61 - جنون الحب - سالي ونتثورث - روايات عبير الجديدة ( كاملة )

الفصل الأول ...

هذه هي منطقهة أبوت النائية , قادت روميلي سيارتها بإتجاه الطريق المؤدي إلى داخل المنطقة . وأخذت تتساءل إذا كانت قد اتخذت القرار الصحيح في المجيء إلى هنا .ولكن لندن لم تعد تطاق وعرض العمل جاء في الوقت المناسب خاصة انها كانت محطمة وتريد ان تهرب وتبتعد عن الجميع . لم تفكر أبداً انها ستكون منطقة خالية كما وجدتها الآن ولكن إذا تحول ذاك المنزل الكبير الذي يسكنه أخيها جيرالد وزوجته كارول إلى فندق فإنه سيجذب العديد من السكان .فالمنزل الآن يعتبر كبيراً و مكلف بالنسبه إلى عائلة عادية تتألف من أخيها وزوجته فقط , لذلك قررا ان يحولاه إلى فندق ضخم بعد أن ورثته كارول عن أبيها . وطلبا من روميلي أن تهتم بما يتعلق بالمطابخ.

كانت هذه مهنة سهلة تستطيع روميلي الإهتمام بها , ولم يكن لديها أي شك بذلك , فهي تمتلك الخبرة والمؤهلات التي تحتاجها ثم تساءلت إذا كان ماتقوم به هو الصواب .. ولكنها قررت ان تترك المستقبل ولا تفكر فيه . وربما لن تشعر بالملل هنا فهناك مناظر خلابة في هذه المنطقة.
تابعت روميلي قيادتها وبعد لحظات وجدت لوحة مكتوب عليها (فندق أبوت كريغ) عندما أقتربت رأت الكثير من الأخشاب المكدسة ومواد البناء وسمعت اصوات عديدة.
وأوقفت روميلي سيارتها وفوجئت بمنظر الحديقة القريبة من الفندق فقد كانت مهملة وبحاجة إلى عناية . إلا أنها رأت الكثيرمن النباتات المختلفة الألوان اللتي يبدو أنها ستزرع في وقت قريب . ولكن المنظر الأجمل التلال الكثيرهة الإنحدار الممتدة إلى البحيرة من جميع الجوانب .
( اعتقد انني سمعت سيارة, مرحباً , روميلي كيف حالك؟)
التفتت روميلي لترى اخيها جيرالد , كانت أول مره تراه منذ سنتين ويبدو أنه تغير . بدى أنه أكبر وكأنه لم يعد ذاك الذي تعرفه جيداً. فهو يكبرها بخمس سنوات هما من ذات الأب ولكن من أم مختلفة .آخر مره رأت فيها روميلي أخاها كان في جنازة والدها عندما جاء من الشرق الأوسط حيث عمله .
ولكن عندما ترك والد كارول منزل أبوت كريغ قررا العودة إلى اسكتلندا.
(مرحبا جيرالد أنا بخير شكراً)
منتديات ليلاس
لم يقبلها ولا حتى صافحها , فهما لم يكونا قريبان من بعض وروميلي كانت مسرورة بذلك فهي لا تريد أي علاقة حميمية مع أحد حتى أخيها.
(سأحمل حقائقبك إلى الداخل )
فتحت روميلي صندوق السيارة فحمل جيرالد حقائبها ثم سألها (أهذا كل شيء ؟)
(أجل كل شيء فقط حقيبتان )
نظر إليها للحظات ثم أخذ الحقائب إلى داخل القاعة التي كانت تعم بالفوضى بسبب علب الدهان.
(كيف تسير الأمور ؟) سألت روميلي.
(على ما يرام , تعالي وسلمي على كارول ) قال جيرالد ببروده .
ادخلها إلى المطبخ كانت كارول تفرم اللحمة على الآله الكهربائية , شاهدت روميلي العديد من الآلات الكهربائية التي ماتزال مغلفة . ثلاجتان وماكينة لطهي الطعام وغسالة صحون وغيرها .
(روميلي ! أنني مسرورة برؤيتك ) قالت كارول ثم تقدمت منها وقبلتها بحرارة ولكن روميلي عرفت انها تفعل ذلك مع الجميع.
(كما ترين نحن في فوضة تامة ) اضافت كارول وهي تجيل بنظرها في الغرفة .
( نحن نعتمد عليك لتجعلي كل شيء منظم , هل كانت رحلتك جيدهة؟ أعتقد أنك جائعة , الطعام سيصبح جاهزاً خلال دقائق هل تريدين بعض الشراب أولاً؟ أجلب لها كأس جيرالد من فضلك..)

فتحت روميلي فمها لتتحدث ولكنها صمتت مجدداً حين خرجت كارول من الغرفة وعادت بعد لحظات عندها سألتها روميلي .
( كيف حال الأولاد ؟)
(أوه .. انهم بخير . جميل أن نكون بجانبهم مجدداً , ولكن لسوء الحظ لن يحضرا عيد الفصح معنا لأنهما سيذهبان مع مدرستهم إلى التزلج).
(هكذا أذن ) قالت روميلي بعصبية فقد فوجئت بأن اولاد جيرالد مازالوا في مدرسة داخلية , وتمنت ان تكون العائلة مجتمعة مع بعض ولكن للأسف ,
فقد كانت روميلي تزورهم أحياناً في مدرستهم ولكنهم لم يعتادو عليها . في مناسبة واحدة حين ذهبت إليهم تعلق بها سيمون الصغير ثم أعطاها رسالة كتب عليها(مع حبي وقبلاتي ..سيمون) .
جلست روميلي مع جيرالد وزوجته كارول يتناولون الطعام في المطبخ .لم يكن الطعام سيئاً ولكن كارول لم تكن طاهية ماهرة ولم تتظاهر بذلك , فطوال المدة اللتي عاشتها في الشرق الأوسط كانت دائماً تعتمد على الخدم في صنع الطعام وترتيب المنزل , ومن المحتمل أنها تتوقع أن تدير الفندق بنفس الطريقة ولكن إذا لم تكن تنوي القيام بأي عمل بنفسها. . . فلا يجب أن تتحامل على الآخرين ,وربما كارول وجيرالد يريدان أن يعملا بجد حتى يصبح الفندق مشهوراً وناجحاً.
(قلت أنك تريد أن تفتح الفندق في الوقت المحدد من أجل الفصح)
منتديات ليلاس
قالت روميلي وأضافت ..(ولكن هل تعتقد أنك ستكون جاهزاً ؟)
(يجب أن نكون جاهزين ) قال جيرالد وأضاف ..( أعرف أن الأمور لم تجري تماماً كما خططنا , سننهي جميع العراقيل ولكن الآن يجب أن تكون أربع غرف جاهزة على الأقل لعيد الفصح لأنني أخذت حجزاً بذلك )
انتقلت روميلي بنظرها من جيرالد إلى كارول , فرأت التجاعيد تحيط بعينين اخيها وكذلك تبدو زوجته متعبة يبدو ان الأمور لم تسر على ما يرام كما توقعا , أبتسمت روميلي .
( حسناً الآن أنا هنا ستكون لديكما أيدي إضافية سأقوم بتنظيم المطبخ حالاً , وسأهتم بالطبخ مما سيعطي كارول مزيداً من الوقت للمساعدة )
أبتسم جيرالد وقال (شكراً لقد فرحت كثيراً حين عرفت أنك ستنظمين إلينا, فرئيس الطهاة يعتبر عملة نادرة في أسكتلندا وهو يكلف كثيراً )
عندما أنتهى الطعام أخذها جيرالد في جولة ليعرفها على بقية الفندق , كان هناك قاعة واسعة تطل على البحيرة وبجانبها غرفة يوجد بها بار . وغرفة للجلوس , وغرفة للعب البلياردو .
(وسيكون هناك مكان خاص يضعون فيه الأطفال في المساء ) قال جيرالد وأضاف ( لا نتوقع أن يكون هناك العديد من الأطفال للبقاء هنا. . . فقد أعلنت أن هناك غرفتان فقط )
(كم غرفة ؟) سألت روميلي .

(نحن نتمنى أن نجهز ثماني غرف هذه السنة , وربما أثنتان بجانب الفندق , وثلاث غرف بعد تحويل الأسطبل , إذا إستطعنا ذالك سيكون كل شيء جاهزاً السنة القادمة )
( ولكن ماذا بالنسبة لك ولعائلتك ؟) سألت روميلي .
(هناك فسحة مزودة بغرفتي نوم , غرفة جلوس مطبخ وحمام اوه ولكنني اتساءل كذلك إذا كانت ستكون جاهزة في الوقت المحدد )
( وأنا أين وضعتني ؟)
( في غرفة المربية القديمة , قريباً من هنا ) قال جيرالد وهو يشير بيده إلى الغرفة القريبة من البحيرة .والتي كان عليها أن تجتاز عدة ممرات للوصول إليها .
( سيكون لك حمامك الخاص , ولكنني آسف لأنه غير مجهز كما يجب لم نستطع أن نقوم بذلك بسبب الوقت , وقد وجدت في طريقنا الكثير من العقبات )
( لا تقلق لا بأس به , ولكن هل تستطيع أن تجلب لي حقائبي الآن جيرالد ؟ فأنا أشعر بالأرهاق )
( أجل بالطبع ..)
منتديات ليلاس
سارت روميلي في الغرفة ثم فتحت الباب ودخلت , ووجدت سرير نحاسي , خزانة للملابس , كرسي منجدة ضخمة لم يكن الأثاث مريحاً , تساءلت روميلي عن المربية التي كانت تسكن هنا , هذه الغرفة ستكون منزلها فقط هذه الغرفة ..
جاء جيرالد وهو يحمل حقائبها وقال .
(أي شيء آخر تحتاجينة فقط أصرخي , كارول وضعت صابون ومنشفة في الحمام , سأراك في الصباح , أتمنى لك نوماً هنيئاً )
( شكراً أنا متأكدة أنني سأنام بهدوء شكراً )
قالت روميلي فحياها جيرالد ثم تركها . . . خلعت حذاءها وسارت بأتجاه النافذة , كان الظلام مخيم لذلك لم تستطع أن ترى أي شيء . ولكنها شعرت بالأرتياح بسبب الهدوء الذي لا يعكره شيء بعكس الضجيج في لندن .
تجهم وجهها وهي تفكر في لندن , كانت سعيدة في البداية , حين ألتقت ريتشارد وأصبحت مسؤولة طهاة من الدرجة الأولى , وأعطيت الكثير من المسؤوليات التي قامت بها على أكمل وجه , ولكن الشهر تحول إلى سنة وهي تنتظره يفي بعهده , ولكن كل شيء تبخر , والجميع عرف أنه جعلها حمقاء غبية .
لم تستطع أن تنسى هذا النوع من الإذلال, رغم أنها حاولت أن تترك كل شيء وراءها وتفكر بعملها , ولكن الجميع كان يعرف , فلم تستطع أن تتحمل النظرات المحدقة بها, لهذا وجدت أن الهرب و الأبتعاد هو أفضل الطرق , وهي لن تدفن نفسها في هذا الفندق ,في حين إنها قادرة على العمل في إي فندق في أوروبا . أخذت روميلي تخلع ثيابها وفكرت بانها لن تبقى هنا إلى الأبد ولكنها يجب أن تفكر بنفسها على الأقل خاصة أنها أضاعت أجمل سنين عمرها وهي تنتظر ريتشارد حتى يتزوجها . أصبحت غير قادرة على الضحك أو حتى الحب . وكم عذبها هذا الشعور خاصة وهي في الخامسة والعشرين.