كاتب الموضوع :
غَبَش
المنتدى :
الارشيف
رد: نيسان حكايا لا تنتهي
( 7 )
.....
صَباح جديد في منزل تتزاحَمُ فيه الحِكايات
..
فـي غُرفة خلود عندما ذهبت طفلتها في سُباتٍ عميق وضعتها في سَريرها قبلتها بحب
ثم اتجهت الى الحبيب الخائن الذي كان يعبثُ في ازرار هاتفه النقال يبثُ مسج للأولى ويخاطب الثانية على احد برامج التواصل الاجتماعي يطلبها صورةً لها ويَلح في الطلب
اقبلت اليه وكُلها يقين في ربٍ العالمين انه سيستجيب لدعواتها يوما ما ..
:صقر !! حبيبي
نظر اليها نَظره بارِده : نعم..
تنفست بِعمق : بنتك ما عِندها حليب . !
عاوَد النظر في جِهازه : وصي السايق حق ابوي .
اغمضت عينيها بألم : كمان الشتآء دخل وابي اشتري لها ملابس بَرد
كلمت السايق وقالي انه مشغول اليوم مع عمي
نَظر اليها نَظرة ازدراء وتضجر : خلاص خلاص تجهزي بعد العَصر اوديك .
ابتسمت اخيرا وطبعت على خدٍه الايمن قبله ثم ذهبت تُجهز لَهُ ثيابه ..
..
دَخلت هديل مُسرعه الى المَطبخ بعد ان عادت من الدًوام : تأخرت عليكم ؟
ابتسمت هيا : لا احنا خلصنا ماباقي الا السلطه تعالي سويها
سألتها زينه : هاه بشري كيف دَوامِك ؟
ابتسمت هديل : الحمد لله بما انه اول يوم مافي ضغط كثير بس انا مسبوطه
الحمد لله همست بها هيا : من جابك ؟
: كلمت جابر ومرني رحت استأجرت لي سياره عشان ماعاد اتعبك معايه لين استقر على راي واشتري لي وحده
سألت هيا بِ أستغراب : هو انتي عندك رخصه
اومأت هديل بِرأسها : اخذتها من دبي بس قبل كم يوم رحت جددتها لانها كانت منتهيه مو اقول لك دبي لي فيها ذكريات
ثم أخذت تُجهٍز السًلطه وفي قلبها روح طفله بدأت تهوى الحياة من جديد ..
رنً هَاتِف زينَه .. ردت كَعادَتِها بِهدوء : هلا
: بشري ؟؟
:من جد؟
تحجرش الصًوت وامتَلأ بِ آلاف العَبَرات : الف الف مبروك يا قلبي
اقفلت السًماعه وهي تبكي . ابشركم سِهام طلعت نتيجتها نَجحت وجابت الاولى على مدرستها
ابتسمت هديل : فَهي تهوى النًجاح واجواء النجاح : ماشاء الله تبارك الله الف الف الف مبروك
هيا : الف مبروك يا حليلها سِهام هذي هي كبيرت وتخرجت الف من ذِكر الله
هديل : لازم نسوي لَها حفله الليله
لكن خلو هذا الشي عليه انا
غَمزت لزينه التي لازالت تَشعُر انها من الفَرحه لا تَسَعَها الارض بِما رَحَبَت ..
......
عندما عاد صقر كان ليس في الوعي ابدا .. دَخل مع الباب لم يأبه لِ نداءات والدته التي كانت تجلس مع الجده في الصاله صعد الدًرجات وبهِ من الهم مايُثقِلَ كاهِليه حملٌ ثقييل جدا دَخل غُرفته
: اطلعي برا
اقتربت منه : اشفيك حبيبي
صَرخ في وجهاا وهو ينظر الى طِفلتهِ بين يديها :اطللللعي برا
خرجت وعلى مُحياها علامات تَعجب .. تناول هاتفه النقال بيدان مُرتجِفتان اتصل على هاني ..
هاني صديق الطفوله وصديق الدٍراسه اخيرا هو صديق العمل
ولكن في اواخر صفوف الدٍراسه انظم لهم هو وهاني فيصل اللذي كان سبب بداية انحِرافَهُما بداية سَهرهما وشُربهما لساعات مُتأخر من الليل
يداهُ ترتجف رن جرس الهاتف الاولى والثانيه فَ الثالثه حتى اجاب اخيرا هاني : هلا والله
صقر بصوت خائف مرتجف : هاني الحق
هاني : أيش فيك ؟
صقر: فيصل دوب كلمني وهو يبكي منهار يقول طِلع معاه الايدز
هاني : شنو ؟؟ كيف ؟؟
صقر : شنو اللي كيف كل البنات اللي عرفهم احنا عرفناهم اكيد معانا نفس المرض حقه
هاني اللذي بدأت تطرأ على صوته ملامح الخوف : لا ياشيخ ا نشاء الله ما معانا شي بعدين هو من قبل ما يعرفنا كان يعرف بنات وله علاقات مو شرط !
لازال صقر مُيقن ان هذا المرض يسري في دمه وفي اوردته
هاني بعد صمتٍ وجيز : تعال نسوي التحليل ونشوف
صقر يصرخ بكل ما اوتي من قوه : لالالا
ع الأقل انت وياه لو طلع معاكم لحالكم خرًبتوا على انفسكم. لكن انا
هُنا بدأ ينهار وبدأ الدم يحتقِن في وجهه : زوجتي وبنتي يعني لو المرض معاي اكيد معاهُم لو المجتمع نبذني اكيد بينبذهُم
سكره واستفاقَ مِنها على صفعةِ خد قويه جداً ستترك اثرالايُمحى ابداً
هاني : انا بروح احلل ويارب اني اطلع سليم وبوافيك بالاخبار
اقفل صقر الهاتف واخذ في بُكاءٍ مَرير اين كان العقل من كُل هذا كيف تجرد من كُل شيء
اخلاقياته دينه صلاته كل شي !!
...
منيره التي تَخلفت مساء الامس عن وجبةِ العشاء كانت لا تزال تبكي في حُجرتِها بِ الم كَيفَ لرجُلٍ واحد ان يهدي لنِسائِه اكوام من المٍ كَهذا
هيَ تبحثُ عن الضنى تبحث عن انيس غيره كما فَعلوا شريكاتِها الا انها من خمسةَ عشر عاماً وحيده ولاتزالُ وحيده يُؤنس لها وحشتها كُل ثلاث ليلٍ مره واحده فقط
عندما اخبرتها الدكتوره ان عليها تجربة اطفالُ الانابيب رفضَ وابى وامرها ان لا تفتح موضوعا كهذا ابدا
هُوَ حطمَ حُلم الامومه في اعماقِها زاعِما ان هذا الامر يُنقص من رُجولتِه وغير ابه ايضا لانهُ يملك من الابناء الكثير
نزلت بِحسره وجلست على احدى الكنبات تناولت فنجالاً من الشاي ولم ترى الا هديل التي جلست بالقُرب منها : سلامات ماشفتك ع العشاء امس ايش فيك ؟
نظرت الى هديل بِعينان ممتلأه بالدموع هِيَ تشعُر ان الجميع في هذا المَكان يَكرهها للسانِها الطويل ولِهمجيتها في الحديث
: مافي شي !
هديل : انا بخرج بروح اجيب لوازم واشياء نبغى نسوي لسهام الليله حفله بسيطه . لانها تخرجت ايش رايك تجين معايه ؟
منيره: جابر داري عنك ؟
هديل : ايه قلت له
فتحت كِلتا عينيها بعلامة تَعجٌب : وسمح لك ؟
هديل : قلت له بنفاجِئها بحفله صغيره فوافق وهيا مشغوله اليوم ما يمديها تجي معاي
اومأت منيره بِرأسها فَهي بَشر والبشر مهما كان سيئ يحتاجُ الى صديق !
...
في السياره الصمت لازالَ مُخيم وهديل تُحاوِل جاهِده ان تفتح أي موضوع ولكن دون جدوى يظل ردها جاف جداً ..
اوقفت السياره ونظرت اليها : ايش فيك من يوم ما جيت ما قد شفت وجهك اصفر زي كذا
انخرطت في بُكاءٍ مرير : انا ما اقدر احمَل قالت لي دكتورتي اني لابد احاول في عملية اطفال الانابيب
لكن جابر عنده اولاد ومو هامه امري ودي اجيب عيال وافرح فيهم قبل لا اموت ..
ابتلعت غصتها ثُمً اكملت امس رحت لدكتورتي وقالت لي اني بدأت ادخل الاربعين ولو وصلت لسن اليأس ماراح اقدر احمل ابداً
انخرطت في البُكاء .. فَرتبت هديل على كتفها بِهدوء : ما عليك انا الليله بعد العشاء بقول له وانشاء الله يسمع مني
امسحي دموعك وتعوذي من الشًيطان وتوكلي على الله وايقني ان لو ربي اراد لك الخير فيها انه راح ييسرها لك ولو لك فيها أي شر راح يصرفها عنك اهم شي وقبل كُل شي
صلي الليله صلاة الاستخاره
ابتسمت وبادلتها هديل الابتسامه ادارت مُحرك السياره فَ أكملت طريقها وفي رأسها الف فكره وفكره تختار فيما بينها لتُقنع جابر
....
مابين الخامسه والسادسه مساءً وعندما اكتمل الجميع بعد ان عادوا من دواماتهم التفوا حول السفره التي توضع كُل يوم في ذات الوقت في ذات المَكان الجد يتوسط صَدرها ولكنه اليوم غير موجود ثم الجَده فَ الابناء بعد ذالك النساء فَ الاطفال تتعالى بينهم اصوات المَلاعِق والسًكاكين .. سمر تجلس هُناك بِكُل هدوء واريحيه .. تبتسم من اعماقها وَهي ترى هديل تتهامس مع هيا فتتعالى ضحكاتِهم
تتمتم في اعماقها : بتكرهين عمرك الليله لا تخافين
سِهام تَجلس بالقُرب من زينه تحدث سعود بصوتٍ جُهوري : الف مبروك يا سِهام تستاهلين الهديه السنعه
سَألها عمها سَالم في أي كُليه بتقدمين ؟ ..
هذهِ فُرصتها لِتُفاتِح الجميع : كلية الطب : !!
: كيف كيف كيف ما سمعت ؟ صرخَ بِها جابر وهوَ يُلقي بِ المِلعقه من بين يديه
ابتَلَعت سِهام غصًتها فتحدثت زينه : هذا مستقبلها يا جابر وهي المسؤوله عن اختياره .
زفر جابر الهواء فَتحدث بِ استياء واستهزاء : اشوف يوم جا الموضوع عند بنتك طِلع لِسانك .. قبل ان يقف رمى بالقنبله
: والله ما تقدمين في ذي الكُليه وراسي يِشم الهوى عجبك اهلا وسهلا ما عجبك بكره ازوجك .
خرجَ وَكسَر الفَرح في ذاكَ المَكان
احتَقنت عيناي سِهام بالدموع واحترق قلب زينه على تحطيم حُلم ابنتها اللذي لطالما حَلُمت بِهْ
استاء الجميع على حالها
كسَر سعود الصمت السائِد واعادَ العَبرات المُختنقه ..: مو بكيفه يمنعك انا اذا هدأ بَأكلمه واحاول اقنعَه لا تشيلين هم
تحدث يَاسِر بهدوء : لو هو وافق انا ما وافقت !
ومين حضرتك القى بِها سعود
ياسِر : انا عمها واللي يمس سمعتها يمس العيله كلها وش لها وش لقلة الحيا
سعود : كل الجامعات فيها اختلاط
: بس الطب اختلاطه اقوى واختلاطه مستمر حتى لو في يوم رجعنا السعوديه بتظل وسط الريجيل وتنزل راسنا الارض
لاو الف لا
نَظر الى سِهام نَظره حاده : انسي الموضوع وانا عمك وفكري لك بتخصص يناسبك ويناسب عيلتك
خرج من ذات الباب اللذي خَرَجَ مِنه جابر
حطموا احلامها التي بنتها حتى اوشكت ان تُلاصِق عنان السًماء
لم تعد زينه تتحمل هموم الحياه التي اوجعتها ..
زوجَاً تزوجَها في السابعَ عشر احبته بِكُل المَقاييس تجرعت على يديه الوان الاسى والعذاب
فضل عليها اخرى وهي لم تنتصف العشرونَ ربيعاً طَعنها فيما تملك من انوثه حتى ساءت حالَتها اكثر واكثر
خالد ابنها الاكبرو بِكرها هرب من جابر
الجيع يخافَه ويهابه وَصَقِر تاهَ في الاحتِذاء بِخطى الاب الاناني
ولكن هداها ربٌ البريه فَ ايقنت انها ما كانت طيلةً اعوام حياتها الا تبحث عن رضاء جابر ولكِنٌهُ لم يَرضى ولم يُرضيها حينها فقط تأكدت ان لن يُرضيها من الاعماق الا من خَلَقَها .. اتجهت اليه
رضاها وارضاها حتى انتزع حُبً جابر المَشؤوم من اعماقها كَأنهُ لم يَكَن ..
استعانت بربٍها واقسمت في اعماقِها انها لن تسمح لِكائِنٍ من كان ان يُحطم حُلُماً شَقت واجتهدت ابنتها للوصولِ اليه ,,
...
.......
احضرت هديل اغراض الحفله
هاتفت صديقات سِهام ونادت من في المنزل فغدا الجُمعه وهو يومُ عُطله امرتهم ان ينسقوآ البوفيه في احدى جوانب الصالون والديجيه في الجهه المُقابله الكيكه ذات الادوار العديده في المنتصف والبالونات المُتطايره باللونين الفضي والاحمر تُزين المَمكان فَحَامِلُ وردٍ كبيييير مًلأ بالورد الاحمر والابيض وَ الاغصانُ الخضراء كُل شيئ كان راقي والجميع كان على استعداد ما عدا سِهام التي اصرت هيا ان تُلبسها فُستاناً احمر وتغير من تسريحة شعرها
فَ امسكت بيدها ونزلت بها الى الاسفل
الجده تهمس بِفرح وهي تنظر الى هديل التي اطفأت الاضواء واشعلت عود الثٍقاب فَأتجَهت الى الشموع : الله يفرح قلبك يا هديل مثل ما بتفرحين قلبها .
زينه تنظر الى هديل المُتحمسه بِحُب وجابر ينظر اليها بِفخر بينما سعود لازال ينظر اليها على انها تِلك الجوهره صعبة المنال بل مستحيلة الحُصول
بهيه رفضت النزول فَلازالت حبيسة غُرفَتِها مُلاصِقَه لِسِجادَتها اخبرها الدكتور صباح اليوم انه غدا صباحاً سَيسمح لهم بزيارة سلوى القابِعه في مشفى الامراض النفسيه ..
كذلك فَهد لازال حبيس غُرفته منذُ ان خَرجَ من المصحه وكَتَبَ عقدَ قِرانِهِ عَليها ..
سمر ارتدت اجمل ما تملك فهي اليوم سَعيده جدا لانهُ لم يتبقى من خِطتها الدنيئه الا الجُزء الاخير فقط لِتقذف بِ هديل سالِبةِ العقول والقلوب الى الشارِع
هيا صرخت في وَسط الصاله : هذا احنا جينا .
اولعت هديل شموع الكيكه وامرت صاحِبة الديجي بتشغيل اغنية النجاح التي صَدَح صوتَها في الأرجاء خلود تُمسِك بالكاميرا وزينه تفتحُ الاضواء فَ اصوات التصفيق تتعالى..
عنصر المُفاجَأه ابكاها بُكاءً مَرير فَبعد كَلِمات الاب القاسيه لم تَظُن ان احداً سَيُلقي لها بالاً
احتضنتها الام بادلتها البُكاء بالبُكاء : الف مبروك يا حبيبتي .. ثم همست قرب اذنها خالتك هديل هي اللي سوت لك الحفله اشكريها
اقتربت هديل قبلتها ثم اعطتها الهديه .. الجده تبكي فرحا بحفيدتها والجميع يتضاحك سمر تبارك ومنيره تبارك كذلك نوره تبارك
باركَ لَها سُعود واحضر لها الهديه
ابتلعت الجده ريقها وهي تراهُم يمنحونها الهدايا فَ الجد متغيب عن المنزل من ايام خجلها مَنعها من ان تطلب الابناء جائتها هديل من خَلفِها وضعت بين يديها صندوق مُخملي مُغلف بِاللون الاحمر همست قرب اذنها : هذي هديتك يا عمه قدميها لها
اغرورقت عينان الجده بالدموع كيف لِهذه الفتاه ان تشعر بِها بِاوجاعِها وآلامِها كيفَ لَها ان تأسُرها وتطبطب على تَجاعيد الزمان فوق يديها قبل ان تتمنع بِاي كَلِمه وترجعها الى هديل : والله لو ما اخذتيها لازعل انا مو زي بنتك ؟
: انا اشهد انك احسن من بنتي
ابتسمت هديل : اجل خلاص لا ترديني
اقبلت الجده واعطت سِهام الهديه قبلت جدتها شكرتها ففتحتها فَبُهِرَ الجميع : هي قِلاده من الذهب ومن النوع الفَاخر جِدا بكت الجده واحتضنت سِهام مره اخرى
امسكت سهام بالسٍكين التي تضعها على طَرف الكيكيه ذات الثلاث ادوار الجميع يقف بالقُرب منها الصوره جماعيه ولا تُنسى ابدا ستُخلد في ذاكِرة سهام ما حييت ..
زفرت زينه وهي تسأل خلود عن صقر : وينه ليه ما جا
خلود : قلت له بس ما رضي شكله مريض متلحف ونايم
...
افتتحت سهام البوفيه وبدأ الجميع بالاكل اجتذب جابر احدى يدي هديل وخرجَ بِها الى الخارج في جوٍ بارد
: شُكرا لك فرحتيها بعد ما غثيتها انا اليوم .
ابتسمت هديل : ما سويت شي
تردد في السؤال ولكنه تَجرأ اخيرا وَسأل : اكيد كلفتك الحفله كثير . من وين لك فلوس
ابتسمت هديل بِسخريه عندي مبلغ بسيط في البنك .
ابتسم جابر مره اخرى : طيب اذا احتجتي شي مره ثانيه اطلبيني انا ما اشوفك تطلبيني !
ابتسمت له ثم تحدثت بِجديه : بطلبك مو فلوس بس اول قول عطيتك
: وشو اول
: قول عطيتك !
: عيناها آسِره وافعالها جميله جدا للحد اللذي يجعله يتباها بِها زوجةً له امام الملأ
: جاك
: حلو . تسوي مع منير عملية اطفال الانابيب وقبل ان يتفوه بِكلِمه واحِده وضعت يداها المُرتجِفَتان على شفتيه . انت قلت لي جاك وقلت لي مره انك ما ترجع بكلامك
اغمض عينيه بغضب مُزج بعلامات التعجب : طيب خلاص
ابتسم هديل اكثر : يَعني ابشرها
جابر وهو يبتسم بتعجب : بشريها لكن بشرط !
دخلت مُسرعه ولم تنتبه لعيني سعود التي كادت ان تأكلها من النافِذه امسكت بيديي منيره وجذبتها الى المطبخ
منيره : اشفيه ؟
هديل : البشاره اول ؟
منيره بتعجب وبصبرٍ نفِذَ وانتهى: قولي ايش
: جابر وافق يسوي معاك العمليه بس اتوقع عنده شرط ان ما احد يدري
انسابت مدامِعها فَ أحتضنتها وهي تبكي : سامحيني انا ظلمتك كثير
رتبت هديل على كتفيها : مسامحتك الله يرزقك بالذريه الصالحه يارب
.....
عِندما اشارت الساعه للحاديه عشر أطفئت اضواء المنزل وخلدوا الى النوم بعد هذا الحدث اللذي كَسر في الروتين
.
بعد غد يوم مِلكة سعود على من يجهلها لازال هُناك في اعماق جوفِه قلبٌ ينبضُ بِ اسم هديل بِ ضحكاتها حركاتها وإيماءاتها لازال يتمناها ولازال يحلم ان تكون له يوما ما ولكن ليس هذا الا بالاحلام !! هو مستاء لما بعد الغد
وهيا قلبها ينبض فرحا لما بعد الغد سترى ابنها اللذي اخرجته من احشائها ولم تره منذُ زمنٍ طويل لم تنم الا وهي تتخيل اللقاء بينها وبينه وتفكر ماذا ستفعل وماذا ستقول
..
زينه وسهام يجلِسان بهدوء
زينه : قدمي على الطب اللي بالرياض
سهام : كيف اروح ادرس هناك
زينه : لو انقبلتي بنروح غصبا عن الكُل بس اهم شي الحين قدمي ع النت ولا تقولين لأحد لين يجيك قبول
سهام : يمه مي سهله الهرجه يبغالي لو طلع اسمي اروح لهم واقدم الملف مهي خذني جيتك
: نرسل الملف لخالتك في الرياض وهي توديه لا تشيلين هم والله لسوي المستحيل عشان تاخذين حقك
قبلت جبين والدتها التي تحاول جاهده احياء الحلم في داخلها شكرت ربها ان وهبها اما كَ زينه ثم ذهبت لتحلم من جديد
بالحلم القديم
..
هديل لازالت تجلس على الصوفا اليوم تشعر بِسعاده غامره تشعر انها ادخلت الفَرح على قلوبهم من اوسع الابواب
وَبَدَأتُ انسَلِخ مِنك يا شَهرَ نيسَان !!
مِن اوجَاعَك الامَك عَبراتَك وَسكَناتك ارتِجافَاتُك وَعَثراتَك
أما يَكفيك اشجيتني سَوادا عامٌ يتلوهُ العَام
اما يكفيك ان كُنتُ تَائِهه في الاعماق ..
ابحثُ عن خيطِ اتشبثُ بهِ لـِينتشل قلبي الى الآفاق
ودآعاً يا شَهر نيسان فَالتــهوي الى سراديب النسيان
..
امي ..سعيده انا هذا المساء جداً
طفلي .. فَالترقد بِسلام ..
وانت يا احجيةً ملأ الارجاء طنينها
لا تقلق!!
لايزال قلبي المُرتجف بين يديك المُنفاه ..
الى جِنانِ الخلد بِ اذنِ عزيزٍ مُتعال
..........
الليله من نصيب سمر سَتُكمل هذا المساء الفصل الاخير من خُطتها الساذَجه الغبيه ..
ارتدت اجَمل القُمصان التي يُحب ! زادت من لمعة شفتيها واستدلت شعرها اللذي يُحب
ثم اقتربت منه بدأت تُساعدهُ في اخراجِ ثيابه من الشٍماغ والحذاء
حتى بدأت تتحدث بشكُل روتيني : هديل عندها تلفونين ؟
نظر اليها نظرة غريبه : لا واحد ليش تسألين
تأتأت : لابس اليوم دَخلت عليها كان في يدها جوال ثاني وكانت واقفه جنب دولابها الملاصق للجدار ومن يوم ما شافتني ارتبكت ودخلته تحت الملابس
قطب حاجبيه : اكيد تتوهمين !
: لا والله ما اتوهم مو مصدقني روح شوفه ما يمديها شالته لان بعدها راحت جابت اغراض الحفله ..
خرج من غُرفتها وفي اعماقِه الاف الافكار هو مُكذب لها ولكن ليبعد الشيطان ويتأكد بنفسه ..
دخل بهدوء فسمع صوتها تستحم اقترب من خِزانتها بدأ يُفتش ويفتش حتى اقتطع الصمت صوتَها : ايش تسوي؟
ارتبك بعض الشي ولكن لم يُجب واصل البحث حتى اخرج الجِهاز انه هاتف نقال من الطٍراز القديم بعض الشي اخذ يفتح صندوق الوارد الرسائل المُرسله فَ صُدم وكاد ان يُلجم اللسان !!
رسائل عشيق بِعشيقته اشتياقات وغزل فكلماتُ حُب لم يسمَعها من قبل
اقترب منها وهي التي بدأت تنفضُ شعرها المبلول من منشفته بِروب يصِل الى منتصف الساق تتراوح الوانه بين درجات الاخضر احكم قبضة يديه على شَعرها ورفع رأسها له في حين انها بدأت تصرخ : اشفيك ؟
اصر على اسنانه : من وين لك هذا الجوال ؟ .. يالنذله يالحقيره تخونيني تخونيني !!!
فلتها من بين يديه .
: وهي تبتسم بتعجب : ايش تقول أي جوال واي خرابيط هذا مو حقي
صفعها على خدها اليمين فسقطت .. حاولت جاهده ابعاده فركلها منحها ظربات مُتواليه وهو يصرخ :
اسمك في الرسايل حب وغزل بينكم الجوال في دولابك ومدسوس تحت الانقاض وكنتي تبين الطلاق وانا يا غفلين لكم الله .
لم يمنحها فرصه للدفاع او حتى للحديث كانت تحاول جاهده ابعاده ولكن دون جدوى قبضة يديه قويه اكبر من ان تحاول ابعادِها
اجترها مع يديها وهو يصرخ ويشتم بصوتٍ جهورٍ عالي أضاءت الجده الانوار من الاسفل : بسم الله جابر ايش فيكم ؟
خرج الجميع من غُرفِهم سعود اللذي لازالت عيناه متسمره على هديل لأول مره يراها من دون الحجاب
القى بها في الصاله التي في الاسفل واخذ يركلها برجليه وكلمة الخاينه لا تُفارق شفتيه
اقبل الجميع حاولت هيا ومنيره ابعاده ولكن دون جدوى حتى اقترب سعود واجتذبها من يديها فَاحكم قبضة ذراعيه على كتفي جابر لـِ يوقف حركته تماما ..
كان جابر هائِج جدا وثائر جدا جدا حرارة انفاسهُ تَلفَحُ الوُجوه
سمر تقف في الاعلى وتبتسم تنبهت منيره لابتسامات الافعى سمر
هديل تذرف الدموع وتلمس الدم اللذي على اطراف شفتيها اقتربت الجده ووكزت جابر بِعصاتها : الله لا يوفقك على هذي السواة .
اعتلى صوت جابر : هذي خاينه مالها قعده في بيتي بين حريمي ..
صرخ سعود في وجهه : طيب قل لنا وش سوت ؟
جابر : لقيت عندها جوال ثاني فيه رسايل بينها وبين عشيقها وباسمها وهي مرسة له تحكيله عني هالحقيره
وهاجَ من جديد محاولاً ظربها الا ان منيره تحدثت : طيب استنى لبكره واسأل الشريحه بِأسم مين بعدين تأكد !! منحت سمر نظره حاده !!
بصقت الجده على وجه جابر وسعود لازال مُمسك بِه : الرجال اللي يعد نفسه رجال ما يستعجل
يصبر لين يتحرى الصدق التفتت بِحزم الى هديل : اللي لقاه في دولابك لك يا هديل؟
اغمضت كِلتا عينيها بِ الم : مو لي اقسم بالله العلي العظيم عمري ماشفته الا في يده
صرخت هديل بِهستيريا : انا من يوم ما خذيتني وانا ما ابغاك وافقت عليك مجبوره
الحين وبعد ما مديت يدك عليه انا اكرهك
يا تطلقني ولا لي قعده في هذا البيت يا والله لأروح الشرطه الحين واسوي لك محضر واكتبك تعهد .. ابتلعت ريقها ثم صَرخت بغضب : الدنيا مي فوضى !
ثار من جديد : تبين تروحين لعشيقك يالواطيه
اقتربت الجده امرت سعود بأن يُخرِج جابر خارج المنزل رتبت على كتف هديل : روحي نامي الحين والله والله اني لآخذ لك حقك منك ثالث مثلث
لازالت لم تستوعب بعد فكُل ما حدث قد حدث في قرابةِ العشرِ دقائِق امسكت هيا بِها : ما عليك يا هديل ربي بيظهر الحق احضرت منيره لَها كوب ماءٍ بارد
غضبت سمر انه لم يطردها من المنزل فعادت ادراجَها خالية اليدين
دخلت هديل برفقة هيا ومنيره الى غُرفتها تمددت على سريرها وهي لا تزال غير مستوعبه بعد
منيره : اكيد سمر سوتها
هيا : ما اتوقع سمر مهما بلغت فيها لانانيه ما تسوي كذا
منيره : لا تسويها مين تظرر من وجود هديل قدها ؟ جابر من بعد ما جات هديل ماعاد سار يسمع كلمتها زي اول
همست هديل بِ اختناق وحجرشه في الصوت : بعد ما ظربني ومرمط بكرامتي الارض مالي قعده معاه !
هيا : مصير الحق يبان لا تستعجلين في التفكير
ارتجفَ فكيها : اصلن انا من الاول ما كنت ابغاه . اغمضت عينيها واستلقت على جنبها الايمن خلوني ارتاح
خرجا بعد ان اقفلا عنها الضوء وتركاها في دوامةٍ من تفكير
...
لي عوده بالتعليق على الردود
مُحبتكم غَبش
|