كاتب الموضوع :
♫ معزوفة حنين ♫
المنتدى :
القصص المكتمله
في دبي وبالتحديد في شركة ابو فيصل سالم الـ.... كان هناك اجتماع مصغر بينه وبين سيف زوج ابنته وطلال الذي يكون الاخ الاصغر لسيف ..
ابو فيصل : سيف اقدر اعتمد عليك فهالشيء .. دايم ثقتي فيك ما تخيب
سيف : لا تحاتي يا بو فيصل ... ان شاء الله اللي تريده بيصير .. وطلال بيعرف يلعبها عليه صح
طلال : ان شاء الله .. لا تحاتون .. بطيحه يعني بطيحه
سيف : حاسب ع كلامك طلال
ابو فيصل : هههههههههههههه خله خله .. هذا اسلوب شباب هالايام .. بس ما اريده يعرف ان طلال ويانا .. لو عرف كل شيء بيدمر
سيف : لا تحاتي .. ان شاء الله خطتنا بتمشي ع خير ما يرام .. وطلال قدها وقدود ..
,‘،
جالس وبيده رواية لاغاثا كريستي .. ويرتدي جينز ازرق ممزق من عند الركب واعلى قليلا .. مع بلوزة عليها صورة المصارع جون سينا . . وعضلاته واضحة .. اقتربت منه وغطت على عينيه .. تضايق لان هذه الحركة لا يحبها .
فيصل : جوجو ..
لا اجابه وصلته .. تابع التخمين : رنيم .. اقول بلا مصاخة وشلي ايديج عن عيوني .. والا ترا ما بتشوفين خير ..
,‘،
لا تزال منكبة على مقود سيارتها وناصر يحاول معها فاذا بصوت عمار : ناصر
التفت له وابتسم : هلا عمار .. زين انك وصلت .. عشان توصلها للبيت ..
عمار وهو ينظر لاخته : شو صار ؟
ناصر : عطت احمد كم كلمة والحين هذا حالها ..
انحنى محاولا ان يبعدها عن المقود .. لحظات واذا بها تخبأ وجهها بصدره ليحتضنها ويساعدها للخروج من السيارة .. التفت لناصر : باجر بيي اخذ سيارتها ..
وتابع طريقه نحو سيارته وهي لا تزال تخبأ نفسها به .. كانت تبحث عن الامان .. او عن احساس ضاع منها .. ركبت السيارة وطأطأت رأسها .. وعمار لم ينطق بأي كلمة ..
,‘،
كانت غاية بالجمال .. مع فستانها المليء بالكريستال من اعلى الخصر .. والذي يطوق عنقها بخيط رفيع تتدلى من اخره كرستالتان بشكل دمعة .. لتعانقا ظهرها بلطف .. اما من الاسفل فكان الفستان واسعا اعطاها اناقة وجمالا خياليا مع تسريحتها المزينة بمشبك رائع .. كانت ملكة جمال كما قالت ريم .. وتفاجأ احمد حين راها .. فاقت وصف والدته ووصف اخواته .. فاقت توقعاته بكثير .. راها من قبل ولكن كانت نظره سريعة .. اما اليوم فهي تجلس امامه .. لتشبع عيناه من النظر الى ذاك الجمال وتلك العيون الواسعة السوداء .. وتلك الرموش الواضحة رغم وجود الرموش الاصطناعية .. خجلة هي .. لمساته تربكها وتوترها ..
,‘،
بعد ذاك الصمت قالت : ليش خلاني ؟
,‘،
جالس وبيده رواية لاغاثا كريستي .. ويرتدي جينز ازرق ممزق من عند الركب واعلى قليلا .. مع بلوزة عليها صورة المصارع جون سينا . . وعضلاته واضحة .. اقتربت منه وغطت على عينيه .. تضايق لان هذه الحركة لا يحبها .
فيصل : جوجو ..
لا اجابه وصلته .. تابع التخمين : رنيم .. اقول بلا مصاخة وشلي ايديج عن عيوني .. والا ترا ما بتشوفين خير ..
بدلع مصطنع : . O my God ... Why are you hard. ( يا اللهي .. لماذا انت قاسي )
دارت وجلست على الكرسي بجانبه الايسر متصنعة الحزن : you scared me ( اخفتني )
فيصل : ميعاد .. اللي تسوينه غلط .. وبعدين لا تيلسين ترمسيني انجليزي .. وكان ما في حد غيرج سافر ودرس برع
ميعاد : انت شو فيك علي .. I love u
ترك الكتاب من يده : ميعاد انتي مثلج مثل وحده من خواتي .. وانج اتين تلمسيني بهالشكل فهذا لا من دينا ولا من عادااتنا .. وانا ما اريد اتحمل ذنبج .. ذنوبي تكفيني ..
ميعاد ولا زالت تتصنع الدلع : انت ليش جذي .. اصلا بتصير زوجي .. يعني عاادي ..
فيصل : استغفر الله العظيم .. انتي ما تفهمين .. والا يالسه تستغبين علي .. تراني مب فاضيلج اوكي ..
قام وامسكته .. فسحب يده بقوة : قلتلج اللي تسوينه حرام .. اوكي .. وخواتي داخل اذا تبين تيلسين واذا لا فطريج البوابة تعرفينه .
تركها وهي في قمة غيضها منه : ok my love
بعدها ابتسمت ابتسامة فيها الكثير من الغموض .. تعلمت الكثير في الخارج اثناء دراستها حتى انسلخت من تقاليد اهلها وتعاليمهم .. وشعارها في حياتها ( انا حرة وليس لاي شخص دخل في ) .. فيصل وبالرغم من دراسته في الخارج الا انه يحمل مبدأ في حياته يمشي عليه ( أنا مسلم قبل ان اكون اي شيء آخر ) مع ان الكثير من تصرفاته بعيدة عن هذا المبدأ .. ومع هذا فهو احيانا يبرر لنفسه اغلاطه الفردية قائلا : انا من سيحمل ذنوبي لا غيري .
,‘،
كل ما كان لا يفارقها لحظة .. وسؤالها ذاك حتى هذه الساعة لا تجد له اي جواب ( ليش خلاني ؟ ) اعتادت كل صباح ان تقوم على رسالة نصية منه .. بعد تلك الليلة التي كانت بمثابة الحلم الجميل في نظره .. ارسل لها اولى رسائله .. قامت بكسل تبحث عن مصدر الصوت .. هي لا تملك هاتف .. فمن اين جاءت تلك الرنة .. انتبهت لعلبة جميلة موضوعة على الكوميدينة بجانب سريرها .. وتذكرت ما حدث البارحة قبل أن يغادر .. اعطاها العلبة وطبع قبلة على وجنتها .. لتذوب في فستانها .. بعدها ومن شدة تعبها نامت دون ان تفتحها .. هرعت اليها تفتحها .. اذا بهاتف نقال انيق .. تأملته ومن ثم فتحت الرسالة : صباح الخير يا ملكتي الجميلة
احساس غريب طرق باب قلبها .. احساس مختلف زادت معه نبضاتها .. فادركت انها بداية لحب غريب من نوعه .. وهي في هيامها بتلك الرسالة لاحظت كرت صغير بالعلبة .. فتحته : هذي اول هدية مني لج .. سجلت رقمي فيه وما حطيت اسم .. وانتي لج كل الحرية فختيار الاسم .
اخذت الكرت والموبايل ووضعتهما على السرير .. وحملت منشفتها ودخلت دورة المياه ( اكرمكم الله ) وما ان خرجت حتى التقطت الهاتف وضغطت على ازراره وكتبت : نبض قلبي
الهاتف الاول .. الهدية الاولى .. والرسالة الاولى كلها اصبحت ماضي يثير الدموع ويخنقها .. لا تعلم لهن مكان .. او هي لا تريد ان تتذكر مكانهن .. لا تزال نائمة بعد ان عادت مع عمار في الليلة الماضية او لنقل في الساعات الاولى من هذا اليوم استقبلتها والدتها بالاحضان وبدموع أم كانت تحلم بالفستان الابيض لابنتها .. ودموع اخرى فالخفاء على انقطاع الوصل بينها وبين اختها .. اخذتها لغرفتها وجلست بجانبها حتى غطت في النوم .. وبعدها خرجت تبث المها وحزنها لشريك عمرها ابو عمار ..
,‘،
الساعة تقارب الثالثة عصرا وصلت ريم الى منزل عائلة زوجها والذي يكون لها ابن عمها .. كانت خطوط التعب ظاهرة بوضوح على محياها .. دخلت وهي تحمل حقيبة يدها بدون اي مبلاة .. وبدون اي اكثراث رمتها على الاريكة وجلست واخذتها الافكار بعيدا .. كانت جالسة وقد عقدت كفيها واسندت عليهما ذقنها .. فاذا بيد على كتفها : شحالج يا بنتي ؟
رفعت رأسها ونهضت لتقبل ام زوجها على رأسها : بخير .. انتي شحالج عمتي ؟
مشت وعكازتها تسبقها وجلست على نفس الاريكة : شخبار اختج الحين ؟ ان شاء الله بخير
وهي تتنهد : الله يكون فعونها .. مادري عن حالها .. لاني حسيت اني تاخرت ع بيتي وريلي .. فييت وهي راقده
ام سعيد : ان شاء الله بتكون بخير .. بس اللي سواه ولد خالتها شيء ما ينسكت عنه .. ع الاقل لو يعطينا اسبابه .
دخل سعيد والقى التحية .. قبل رأس والدته وصعد الى جناحه دون ان يعبر ريم بكلمة واحدة .. الشيء الذي اثار التساؤلات في نفس والدته .. التي ما لبثت طرحتها على ريم : شو فيه ريلج ؟ متزاعلين ؟
ريم بشيء من التردد : لا ابد يا عمتي .. وان شاء الله ما يكون بينا زعل .. اكييد عتبان علي لاني تاخرت
ابتسمت لعمتها وبعدها استأذنت لتراه .. صعدت وهي تحسب الخطوات .. ثقيلت كانت بعكس دقات قلبها التي تضاعفت اضعافا كلما اقتربت من جناحها .. دخلت ونشرت نظراتها في ارجاء الصالة الصغيرة .. لم يكن هناك .. فعلمت اين هو .. توجهت الى غرفة النوم .. ما ان دخلت حتى قال : تو الناس يا مدام ..
بلعت ريقها ومشت خطوتان وهي تخلع عباءتها .. وضعتها على السرير وقالت : هاجر تعبانه .. ولازم اكون معهم فهالظرف اللي يمرون فيه
سعيد : يا عيني .. تراها مب اول ولا اخر وحده تطلق .. شو هالدلع هذا
ريم : هاجر حساسة وما تتحمل
بنظرات قاسية وهو يرفع حاجبه الايمن : وانتي صايرة الطبيب المداوي لحضرتها .. نسيتي شو كانت تسوي فيج .. والا اذكرج
ريم : ماضي وراح .. وكل انسان يتغير
وقف واقترب منها حتى صارت انفاسه المليئة برائحة الدخان تلفح وجهها : الا انتي يا ريم ..
اغمضت عينيها واشاحت بوجهها قليلا عن وجهه .. وتابع : دايم اسمع .. اذا تريد الولد دورله خال ويد ( جد )
ابتعد عنها وفجأة قرب فاه من اذنها اليمنى : وانا ما حصلت لا خال ولا يد ..
ظلت متسمرة في مكانها وهو بدون اي احساس جلس ومد قدميه على الطاولة الزجاجية الصغيرة واخذ يشاهد التلفاز غير آبه بتلك المرأة التي اخذت تتجرع مرارة العيش معه بصمت قاتل .. وباتت ممثلة ممتازة .. تجيد لعب دور الزوجة السعيدة ..
,‘،
في نفس الوقت الذي كانت تعاني فيه ريم من قسوة سعيد وتبلد مشاعره ، كانت ام هاجر تعاني بسبب كل ما مرت به . وابو هاجر لا يكل من الاتصال بها ليطمئن على ابنته .. وهي لا تكل من التفكير في مصير هاجر ومصير عائلتين ارتبطتا وفجأة تدمر كل شيء .. وهي جالسة وسارحة بخيالها بعيدا ... اذا بيد على رأسها وقبلة حارة : شو فيج يا اميه ؟ هونيها وتهون
جلس بجانبها على الارض ، وردت عليه : خايفه على هاجر يا عمار .. بنتي من يوم صغيرة وهي مدللة وحساسة .. خايفة ما تقدر تتجاوز اللي صار لها .
مسك كف والدته الايسر وطبع عليه قبلة : هاجر قوية .. انتي ادعيلها .. وكلنا بنوقف وياها .. انتي والوالد وريم وطارق وانا .. ما بنخليها ابد .. وبنحاول ننسيها احمد وطوايفه
ام عمار : الله يعينا ع الياي .. ان شاء الله اخوك طارق ما عرف بشيء
عمار : مصيره بيعرف .. منا او من غيرنا
بخوف : ليكون خبرته .. يا ويلك يا عمار لو قلتله كلمه وحده
عمار : لا ما خبرته .. بس حتى ولو انا ما خبرته ولا الوالد خبره .. اكييد الا بيعرف .. انزين اميه .. هاجر بعدها راقدة
ام عمار : هيه .. ومن امس مب ماكله شيء .. دخلت عليها الحجرة عند صلاة الظهر ولقيتها راقده .. وما بغيت اوعيها .. ع الاقل الرقاد بيبعدها عن اللي صاير ..
عمار : بروح اشوفها .. يمكن وعت ..
وقبل ان ينهض اذا بصوتها : انا هني .. وميته من اليوع ..
قبلت رأس والدتها واحتضنتها بقوة : امي الغالية شو مسويتلنا غدا اليوم .. بس يا رب يكون شيء احبه لاني من امس مب ماكله شيء ..
ارتسمت علامات الاستغراب على وجه عمار ووالدته .. فقال : هاجر انتي بخير ..
نظرت اليه وابتسمت : بخير بخير .. لا تحاتون .. ترا اللي صار عاادي ..
بعدها نظرت لامها : اميييييييييييييي شو ما بتغديني اليوم ..
ام عمار : من عيوني الثنتين الحين بحطلج الغدا .. وبلقمج بيدي بعد ..
عمار : يا عيني يا عيني .. يبالنا نتدلع شوي ..
,‘،
نحن البشر غريبون غريبون .. نتكاثر دون ارادة منا .. ونعيش الحياة دون ان نخطط لها .. نحن كباقي الحيوانات على هذه الارض .. خلقت لهدف .. حتى الضار منها له هدف .. ولكن ما هو هدفك ؟ وما هو هدفي ؟
نعيش الحياة بيومها وبامسها وبغدها .. ولا نرى الا ما تراه اعيننا .. نحن البشر خلقنا لنسود .. ولكن عن اي سيادة اتحدث !
سيادة المال والجاه .. ام سيادة النقاء .. ام هي سيادة القذارة القابعة في نفوس البشر ..
روضة : فديته وفديت كلامه اللي يهبل .
كانت تقرأ مقال في جريدة الاتحاد .. المقال اسبوعي ينزل تحت زاوية : هواجس مغترب .. احتظنت الجريدة واغمضت عينيها .. تحاول ان تتخيل كاتب المقالات كعادتها .. دخلت عليها سارة وسحبت الجريدة من بين يديها : انتي بعدج ويا هذا اللي ما يتسمى .. يعني عايبج كلامه .. والله انه يلوع بالجبد ..
روضة : لان ما عندج حس مرهف مثلي
سارة : خوزوا ( ابتعدوا ) عنها ام حس مرهف . مالت عليج وعليه .. لا وبعد كاتب بقلم : مغترب بلا وطن .. لو هو شيء ما حطى نك مستعار .. والا يمكن هذا اللي متيمه فيه من شهور يكون بنت ..
قفزت روضة وهي تصرخ : لا ان شاء الله .. فال الله ولا فالج .. ان شاء الله يكون شاب وسيم وغني وعنده فلوس لا تعد ولا تحصى ..
ضربت كفيها ببعضهما ثم وجهتهما الى وجه روضة : مالت عليج .. وعليه وعلى مقالاته اللي مثل ويهه ..
روضة : خلينا منه .. ما شيء يديد ..
زفرت : لا .. احمد ما يبي يقول اي شيء .. وابوي من ذاك اليوم يحاول يريد يعرف اسبابه بس ما في فايدة ..
روضة : مسكينة هاجر .. حبته .. ما اعرف كيف بقابلها فالجامعة .. يا حظج يا سارة ..
سارة : ليش ؟
روضة : بعدج فالمدرسة .. مب مثلي بتقابل وياها .. والله ما اعرف كيف بقدر .
سارة : شو يا حظي .. ترا هي هذي السنة وبكون وياكن السنة الياية ان شاء الله
جلست على سريرها وبحزن قالت : بس بيكون مر وقت ساعتها .. الله يكون فعونج يا هاجر ..
,‘،
حيا الله من زارنا .. جملة اطلقها ابو فيصل عندما دخل عليه فيصل المكتب في الشركة .. ليس معتاد على هذا الشيء .. واستبشر خير حين رآه
فيصل : الله محييك يا اغلى ابو فالدنيا .. وهذي محبه على هالخشم الطيب
جلس قبالة والده : شو الشغل وياك يالغالي .. ان شاء الله سيف مريحنك فيه
سالم : اريدك انت تريحني يا فيصل .. لو تحبني مثل ما تقول ما تخليني بروحي مجابل اموالنا ..
فيصل : والله اني احبك .. وفوق ما تصور يا بو فيصل .. بس
سالم : بس شو .. انت ليش درست تجارة .. وليش اخذت الدكتوراة ؟ عشان تعلقهن فالبيت زينه .
طأطأ رأسه وتابع والده حديثه وهو يغير مكانه ليجلس امام ابنه : فيصل .. انت ذكي من يوم ما كنت صغير .. ولا عمري غصبتك على شيء .. كل اللي تريد تسويه اقولك سوه .. وجرب وتعلم من تجاربك .. ما جبرتك تدرس تجارة .. ولا بجبرك تمسك الشغل وياي .. بس يا ولدي العمر يركض .. وانا اذا اليوم بينكم باجر تحت التراب
رفع رأسه : الله يعطيك طولة العمر يا بو فيصل .. لا تقول هالكلام
بو فيصل : بقوله يا فيصل .. بقوله .. ولازم انت بعد تقوله لنفسك .. اريدك تتعلم الشغل .. تعرف مداخله ومخارجه .. وتعرف الناس اللي وياك زين .. في ثعالب .. وفي افاعي سامه .. وفي ناس تنحط فالعين .. ما اريدك فجأة تحصل نفسك بينهم بدون محد يرشدك ويساعدك .. وتضيع ..
,‘،
العنود اصغر ابناء ابو احمد .. اخر العنقود كما يقولون .. عمرها لا يتجاوز الخامسة عشر .. فيها برائة لا توصف .. من يجلس معها ويستمع لحواراتها يظن انها طفلة لم تتعدى التاسعة .. جميلة مع وجهها الدائري وشعرها الكيرلي وخصلاته الناعمه .... كانت تتمنى دائما ان يكون كشعر اختها سارة او كشعر هاجر .. ناعم وانسيابي .. بعد ان خرج ابو احمد من المجلس الصغير .. وبعد حديث عقيم مع ابنه الذي ما أن عاد من سفره وهو منطوي على نفسه .. بسبب ذاك القرار الذي اتخذه بالرغم من رفض الكثيرين له .. دخلت المجلس وهي ترتدي بلوزة حمراء سادة بدون اكمام مع بنطلون جينز اسود ضيق.. رمت نفسها بقوة على الكنبة بجانب احمد : حموود تراك من يوم ما ييت ولا وديتني مكان .
احمد صامت .. لا يزال كلام والده يرن في رأسه
ابو احمد : انغشيت فيك يا ولدي العود .. يا عضيدي .. ياللي كسرني قدام بو عمار .. صرت ما اقدر اطالع فعيونه .. حتى المسيد اللي يصلي فيه اليمعه ما صرت اروحله .. باي ويه تبانا نقابلهم عقب سواتك .. جذي بدون اي شيء تطلقها واطرش لهم الورقة ع البيت ..
لوح برأسه : ما هقيتها منك .. يا خسارة يا احمد ..
اخذت تفاحة وقضمتها وبعدها قربتها من وجه احمد : كل .. انت ما صرت تاكل ويانا مثل قبل .. بعدين حموود انت ليش خليت هاجر وانتوا تحبون بعض
ضرب يدها بقوة حتى سقطت التفاحة منها وهو يصرخ : مالكم خص فشيء .. ما اريد اسمع اي شيء .
وقف في وسط خوف العنود التي تجمع الدمع في مقلتيها .. ويدها اليسرى تمسك رسغ يدها اليمنى بألم .. قال :خبريهم اني باجر بسافر وبرجع وين كنت .. انزين ..
|