كاتب الموضوع :
نوارة النرجس
المنتدى :
ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
رد: الأقزام البيضاء
يزن .........
كنت اتامل الدقوس الي مجود على السفرة بقرب صحن السليق .. وانا استرجع الي حصل اليوم الظهر ... كاني لسى شايفها قدامي ما توقعتها تكون صغيرة كذا!! .. نجوى تقول عمرها 24 بس هذه شكلها اصغر بكثير ... ليش صورتها لسى مرسومة براسي ... مسكت صحن الدقوس وانا اشوف وجهها الناعم قدامي ... بس بسرعة بدتت افكاري و رجعت اكل المكرونة الي عملتها ليا نجوى ..
: الله الله ... هذا السليق ولا بلاش .. تسلم يدك يا ندى !!
قالها بصوت عالي ... فجاوبته : ترى ما بتسمعك البنت رجعت ببتها .. !!
: عجيب ..طبخها عجيب ... !!!
: يزن احط لك شوية ... جربه صدقني حتحبه !!
كان هذا صوت نجوى .. طالعت للسليق و الدقوس ... ورجعت اتذكرت كل شي .. غمضت عيوني عشان ابدد وجهها من قدامي وقلت لها : لا مشكورة ...
خالد : مو قادر ابطل اكل ... الله يسامحك يا ندى !!!!
خالتي ام خالد : اسكت ما صارت .. ترى صدعت روسنا ..
سندس الي كانت تطالعني قالت بدلع : انا ما حببته صراحة ماسخ وماله طعم .. يزن ممكن اخد من المكرونة تبعك .. !!
اشرت لها على الصحن ببرود .. اخدت منه وقالت : انا زيك احب اكل من يد نجوى ... عشان كدا راح اعيش في البيت هدا طول حياتي ...
وطالعت فيا اوبتسمت ... انا طالعت لنجوى باستخفاف وهي فهمت نظراتي وضحكت و اشرت بعيونها يعني عديها ..
*********
ندى .........
وقفت قدامي بعيون ورمانة و وجه احمر وقالت بصوت مبحوح : حيهدوا غرفة ابويا ... !!
جاوبتها بحزن : حاولت يا امل امنعه ... بس ما بيدي حيلة !!
: خليني اكلمه .. يمكن يرجع عن الي براسه
: ايش حتقوليله !!
قالت وهي تغطي وجهها بيدها : حترجاه انه ما يعمل فينا كذا ... ان شاء الله ابوس رجله ..
رحت لها وبعدت يدها عن وجهها بيدي وبالثانية رفعت راسها لفوق بقوة وقلت لها : لو حتموتي يا امل .. لا تترجي احد .. فاهمة !! ..
ماردت كانت لسى تبكي ... كملت : ابويا الله يرحمه ما ترك لنا هذا البيت وبس ... ترك لنا كرامة وعزة نفس ... لو الاثنين راحوا يا امل ... البيت راح يتعوض ... بس كرامتك لو راحت ما بترجع ولا بتتعوض.. !!
رمت نفسها بحظني و صارت تبكي بصوت عالي ... حاسة بضيقتها و بخوفها ... بس ليه تخاف وانا موجودة و مستعدة اتحمل الموت عشانها .. واخسر اي شي عشان ادافع عنها ...
*********
يزن ...........
كان جالس قدامي ... وانا اتامله واحاول اخترق اعماقه .. اسال نفسي واحاول افتش في داخله على جواب .. ايش الي يخلي انسان زيه في حالته ووضعه انه يرفض الفلوس .. ومو بس كذا .. كمان يقرر انه يتحداني و يوقف في صف ندى ... ايش المقابل ؟ ... على صعيد ثاني كانت عيونه تنضح بالانبهار والاعجاب من كل الرفاهية الي شايفها حوله .. عيونه مسحت الاثاث و الارضية و في كل شيء حولنا ... نظراته هذي خلتني اعرف لاي درجة هو متعطش لهذه النوع من الحياة و البذخ ...
سالته : كيف حالك يا منصور ؟
: الحمدلله في احسن حال .
: ليه زعلان علينا
: انت الاستاذ يزن صح ؟
ابتسمت ببرود وسالته : يعني ما تعرفني وشهدت ضدي .. بالله ما تخجل من نفسك ؟
ما جاني منه رد .. كملت : لكن تدري .. انا عاذرك ... الموضوع من بدايته غلط ... لو انا مكانك طبعا حاتصرف نفس تصرفك ... لانك شهم و ابن حلال ... ومايعرف الرجل الا الرجل .. انت حاولت تساعد الغلطة الي سواها طلال ولمعلوماتك انا فعلا الي طلبت منه يسوي كذا ..
منصور : يعني انا شهدت بالحق ؟
ابتسمت وجاوبته : شهادة الحق لما تكون شفت او سمعت الشي ما يهم هذا الشي حصل او ما حصل .. ؟
لما مارد قلت له : بس هذا الشي كان في مصلحتي .. اسالني ليش ؟
منصور : ليش ؟
: لاني محتاج يكون رجل مثلك معايا ... اول ما وضح لك الحق رحت في صفه ... الصنف الي مثلك صار عملة نادرة هذه الايام .. و انا اكون انسان غبي لو ضيعتك من يدي ...
منصور : ايش قصدك
جاوبته : عحبني الكلام الي قلته لطلال وعجبني اكثر تصرفك ...
طالع لطلال ومرت لحظات وهو ساكت .. رجع طالع فيا ... ابتسمت له وعرفت اني وصلت معاه للنقطة الي ابغاها .. قلت له : ابغاك تشتغل سواق للشركة .. وحعطيك شهريا 5000 ريال
وقف وملامحه اعتفست وقال : اسمع يا استاذ يزن ... انا عارف انت جالس تلف وتدور على ايش .. لازم تفهم اني ما بغير اقوالي .. و انا لسى مصر على موقفي بالعكس صرت مصر اكثر ولو طلبوني للشهادة حشهد ضدك و ضد محاميك فلا تحاول ترشيني ... وهذه المرة حشهد بشي حصل وشفته وسمعته ..
جاوبته بهدوء وانا مركز عيني بعينه : انت من هذه اللحظة حارس للشركة و اللحظة الي تغير فيها موقفك هذا او تشهد بما يخالف ضميرك اعتبر نفسك مالك وظيفة عندي ..
وقف يطالعني باستغراب وحيرة .. انا وقفت ومازالت الابتسامة على وجهي وقلت له : المغريات وحدها هي الي تكشف معادن الرجال ... خذ وقتك وفكر .. ومتى ما حبيت مكتبي مفتوح لك .. واذا حابب تستلم الوظيفة الان يكون من دواعي سروري
مديت له يدي .. وهو صافحني .. واشرت لطلال الي واقف مذهول من كل الكلام الي حصل بيننا ولا هو فاهم شي .. طلبت منه يطلع معاه .. بعد ما طلعوا طلعت ...كنت محتاج اختلي مع نفسي .. ومافي غير مكان واحد .. صحيح ان عقلي رافضه بس قلبي يصرخ يبغاه ..
..........
فتحت الباب عليها ... شفتها نايمة ... قربت منها أتأملها .. حاسس بطنها كبرت عن اخر مرة .. وصارت تنام كثير ... قربت منها ووقفت اتاملها .. رغم كل شي بقلبي ضدها الا اني حاسس اني اشوف بنتي او اختي الصغيرة ... احساس غريب اني اشوف امي حامل .. شعور ما حبيته ولا راح احبه .. ولا راح احب الي ببطنها لانهم اولاد حسن بس بالرغم من هذا كله صرت شايل همها وهم حملها .. اجلس الليل افكر لو ارتفع عليها الضغط او لو حصل لها شي لا سمح الله ... جالس افكر من الان لو جاها الطلق ايش راح تسوي .. انا ايش راح اسوي كيف لو .... !!
قطعت افكاري وتنهدت بتعب ... محتاج انام ... ارتاح انسى كل شي ... قفلت الباب مرة ثانية وتمددت على كنبة صغيرة في الصالة و اخيرا قدر النوم يعرف طريقه لعيوني ...
********
ندى ............
واقفة في نص الغرفة اتأملها ... نفسي احظن حتى الجدران و الارض والسقف لان لسى ريحة ابويا الله يرحمه فيها ... حاسة اني جالسة اخسره مرة ثانية ... فتحت الدواليب كانت فاضية كلها لاني طلبت من سناء تجمع كل ثيابه وحاجياته وتتصدق فيهم ... ما ابغى امل تشوف اغراضه قدامها وتتعب .. كفاية نفسيتها الي تدهورت بعد ما عرفت انهم راح يهدوا غرفة ابويا .. شفت جواله محطوط على الطاولة ... اخذته وجلست ادور فيه ... دموعي نزلت بدون حساب وانا اشوف صوره في الجوال ... اغلب الصور هذه انا صورتها له .. واغلبها وهو حاضن امل اختي ... ضحكت وسط دموعي بصوت عالي وانا اشوف صورة لابويا و امل وهم على السفرة كانت امل تقلد ابويا وهو ياكل بيده وابويا على وجهه تعبير غريب زي الي يسال انا من جد اكل كذا ؟ .. واستمريت اقلب الصور .. عدت صورة لامي هي وابوبا اول ما تزوجوا .. هالصورة انا خزنتها بجواله ... افتكر يوم شافها بكى ... اتذكرت دموعه وحضنت الجوال وبست صورتهم ورجعت ابكي .. وحشوني ... هو وامي ... نفسي ارتمي في حضنهم و اغمض عيوني وانسى الدنيا ..
**********
[color="rgb(72, 209, 204)"]يزن ..........
[/color]
: يزن ... حبيبي .. اشتقت لك ...
: يزن ... يزن !!
ما كنت اسمع صوتها لوحده كان في صوت او اصوات مختلطة مع صوتها ... بس كنت اشوف ابتسامتها هي .... ابتسامتها الي تخلي الدنيا تضحك بعيوني ... قربت مني ... كانت تتاملني بعيونها الي ما شفت بجمالهم ... مسحت بيدها الناعمة على خدي و شعري ... كانت تهمس باسمي ... فجاة اختفت من قدامي ... ولسى في اصوات تناديني ... بس ما كان صوت بارعة .. التفت ادورها مالقيتها ... تلاشت كانها ما كانت موجودة .. بدات انادي عليها بذهول ...بارعة !! ... فينك .. ردي عليا ...بارعة !!
: مين !!
فتحت عيوني بكسل وتعب .. كانت امي جالسة بقربي ... سالتني بهمس وهي تمسح على شعري : كنت تحلم ؟
قمت بسرعة وبعدت نفسي عنها ... مسحت وجهي بيدي اكثر من مرة عشان اشيل اثار النوم مني لما سالتني : مين بارعة ؟
تجمدت كل حواسي .. كنت اهذي وانا نايم و قلت اسمها بصوت عالي !!... ليه هيا الي من بين الناس كلهم تسمعني !! .. قمت بسرعة من مكاني واخدت مفتاح السيارة و قبل ما اخطي خطوة ثانية قالت : فين رايح ... !!
جاوبتها بدون ما التفت لها : عندي شغل .. ناقصك شي اجيبه لك ؟
: ناقصني يزن ... ابغى اخذك في حظني .. ابغى اشم ريحتك .. ابغى اسمع ضحكتك الي ماسمعتها من زمان .. ابغى ابتسامتك ترجع تنور حياتي وتفرح قلبي !!
كانت دقات قلبي تزيد مع كل كلمة تقولها ... وانفاسي اختفت جسمي صار يرتعش بقوة .. زي الي يقاوم جمودي و يبغى يتمرد على سطوتي ويروح لحظنها ... جاوبتها بصوت مجهد : لا تطالبي بشي انتي ضيعتيه ..
حسيت يدها تمسك كتفي وقالت : انا ما ضيعتك ...انت قدامي الان ... ولدي غصب عنك ... وانا امك غصب عنك ... انا ما سويت شي غلط .. انا تزوجت بشرع الله .. ليه تحاسبني !!
دفيت يدها عني وقلت لها باستهزاء مرير : شرع الله !! .. الي سواه زوجك المحترم فيك وفيا وفينا كلنا هذا شرع الله ؟
: حسن ما سوا شي ... الا
صرخت : لا تجيبي سيرته قدامي ... لا تحاولي تبرري الدنائة الي هو سواها ... لا تحاولي تبرري غلطك و العار الي سويتيه .. ولا تحاولي تاثري عليا بكلام فاضي لانك ضيعتي يزن و ما راح يرجع حتى لو صرتي تحت التراب... فاهمة !!
طلعت وتركتها ورايا بدون ما الفت لها ... ما ابغاها تشوف دموعي ولا ابغى اشوف وجهها ودموعها يمكن اضعف واترمي في حظنها ...
.............
ندى ............
امل : بابا استنى لا تشيلها ... خليني اصورها ..
ابويا : امل قفلي الكاميرا .. اختك تزعل من التصوير
: بكيفها حصورها ... ندى شوفي نفسك وانتي نايمة في الحوش على بطنك زي البيبيهات ...
ابويا وهو يضحك : خلي اختك في حالها .. ابعدي حشيلها ..
امل : نفسي افهم ليه كل ما اجي اشوفها القاها متسطحة وتطالع للسما
: تطالع الاقزام البيضا ..
: ايش !!
كانت امل تحرك الكاميرا بين وجهي النايم و وجه ابويا ... طالع للسما وقال : نجوم بالرغم من انها ماتت من الاف السنين و تضائل حجمها الا انها لسى تنور السما .. حتى بعد موتها قادرة تعطي النور و الامل ..
: النجوم تموت ؟ ...
: كل شي في هدي الدنيا يموت .. الموت نفسه يموت وما يبقى الا رب العالمين .
عند هدا الحد قفلت الجوال وحطيته قربي وقفلت عيوني بتعب ... صوته ... نبرته ... ريحته ... لمعة عيونه ... ضحكته .. يالله هذي الاشياء ما راح ترجع ... من يوم موته تغير مذاق كل شي ... راحت الفرحة ... الله يرحمه ويجعل مثواة الجنة .
: خلصتي !!
كان هذا صوت سناء .. مسحت الدموع عن وجهي واخذت الجوال و جاوبتها : ايوا خلاص .. بس تعالي ساعديني نطلع الكراسي هدي برة
: لا اتركيها .. كلمت ناس اعرفهم حيجي ياخدوا الكراسي و بقية عفش الغرفة الي ما تحتاجوه .
تاملت الغرفة لاخر مرة ... حاسة ان الارض ممكن تهتز اول ما يهدوا الغرفة .. بقلب مايرحم و ادوات باردة راح تنهد غرفته ... ايش باقي راح نخسره ... ايش الي مختفي في استار الغيب لسى ما ظهر .. ؟
.............
: توصيلة ؟
طالعت للسيارة شفتها ماهي تاكسي ... اشرت بيدي بمعنى لا .. لكنه لسى مصر ... وانا اقول في نفسي لو ما تحرك من هنا راح اروح وامسح فيه البلاط ... انتظرت لحظات لكن لسى مصمم .. هو الي جابه لنفسه .. قربت منه وخبطت على شباك السيارة عشان يفتح ... فتحها وقبل ما افتح فمي قال : حي الله ام حسن ..
طالعت لصاحب السيارة المبتسم باستغراب ... من فين يعرف اسم ابويا ... دققت فيه اكثر و هتفت : منصور ؟
: اركبي خليني اوصلك !!
ركبت السيارة وسالته بريبة : من فين جبت هذي السيارة !!
جاوبني بتريقة وهو يضحك : هجمت على 10 بيوت والحمدلله ماطلعلي في ولا بيت منهم احد يشبهك ولا ما كنتي شفتي هذه السيارة ..
: ما امزح ... !!
طلال ولسى الابتسامة على وجهه : اشتغلت سواق بشركة محترمة ... والامور ماشية الحمدلله ..
بعدين قال : سلامتك ما تشوفين شر .. ايش حصل !!
: طحت عن درج السطوح ... بس الحمدلله بسيطة حفكه الاسبوع هذا ...
منصور : طهور ان شاء الله ... على فين اوصلك !!
اعطيته عنوان بيت يزن بدون ما اخاف او استخونه ... ما ادري ليه شي فيا متطمن لهذا الانسان ... وحاسة اني ممكن الجئ له او اعتمد عليه في يوم من الايام ... ومع هذا لازم احذر ..
سالني : هذي في الشمال ... عند الشاليهات !!
: ايوا ..
: اقدر اعرف ليه ... !!
: ليه كل هذه الاسئلة .. عشان ركبت معاك وتكلمنا شوية !!
: مو القصد .. بس كنت بتطمن ان كل شيء بخير ...
: لا اتطمن كل شيء بخير .. الحمد لله
سكت وما رد .. بعد فترة صمت قصيرة سالته
سالته : ايش هدي الصدفة الي خلتك تعدي من قدام بيتنا
ابتسم ابتسامة عريضة و طالعني من مراية السيارة و قال : مين قال انها صدفة
: اجل تراقبني ؟
ضحك منصور وقال : لا هذي ولا هذي ... بس انا اعرف ان اختك تطلع كل يوم بدري لدوامها وانتي
قاطعته وقلت : ها شفت تراقبني و عارف مين يطلع ومتى ... ايش عندك
ضحك وقال : تبغي الصدق ... اي والله اراقبكم ... وليا كم يوم كمان ...
: ليه ؟
منصور : حتصدقيني لو قلت لك لاني اخاف عليكم مثل اخواتي ويشهد الله !!
ابتسمت بسري وجاوبته : دامك شهدت ربنا اكيد حصدقك ... جزاك الله خير ..
منصور : والقايل ...
كنت اتامله خلسة منه ... حاسة اني اشوف اخويا الصغير ... وضحكت في سري وانا اتخيل رد سناء لو قلت لها احساسي هذا .. كانت حتقول " وانتي تشوفي كل الرجال اخوانك !!! " ..
...............
:الله على هذه الريحة الطيبة !!
دخلت عليها الغرفة لقيتها جالسة على كرسيها المميز وابتسامتها على وجهها الطيب .. ابتسمت لهاا .. حلوة هذه الاجواء .. من جد لا قالوا الكبير بالبيت بركة و يعطي البيت روح وجو حميم ... كانت فاتحة كل شبابيك الغرفة و مشغلة الراديو على اذاعة القرآن ... و الحناء قدامها .. بعد ما سلمت عليها ..
قلت بحماس : الله من زمان عن الحنا ...
خديجة : هاتي يدك احط لك ..
حاولت اخبي عليها حزني قلت لها و انا اجلس قدام رجولها : اليوم انا بحنيكي ... اعطيني احط لك ... بس قوليلي في مناسبة ولا جات نفسك عليه !!
: الا مناسبة .. بكرة زواج صديقة نجوى وستها تصير صديقتي ..
ابتسمت وانا اشوفها تتكلم بهذه الطريقة كانها بنت في العشرينات .. حتى صوتها تغير .. تاملت وجهها بحب .. امي خديجة دخلت قلبي .. تعودت عليها في الكم يوم هذا .. ايش حسوي لما اتركهم !!
قلت لها : الله يا امي خديجة ذكرتيني يوم كنت احط الحنا لستي الله يرحمها .. بعد ما ماتت امي الله يرحمها ما كانت ترضى احد يحط لها الحنا في يدينها او شعرها الا انا ...
امي خديجة : الله يرحمهم ويخليلكم ابوكم يارب
احتفن وجي ونزلت دموعي من كلامها ..قلت بصوت مسموع : امين يارب ...
ما كان يهمني اثبت لامي خديجة ان ابويا حي بقدر ما كنت ابغى اعيش نفسي هذه الوهم ... وحسيت فعلا للحظة انه لسى عايش و حرجع البيت حلقاه فيه وكل اللخبطة الي حصلت راح تنتهي ... بس بسرعة رجعت للواقع وصار لسان حالي يقول : الله يرحمك يا ابويا ..
مسحت على شعري وقالت : اشبك يا ندى يا امي ايش الي مضايقك ؟ ...
ابتسمت ومسحت دموعي وقلت لها : ولا شي بس ابويا تعبان شوية .. وانا ...
واختفى صوتي ... غلبتني العبرة ..سحبتني لعندها وقالت : تعالي .. حبيبتي .. لا تخافي ان شاء الله ما قدامه الا العافية .. وربي يطول في عمره ويشوف احفادك ويفرح فيهم ..
كان كلامها هذا يوجعلي قلبي اكثر .. رميت نفسي بحضنها وقفلت عيوني .. حسيت جسمي استكان وروحي ارتاحت .. ضمتني بيدينها و صارت تقرا بهمس ايات وتمسح على وجهي وراسي .. ما ادري كم مر من الوقت وانا بحضنها ... بس حسيت بطاقة جبارة كانت تتفجر من يدها و تخترق جسمي وتجدد القوة في كل خلية فيه !! ...
...............
يزن ..........
انسحبت من مكاني بهدوء ... قبل ما احد يحس فيا ... الموقف الي شفته هزني بقوة ... كانت زي الملاك وهي بحضن ستي والثانية تمسح على وجهها وتحاول تهديها ... كان وجها الابيض محتقن بحمرة الدم ... هذه مو اول مرة اشوفها .. بس هذه المرة كانت كاشفة شعرها ... تراجعت بسرعة وقفلت الباب بهدوء .. بس ما قدرت اني ما اسمع الحوار الي داير بينها وبين ستي .. حزنت على حالتها .. بت زيها كان زمانها الحين ببيت زوجها وسط اولادها .. تنعم بالراحة والستر .. لولا الحاجة الي تذل عيال الناس ... تطلعت غرفتي و انا متضايق ... ونسيت حتى انا ليه رجعت البيت ...
.........
: احد في المطبخ ..
مع اني عارف انها في بس حبيت انبهها لوجودي قبل ما ادخل المطبخ .. استنيت لحظات و دخلت .. كانت واقفة عند الفرن .. تعمل الفطور لستي
: السلام عليكم
ردت بصوت واطي : وعليكم السلام ورحمة الله ..
تاملت جسمها الصغير واذكرت شكلها وهي منهارة في حضن ستي .. رجع لي نفس الضيق ..
قلت لها وانا اقرب من الطاولة الي بنص المطبخ : كيف عيونك اليوم !!
: الحمد لله احسن ..
: جبت لك قطرة حتريح عينك ... حطي منها مرتين في اليوم ...
وحطيتها على الطاولة .. هي التفتت لي بسرعة مستغربة و جات عيوني بعيونها .. كانت لسى حمرا من البكا ... تمنيت اني ما اشوف هذا الحزن ولا الدموع الي في عيونها .. استمرت نظراتنا لحظات ... ماحاولت تخفي حزنها ... بعدين بعدت نظراتها عني وطالعت للقطرة وقالت : جزاك الله خير ..
ورجعت لفت تكمل الي بيدها ..
ما قدرت اطلع من المطبخ .. ناديتها : ندى
التفتت بجسمها كله وقالت : هلا !!
: ليه كنتي تبكي !!
اضطربت نظراتها وبعدت عيونها عني وقالت : ما ابكي .. بس عيوني حمرة من البصل .. عن اذنك استاذ يزن ..
قبل ما تطلع من الطبخ ناديتها : ندى .. اذا في شي اقدر اسويه قوليلي ..
التفتت لي بس هذه المرة في نظرة ثانية بعيونها .. شقاوة على شيطنة وقالت : ايوا جيبوا بصل مقطع جاهز .. او جيبوا البصل الرومي الي لونه ابيض .. ماينزل دموع ..
قالتها برنة مرحة واختفت من قدامي ... رفعت حواجبي باستغراب و وقفت اطالع للفراغ قدامي بذهول ... كاني شفت شخصيتين عكس بعض في نفس الوقت .. ابتسمت غصب عني .. وطلعت من الطبخ
|