لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات احلام > روايات احلام > سلاسل روايات احلام المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

سلاسل روايات احلام المكتوبة سلاسل روايات احلام المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 21-08-12, 09:48 AM   المشاركة رقم: 16
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
مراقب عام
قارئة مميزة
فريق كتابة الروايات الرومانسية
مشرقة منتدى الروايات الرومانسية المترجمة

البيانات
التسجيل: Dec 2010
العضوية: 206072
المشاركات: 13,844
الجنس أنثى
معدل التقييم: زهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 66888

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
زهرة منسية غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : زهرة منسية المنتدى : سلاسل روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 
دعوه لزيارة موضوعي

5 / هل التقينا من قبل؟

منتديات ليلاس


بالنسبة إلى يوم بدأ بشكل جيد وسعيد تحول زواج شقيقها إلى حدث مزعج و ملابك هذا ما حدثت به مرسيدس نفسها وهى تحاول مجدداً أن تشق طريقها عبر القاعة الأنيقة و الكبيرة حيث يقام حفل الزفاف من دون أن يلاحظها شخص معين .
آخر رجل على الأرض توقعت أن تراه فى هذا الحدث الخاص .
آخر رجل على الأرض أرادت أن تراه فى أى مكان وفى أى وقت .
وعندما ظنت أنها بدأت تضع ذكرى تلك الأحداث فى لندن خلف ظهرها .
لقد تسلت وهى تساعد عروس شقيقتها على الاستعداد للعرس ولم تتركها إلا فى آخر دقيقة بعد ان أصرت استريللا على ألا يرى أحد , أى أحد ثوبها حتى تصل إلى الكنيسة.
أثار الثوب ضجة سواء فى الكنيسة أو خارجها فالكل تحدث عنه ولم يكفوا عن ذلك . لكن مرسيدس كانت فى حالة تمنعها من الاهتمام بما يدور من حولها بعد ان غرق عقلها فى حالة من الارتياع حين أدركت أن جايك تافرنر بين المدعوين إلى الزفاف . رؤيته كانت أشبه بسهم يصوب إلى قلبها فيشق طريقه عبر اللحم الحساس ويفتح باب الذكريات المذلة التى لم تشأ أن تستعيدها .
ـ لِمَ كل هذا الاهتمام بالرجل الانكليزى يا أختى العزيزة؟
صوت شقيقها أليكس قاطع أفكارها غير السعيدة فيما ارتسمت على وجهه ابتسامة عريضة أظهرت أسنانه البيضاء فى وجهه الأسمر .
ــ لا تقولى إنك......
ــ لا!
صرخت مرسيدس بذلك قبل أن يتمكن اليكس من طرح السؤال عما إذا كانت مهتمة بالرجل الانكليزى....كرجل.
لكن السؤال جعلها تدرك كيف وقفت تحدق إليه من مكانها الآمن خلف العمود الكبير فى جانب قاعة الرقص المزدحمة. وشعرت مجدداً بذلك الذعر الغامر الذى اكتسحها ما إن وصلت إلى الكنيسة ورأت تافرنر لأول مرة
كان يقف فى باحة الكنيسة يتحدث إلى رامون ويضحك لشئ ما قاله شقيقها . كان رأسه الداكن الشعر مرتداً إلى الخلف وعيناه شبه مغمضتين وشعره البنى الداكن يلمع تحت ضوء شمس بعد الظهر الدافئة .
وأردفت بنعومة أكثر بعد أن أدركت أن حدة نبرتها وسرعة ردها من شأنهما أن يفضحا الكثير:" لا , بالطبع لا"
لم تشأ أن تعرف حقيقة مشاعرها كما لم تشأ أن يعرفها شقيقها العزيز أقرب أولاد خوان ألكولار إليها من حيث السن.
ــ أنا.....فى الواقع كنت أتساءل عن هوايته فهو يبدو عنصراً نافراً....انكليزى فى زواج أسرة اسبانيا . لم......أتوقع ذلك.
هذه هى الحقيقة فعلاً . لو قدر لها أن تختار شخصاً لا ترغب فى رؤيته....شخصاً صلت لئلا تصادفه مرة أخرى فى حياتها فكيف بالظهور هنا فى أهم حدث اجتماعى لهذا العام فى حدث عائلى خاص جداً وسعيداً جداً.....لخطر اسم جايك تافرنر فى بالها قبل أى أسم آخر . لكنها ما ظنت أبداً أو حتى حلمت أنه قد يظهر مجدداً فى عالمها خاصة هنا والآن , على بعد مئات الأميال وبعد أسابيع عدة من مكان و زمان لقائهما الأول .
لقد حاولت زهرة منسية مراراً وتكراراً أن تطرده من ذهنها لكن من دون أن تنجح فى ذلك ذكراه رافقت أيامها كالظل ولازمت لياليها ولم تستطيع أن تطرده من أفكارها مهما حاولت ذلك

مــنــتــديـــات لــــيـــــلاســــــ

 
 

 

عرض البوم صور زهرة منسية   رد مع اقتباس
قديم 21-08-12, 09:49 AM   المشاركة رقم: 17
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
مراقب عام
قارئة مميزة
فريق كتابة الروايات الرومانسية
مشرقة منتدى الروايات الرومانسية المترجمة

البيانات
التسجيل: Dec 2010
العضوية: 206072
المشاركات: 13,844
الجنس أنثى
معدل التقييم: زهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 66888

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
زهرة منسية غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : زهرة منسية المنتدى : سلاسل روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 
دعوه لزيارة موضوعي


بالنسبة إلى يوم بدأ بشكل جيد وسعيد تحول زواج شقيقها إلى حدث مزعج و ملابك هذا ما حدثت به مرسيدس نفسها وهى تحاول مجدداً أن تشق طريقها عبر القاعة الأنيقة و الكبيرة حيث يقام حفل الزفاف من دون أن يلاحظها شخص معين .
آخر رجل على الأرض توقعت أن تراه فى هذا الحدث الخاص .
آخر رجل على الأرض أرادت أن تراه فى أى مكان وفى أى وقت .
وعندما ظنت أنها بدأت تضع ذكرى تلك الأحداث فى لندن خلف ظهرها .
لقد تسلت وهى تساعد عروس شقيقتها على الاستعداد للعرس ولم تتركها إلا فى آخر دقيقة بعد ان أصرت استريللا على ألا يرى أحد , أى أحد ثوبها حتى تصل إلى الكنيسة.
أثار الثوب ضجة سواء فى الكنيسة أو خارجها فالكل تحدث عنه ولم يكفوا عن ذلك . لكن مرسيدس كانت فى حالة تمنعها من الاهتمام بما يدور من حولها بعد ان غرق عقلها فى حالة من الارتياع حين أدركت أن جايك تافرنر بين المدعوين إلى الزفاف . رؤيته كانت أشبه بسهم يصوب إلى قلبها فيشق طريقه عبر اللحم الحساس ويفتح باب الذكريات المذلة التى لم تشأ أن تستعيدها .
ـ لِمَ كل هذا الاهتمام بالرجل الانكليزى يا أختى العزيزة؟
صوت شقيقها أليكس قاطع أفكارها غير السعيدة فيما ارتسمت على وجهه ابتسامة عريضة أظهرت أسنانه البيضاء فى وجهه الأسمر .
ــ لا تقولى إنك......
منتديات ليلاس
ــ لا!
صرخت مرسيدس بذلك قبل أن يتمكن اليكس من طرح السؤال عما إذا كانت مهتمة بالرجل الانكليزى....كرجل.
لكن السؤال جعلها تدرك كيف وقفت تحدق إليه من مكانها الآمن خلف العمود الكبير فى جانب قاعة الرقص المزدحمة. وشعرت مجدداً بذلك الذعر الغامر الذى اكتسحها ما إن وصلت إلى الكنيسة ورأت تافرنر لأول مرة
كان يقف فى باحة الكنيسة يتحدث إلى رامون ويضحك لشئ ما قاله شقيقها . كان رأسه الداكن الشعر مرتداً إلى الخلف وعيناه شبه مغمضتين وشعره البنى الداكن يلمع تحت ضوء شمس بعد الظهر الدافئة .
وأردفت بنعومة أكثر بعد أن أدركت أن حدة نبرتها وسرعة ردها من شأنهما أن يفضحا الكثير:" لا , بالطبع لا"
لم تشأ أن تعرف حقيقة مشاعرها كما لم تشأ أن يعرفها شقيقها العزيز أقرب أولاد خوان ألكولار إليها من حيث السن.
ــ أنا.....فى الواقع كنت أتساءل عن هوايته فهو يبدو عنصراً نافراً....انكليزى فى زواج أسرة اسبانيا . لم......أتوقع ذلك.
هذه هى الحقيقة فعلاً . لو قدر لها أن تختار شخصاً لا ترغب فى رؤيته....شخصاً صلت لئلا تصادفه مرة أخرى فى حياتها فكيف بالظهور هنا فى أهم حدث اجتماعى لهذا العام فى حدث عائلى خاص جداً وسعيداً جداً.....لخطر اسم جايك تافرنر فى بالها قبل أى أسم آخر . لكنها ما ظنت أبداً أو حتى حلمت أنه قد يظهر مجدداً فى عالمها خاصة هنا والآن , على بعد مئات الأميال وبعد أسابيع عدة من مكان و زمان لقائهما الأول .
لقد حاولت زهرة منسية مراراً وتكراراً أن تطرده من ذهنها لكن من دون أن تنجح فى ذلك ذكراه رافقت أيامها كالظل ولازمت لياليها ولم تستطيع أن تطرده من أفكارها مهما حاولت ذلك

مــنــتــديـــات لــــيـــــلاســــــ

 
 

 

عرض البوم صور زهرة منسية   رد مع اقتباس
قديم 21-08-12, 09:52 AM   المشاركة رقم: 18
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
مراقب عام
قارئة مميزة
فريق كتابة الروايات الرومانسية
مشرقة منتدى الروايات الرومانسية المترجمة

البيانات
التسجيل: Dec 2010
العضوية: 206072
المشاركات: 13,844
الجنس أنثى
معدل التقييم: زهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 66888

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
زهرة منسية غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : زهرة منسية المنتدى : سلاسل روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 
دعوه لزيارة موضوعي


أنتفض قلبها و توقف عن الخفقان للحظة طويلة , رهيبة ثم عاد ينبض مجدداً بسرعة مضاعفة . إلا أن هذه اللحظة كانت كافية كى يتحلق باقية أفراد الأسرة من حولها. بنية أخيها الأكبر جواكين الضخمة و ذراع الموضوعة حول كتفى زوجته الحامل حالتا دونها و دون تحديق عينيه البارد.كما أحاط بها أليكس و زوجته لويز و طفلتهما . حتى والدها الرجل الذى لم يعتد إظهار عواطفه سواء بالتصرفات أو بالكلام . انضم غليهم ليلوح للسيارة, وعندما التفتت مجدداً كان جايك تافرنر قد اختفى.
شعرت بارتياح شديد أشبه بمياه باردة سكبت عليها حتى أنها مالت نحو أبيها تستند إليه وأراحت يدها على ذراعه القوية لتسند نفسها .
لعله لم يعرفها ولعلها تخدع نفسها إذا ظنت انها ستعلق فى ذاكرة رجل كــ جايك تافرنر.
أو لعل الرسالة القاسية و السليطة التى أخذت تونيا على عاتقها مهمة إيصالها إليه قد تركت فيه الأثر المطلوب وجعلته يبتعد عنها نهائياً.
لعلها نجحت فى هذه المسألة كلها.
ــ مرسيدس.....
الصوت الذى تناهى إليها من خلفها جعل حركتها تجمد للحظة, و دفعها للتوقف بشكل مفاجئ فى البهو المزين.
رجل وحيد يلفظ أسمها بهذه الطريقة . رجل وحيد يستخدم اللفظ الإسبانى الأصلى إنما مع لكنة انطليزية خفيفة بكريقة حركت ذكرياتها على نغمات من نار
ــ مرسيدس.
آه, لا ! يا إلهى, أرجوك لا.

مـــنــــتـــديــــاتــــــ لــــيـــــلاســـــ

رآها ما أن دخلت إلى الكنيسة.
وتساءل جايك تافرنر كيف يمكنه ألا يفعل, وهذا القدّ الأنيق والرشيق و هذا الوجه الجميل عالقان فى ذاكرته لا يفارقان ذهنه منذ أسابيع.لم يستطيع أن يطردها من ذهنه منذ ذاك الحين. إنما ما لم يتوقعه هو تأثير ظهورها فيه على الصعيد الجسدى فشعوره كان أشبه بانفجار جعله يرتد إلى الخلف فى المقعد الخشبى حيث جلس كسواه فى انتظار وصول عروس ابن خالته.
لم يستطع ان يحدد الشعور الذى ترك الأثر الأكبر فيه: أهو الحاجة الجسدية الملحة التى عذبته وجعلت أفكاره تجمح أم الغضب البارد المرعب الذى سرى فيه كتيار كهربائى مهدداً بالطغيان على غيره من المشاعر.
راح يراقبها وهى تقطع ممشى الكنيسة مرتدية سترة صيفية زرقاء أبرزت قوامها الممشوق وتنورة قصيرة بالكاد تصل إلى ركبتيها . تردد وقع كعبى حذائها العاليين على الأرض المرصوفة فى أنحاء الكنيسة وكاد يقسم على أنه أشتم عطرها وهى تمر بجانبه غافلة كلياً عن وجوده. كان شعرها الفاحم يلمع بعد أن تركته ينسدل فى خصل ناعمة حريرية حول وجهها البيضاوى . أما عيناها فبالرغم انه لا يراهما من حيث يجلس إلا أنه يعلم أنهما بنيتان داكنتان كالشوكولا الغنية و مغريتان مثلها.
ـ نعم.....هذا صحيح . اسمى مرسيدس ألكولار.......
صدى صوتها تردد فى ذهنه وأعاده إلى تلك اللحظة حين قدم نفسه إليها . وقع الكلمات الناعم المغرى عززه تأثير لكنتها الاسبانية المترددة الايقاعية والتف على حواسه فتركه سجيناً فى لحظة.
لم يستطيع حينذاك أن يفكر فى أى شئ آخر سوى هذه المرأة و إغرائها.
الأفكار هاجمته الان من جديد إنما فى المكان غير المناسب وفى الوقت غير المناسب.
إلا انه لاحظ الطريقة التى ارتاحت بها يد مرسيدس على ذراع رجل آخر فى لمسة حميمة و مسترخية لأصابعها على السترة السوداء .ابتسامتها له كانت دافئة و جذابة.....دافئة و جذابة بقدر الابتسامة التى منحته إياها....فجاء رد فعل رفيقها فورياً وأحنى رأسه الداكن ليسمع ما قالته.
لاحظ جايك بعبوس أن هذا الرجل ليس أحد أخواتها . وأشاح بنظره رغماً عنه مركزاً عينيه على المذبح حيث وقف رامون وشقيقاه بانتظار وصول العروس . ليس أحد أخواتها إلا انه لم يسمح لنفسه بالتفكير فى من قد يكون هذا الرجل لئلا يتصاعد الغضب الجامح الذى يغلى فى أحشائه وينفجر بطريقة تفسد يومه.....و سمعته....إلى الأبد.
لذا كبح نيران غضبه وسيطر عليها بفضل قوة إرادته و رفض أن يسمح لنفسه بإلقاء نظرة أخرى إلى مرسيدس . وتمكن بطريقة ما من الالتزام بقراره طيلة مراسم الزفاف وحتى خلال حفل الاستقبال إلا أن الصراع الذى خاضه ضد طباعه جعل من المستحيل عليه ان يتناول لقمة واحدة ما زاد من عصبيته و سوء مزاجه . كان يرمقها بنظرة من حين إلى آخر فيجدها مجدداً مع رفيقها الطويل القامة الأسود الشعر لكنه يعود و يجبر نفسه على الإشاحة بنظره سريعاً قبل أن يفقد سيطرته على نفسه كلياً. لن يفسد يوم رامون واستريللا لكن حين ما يرحلان....سيكون لديه ما يقوله لــ مرسيدس ألكولار فعليهما أن يتحدثا جدياً.
حالفه حظه حين تجاوزت الليموزين التى حملت العروسين إلى حيث سيقضيان شهر عسلهما , بوابات كاستيللو أختفت عن الأنظار . فالضيوف و أفراد العائلة الذين اجتمعوا فى الخارج للتلويح للعروسين استداروا على أعقابهم و عادوا إلى الداخل وهم يتحادثون و يضحكون . ومن خلفهم أنيقة ومغرية فى بذلتها المتقنة التفصيل و بالكعبين العاليين اللذين جعلا تقدمها فى الباحة بطيئاً وغير واثق مشيت وحيدة المرأة التى يسعى وراءها.
ــ مرسيدس.....
ظن فى البدء أنها لم تسمعه إذ لم تدر رأسها فيما بقيت كتفاها مشدودتان كالدرع فى مواجهة أى هجوم . إلا أنه لاحظ ان خطاها التى عكست تصميمها اهتزت قليلاً وتباطأت .
ــ مرسيدس
ناداها مجدداً قبل أن يتقدم منها ويمسك بذراعها ليوقفها .
توقفت فجأة لاهثة . وللحظة فقط اتسعت عيناها الداكنتان و ظهر فيهما بريق غريب لكنها ما لبثت أن تمالكت نفسها فيما عاد قناع الهدوء إلى ملامحها الجميلة .
تحولت فى لحظة إلى امرأة أخرى امرأة تختلف كلياً عن تلك التى عرفها فى لندن.
تلك المرأة كانت من نار و حرارة مشرقة كشمس الصيف . أما هذه فقطعة....لا بل جبل من جليد إذ لم يظهر عليها أى أنفعال وبدا جسمها الأنيق مشدوداً و وجهها خاياً من أى تعبير لا سيما تنيك العينين الباردتين اللتين حدقتا إلى عينيه.
هذه المرأة هى صاحبة النظرة الباردة المرأة المتعجرفة الذى رمقته بنظرة جليدية عبر الغرفة.
ــ هل أعرفك؟
استطاعت أن تنطق بهذه الكلمات وكأنها تجبرها على الخروج من بين شفتيها المطبقتين.
وأردفت:"هل التقينا من قبل؟"
كانت مقتنعة بأنها كانت لتخدع أى رجل آخر أضعف منه من حيث الشخصية . أى رجل أقل منه قدرة على ملاحظة ما كان ليلاحظ الوميض المعبر الذى ظهر على وجهها للحظة فاضحاً مشاعرها الدفينة. لكن جايك رآه كما لاحظ بريق عينيها المفاجئ . ذاك البريق الذى حول الشوكولا الغنى إلى برونز حام وأعلمه أنها تحس بوجوده بقدر ما يشعر هو بوجودها.
ــ هل هذا سؤال جاد؟
منتديات ليلاس
طرح عليها سؤاله هذا غير مصدق أنها تحاول خداعه بهذه الطريقة.
ــ جدى للغاية
وأرتفع ذقنها أكثر فى حركة تحدٍ ليعلو أنفها أعلى فى الهواء . أما العينان الداكنتان الباردتان فقابلتا عينيه ولم يقرأ فيهما أى شعور سوى الرفض والنبذ.
ــ هل أعرفك؟
ــ أنت تعلمين زهرة منسية أنك تعرفينى.
وتمكنت حتى من الابتسام رغم أن هذه الابتسامة بدت كاذبة ومفتعلة بحيث يكاد يتوقع شظاياها على الأرض عند قدميه .
ــ أعتقد أنك مخطئ....يا سيد....
لم يحاول جايك أن يرد على إشارتها إلى ان عليه ان يعرف عن نفسه فهذا التصرف لم يقنعه ولو للحظة.
ــ ما من خطأ أؤكد لك. أنت تعلمين ذلك وأنا أعلم ذلك....لكن إذا كنت بحاجة إلى مزيد من الإقناع.....
كان يفكر فى هذه اللحظة تحديداً وهو يحزم حقائبه وهذا الصباح أيضاً و هو يرتدى ملابسه ليشارك فى حفل الزفاف ففى جيب سترته الأيسر يقبع الدليل....الوشاح الصغير الذى تركته خلفها حين فرت تلك الليلة فى لندن والذى أخبرته أنه هدية عزيزة على قبلها من والدتها الحبيبة . أخرجه من جيبه وفتح أصابعه بما يكفى لترى ما يحمله....إنما من دون ان يسمح لها بالوصول إليه فى محاولة منها لاختطافه منه.رد الفعل جاء كما أمل تماماً .
خرجت أنفاسها فى شهقة صدمة واختفى اللون عن خديها فبدا فمها الذى زينته بأحمر شفاه زاهى متناقضاً مع بشرتها الشاحبة
فتحت فمها للتكلم ثم عادت وأطبقته مجدداً فيما ابتلعت ريقها بصعوبة. كانت على وشك أن تحاول الكلام مرة ثانية عندما ظهر رجل طويل أسمر فى الباب بدا جالياً أنه يبحث عنها.
ــ مرسيدس هل ستأتين؟ نحن ننتظر.....
بالطبع ! شد جايك حنكه ليكبح الغضب الذى كاد ينفجر . إنه خوان ألكولار رب الأسرة المعقدة كلها . رجل غنى صاحب نفوذ و متعجرف للغاية. الرجل الذى عبث بأسرة والدته بحيث لم تشف حقاً ولا تزال الذكريات المرة تنغص حياتها حتى اليوم . وهو والد مرسيدس أيضاً.
هل البنت نسخة عن ابيها؟
يبدو ذلك. وهو مستعد للمراهنة على ذلك على أى حال.
ــ أنا آتية يا أبى
يبدو أنها أستعادت رباطة جأشها . وعادت العينان الداكنتان إلى وجهه من دون اى أثر للنعومة فيهما.
ــ أرجو المعذرة.
كلماتها بالكاد كانت مؤدبة , فارتياحها لأنها أصبحت قادرة على الهروب منه جعلها لا تتردد فى قولها . فى الواقع كانت قد استدارت على عقبيها لترحل حين تكلم.
راقبها جايك وهى تتحرك باتجاه والدها . كان رأسها عالياً و ظهرها مستقيماً مشدوداً كما يبقيه والدها ولم تتكرم عليه حتى بنظرة واحدة.
البنت سر أبيها ! دمدم من بين أنفاسه :"لا , أيتها السيدة فأنت من ارتكب الخطأ"
بدا جلياً أن مرسيدس ألكولار أبنة أبيها . وينبغى عليه أن يتذكر هذا فى المستقبل .
وثمة مستقبل يجمع بينه وبين الآنسة ألكولار فهو مصمم على ذلك. لأنها أثرت فيه إلى حد كبير فأصبحت كعلة لا يستطيع أبداً أن يعالجها .
ولأن الأمور لا تزال عالقة بينه وبين الآنسة ألكولار أمور ينوى جايك أن ينهيها على طريقته .
لعلها تظن أنها أنهت قضية ما حصل بينهما فى لندن حين أدعت أنها لا تعرفه وان المسألة حُلت بمجرد أنها تركته و مشت.....لكنها مخطئة كلياً ستنتهى المسألة حين يقرر ذلك وليس قبل.

 
 

 

عرض البوم صور زهرة منسية   رد مع اقتباس
قديم 21-08-12, 09:55 AM   المشاركة رقم: 19
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
مراقب عام
قارئة مميزة
فريق كتابة الروايات الرومانسية
مشرقة منتدى الروايات الرومانسية المترجمة

البيانات
التسجيل: Dec 2010
العضوية: 206072
المشاركات: 13,844
الجنس أنثى
معدل التقييم: زهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 66888

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
زهرة منسية غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : زهرة منسية المنتدى : سلاسل روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 
دعوه لزيارة موضوعي

6 / ليست امرأتك
منتديات ليلاس


ليتها لم تذهب إلى لندن !.
هذه هى الفكرة التى لم تبرح ذهن مرسيدس وعذبتها حتى عندما عادت إلى حفل الاستقبال وأجبرت نفسها على الابتسام وتبادل الأحاديث والرقص مجدداً.
لو بقيت فى المنزل ولم تطأ قدمها العاصمة الانكليزية لاستمرت حياتها على حالها طبيعية هادئة وسعيدة , لتمكنت من التحضير لزفاف رامون من دون تردد أو أفكار مشوشة . ولتمكنت من الاستمتاع بيومها من دون الخوف اللعين الذى هاجمها ما إن دخلت إلى الكنيسة ورأت جايك تافرنر جالساً بين الحضور.
ماذا كانت لتشعر لو أنها المرة الأولى التى تلتقيه فيها ؟ لو أنها سارت فى الممر ورأته جالساً هناك من دون أن تكون قد التقته من قبل؟
هل كانت لتختبر ذاك الأحساس المذهل الأشبه بانفجار فى قلبها انفجار حصل لمجرد رؤيته؟
انتفض قلبها فى صدرها فى رد فعل على السؤال الذى طرحته على نفسها فى سرها جعلها تدرك أن الجواب الوحيد هو الايجاب.
ــ آه !
صرخة الاعتراض الحادة اخترقت أفكارها ما جعلها تتردد وتتوقف لتحمر جخلاً حين أدركت أنها لم تكن ترقص بأناقة ورشاقة كما اعتادت بعد أن فقدت تركيزها وشردت أفكارها فى عالم آخر . كانت تائهة فى عالم من الذكريات غير المرغوب فيها ففقدت تركيزها على خطواتها ما جعل أحد كعبيها العاليين و الرفيعين يحط على إصبع شريكها حتى كاد يثقب حذاءه الجلدى اللماع.
ــ ميغيل أنا آسفة! لم أكن أركز!
رد رفيقها وقد ارتسم تعبير ساخر على وجهه: "هذا ما لاحظته . ما الأمر يا عزيزتى ؟ ألا ترغبين فى الرقص؟"
أقرت مرسيدس:"أنا....حسناً , لا, لا أرغب فى ذلك فى الواقع"
سأرعت لتحتمى بـ ميغيل ما إن عادت إلى القاعة . فإذا ما رآهما معاً سيظن جايك تافرنر أنهما شريكان لأكثر من مجرد رقصة و سيبقى على مسافة منها .
ــ أظن أننى تعبت بعض الشئ
ــ حسناً هذه هى مشكلة الأفراح....والاحتفالات إنما قد يفيدك بعض الهواء النقى . يمكننا أن نخرج إلى الحديقة.
ــ المكان حار جداً هنا.
علمت أن ميغيل لديه دافع خفى وراء رغبته فى الخروج إلى الحديقة....معها. لكنها لا تأبة لذلك بصراحة . فى الواقع لعل هذا الخيار هو الأفضل. إنها طريقة لكى تلهى نفسها عن حضور جايك تافرنر المتوحش , وعن الطريقة التى ترافبها به عيناه الزرقاوان مع كل حركة تقوم بها و مع كل تصرف تأتى به.
وربما إذا ما حالفها الحظ سيكون عناق ميغيل لها ما تحتاجه بالضبط . فقد يجعلها تدرك أن ما حصل فى لندن ليس سوى اضطراب عقلى وأن تأثير جايك فيها ليس سوى حلم. قد تدرك أن عناقه ليس مدمراً بقدر ما تتذكر وأن المسألة لم تتعد كونها مزيجاً من نشاط هورمونى وإثارة و جودها فى إنكلترا و الجو المحيط بها .
ــ إذن رافقينى .
أحاطت ذراع ميغيل بكتفيها وأدنتها منه كثيراً . إلا أن مرسيدس قررت ألا تقلق بهذا الشأن كما لم تحاول أن تبتعد . وبدلاً من ذلك دنت منه اكثر وأراحت رأسها على كتفه ثم رفعت رأسها لتبتسم له بشكل متعمد .
ليفسر جايك تصرفاتها هذه كما يشاء! إذا ما ظن أنها ليست وحيدة وان رجلاً آخر مهتم بها....لا بل أكثر من مهتم.....لتخلى بالتأكيد عن محاولته بحث لقائهما فى لندن ونسى المسألة تاركاً إياها فى سلام.
لذا ركزت اهتمامها كله على ميغيل وراحت تنظر فى عينيه كالعاشق الولهان وهو يقودها من قاعة الرقص إلى الحديقة عبر الأبواب الزجاجية الضخمة . لم تلتفت , لم تخاطر بإلقاء نظرة باتجاه جايك لترى ردة فعله, رغم أن كل عصب من أعصابها كان مشدوداً حذراً متيقظاً . لم يكن بإمكانها أن تراه لكنها أدركت أنه فى مكان ما فى ناحية ما من القاعة يراقبها ويستخلص استنتاجاته الخاصة.

مـــنـــتـــديـــات لــــيـــلاس

 
 

 

عرض البوم صور زهرة منسية   رد مع اقتباس
قديم 21-08-12, 09:58 AM   المشاركة رقم: 20
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
مراقب عام
قارئة مميزة
فريق كتابة الروايات الرومانسية
مشرقة منتدى الروايات الرومانسية المترجمة

البيانات
التسجيل: Dec 2010
العضوية: 206072
المشاركات: 13,844
الجنس أنثى
معدل التقييم: زهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 66888

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
زهرة منسية غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : زهرة منسية المنتدى : سلاسل روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 
دعوه لزيارة موضوعي


ــ من هو ذاك الرجل الذى برفقة أبنة ألكولار؟
طرح جايك هذا السؤال على الرجل الذى كان يتحدث إليه....أو يدعى التحدث إليه. فى الواقع كان مشغولاً كلياً بمراقبة مرسيدس و هى ترقص عاجزاً عن رفع عينيه عن حركات جسدها الرشيقة وعن تمايله الغريزى مع الموسيقى.
ــ أتعنى ميغيل ؟ ميغيل هرناندز؟
والتفت الرجل إلى حيث كان جايك ينظر ثم أومأ ببطء
ــ نعم, إنه ميغيل . تقول الشائعات إن زفافهما هو التالى.
ــ هل هما مخطوبان ؟
لم يستطيع جايك ان يخفى الصدمة فى صوته إلا انه تمكن من كبح شئ من الاشمئزاز الذى كاد يفضح حقيقة شعوره
لقد تصرفت معه بشكل أثاره للغاية وجعله يؤغب فيها...فيما هى مخطوبة وعلى وشك الزواج من رجل آخر؟
ــ لا أظن أن الأمر رسمى بعد لكن استناداً إلى أقوال زوجتى المسألة مسألة وقت...على الأقل إذا ما تدخل الأب ألكولار و والد هارناندز الشاب إنهما يشجعان هذا الاتحاد...علماً أنه يبدو أن الشابين لا يعارضان الفكرة .
يبدو جلياً أنهما لا يعارضان الفكرة. هذا ما خطر لـ جايك فيما الرجل يعتذر منه و يبتعد كما أعطاه تفسيراً معقولاً لطريقة تصرف مرسيدس....فهى مذعورة مما قد يفضحه عنها.
لعلها لا تتذكره أو على الأصح تدعى أنها لا تتذكره إلا انه يتذكرها جيداً . همهم جايك بذلك لنفسه وهو يراقب مرسيدس فيما كانت تقطع الغرفة ملتصقة بالرجل الذى كان يراقصها . وتذكر طريقة تصرفها أيضاً.
كانت على هذه الحال معه منذ أتصل بها ودعاها لتناول العشاء فى شقته.
وتذكر أنها ألتصقت به أيضاً . هذه الذكرى وحدها أثارت مشاعره و حواسه. وقد ضحكت بهذه الطريقة أيضاً ونظرت إلى عينيه بهذه الطريقة المكرسة المأخوذة كلياً كما لو أن العالم لا يحوى سواه.
ــ تباً !
صعقته هذه الفكرة بحيث أن ساق الكأس التى كان يحملها فى يده طقطقت تحت ضغط أصابعه المفاجئ و القوى فأضطر إلى وضعها بسرعة على أقرب طاولة لئلا يجرح يده بشظايا الزجاج الحادة.
ها هذا هو سبب هروبها منه؟
هل تذكرت فجاة صديقها الغبى المسكين الساذج الذى ينتظرها فى بلادها ففرت من منزله فى صحوة مفاجئة لضميرها؟
كما لو أن هذه الفكرة أعطته دفعاً فوجد نفسه يتحرك يشق طريقه سريعاً عبر باحة الرقص المكتظة يستدير بحدة ليتجاوز بعض الراقصين الملتصقين ببعضهم البعض مأخوذاً كل منهم بالآخر . واضطر مرة او اثنتين لأن يبطئ سيره إذ عرقلت تقدمه نساء أعقن طريقه محدقات غليه مبتسمات ابتسامة تشجيع.
ربما كان ليهتم لو أن الوضع مختلف وربما كان ليتريث و يتسكع لكن أى كمن النساء لم تلهه بما يكفى لتهدئ وتسكن لهيب أفكاره و غيظ ذهنه الشديد.
ــ ليس الليلة.
ــ عفواً سيدتى....
تحول ألياً إلى الاسبانية التى تعلمها أثناء العطلات العديدة التى أمضاها مع أسرة والدته و الساعات الطويلة التى أمضاها مع رامون ابن خالته .
ــ على أن أرى أحدهم.
أدرك ان صوته بدا قاطعاً بارداً ونبرته جافة وفظة لكن عقله كان بعيداً كل البعد عن الآداب فى السلوكيات.....كما لم يكن يفكر بالتأكيد فى لقاء امرأة أخرى ربما الخروج الخروج معها . لم تخطر له هذه الفكرة منذ لاحظ مرسيدس ألكولار للمرة الأولى فى إحدى القاعات فى حفل صاخب ينظمه أحد أقطاب الإعلام فى لندن .
فمنذ أن رآها للمرة الأولى علق فى الصنارة و وقع فى الشرك و سُلب لبه....أسرته وتغلغلت فيه بحيث لا يظن أنه قد يتحرر من تأثيرها يوماً. ما من شئ كان ليوقفه حينذاك ولا حتى إدراكه أنها أبنة الرجل الذى ترعرع على فكرة أنه الذئب المفترس و المارد اللئيم و الساحر الشرير فى شخص واحد . كما أن ما من شئ يمكن أن يوقفه الآن .
غمغم جايك لنفسه:"مستحيل! هذا مستحيل"
لفح هواء الليل المنعش وجهه ما أن خطا خارج الأبواب ما جعله يأخذ نفساً عميقاً . كان الطقس دافئاً كحاله تلك الليلة حين رافقته إلى شقته وهى ترتدى ذاك الثوب القصير الزهرى اللون.
ــ ميغيل , لا
تناهى إليه هذا الصوت صوتها من مسافة قريبة من مكان معتم بعيد عن أضواء قاعة الرقص التى انعكست على الحديقة الواسعة . وعلى الفور أدار جايك رأسه باتجاه الصوت فيما راحت عيناه تبحثان فى الظلام علهما تحددان مكانها.
ــ لا تعذبينى
إنه صوت الرجل الآخر , ميغيل هرناندز. نبرته و هو يتلفظ بهذه الكلمات جعلت جايك يصر بأسنانه فقد جاء صوته أجش متملكاً و خبيثاً بعض الشئ. صوت رجل يعلم أنه سينال مراده . رجل يعتبر الاعتراض مجرد جزء من اللعبة....لمسة من الإثارة و التشويق.
و مرسيدس اللعوب مرسيدس المغوية الحورية....مرسيدس التى تعذب الآخر بدم بارد أوقعت رجلاً آخر فى شركها و قيدته بحبائلها....
ــ أنت تعلمين لما نحن هنا
حملت صوتها نبرة اعتراض وهى تجيب:"ولكن....ستفسد ثوبى...فالحائط خشن هنا...."
ــ سأعالج الأمر على الفور.
حركة خفيفة جعلت جايك يتوقف ويراقب وبعد لحظة استطاع أن يرى بوضوح أكبر. رأى الطريقة التى استدار بها ميغيل الذى كان يدير ظهره له و جعل مرسيدس تستدير معه بحيث أصبح يستند إلى الحائط الخشن فى وقفة رجولية مستبدة.
ــ هل الوضع أحسن الآن؟
طرح هذا السؤال بخشونة وبحدة مفاجئة طردت الضحكة من نبرته .
منتديات ليلاس
كان جايك يعلم تماماً معنى هذه النبرة. الرضى الخفى الذى تضمنته هاتان الكلمتان شئ يمكن لأى رجل أن يدركه , لا سيما مع امرأة جميلة ومثيرة بقدر مرسيدس التى تقف بقربه.
وذكر نفسه بجفاء أنها تصرفت بالطريقة نفسها معه وأنه عاش الشعور نفسه.
ولفت انتباهه صوت مفاجئ فأعاد أفكاره من المنحنى المثير الذى اتخذته و أجبرها على العودة إلى الواقع رغماً عنه.
ــ عانقينى !
كان ميغيل يتكلم غير واع لوجود من يسمعه وللمراقب الصامت الواقف فى الظل . سخونة صوته أثارت أعصاب جايك فجأة وجعلته يرفع رأسه فيما ضاقت عيناه و راح يراقب المشهد باهتمام أكبر.
لم تكن الأمور فى الواقع كما افترض فى البدء . فهو لم يلاحظ من قبل التوتر الجلى فى ظهر مرسيدس كما بدأ أنها تبقى نفسها بعيدة عن ميغيل هذا بدلاً من أن يلتصق به كما ظن فى بداية الأمر.
ــ قلت لك عانقينى !
ــ لقد عانقتك!
اعترضت مرسيدس بنبرة حادة جداً و ما ان سمع كلماتها حتى تبخر شعور الإثارة المحرق الذى تملكه لتحل محله عدائية جامحة لكن جايك ما استطاع أن يحدد ما إذا كان يشعر بالعدائية نحوها أم نحو ميغيل أم حتى نحو نفسه.
ــ عانيقينى مجدداً
ــ من الأفضل أن أعود إلى الداخل
ــ و أنا أفضل أن أبقى هنا مع امرأتى
ــ لست امرأتك!
ــ بلى أنت كذلك.
كلمة "امرأتى" المتملكة ضربت على أعصاب جايك بقوة . هل هذا الأحمق أعمى؟ ألا يرى أن هذا آخر ما ترغب فى سماعه؟
ــ تعلمين أن عائلتينا ترغبان فى رؤيتنا معاً وتسعيان إلى تزويجنا . أنت لى وقد حان الوقت لتبدئى بإظهار ذلك.
ــ ميغيل لا!
عكس صوتها ذعراً حقيقياً . إنما يبدو أن النغل الذى كانت برفقته أما لم يسمع ما قالته و إما لا يرغب فى الرفض.
ــ مرسيدس , بلى....
وشل الغضب الجامح تفكير جايك وانمحى المنطق من عقله حين رأى يد ميغيل تنزلق على ظهر مرسيدس فى لمسة مقززة.
ــ أنت لى , كلك لى لأفعل بك ما.....
البخار الأحمر غشى عينيه فيما تعالى الطنين فى أذنيه
ــ لا !
صوت غضبه كان أشبه بانفجار فى الظلام فيما تقدم إلى الأمام و أمسك بعنف بالرجل ليبعده عن مرسيدس و يثبته إلى الحائط .
ــ لا , تباً لك ! مستحيل! دعها وشأنها !
ــ أحقاً؟
و رمش ميغيل بعينيه من وقع الصدمة إلا أن ذلك لم يخفف من العدائية فى نبرته . وأردف يسأل :" ولِمَ على أن أفعل ما تقوله؟"
لم يتردد جايك للحظة ولم يفكر فخرجت الكلمات من بين شفتيه على الفور رغبة منه فقط فى إسكات الرجل الآخر قبل أن يتكلم مجدداً.
قال موجهاً كلماته إلى الوجه الأسمر الغاضب :"لأنها لى ! لأنها ليست امرأتك....بل امرأتى!"

 
 

 

عرض البوم صور زهرة منسية   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
alcolar family, bound by blackmail, الانتقام الاخير, احلام, دار الفراشة, kate walker, روايات مترجمة, روايات مكتوبة, روايات احلام, روايات احلام المكتوبة, روايات رومانسية, روايات رومانسية مترجمة, كيت والكر
facebook




جديد مواضيع قسم سلاسل روايات احلام المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 04:23 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية