجهولة...
فتحت الرسالة بفضول لتقرأ...
ههههههه..
لقد جعلتني أضحك و بشدة لكلماتك...و مما يبدو و مما أرسلته لي بأنكِ شخصية مرحة جداً...و طفولية نوعاً ما...أتمنى ألا تسيئي الظن و لكن أعتقد أنها ربما من الأسباب الأساسية التي قد جعلت زوجك يفكر بالزواج بكِ...
فأنتِ تقولين أنه فوق الثلاثين..و أنتِ أصغر منه بما يفوق العشر سنوات...فماذا تتوقعين من شخص في سنه أن يرغب في شريكة حياته؟!...هل تعتقدين حقاً أنه يريد طفلة ليربيها؟!!..أتمنى أن تنظري للأمور من منظوره..!!
و مما يبدو لي أنكِ متعلقة و بشدة بوالدكِ...و ربما هذي مشكلة أخرى...فمن المؤكد أنك كنت تحسسينه بأنه مجرد شئ هامشي و أنه في المرتبة الثانية بعد والدك...
نعم أنا معكِ بأنه لا يمكن لأي شخص أياً كان بأن يحل محل والدك..و لكن زوجكِ؟!!...فهو يود أن يحس بانه الأول و الأخير في حياتكِ...و مما يبدو أنكِ لا تقحمينه في أهدافك و هواياتك...حتى و إن لم تكن له الرغبة..فلترغميه بذلك...فلا تحسسيه بأنه مجرد أخ لك...
و صدقيني..أحياناً الرجال لا يفهمون الحب كما نقوله لهم...أحياناً يفهمونه بالأفعال المعاكسة تماماً لذلك...ففي بعض الأحيان الحب لا يجب الإفصاح عنه كاملاً...يجب أن تتركي الفضول في شريكك ولو قليلاً...

أتمنى أن تكون إجابتي قد خففت ولو القليل عما بكِ...

همسة...!!

أغلقت الجهاز و هي تحس بالكثير من الأحاسيس التي تغتالها...تناولت هاتفها لتجد رسالة جديدة منه...
(روح...هذا ماهو أسلوب؟!..لي أسبوع و أنا أحاول معاكِ..و إنتي ما تردين..!!)
رمت الهاتف من يديها على السرير و هي تتأمله من بعيد...فهذه الرسالة الألف بعد المائة التي أرسلها لها...فقد مرت أيام وهو يتصل بها دون أن يجد منها أي رد...يرسل الرسائل و لا رد أيضاً...لا تعلم و لكنها تستلذ بتعذيبه ولو قليلاً...هذا و إن كان له قلب يحس به..!!
و حتماً هي لن تستسلم!!..
ستعلمه جيداً قيمتها..!!


**************************



في اليوم التالي...
المملكة...
القصر...


شدت على شعر تلك الصغيرة و هي تحاول إصلاح جلستها لتصرخ تلك الصغيرة في ألم شديد..لتقول لها هذه بتأفف..\ملك...إثبتي عشان أخلص...مارح نخلص و إنتي تتحركين فكل ثانية..
ملك \آآآي..ماما يوجعني..
صبا \خلاص حبيبتي لا تتحركين عشان لا يوجعك...
ظلت مدة و هي تسرح لها شعرها بتأفف و عندما انتهت من شعرها قالت بإبتسامة..\خلاص الحين صرتوا جاهزات...
وقفت الصغيرتان أمامها و هما مستغربتان لم والدتهما ألبستهما و كأنهما ستخرجان...قالت لها شهد في تعجب..\يمة..نحن وين بنروووح؟!
قالت صبا و بغضب..\أنا لو كان علي ما كنت خليتكم تروحون...بس..أتت تلك من خلفها لتقول..\يا صبا..خليهم يروحون..مهما كان ما تقدرين تمنعيهم منه..
صبا بألم ...\بس رجاء...
رجاء \وش قلنا؟!
صبا و بتأفف...\قلنا إنه ما نبي مشاكل في المحاكم...
أمسكت بكل من صغيرتاها و هي تحس و كأنما هنالك من سيأخذهما منها...تود لو تستطيع أن تنبه العالم بأكمله بهذه الحقيقة...
نزلت بهما حتى وقفت بعيداً من المجلس و هي تتصل بخالد...لتقول له بأن يأتي ليأخذهما...و بعد ثوان قليلة أتى خالداً ليقول في إبتسامة...\وش هالزين كله..مين هالأمورات؟!..هذول من ويين جايبيينهم؟؟
أشارت له الصغيرتان و كل واحدة منهما تمسك فستانها بفرحة طفولية..\خاااالووو..هذول نحنا..ما عرفتنا؟!
كان يود أن يستمر معهما في هذا الحوار الممتع و لكن صبا استوقفته و هي تقف أمامه لتقول له..\خالد...
خالد \هممم...؟!
اقتربت منه و هي تقول بقلق...\تقعد معاهم و لا تخليهم و لا ثانية...و ت..قاطعها وهو يرسم لها ابتسامة مطمئِنَة..\لا تحاتين و هو ما يبي شي غير إنه يشوفهم..
قالت و هي تحاول أن تلتمس الدفء و الطمأنينة في نبرته..\خالد أن...قاطعها وهو يومئ برأسه..\صبا..تطمني...بكون معاهم..
ابتسمت له في قلق لتجر ثوبها ملك في تساؤل..\ماما حن وين رايحين؟!
قال لهم خالد..\تعالو...



في المجلس...


كان ذلك الآخر جالساً على إحدى المقاعد ليدخل خالد و هو ممسك في كل يد بتلك الصغيرتان..ليقتربوا منه...و توقفوا أمامه تماماً...ليقول لهما خالد..\يلا سلموا على عمكم...
دفنت كل من الصغيرتان وجهها في ثوب خالد ليبتسم لهم ذلك الآخر وهو يقترب ليمد لهما يده..\السلام عليكم..منو اللي شاطرة فيكم و بتسلم علي..
لم تتحرك أياً منهما ليخرج تلك الألعاب من ذلك الكيس و يمدها لهما...لتقترب ملك أولاً في فضول طفولي و يعطيها اللعبة...
تأملت ملك أختها في نظرات و كأنها نظرات تحمل الكثير من الخفايا بينهما...صعدت تلك الصغيرة على الكرسي تقف بالقرب منه بصورة فاجأته...وضعت كلتا يديها الصغيرتان على وجهه وهي تتحسسه بطريقة طفولية مضحكة...قالت بنبرة استجواب بحتة..\منو انت؟!
قال لها خالد بتعجب..\ملك؟!...انزلي..و كان سيقوم ليحملها و لكن ذلك الآخر استوقفه بإبتسامة...\خليها...
ابتسامة هادئة زارت ذلك الآخر ليقول..\أنا اسمي سطام...
رجعت للوراء تنظر لأختها التي تتأمله من بعيد...قال و هي تستمر في استجوابها..\لييييش تبينا؟!
قال لها وهو يضعها على حجره..\أبي أصير صديقكم..إذا سمحتو لي يعني؟!
تأملت ملك أختها لتقول كل منهما...\لاا..
قال لهما و بنبرة حزينة استطاع أن يتقنها..\ليييش؟!
اقتربت منه ملك لتقول بإنفعال..\لأن أمييي تقووول إنت واحد كذاااب..و تااافه..وو مغروووو..و لكن قبل أن تكمل كلمتها أسكتها خالد وهو يقول..\ملك وش هالكلام؟!
قال له ذلك السطام..\خليها براحتها...إلتفت عليها ليقول..\أنتم شوفوني و إذا ما عجبتكم لا تصالحوني...
و مر الوقت و بدأت الصغيرتان تعتادان عليه قليلاً فقليلاً...كان خالداً يراقب الموقف من بعيد..دون أي كلام...مستغرب هو و بشدة من سرعة إعتياد الصغيرتان على ذلك السطام..فحتى إسمه يخيف من حوله فكيف بطفلتان..حتى هيبته و شكله يبعث الخوف في الآخرين و لكن ها هو و بسرعة قد جذب الصغيرتان له...!!


*****************************


بعد عدة أيام...
في بقعة أخرى...

أكملت وضوءها..توقفت لوهلة و هي تشد ذلك الغطاء الذي كان على رأسها لتمسح به تلك القطرات من الوضوء التي تغطي رأسها...تمتمت بدعاء الوضوء و خرجت لتمد كفها الصغيرة و تتحسس الحائط حتى دخلت لغرفتها...ارتدت غطاء رأسها و كانت تستعد للصلاة لولا صوت الهاتف الذي قد سمعته..
توقفت لوهلة و هي تفكر هل ترد عليه أم لا...فهذا هو الهاتف الذي قد أعطاه لها ضاحي و ذلك لكي يتصل بها و يطمئن على حال والدته و عليها...فطيلة الأسبوع الماضي كان يتصل كل يوم ليطمئن عليها...كانت ترد عليه و تحاول جاهدة تصديق فكرة تغييره هذه..فهي مازالت غير مقتنعة بأنه سيتغير..
و بأن ذلك الضاحي السِكّير سيتغير..و من أجلها!!
تحركت ببطء و هي لا ترى شيئاً سوى الظلام حتى وصلت للهاتف لتمسك به في يدها..موقنة أنه هو المتصل ..فليس هنالك من يتصل بهم غيره...ردت لتسمعه..\رحيق..!!
قالت بصوت رقيق..\و عليكم السلام؟!
سمعته يقول و بنبرة لم يستطع إخفاء لهفته عليها خلفها...\كيفِك؟!
ابتلعت تلك الغصة التي قد وقفت لها...كانت تحاول جاهدة أن تحاول أن يكون هذا الحوار في إطار معين..\بخير و الحمدلله..إنتَ كيفك و كيف الشغل؟!
قال..\بخير...حاولت آخذ إجازة بس ما سمحوا لي...بس ان شاء الله في نهاية الإسبوع الجاي بكون معاكم...
لم ترد على جملته..فهي لا تعلم حقاً هل هي تريد حضوره أم لا..خائفة و إن حضر أن يرجع لما كان عليه قديماً...قالت و هي تحاول إنهاء هذا الحوار...\تبي تتكلم مع خالتي؟!..بعطيك ياها بس...و لكنه قاطعها و هو يقول..\لا..متأكد هي الحين نايمة...هذا وقت راحتها...بس سلميلي عليها...
قالت بهدوء..\إن شاء الله...و ها هو الصمت يحل بينهما ليكسره هو بقوله..\خلي بالك من نفسِك..
قالت و هي تحاول إنهاء هذه المكالمة..\ان شاء الله يلا...ليستدركها هو...\رحييق!!
قالت له بهدوء..\نعم..
...\اشتقت لك حيل..!!
تمتمت برجفة..\مع السلامة...!!


*************************


القاهرة...

يضرب بأصابعه بخفة على مقود السيارة وهو ينتظر...لتمر الدقائق ويتأمل بعدها تلك التي قد كان ينتظرها لتخرج من ذلك المكان و هي تحمل ذلك الصغير و معها صغيرته...ابتسم عندما رآهما...و بعد ثوان دخلتا السيارة لتجلس تلك بالقرب منه و تجلس تلك الأخرى في الخلف و تمد رأسها للأمام و تقول بنبرة طفولية..\بابااااااا..
التفت عليها و بإبتسامة..\كيفها حبيبة بابا؟!...
\زييييينة...أوي أوي...
ليضحك كل منهما على جملتها ليقول سياف بضحك..\مدري وش هالسعودي المخلوط بمصري هذا؟!!
قالت لها نادية بنبرة آمرة..\هدييل...اقعدي في الكرسي و اربطي الحزام..
مثلت تلك الأخرى عدم سماعها لأوامر والدتها لتقول لها ناديا و هي تعيد أمرها..\هدييييل..
هديل بتأفف \ماما معرفش أربطه إزاي..
ناديا \أنا مو علمتك ذاك اليوم كيف تربطينه؟!
قال سياف وهو ينهي هذا الحوار العقيم..\خلاص أنا رح أربطه لك..و خرج من مكانه ليفتح الباب من جهة تلك الصغيرة و يربطه لها...رجع ليجلس بالقرب من تلك الأخرى و تتحرك السيارة...كان الصمت يحل بينهما و ذلك لعلمه بأنها غاضبة منه و بشدة...
و لا يعلم هل هذا الجيم هو ضمن هذه الفترة الفاصلة بينهما...تأملها بنظرة خاطفة و هي تحاول تجاهله..يعلم أنها منتبهة و بكل حواسها معه...و لكنها تطبق أسلوب الغضب الصامت معه الآن...فهي قد تحدثت معه عدة مرات عن رجوعها للعمل و لكنه رفض و بشدة و ذلك لكي ترعى ذلك الصغير...و لكن إن لم تفكر في ابنها فمن سيفكر فيه...
أما تلك الأخرى...
فهي حقاً غاضبة منه..لا يحق له أن يمنعها من العمل..فهي أصبحت تحس بالملل الشديد..تود هذا العمل..و إن كان على الصغيرين فهي ستأخذهما لحضانة جيدة...غاضبة منه و بشدة..و ها هي قد أتمت حوالي كم أسبوع في هذا الجيم..فهي حقاً تود أن ترجع لعهدها القديم..لتلك الناديا الجميلة و الواثقة من نفسها...
حتى و إن لم يطلب هو منها هذا الشئ فهي تحسه من تصرفاته...فهو لم يعد يرغب بها كما كانا منذ مدة...و هي بعد ولادة يسار تحس بأنها قد أصبحت بدينة..و لكنها مضطرة لأخذ كل من الصغيرين معها لكل مكان...تأملته لوهلة..لكم تعشقه وهو يقود السيارة سمعته وهو يقول لهديل و بإبتسامة أغاظتها و بشدة..\ها يا هديييل...كيييف كان الجييم اليوم؟!
أجابت هديل و بحماس طفولي..\كااان حلو أوييي...اتريضت مع ماما..عشان أنا كمان أبغى اصير حلوة...
هي وجهت وجهها للنافذة و هي تحاول جاهدة أن لا تركز معهما...و لكنها رغماً عنها تجد تفكيرها ينجذب ناحيته..فهي تعلم علم اليقين أن الحديث موجه لها هي...لتسمعه يقول لهديل...\و انتي وش ناقصك يا هديل..انتي حلوة كذا...مانك محتاجة جيم و لا غيره...
ابتسمت بالرغم عنها من جملته التي تغازلها متخفية بمزاح لطيف...و لكنها لم تعر له أي انتباه...لتسمع هديل و هي تجيبه بنفس الحماس...\أيه يا بابا أنا حلوة...؟!..طب ماما حلوة كمان؟!..عشان هي تقول إنها لازم تخس عشان تكون حلوة في...و لكن ناديا قاطعتها بسرعة و هي تقول..\هديييل...
ضحك بشدة على تصرفها ليقول..\وش فيك على البنت؟!...قال وهو يحاول أن يرغمها على أن تتحدث معه...\إلا يا هديل منو هذي اللي كانت واقفة مع ماما و تسلم عليها..
ليصرخ بقوة وناديا تضربه على رجله..\وش خصك؟!...مالك دخل فيها؟!
لتقول هديل..\هذي خالتو نرمين...قالت لماما..زوجك حلوووووو...و قالت كمان...
ناديا \هدييييل..
سياف \ههههههههههههههههه...وش فيك على البنت؟!..و أردف بضحكة \ها وش قالت كمان؟!!
قالت ناديا بغضب..\سياااف؟!...ما قالت شي...وش اللي دخلك؟!
سياف \خلاص خلاص...انا آسف..الحرمة تكلمت عنى و أنا مالي أي دخل..فيه أي أوامر ثانية...
التفتت على النافذة و هي قد سرحت في أمر تلك النرمين؟!...فهي قد تعرفت عليها منذ أن دخلت هذا الجيم...و أصبحت صديقة مقربة لها...و استغربت و بشدة من إرتياحها له..فقد أصبحت تلك الأخرى تحكي لها أي شئ عن حياتها...و مما أقلقها اليوم ما حكته لها عن زوجها الذي يضربها كل يوم و يعذبها..أحست بالألم الحقيقي من أجلها...أخرجها من أفكارها صوت سياف..\هييي نادية!!
نادية \ها؟!


****************************

 
 

 

عرض البوم صور **روووح**  
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
للكاتبة رووح, ليلاس, معاقه, معي, منتدى قصص من وحي قلم الأعضاء, الماضي, المستقبل, روايات رومنسيه اجتماعيه, روايات سعوديه, روايات و قصص, روايات طويله, روايتي ولغد طيات أخرى, روايه بالفصحى, روح, طيأت اخرى
facebook




جديد مواضيع قسم ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t181600.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
ط±ظˆط§ظٹطھظٹ ط§ظ„ط£ظˆظ„ظ‰ طµط­ ظپظ‚ظٹط±ط© ظ„ظƒظ† This thread Refback 25-08-14 07:35 PM
Untitled document This thread Refback 23-08-14 09:22 PM
ط±ظˆط§ظٹطھظٹ ظˆظ„ط؛ط¯ ط·ظٹط§طھ ط£ط®ط±ظ‰ ظ…ظ†طھط¯ظ‰ This thread Refback 09-08-14 01:57 PM


الساعة الآن 04:33 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية