الفصل السابع . . .

شعرت روميلي بأن الساعة لن تشير إلى السابعة والنصف مساء الأربعاء , أرتدت ثيابها بإتقان هذه المره وبدت جميلة للغاية , حملت مصباحها وخرجت
وتسائلت إلى أين سيأخذها .
وصلت فشاهدت جيمس ينتظرها قرب سيارته وحين رأها أقترب منها وقال (مرحباً هل تسمحين لي أن أقبلك الآن ؟)
( بالتأكيد كلا ) قالت روميلي وهي تبتسم .
مال إليها جيمس وقال ( الرجل يجب أن يحاول ! فربما تكوني قد غيرت رأيك منذ ليلة البارحة )
( الآن لماذا بحق السماء قد أفعل ذلك ؟)
( انت امرأة قاسية , روميلي بينون ) قال جيمس .
( بالطبع أنا كذالك , ماذا توقعت غير ذلك ؟)
( ان تثقي بي ) قال بهدوء .

نظرت إليه روميلي وشعرت بالإحمرار يعلو خداها .
( إلى أين سنذهب ؟)
( إلى المسرح ) قال بصوت ساحر .
ذهبا إلى المسرح ولكن ليس لحضور عرض , بل للدخول إلى مطعم يدعى بسثوب , وجدته روميلي رائع جلسا على طاولة على الشرفة تطل على النهر ,

وأخذا يتحدثان في شتى المواضيع , ووجدا قواسم مشتركة بينهما , فقد كان جيمس يحب السرعة والمشي وهي كذلك , وبعد لحظات قال .
( احب ان أمشي على ساحل أنكلترا يوماً ما)
( وأنا كذلك كنت دائماً أسير في بلفرمز , تلك الطريق التي تؤدي إلى كانتربري )
( إذن لماذا لم تفعلي ) سأل جيمس .
( ربما سأفعل يوماً ما , إنها مسافة بعيدة من اسكتلندا )
( ولكنها ليست بعيدة من لندن , لماذا لم تقومي بذلك ؟)
( لم أحصل أبداً على فرصة مناسبة ) اجابت روميلي .
عندما أنتهيا خرجا من المطعم وقاد جيمس السيارة خارج أنفارنس , الا ان روميلي أستاءت لأنها لاتريد الذهاب إلى المنزل خاصة ان الوقت مازال مبكراً
منتديات ليلاس
والفندق سيفتح ابتداء من الأسبوع القادم ولن تتاح لها الفرصة لرؤيته .
اجتاز ابوت كريغ ولكنه تابع بأتجاه القصر فنظرت إليه روميلي بعينين متسائلتان, وكأنه يعرف بماذا تفكر فقال .
( اهلاً بك في قصري سيدتي الجميلة )
ابتسمت روميلي وسألت هل سأجد هناك تنين أيها المحارب ؟)
( لقد طردتهم بأجمعهم , ليس هناك اي شيء يضايقك )
( وانت الن تأخذني إلى اعلى غرفة وتقفل على في البرج الصغير ؟) سألت وهي تضحك .
( ربما سأفعل ذلك ولكن لدي شعور بأنك ستملئين القصر صراخاً) خرجا من السيارة ووضع جيمس يده حول ذراعها ثم دخلا القصر .
اخذ جيمس يعرفها على الغرف في المرة السابقة لم تجلس روميلي سوى عند المدفئة , ووجدت روميلي القصر دافئ مع ان هذا مفاجئ لأنها يجب ان تشعر

بالبرد بسبب جدرانة الشاهقة الا ان الستائر الملونة على النوافذ والسجاد على الأرض بعث على الدفء , واخذها جيمس الى غرفة النوم الواسعة فشهقت

متعجبة.
( يا الهي هل حقاً تنام هنا ؟)
ضحك جيمس وأجاب ( فقط في مناسبات خاصة , وإذا نمت هنا فسيكون لمدة قصيرة فقط , لدي غرفة نوم حديثة الطراز , هل تحبين أن تريها؟)
( شكراً انا فعلاً متأثرة كيف تجد الوقت لأستعمال كل هذه الغرف ؟)
( المفروض ان اكون ترعرعت هنا , اليس كذلك , لنذهب الى غرفة الجلوس ونشرب النبيذ . . .هذا الجزء بناه أحد أجدادي في القرن التاسع عشر , احبه لأنه يطل على الحديقة وذلك الحارق ؟)

( حارق ؟) سألته روميلي بتعجب فأقترب منها وأجلسها على مقعد مريح وجميل .
( الحارق ياعزيزتي هو ساقية او نهر صغير اذا اصغيت ستسمعينه ينساب تحت نافذة القصر , الآن ماذا تودين أن تشربي ؟)
( هل لديك شراب منشط ؟)
( اجل )
( روميلي ) فتحت عيناها لتجد جيمس يقف بجانبها وهو يحمل لها الكأس ثم جلسا على المقعد .
( ما رأيك بالمكان ؟) سألها بهدوء .
( كما قلت لك لقد تأثرت , لم اعرف ان هكذا اماكن ممكن ان يكون صاحبها فرد ويسكن بداخلها , اعتقدت انها اصبحت ملك الدولة )
( ستفاجئين أن هناك الكثير منا مازالوا متعلقين بأرض أجدادهم ربما بسبب الزراعة الجيدة التي حافظوا عليها , فحاولوا ان يهتموا بقدر المستطاع بهذه الأملاك حين تكون قابلة للحياة وللنمو , ربما تزوجوا من أصحاب ارث كبير عندما شعرو بأنهم محطمين )
كانت روميلي تريد ان تسأله اذا كان هو محطم , ولكن بدل ذلك اشارت إلى لوحة على الحائط لرجل يرتدي ثوب صوفي مقلم .
( ومن كان هذا ؟)
منتديات ليلاس
( هذا احد اجدادي المخلصين ويدعى جاكبتو , كان يرتدي هذه الثياب الصوفية كعمل دفاعي عندما خطر على اسكتلنديين ان يرتدوه بعد معركة كالدونيا ) ثم اومأ بيده إلى خاتم صلصالي على الحائط .
( من هناك أتى هذا , انه يبعد فقط مسافة قصيرة من هنا ) اضاف ( من ساحة المعركة الحقيقية )
( الهذا تكره الإنكليز لهذه الدرجة ؟) سألت روميلي .
نظر إليها بتعجب واجاب ( مالذي جعلك تعتقدين انني اكره الانكليز ؟!)
( انت قلت بأنك لا تريدهم يجتاحون هذه الأراضي )
( كلا انا قلت بأنني لا أريد هذه الجموع الغفيرة من السواح , يأتي إلى هنا ناس من مختلف الجنسيات , ومن اسكتلندا ايضاً , انا لست ضد الأنكليز , حتى اني اجد البعض منهم في غاية الروعة ) تمتم جيمس ثم اقترب منها .
( آسف روميلي , ولكنني سأقبلك الآن )
كانت تريد ان تدير وجهها له , ولكنها شعرت انها حقاً تريد ان يقبلها, فأخذها بين ذراعيه وراح يقبلها الا انه لم يحاول ان يفعل شيء آخر , بعد لحظات ابتعدا عن بعض فنظر اليها جيمس وهو يبتسم .
( شكراً لك ) . . . اضاف حين بقيت روميلي صامتة ( لأنك وثقت بنفسك وانت معي اخيراً )
فوجئت بكلماته فصرخت بحدة .
( فقط لأنني جعلتك تقبلني لايعني انني سأكون انني . . .)

( لا يعني ماذا؟) سأل جيمس .
( لايعني انني سأذهب معك إلى السرير )
فضحك جيمس وقال ( لا اعتقد انني طلبت منك ذلك)
( ولكنك كنت ستفعل الرجل لا يقبل فتاة بهذه الطريقة إلا إذا كان يريدها )
( هل قبلك الكثير من الرجال بهذه الطريقة روميلي ؟) سأل جيمس بوجه متجهم .
( وكم من النساء قبلت بهذه الطريقة هذه السنة ؟ هذا الشهر ؟ هذا الأسبوع ؟)
حاولت أن تخرج من الغرفة ولكنه اوقفها بسرعة وادار وجهها إليه .
( ليس كما تتصورين , حسناً , كانت لي علاقات وانا شاب , انني رجل على اية حال , روميلي وهذا السن لايتسم بالعقلانية كما اعتقد انك تعرفين ذلك بنفسك )
ابعدت روميلي نظراتها عنه لأنها وجدت انه على حق ولم تستطع ان تعترض بذلك .
منتديات ليلاس
( انظري الي روميلي , ما فائدة المجادلة في شيء اصبح من الماضي , فلماذا لانترك كل شيء ورائنا و. . . .)
( كلا ! انا لا اعد احد بشيء ! ولا . . . لا. . . )
( ولاتقيمين علاقات مع الرجال , جيد انني مسرور بسماع ذلك الآن عرفت انني ربحت تلك القبلة )
( لقد اخبرتك سابقاً انني لا أريد ان اتورط )
( اتذكر هذا , ولكننا لم نفعل هذا بطريقة صحيحة من قبل اليس كذلك ؟) ثم قبلها مجدداً واحتضنها بين ذراعيه بقوة . ارتجفت روميلي وخافت من مشاعرها وتذكرت رجلاً آخر , ولكن جيمس ليس ريتشارد , جيمس نوعٌ آخر يجب ان يعطي ويأخذ ولا يفكر بنفسه فقط ادركت انه يريدها كما تريده هي , تركها جيمس للحظات ورفع وجهها بيده .
( روميلي انظري اليّ , عزيزتي اعتقد انك متورطة معي رغماً عن إرادتك , ولكن شيء يشعرني بأنك مسرورة بذلك . . . .فقط قليلاً ؟)
احنت روميلي رأسها بخجل ولكنه صرخ .
( اوه , كلا لا تفعلي ذلك ؟ لا اريدك ان تبتعدي عني مجدداً ولا اريد ان ارى تلك النظرة الحزينة على وجهك , اعرف انك تتذكرين الماضي وهذا يجعلني اود لو اقتل ذلك اللعين الذي آذاك )
نظرت إليه روميلي متعجبة وكأنها لاتصدق انه مهتم بها حقاً وليس من أجل الجنس فقط .
( من كان هو عزيزتي ؟ وماذا فعل لك ؟ ارجوك أخبريني )
( لماذا تريد ان تعرف ؟) لم تحاول روميلي ان تنكر انه على حق .
( حتى استطيع ان افهم , حتى اساعدك على النسيان , لأضمد جرحك )
( ليس هناك ماأخبرك اياه )