لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > المنتدى العام للقصص والروايات > القصص المكتمله
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المكتمله خاص بالقصص المنقوله المكتمله


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 02-11-12, 01:12 AM   المشاركة رقم: 76
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري
♪ مُخْمَلٍيةُ آلعَطّآءْ ♦


البيانات
التسجيل: Mar 2010
العضوية: 157123
المشاركات: 30,194
الجنس أنثى
معدل التقييم: ♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 13523

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
♫ معزوفة حنين ♫ غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ♫ معزوفة حنين ♫ المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي رد: أنا أنثى لا يقف المستحيل أمامها ، للكاتبة : Anaat Al R7eel

 






,,


رفع نظره له وهو يدخل ملقيا السلام ومقبلا رأس راشد .. ليقف امامه متسائلا عما يريده .. ليجيب على سؤاله بهدوء لا يعكس ما في داخله .. ناظرا الى وجه سعيد الواقف امامه : كيف كانت حياتك مع ريم ؟

استنكر سؤال والده .. ليعيد الاخر سؤاله بطريقة مختلفة : كيف كنت تعامل ريم يا سعيد ؟

تشدق : شو بلاك اليوم .. مسخن ؟

وقف ليهز اركان المجلس بصوته : رد ع سؤالي يا سعيد ..

بعصبية اقل حدة من عصبية والده : خلني افهم السؤال بالاول عشان اجاوبك .

-
كنت تضربها ؟

-
اللي ما تسمع كلام ريلها تنضرب وتتأدب ..

عاد ليجلس ونظره على ذاك الذي لا يزال واقفا : ليش ما يبتوا عيال ؟

تنهد وهو يبعثر نظراته بعيدا عن والده .. فيبدو ان راشد ليس بعقله .. هذا ما كان يدور في فكره .. ليتجهم وجهه حين صرخ به من جديد : كنت تجبرها تاخذ حبوب يالردي ( لا اخلاق له )

تلعثم : اللي وصلك هالكلام كذاب ..

وقف بهدوء حتى صار وجهه امام وجه سعيد : روح قول هالكلام فالمحكمة .. ريم رفعت عليك قضية خلع .. بشوف يا سعيد كيف بطلع عمرك من هالفضيحة – مشى ليتجاوزه بخطوة وبعدها وقف ليردف – لا تتريا مني اي شيء .. صغرتني قدام اخوي الصغير وعياله بفعايلك الشينة ..

خلع .. خلع .. خلع .. كانت تتردد تلك الكلمة في عقله مرارا .. ستشوه سمعته .. سيقولون الناس ان ابنة عمه خلعته .. سيقولون بانه ليس برجل .. سيطعنون فيه .. انتفض وانفاسه تثور كماء وصل الى حد الغليان .. ليثور مع ثورانه دمه .. وتنطلق قدماه بغضب جامح ..

جلجل صوته في زوايا المنزل الذي خلى ممن اجتمعوا فيه .. صارخا باسمها .. فهو لن يرضخ لها .. ليس سعيد من سيرضخ لـ " حرمة " كما يقول دائما .. يصرخ باسمها حتى بانت عروق رقبته .. ليخرج عمار من غرفته نازلا الدرجات يتبعه طارق .. ليصرخ في وجهه : شبلاك هاجم بهالشكل .

-
قول لريم تطلع يا عمار .

تكتف امامه : مالك كلام وياها يا سعيد .. اذا عندك شيء قوله لي ولعمار ..

تشدق ساخرا : اووه بانت الصورة الحين .. الظاهر انك حاط العين عليها .. ومسوي فيها الفارس المغوار .

كانت ذراع عمار اسبق لثوبه من طارق : عندك كلام زين قوله .. والا فارق .

نفض يده صارخا : ما ناقص غير اليهال يطاولون علي ..

صرخ من جديد باسمها .. ليأتيه صوتها وهي تقف اعلى الدرجات تشد قبضة يدها بجانبها وذراعها اليسرى مطوقة صدرها لتتشبث بعضد يدها اليمنى : خير يا سعيد .

صوتها صارما .. اما داخلها فارتجاف خوف يرعبها .. بغضب اجابها : اي خير .. وانتي راده ويايبه وياج فضيحة عقب ما شردتي وييا عشيقج اللي ما اعرف منو يايه تتبلين علي فالمحكمة .

رصت على اسنانها لتدعي الهدوء ومبعدة الغضب بقدر استطاعتها : انت اخر شخص يتكلم عن الشرف ..

-
سمعي يا ريم تردين وياي البيت الحين ومن يوم الاحد تروحين وياي المحكمة تتنازلين .

ضحكت بهستيرية .. لينظروا اليها باستغراب .. ومن بين ضحكاتها : خايف يا ولد عمي – اردفت بغضب – تضربني وتهيني ويايني الحين تقولي ردي ..

-
من حقي اضربج واكسر راسج هالشيء مذكور فالقرآن .

-
انا مب ناشز يا سعيد .. والقضية مب متنازله عنها .. ما تبي الفضيحة طلقني .

اراد الصعود فاعترضه عمار ومعه طارق .. لينطق الاخير : سمعتها .. طلقها اذا باقي عندك شيء من الكرامة .

عيونه الغاضبة ارجفتها .. حتى شعرت بوخزات من الالم تضرب قلبها المرتعب .. لترجع خطوة للخلف حين صرخ : والله ما بسكتلج يا ريم .

التفت الجميع لذاك الناطق وهو يخرج من غرفته في الدور الارضي .. بعد ان سمع كل شيء : اذا ما تريد الفضيحة يا سعيد طلقها .

التفت له : عمي شو تقول .. بنتك هذي يبالها تربية ومحد بيربيها غيري .

-
بنتي مرباية يا ولد اخوي .. ياللي امنتك عليها وخنت الامانة .. ياللي مديت ايدك عليها .. اسمع يا سعيد طلقها ابركلك من الفضيحة فالمحاكم .

رفع نظره اليها .. لينطق بغضب : بتندمون .. والله العظيم بتندمون ..

وبعدها خرج .. وعلامات استفهام تلف الحاضرين .. فهو كان غاضبا عليها .. ليختفي بالساعات في غرفته ومعه مريم .. لا يعلمون ماذا حدث خلف تلك الجدران . والآن خرج بوجه جديد يدافع عنها .. نظرت اليه وابتسامة ارتسمت على محياها .. وطعنته لا تزال تدميها .. لتخاطب روحها : كسرتني يا ابويه والكسر ما بيبرى حتى لو شليتني ع كفوف الراحة .. ما بعد الطعن الا الندبات اللي بذكرني دوم اني غلطة فحياتك .

وبعدها انسحبت من المكان تحت انظاره ..


,,

صعب ان يأتيك كلام من اقرب الناس لك .. ويدميك حتى النخاع .. وصعب ان تعيش وانت تعلم بانك انسان منبوذ وغير مرغوب فيك .. كما هي .. تسمع الحديث الدائر وقلبها يقطر دما .. ليست بالمرة الاولى ولا الثانية .. دائما يدور هذا الحديث على لسان تلك العجوز مع تلك النساء الزائرات لها .. اليوم تجلس مع احدى جاراتها وهي تمد لها بفنجان القهوة : والله انغشينا فيها .. هذا وهي بنت عمه .. بس ما نقول غير يا رب الستر .

ترشف من فنجانها لتهزه دليل الاكتفاء : وليش ما تزوجينه .. الشرع حلل اربع .

وهي تمد يدها لتأخذ الفنجان وتضعه في الوعاء المخصص للفناجين وبه قليل من الماء : وهذا اللي افكر فيه .. الا ما تعرفين حد عنده بنات حلوات وسنعات .

حركت الاخرى فيها بشيء من عدم الرضا : والله بنتي جاهزه وتقول للقمر قوم وانا ايلس مكانك .

-
بس انتوا رفضتونا يوم ييناكم .. والا نسيتي

اعتدلت في جلستها وباهتمام قالت : هذا اول يوم البنت بعدها تدرس .. الحين خلصت المدرسة والجامعة ما قبلوها .. وانتوا الله يهداكم ما صدقتوا نرفضكم الا دورتوا على غيرنا ..

تشعر بدماءها تتفجر في عروقها .. اخذت نفسا تلو الاخر لتهدأ قلبها وروحها المتعبة.. وبعدها خرجت لتلقي التحية على الضيفة .. وتبتسم وهي تقول : سمحيلي يا خالتي تاخرت عليكم .. كنت ارتب الحجرة . وياللا ياللا خلصت .

تشدقت ام ذياب : والله البنت السنعة تبدي ضيوفها قبل .

لم تعد تحتمل ما يحدث .. جلست على مضض معهما وبعدها غادرت لانها احست بانها غير مرغوب فيها في ذاك المجلس .. منذ ان عادت مع ذياب وهي متعبة .. وعمتها تلك لا ترحمها .. وما حدث معها في منزل والدها يحيلها الى جسد تخرج منه الروح رويدا .. تذكر كلمات والدتها وناصر ايضا .. تذكر كيف استطاعت روضة ان تغير الدفة لصالحها في دقائق .. عندما دخلت عليها الغرفة صارخة بها : انتي متى بتخليني فحالي .. الين متى تركضين ورى ذياب .. خلاص ما صار حقج .. شو تبين فيه .

قامت من على سريرها صارخة : هاي هاي شو تقولين انتي .. ما ناقص الا ذيابوه .. وووع ..شو اريد فيه .. خليته لج .. يا سراقة الرياييل .. لا ومسويه فيها ناصحة – وهي تقلد سارة – ما بتلقين حد مثل ذياب ..

-
والله يا روضة ان ما بعدتي عنا لاقول كل شيء لابوي وناصر ..

دخل ناصر تتبعه والدته على صراخهن .. وتقف العنود تتابع ما يحدث من بعيد .. لينطق بغضب : شو بلاكن ؟

من بين دموعها تجيبه وهي تشير لاختها : اختك .. بنتج يا اميه .. تلاحق ذياب .. وخذت رقمه اليديد من فوني .. محد غيرها اللي فتح الفون ..

بحنق قالت : شو هذا اللي اسمعه يا روضة .. تكلمي ؟

زفرت انفاسها لتجيب بكل برود : امي بنتج سويرة معقدة .. عندها عقدة اسمها ان ذياب كان يريدني انا وانجبر عليها .. ويالسه تتخيل اشياء مني ومناك وتتهمني .. ما بعيد انها بتصير فمستشفى الميانين .

مدت يدها صافعة لاختها : مب المينون الا انتي .. ياللي ما تستحين .

صرخ بها ناصر : سارة .. بس عااد .. اللي صار لروضة يكفيها وزود .. مب ناقصنها انج اتيين تتبلين عليها .. عشان شيء مالها ذنب فيه.

-بس ..

نطقت شيخة مقاطعة لها :
لا بس ولا شيء .. حافظي على ريلج ولا تتبلين ع اختج من ورى وساوس فراسج ..

ارتجفت شفتيها لتتابع الاحرف بتقطع : امي .. والله ما اكذب ..

وبعدها خرجت لتتصل بذياب ليأخذها لبيتها .. لجحيم والدته .. وهاهي تجوب الغرفة ذهابا وايابا .. ودموعها تأبى ان تتوقف .. لا تجد حلا لما يحدث .. اياما مرت وهي تسمع وتتحمل .. دخل ملقيا السلام .. دون اي اكتراث بها .. ليدخل دورة المياه ( اكرمكم الله ) فبعد يوما متعب في العمل لا بد من قطرات الماء تزيل ذاك التعب .. مرت الدقائق .. انتبهت لهاتفه الذي رماه على السرير قبل ان يأخذ له ملابس ويختفي من المكان .. يرن ويرن .. رفعته دون ان تنطق استمعت لطرف الاخر .. فهي تعرف ان في نفس ذياب شيء ما .. فليس من عادته ان يتجاهلها .. شيء ما حدث قلب نفسيته ..أخيرا عرفت ما حدث .. فتلك الكلمات تتوالى على مسامعها : والله ما قصدي شيء .. انا اتصلت فيك وقلتلك اللي في ليش زعلت من الصدق .. ترا والله احبك .. احبك يا ذياب ..

نظرت اليه وهو ينظر اليها .. لترتخي ذراعها ساقطا ذاك الهاتف منها .. نطق بغضب : وصل فيج انج تردين ع فوني يا سارة . انعدمت الثقة .

ضحكت وبكت وضحكت كمجنونة ارهقها المصاب .. شهقت وهي تأخذ انفاسها : تحبك .. تحبك .. وانا .. انا شو ..

اقترب منها .. ليتوقف بعد ان صرخت به : لا تقرب .. لا تقرب .. انا تعبت .. تحملت امك .. تحملت معاملتها عشانك .. تريد تزوجك قلت ما اظن ذياب بيرضا .. بس انت رضيت يوم قالت لك لا تييب ثلاجة .. الكل يحطون ثلاجات صغيرة فحجرهم – اشتدت نبرة صوتها – حتى الماي البارد ما احصله الا عقب ما انت ترد من الدوام .. تقفل الثلاجة عني .. اتريا الاكل من الريوق للغدا للعشا .. وانا ساكته .. غصبني ابوي اكون مكان روضة وسكتت .. لبست الفستان ع اساس ملكة اختي ... وصرت انا العروس

نطق باسمها مقتربا .. لتضرب بقدمها بعنف على الارض وهي تصرخ : لا تقرب – رجعت خطوات للخلف – قلت لك اذا ما تقدر ع قرار ابوي خلنا نبتعد قبل العرس .. قلتلي ارتاحلج .. كيف ترتاحلي .. مثل الصديقة اللي تتكلم معها وترتاح .. كل سوالفنا كانت بعيدة عن كلام الحب او الغزل .. كل كلامك كان عن البر والطلعات والمخيمات .. عن دوراتك التدريبة .. عن الكورة .. حبيت الكورة لانك تحبها .. وتزوجنا .. وصرت احس انها هي بس اللي فبالك .. انا مجرد وحدة انفرضت عليك .. شو ذنبي يا ذياب .. شو ذنبي اذا ابوي خاف من الفضيحة وضحى في .. شو ذنبي اذا خفت ع ابوي من كلام الناس .. شو ذنبي اني حبيتك – هدأت نبرتها – حبيتك .. والله حبيتك ..

اهتز كل شيء امامها .. ضباب يغطي عينيها .. لتنهار ساقطة على الارض .. ليصرخ هو باسمها .. يضعها في حجره .. باطن كفه تربت على وجنتيها الباردتان بخفة .. يحاول ايقاضها دون فائدة .. لا تستجيب .. رفعها ليضعها على السرير . مهرولا يجلب عباءتها " وشيلتها " .. يلبسها على عجل وبصعوبة .. وبعدها يرفعها من جديد مهرولا بها ..

انزلت الهاتف ببطء .. لم يعد هناك صوت يصل اليها .. لا تعلم لماذا دموعها تنساب على وجنتيها .. عيناها لا ترمشان .. ونظرها متسمرا للامام .. سمعت كل شيء .. سمعت حديثها .. معاناتها .. تلك المعاناة التي صنعتها هي دون تفكير منها .. تساءلت في نفسها . ماذا بها ؟ لماذا تقوم بكل هذا ؟ لماذا تحاول ان تحطم سارة .. تلك التي كانت دائما تقف بجانبها .. التي نصحتها بعدم الجري خلف الحروف المبعثرة على تلك الجريدة .. التي قالت لها بانها لن تجد افضل من ذياب زوجا .. زوجا فرطت هي به .. وماذا الان ؟

,,

سؤال يتكرر على تلك الخارجة من مكتب تلك الطبيبة " ماذا الآن ؟ " .. فالتحاليل والكشف بالاشعة اثبت انها تعاني من ورم يدعى بالورم السحاتي .. ولكنه ورم حميد .. وضعت يدها على صدرها .. فمن المحتمل ان تصاب بسرطان الثدي .. هزت رأسها تبعد هذه الفكرة .. فهو يحب جسدها .. كيف ستتحمل ان يراها ناقصة .. سحبت اصابعها لتشد على عباءتها .. فهنا ينبض قلبها العاشق لذاك الجاسم .. تشعر بالضياع .. لم تعد تعي اي شيء .. يجب عليها اجراء عملية لنزع ذاك المتطفل على دماغها .. ولكن .. حتى الآن لم يحصلوا على المال لمشكلة عيسى .. كيف لها ان تزيد من معاناة اخيها .. تحمد الله ان المدين اجل لهم الموعد قليلا ..

دخلت المنزل بعد حروب مع تلك الافكار في تلك السيارة التي اوصلتها .. وحمدت الله من جديد ان سائق الاجرة لم ياخذها لمكان آخر .. فهي كانت شاردة الذهن .. ولجت الى المطبخ لتسكب لها كوب ماء بارد .. اهتز في يدها .. ليعانق شفتيها بارتعاش حتى يسيل الماء من جانبيها .. وضعت الكأس من يدها لتمسح فيها بكمها .. تريد ان تبكي .. ولكن تلك الدموع تجمدت .. هل يعقل انها ملت منها .. ليس امامها سوى الاستمرار على الدواء لمنع ذاك الورم من الاستفحال .. لكن الدواء قد لا يفي بالغرض .. وقد لا يستمر بدحر الورم طويلا ..

ولجت الى غرفتها .. وهي تحمل حقيبتها دون اكتراث .. لتتركها قبل ان تجلس لتسقط على الارضية .. وتسقط هي على السرير .. تنظر الى كفيها المرتعشين .. ويتحول نظرها لحقيبتها المرمية .. لتجلس على ركبتيها امامها .. واصابعها تتسلل لذاك السحاب لتفتحه.. وما هي الا ثواني حتى قبع الهاتف في يدها .. لعله اعاد فتح هاتفه .. عانق اذنها .. "الهاتف المطلوب مغلق او خارج نطاق التغطية يرجى المحاولة في وقت لاحق" .. ترددت تلك الجملة عليها مرارا ..

ليس لها الا الله .. لتناجيه .. ضغطت على نفسها لتعد الغداء .. وبعدها انصرفت لتصلي الظهر .. تحاول ان تبكي ولكن لا دموع .. رفعت كفيها متمتمة بدعوات كثيرة .. اكثرها لاخيها وله هو .. وهي تضع نفسها في المقام الاخير كعادتها منذ ان تحملت مسؤولية هذا المنزل .. وهي ترى بانها يجب ان تؤثر الغير على نفسها حتى في الدعاء .. شعرت براحة تتسلل اوصالها .. وهي تقرأ من آيات الله .. لم تشعر بالوقت ابدا قرأت الكثير والكثير .. ولم تشعر الا بايمان تدخل عليها محتظنة لها بقوة .. فعل استغربته خولة .. لتضع المصحف جانبا بعد ان قبلته : شو بلاج .. حتى السلام ما سلمتي ..

وضعت كفيها على ركبتيها وهي جالسة امام اختها : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

ضحكت خولة لتصرفها الغريب : شو مستوي .

اسنانها تشد على شفتها السفلى ونظرها للارض ويدها تتحرك على ركبتها بعشوائية : اممممم وحدة وياي في الجامعة سألتني اذا معرسة او مخطوبة .. تقول انهم يدورون حرمة لولدهم .. وهو يدرس برع ..

ابتسمت لتردف : تدري انج مب مواطنه .

هزت رأسها بنعم .. وبعدها قالت : قلت لها بشوف اخواني وبرد عليج ..

عانقت وجه اختها بكفها والكف الاخر امسك بيدها المرتعشة خجلا : بقول لعيسى .. بس هااا ما في اي شيء الا عقب ما نسأل عنهم .. اوكي ..

هزت رأسها بالموافقة .. وقامت لتقبل اختها : الله يخليج لنا ولا يحرمنا منج يا احلى اخت بالدنيا .

القت كلامها وخرجت .. ليتجهم وجه الاخرى .. وتتمتم : آآميين ..

قامت لتستل دفترها المنهك من مشاعرها .. لتنهكه بالمزيد


احبه .. واتمنى ان اكون معه .. اشعر به .. ويشعر بي
هل يحبني ؟ ام انه تعودني لا غير ؟
لا يهم .. كل ما اعرفه الآن ان حبي له يمدني بالقوة
لا اهزم .. حتى ولو كانت معركتي غير مضمونة
فيكفي ان قلبي ينطق باسمه
جاسم ...



,,

يــتــبــع|~

 
 

 

عرض البوم صور ♫ معزوفة حنين ♫   رد مع اقتباس
قديم 02-11-12, 01:13 AM   المشاركة رقم: 77
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري
♪ مُخْمَلٍيةُ آلعَطّآءْ ♦


البيانات
التسجيل: Mar 2010
العضوية: 157123
المشاركات: 30,194
الجنس أنثى
معدل التقييم: ♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 13523

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
♫ معزوفة حنين ♫ غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ♫ معزوفة حنين ♫ المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي رد: أنا أنثى لا يقف المستحيل أمامها ، للكاتبة : Anaat Al R7eel

 





,,


الحب ماذا يعني في قاموس المحبين ؟ هل السهر مع الحبيب في غيابه .. ام هو نبضات القلب الناطقة باسمه كل حين .. هل الحب وساوس تأتي بالابداع في كل شيء جميل ؟ ام انه مناجاة للقمر والنجوم والناس نيام ؟ .. هو يحب بل انه غارق في وهم اسماه هي .. تلك الفتاة الرقيقة .. او من كانت رقيقة .. تناهيد روحه تزعجه كلما مر طيفها مبتسما في مخيلته .. يكون بين الحضور ولا يكون .. معادلة لا يعلمها الا من وصل الى قاع بحر الهيام .. او من كان قريبا من العقول المغرمة ..

يسترسل في الحديث عن ذاك المنعزل .. يريد حلا .. كلمة او حتى صفعة توقظه من يم الندم الذي اغرق نفسه فيه .. يتحدث عن معاناته معه .. عن محاولاته الفاشلة على مدى اسبوعين .. مرت تلك الايام ثقيلة عليه وكم كانت اثقل على شقيقه ضعيف الروح .. بدأ يخاف عليه من فكرة جنونيه .. جاءه اليوم مبتسما .. يزف له خبر اجازته السنوية وانه ينوي ان يقوم برحلة الى مكة .. الى تلك المدينة الطاهرة .. لعله يتشجع ويخرج معه .. يغسل ذنبه بالطواف حول البيت الاسود .. او بسجدة في الحرم المقدس .. او بغرفة من ماء زمزم الطاهر .. ولكن لم يجد منه الا الشرود .. وهاهو الان يبث همه الى بدر .. لعله يجد معه مخرجا لذاك المايد .. وبدر يهيم في افكاره المجنونة .. حين لم يجد منه ردا على كلامه .. هزه : بدر .. انت شفيك ؟

ليبتسم الاخر بحالمية ناظرا لاخيه : احبها يا عبود .. الحين اكتشفت اني احبها .

ضغط بكفه على وجهه يحاول كتم غيضه حتى لا يفجره في ذاك الحالم .. ليصرخ بعدها بصرخة مكلومة : انت غبي .. صارلي ساعة اهذر (اثرثر ) عليك .. اريدك تلقى حل للملطوع داخل – يؤشر بطول ذراعه للغرفته – وانت اخر شيء تقولي احبها .. انسى الحب يا بدير .. وتراها ما بتفكر فيك فلا تحلم .. وحط لك حد من الحين قبل لا تتعب ويتعب قلبك ع الفاضي .

صرخ مهتاجا من كلام اخيه .. واقفا بعنف ليردف : ليش شو ناقصني عشان ما تفكر في .. وانا ولد عمها واحق من الغريب .

رفع نظره لذاك المحتقن بغرور زائف .. وهو لا يزال جالسا : ما فيك شيء .. بس دامك رحتلها بريولك تقولها ما ابييج .. وان ابوك غاصبك .. فاكيد بيكون فيها شيء

-
كله منك .. انت اللي شرت علي بهالشور ..

وقف متنهدا : ابعد عن الحب واهواله يا بدر .. ودام انك بعدك ع البر .. فانت قادر انك تمحيها من تفكيرك .. اسألني عن تعب التفكير وانت تعرف شكثر اللي يعشق مريض وتعبان .. والمصيبة اذا الطرف الثاني صعب فيوم يلتقي وياه ..

" بس " نطقها بدر ليقاطعه عبد الله : لا بس ولا شيء .. حبي لها من طرف واحد يا بدير .. تدري شو يعني من طرف واحد .. ريم حلم طفولتي – جلس من جديد ونظره للارض – حلم كبر فقلبي الين استفحل .. وصار فكل قطرة دم .. حلم انكسر على يد ابوي .. يوم كان الاكبر احق ببنت العم .. الاكبر سعيد .. اللي ما عرف قيمتها فيوم .. الحب يا بدير دمار شامل بس بشكل بطيء – تنهد وهو يرفع نظره للذي يقف بصمت – ابعد عن طريق الحب . خذها نصيحة من انسان تعذب ولا زال يتعذب .. والعذاب صار مرافقه مثل اسمه ..

فجأة التفتا لمصدر الصوت .. لذاك الذي يقف على بعد خطوات منهما .. الناطق بـ : اريد اروح لعمتي .

سكون غريب .. خرج من عزلته لينطق بتلك الجملة .. هل نسى من تكون عمته .. هل تناسى انها حاقدة عليه ولو تراه امامها لقتلته دون رحمة .. هل يرغب بالذهاب الى الموت برجليه .. ليُقبر على يدي تلك الام الثكلى .. هل تناسى الالم .. والوجع .. ام انه بات مخدرا بسبب الذنب ..

اقترب منه واضعا يده على كتفه .. ناظرا لعيونه الذابلة : مايد شو يالس تقول

-
اريد اشوف عمتي .. الله يخليك عبدالله خلنا نروح لها .

اقترب الاخر ليقف في تلك الدائرة التي يقف فيها شقيقيه : مايد عمتي مب طايقه تسمع اسمك .. تريد تروح للموت بريولك .. اذا تريد تطلع روح العمرة وييا عبدالله ..

-
مايد .. انت للحين ما رديت علي فسالفة الروحة لمكة .. شو رايك نروح وبعدين يوم نرجع نروح لعمتي نسلم عليها

هز رأسه : خذني لعمتي وعقبها نروح نعتمر .


,,

تجلس بمعية مريم في الصالة بعد ان صلتا العصر .. المنزل مستنفر بشكل غريب جدا .. خوفا من تهديد ذاك السعيد .. لم يعد يخلو من وجود رجل .. وكأنهم في حراسة .. اذا خرج احدهم عليه قبل ان يخرج ان يتأكد من وجود احد الرجال .. هل بات سعيد كالمجرم الهارب يتربص بطريدته .. التي لا تزال في غرفتها .. ولا تخرج منها ابدا .. حتى الطعام يؤخذ اليها .. تحاول ان تستجمع قوتها .. ان تضع نقاط جديدة لحياتها .. فاليوم جمعة .. وغدا سبت .. وبعدها سيكون الاحد اليوم المنشود لذهاب سعيد للمحكمة .. قد يطعن في شرفها .. ويتسبب بالاذى لسعود .. فهو همجي لابعد الحدود ..
تنهدت وهي تغير القناة الى قناة اخرى .. واخرى .. وبعدها التفتت لميثة الجالسة وهي في عالم آخر : ميثة .. شو بلاج مب وياي .

رفعت رأسها : هاا .. قلتي شيء يا مريم .

قامت بعد ان كتمت صوت ذاك الصندوق المسمى بالتلفاز .. لتربض بجانبها : شو فيج من امس مب ع بعضج .. بس اللي صار نساني اسألج ؟

التفتت وهي تتصنع ابتسامة باهتة : اتصلوا في من المدرسة .. يقولون شهادة علايا طلعت من ايام .. وطالعة الاول ع صفها – نزلت دموعها – وفت بوعدها لطارق يا مريم .. قالتله بدرس وبطلع الاول ..

تحوقلت وهي تربت على فخذ ميثة : الله يرحمها .. كان يومها يا ميثة .. ودموعج تعذبها فديتج .

مسحت دموعها واذا بها ترفع رأسها لعمار الذي خرج منذ دقائق ليست بكثيرة بعد ان رن الجرس .. وهاهو يرجع بوجه مغاير عن الوجه الذي خرج به .. لينطق بكلام مقتضب (موجز): في حد يريد يشوفج ؟

التفتت لمريم وبعدها له .. لترى الداخل ويحتقن وجهها .. واقفا امامها .. ذاك القاتل .. هرول مسرعا ليربض امامها ممسكا بكفيها : سامحيني عموتي .. الله يخليج سامحيني

يقبل كفيها رغما عنها .. واذا به يمسكهما بعنف .. ليطوق بهما رقبته :
قتليني عشان ارتاح .. قتليني والا سامحيني .. الله يخليج .. والله ثم والله اني ما لمستها غير بوس .. كنت ناوي ع شيء اكبر .. والحمد لله ما صار .

يبكي ودموعه تتسلل مخترقة شعر لحيته الغير مشذبه .. لتتابع طريقها تبلل كفيها المجبرتان على معانقة رقبته .. رقبة من كان سببا لموت فلذة كبدها .. اخذ يردد وهو مغمض العينين ويشد يديها عليه .. حتى شعر بانها بدت تشدهما هي : قتليني وخلصيني من الذنب .. قتليني وريحيني .. اذا ما بتسامحيني قتليني ..

المكان سكن فيه الجميع ينظرون لهما .. ينتظرون ردة فعل من ميثة الصامتة حتى الآن .. لينطق عمار بهمس للذي يقف بجانبه : ليش يبته .. ؟

" يمكن يرتاح " همس بها وهناك غصة استعمرت صدره .. ينشد الراحة لاخيه المتألم .. وماذا عنه هو .. ماذا عن ألمه الذي طال هل سيجد الراحة يوما ما .. ام ان بحر الألم اضحى موطنا له وسكنا ..

,,

اسبوعان وهو مبتعد .. بعيدا عن الجميع هو فقط وذكريات قديمة تتربص به في هذا المكان .. في مزرعته في مدينة العين .. قال بانه سافر .. واوهم الجميع بانه سافر خارج البلاد .. وهو لم يبتعد عن مقره الا كيلومترات طوال .. ينظر اليها ترقص بغنج وشعرها الاشقر يتطاير مع نسمات الهواء .. وهو يبتسم .. صغيرة هي .. ولا تزال غضة يستطيع ان يربيها كيف يشاء .. كعجينة من الفخار لتقسى بعدها كيفما اراد هو .. اقتربت منه فهي تعشقه كما يعشقها .. مد يده مداعبا لوجهها ... ويطبع بعدها قبلة على جانبه وهو يحتضنه .. كم هي رائعة تلك الثريا .. فهي حفيدة الثريا .. فرس اخيه ..وكم هي تشبه جدتها .. وتذكره به .. بقاسم الذي كان يقول دائما : غلبتني فالعزف وغلبتني فالرسم .. بس عمرك ما بتغلبني بالفروسية ..


ضحكاته لا تزال ترن في اذنيه .. كم كان يعشق توأمه .. وكم يحده الشوق الى تلك الربوع ليتسابق معه .. يعدوان بمحاذاة بعض .. مسح على ظهرها متمتما : لو قاسم هني وشافج كان بيقول : اصيلة بنت اصيلة .. وسابق الريح وهو على ظهرج ..

ابتسم ليضربها بخفة على جانب رقبتها .. وبعدها يغادر المكان .. صعد الدرجات القليلة التى تؤدي الى داخل المنزل .. ليترك الباب من بعده مفتوحا .. راميا بتلك القبعة على تلك الاريكة في تلك الصالة .. وبعدها يحث الخطى الى تلك الغرفة المقفلة ..

ارتجفت يده حاملة ذاك المفتاح .. فهناك خلف هذا الباب اشياء احبها هو .. كل شيء كما تركه .. فتح الباب ليصدر صوتا .. فهو لم يفتح منذ مدة طويلة .. دخل ورائحة الغبار تعبق في المكان .. وضوء الشمس يتسلل من خلف تلك الستائر المحملة بذرات تراب السنين .. تجول في المكان .. فهناك سريره لطالما جمعهما حين يكون جاسم متضايقا .. فكم كان يحب النوم بجانب قاسم لينسيه همه بضحكاته ونكاته السخيفة .. ابتسم لتلك الكلمة فهو كان يقولها دائما له .. اخذ يردد وهو يجول في المكان :
دخيلك يا زمن وقف ولا تقسى علينا زود دخيلك بعثر اشجاني واهاتي واحزاني دخيلك جدد فقلبي ليالي الفرح وسعود انا مقوى على صبري وزود الهم اعياني ابيه يمي ابيه عندي ابي احلم بليا حدود اخط الخط ويكمل بنى عمره وبنياني ابي لا قلت له محتاي يفزعلي بدون صدود الا يا قسوة الاقدار على قلبي ووجداني أبتعدنا وافترقنا وعبرات الفراق شهود يمر طيفه على فكري وبه تهتز اركاني ثقيلة لعبة الدنيا وانا المذنب بليا قيود وانا في كل حالاتي انا المجني وانا الجاني

بقلمي .. تدقيق : هشام القصيم |~


وقف بجانب تلك التحفة الغريبة من الفخار .. وهو يردد اخر شطر من القصيدة .. كان يقول بانه اشتراها من سوق شعبي في اليابان .. لا يعرف لها وجه من رقبة من جسم .. حملها بين يديه لينفخ عليها ويتطاير الغبار .. وفجأة سقطت لتتبعثر قطعها في المكان حين سمع : لهدرجة يا جاسم .

ليلتفت نحو مصدر الصوت لذاك الشخص الذي تغطي وجهه قبعة سوداء وهو مطأطأ الرأس ..و مستند على حافة الباب مربع ذراعية وثانيا ساقه اليمنى قليلا .. كراعي بقر ينتظر مغامرة ما ..

,,

اتمنى ينال على استحسانكم
بالنسبة للجزء 29 ان شاء الله بحاول يكون يوم الاربعاء موجود .. واذا ما قدرت فبيكون الخميس ان شاء الله |~


 
 

 

عرض البوم صور ♫ معزوفة حنين ♫   رد مع اقتباس
قديم 02-11-12, 01:14 AM   المشاركة رقم: 78
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري
♪ مُخْمَلٍيةُ آلعَطّآءْ ♦


البيانات
التسجيل: Mar 2010
العضوية: 157123
المشاركات: 30,194
الجنس أنثى
معدل التقييم: ♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 13523

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
♫ معزوفة حنين ♫ غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ♫ معزوفة حنين ♫ المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي رد: أنا أنثى لا يقف المستحيل أمامها ، للكاتبة : Anaat Al R7eel

 






,,


ايقضها من غفوتها ذاك الرنين المتواصل من هاتفها .. كانت تنشد بعض الهدوء قبيل صلاة العصر .. ولم يكن ما تتمنى .. قامت بجزع تنادي ابنها .. وبعدها تسحب عباءتها بعجل .. وصوتها الخائف يتهادى الى مسامع ابنتها التي جاءت تهرول بعد تكرار اسمها منادية لها .. وقفت بخوف : وين بتروحين ؟

ترتدي عباءتها وتجيبها : اختج فالمستشفى .

شفتاها تهتزان قلقا .. فهي تدرك السبب .. لتقول بارتجاف اصاب اوصالها : بروح وياج .

نهرتها : خليج في البيت .. يمكن ابات عندها صوت ذياب ما يطمن ..

وبعدها تركتها تقضم ظُفر ابهامها بتوتر .. لا تعلم لماذا اضحت عيونها معطاءة لدموع .. هل هو الندم على ما فعلته .. ام خوفا على شقيقتها التي انهكتها الحياة برغم سنين عمرها القلية .. اما هو فجلس هناك ينتظر اي رد قد يريح قلبه المتشنج خوفا عليها .. فلقد اوصلها وهي شبه ميتة .. فقط انفاسها الخفيفة تؤكد انها لا تزال على قيد الحياة .. تتزاحم الكلمات التي القتها على مسامعه من جديد في عقله .. هو لم يجد التعامل معها .. نسى بانها لا تزال في التاسعة عشر .. صغيرة على متاعب الزواج و مسؤولية بيت .. مع انها اجادت دورها وكأنها فتاة شارفت على الثلاثينات من العمر..

التفت ليرى تلك التي تحلق عباءتها خلفها .. تهرول بسرعة لتقف امامه : وين بنتي ؟ شو صار عليها ؟

وليردف ذاك الاخ : شو مستوي يا ذياب ؟

تطوح رأسه بأسى : ما اعرف .

ليصرخ به : شو يعني ما تعرف .. شو ستوى وياكم ؟

-
كنا نتكلم وطاحت ..

لم يعقب على جملته تلك .. فماذا عساه يقول .. او كيف يفسر شيء صعب ان يفسر امامهما هما بالذات .. توتر المكان اكثر .. وهي هناك خلف ذاك الجدار وبين ايدي اطباء وممرضات .. ليخرج بعد مضي جزء من الساعة ذاك الطبيب .. ويسأل ما صلة القرابة بينهم وبينها .. ليطلب من زوجها واخيها الذهاب معه للمكتب .. اما شيخة فكان لا بد لها من رؤية ابنتها ..

قبلت جبينها وهي تمسح على رأسها بحب .. تشعر بوخزات تأنيب ضمير .. لعلها ظلمتها .. في كل شيء .. الزواج وغيره .. وجهها شاحب شحوب الميتين .. لم تكن هكذا قبلا .. وهي كتومة جدا .. كم من مرة سألتها عن حياتها مع ذياب .. وما كان جوابها الا ابتسامة والحمد لله .. رفعت رأسها حين دخلا عليها .. ليجيب ناصر على سؤالها : عندها انهيار عصبي .

لم تفهم .. فهي لا تعي تلك المصطلحات الطبية .. هل ابنتها جنت كما كانت تقول روضة .. ثواني واذا به يأخذ بيدها خارجا من تلك الغرفة فلا يريد ان يزعج تلك النائمة بالحديث .. سيشرح لها ما قاله الطبيب منذ دقائق .. اما الاخر فجلس على الكرسي بجانبها .. يحتظن كفها الصغير بالنسبة لكفيه الكبيران .. لثمه بعنف .. لثمة ندم .. او لعلها لثمة قلة مسؤوليته التي كانت ناحيتها .. ابتسم مرغما وهو يحرك اطرافه على وجنتها الباردة .. يشعر ببرودة اطرافها في كفه الاخر .. ولا يزال كلام ذاك الطبيب يضرب رأسه دون رحمه ..فهي كانت تعيش في توتر دائم .. بسبب علاقتها الزوجية الغريبة المترتبة على امور اغرب .. فهي فقدت الثقة بمن حولها وانفجرت اخيرا .. كل ذاك بسبب عدم تفهمه لها ولما مرت به ..

ابتسم من جديد وهو يرى تعابير وجهها المنزعجة بسبب حركة يده .. تنهد وهو يقف ليطبع قبلة على جبينها .. قبلة وداع مؤقت .. يجب ان يبتعد عنها حتى لا تتطور حالتها .. فهو السبب وعلاقتها به تشهد بذلك .. همس في اذنها : سامحيني ..

وبعدها خرج .. لترمقه شيخة بنظرات اللوم كما فعل ناصر .. لا يريد المواجهة معهما ففضل الابتعاد عن المكان .. يحتاج ان يرتب افكاره من جديد .. هو بحاجة لتغيير اشياء كثيرة .. وعليه ان يبدأ بمنزله .. بوالدته تلك العجوز التي لم تراعي يوما زوجته وابنة عمه .. عاد الى منزله بعد ان صلى العشاء في احد المساجد .. كانت هناك تنتظره .. في تلك الصالة التي شهدت الكثير من احاديث الضغط النفسي .. جلس بعد ان قبل رأسها .. لم تسأله عنها .. فهي ترى بانه مجرد دلع تقوم به .. امسك بكفها ناظرا لوجهها .. عيونه مختلفة .. يتشربها الحزن .. الخوف تسرب لها لتنطق اخيرا : شو فيك يا وليدي ؟

ابتسم على مضض : قوليلي ياميه .. سارة غلطت فشيء .. سوتلج شيء خلاج تكرهينها بهالشكل ؟

تشدقت وهي تشيح بوجهها عنه : ما سوت شيء بس انا ما اريدها لك .. ما تناسبك .. واحسن انك ما رجعتها البيت وخليتها عند اهلها .

تنهد وهو يخبرها بانها ليست بمنزل اهلها .. لتلتفت معقبة عليه ومقاطعة له : قلت لك هالبنت ضايعة ما صدقتني .. وتقولي ليش اكرهها .. لو مب ضايعة ما صار اللي صار .

تحوقل بحنق .. ليزفر انفاسه بغضب واضح لها : مب زين هالكلام منج – هدأ من نبرته – سارة منومة فالمستشفى .. نفسيتها تعبانه .. لانها انجبرت ع الزواج مني .. وكله بسبب اختها اللي رفضتني .. وخلتنا قدام الامر الواقع .

-
لا واقع ولا غيره .. سارة ما تنفعك .. والاحسن اطلقها .. شو تبي فيها .. ومن باكر بخطبلك البنت السنعة اللي تستاهلها .

وقف وهو يستغفر ربه ليردف : سمعيني يالغالية .. غير سارة ما بخذ .. واذا ما عايبتنج من باكر بدورلي بيت بقسمين واحد لج وواحد لها .. بس اني اطلق واعرس من يديد فلا ..

رفعت نظرها اليه وهي لا تزال جالسة : لعبت فعقلك بنت شيخوه .. وناوي تعق امك واطلعها من بيتك .. اسمعني يا ذياب غير هالبيت مابي بيت .. وطلعة منه مب طالعة .. تسمعني .. يا تعيش وياي بدونها والا البيت يتعذرك .

-
لا تظلمينا .. ولا تخلين زواجي من سارة البنت اللي كنتي تبين اختها سبب فهالظلم .. وترا سارة احلى من روضة اذا ادوريين ع الحلا .. واعقل منها بعد .. بس انتي الله يهداج راكبه راسج .

-
تقول هالكلام لمك يا ذياب .. كلامي ووصلك .. وغيره ما عندي .

انتفضت واقفة .. لتتركه مكانه .. امسك رأسه بكفيه زافرا .. ليمسح بعدها على وجهه ويتحوقل من جديد .. ولج لغرفته وهو يشعر بالانهاك الشديد .. فما حدث اليوم ارهقه فكرا وجسدا .. وقع نظره على الهاتف الساقط بجانب السرير .. هناك كانت تقف .. وهناك سقطت .. التقطه ليجلس بعدها بتعب واضح .. تأمله .. هنالك كم هائل من المكالمات التي لم يرد عليها .. احد اصدقاءه .. ومن زميله بالعمل .. وتسع مكالمات منها هي .. شد بقبضته على هاتفه .. فتلك اضحت مجنونة.. ماذا تريد منه ايضا .. الا تتعلم من صده لها .. ايرضيها موت اختها .. هل اضحى عقلها خاليا .. ضغط بابهامه على زر الاغلاق .. فلن يرتاح الا اذا ابتعد عنها .. لعلها تبتعد حين تفقد الامل والرجاء ..

,,

كثيرون يرجون القليل في حياتهم .. وهو يرجو السماح فقط .. كلمة من خمسة احرف ارادها ان تنطقها " مسموح " .. كم تمنى ان تتبعثر عبر شفتيها .. شدت بقبضتها على رقبته .. حتى اختنقت انفاسه وتزاحمت .. ستقتله هذا ما خيل للواقفون .. لتحاول مريم فك قبضتيها .. وما هي الا لحظات حتى انزلتهما بعنف وهو بدأ يسعل .. ويلتقط انفاسه التي كانت ستهرب متسللة بعيدا .. وقفت واشاحت بوجهها لتردد : خل عليا تسامحك بالاول ..

وبعدها انصرفت .. ويد اخيه ربتت على ظهره المنحني .. انفاسه متسارعة وعيناه ستفران من مخدعيهما .. وقبضتا كفيه تعانقان الارضية بغضب .. تطلب منه ان يطلب السماح من جسد ميت .. كيف لها ان ترمي بتلك الجملة القاسية .. عليه هو .. اذنب .. واخطأ .. ولكن الا يستحق السماح ..

صرخ وهو يمسك رأسه الذي الم به صداع موجع .. فتلك الجملة تطارده مع خيال تلك الميتة .. لا يستطيع ان يغفو برهة حتى زارته .. كله بسبب تلك العمه القاسية .. ركض مسرعا مخترقا ظلام الغرفة باشعال نورها .. يمد بكوب الماء له : مايد اشرب ..

بكى .. وانتحب .. وهو يطوح جذعه للامام والخلف وكفيه تشدان على رأسه .. وضع الكوب جانبا .. ليرمي بجسده بجانب ذاك الذي على وشك الجنون بسبب تلك الاحلام المزعجة .. ليلفه بذراعه .. يحاول ان يبث السكينة اليه .. يقرأ عليه المعوذات وآية الكرسي .. ارتجفت شفتيه بكلمات متقطعة : كيف اخلي عليا تسامحني .. كيف يا عبد الله ..

تحوقل وهو لا يزال بين ذراعيه .. ليمسح على رأسه : قوم صل ركعتين .. واطلب السماح من ربك .. وانت نادم ع اللي صار .. توب وربي بيسر امورك .. ياللا قوم .

رفع رأسه ليمسح دموعه بعشوائية مفرطة : بس عموتي .

ابتسم له : عمتي طيبة يا مايد .. هي بعدها منجرحة من اللي صار .. وبتسامحك ..

" اكيد " نطقها مرارا على مسامع اخيه .. كطفل صغير يحاول ان يتمسك بكلمة .. او حرف .. يحاول ان يجد اي شيء يجعله يستمر في الحياة .. ليؤكد له الآخر الامر .. ويبتسم لابتسامة ارتسمت على الوجه الضعيف .. وتتابعه نظراته وهو يبتعد متوجها لدورة المياه ( اكرمكم الله ) .. سيتوضأ .. وسيقابل ربه طالبا السماح منه .. راجيا العفو والمغفرة .. متمنيا ان يلين قلب ميثة وتسامحه هي الاخرى ..

خرج من المكان .. ليستل هاتفه من على سطح تلك الطاولة قصيرة الارجل القابعة في تلك الصالة .. التفت تجاه غرفته التي صارت لمايد .. وبعدها خرج مبتعدا عن المكان .. فهو لا يريد ان تصل كلماته لذاك النادم والغارق في بحر الذنب .. حشر سماعته في اذنه اليسرى واذا به يسمع الرنين المتوالي .. وصوت دعاء عذب يصرخ في اذنه .. ليقطع بالرد عليه ..

صلت العشاء متأخرا بساعة ونصف فابنتها الصغرى تعاني من حمى ارهقتها وتبكيها حتى النوم .. اما الاخرى فتلك الاحلام والدماء لا تزال تراودها بين ليلة واخرى .. طوت سجادتها وهي تسمع رنين هاتفها المتواصل .. سحبته وضغط الاخضر وهي تحث الخطى خارجة حتى لا تزعج النائمتين .. بعد الـ " الو " جاءها صوته .. يطلبها العفو .. كمحامي دفاع في محكمة هي القاضي وهي الجلاد وهي المجني عليه فيها .. والجاني يأن تحت وطأة الحكم الظالم الذي اصدرته منذ ليلتان .. يصف لها حاله التي يرثى لها .. كوابيس نومه التي احالته الى شبح لا يرغب باغلاق مقلتيه خوفا من خيالات تهيم في سماء احلامه المزعجة .. تكلم كثيرا .. لتسند ظهرها على الجدار واقفة .. وذاك الممر يشهد دمعة اغتالت وجنتها .. يسألها ان تسامح .. وهل تلك كلمة ستعيد لها ابنتها ؟! .. هي ليست بقاسية وليست بظالمة .. هي فقط ام ثكلى .. حُرمت من ابنتها في يوم حالك السواد .. وبسبب طيش شاب تائه في زمن الا رقيب من البشر .. قالت وهي تحاول ان تسكن تلك الرجفة التي داهمتها : لو ما طلع لها ما شردت منه .. وما ماتت ..

خلل اطراف اصابعه في شعره الخفيف ليتنهد : عمتي انتي انسانه عاقلة .. والاعمار بيد رب العباد .. واللي صار سبب لا غير .. كل انسان وله وقت .. ما بيزيد ع عمره يوم ولا بينقص .. وهذا كان عمرها .. حتى لو كانت راقدة يمج وهو يومها ما بتقدرين تردينه .. صح كلامي ولا لا ؟

صمتت .. فهي لا تجد شيء تبوح به .. فالبكاء بات يخنق ابنتها .. فرؤيتها لها وهي تصرخ بها أن دموعها تحرقها جعلتها تسكت الدمع .. وماذا عليها ان تفعل الآن .. هل تسامح .. وقلبها من سيبرد النار التي اجتاحته واستعمرته حتى اضحى لها وطنا لا تريد ان تفارقه .. تنهدت لتجيب : لا تلومني يا عبدالله .. لا تلومني ..

وانقطع الاتصال .. ليستغفر ربه .. فلقد فشل في محاولته .. عاد ادراجه الى تلك الغرفة .. ليفتح الباب بهدوء .. ويبتسم لذاك الذي افترش سجادته يصلي ... كيف عساه يخرجه مما هو فيه .. وتلك المحاولات تبوء بفشل ذريع قبل ان تبدأ .. تنهد وهو يغلق الباب كما فتحه .. وما هي الا دقائق حتى رن هاتفه .. ليتجهم وجهه حين جاءه صوتها باكيا .. فاطمة تبكي .. هو الآن يحمل هموما كثيرة .. هم اخوته .. وكأنه ابا لهم .. وكأن جميع طرق النجاة تأول اليه هو .. لم يفهم شيء منها .. الا البكاء وشهقات متتابعة ..

جالسة على الارض مستندة على باب غرفتها .. فلقد ختم القرار اخيرا من والدها .. دون ان تنبس ببنت شفه .. وهي تشعر بضياع يجتاحها .. ولم تجد الا هو لتبكي وتبث الحزن له .. بخوف يزلزلها كانت تتحدث : يوم الخميس عرسي .. يقول ان الملكة والعرس فنفس اليوم .. عبدالله حاسه اني مخنوقه .. مب قادرة اتصرف .. ابوك اعدمني ..

يريد ان يبث في نفسها شيء من الراحة .. فاخذ يمتدح عريسها المنتظر .. فهو خلوق والجميع يشهدون بذلك .. هدأت وهي تستمع اليه .. يحكي عن خصال من سيكون زوجها بعد ايام .. ليردف حين سمع بكاءها من جديد : استخيري يا فاطمة ..

-
حاسه اني بموت ..

-
بعيد الشر عنج .. تبيني اييج ونطلع .. اشردج من البيت .

ضحكت على افكار عبدالله المجنونة .. ليبتسم هو قائلا : ضحكي يا فاطمة والدنيا بتضحكلج .. والريال ورب الكون ما يعيبه شيء .. ولا يهمج المظهر .. ياما ناس بمظاهرها زينة وبجوهرها شينة ..

تسللت الراحة الى نفسها بعد حديثها معه .. هو مختلف .. يستطيع ان يغير الحال بكلماته .. غيرت الحديث سائلة عن مايد .. فهي لم تره ابدا منذ ذاك اليوم الذي اتهمها فيه .. لا يزال حاقدا عليها .. هذا ما تشعر به .. انهت المحادثة لتقوم خارجة من غرفتها .. فهي تشعر بالجوع .. فطعام العشاء لم يدخل جوفها .. فذاك القرار اضاع شهيتها .. نزلت لتسمع ضحكاته المتعالية .. بالامس كان كثور هائج يأبى الهدوء .. حتى سناء ابتعدت عنه متعذرة بان والدتها مريضة .. كان لا يطاق ابدا .. واليوم يضحك .. امر لا يبشر بخير .. هل كان استدعاء المحكمة له هذا الصباح سببا في هذا الفرح .. طوحت برأسها وابتعدت ..

اكمل حديثه وهو يقف متوجها لغرفته : خلاص عقب باكر موعدنا .. ولا تنسى اريد كل شيء اوكي .. وحقك بيوصلك ..

اغلق الهاتف ليرميه على تلك الاريكة .. ويبتسم : بنشوف يا ريم انتي ولا انا ..


,,

يــتــبــع|~

 
 

 

عرض البوم صور ♫ معزوفة حنين ♫   رد مع اقتباس
قديم 02-11-12, 01:15 AM   المشاركة رقم: 79
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري
♪ مُخْمَلٍيةُ آلعَطّآءْ ♦


البيانات
التسجيل: Mar 2010
العضوية: 157123
المشاركات: 30,194
الجنس أنثى
معدل التقييم: ♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 13523

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
♫ معزوفة حنين ♫ غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ♫ معزوفة حنين ♫ المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي رد: أنا أنثى لا يقف المستحيل أمامها ، للكاتبة : Anaat Al R7eel

 






,,

هذه هي لعبة تحدي كتلك اللعبة التي كانت ولا زالت تنسج خيوطها الايدي .. وهو يحاول ان يقطع تلك الخيوط قبل ان تطالها .. فتقيدها .. كخيوط عنكبوت على فريسة وقعت في الفخ .. عاد متأخرا ليلة البارحة .. ليستقبله سريره .. ويحتظنه حتى ساعة متاخرة من صباح اليوم التالي .. تقلب في فراشه ليقوم بعدها مفزوعا ..نفث على يساره واستعاذ من الشيطان من شر ذاك المنام .. ليخرج بعدها في حال يرثى لها .. شعرا منفوش وعيون حمراء .. وقميص نوم بعض ازراره مفتوحة والبعض الاخر لا .. وبنطال قد التف عن موضعه الاصلي .. وقف وهو يحك شعره ويتثاءب .. ليرفع الاخر نظره عن شاشة الـ" لاب توب " وينفجر ضاحكا .. حتى كاد ان يقع على ظهره .. ارتفع حاجبه استنكارا لفعل صاحبه .. ليسحب مخدة من على تلك الاريكة ضاربا بها صاحبه : بس ..

وهو يحاول ان يغالب ضحكته : وش فيك .. كانك شايف سكني .

رمى بنفسه على الاريكة بجانب صاحبه الجالس على الارض .. زفر انفاسه وهو مغمض العينين .. لينهض الاخر جالسا بجانبه .. تتهادى كفه على فخذه : رجعلك الحلم ؟

-
كل ما سافرت ورجعت يرجعلي .. تدري وانا هناك عشت كل شيء من يديد .. كل شيء ..

تنهد ليتحوقل بعدها : وش صار معك ؟ قابلته ؟

عرك عينيه باطرافه : ياليتني ما قابلته .. هيج فداخلي اشياء واشياء .

-
الله اشوفك صرت شاعر .

رمقه بنظرة اسكتته : انت فشو وانا فشو – اعتدل في جلسته – شو صار فغيابي .

عاد ليجلس على الارض .. يقرب الطاولة له .. ويترك العنان لاصابعه لتعزف على حروف الكيبورد : ما صار شيء .. امس كان في حفلة .. وعرفت انها من ضمن المدعووين ..

باهتمام ممزوج ببعض الخوف : راحت ؟

طوح برأسه مجيبا : اعتذرت ..

ضرب بكفيه على فخذيه واقفا : بروح اتسبح .. ياليت تسويلي قهوه .

نظر اليه : لا يا شيخ .. اشتغل عندك انا

ادبر وهو يضحك : اعرفك ما اهون عليك .. يعني بدون بربره زايده وقوم سو قهوه .. وياليت لو تكون مره مثل العلقم .. لان راسي احسه بينفجر .

صرخ لعل صوته يصل لذاك الذي ولج الى غرفته : ماني مسوي شي .. عندي محاضرة .. اخدم نفسك بنفسك يا زول ..

طل برأسه : مردوده يا نويدر .. ان ما خليتك تطبخلي ما اكون مصبح .

" تحلم " نطقها وهو متوجه نحو الباب .. ليغلقه بقوة حتى يسمعه الاخر .. خرج مسرعا حتى لا ينفذ طلب صاحبه .. خطواته تطوي الرصيف برجفة الهواء البارد .. ليعانق دفتره ابطه .. ويتوارى كفيه في جيبي بنطاله ويغمغم بحنق : كله منك يا صبوح .. طلعت بدون الجاكيت ..

وقف لعله يتدفأ بشعاع الشمس المتسلل من بين الابنية .. لا يعرف كم طال وقوفه .. ليتفاجأ بوقوف الاخر يمد له " جاكيته " الجلدي الذي كان ينشده .. رفع حاجبه استعلاء : وش المقابل ؟

بمحاولة لاخفاء ابتسامته قال وكأنه حازم في قوله : تسويلي كبسه ع العشا .

خطى بخطوات متمهلة : ما في شي لله ابد ..

تعالت ضحكته وهو يهرول خلفه يضع ما في يده على كتفي صاحبه : البس البس .. اخاف بعدين تمرض وتعديني ..

-
هذا اللي هامك ..

-
وش فيك يا رجال .. اخلاقك قافله .. هذا وانا غايب عنك يومين وازيادة .. قلت ارجع وبتستقبلني بالاحضان .

وهو يدخل ذراعيه في اكمام " الجاكيت " الجلدي : مو لايق عليك السعودي .. خلك بالاماراتي احسن .

عانق بذراعه ذراع صديقه : طيب ما اشتقتلي ؟

نفض ذراعه : ليه وش قالولك .. حبيبتك والا حبيبتك .

" حبيبتك " نطقها لينفجر ضاحكا .. ويضحك الاخر معه .. وفجأة اذا بوجهه يتجهم .. فهناك يقف نده وخصمه في الفوز او الخسارة .. يقف وعلى وجهه ابتسامة خبث .. ونظراته التي يرمق بها مصبح دليل على مكيدة ما .. قبض اطراف يده ليشير بابهامه الى الاسفل .. وكأنه يقول له خسرت .. ماذا عساه يقصد بتلك الحركة في هذا الوقت ؟ هل تاخر .. هل انتهت لعبة حمدان القذرة التي تمرغت في طين الا اخلاق ..ترك نادر مسرع الخطى غير ابه بسؤاله الذي اخذ يردده بعد ان رأى تلك النظرات بينهما ..

يهيم في ساحات الجامعة .. وبين اروقة قاعاتها .. وفي قاعات دروسها .. يبحث عنها .. اليوم يذكر ان معها محاضرة بعد الظهر .. فاين عساها تكون في هذا الوقت .. عقله يشير عليه بالتوجه الى المكتبة .. لعلها هناك بين رفوف الكتب .. صعد السلالم للطابق الثاني .. فليس لها اثر في الاسفل .. هاهي هناك تمشي بهوادة وهي تمرر سبابتها الطويلة على عناوين الكتب .. لتقف اخيرا تسحب احدها .. تفتحه وتقلب في اوراقه .. ليسقط منهارا من بين كفيها .. بسبب صوته المفاجأ باسمها .. تعوذت من الشيطان .. دائما هذا حالها .. وكأنه شيطان يكدر عليها صفو حياتها في هذه الغربة ..

تكتفت تنظر اليه بحاجب مرفوع .. وهو يلهث .. انفاسه تنتحر خلف بعضها امامها .. لتستنكر طلبه وهو يمد كفه لها : عطيني فونج .

بعثرت نظراتها لتهز ساقها بغضب اتضح على ملامح وجهها المستدير : خير؟!

اعاد الطلب من جديد وبجدية اكبر .. ليردف : بعطيج رقمي

ضيقت حدقتا عينيها لترص على اسنانها : انت ما تستحي .. شو شايفني قدامك .. بنت ضايعه صايعه تركض ورى الشباب .. وتكلمهم فون .. ما حزرت .. مب هاجر بنت عبد الرحمن اللي توصل نفسها لهالمستوى .

اعترض طريقها حين حاولت ان تتركه : ومب مصبح اللي ينزل مستواه لهالسوايه .. انتي فغربة وبتحتايين رقمي .. وما اقولج اتصلي علي .. ولا ابيج تتصلين علي الا فوقت تحتاييني فيه– وبتشديد اردف – يا بنت عبد الرحمن .

نظراته الواثقة هزتها .. اهتزت كل خلية في جسمها .. لعلها لا ترى الا حقيقة ما تفكر فيه هي .. دست يدها في جيب بنطالها الجينز بعد ان رفعت بلوزتها المتدليه حتى نصف فخذها .. ابتسم وهو يرى ارتجافة يدها .. هو كل ما يبتغيه ان لا تندم هي ويندم هو بسبب ذاك الحمدان الراكض خلف الملذات .. حتى الآن لا يعرف كيف ينجح في مساقاته الدراسية .. فهو لا يعرف سوى اللهو ..

عيناها تسمرتا على كفيه واصابعه المتسابقة لضغط ازرار هاتفها .. : كتبي الاسم اللي يناسبج .. بس وعديني انج ما تمسحيه الا عقب ما تردين البلاد ..

انتظرها تمد يدها لتاخذه .. او تنطق بتلك الكلمة التي ارادها .. شعور بالخوف يبعثر كيانها .. ليس خوفا منه .. بل خوفا من نوع آخر .. قلبها ينبأها بأن هناك مصيبة قادمه .. هو لا يظهر وبكل هذا الاصرار الا اذا كان يدرك شيء ما .. تعبت يده فانزلها ولا يزال الهاتف بين كفيه : هاجر ...

رفعت نظرها لترسم ابتسامة باهتة .. وتردف بصوت خافت : اوعدك ..

سحبت هاتفها من يده .. لتضغط على الازرار تدون اسما ليرتبط بذاك الرقم .. وبعدها ابتعدت .. لا يعلم لماذا يخاف عليها .. هل السبب حمدان ام السبب عينيها .. ؟ جلس على اقرب طاولة وهو يتنهد .. ونظره يخترق سطحها الخشبي الى مكان اخر .. مكان كان يجمعه بتلك العينين اللتان تشبهان عينيها .. ضحى بالكثير والسبب حبه المتغلغل في شرايين واوردة قلبه .. ضحى ببلده وبأهله .. فهي في كل ركن من اركان حياته الماضية .. في كل خطوة يخطوها على تراب وطنه الغالي يشعر بها معه .. تنهد .. لعل تلك الانفاس تريح روحه المتعبة من ذكريات مرهقة .. ذكريات تبحث عن زاوية النسيان لترتمي فيها .. وذاك يطالبه بالنسيان .. كم هو نادم على لقاءه به .. فكيف يطلب منه ان ينسى وهو لا يستطيع ان ينسى .. لتطرق جملته عقله من جديد : اذا انت بتنسى انا يمكن انسى ..


,,

اناس تبحث عن باب النسيان الذي يريحهم .. وهي النسيان يأتيها زحفا دون ان تطلبه .. فلقد بدأ ذاك المستعمر بالضغط على خلايا ذاكرتها .. موعد ادويتها لا تتذكره الا بمعونة من هاتفها .. تشعر بضياع يجتاح عالمها رويدا .. يرن هاتفها لتجري اليه .. هو يتصل .. تهللت اساريرها .. فهو لا يزال يذكرها .. ردت بصوتها الهادئ .. ليبتسم وهو يتجول في مزرعته الغناء باشجار النخيل والحمضيات .. يشعر بالفرح يجتاحه حين يسمعها .. وتلك الزيارة حركة في نفسه امورا كثيرة .. ليدرك ان هناك اشخاص يحتاجونه .. واولهم هي .. انقطعت اخبارها عنه .. فهو لم يعد يراقبها كما كان .. فلا يريد ان يفعل ذلك .. يكفي انها مع عيسى الذي يحبها ويخاف عليها .. ضحك حين قالت له بانها اشتاقت لمنزلهما .. ليجيبها : ان شاء الله بنرجعله .. شوفي باقي اسبوع او اثنين وبيي اخذج اوكي ..

لاول مرة تشعر بانها تحلق في السماء .. وكأن قلبها العاشق المغرم نبتت له اجنحة بسبب تلك المحادثة .. تريد ان تخبره بانها مريضة .. وبان هناك من استوطن رأسها .. حتى اضحت على حافة النسيان .. في اي لحظة قد تسقط في تلك الفوهة دون رجعة .. ولكن سعادته التي تشعر بها في نبرته الضاحكة اوقفتها .. وبنت اسوارا عالية امامها .. وقيدتها بسلاسل ثقيلة .. فان فعلت ستنتزع فرحته .. تهادت دمعة على وجنتها حين سألها ان كانت تحتاج لشيء ما .. تذكرت اخيها .. فاليوم عزمت على احضار النقود له .. فذاك الدائن اعلن انتهاء المهلة المقررة .. والمنزل وكأن هناك من لا يريد له ان يباع .. لا احد يريد ان يشتريه .. لعل هناك شخصا يتربص بهم هذا ما كان يردده عيسى وهو غاضب ..

مسحت دمعتها لتطمأنه انها بخير .. وان لا ينقصها الا وجوده بجانبها .. لتنتهي تلك المحادثة .. وتشد هي بقبضتها على ذاك السلسال .. لازالت تذكر كلماته .. رفعته امام عينيها .. لتتمتم : سامحني لازم اضحي بروحك .. بس برجعه . اوعدك اول ما ينباع البيت بفك الرهن .. ما ببيعه مستحيل ابيعه ..

وبعدها قامت لتودعه في علبته المخملية الحمراء .. وتستعد للمغادرة .. ستسجنه في احد المحلات لشهر ربما .. حتى يباع ذاك المنزل المشؤوم .. وبعدها تحرره من سجنه دون ان يعلم هو شيء .. ابتسمت .. وبعدها خرجت .. تحلم بارجاع البسمة المفقودة على شفاه اخيها منهك التفكير ..

اما هو فما كان منه الا ان يسابق الريح على ظهر الثريا .. يشعر بالسعادة .. سعادة افتقدها لسنوات طوال .. هل هو السبب .. هل ظهوره المفاجأ في حياته من جديد هو سر ما هو فيه الآن .. نسمات الصباح الباردة المبشرة بفصل شتوي بارد تلفح وجهه .. يخيل اليه انه يرقص بسبب خطوات الفرس الشقراء ..انحنى يقبل عنقها .. كم يهواها .. ويهوى جموحها الهادئ .. وشموخها وعنفوانها الاصيل .. اهتز هاتفه في جيبه .. ليترجل من على ظهرها .. تجهم وجهه .. وكأن السعادة حرمت عليه .. فلا يفرح حتى يعود الحزن يغزو روحه .. صرخ به : انت شو يالس تقول ؟

عدل " غترته " وهو يقف ساحبا بعض الملفات من على ظهر مكتبه خارجا : لا تخاف بحل الموضوع ..

اطرافه تتحرك باستدارة على صدعه الايسر : سلطان انت تعرف ان انسحابهم يعني خسارتنا .. بنخسر كل شيء ..

لاول مرة ينزل الدرجات .. فذاك المصعد متعطل .. ليصله صوته الاهث بتعب: قلت لك لا تخاف .. بحل الموضوع .. بس حبيت اعطيك خبر يمكن نحتايك .. يعني ياليت تقطع سفرتك وترد ..

-
الشركة الفرنسية ما بتسوي هالشيء الا اذا كان في حد ورى هالموضوع .. حاول تحل كل شيء وتعرفلي منو الكلب اللي يالس يلعب بذيله بهالطريقة الوسخة ..

,,

الوساخة بحر يخوض به من لا ذمة له .. ليتهاوى الى ادنى درجاتها .. كما هو .. اليوم كانت الجلسة لتحديد المصير .. خائفة هي .. بل مرتعبة الى حد توقف نبضاتها .. ذهبت بمعية والدها وابن عمها طارق .. وهناك كان الجميع .. او من يهمه الامر .. سعود ووالدته جاءهما امر استدعاء بسبب تلك الاوراق التي يكللها توقيعه .. ووالدته اصرت على الحضور .. فلعلها تكون شاهدة حق لما حدث .. وهناك كان بدر ورجالا اول مرة تراهم هي .. استنكرت وجودهم .. من عساهم يكونوا .. هل هم شهود ؟ ولكن بما سيشهدون .. فهم لا يعرفونها .. ابتسامة مخيفة ترتسم على وجهه الناظر اليها .. وكأنه يرى وجهها وخوفها من خلف ذاك الغطاء الاسود .. سيموت .. هي تشعر بان قلبها سيموت .. شيء غريب يحدث هنا .. انتشرت نظراتها على الحضور .. وذاك القاضي يقلب اوراقه بتمعن .. دون ان يدرك بانه يعدمها ببطء مع كل ورقة تُقلب .. كل شيء في صالحها حتى الآن .. شهادة سعود .. وتلك الاوراق والتقارير التي تثبت الاعتداء عليها بيده هو .. نظرت اليه .. ساكن .. بل انه هادئ لحد التجمد .. وهذا ما اخافها بقوة .. تشعر بان كل شيء يدور من حولها .. احد اولئك الرجال محامي له .. هل يستحق الامر وجود محامي ؟..

تقدم احد الرجال ليقف هناك .. يتحدث بكلام لا يصدق .. فهو يدعي بانه يعرفها .. وانها تتصل به .. وتخرج معه .. وانها تزعجه بالحاحها المتواصل بالتقرب منه .. ليشهد الاخر معه .. هي لا تعرفهم .. كيف لهم ان يقولوا كل هذا؟ ... صرخت بهم ليتوقفوا عن طعن شرفها : كذب ..

ليصرخ بها ان تهدأ .. الانظار تصب نحوها .. نظرت لوالدها الذي اسود وجهه مما يقال .. ولطارق الذي تشنج في مكانه .. وسعود ووالدته الهادئان .. وهي تهز رأسها بلا .. ودموع حارة تبلل وجهها .. لتنظر الى القاضي بعد ان مد له احد الرجلين هاتفه .. لينعقد حاجباه .. ويسألها : يا بنتي .. هذا رقمج ..

والقى عليها سبعة ارقام بعد ان ابتدأها برمز 050 .. هزت رأسها بنعم .. فالكلام لا يريد الخروج .. ليعيد السؤال عليها من جديد .. فتجيبه بصوت مخنوق : هيه رقمي ..

ليقرأ على الجميع ما كتب في تلك الرسالة النصية المستلمة من ذاك الرجل الذي لاول مرة تراه : " خلاص يا عمري بطلق قريب وبكون لك وبس " ..

"حسبي الله ونعم الوكيل فيك يا سعيد " رددتها مرارا .. ليشيح بوجهه عنها يخاطب الجميع ومن فيهم عمه : انا كل ذنبي اني بغيت استر عليها .. اشوفها تمشي فطريق الحرام .. وقلت يا سعيد خلك ريال .. هذي بنت عمك .. استر عليها .. سمعتها من سمعتك .. بس عقب ما وصلتها للمحاكم .. فسمحلي يا عمي .. ما اتشرف ان بنتك تكون حرمتي وعلى ذمتي ..

نظر اليها وعلامات نصر ارتسمت على محياه .. يراها كسيره بعد ان طعنها في شرفها امام الغرب .. تحسبت عليه من جديد .. حتى اختفى صوتها .. لينطق وهو يبتسم : انتي طالق يا بنت عمي .

,,

اعذروا لي قصر الجزء الـ29
وبأذن الله يوم الاحد سيكون الجزء 30 بين ايديكم .. وسيكون حافلا بالاحداث ان شاء الله ^^


 
 

 

عرض البوم صور ♫ معزوفة حنين ♫   رد مع اقتباس
قديم 02-11-12, 01:16 AM   المشاركة رقم: 80
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري
♪ مُخْمَلٍيةُ آلعَطّآءْ ♦


البيانات
التسجيل: Mar 2010
العضوية: 157123
المشاركات: 30,194
الجنس أنثى
معدل التقييم: ♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 13523

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
♫ معزوفة حنين ♫ غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ♫ معزوفة حنين ♫ المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي رد: أنا أنثى لا يقف المستحيل أمامها ، للكاتبة : Anaat Al R7eel

 


,,


لم تكن تلك هي الحرية التي تنشدها .. حرية مقيدة خلف اهواء شيطانية منه .. ليس ببشر .. هذا ما كان يجول في فكرها المتعب .. تشعر كمن مشى في صحراء بعد ان اخبروه بان خلفها نهر عذب زلال .. فمشت حتى جف ريقها ولم تجد الا اشواك تدمي روحها .. لا ماء عذب كما كانت تشتهي .. الكثير من الدعوات اهالتها عليه حتى تشقق جوفها واضحت تلك الحروف كالملح يصب على الجراح .. ركضت خلف والدها غير آبه بمن حولها .. لتمسك بكفه تلثمها : والله انه كذب .. وربي انه كذب .. انا تربيتك يا بو عمار .. اموت ولا اوطي راسك ..

سحب يده من كفيها .. صارخا بطارق : خذها للبيت ..

وقفت .. وشهقاتها تتلاحق .. ليقع الغطاء عن وجهها .. لا تشعر باي شيء سوى بسكين سعيد التي طعنت بها .. صرخت : والله العظيم كذب ..

لا يعلم لماذا لا يزال واقفا يشهد تلك المسرحية المبكية .. بخلاف بدر الذي لم يستطع النظر لعمه وطارق بعد فعلة سعيد .. فآثر الخروج قبلهم ... يشعر بالظلم قد اسدل ستائره عليها .. ليلتفت لوالدته .. يخبرها ان تذهب اليها .. فهم في مكان لا يسمح بالصراخ والنحيب .. وهي تناست نفسها .. مشت بخطواتها الدالة على كبر سنها .. لتقف بجانبها تنظر الى طارق الذي لا يستطيع ان يفعل شيء سوى انه يطلب منها ان تذهب معه .. وهي لا تستجيب .. ما إن نطقت بـ" يا بنتي " حتى ارتمت في حضنها .. تدس وجهها الذي اغرق في بحر الظلم .. لينطق الآخر بانه سيذهب ليحضر سيارته من الموقف .. وهرول مبتعدا .. وذاك وقف على باب ذاك المبنى يشهد ما يحدث في ساحته .. ليتشدق وهو ينزل الدرجات القليلة .. ليقترب منها وهي لا تزال بين ذراعي تلك العجوز .. تبكي وتتمتم بالدعاء عليه .. اقتربت خطواته خوفا منه عليهما .. او عليها هي .. فسمعه وهو يتفوه باسما : بغيتي توطين راسي باوراقج وشهودج هااا

رفعت رأسها لترمقه بعيون يقدح منها الاحتقار .. وليردف هو : قدرت اطلع نفسي الصح وانتي الغلط .. سعيد مب هين ..ولا تظنين بتقدرين عليه .. اشوف الحين اذا في ريال واحد بيلتفتلج بدون ما يقول عنج – اخفض نبرته اكثر .. وهو يجر الكلمة الاخيرة – حقيييرة .

" ما الحقير الا انت " تبعثرت تلك الجملة من فيه .. وهو يقف مربعا ذراعيه على صدره .. ونظارته الواقية من اشعة الشمس تحجب نظرة عينيه .. ليردف بعد ان تسمر الاخر وانفاسه الحارة غضبا تتقاذف برعب : تفو على الريايل اذا بيوصلون حريمهم للعار بدون ذنب .

تحرك خطوة حتى يواجهه .. وابتسامة النصر تعود على محياه : يوم هي مب قد التحدي .. لا تتحدى .. وانت لا تسوي فيها ريال .. دامك تمشي ورى حرمة مثلها .. لااا وبعد تشهدلها .

ارتسمت على وجه الآخر ابتسامة : يكفي ان امي حرمة .. ولي الشرف اوقف مع حرمة دام خصمها – سكت وهو يزيد من ابتسامته ليردف – مب ريال .

اصابعه تقيد معصمه بعد ان رفع كفه قائلا " تخسي الا انت " .. ليشد بقبضته اكثر .. وهو يدنيه منه اكثر .. واسنانه ترتص لينطق : الرياييل تحافظ ع شرفها .. ما تدوسه بشهادة زور .. بس الله فوق وعمره ما بيضرب بعصا .

رفعت طرف " شيلتها " تغطي وجهها وهي ترى المعركة الكلامية بين من كان زوجها وبين الرجل الذي لا تعرف عنه الا انه شهد بالحق .. تراه يرمي بذراع سعيد بعد ان نطق ببعض الجمل التي لم تصل اليها .. لتقف تنظر اليهما : الله ينتقم منك يا سعيد .. الله ينتقم منك .

دعوات انسانة انظلمت حتى النخاع .. حتى حين اعلان فك قيودها ظُلمت .. تشعر بانها تسحب الى القاع .. كرمال متحركة في وسط صحراء خاوية .. لا تصل فيها صرخة .. دموعها وشهقاتها رفيقات دربها وهي بجوار طارق .. قلبه يعتصر حقدا على ذاك الذي يكون له ابن عمه .. اي ابن عم يفعل هذا الفعل بابنة عمه وبعمه .. الذي ترك المكان غاضبا .. التفت اليها .. الحروف تأبى ان تخرج من مخارجها .. حتى هو لا يعرف لماذا كان صامتا على غير عادته .. لم يثور .. ولم يحرك ساكنا .. هل انكسارها الجمه .. ام ان الكلام لا نفع منه مع ذاك السعيد .. ولا الضرب ورفع الايدي .. لم يعد اي شيء يجدي نفعا .. توقفت العجلات في ساحة منزلهم .. ليدعوها لنزول .. لم تستجب .. وكأنها التصقت بذاك الكرسي .. وانفاسها المتعبة جمدت اوصالها .. ترجل ليفتح لها الباب .. وتلك تحمل طفلها بين ذراعيها تشهد الموقف .. لتجزع حين وقعت ريم على ركبتيها صارخة : حسبي الله عليك يا سعيد ..

تردد الدعوات بظهر منحني .. اقترب يهدأها .. لكن لا فائدة .. شد على قبضتيه وتركها.. لتخرج اليها مريم وميثة .. تسندانها ..

لتصرخ مريم بطارق : شو مستوي ؟

-
الكلب سعيد فضحها فالمحكمة وقال كلام ما ينقال ..

تحوقلت وتلك بينها وبين ميثة .. لتنهار من جديد على ارضية الصالة .. صوتها بالكاد يخرج .. مدت لها ميثة بكوب الماء .. لعل جوفها يرتاح مع قطرات الماء الباردة .. دموعها انهار فاضت عن الحد : والله يا خالتي ما خنته فيوم .. التفكير اللي هو التفكير ما خنته فيه .. ايي يتبلى علي – صرخت – الله لا يوفقك يا سعيد .. عساني اشوف فيك يوم يالظالم .

دفنتها مريم في صدرها : بس يا ريم .. بسج دعاوي .. قولي حسبي الله ونعم الوكيل بتكفيج عن كل شيء .. قطعتي قلبي ..

الغرفة باردة حتى وكأنها نست ان هناك طفل لا يجب ان يتعرض للهواء البارد بهذا الشكل .. وضعته على السرير .. وهناك نار تشتعل في صدرها .. فكان على وشك ان يلمسها .. ان يوقفها بعد سقوطها بجانب سيارته .. والآن تسمعه يصرخ يهين سعيد .. الم تطلب هي الطلاق .. فلماذا البكاء ؟ دخل ليلفحه الهواء البارد من جهاز التكييف المركزي .. اسرع الخطى يسحب جهاز التحكم من جانب السرير ليسكته .. صارخا بتلك المتكتفة وهي تنظر اليه : ينيتي .. ليش رافعة ع المكيف .. والا ناسية ان عندج ولد بعده فشهوره الاولى ..

رمى جهاز التحكم .. لينحني لذاك النائم يقبله .. وهي لم تعر كلامه اي اهتمام ... فحرارة جسدها انستها البرودة التي تضرب بارجاء الغرفة .. قالت بشيء من اللامبالاة : تطلقت ؟

تجهم وجهه وهو يعدل لفة الغطاء البيضاء على منصور .. ليرفع جذعه ناظرا اليها : هيه .

مشت خطوتان لتقف امامه : ما هي اللي طلبت الطلاق .. عيل شو بلاها تنوح وتدعي .. المفروض تفرح ووترقص .

ليس بغريب عنه اسلوبها الذي تغير منذ ايام خلت .. منذ ذاك اليوم الذي عادت فيه ريم الى منزل والدها .. وقف فرفعت نظرها لعينيه .. فهو يفوقها طولا : اريد اعرف انتي شو بلاج متغيرة .. حد زعلج .. حد قالج شيء .

اشاحت بوجهها عنه لتبعثر على شفاهها اتهاما له : شوف عمرك .. وانت تعرف الجواب .. مب ناقص بعد الا انك تمسكها – نظرت اليه – ووين عمي .. مب هو اللي رايح وياها .. وانت ليش كل شوي قايم تفزعلها ..

ابتسم .. وحاول كتم ضحكته .. وهي تحترق .. ليمسكها من كتفيها .. يقبل وجنتها : اشم ريحة غيرة – يضمها الى صدره – فديت اللي تغار علي .

انسحبت من حضنه بعنف صارخة : مب غيرة .. بس الشيء لازم يكون له حدود .. وانت من يوم ما ردت وانت وياها .. عشان شو .. والا عشان شيء فبالك مثل ما قال سعيد .

احتقن وجهه من كلامها ذاك .. لينطق بشيء من الغضب : سمعي يا شهد .. اذا بتيلسين تسمعين للقيل والقال ما بتخلصين .. واذا مب واثقة من ريلج فهذي مشكلتج .. ومن اليوم ورايح ريم ما بهدها .. ما بهد اختي وادير لها ظهري ..

ابتعد عنها متوجها لدورة المياه ( اكرمكم الله ) .. لتصرخ به : بس هي مب اختك .. تسمعني .. مب اختك ..

اغلق الباب على صراخ منصور الذي ارعبه صوتها وصراخها ..
غاضبة هي خوفا من فقدان الشخص الذي تحبه .. اما هو فغاضبا لشيء آخر .. وقف هناك ينتظر راشد .. في ذاك المجلس الكبير .. وجهه كان مسودا .. مما جعلها تقف على مقربة من المكان بعد ان نادت والدها .. فعمها هناك يريده في موضوع مهم .. دخل مرحبا به .. ليتبادلا التحية .. وبعدها نطق بكل ما استوطن قلبه : وصلت المواصيل بولدك الردي يطعن فشرف بنتي يا راشد .. وصل فيه انه يتبلى عليها بشهود زور .. يعني ما قدر يطلق الا بفضيحة لبنتي ولبيتي .. فضيحة لعمه ..

الاخر لا يفقه اي شيء .. فهو قد ابتعد عن الموضوع .. تاركا كل شيء لابنه سعيد .. حاول ان يفهم .. وبدأ يستوعب كل شيء رويدا رويدا مع كلمات اخيه الغاضبة .. لينطق بعدها : ويمكن مب زور يا عبد الحمن .

ويلاه .. حتى الاب مثل الابن .. الاخ مثل ابن الاخ .. تحوقل وتحوقل واستغفر .. فهو وضع الاخ الاكبر مقام الوالد .. مقام ابيه الذي رباه على احترام اخيه لانه الاكبر .. والآن اخيه يكسره كما كسره ابنه منذ ساعة هناك .. بهدوء مغاير عما يجتاحه اجاب : لو منصور عايش يا راشد .. شو بيكون موقفه ؟ .. واذا مب مصدقني ومصدق ولدك السافل .. اصبر وانا اخليك اتصدق .. بناتي ما ربيتهن ع الرذيله يا راشد .. تسمعني .

وبعدها غادر .. لتجري تلك لداخل .. وتصطدم به صاعدا وهو يدندن ... لاول مرة ترفع صوتها : شو اللي سويته بريم يا سعيد .

وقف واستدار .. وابتسامة مع نظرة خيلاء وخطوات تحث بجسده للاسفل .. ليقف امامها : اللي تستاهله .

طوحت برأسها : حرام عليك .. هذي بنت عمك .. شرفك ..

-
لا تعلين صوتج يا فاطمة .. وخلج ابعيد احسنلج .

-
خسارة يا سعيد .. عمرك ما صنت النعمة اللي بين ايدك .. عمرها ما شافت منك يوم حلو .. وبالاخير تطعنها فاثمن شيء عندها .. انت ما تخاف من ربك .. ما تخاف ع عرضك .. ما تخاف ع بناتك اذا الله رزقك عيال .

وكأن بها ضربت على الوتر الخامد فايقضته .. انتفض ليرفع كفه .. وتتسمر في الهواء بعد صرخة راشد به : سعيد .. ايدك ما ترفعها ع اختك وانا حي .. فاهم ..

خرجت تلك الهادئة من غرفتها على صراخ بعلها .. فقدمها تتعبها بسبب السكري الذي تعاني منه .. كل شيء يحدث امامها وخوفها يلجمها عن الكلام .. فهي اعتادت على الصمت والموافقة على كل كلمة ينطقها ذاك الذي عاشت معه اكثر من خمسة وثلاثين سنة .. اكثر من ربع قرن .. وتعودت الامر .. جرت ابنتها للاعلى مارة بجانب اخيها .. ويمشي راشد لداخل صارخا به ان يتبعه .. ليقف في منتصف الصالة : شو اللي سمعته من عمك يا سعيد .. كلامه صح والا انت الصح .

زفر انفاسه مدعيا البراءة : قلتلك يا بويه من قبل .. الحرمة العوية تتربى بالضرب .. والا تظن اني كنت امد ايدي عليها مني والطريق .. لا يالغالي .. ما مديت ايدي وما حبستها الا اني شايف الغلط راكبها ..

هادئ في حديثه .. حتى وكأن راشد بدأ يقتنع .. فهو لا يريد ان يصدق بانه لم يربي ابناءه خير تربية .. بعكس الاخر الذي موقن ببراءة ابنته .. ولج الى منزله وهي لا تزال بضعفها في تلك الصالة .. بعد ان شرحت ما حدث لمريم وميثة .. ولسانها لا يكل ولا يمل من الدعاء على كاسرها .. ومهين كرامتها امام الغير .. ولج لتعانق اصابعه ذراعها بقوة .. يسحبها لتقف : قومي وياي ..

وقفت مريم ووقفت ميثة .. لترد الاولى : وين بتشلها يا عبد الرحمن .. خاف الله فبنتك ..

سحبها بعنف : امشي

امسكته من ذراعه الايسر : وين شالنها

وتلك تصرخ ان لا ذنب لها .. وتقسم بالله ايمان مغلظة بانه ظلمها .. وعبد الرحمن لا يأبه لهن نفض ذراعه : سكتي يا مريم .. ما اريد اسمع ولا كلمة ..

لم تستطع ان تثنيه عن قراره .. خائفة على ريم .. فعبد الرحمن ليس بعبد الرحمن الذي تستطيع ان تغير تفكيره ببعض الكلمات .. مثل ذاك اليوم .. حين كسر ابنته .. وقفت امامه وهو جالسا على طرف السرير : عبد الرحمن .. مب حلوة منك تعاير بنتك بامها .. لو هي اللي قالتلك تزوجها كان لك حق .. بس انك تظلمها والسبب انت .. فهالشيء محد يرضاه .. اذا الدنيا وانت وامها والمجتمع ظلموها .. منو بيكون وياها خبرني .. من بعد عينك بعد عمر طويل ان شاء الله .. منو بيكون معها .. اذا ابوها اللي هو ابوها يعيرها بغلطته .

رفع نظره اليها : انا غلطت .. كنت صغير ما حسبت حساب لشيء .. وتزوجتج بعد ما تزوجتها بكم شهر .. ما توقعت فيوم اني بظلم حد بشي سويته فساعة بدون تفكير .

-
وشو ذنب ريم خبرني .. هذا بدال ما تاخذها فصدرك .. قمت تستقوي عليها قدام اخوك .. وانا ما بعلمك عن اخوك .. انت تعرفه زين ..


يومها اقتنع بكلامها .. واعاد حسابته .. واليوم بماذا عساها تقنعه .. فالفضيحة خنجر يشق طريقه في الصدر سنين وسنين . واللسنة البشر كرصاص تخترق القلب قبل الجسد .. فماذا عساها تقول لتردعه .. وتلك التي تجرعت طعن الخناجر وضربات الرصاص كيف ستواجه العالم .. بل كيف ستواجه والدها الذي لا يزال غاضبا .. عدلت " شيلتها " بعد ان مسحت دموعها .. وهي تردد في نفسها : انتي ما غلطتي يا ريم .. ما غلطتي .. هم اللي غلطوا فحقج .. مب مرة ولا مرتين ولا ثلاث .. غلطوا واايد وانتي ساكته – التفت تنظر لوجه والدها الناظر لطريق وحاجباه معقودان – ابوي غلط .. وامي غلطت .. اذا تميت اندس ورى اغلاط غيري ما بعيش .. – ابتسمت نصف ابتسامة وهي تنظر لجانبها الاخر – محد مرتاح في هالعالم .. لانهم يندسون ورى ماضيهم .. وانا اريد الراحة .. وما بخذها الا اذا دست ع كل شيء ..

تجهم وجهها .. فهذا الطريق تعرفه .. نظرت من جديد لوالدها .. هل يعقل بانه سيعيدها له .. هل يعقل انه سيرميها من جديد في احضان ذاك الحيوان المتجرد من كل الصفات الحسنة .. كفها غطى فيها .. وعيناها اغمضتهما بقهر .. يجب ان لا تبكي .. فلقد انتحرت جميع الحروف بسبب تلك الدموع التي سالت .. لن تتحدث .. فيكفي والدها ما اصابه .. ترجل وسحبها من جديد معه لداخل : ابويه ع شو ناوي ..

" امشي " هي الكلمة الوحيدة التي نطقها .. نظرت الى كفه الذي يعانق كتاب الله .. فلقد سحبه معه كما سحبها هي .. دخل مباشرة الى الصالة .. يعلم بان هناك سيكونون .. هو موجود فسيارته لاحظها قبل خروجه .. دلف وهي معه تتعثر خطواتها .. فلا تزال ساقها ملفوفة بجبيرة .. حتى وان كانت اقل ثقل عن سابقتها .. ارتفعت الانظار لهما .. وتجلجل صوته في المكان : مب مصدقني يا راشد .. مكذبني ومكذب بنتي ومصدق الكلب ولدك .

انتفض واقفا : ما اسمحلك تهيني ووسط بيتي .. واذا ياي تردها بعد اللي عرفته عنها .. فاسمحلي ما اريد وحدة مثلها فبيتي وع ذمتي ..

-
تكلمت مع سعيد وعرفت انه ما سوى اللي سواه الا من سواي بنتك .

ملتزمة الصمت .. ترى مناوشاتهم ضد والدها .. ونظرها عليه وهو يبعثر نظراته بعيدا عنها .. فلا يريد ان يرى عيونها القادحة بسموم تجرعتها بسبب معاملته .. فهي الوحيدة التي تدرك بانه كاذب .. بل انه انسان تافه .. صغير العقل .. انتبهت حين سحب والدها كفها يضعها على المصحف الشريف : حلفي يا ريم ..

بماذا تحلف ؟ .. فهي لم تكن تستمع لما يقال .. ارتجفت شفتيها .. ناظرة لوالدها الذي ابتسم لها لاول مرة بعد ما حدث : حلفيلهم ان كل الكلام كذب ..

ابتسمت من وسط دموعها .. نظراتها تفترس عمها .. ويدها ترتجف على غلاف كتاب الله : والله اللي رفع سبع سموات .. ان عمري ما خنت ولدك يا عمي .. واني اشرف من اي كلمة قالها .. والله اللي خلقني وخلقك الريايل اللي يابهم للمحكمة ما اعرفهم ولا عمري شفتهم ..

انزلت كفها لتنظر لسعيد الذي بان الخوف على وجهه .. اخذت المصحف من يد والدها .. ووقفت امامه : سعيد .. يا ولد عمي .. ياللي عرضي من عرضه .. وشرفي من شرفه .. حط ايدك واحلف ان كل اللي انقال فالمحكمة صدق .

نظر لوالده ومن ثم لعمه .. الا هي لا يريد النظر اليها .. يدرك انها تبتسم .. تبتسم لانها على حق وهو على باطل .. هل يضع يده ويقسم كذبا .. لا فهو اجبن من هذا الفعل .. نطق بدفاع وهو يبتعد خطوات للخلف : انا مب ياهل تحلفونه .. ما عندي كلام غير اللي قلته .. ريم وحدة خاينة وحقـيـ...

قاطعته : اسكت .. لو عندك ذرة رجولة .. ما شهدت زور ع بنت عمك .

خرجت تلك الجملة مرتجفة كجسد عاري بين الجليد .. لتبتعد هي نحو والدها : الله لا يسامحك يا سعيد ..

نطقتها وابتعدت .. وفي نفسها قوة ولدت من قسوته وقسوة الايام عليها .. نطقتها ودموعها تشهد على ما حدث .. ادبرت موليه خلفها عم اعمى وابن عم لا يهمه الا نفسه .. وبيت لطالما تعذبت فيه بصمت .. بيت لا تتمنى في يوم ان تعود اليه .. مسحت دموعها .. لتنظر بعدها لسماء الملبدة ببعض الغيوم .. لعلها غيوم مطر .. مطرا قد يغسل الارض من نجاسة بعض البشر .. واذا بكفه تعانق كتفها .. لتمسكها وتقبلها : بنتك اشرف من كلام انسان واطي مثل سعيد ..

لاول مرة يحتضنها .. يدفنها في صدره العريض .. تشم رائحته التي لم تنعم بها وهي صغيرة .. وتشتاق لها كلما كانت هاجر في احضانه .. تمنت لو يتوقف الزمان وتبقى هي بين ذراعيه للابد .. تبقى هناك بعيدا عن وطأة الحياة المرة .. تحتمي من الجميع .. حتى من انفاسها الضعيفة ..

,,

يــتــبــع|~

 
 

 

عرض البوم صور ♫ معزوفة حنين ♫   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
أمامها, للجوال txt, للكاتبة, anaat, أنثى, المستحيل, تحليل, تحميل رواية كاملة, رواية, r7eel, وورد word, كاملة, كتاب الكتروني pdf
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتمله
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 07:05 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية