,‘،
هادئة جدا .. الا من انعقاد حاجبيها في بعض الاحيان .. وقف يتأملها .. وكأنه يغوص في تفاصيل وجهها .. لا يذكر متى اخر مرة تجول بين عينيها وشفتيها .. كل شيء بها يذكره باهماله المفرط .. انحنى ليطبع قبلة على جبينها ويبتسم بهدوء .. كما انسحب من المكان بهدوء .. ليرمي بجسده على تلك الاريكة في تلك الصالة الصامتة .. يشعر بانهاك منذ الامس لم ينم .. فتزاحم الاشياء ينسيه الراحة .. سحب الهاتف ليتصل باحدهم .. فقط شخص واحد يستطيع ان يشعر بما يعانيه .. شخص اجتمع معه والسبب ذاك المتوفى الذي يدعى قاسم .. رن الهاتف واذا بصوته المتعب قبل اي شيء ينطق : مصبح محتايلك ..
ذاك عاد الى منزله بعد ذاك الحديث مع صاحبه الذي بعثر كيانه بخبر رجوع تلك .. ترجل من سيارته قبيل الفجر ليصدح هاتفه برقم غريب .. ويأتيه صوت ذاك المنهك حد الاعياء : جاسم .. انت وين ؟
وسرعان ما عاد ادراجه الى سيارته .. ذاك الجاسم نسخة اخرى من صديق عرفه في ميادين سباقات القدرة .. فهو يعشق الخيل كذاك القاسم .. وتطورت العلاقة بينهما الى صداقة قوية .. ولا يزال يذكر اول لقاء له بذاك الجاسم .. فالاخير لم يكن دائم التسابق في تلك الربوع .. جل وقته كان مع والده في عالم لا يرحم .. كان مختلف عن قاسم الذي كان دائم الضحك .. حتى في احلك الضروف ..
قاد سيارته وفكره يعود الى ذكرى قديمة .. اول لقاء بجاسم واخر لقاء بقاسم .. حينها تعب فرسه فتوقف في احد سباقات القدرة العالمية .. واذا بذاك يصرخ عليه : شو بلاك وقفت .. ياللا اركب ما باقي شيء ع النهاية ..
ابتسم وهو يقف بجوار فرسه المتعبة : ما اقدر اقسى عليها .. تعبت .. ياللا موفق ..
كان يلقي بكلماته وهو يتابع ذاك الذي مر من امام ناظره .. ليعقد حاجبيه حين رآه يعود ويترجل : شو بلاها .
يعشق تلك الحيوانات حتى انه يخاف عليها كثيرا .. تقدم منها يمسح على جانبي وجهها .. ويربت بخفة على جانب رقبتها .. وذاك ينظر اليه : مادري شو بلاها .. بس اخاف اخسرها .. خلها عنك وياللا كمل السباق .
-ما اكون ولد عبد العزيز واخو جاسم ان خليتك وقفيت ..
-مينون .. اقول خلها عنك .
قال تلك الجملة وهو يبعده عنها .. ويدفعه من ظهره نحو فرسه : ياللا كمل ..
ضحك لفعل مصبح .. واذا بذاك يقف ينظر اليهما : قسوم انت هني وانا عبالي وصلت النهاية ..
التقاسيم نفسها .. بعثر نظراته بينهما .. ليهمس في اذن قاسم : اخوك ؟
ليقهقه : اخوي التوأم – يوجه حديثه لذاك الممتطي صهوة جواده – كمل عني جسوم .. هيه صح اعرفك هذا صبوح اللي دوم اكلمك عنه .. فرسه تعبت وانا بيلس آآزره ..
وعلا صوته بالضحكات .. ليترجل ذاك : ما اكون جاسم اذا كملت وخليتكم ..
ذاك اليوم كانت ضحكاتهم دليل راحتهم وسعادة استوطنت نفوسهم الشابة .. واليوم هناك وجع بعد فقد .. وصل الى حيث مكان ذاك .. ليطرق الباب ويدخل حين جاءه صوته .. ليحكي له وكأنه يحدث نفسه .. فذاك فقد ابنة عمه وحبيبته في يوم زفافه .. وهو يستطيع ان يقدر مقدار الوجع الذي يشعره : يومها قتلته .. نسيت ان قلبه ضعيف .. ولا رحت اطمن عليه عقب اللي سواه ابوي فيه .. خليته ولا كانه اخوي .. ولا حسيت فيه الا وهو منتهي .. واليوم نفس الشيء يصير وياي .. بس مع حرمتي .. آآه يا مصبح .. كثر ما قويت عمري الا اني مب قوي .. للحين احس بخنجرهم فقلبي .. حرموني من اخوي .. وصرت انا الجاني والمجني عليه ..
ربت على فخذه : ان شاء الله ما فيها الا العافية .. قوم توضا وصل ركعتين .. وايلس يمها سولفلها .. عشان تحس انك وياها .. وخل عنك الركض ورى هالفلوس وورى ابوك .. اللي تسويه ما بيردلك قاسم الله يرحمه .. ولو اللي نسويه بيرد اللي ماتوا كنا ردينا واايدين ..
- لو هالكلام من انسان غيرك كنت بصدقه .. انت اللي للحين عايش معها ومب راضي تصدق انها ماتت .. تريدني انا انسى واعيش براحه وهو اللي قتل اخوي عايش ولا همه ..
ابتسم ذاك .. ليتنهد وينطق : لازم نرضا .. واذا ما تناسيتها ع الاقل ما بقدر اعيش حياتي .. ترا لو هي او قاسم عايشين ما كانوا رضوا على عذابنا لنفسنا .. قوم استهدي بالله وصل ركعتين فهالوقت .. وارتاحلك ساعتين . باين التعب ع ويهك .. وان شاء الله بتكون بخير ..
,‘،
حزن في مكان وفرح في مكان اخر .. منذ يومان ارتبط بها بعقد موثق .. هي الان زوجته .. اخيرا هناك من ستملأ حياته .. وليست اي امرأة بل تلك التي خفق لها قلبه بعد سنين عجاف .. هو لم يتحدث معها من يومها .. ولا تزال رجفة يدها وهي ممسكة بذاك القلم في مخيلته ... شعر بخوفها واقسم ان يمحو خوفها من جنس الرجال بقدر ما يستطيع .. كما مسح هو صورة المرأة الامبالية من تفكيره بعد سنوات قليلة من طلاقه لتلك التي فضلت ان تعيش حياتها بعيدا عن طفلها المريض .. تعذرت يومها بالكثير .. صارخة به : مب مستعدة اعيش عمري وياه وفالاخير يموت ..
لم يمت كما قال الاطباء .. قالوا يومها بانه لن يعيش طويلا بسبب تضرر دماغه وانقطاع الاكسجين عنه عند ميلاده .. وهو كل يوم يحمد ربه بان محمد لا زال يتنفس .. حتى وان كانت تلك التشنجات المتكررة بصورة كبيرة في الاونة الاخيرة ترعبه .. الا ان ايمانه بربه اكبر .. يدندن وهو ينهي اخر ما تبقى من اناقته .. ساعته البيضاء .. اليوم يوم سعيد فتلك التي رباها ستزف الى عريسها .. نظر الى المرآة ليرتب " غترته " البيضاء جيدا .. ليبتسم وهو يلمح الجالس على ذاك الكرسي .. استدار ليدنو منه.. يحتضن وجهه بكفيه : حمود اليوم عمتك وديمة بتخلينا ..
وقبلة اب حانية على وجنته .. لينادي على ذاك الذي بات يعاونه بالاهتمام بطفله الكبير .. ويؤكد عليه الكثير من الامور .. ليخرج من تلك الغرفة مطمأن البال .. يلتقي بها وقد ازدانت بالثوب الاماراتي اللامع .. ليقبل رأسها ويبتسم : الله الله شو هالزين .. يبالج معرس يام سعود .
نهرته ليزيد من قهقهته : سود الله ويه عدوك .. على اخر عمري اعرس .. يسدني اشوفك معرس ..
مشى معها واذا به يسألها : أكدتي على انسابنا العزومة ..
- هيه وحرمتك بتي .. ادري انك تريد تسأل عنها ومستحي ..
تنحنح وهو يساعدها لتركب السيارة .. يغلق الباب ويستدير تحت انظارها ليصعد : تبين الصدج ؟ .. اريد ايلس وياها ونسولف اعرفها وتعرفني اكثر .. بس وقت ملكتنا غلط .. مشغولين بعرس وديمه .. ولا حصل لي وقت ازورهم – التفت لوالدته – الا وديمة حد بيبها من الصالون ؟
وهي تعتدل في جلستها : لا تخاف خواتها وياها وهن بيوصلنها للقاعة .. خلنا الحين نوصل قبل المعازيم ما يوصلون ..
زفرت هي انفاسها للمرة الالف .. فهي لا تجد ما يناسبها .. فجسدها نحل تماما وتلك الاربعة فساتين التي بحوزتها اصبحت واسعة جدا .. لولا الحاح عمتها ام سعود كانت فضلت البقاء في منزلها .. نزلت حيث خالتها مريم تجلس مع والدها في تلك الصالة وحديث عن هاجر تبادر اليها .. فمريم غاضبة لان عبد الرحمن جعل القرار في يد طفلتها التي تراها لا تجيد اتخاذ القرارات .. كان من باب اولى ان يقفل الباب تماما .. حتى وان كان احمد ابن شقيقتها الا ان بعد فعلته تلك تراه لا يستحق ان يكون زوجا لابنتها .. القت التحية .. وجلست بجوار مريم لتهمس في اذنها : خالتي يعني لازم نروح ؟
لتصرخ تلك بغضب : الحين يايه تسألين هالسؤال .. هيه بنروح .. ما فينا ما نلبي دعوة ام سعود .. وبعدين شو فيج حايسه البوز من الصبح ..
عبد الرحمن : شو بلاج ع البنت كلتيها ؟
مريم وهي تقف بغضب : منكم يعني الين متى اشوف واسكت .. يعني باللا اللي يصير عايبك .. عايبك البنت تردله عقب ما حطى سيرتها ع كل اللسان .. خاف كلام الناس عليه عشان المرض ومن وين ياه ولا خاف ع بنتي وسمعتها ان ولد خالتها خلاها قبل عرسها بشهر ..
تحوقل : يا بنت الحلال من توصل بنتج يلسي وياها وفهميها اذا خايفه انها تردله .. تراني ما اريد نرجع للقطيعة .. يكفيني اللي بيني وبين اخوي .. تبيني بعد اوصلها لج ولاختج اللي مالج غيرها .. خذيها بالعقل يا مريم .. وانتي دومج عاقلة .. لو ياهم الرفض مني والا منج بيزعلون وانتي شايفه اختج شكثر فرحانه .. واللي سويته هو الحل اللي بيهدي النفوس .. مالنا كلام من بعد قرار هاجر واحمد ..
زفرت انفاسها لتنطق : بكيفكم ..
وبعدها تترك المكان .. ليقف هو ناطقا : حد بيوصلكن العرس والا بتروحن وياي ؟
بلعت ريقها : بنروح ويا عمار .. قال بيوصلنا ..
اخذ مفتاح سيارته بعد ان دس هاتفه في جيبه : عيل انا بسبقكم بوقف ويا سعود ..
" الله يحفظك " .. قالتها وبعدها اطلقت تنهيدة منهكة .. فما تزال علاقة والدها بعمها متوترة .. ليست كما في السابق .. وهاهو والدها يعيد الحديث فيها من جديد .. قامت لترى تلك المريم .. فيبدو انها ليست على ما يرام .. وقد يكون خوفها من قرار هاجر بالعودة لاحمد هو السبب .. طرقت الباب ودخلت بعد ان اذنت لها .. لتجدها تخرج لها ملابس لتستعد بعدها لذهاب الى ذاك الحفل .. دنت منها لتحتضن رأسها تقبله : يا خالتي لا تضايقين عمرج .. واللي الله كاتبه لها بتاخذه .. احمد او غيره ..
جلست على طرف السرير : سامحيني يالريم .. بس من يوم اللي صار وغسل ابوج ايده من الموضوع وانا قلبي ماكلني .. عقب باكر بترد ويا خوفي ما تتهنا مثل ما تهنيتي انتي ويا المقرود سعيد ..
ضحكت وكأن ذكر ذاك المدعو طليقها اضحى يثير في نفسها فرحا ما .. جلست بجانبها لتلف بذراعها على كتفيها : يالغالية تظنين ان الغربة ما غيرتها .. ؟ .. وهاجر غايبة شهور عنا .. ومب شهر وشهرين .. الا فوق السبع شهور .. وهذيه بترد وفيدها شهادة الماجستير .. واكيد عقلها وتفكيرها تغير – ابتسمت لتردف – الحين حد كان متوقع اني بقوم فويه سعيد وبوقف فويه ابوي وعمي ..
لتغير الموضوع نظرت الى وجه ريم لتشهق : للحين ما يهزتي .. وعمار قال الساعة 7 ونص بيشلنا .. قومي تيهزي وخليني اخلص اللي فيدي ..
بضجر وهي تمسك طرف السرير بكفيها : ما لقيت شيء يناسب .. اصلا كنت مقررة ما اروح .. يعني مب حلوة اروح بتنورة وفساتيني اوساع .. وخالتي ام سعود اليوم صدعتبي وهي تحن علي اروح ..
ضربتها بخفة على كتفها : تأدبي وانتي تتكلمين عن ام ريلج ..
رصت على شفتها لتنطق بضحكة : والله للحين مب مصدقة اني حرمته ..
وقهقهت .. لتلوح تلك برأسها .. وتحثها لتستعد : خذيلج من فساتين هاجر .. هكن فالكبت محد صكهن .. بيناسبنج .. ياللا قومي عاد عن يسويلنا عمار سالفة ..
زفرت انفاسها وقامت وهي تردد كلمات ضجر .. ويتردد اسم هاجر على لسانها .. حتى فتحت ذاك الدولاب .. هناك الكثير .. تجولت بيديها بينهن .. ليقع اختيارها على ذاك البسيط " عنابي " اللون .. تمتمت بالدعاء ليكون مناسبا على جسدها .. والا فانها ستذهب بعباءة مغلقة .
مر الوقت لتقف بعد ان انهت اخر لمسات التجميل على وجهها .. جميلة هي .. تجيد وضع تلك الالوان بمهارة عالية .. ارتدت عباءتها.. و " شيلتها " اراحتها على شعرها بلطف حتى لا يفسد ما فعلته بشعرها .. نداء خالتها يصل اليها .. لتنزل مسرعة بعد ان سحبت حقيبتها الصغيرة ذات السلسلة الذهبية .. لتقف وهي ترى طارق يرتشف له فنجان قهوة واقفا .. لتسمع خالتها : طارق بيوصلنا .. عمار طلعله شغل فهالشركة اللي ما اعرف من وين طاح عليها ..
ضحك وهو يضع الفنجان من يده : احسنله عن اليلسه فالبيت – مشى متوجها للباب – ياللا اذا جاهزات لحقني ..
في خلدها تدعو الله ان يعدي هذه الدقائق على خير .. فهي تعلم بان خالتها ستثير موضوع شهد من جديد .. وهو يتهرب من طلبها بان يرجعها .. وبالفعل هذا ما حدث بعد دقائق من انطلاقهم .. ليتحدث هو : اميه شو بلاج .. قلتلج مب وقته . يعني كل ما بتشوفيني بتزنين ع راسي بهالموضوع .. وبعدين شهد زودتها وياي واريدها تتربى .. يعني متى ما بيطيح اللي بينا بردها ولا يصير خاطرج الا طيب .. بس مب الحين .
انهى الحديث تماما .. لتستغفر مريم وتتحوقل .. وتردد بان تلك ما هي الا عين قد اصابتهم بسوء ..
دخلتا لتصدح الاغنيات من ذاك الـ " دي جي " وتمران بالسلام على تلك النسوة .. ام العريس وخالاته واخواته وايضا عمته وبعدها تاتي ام سعود وبناتها .. لترحب تلك العجوز بسخاء بزوجة ابنها .. حتى احمرت خجلا .. وسرعان ما مرت الدقائق لتلوح لها عمتها .. فتلك فضلت ان تاتي متاخرة على ان لا تاتي .. فكانت في زيارة لصديقة لها .. وها هي تاتي لتجلس بجانب ريم على تلك الطاولة التي تضم ام سعود ومريم .. ليدور حديث نسوة .. وسؤال عن بعض النسوة الغائبات .. لتتفاجأ ريم بتمتمت ميثة ببسم الله بعد ان تعثرت تلك الطفلة الصغيرة وسقطت .. وسرعان ما تركت كرسيها لتساعدها على النهوض .. وكلمات حانية منها تصل الى مسامع الاخرى .. مسكينة هي تلك الميثة .. فشوقها لبناتها لا يتركها .. ولكن عنادها وكبرياءها اكبر من ان ترضخ لتلك الطلبات .. ولعل الله يأتي بالفرج من عنده .. وما ان عادت مكانها حتى همست في اذنها مريم : مب ناوية اطيحين اللي فراسج ؟
لتغير تلك الموضوع ساءلة ام سعود : الا شخبار بو محمد ومحمد .. ؟
وكأن بذاك السؤال جرسا ليصرحون بدخوله مع اخته .. لتهرول الفتيات باحثات عن ما يسترهن .. عن عباءاتهن .. اما ريم فاكتفت بان ترتب " شيلتها " على شعرها .. وعباءتها المفتوحة لم تخلعها .. دخل مع شقيقته التي تتأبط ذراعه .. كان حضوره ذا هيبة مع تقاسيم وجهه البشوش .. لا تعلم لماذا تسمرت عيناها عليه .. وكأنها تحفظ صورته .. شعر ذقنه الممزوج بالشعر الابيض يعطيه هيبة من نوع آخر .. لم تشعر الا وعمتها تمسك بذراعها : قومي ياا بنتي وصليني اسلم ع وديمة واتصور وياها .. قومي ..
وقفت لتردد : لحظة خالتي بخلي وحدة من بناتج تساعدج .
نهرتها مريم : افاا يا ريم .. عمتج تطلبج وتردينها ..
ما بال اولئك النسوة يتامرن عليها .. حتى عمتها وقفت معهما .. الا يشعرون بانها لا ترغب ان تكون بجانبه وقريبة منه .. ابتلعت ريقها وتنهدت .. لتعتذر من ام سعود وتمشي معها .. تسندها على الدرجات الى ان اوصلتها .. وحين ارادت العودة اذا بها تسمعها : لا تروحين فديتج بنزل وياج ..
وقفت بالقرب منهم وهي تشعر بنظراته عليها .. ليتحرك من مكانه وتشعر هي بنبضات قلبها المتسارعة .. وقف بجانبها ليسألها : شحالج ؟
" بخير " قالتها وسكتت .. وهو قدر توترها ففضل الصمت .. حتى تنتهي والدته من الحديث مع تلك العروس الجميلة .. تقرأ عليها وتوصيها .. ليبتسم وتلمح هي ابتسامته .. وما ان التفت حتى التفتت .. يعلم بان قربها منه يعني براكين ستتأجج في روحه .. لا يعلم كيف ومتى عشقها .. حتى استوطنت قلبه ليقرع طبول فرح بقربها .. ستكون معه بعد اسبوع فقط .. هذا ما تم الاتفاق عليه .. فاخته تلك العروس ستسافر مع زوجها قريبا .. وقد يطول سفرها بحكم دراسة بعلها .. بالرغم من اعتراضاتها الا ان الاتفاق تم .. وحفلة صغيرة تفي بالغرض ..
حديث قاسي يدور بين شقيقته وتلك المرأة التي بجانبها .. لتردد تلك المرأة : يعني شو فيها بنت اخوي .. ما قلتلكم البنت زينه وما يعيبها شيء .. ليش كنسلتوا الروحه وطلبها لاخوج ..
لترد تلك : نصيب .. كل شيء قسمه ونصيب ..
- ونصيبه ويا بنت الهندية .. ما لقيتوا غيرها .. وباكر اذا يوكم خوالها واحشروكم شو بتستفيدون ليش ما تاخذون بنت الحسب والنسب ..
قسوة مجتمع لا تزال تلاحقها .. لتطأطأ رأسها وغصة تتهادى في صدرها .. لم تشعر الا بيد تشد على يدها .. وهمسة منه : رفعي راسج يا ريم ..
رفعته له لتبان عيناها المغرورقتان بالدموع .. ليزيد هو من قبضته على كفها : دموعج غاليه فلا تنزلينها .
وكيف لا تنزلها .. وهي ستبكي فرحا لكلام اول مرة تسمعه .. لكلام جديد تسرب اليها من ذاك الرجل الذي كان غريبا .. وبات زوجا .. وسيصبح كنفا لها .. كيف لا تبكي وهي ترى بادرة اخرى من خصاله الحسنة ..
,‘،
يـتــبــع |~