كاتب الموضوع :
زهرة منسية
المنتدى :
سلاسل روايات احلام المكتوبة
تشابكت العينان الزرقاوان بعينى مرسيدس متحدياً إياها أن تعترض. تحداها أن تنكر تأكيده. إلا أنها كانت لا تزال مصدومة للغاية و مرتبكة و مذهولة من كل ما يحصل بحيث عجزت عن التفكير و معالجة المسائل بمنطق . هل أدعى حقاً أنهما مخطوبان....؟
سأله والدها و هو يحملق فيه بضراوة أكبر و الغضب ظاهر فى كلماته:"هل طلبت منها أن تتزوجك؟ ووافقت؟"
ــ هذا ما تعنيه عادة كلمة خطوبة.
لم يكن جايك مستعداً للتنازل أو حتى للتراجع قليلاً . نظر إلى خوان مباشرة وأبقى رأسه عالياً بزهو و فخر بقدر الرجل العجوز. ومن دون أن يشيح بنظره ملس كمى سترته الأنيقة حيث كان أخواها يمسكان به معيداً القماش إلى أناقته الناعمة السابقة.
ــ وهل لا تزالان مخطوبان؟
ــ لِمَ لا تطرح السؤال عليها هى؟
وعادت النظرة الفاتحة اللون مجدداً إلى وجه مرسيدس ثم أشاح بها سريعاً . لكنها أحست أنها فهمت....علماً أنها لم تعرف لماذا . لسبب ما لا يعرفه سواه أعطاها جايك فجأة فرصة لتستعيد قيمتها فى عينى والدها . يعود لها أن تستفيد من هذه الفرصة هذا ما عنته نظرته السريعة اللامعة .
ــ مرسيدس؟
التفت والدها إليها وعلى وجهه نظرة استفهام.
ــ هل أنت مخطوبة لهذا الرجل؟
فتحت مرسيدس فمها مرتين لتجيبه لكن صوتها خانها فى كل مرة . لم تجرؤ على النظر باتجاه جايك خوفاً من أن تُفقدها نظرة عينيه الباردة الواضحة والمباشرة قدرتها على التفكير و تتركها عاجزة عن تشكيل كلمة واحدة.
حثها جايك :"لقد تشاجرما,أليس كذلك؟"
ــ ممم.....
هذا كل ما تمكنت من قوله .
ــ وزرحلت وعدت إلى هنا....رافضة أن ترينى مجدداً.
ــ نعم.....هذا صحيح
هذا على الأقل يمكنها أن توافق عليه وتعنى كلامها . فهذا ليس كذباً .
ــ وقد لحقت بها لأرجوها أن تعيد التفكير....
بدأ جايك يبالغ كثيراً الآن.
ــ أنت....
أدارت مرسيدس رأسها اشمئزازاً وحملقت فيه بتأنيب غاضب, وقابل نظرة عينيها الحادة بعدم مبالاة لا تعكس أى ندم أو أسف.
ــ لكن عندما وجدتها فى الحديقة مع ميغيل أخشى أنى فقدت أعصابى.
زاد من اضطراب مرسيدس و تشوشها أنه تقدم نحوها....من دون أن يحاول أحدهم إيقافه ! بل على العكس اكتفى والدها بمراقبة ما يجرى فيما ارتسمت على وجه اليكس ابتسامة صغيرة خبيثة ابتسامة جعلتها تصر أسنانها لتمنع نفسها من سؤاله عن سبب ابتسامته هذه . تباً لــ اليكس!
منتديات ليلاس
ــ ربما يمكننا التوجه إلى مكان أهدأ لنتحدث فى الموضوع؟أنا واثق من أن كلينا ارتكب أخطاء يا مرسيدس.
جعل الأمر يبدو منطقياً للغاية. بدا منطقياً جداً كما خطر لــ مرسيدس المذعورة.
إذ يبدو أنه كسب الجميع لجانبه بحسب ظاهر الأمور . فمزاج الحشد الذى تجمع بعد سماع صرختها الغبية و الذى لا يزال حاضراً تغير بشكل ملحوظ. والتعابير المشدودة القلقة وغير الموافقة التى تغيرت لتصبح نبذاً ناقداً بعد سماع اتهامات ميغيل تحولت الآن إلى ما يشبه الفضول الفاضح و الصرف
شجار محبين.
كادت تسمعهم يدلون بهذا التعليق! إذ قرأت أفكارهم فى عيونهم . شجار بين شخصين مخطوبين موضوع سيثير الأقاويل ويشغل الناس فى الأيام المقبلة إنما ليس الفضيحة التى اعتقدوا بوجودها . وهى تخاطر بجعل الأمر أكثر فضيحة إذا ما رفضت اعتذار جايك الآن. ولم تجرؤ على لفت الأنظار إليها أكثر فهذا هو المجتمع الذى حول حياة استريللا عروس شقيقها الجديدة إلى جحيم حتى استعادت احترامها بزواجها من رامون.
وسيعاملونها المعاملة نفسها إذا ما استطاعوا أن يشتموا رائحة شئ يمكنهم أن يستخدموه ضدها.
وإذا ما أنكرت كلامه فلدى جايك سلاح آخر فى جعبته.
هل هى متعمدة تلك الطريقة التى أراح به يده بخفة على جيب سترته الأيسر؟ الجيب الذى لا يزال يخفى منديلها , المنديل الحريرى الذى يستطيع إخراجه....و عرضه على أبيها و أخيها جواكين . هذا المنديل الذى يعرفانه جيداً والذى يعلمان أنه لا يفارقها أبداً لشدة تعلقها به وبذكرى والدتها التى أهدتها إياه. وإذا ما فعل فسيثبت كلامه و يحرجها أمامهما وأمام الموجودين و يجعلها تبدو كاذبة فى نظرهم.
ــ أخطاء......
بدا أن الكل تقبل هذه الخطوبة و أمكنها أن ترى ذلك فى وجوهم و فى تراجع حدة التوتر من حولها . وبدلاً من أن تحاول استعادة رباطة جأشها وشجاعتها سعت لئلا تخاطر بإثارة المشاكل مجدداً....ليس هنا , وليس الآن, وليس الليلة.
افترضت أن عليها أن تكون ممتنة لــ جايك على تدخله و إدعائه أنهما مخطوبان . ولم يكنم بإمكانها أن تتخيل لما فعل هذا . لكن الخطوبة يمكن فسخها , أليس كذلك؟ وهى لا تدوم إلى الأبد . ستختار الحل الأسهل الليلة وغداً لناظره قريب.غداً , ستجد حلاً لمشكلة جايك تافرنر
مــنـــتــديـــات لــيــلاســ
|