,‘،
الجمال ما هو الا قناع قد يعكس ارواحنا وقد يرسم للغير ما ليس بنا .. هي تبحث عن الجمال .. او لنقل انها تخاف ان يهترأ جسدها بسبب رضاعة طبيعية شرعها الله حقا لمولود للحياة جديد .. ينام في حجرها وتلك الرضاعة الاصطناعية في فمه .. فهي لم تقربه من صدرها يوما خوفا من ترهلات مباغته .. ضربت بجميع فوائد تلك العملية عرض الحائط فقط لتكون هي كما تحب .. تنهدت بحنق لفعل ابنتها الذي لا يروق لها : يا رشا يا حبيبتي رضعيه من صدرج .. احسنلج واحسنله .. الله ما خلق الحليب فصدر الام عشان ترضع عيالها بمرضعه .
تنهيدة اخرى ولكنها من رشا .. ودون ان تبعد نظرها عن وجه سالم الذي تمسك بكفه الصغيرة : احسن جي يا ماما .. بعدين ما اريد جسمي يتغير .
طوحت برأسها .. وساقها رجعت لتعانق الاخرى .. وتنشغل بتلك المجلة في يدها : والله ما رايح فيها الا ولدج .
" بسم الله عليه " نطقتها وهي تقبل جبينه وتبتسم له .. رفعت رأسها كما رفعت ميرة نظرها لتلك التي استندت على جانب الباب متفوهة : الين متى بتبقين هني .. روحي لحبيب قلبج
زجرتها والدتها بغضب .. اما الاخرى فردت ببرود لا يعكس ما في داخلها : انتي من يوم ييت وانتي تنغزيني بالكلام .. يالسه ع راسج وانا ما ادري .
-لا وانتي الصادقة .. ماكله فلوسنا انتي وريلج الحرامي .
" رنيم " نطقتها بشدة وهي ترمي المجلة من يدها وتتقدم نحوها : شو هالرمسه اللي اسمعها .
رفعته بحنان من حجرها .. لتضعه على السرير وتنزل من عليه : هذا كلامها من يوم ما ييت عندكم .. ومب اول مرة تقوله .. بس بكيفي اسكت عنها .
-اكيد بتسكتين لان ما عندج شيء تردين فيه ..
اسمها يُكرر على لسان آخر .. ارتجفت معه اوصالها .. فتنحت عن الباب لتقف على بعد خطوات .. وهو يقف لبرهة عند عتبة الباب ثم يحث الخطى يقبل رأس والدته .. ويطبع قبلة على وجنة رشا مبتعدا بعدها ليستلقي نصف استلقاءة على جانبه الايمن .. ناظرا لذاك الصغير الملفوف بتلك القطعة البيضاء .. دون ان يلتفت تكلم مخاطبا تلك التي تملكها الخوف منه : شو فراسج يا رنيم .. طايحه فاختج مناقر من يوم ما يت عندنا .
انسحبت رشا من المكان وكأن بها لا تريد سببا آخر لتستمع لذاك الحديث العقيم .. فهي تثق ثقة تامة بسيف ولن تصدق فيه يوما .. ولكن كثرة تلك الاحاديث في ذاك الموضوع تثير عاصفة من الافكار كلما خلت مع نفسها .. اما ميرة ففضلت الصمت حتى يتبين لها نهاية ذاك الحديث مع تلك مثيرة المشاكل .
بقوة مغايرة عن ذاك الخوف الذي سكن روحها بسبب ذاك الشقيق الذي تبدل كثيرا : انت لا تكلمني ..
اصبعة الغليظ بين تلك الاصابع الرقيقة .. وابتسامة شقت طريقها على وجهه : افاااااا .. ليش عاد ..
نظرت لوالدتها التي عادت لتجلس مكانها الذي كان .. لماذا يتركونها في مواجهته .. فهي لا تقوى على ضربة منه .. ارتجفت وبتلعثم اجابت : جواهر كل اللي تبيه تنفذه .. وانا يوم طلبتك رفضت .
اعتدل في جلسته ليرمقها بنظرة جعلتها تبتعد لتقف بجوار الباب .. حتى وان ثار يكون الهرب يسيرا .. وقف لتزداد دقات ذاك الذي سكن صدرها .. غريب هو .. لم يعد كما كان حتى ثورته وغضبه يسيطر عليها دون ان يدركها الاخرون .. بلعت ريقها وهي تخفض نظرها .. ترى اقدامه تبتعد ليجلس بجوار والدته على الاريكة : وشو الطلب اللي رفضته .
" السفر " .. ليلتفت هو لوالدته التي نطقت اخيرا : انتي ما بتفهمين ابد .. اخوج قال كلمته وخلاص .
نبرته الحادة جعلت من والدته ان تجلس باعتدال .. فالخوف كل الخوف من براكين غضبه : تسافرين بروحج مع هالخمه اللي تسميهم ربعج .. هذيلا لو ربع ما تخلوا عنج اول ما طحنا .. والحين يوم عرفن ان كل شيء رجع رجعنلج .. وانتي صايرة مخفه لهن .. شو هالغباء اللي فيج .
-بس انا مليت من البيت .. وهن بيسافرن واريد اروح وياهن .
-ما عندنا بنات يسافرن بروحهن .. اذا تبين تسافرين كلمي امي وقررن وانا جاهز باللي تطلبنه .. بس سفر بروحج وييا هالبنات لا .
احتقنت غضبا لتثير غضبه : عيل جود راحت بروحها ما قلت شيء .. والا الحب لناس دون ناس ..
صرخ باسمها حتى تزلزل المكان : ترا للحين ما نسيت سواتج فيها .. وقفلي الموضوع دام النفس عليج طيبة ..
ضربت برجلها الارض مرددة : أووه ..
وتتابعت الكلمات الثائرة بينها وبين نفسها وهي تترك الغرفة .. وهو لا يزال نظره على مكانها .. لم يوقظه الا كف والدته الذي عانق كتفه ليلتفت لها مبتسما .. وتبتسم هي لابتسامته : ادري انك ندمان ع اللي صار .. بس هذي جود حطت شيء فراسها ومب قادرة اشله .. كل ما تتصل ارمسها عنك .. بس ما ..
قاطعها : غلطت فحقها .. وصدها عني متقبلنه – جلس ليردف وهو يمسك كف والدته لتجلس بجانبه – الا شو اخبارها .
حاجبها يرتفع استنكارا : والحراسة اللي تلاحقها اربع وعشرين ساعة ما علمتك عن اخبارها .
قهقه .. وكم تلك الضحكة اثارت في نفسها ذكريات وذكريات .. فهو بدا يشبه والده كثيرا .. في هدوءه .. وغضبه .. حتى ضحكته .. قام واقفا : ما شاء الله عليها فطينه .. بس ترا من امس وقفت المراقبة .. عقب ما تطمنت عليها – التفت لوالدته التي لا تزال جالسة – اللي مستغربنه دراستها للطب .. كنت اتصور بتدرس شيء له علاقة بشغلنا .
تنهدت لتجيبه : وانا مثلك .. فاجأتني باختيارها .. وما اعرف بشو تفكر ..
استأذن تاركا المكان .. فلديه عمل عليه ان ينهيه .. قاد سيارته وافكاره تعود به الى ذاك اليوم .. وأمر دفن بين جود وجاسم .. يتمنى ان يعلمه .. فذاك سر احال عقله الى عمل دائم .. ترجل من سيارته وبخطواته الواثقة .. ورياح مسائية تداعب ملابسه .. تتتابع الخطى الى ذاك المكتب ليلج دون ان يطرق الباب .. وذاك يقف بغيض : شو قلة هالاحترام ؟
جلس مقابله غير آبه بذاك الواقف والغضب يقدح منه .. ليثني ساقه على الساق الاخرى .. وينزل نظارته على الطاولة : الشركة شركتي يا عبد العزيز .. والا ناسي .
تحرك الكرسي لجلوسه العنيف .. ليبعد اطراف " غترته " البيضاء مطرزة الجوانب للخلف : وانا شريك لك والا ناسي .
-من سمحلك تعين طلال فالشركة .
رفع حاجبه وابتسامة خبيثة علت محياه : نسيبك .. وخفت تزعل اذا ما وظفته .. وانت لاهي فدبي .
جذعه ينحني .. وذراعه ترقد على الطاولة بقبضة مشدودة : انا ما عندي هذا اخو وهذا نسيب .. الشغل شغل ما فيه مصالح .. واذا كنت بتوظفه ما لقيت الا قسم المالية ..
مسح على ذقنه : والله شهادته اللي اهلته والمالية محتايين موظفين ثقة .
اهتز كوب الماء جراء ضربة من قبضته على ظهر الطاولة وهو يقف : نقله من المكان .. حطه في اي قسم عاادي .. وهذا كلامي والا بيكون في تصرف ثاني وياك يا عبد العزيز ..
لا ينقصه الا ذاك الشاب الذي لا يهتم الا لنفسه ليكون معه في العمل .. ترك المكتب ليقف الاخر تاركا المكان متوجها الى منزله .. فعليه ان يغير ملابسه ويحث الخطى لرؤية ذاك القابع في المستشفى .. فهناك احرف يجب ان تضع النقاط عليها كما يردد في نفسه .. دلف الى جناحه لتقف تلك بتعب واضح بسبب الثقل الذي تحمله .. تسأله أن كان يرغب في الغداء .. مع ان الساعة عصرا .. اجابها باقتضاب بان لا رغبة له .. ليترك المكان ويستتر خلف جدران دورة المياه ( اكرمكم الله ) .. لتمر الدقائق ويخرج بعدها يرتب هندامه امام تلك المرآة : البيت خلى علينا .. البنات قبل تارسات المكان ..
التفت لها لبرهة ليعود ويغدق نفسه بالعطر : يبيلنا ولي العهد بسرعه عشان يملا علينا المكان .
ابتسمت لتجلس بتعب : بعدني فالسادس .. والا تباه ايي قبل اوانه .. وبعدين حق منو هالكشخه كلها .
" بعرس " قالها ليقهقه وهي تتشجنج ملامح وجهها .. اقترب منها : نمزح يا بنت الحلال .. شبلاج قلبتي خلقتج .
-تسويها يا عبد العزيز .. مب اول مرة تعرس ع حرمتك .
-سمعي انا ما عندي وقت لهالسوالف .. بروح اشوف المصخرة اللي مستويه فالمستشفى .. الحرمة مطلقة وهي كل يوم والثاني رايحتله .. وبعد ما تفتهم انه ما يريد يشوفها ..
نطقتها بتوتر لم يتضح لعبد العزيز : حرمة جسوم .. اللي يابها عرس بنتي .. انتي بروحج مخبرتني عنها ذاك اليوم .
" اها" قالتها لتتبعها : وانت شو عرفك انه مطلقنها ؟
-اقول مب فاضي لسوالف الحريم .. انا رايح اشوف حل وياها .. وانتي لا اتعبين عمرج ..
,‘،
خائفا على وريثه كما اعتاد ان يُسمعها .. وهي خائفة من تمنع ذاك الجاسم من لقاءها .. تذهب لزيارته وتعود بخفي حنين .. ايام منذ ان افاق وهي على هذا المنوال .. تقف في المطبخ تقطع البصل لتعد مرقة دجاج للغداء .. لتختلط دموع حرقته مع دموع روحها الملتاعة .. تشعر بضياع غريب .. الا يكفيها ان ذاكرتها القريبة تتلاشى شيئا فشيئا .. الا يكفيها ان قلبها رغم كل شيء ينبض بحبه .. وهو بكل بساطة منه يرفض ان يقابلها .. لو يعلم كم ليلة باتت ودموعها تُسكب على وجنتيها .. وكم من آه نطقتها في ظلمة الليل لاجله .. لو يعلم كل هذا الن يرأف قلبه لها .. ويتيح لعينيها ان تنظران اليه فيرتويان .. رنين هاتفها جعلها تغسل كفاها وتمسحهما .. وبكمها تمسح دموعها .. تهللت اساريرها وهي تستمع لطرف الآخر : صدج .. يريد يشوفني .. .. استاذ سلطان انت متأكد ان هو اللي طلب هالشيء ... يعني ما بيردني اذا وصلت ..
ابتسم وهو ينظر لجاسم الذي اسند ظهره على جزء السرير المرتفع : هيه هو اللي طلبج اتين .. يترياج الليلة .. لا تتاخرين ..
اغلق المكالمة ليربض على الاريكة الجلدية : ما بغيت تحن .. حرام عليك من يوم ما طحت وهي كل يوم هني .. والا كنت خايف عليها تشوفك تعبان .
الابتسامة ترتسم على محياه .. ونظرة عينه تحكي امورا لا يعلمها الا هو .. بعثر كلماته بحذر : شو صار وياك .
- في اي موضوع .. الاول او الثاني او الثالث ..
قام ليرفع ذاك الكرسي ويقربه من السرير .. ليجلس وهو يردف : الاول للحين ما وصلنا شيء .. ولا تنسى ان الموضوع بينك وبين الطرف الثاني .. يعني اذا كان بيوصل اي شيء فبيوصلك انت .. اما الثاني فتم .. وصاحبنا نفذ اللي طلبناه عقب ما حس ان السالفة فيها خسارة .. وتعامل مع ولده مثل ما طلبت انت .. اما الثالث .. فبعد تم .. مع ان اللي دفعناه اضعاف السعر الاصلي .. بس هذا اللي طلبته .
سحب جذعه بتعب واضح .. لينتابه وجع جراء النفس العميق الذي اخذه : ما قصرت .
يتتابع الحديث من جاسم .. يسأل عن كل شيء .. من اصغر الامور الى اكبرها .. ضرب بكفيه على فخذيه ليقف منهيا ذاك الحديث الذي بدأ يتعب صاحبه : اخليك الحين .. ولا تهتم بالشغل وخل بالك من نفسك ..
حث الخطى عبر ذاك الممر ليلتقي بها تسير وحدها .. استغرب عدم وجود اختها معها كما عادتها .. استوقفته وبلهفة : يريد يشوفني .
ابتسم : هيه .. وهو يترياج الحين ..
ابتعدت وعيناه تتبعانها ليطوح برأسه متمتما : الله يعينج .. جاسم اذا مسك شيء ع حد ما بيفكه ..
نفس يتبعه آخر .. ويد مرتجفة تمتد لتمسك قبضة الباب الباردة .. اشتاقت له .. مضى الكثير منذ آخر مرة رأته فيها .. بلعت ريقها لتشد قبضتها وتفتح ذاك الباب بهدوء .. اطلت برأسها لتهولها تلك الغرفة المتسعة .. تلفتت لتحث الخطى الى ذاك الباب .. لماذا كل هذا التعقيد .. الا يكفيها شوقها الخانق لانفاسها .. لتاتيها تلك المسافات القصيرة التي تراها طويلة .. ولجت واذا بها تراه .. نائما .. كم ملامحه هادئة .. مسحت دمعة غافلتها فهو يبدو نحيلا .. شاحب الوجه .. دنت منه لتسحب ذاك الكرسي بحذر حتى لا يصدر اي صوت .. جلست تتأمل وجهه .. لا تعلم كم من الوقت مر عليها وهي بهذا الوضع .. تحمد الله كثيرا ان ابقاه لها .. مدت يدها بارتجاف لتعانق اصابعه .. وتنحنى تطبع قبلة على ظهر يده .. فتح عينيه .. وقبل ان ينطق جاءه صوت اجش صارخ .. لتقف هي برعب ويشد هو على قبضة يدها : ياللي ما تستحين .. بس هذا اللي بيينا من بنات الشوارع .. ما يعرفن الحلال من الحرام – وجه كلامه لجاسم – وانت ناسي انك مطلقنها والا فقدت الذاكرة بسبب اللي ياك .
اقترب منها ليشدها من ذراعها : قومي طلعي برع .
وتتتابع انفاسه بتعب : نزل ايدك يا عبد العزيز .. خولة حرمتي ولا طلقتها ..
ارتجفت من قبضته التي تشد على اناملها .. برغم ضعفه الا انها احست بان قوته تجمعت في يده .. حتى من قوته صرخت : آآه ..
لم يخفف من قبضته .. ليردف : الحين بدال ما تقولي الحمد لله ع السلامه ياي هاجم علي .. والا ما عرفت ولدك الا يوم دريت ان خولة عندي ..
نظرت اليه وكأنها تترجاه ان يفك اصابعه التي تهشم عظام كفها .. وهو لا يبالي الا بذاك الذي بان الغيض على وجهه : المكان ما يرحب فيك يا عبد العزيز ..
-تطردني عشان بنت الشارع يا جاسم .. بس ما الومك .. طالع ع اخوك ما يبته من برع .
ابتسم ساخرا : واللي تمناها اخوي وينها الحين .
عض اصابع الندم ليخرج بغضب اسوء عن الغضب الذي دخل به .. لينظر هو لها .. يرى دموعها .. واذا به يشدها حتى انحنت على صدره .وتبعثرت خصلات شعرها على وجهه بعد ان سقطت " شيلتها " . لم يهتم لوجع جرحه جراء سقوطها .. ليهمس بحقد : بعتيني يا خولة ..
ارتجفت شفتيها .. فمالذي يتحدث عنه .. عن اي بيع يتكلم ؟ .. وهي مستعدة ان تبيع الدنيا لاجله .. فكيف تبيع روحها وقلبها .. طوحت برأسها .. وبنبرة مرتعشة : ما فهمت ..
صرخت بالآه من جديد .. فقبضته تزداد : اطلعين مني ع البيت .. اريد اطلع وتكونين فبيتي ..
اعتق يدها أخيرا .. لتدلكها بارتعاش واضح له .. ويرتجف قلبها لحديثه : ما بنسى اللي سويتيه ..
بعثر تلك الاحرف واشاح بوجهه عنها .. ليطلب منها المغادرة .. دون ان يدع لها المجال لتحكي .. لتقل له بانها لا تذكر اي شيء .. لا تعلم كيف باعته .. تريد منه توضيحا لكلماته .. لكنه ابى الا ان تخرج .. ليزمجر بغضب حين اطالت الوقوف .. وبعدها خرجت .. لتقف بجانب الباب .. تمد يدها بارتجاف لفوهة حقيبتها " البربرية " ذات المقبض الاسود .. سحبت هاتفها المحمول .. لينزلق من بين اطرافها .. وتجلس القرفصاء بشهقة تملكت صدرها المذبوح .. تحمله من جديد .. لا ترى اي شيء .. فغشاء وجهها يحجب الرؤية .. وتلك الدموع المنهارة زادت الامر سوء .. سحبته تحت الغطاء لتتصل بذاك الشقيق .. وتنفذ ذاك الحكم الذي لا تذكر ذنبه ..
وقفت بتعب احتلها لتشد الخطى خارجة من ذاك المكان الذي اغتيل فيه قلبها المتيم .. ركبت وهي تتمتم بتحية الاسلام .. ابتسم لها وسرعان ما عقد حاجبيه لطلبها : شو تروحين تسوين بروحج فذاك البيت العود .. روحي بيتنا وعقب ما يطلع جاسم الله وياج ..
هزت رأسها : وصلني بيتي يا عيسى ..
رضخ لطلبها رغما عنه .. فبكاءها اجفله واشفق عليها .. مع انه لا يعلم سبب تلك الدموع . او ماذا حدث في ذاك اللقاء الذي كانت تنشده منذ ايام وايام .. اوقف السيارة .. ليمسك رسغها قبل ان تترجل : ما بتعلميني شو فيج .
جلست : ما في الا كل خير .. بس جاسم وشكله التعبان حزني ..
ابتسم لها : ما فيه الا العافيه .. كم يوم وبيرجع بقوته وصحته .
" ان شاء الله " تمتمت بها وهي تترجل .. ظل يرقبها حتى توارت .. خطاها تصعد الدرجات بتوتر .. وكلماته تضرب رأسها بعنف .. ويتردد السؤال عليها .. كيف باعته ؟ .. ربضت على السرير بعنف .. لم تنتبه لتغيير في تلك الغرفة .. فعقلها لا يساعدها على ذلك .. نطقت من بين شهقاتها : كيف بعتك ..
وسرعان ما امتدت قبضتيها لتضربا صدعيها بعنف .. وبغضب تردد : ما اذكر .. ما اذكر ..
,‘،
يــتــبــع|~