كاتب الموضوع :
**روووح**
المنتدى :
ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
رد: روايتي...ولغد طيات أخرى...
بسم الله الرحمن الرحيم...
أولاً و قبل كل شئ..
فلندع لإخواننا في غزة و في سوريا و في كل البلاد العربية أن ينصرهم الله و يكون في عونهم و يرحم كل شهداءهم ...فهذا هو أقل واجب علينا...
أشكر كل من خط لي بقلمه رأياً... أو تعليقاً... أو توقعاً... أو تحليلاً..
أشكركم...!!
وأيضاً أشكر من تابعني بصمت...
لا تلهكم القراءة عن أداء الصلاة في وقتها...فالقراءة يمكن تحصيلها...
الفصل العاشر...
ملامح باهتة...
مازالت ملامحنا باهتة...
رؤيتها يغشاها الضباب...
هي في طور الإنجلاء..غير ظاهرة..
و لكن هنالك القليل من التفاصيل التي تنجلي واحدة تلو الأخرى...
لا ترحلي فالشمس عادت… لم تغبْ
لا ترحلي … ما زلت أرنو عن كثبْ
لا ترحلي … فالحزن مني قد سرى
يغزو البرايا … دمعه يسقي التربْ
لا ترحلي … ذات الحنين المشتهى
فالحبر عطر … ورده فوق التربْ
و الحب شعر … نحتسي آلامه..
و الشعر بحر…نحتسي منه الأدبْ
والحرف جرح صامت…لا يشتهي
حتف القوافي … فجأة دون سببْ
لا طعم … للأيام يا صفصافتي …
كل الدنا … ضاقت بجفني المنتحبْ
يسين عرعار
ولكن وهي في طريقها للأعلى استوقفها صوتها...
\سمااااح...
التفتت لتجدها الجدة واقفة وهي تستند على عكازها الخشبي...قالت لها بثقة...\نعم..
التفتت الجدة و لتعطيها ظهرها و تقول...\أبيك بشي..تعالي معاي...
علمت سماح الموضوع الذي تريدها فيه الجدة ...سحبت نفساً قوياً وهي تسحب نفسها لتنزل الدرج مرة أخرى لتدخل مع الجدة غرفتها...
جلست الجدة على كرسيها لتشير لها بالجلوس....\تفضلي اجلسي...
جلست و هي تمثل التعجب و عدم معرفتها بالموضوع....وهي تقول بتمثيل متقن...\عمتي...وش صاير؟!!
أمسكت الجدة عصاها بقوة و هي تقول ببطء و صوت حكيم...\سماح أنتِ بنت مثقفة و متعلمة...و كثير حاولتم انتي و خالد في موضوع الحمل...بس الله ما راد و جربتم السفر لبرا و تكاليف و ما أدراكة بس من غير أي فايدة...و...قاطعتها سماح لتقول..
\عمتي...ليش...قاطعتها الجدة بقوة و هي تقول...\سماح..لا تقاطعيني...
سكتت سماح لتسمع كلامها ..الجدة \أنا صبرت كثير و أنا اشوف خالد يكبر سنة ورا الثانية و أنا لساتني ما شفت ولده...و أنا أحس الألم اللي بعيونه وهو يشوف البذران الصغار...قلت امكن تتحل...بس ما اتحلت...و خالد للحين تم 34 سنة...و ما جاب عيال...و أنا جالسة هنا أتحسر على حاله....عشان كذا قررت اني أزوجه... سكتت مدة لترى ردة فعل تلك الجالسة أمامها...
قالت سماح بثقة مطلقة...\و أنا..شنو دوري فهذا الكلام كله على بعضه...؟
ابتسمت الجدة على دهائها و قالت...\أنا ما رح أكذب عليك...و قلت الكلام هذا لخالد...و هو رفض...و أنا أدري انه رفضه لأنه ما يبي يجرح مشاعرك ماهو أكثر من كذا...و انا أبيك تقنعينه...
سماح \أنا؟!!!....أنا ماقدر أغير رايه...هو ولدك و انتي تأمرينه...
قالت لها بصرامة...\سماااااح...لا تحاولين تمثلين على...أنا أدري باللي في بالك...وأدري أنه بيسمع كلامك فأي شي...و أنا أقولها لك لتفكري زين...
أنا أقدر أخلي يسار يطلقك فمهما كان حبه لك...فهو يطيعني..و يخاف ربه!!...و ما بيقدر يعصي أمري...عشان كذا الأفضل الموضوع يكون برضاك و مهو غصبن عنك...اسمعي كلامي و حطيه حلقة فأذونك...أنا أدري زين انك ما تحبين خالد بس تحبين الحياة اللي معيشك فيها...فالأفضل انك ما تخسرين نفسك و تخسرينها...دوري هذا الكلام في راسك زين و قرري...
سماح \بس...أسكتتها الجدة لتقول...\فكري زين...ودحين...اطلعي و سكري النور معاك لأني أبي أنام...
كانت سماح مصدومة لا غير...فعلت ما أمرتها به وخرجت من المكان و فوجئت بتلك الواقفة عند الباب...رجاء...تسمع في حديثهما....تركتها دون أن تقول كلمة و صعدت لغرفتها...
*****************
دخل بكل ما له من هيبة...يمشي في ممرات ذلك المكان و كل من فيه من رجال يلقون عليه التحية...هنا..هو شخصية أخرى...مختلفة تماماً عن ذلك اليسار!!!...هنا يقوم بخلع ذلك القناع الذي يرتديه...يتجرد من كل شئ..إلا من قوته و جبروته و سطوته...هنا هو رجل القانون الخفي..من يعمل تحت حد النظر...هنا يتخطى كل الحدود الحمراء...
أتاه ذلك الآخر من بعيد وهو يمسك بملف في يده...و قال \السلام عليكم سيدي...و قال و الإبتسامة على وجهه...\الحمد لله على سلامتك...
يسّار \وعليكم السلام فهد...و الله يسلمك...ها..في جديد؟!
تفجأ فهد أولاً بوجود يسار في هذه الأيام و خصوصاً أنها أول أيام زواجه...و ثانياً بإختصاره الشديد للموضوع...من منظره لا يبدو عليه أنه قد تزوج ولا حتى اقترب من الزواج...بل يظل كما هو...كتلة من البرود...أومأ له رأسه و قال...فهد \أي...هذا ملف عن آخر المستجدات...وقدرنا نتحصل على القليل من المعلومات من الخارج..
يسّار \و المجرمين اللي قبضنا عليهم؟!
فهد \ما نطقوا بولا كلمة...و جربنا كل الوسايل معاهم بس من دون أي جدوى...
أخذ نفساً ثم قال..\خير..و أخذ منه الملف ليتوجه و يدخل به لذلك المكتب...جلس على كرسيه الذي يبتوسط المكتب...فتح الملف ليقرا الأحرف التي تتوسط تلك الأسطر...أغلق الملف..جلس مدة يفكر..ثم قام من مكانه و خرج من المكتب...
توجه إلى ذلك الباب الذي يوجد في آخر الممر..طرق الباب ليسمع كلمة..(أدخل)...
خليفة \أوهوو..العريس...
ابتسم له يسّار ببطء و قال...\السلام عليكم سيدي...
أشار له على أن يجلس في الكرسي و قال..خليفة..\و عليكم السلام و رحمة الله...الحمد لله على سلامتك..بس ليش تجي و انت لساتك عريساً...
يسار\الله يسلمك...سكت مدة ثم قال في محاولة منه لتغيير هذا الموضوع الذي يبعث الضيق لصدره..\قالي قهد انه الرجال اللي قبضنا عليهم ما رضوا يعترفوا بأي شي...و انا كان عندي اقتراح..
رجع خليفة أو كما يقال له (أبو فيصل)...رجع للوراء في كرسيه ملصقاً كفيه ببعضهما و قال...\اقتراح شنو؟!
يسار \أنا كنت أدري من البداية بأنهم ما رح يعترفون بأي شي...ز مثل ما كنت أتوقع من البداية أن هذي خلية كبيرة و يترأسها شخص قوي...و الظاهر انه يكفل هذولا الرجال فأي شي...معيشة أكل شرب..عائلة,..رفاهية...كل شي..و الظار انهم مخلصين له جداً جداً..و ما بيعترفون أبداً...عشان كذا أقترح أن نسمح لهم بالهرب...و بعدها نتتبعهم احتمال نصل لخيط؟
أبو فيصل \كيف؟
يسار \ننخلي أي أحد في السجن يساعدهم على الهرب..و نسهل لهخ كل طرق الهرب..و من ثم نعين من يراقبهم...
سكت مدة و بدى عليه التفكير القوي في اقتراح يسّار...\مممم...ما دري ...هذي خطوة كبيرة..و كبيرة جداً...و خطيرة كمان...و انت تدري ان الجهات العليا ما بتوافق على شي مثل هذا...و انه حأضطر اني استعين بمعارفي عشان أحصل على هذي الموافقة...و نحنا بعد تعب شديد قدرنا نقبض عليهم...كيف نقدر نتخلى عنهم بهذي السهولة؟؟؟
يسار \أدري أنها مخاطرة كبيرة بس ما عندنا حل ثاني..و أنا بضمن لك أننا ما رح نتركهم يضيعون منا و بنتبعم...
قال وهو يقلب القلم بين أصابع يديه..\بفكر في الموضوع و بعطيك الموافقة بعدها..
****************
بيروت...
في إحدى الفنادق الفاخرة...
تحاول إزاحة تلك الخصلات من شعرها المستعار و التي تغطي وجهها مع توجيه الرياح لها...و تشرب من ذلك الكوب من الشاي و هي تتناول الإفطار...واضعة رجلاً على الأخرى و تقرأ في كتاب...عموماً هي لا تستهوي القراءة و لكن هذا دليل عن البلاد و ذلك لأنها لا تعلم أي شئ عن السياحة..و المفترض أن هذه هي شخصيتها الجديدة ..و لابد لها من إتقان دورها على أكمل وجه...
تتأمل في تلك الطبيعة الخلابة التي أمامها..فالفندق الذي حجزت فيه يقع فوق تلال و يطل على كل المدينة...بيروت..كم هي جميلة!!...تحبها..أتتها أكثر من ثلاث مرات و لكن ليس على هيئة مرشدة سياحية!...
فكانت تمتهن مهناً أخرى...سحبت آخر رشفة لها من كوب الشاي لتتناول المنديل القماشي و الفخم و تمسح به فمها بخفة...تناولت نظارتها الشمسية ثم أشارت على الجرسون...
إقترب منها الجرسون لينحني و يقول بإحترام شديد...\تحبين تطلبين شي يا آنسة ؟!
نادية \الحساب لو سمحت...
الجرسون \آسف يا آنسة بس في حدا دفعه من قبل..
نادية \نعم؟!!...و مين اللي دفعه؟!
أشار لها على الطاولة البعيدة منها...لتلتفت في صدمة شديدة من ذلك الرجل الجالس على الطاولة وهو ينظر لها بكل ثقة...هو..هو نفسه ذاك الحقير الذي استفزها في المطار!...ماذا يريد منها؟!...حقير...و لكن مهما حدث فهي لن تسمح لنفسها أن تفقد أعصابها كما حدث في المرة السابقة...
قامت من مكانها و تجاهلته بشدة لتترك له المكان بأكمله...و إذا بالجرسون يقترب منه ليقدم له يده بإنحناءة و عليها مبلغ من المال...و قال له..\آسف سيدي..بس هي عطتني هالمبلغ و قالتي اخبرك تحتفظ بالباقي...
ضحك بقوة على أسلوبها...كما يتوقع فهي متمرسة في مهنتها و ما تفعله..و لكنه لن يستعجل على أي شئ و سيصبر حتى يصل إلى ما يريد...قال بابتسامة للجرسون..\شكرا ..احتفظ فيها لنفسك...
ابتسم الجرسون بشدة على هذا المبلغ الكبير من المال الذي قد تحصل عليه...و غادر المكان ليتركه يفكر في خطوته المقبلة معها...من أين لها هذا المبلغ من المال..أكيد أن هذه أموال ذاك الحقير كمال..زوج أخته...
لايعلم لماذا لم يتخذ مع هذه الغريبة المدعوة بنادية أسلوب العنف...فهو يتقنه جداً...و لكنه قد اكتفى مما قد حدث في الماضي جراء حماقاته و عنفه...و لايريد المزيد من المشاكل...و حتى و إن تحصل على الشريط منها بسهولة ما الذي يجعله يضمن أنها لم تنسخ نسخة أخرى و تعطيها لأي شخص؟!...فإنسانة بهذا الغموض يمكن أن تفعل أي شئ....و السبب الأكبر الذي يجب أن يعترف به ...تلك الهالة من الغموض التي تحيط بها...يريد أن يعرف...يعرف ما سببها!!
**********************
و بعد مرور ما يعادل أسبوع و ثلاثة أيام...
منزل يسّار...
جالسة في الصالة الكبيرة وحدها..اعتادت على الوحدة المطلقة...تزوجت لها أكثر من أسبوع ولكن لا توجد على حياتها أي علامات زواج جديد...فشهر العسل الذي كانا سيقضياه قد ألغاه بحجة عمل ضروري سافر من أجله وحده و تركها في هذا المنزل الكبير...نعم هي مرتاحة هكذا وهو بعيد عنها...ولو استمر الحال على هذه الطريقة ستكون في راحة لا متناهية...لبعض الأيام ذهبت للمنزل الكبير لتسلم على الجدة و تجلس معها...
لا يوجد في هذا المنزل الكبير سوى هي و عمة خديجة العاملة...و الحارس الخارجي...مع أن المنزل جميل و رائع و لكن تحس بأنه ميت...ليس به حياة...يفتقد للحياة...كم تفتقدهما!!...والديها!!...حياتها كلها لا تبت للطبيعية بصلة...العيش من دون أهل!!...زواج كليلة دفن!!...حتى حياتها الزوجية كالبقاء في كهف مهجور!!...كل شئ مختلف تماماً عن الطبيعية...و لكن لم هي حزينة؟!!...فهل كانت تحلم بالعيش في منزل مثل هذا في حياتها؟!!...هنا هي بعيدة عن تحرشات وليد لها..و تعامل خالتها السئ معها... تذكرت ألمها...ماضيها المؤلم....
[color="gray"]لمحة من الماضي....
قبل ثلاث سنين و شهرين و سبعة أيام بالضبط....
نورة \أوكي بس لا تتأخرين...
ملك \ما بتأخر...بس انتي حاولي تضللينها...
نورة \هذي المشرفة بتكتشفك فيوم و بتقولين اني سبق وحذرتك من قبل...
ملك \أوكي أوكي....بايااااات...
نورة \باي...
كانت ملك هي صديقتها التي تسكن معها في نفس الغرفة في سكن البنات...أغلقت الهاتف ووضعته بالقرب منها...و كعادتها تناولت تلك المذكرة وذلك القلم لتخط عن حياتها, يومياتها...و غيرها ...فهي صديقتها الوحيدة التي تستطيع الشكوى لها....
و لكن سرعان ما قطع كتابتها صوت الهاتف ...نظرت له لتجده رقماً غريباً...و لكن من يكون هذا الشخص يا ترى..رمت الهاتف و اكتفت بتجاهله...و لكنه يعلن عن اتصاله مرة أخرى...و مرة ثالثة بعدها..تعجبت؟!!...راودتها أفكارها ربما تكون هذه ملك و قد خلص رصيدها و تريدها في شئ مهم...
ردت لتصمت مدة دون قول شئ..و الطرف الثاني بدوره اكتفي بالصمت لمدة...ثم قال بنبرة جعلتها تقشعر...\يكفيني أسمع صوت أنفاسك!....
صدمت...صوت رجولي بحت...يبدو أنه قد أخطأ في الرقم...\آسفة بس الظاهر انك غلطان في الرقم؟!!
\لا ماني غلطان...
نورة \نعم؟!!
\نورة...ممكن أغلط فأي شي...بس في شي يخصك مستحيل أغلط !.
نعم؟!!...يعلم اسمها؟!!..من هو يا ترى..قالت بتعجب...\آسفة بس منو أنت؟!
\شخص...مجرد شخص...
نورة \نعم؟!!!.. لو ما قلت لي منو انت بقفل الخط بوجهك...
\أنا متيم بعشقك....
أغلقت الخط في وجهه...ووضعت يدها في صدرها لإيقاف أنفاسها التي تتعالى واحدة تلو الأخرى....سحبت نفساً قوياً...من تراه هذا المجهول؟!!...يعلمها...هي نورة؟؟ ناداها باسمها...رجعت لتتكل ظهرها على السرير و هي تتعجب من كونه من هو؟!!
لم تتذكره...لم ليست لها قدرة على نسيانه؟!!...لم أتى يوم عرسها...و كيف علم بمكانها؟!!...كيف علم بحياتها ككل؟!!..كيف علم بيوم عرسها؟!!!...لم ظهر بعد كل هذا الزمن؟!!...ماذا يريد منها بعد ما فعله؟!!!...كل ماهي فيه الآن بسببه هو وحده؟!!!...لماذا أتي؟!!...لماذا يريد أن يؤكد على وجوده في حياتها؟!!!...لماذا يريد أن يثبت لها أن ما حدث لم يكن محض هلوسات و إنما كان حقيقة مرة؟!!...
مسكت تلك الورقة لتقرأ تلك الكلمات للمرة الألف بعد المئة...
(مبروك...بس...العريس يدري بحقيقتك ؟!...عموماً...اشتقتُ لكِ...كثير...)
نزلت الدموع من عينيها...لتختلط مع ما تبقى من حبر على الورقة...ماذا يريد منها؟!..لماذا رجع بعد كل هذا الزمن؟!..ألا يكفيه ما حدث لها بسببه؟!!
وقفت لتطوي تلك الورقة و تحملها بين يديها وتصعد للأعلى...و لكن استوقفها صوت فتح الباب لتجد ذلك الجسد الطويل يتوسط الصالة بهيبته...وهو يمسك بحقيبة سفره بيده...شهقت بقوة كانت كفيلة بأن يسمعها...تسمرت في مكانها...و حاولت دس الورقة بين يديها ..نظر لها هو بالمثل ليقول مستهزءاً...\ما بترحبين بزوجكِ؟!
قالت بضعف شديد ..\أهلا...
لم يرد عليها بل اكتفي بأن يتقدم وهو ينادي خديجة لكي تأتي و تأخذ حقيبته للأعلى...اغتاظت من عدم رده عليها...صعدت للأعلى و لكن استوقفها صوته وهو يقول...\حضري لي ملابسي أبي أنام...يا زوجتي...ليذكرها بحقوقه عليها و منها طاعته...
اغتاظت أكثر من أسلوبه...متى أتى ليقلب كيانها هكذا؟!!...قطع عليها سرحانها بقوله...\الحيييين!!!!
اكتفت بأن تضرب قدمها بالأرض وهي تموت من الغيظ منه...صعدت الى الطابق العلوي لتدخل غرفته التى لم تدخلها منذ...منذ....
..زواجهما؟!!..
.دخلت واكتفت واقفة كالصنم لاتعلم مكان ملابسه ولا أين يضعها و لا اي شئ...استغربت من حالها جدا...كانت تريد فعل أي شئ قبل مجيئه لكي لا يقوم بتهزيئها...و لكن خاب أملها عندما وجدته واقفاَ عند باب الغرفة مكتفاً يديه على صدره وعلى وجهه ابتسامة غريبة...أحست بمنظرها الغبي..
قال باستهزاء...\ما تدرين الغرفة...اقترب منها وهو يقول...\الظاهر اني بتم سنة و انا انتظرك...خليها بطلعها بروحي...
أخرج ملابسه و دخل ليستحم...دون أن يعر لها أدنى انتباه... و ذلك لأنه يحس بإرهاق شديد...
*****************
منزل عبدالعزيز...
كان يجر كرسيها المتحرك في حديقة المنزل كما اعتاد...هي قد اعتادت الوضع...و لكنها لم تعتاد على هذه الأحاسيس تجاهه من قبل...كانت تحاول نسيانها أو بالأحرى تناسيها و لكن دون جدوى...فقد غمرت رائحة عطره كل شعبها الهوائية...!!
كسر ذلك الصمت صوتها و هي تقول...\انت ما تعبت من الحركة و جر الكرسي ؟!
ابتسم محمود ببطء و قال...\صراحة...تعبت...!!!
اغتاظت جداّ من صراحته المتناهية و قالت بنبرتها الطفولية...\و بكل صراحة!!...انت ما تقدر تكون جنتل و تقل لا..ما تعبت... ؟!!
محمود \و ليش الكذب؟!!!
روح \لأنه ماهو من الذوق تقول لبنت أنك تعبت من شي تسويه عشانها...
محمود \نعم..نعم...و من وين لك هالنصايح...و انتي لساتك طفلة...
اغتاظت جداً من هذه الجملة التي لطالما كررها مئات المرات على مسمعها...و قالت بضيق...\و انت شنو شايف قدامك؟!
محمود \طفلة...!!
روح \أنا طفلة؟!!
محمود \ايوة..و انتي شايفة غير كذا؟!
روح \شكلك تحتاج نظارة فوق اللي انت لابسها أصلاً...شكلك ما تشوف كويس!!!
محمود \هههههههههههههه....نظارتين فوق بعضهم؟!!
روح \و احتمال وحدة ثالثة...ضحك بقوة أكبر على جملتها و هي استغربت من ردة فعله الشديدة...و لكن ضحكته...ببساطة...
أسرتها!!!
قالت و بنبرة قد غيرتها...\دكتور...
توقف عن جر كرسيها ووقف أمامها تماماً لينتبه معها بكل حواسه و هو يقول...\هممم ...
أحرجت جدا...و أربكها هذا الإنتباه منه...حتى احمرت وجنتاها...و قالت...\أممم..أنت طبيب بارع و عندك مشغولياتك في الشغل...شنو اللي يخليك تعمل في شغل مثل كذا...ممم...يعني يعتبر شغل لممرضة و ماهو لطبيب نفسي...؟؟
استغرب سؤالها جداً و قال..\ و أخيييراً اعترفتي... اني طبيب بارع؟!!
روح \لا تغير الموضوع و جاوب على سؤالي؟!
محمود \أوكي...أولاً لأني أتقاضي أجر كبير...و سكت ليرى ردة فعلها...و كما توقع قالت بغضب...\بسسس؟!!
محمود \هههه... أنا درست في ألمانيا و تعلمت هناك أن العلاج ما بيتم بس بأن طبيب نفسي يجلس عل كرسي و المريض يجلس على الكرسي الثاني...عشان يستجوبه و كأنهم في محكمة...لا...من مسؤولياتي اني أطلع هذا المريض من حزنه...و ما تكون الجلست بين أربعة حيطان و تكون فأي مكان و أي زمان يحبه المريض...
سكت فجأة و انتبه لملامحها المنتبهة معه بكل حواسها...ابتسم على شكلها مما جعل خديها يعلنان احمرارهما من ابتسامته لتتدارك الموضوع و تقول...\أنا تعبت..ممكن ندخل؟!...
أومأ رأسه لها و جر كرسيها ليتوجها للداخل...
هو لا يحس بأي شئ تجاهها..
و هي تحس بكل أحاسيس الكون تجاهه...نعم لقد تنازلت عن قرارها الجرئ بإعطائه الرسالة...لا تعلم ما السبب..و لكن ربما لخوفها من ردة فعله....ربما لخوفها بأنها لن تراه بعدها...ربما لخوفها من الكثير والكثير من الأشياء إن قامت بخطوة جريئة كهذه...
****************
في ذلك الجناح من القصر الكبير...
كانت جالسة كعادتها في غرفتها أمام المرآة تسرح في ذلك الشعر الحالك السواد و الذي تتخلله خيوط حمراء اللون تبرز جمالها...سمعت صوت الهاتف و هو يرن...تأففت بقوة عندما قرأت اسم المتصل...
سماح \ألو...
\ألو مدام سماح...
سماح \نعم...
\أ..أأ..اسفة على الازعاج بس فيه وحدة جابت لك أغراض للمشغل و تقول انها تبي تقابلك...و انتي ما جيتي لك أسبوع و كنت أتسائل شنو أقول لها؟؟
سماح \قولي لها أني مت...اختفيت أي مصيبة...مو قلت لك من قبل اني مابي أي نوع من الازعاج؟!!...
\أ...أأسفة مدام بس...
سماح \مابي أسمع ولا شي...ما تقدرون تديرون هالمشغل ولو ليومين من دوني......تصرفواااا...و أغلقت الخط في وجه تلك التي اعتادت على هذا التعامل من مديرتها...
تأففت مرة أخرى فهي ليس لها أدنى مزاج أن تذهب للعمل...يكفيها ما عليها من هموم...زواج يسَار..و قريبا...زواج خالد!!...لا...لن تسمح لهذه المهزلة أن تحدث....مهما كان..فهي لا تستطيع أن تتخيل خسارتها لهذه الراحة التي تعيشها..سيارة آخر صيحة...سفرها المستمر معه من مكان الى آخر...فعله لأي شئ تريده...المشغل الذي أسسه من أجلها كهدية ذكرى زواجهما...
لا ..لا تستطيع تخيل أن تأتي أخرى و تشاركها هذا النعيم..ولكن أن تشاركها خالد..لا يهم؟!!!...ما يهم هو ما يقدمه من خدمات لها...لن تسمح بحدوث ذلك و لو كان على جثتها...ولكن كيف ستغير هذه الفكرة من رأس الجدة...فهي تعلم مكانتها جيداً عند إبنها...
قطع فكرها صوت طرق على الباب...
سماح \تفضل...كانت هذه رجاء أتت لتجلس على الصوفا الفخمة ...سكتت مدة..ثم قالت لها و بكل وضوح...\أدري انك تعتقدين اني انا اللي حرضت عمتي على موضوع زواج خالد...بس أنا ما كان عندي أدنى رأي...و أنا دحين جيت عشان أنصحك مو أكثر...
نظرت لها سماح بتعجب شديد و قالت...\مشكوورة رجاء...أنا ماني بحاجة لنصيحة...
قامت لتجلس بالقرب منها...\لا...أنت تحتاجين لنصيحتي..اسمعيني و بدون مقاطعة...كل اللي بالقصر يدري انك تزوجتي خالد عشان النعيم اللي معيشك فيه..إلا..إلا هو..هو ما يدري بكذا لأنه معمي بحبه المطلق لك...و هذا النعيم ممكن يختفي فظرف ثانية..عمتي ما رح تتخلى عن فكرتها مهما كلنت...و هي بدت من أسبوع تدور له على عروس تكون حلوة و صغيرة ..و أنا و انتي ندري انها بتجي و بتتربع على هذا المكان و احتمال تتربع على قلبه...سكتت مدة ثم قامت لتجلس مقابلة لها...واكملت..
\نصيحتي لكِ أنك توافقين...و تكسبي الجدة قبل لا تصير ضدك و تحرض خالد عليكِي...اسمعي كلامي زين...أنا انك أنكِ عاقلة و عقلك يوزن بلد بحالها...و تدرين وينها مصلحتك...و اتمنى ما تخيبي ظني فيكي...
و قامت من مكانها لتعلن عن تركها المكان و لكن قبل أن تصل الى الباب أوقفتها سماح...\عمتي هي اللي رسلتك عشان تقوليلي هالكلمتين؟!!
ابتسمت رجاء على تفكيرها و اكتفت بعدم الرد و خرجت تاركة سماح في دوامة ليس لها نهاية...
لا تعلم ماذا عليها أن تفعل؟!!...و لماذا تفكر رجاء في نصحها و مساعدتها؟!!.
[/COLOR]
|
28-11-12, 08:51 AM
جديد مواضيع قسم ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
العرض العادي
