لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > المنتدى العام للقصص والروايات > القصص المكتمله
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المكتمله خاص بالقصص المنقوله المكتمله


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 18-10-12, 05:16 PM   المشاركة رقم: 61
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري
♪ مُخْمَلٍيةُ آلعَطّآءْ ♦


البيانات
التسجيل: Mar 2010
العضوية: 157123
المشاركات: 30,194
الجنس أنثى
معدل التقييم: ♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 13523

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
♫ معزوفة حنين ♫ غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ♫ معزوفة حنين ♫ المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي رد: أنا أنثى لا يقف المستحيل أمامها ، للكاتبة : Anaat Al R7eel

 





,,

جاءها الاتصال فارتدت عباءتها .. وتجهزت لتنزل لملاقاة اخيها خارج المنزل .. واذا به يستوقفها .. فهو قد سجنها في المنزل .. وحرم عليها الخروج الا مع زوجها المنتظر .. وهي اطاعته لم تخرج .. ولم تكسر كلمته منذ ذاك اليوم .. ولكن اليوم هناك شخصا بحاجتها وعليها ان تخرج .. بل يجب ان تخرج ..تسمرت وهو وقف خلفها : فاطمة ردي داخل ..

لم تلتفت .. وحاولت ان تسيطر على اعصابها .. فهي بحاجة للهدوء .. بلعت ريقها والتفت له : ابويه لازم اروح .. مايد محتايني ..

-
قلت ما في طلعة .. ومايد باللي ما يحفظه مسود الويه .. يستاهل اللي اييه وزود .

من خلفه وبصوت باكي : خاف ربك يا راشد .. هذا ولدك .. خلها تروح تييبه ..

-
طلعة ما بتطلع – اشار برأسه لاعلى – دخلي داخل .

"ما بتدخل ".. قالها وهو يلج الى المنزل ويمسك بيد فاطمة .. ليردف : خلينا نروح .

صرخ باسمه ليستوقفه : هذي تربيتي .. حتى احترام لابوك ما شيء .

التفت وابتسامة قد ارتسمت على شفاهه : اذا انت واثق من تربيتك .. ما كنت ظلمتني يابو سعيد .

صدمته تلك الجملة .. فوقف دون ان يطنق ببنت شفة ..الجمته عن الكلام .. يراهما يخرجان من المنزل .. مبتعدان عن المكان .. التفت لزوجته التي اخذت تتمتم : الله يحفظكم .. الله يحفظكم .


,,

عائلة سطرتها هي في سطور كثيرة .. حتى استلذ ذاك الفهد بقراءتها مرارا .. هذه المرة الثانية التي يقرأ في ذاك الكتاب .. تشده تلك الكلمات .. فلو كتب هو لكانت حروفه شبيهة بتلك الحروف .. وجمله لن تكون بعيدة عن تلك الجمل ..قلب تلك الصفحة ليقرأ :

" عندما تعيش في غابة صغيرة .. يسودها القوي .. ولا يوجد بها حيوانان من نفس الفصيلة .. تكون وحيدا .. وذاك الاسد يتملك كل شيء .. هنا في هذه الغابة اشياء مختلفة .. واحداث اغرب .. فنحن جميعا ندرك بأن البوة هي زوجة الاسد .. وهي لها من السيطرة نصيبا .. ولكن في غابتي الصغيرة .. زوجة الاسد ما هي الا هرة ضعيفة .. لا تستطيع حتى ان تكشر عن انيابها .. ففضلت الظل تحت جناح الاسد المسيطر .. المستبد .. فهو حاكم على حيوانات ضعيفة .. وانا من هذه الحيوانات .. في هذه المستوطنة المليئة بالبغض .. اكره الاستبداد وارضخ له رغما عني .. ورغما عن الجميع .. فهو الاب .. وانا من ابناءه الضعفاء .. بل اشدهم ضعفا ......."


ابتسم وهو يغلق الكتاب ويضعه على" الكوميدينة" بجانبه .. سحب الغطاء على جسده .. وسرعان ما انتشل هاتفه ليتصل على صديقه .. فهو يرغب بمحادثته .. رن مطولا .. واخيرا جاءه الرد : هلا والله ..

سحب جذعه ليستند على ظهر سريره : هلا فيك .. هااا ما صرنا نشوفك .. منو اللي شغلك عنا .

ضحك وهو يربع ساقيه معتدلا في جلسته في تلك الصالة : ما حد شغلني .. بس ظروف تحكم الواحد – سحب جهاز التحكم عن بعد ليخفض على صوت التلفاز – شو اخبارك .

-
تمام ولله الحمد .. انت علومك .. وشو اخبار محمد ان شاء الله زين .

استمر الحديث بينهما بضحكات تتخلله بين الفينة والفينة .. حتى جاء الحديث عن ذاك الكتاب : تدري يا سعود ان هذي ثاني مرة اقراه .. احس ان هالانسان يعاني بقوة .. واحس الصدق فكل كلمة كتبها .

قهقه وهو يجيب صاحبه : يعني بعكسك .

-
افاا والله .. يعني الحين انا كذاب .. الله يسامحك .

-
زعلت .. ترا ما اقصد شيء .. بس انت اغلب اللي تكتبه على لسانك ما يكون كلامك اصلا ولا حياتك .. تاخذ من حياة الغير وتكتب ..

-
خلنا من هالكلام .. خبرني شو صار ع زواجك .

لوح برأسه وقام واقفا تاركا المنزل ليمشي في ساحته الخارجية .. وكأنه لا يريد لاحد ان يستمع لما يقول : خواتي يقولن ان البنت اياها ردت فكلامها .. بس وانا اخوك اذا كانت اولها جذي ما ينظمن تاليها .. هي قوية .. وانا ما في ع حنة الراس .. وتبي الصدج مليت من هالموضوع .. ما في بنت ترضا بواحد مطلق وشيبه ولا بعد عنده ولد معاق ..

ابتسم على مضض : وانت الصادق .. البنات هالحين ما يدورن الا الكامل والكمال لله .. ومع هذا يا سعود انت ما يعيبك شيء- ضحك واردف – ما خبرتك ان حرمة اخوي مستويتلي خطابة ..

جلس على عتبة باب مجلس الرجال والهواء يداعب وجهه البشوش : احلف .. وها لقتلك حد والا بعد .. ترا اذا لقت بخليها تدورلي وياك

ضحك الاخر بقوة .. حتى فر الدمع من جانب عينيه : الله يقطع بليسك يابو محمد .. ترا هي ما تدورلي حبا في .. الا شكلها ناويه تطردني من البيت .. مثل ما انت عارف الملحق لو تقسم وتأجر بييب لهم همكة فلوس ..

-
والله انت اللي يايبه لعمرك .. عندك فله شحلاتها ومخلينها وراضي تعيش مع اخوك اللي مب سائل عنك ..

-
وييا منو اعيش ففله هالكبر كبرها خبرني .. لو ان عندي حرمة كنت عيشتها فيها .. وحرمة اخوي هذا مقصدها .. لانها عارفة باسباب يلستي عندهم ..

رغم الحزن الذي يكتنف حياتهما الا انهما يضحكان ويبحثان عن امل جديد يعيشان لاجله .. استمرا بالتسامر حتى وقت متأخر من الليل لا يعكر صوف حديثهما شيء .. حتى صرخت والدة سعود منادية له .. اغلق الخط على عجالة .. فصوت والدته اثار الرعب في قلبه .. حث الخطى الى الداخل ليسألها ما بها .. لترد عليه بخوف .. وصوتها مرتجف .. طلب منها ارتداء عباءتها حتى يرتدي هو ثوبه .. فلا بد من الذهاب الى المستشفى .. دخل الغرفة . فامه العجوز لن تقوى على حمل تلك المريضة .. فاذا به يحملها وهي شبه ميتة بين يديه .. مهرولا بها الى سيارته .. خائفا عليها .. متذكرا خوفه على ابنه في ذاك اليوم المشؤوم وكأن الاحداث تعيد نفسها معه .. ولكن مع شخص آخر بين ذراعيه .

,,

صبح يوم جديد يبزغ .. قد يكون محملا بالحزن .. او بالفرح .. كفرح جاسم جراء ذاك الاتصال الذي وصله من احد عيونه .. حرك سبابته على ذقنه ذهابا وايابا .. وابتسامة تداعب شفاهه .. فذاك الجون بدأ يسقط .. كما يخطط هو لاسقاط شخصا آخر .. شخص اثار فيه الكثير من الجروح .. فاحاله الى شخص مختلف .. لا يرى من حياته الا جانبا مظلما .. فتلك الليلة المشؤومة كسرت روحه الطيبة .. فتوارت خلف استار القسوة والقوة .. تلك الليلة وصم هو بالعار لاقتران اسمه بأسم ذاك الخائن .. الذي خان توأمه .. لا تزال تلك الكلمات والضحكات ترن في اذنيه .. فكلما اراد النسيان تعود من جديد ..

كان خارجا من غرفته يتملكه الغضب بعد ابتعاد توأمه واتهامه له بالخيانة .. وبأنه دبر كل شيء مع والده .. رغم نفيه لكل تلك الاتهامات الا ان قاسم ابعده .. صارخا بوجهه : من اليوم اعتبرني ميت ..

ميت .. كم ترددت تلك الكلمة في عقله ... قتل نفسه حتى لا يرتبط به .. توقف هناك يستمع لذاك الحديث بين والديه دون ان يلحظانه .. جالسه وساقها تعانق الاخرى : يعني انت ما صدقت خبر .. نفذت كل شيء

اراح جسده على الاريكة الصوفية وهو يضحك : اشم ريحة غيره

-
وع .. اغار عليك انت .. لو اغار ما انفصلت عنك برضاي وغصب عنك .

-
انتي قلتي ابعده عنها حتى لو تتزوجها انت . . والصراحة البنت حلوة وابوها انسان طماع .. ولو ما سويت اللي سويته كان قاسم بييلس يحن عليج يبيها .. وانا قطعت كل خيط يمكن يربطه فيها

هنا اقتحم المكان عليهما .. صارخا : انتوا شو من البشر .. انتوا تسمون اعماركم اهل .. تاخذه وياك ع اساس تطلبها له .. وانت تاخذها لعمرك .. تفو عليك من ابو ..

لم يشعر الا بكف والدته على وجهه :احترمنا يا جاسم .

هز رأسه بغيض : ذبحتوه .. الله لا يسامحكم .. ذبحتوه وذبحتوني ..


قطع تلك الذكرى دخول سلطان الذي جلس قبالته : بتقابل الموظف اليديد اليوم ؟
قام واقفا .. يسحب الهواء الى رئتيه بهدوء .. وكأن تلك الحادثة افسدت الاكسجين فيهما .. وقف ناظرا عبر نافذته الى البحر الذي التصق مع السماء رغم البعد بينهما : المحاسب ؟

وضع يده على كتف صاحبه : فيك شيء ؟

التفت له وهو يبتسم : ما في الا العافية .. اوك مب مشكله بقابله .. ولا تنسى المقابلة الثانية ..

ابتسم : لا تخاف بكون فمدرستها اليوم .. وان شاء الله ترضا اتيي وياي ..
بثقه قال : بتيي .. واثق انها بتيي .. بس انت خبرها اني انا اريدها .

,,

اتمنى ان تكون التتمة قد نالت على اعجابكم .. انتظروني يوم الاربعاء مع الجزء 25 بأذن الله
^^

 
 

 

عرض البوم صور ♫ معزوفة حنين ♫   رد مع اقتباس
قديم 18-10-12, 05:17 PM   المشاركة رقم: 62
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري
♪ مُخْمَلٍيةُ آلعَطّآءْ ♦


البيانات
التسجيل: Mar 2010
العضوية: 157123
المشاركات: 30,194
الجنس أنثى
معدل التقييم: ♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 13523

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
♫ معزوفة حنين ♫ غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ♫ معزوفة حنين ♫ المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي رد: أنا أنثى لا يقف المستحيل أمامها ، للكاتبة : Anaat Al R7eel

 

لي عودة بالتكملة الليلة =) ..
قراءه ممتعة ..

 
 

 

عرض البوم صور ♫ معزوفة حنين ♫   رد مع اقتباس
قديم 28-10-12, 10:08 PM   المشاركة رقم: 63
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Mar 2012
العضوية: 236925
المشاركات: 20
الجنس أنثى
معدل التقييم: Lili 2010 عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 30

االدولة
البلدSyria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
Lili 2010 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ♫ معزوفة حنين ♫ المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي رد: أنا أنثى لا يقف المستحيل أمامها ، للكاتبة : Anaat Al R7eel

 

هاي الرواية روعة بس وين التكملة

 
 

 

عرض البوم صور Lili 2010   رد مع اقتباس
قديم 01-11-12, 11:59 PM   المشاركة رقم: 64
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري
♪ مُخْمَلٍيةُ آلعَطّآءْ ♦


البيانات
التسجيل: Mar 2010
العضوية: 157123
المشاركات: 30,194
الجنس أنثى
معدل التقييم: ♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 13523

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
♫ معزوفة حنين ♫ غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ♫ معزوفة حنين ♫ المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي رد: أنا أنثى لا يقف المستحيل أمامها ، للكاتبة : Anaat Al R7eel

 

بكملها لك الحين ان شاء الله ..
سلمتي عالمرور ..

 
 

 

عرض البوم صور ♫ معزوفة حنين ♫   رد مع اقتباس
قديم 02-11-12, 01:04 AM   المشاركة رقم: 65
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري
♪ مُخْمَلٍيةُ آلعَطّآءْ ♦


البيانات
التسجيل: Mar 2010
العضوية: 157123
المشاركات: 30,194
الجنس أنثى
معدل التقييم: ♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 13523

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
♫ معزوفة حنين ♫ غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ♫ معزوفة حنين ♫ المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي رد: أنا أنثى لا يقف المستحيل أمامها ، للكاتبة : Anaat Al R7eel

 




،،


جالس على واحد من تلك الكراسي البلاستيكية .. غرفة الانتظار في جناح الطوارئ .. والدته اوصلها لداخل وبعدها خرج ليجلس على ذاك الكرسي .. يشعر بانه ارتكب ذنب لا يغتفر ..ينظر الى كفيه المرتخيان بين ركبتيه وعلى ثوبه .. تلك اليدان ارتكبتا ذنب .. ابعد تلك الافكار من عقله وهو ينظر لذاك الرجل الذي يدخل والخوف يكتنفه على تلك الطفلة الصغيرة بين ذراعيه .. يصرخ بان ينجدوه .. وبعدها يختفي .. حركة خفيفة في تلك القاعة .. وهدوء يعصف بالمكان بين الفينة والاخرى .رفع كفه الايسر ماسحا وجهه متمتما بالشهادة .. واذا به يلحظ تلك العجوز وعباءتها على رأسها تتلفت باحثة عنه .. اسرع الخطى اليها .. يسألها ماذ حدث .. لتجيب : مب طايعين يعالجونها .. يقولون لازم بطاقة .

واذا به ينسى حلمه .. كما يقولون اتقي شر الحليم اذا غضب .. وهاهو يغضب في وجه ذاك الدكتور الذي أبى ان يعالجها .. متعذرا بأن هذه قوانين المستشفى ولا بد من بطاقة صحية ليكون هناك الضوء الاخضر للمعاينة والعلاج .. بلغة انجليزية بها شيء من الرطانة الدالة على جنسيته تفوه : خذوها لمستشفى خاص .. لن استطيع علاجها .

وادبر لينفث ذاك السعود انفاس الصبر الذي طال .. وبعدها ينادي على احدى الممرضات لاخراج تلك المريضة والتوجه بها الى سيارته ..


شعرت بجسدها يعود للارتفاع من جديد .. وكأنها في عالم آخر .. وهناك وخزات ألم باردة تجمد الوجع على شفاهها .. لا تشعر الا باطياف تمر عليها .. وتسمع حديث لا تفقه .. وجلبة تطن في أذنيها .. ورعشة تملكتها وهي تُرفع من جديد وتهوي في مكان ضيق ..

صوت امرأة تتحوقل .. وصوت رجل اجش وزاده الغضب خشونة .. وقول لا اله الا الله تردد في المكان .. تحاول فتح جفنيها .. ولكن تشعر وكأن جفون عيناها التصقا ولا تقوى على فتحهما .. تجاهد لعلها تستطيع .. لينحني رأسها قليلا واضواء الشارع تمر كومضات حارقة لمقلتيها .. يدور في عقلها الذي انهكته الحمى حوارات عقيمة .. واماكن تتغير كل حين .. وهاهي ترتفع من جديد .. وآه تتبعثر عبر شفتيها .. وصوت المرأة يعود : شوي شوي عليها ..

طال الوقت والساعة تقارب الرابعة فجرا .. هو نفس الوقت الذي رمتها الصدفة في طريقه .. كان مع والدته بعد اتصال من اخته التي فاجأها المخاض وزوجها في تلك الديار الطاهرة .. ليغسل ذنوب النفس بعمرة .. لتبقى بجوارها تلك العجوز حتى يعلو بكاء ذاك الصغير في ارجاء المكان .. وبعدها يغادران ليأتي القدر ويرمي بها امام سيارته .. ليضغط الفرامل فجأة .. فترتد العجوز بفزع بعد ان غفت عيناها لبرهة .. وهي تسمي بالله بعد ان تعوذت من الشيطان .. وما هي الا ثواني حتى لامست يداها تلك النافذة .. تضربها بترجي .. لتفتح هي الباب دون اي حذر فتتشبث تلك التائهة بعباءتها .. تمسك بكفيها الاجعدين .. باكية وراجية لها أن لا تدعها .. فزع هو من منظرها .. نزل ليبعدها عن والدته .. ولكنه خاف ان يلمسها .. لم يخف الا انها غريبة .. لا يجوز ان يلمسها .. فيصرخ بها ان تبتعد .. فتزيد هي بتمسكها ..لتزجره والدته بعد ان حن قلبها لها .. ولدموعها ورعشة خوفها .. ويكتنفها منزله يومان وهو راضخ لقرار امه الذي كان تلبية لطلبها بعدم اصطحابها لاي مستشفى .. تكابر الالم خوفا ان يجدها ذاك المتعطش لعذاباتها .. فيضطر لجلب الطبيبة اليها .. ولكن حالتها تدهورت .. فهناك مالم تستطع رؤيته تلك الطبيبة المعالجة .. شروخ في عظم ساقها .. لعل تلك السقطة هي السبب .. وخلع في كتفها الايسر كابدت وجعه حتى استفحلت بها الحمى .. ولتصل اخيرا الى ذاك السرير الابيض .. وتلك الجبيرة وذاك الشاش ..


فرك كفيه ببعضهما .. فهو لا يزال يشعر باقترافه لذنب لمسها وهي لا تقربه .. ليست اخته ولا ابنته .. تنفس الصعداء وهو يلمح والدته تخرج من تلك الغرفة .. يهرول اليها : هاا شو صار؟ .

ابتسمت العجوز من خلف برقعها الذهبي لتبان تجاعيد السنين : راقده .. اللي فيها مب شوي ...عطيتهم اسمها ؟.
هز رأسه بنعم .. وبعدها امسك كفها بحب : خلينا نروح البيت .. انتي مب حمل مستشفيات ..

ربتت على كفه الممسكه بكفها : لا ياوليدي .. ما بخليها وهي مالها حد .
-يالغالية هي الحين راقدة ولا اظن بتوعي الا عقب ساعات .. خليني اوصلج ترتاحين واطمن انا ع حمود وبعدها اروح الدوام .. والعصر ان شاء الله بيبج عندها ..

رأت في عينيه العتب وكأنه يقول لها لو انكِ سمعتي كلامي لما حصل ما حصل .. ابتسمت وهي تمشي بمعيته .. سندها في هذه الحياة .. الذي لم يعلو صوته يوما عليها .. حتى وان غضب او انزعج .. فيبقى الابن البار الذي تحمل الكثير .. شدت على يده بقبضتها .. وكأنها تشكره دون كلمات ..

هل كتب عليها الوجع .. لتتجرعه حتى وهي بعيده عن جلاد روحها .. جرت في عتمة تلك الليلة دون هدى .. ودون اي وثيقة تحمل هويتها .. سوى هوية قلبها الذي لم يجد يوما طعم الحب المنشود .. حب كانت تراه في شخصيات مسلسلات التلفاز .. وفي قصص الغرام .. حب تمنته في ذاك السعيد .. لتدرك من اول ليلة ان الحب ما هو الا حلم تموت على شواطئه دون ان ينقذها احد .. حتى الحب الاخر لم تجده يوما .. حب الام .. الا من ام لا تمت لها بصلة سوى انها زوجة ابيها ..ربتها .. وساندتها .. وكم زجرت ابنتها حين كانت تنعتها بابنة الهندية .. فتبكي الاخرى وتزيد من عنادها الطفولي لتجلد تلك الريم بسياط قدر لم تختره .. كانت تبحث في تلك العتمة عن مكان تستطيع فيه ان تلملم شتات روحها اليائسة .. فتعثرت خطاها مرار .. وقلبها يرجف بين تلك الاضلاع المتألمة من ضربات يد لم ترحمها يوما .. لتقودها قدماها الى ذاك الطريق المسفلت . وتقودها الاقدار الى ام جديدة اعتنت بها .. يومان لم ترى من تلك العجوز الا الحب .. كانت حبيسة تلك الغرفة .. تأخذ ادوية وصفتها لها تلك الطبيبة التي زارتها في ذاك اليوم بعد تلك الليلة الظلماء .. لكنها لم تسكن الم جسدها .. وكم كان الم روحها اقوى ..


ترجف الحمى اوصالها .. فتلك الالتهابات جرت من جسمها مجرى الدم .. لتتورم ساقها .. وتأول للخمول ذراعها .. وكوابيس تجتاح روحها لتتمتم شفاهها بكلمات مبعثرة .. اذا جمعت لن تكون جملة صحيحة .. واسم ذاك السعيد يمر على شفاهها بغضب .. لو تعلم ان وجودها الان بين زوايا مستشفى ابت ان تأخذ اليه خوفا من اناس عاشت معهم .. لصرخت رامية كل شيء خلف ظهرها .. حتى اوجاعها .. وتهرب من جديد ..

،،

ساكنة على السرير .. تحاول ان تستوعب ما هي فيه .. وما ستؤول اليه حياتها القادمة .. انتفضت بجزع .. متمتمة : اعوذ بالله من الشيطان الرجيم .

وضعت يدها على صدرها لتتحس نبضات قلبها المتسارعة .. مر عليها ما جرى البارحة .. ذهبت مع عبدالله رغما عن والدها .. لم يمنعهما واكتفى بالصمت .. لاول مرة ترى والدها عاجزا عن الرد .. ولا يستطيع منع عبدالله عن قرار اتخذه .. هل بانت الحقيقة المخفية خلف اقنعة الطيبة .. كان يتردد هذا السؤال عليها مرارا قبل ان يصلا الى مكان مايد .. لفت " شيلتها " باحكام تمنع نسمات الهواء من التمرد عليها .. هالها منظره .. وبقع الدماء على ثوبة التي حال لونها الى السواد جراء عتمة الليل الهاربة قليلا خلف اضواء الطريق .. وضعت اصابعها على فيها .. واذا بها تجلس قبالته مباشرة .. ويدها تمتد بارتجاف لتلامس شعره الاسود الناعم .. الذي تجمدت بعض الدماء على خصلات منه .. دماء تلك المجني عليها .. وهو كان الجاني : مايد ..

رفع رأسه وكأن ذاك الصوت أيقظ شيء فيه .. وقف ينظر اليها وهي رافعة رأسها .. قامت ببطء ليكون وجهها مقابل وجهه .. غاضبا ذاك الوجه بقوة .. وخائفا هو وجهها من ردة فعل قد يرميها عليها .. صرخ بغيض يجتاح نفسه النادمة : كله منج – أحنى رأسه داسا يداه في جيوبه بعبث – اندوج( خذي ) فلوسج .

رماهن في وجهها .. لتحملهن تلك النسمات بعيدا . واذا به يرمي مفتاح سيارتها صارخا : انتي السبب .. خليتيني اطلع ..

امسك بدر بكتفه واذا به يبتعد صارخا به هو الاخر : انت بعد .. ياليتك ما سكتت ورى خوفك .. ياليتك تكلمت ..

تنساب دموعا موجعة على خدوده البيضاء .. وعيونه الحمراء تنظر الى بدر الذي وقف مصدوما .. واذا به يردد : كله منكم – اقترب منه عبدالله ممسكا كتفيه مناديا باسمه – كله منهم ..

شده اليه ليبلل جانب صدره الايسر بمياه عينين ارهقهما الندم .. نظر الى بدر وهو يخرج مفتاح السيارة من جيبه : خذ فاطمة وياك للبيت ..

التفت له وكأنها تعاتبه هو من احضرها الى هنا .. وهاهي تسمع كلمات كطعن الخناجر من مايد .. مد يده ليلتقط المفتاح : وانتوا ؟

سؤال تنفس معه عبدالله الصعداء : بنروح فسيارة فاطمة – التفت يمينه حيث تقبع سيارتها – روحوا .. وانا باخذ مايد وياي ..


نزلت دمعة من عينها فمسحتها .. فهي تذكر محاضرة والدها البارحة .. صرخ فيها وفي بدر .. وكأنه يعيد ما حدث مع عبدالله .. مانعا مايد من دخول المنزل دون ان يعلم بانه لم يكن معهما .. بدر هادئ رغم عواصف الغضب التي اجتاحته وهو واقف يستمع لترهات والده .. الذي يحاول ان يضع جميع الذنب على ابناءه .. واتهامهم بانهم لا يمتون للرجولة بصلة ..


تذكرت قبضة بدر وانفاسه الثائرة التي كان يحاول ان يكبتها .. وبعدها يغادر مسرعا للاعلى تحت ناظريها .. لتبقى هي في وجه المدفع .. تتلقى صرخات اب لم تشعر بوجوده يوما .. لينهي كلامه بموعد زواجها .. كيف يحدث كل هذا جراء كلمات كتبتها ..

ضربت بقبضة يدها على طاولتها الخشبية .. وتلك الشاشة لم تأذن لها بعد لدخول الى عالم الانترنت .. حدثت نفسها : ليش كل هذا .. عشان رحت لموعدي في دار النشر ذاك اليوم .. عشان شفته هو بالصدفه .. ويحرك فقلبي مشاعر عمري ما حسيت فيها .. والحين ابوي يعدمني .. حطوا الذنب واصدروا الحكم .. وانا .. وين انا من كل هذا .. حرام اني انشر كتاب .. حرام اني احط اللي احس فيه على ورق .. يا الله مالي غيرك تساعدني .


مسحت دموعها .. وسرعان ما توجهت لـ " قوقل " .. خطت عليه " هواجس روح اتعبها الوجع " هذا هو عنوان كتابها .. ظهرت لها الكثير من المواقع .. فتحت اولها .. هناك كلام كثير على صفحة احد المنتديات الاماراتية .. يناقشون كتابها وكلماتها .. كلماتهم قاسية .. ففي نظرهم لا يحق لاي شخص ان ينعت والديه بتلك الصفات .. وان ما كتبته يعتبر عقوق .. والكثير الكثير ..

تمتمت : واللي هو يسويه في مب عقوق .. والا العقوق بس للاهل .. هذا هو حارمني حتى من عزى بنت عمتي .


خرجت من ذاك المكان الذي بعثر في روحها الم مختلف .. واذا بها تدخل مكان اخر .. كانت تقرأ فيه عندما تجلس بعيد عن طالباتها .. في غرفة مكتبها المشتركة مع ثلاث مدرسات أخر .. لم تقرأ له يوما عبر شاشة حاسوب .. فهناك لذة مختلفة حين تكون اوراق الصحف بين كفيها .. ورائحتها الغريبة تداعب خلايا الشم في انفها ..
قرأت عنوان مقاله " توأم هواجس المختلف "
واكملت تقرأ له :

" هواجس مغترب بلا وطن .. ركني الخاص هنا .. كتبت فيه الكثير من المقالات الاسبوعية .. مقالات ساخطة ..واخرى تتكلم عن ذاتي .. او ذات غيري .. هواجس اضحى له توأم مختلف اسمه " هواجس روح اتعبها الوجع ".. الكثيرون من قراء زاويتي الاسبوعية يظنون ان المغترب هو من كتب ذاك الكتاب .. وهنا اقول لهم باني لا اعلم شيء عن صاحبه .

الجميل انه يتخذني قدوة له في الكلمات الساخرة .. حتى وانا اقرأ له ظننت اني اقرأ لنفسي .. انسان ساخط على حياته بين اهله .. لو يعلم ان في اناس غيره يتمنون منزلا يحويهم .. واب وام واخوة لما قال ما قاله .. حتى وان كان المه كبيرا .. ووجعه عميق يصل الى حدود روحه .. ليس له حق بأن يثور على اهله ..... "


وتتابعت كلماته المتهكمة بمشاعرها .. حتى بان الغيض على شفاهها : غبي .. مثلك مثلهم .. لانكم ما تعيشون اللي اعيشه ..

اغلقت الجهاز بعنف حتى كاد ان ينكسر .. بكت : حراام .. والله حرام ..

،،

يــتــبــع~

 
 

 

عرض البوم صور ♫ معزوفة حنين ♫   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
أمامها, للجوال txt, للكاتبة, anaat, أنثى, المستحيل, تحليل, تحميل رواية كاملة, رواية, r7eel, وورد word, كاملة, كتاب الكتروني pdf
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتمله
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 09:58 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية