ليه تختفي النجوم ؟؟
تهرب من القدر !!
مين فينا يهرب من قدره ....
كنا من أهل الأرض أو من أهل السماء ...
مالنا مفر !! ..
يملكنا بوضع اليد ..
و يحاصر سلوكنا و أمنياتنا ...
ينهي الغايات فينا قبل ما تبدأ ..
يحركنا على حد رفيع بين النار و الجليد ...
بخطوة نتجمد ... و بخطوة ثانية نحترق ..
نحاول نسبح عكس التيار ...
نحاول ننقض عهودنا مع الطبيعة ...
نحاول ننجى !!
لكن القدر واقف خلف كل باب نفتحه ...
وفي يده كأس فيه شربة واحدة ...
شربة الموت و الحياة !!
نقدر نوصل لحدود السما !!
لكن بدون مقدمات نهوى لقاع الأرض ... في ظلام الليل
و بين الموت و الحياة يمر العمر ...
نرجع عشان نجمع بقايا ضوء أبيض ..
و
الحان و أغاني من محيط
الأقزام المنتحره ..
أقزامي
البيضاء .. الي تعودت أراقبها كل يوم ...
في ساحة البيت ... أو شيء يشبه البيت ..
مع أول ساعات الفجر يزيد لمعانها ...
كأنها تودعني قبل ما تغيب ..
حتى النجوم تضيء و تطفى ...
زي البشر ... تموت نفس و تولد نفس ...
لان ما حد يهرب من سطوة القدر ..
ღ✿•*¨`*• ||
الفصل الأول || •*`¨*•✿ღ
//
\\
//
\\
الغروب اليوم حزين ... حتى البيوت البعيدة .. الي كنت اشوفها تحضن الشمس بلهفة كل يوم ... و تظلل
نفسها بلون الستر و السكينة ... حضنها اليوم اليوم موحش و ظلها بلون السواد .. وسترها مكشوف ..
حتى الشمس خطواتها بطيئة ... و بين كل خطوة و خطوة تترك بقعة بيضاء في عرض السما ... كآنها
فتحة سحرية ... لو عبرتها حوصل للطرف الثاني من العالم ... و حبعد عن ريحة الموت الي كتمت
أنفاسي ... و صوت البكا الي أجهد روحي .. و مازالت عيوني صايمة عن الدموع .. ولساني صايم عن
البوح .. !
حسيت بيد تمسح ظهري وصوت جارتنا أم محمد : ندى ..تعالي إجلسي يا بنتي ... ريحي نفسك !!
جاوبتها : كذا مرتاحة !! ...
أم محمد : ما يصير يا حبيبتي ... في ناس تبغى تعزيكي !! ... حتى أمل أختك حابسة نفسها في
غرفـ ...
خانتها العبرة وكملت : الله يرحمه ...
لحقتها لساحة البيت ... و كآني أمشي في مكان غريب عني ... معالم البيت تغيرت .. شيء أصيل أختفى
منه ... زواياه ضاقت أكثر ... و ألوانه بهتت أكثر و أكثر ... جدران البيت لونها أزرق ؟! ... !! ... أو أنا
بشوف كل شي حولي يختنق حتى الجدران !! .. جلست وسطهم ... أرد على تعازيهم بكلمات أختصرها
لساني ... مو حاسة إني جالسة آخذ عزى أبويا ... !! ... أصلا كيف هو هذا الإحساس .. مو قادرة
أستوعب الأمر للآن ... شفت أم محمد قامت بإتجاهي بعد ما جا طفل و همس لها بشي ...
قالت لي بهمس : في واحد واقف برى يبي يعزي !!
جاوبتها بإستغراب : ليه عزى الرجال مو في البيت عندكم !!
أم محمد : إلا و راح عزى أبو محمد .. بس يبغى يتكلم مع وحده منكم !!
لبست عبيايتي و النقاب و طلعت أشوف هالزاير الغامض !! و أنا أسأل نفسي مين ياترى هذا الانسان!!
.. تارك عزى الرجال وجاي يعزينا إحنا !!
//
\\
//
\
بدأت صورة الواقع تتشكل من أول يوم مر على موته ... حسيت إني محتاجة أكبر سنة مع كل خطوة بخطيها
محتاجة يصير عمري 45 سنة زي عمره عشان أقدر أواجه الي ظل أبويا 23 سنة فاتح له صدره
يستقبل كل الضربات و الأوجاع بدون خوف او تهاون عشان بس يحميني أنا وندى .. و اليوم هالصدر راح
.. وراح معاه أي إحساس بالأمان ...
ظنيت إني حشوف شخص كبير في السن ... ما اتوقعت انه شاب !! .. كان واقف و ظهره للباب و مو
واضح غير جزء من وجهه
طليت ورايا عشان أتأكد إن أم محمد واقفة قربي وقلت : السلام عليكم !! ..
الشاب التفت نص التفاته بس مازال ظهره للباب وجاوب : و عليكم السلام !! عظم الله أجركم
رديت: جزاك الله خير ... مين !!
جاوبني : يزن ... رئيس الوالد الله يرحمه في العمل !!
قلبي دق بسرعة ... أكيد ما جا عشان يعزي .. الله يستر .
قلت له : قالولي إن عندك كلام تبغى تقوله ..
بعد فتره صمت .. جلست اضرب فيها أخماس في أسداس و عقلي يودي و يجيب جاوب : كنت أبغى رجل
أتكلم معاه .. بس قالولي إن حسن الله يرحمه ما عنده أولاد !!
ماكلف خاطره حتى يقول العم حسين ... وهو قد ابوه !! .. حسيت بنفور من هالإنسان المغرور
قلت له : أنا بنته الكبيرة ... قول إلي تبغاه !!
قال : طيب مالكم عم أو خال !!
جاوبته : لا مافي .. ايش الحكاية !!
لف جسمه كامل بإتجاهي و قدرت أشوف وجهه بوضوح هالمرة .. مع إنه وسيم بس ملامحه كانت فيها
غلظة و عبوس خلت قلبي ينفر منه أكثر .
قال : الموضوع .. إنه أبوكم عليه إلتزامات مالية لنا و ...
قاطعته أم محمد الي كانت ساكته طول الوقت وقالت : أي إلتزامات مالية الله يصلحك يا ولدي !! ..
الرجال مات بحادث و هو يخدمكم ... يعني مين الي عليه إلتزام للثاني !!
بدأت ملامح يزن تغلظ بزيادة وقال : كان يخدم نفسه ... أنا ما شغلته بلاش !!! .. أنا بدفع له عشان
يخدمنا زي ما تقولين !! ... و بعدين البضاعة الي راحت في الحادث خسارتنا فيها توصل قيمتها مئات
الألوف .. غير الشاحنة الي اتهرست!!
رديت : تقصد البضاعة الي راحت في الحادث الي أنا وأختي خسرنا أبويا فيه ... و الشاحنة الي اتهرس
هو داخلها !!
سكت وطالعني بنظرة ما فهمتها وقال بصوت أقل حدة : أيوا !!
جاوبته : و المطلوب !!
يزن : تعويض خسارتي !!
رديت عليه : وخسارتنا مين يعوضها ؟
بحدة : هيه إنتي بدون تلاعب ولف ودوران أبوكم مات الله يرحمه .. بس هالشي ما يعني إني أسكت عن
حقي !! انا قلت اتكلم معاكم قبل لا اسوي اي اجراء قانوني !!
جاوبته : أعلى ما في خيلك إركبه ...
يزن : إسمعي ... أن مقدر أنكم بعزى ... عشان كذا
قاطعته : إنت إسمع ... وإنت داخل الحي شفت أكيد الحال بشكل عام ... وأظن انك كونت فكرة عن
حالتنا المادية .. و انت شايف بنفسك
وأشرت له على البيت و كملت : تتوقع حنقدر نعوض خسارتك الي قيمتها مئات الألوف زي ما بتقول !!
جاوب ببرود : ماهي مشكلتي !!
رديت عليه : صح ... عشان كذا قتلك ... إلي يطلع بيدك سويه ... الله معاك .
وقبل ما ينطق دخلت و قفلت الباب .
//
\\
//
\\
أي نوع من البشر هالإنسان !! .. جاي يتكلم عن مئات الألوف الي خسرها !! ... ما يدري إن الي
خسرناه إحنا قيمته ما تتقدر بثمن !!
ضمتني أم محمد لصدرها وقالت : هدي نفسك يا بنتي .. قلتيله الي يستاهله !!
سألتها و أنا أبكي : طيب و إحنا مين يعوض خسارتنا !!
أم محمد : حسبي الله و نعم الوكيل !! ربي بيعوضكم يابنتي ... تعالي معايا خلينا ندخل !!
وحدة من داخل جات وقالت بسرعة : أمل إلحقي أختك ما أدري إيش حصل لها ... مو راضية ترد علينا .. !!!
كأن روحي بتتسحب مني شوية شوية ...أول مرة أبويا .. و الحين ندى !! .. مستحيل !! رحت لها أركض
.. ما حقدر أعيش في هالدنيا ولو لحظة وحدة لو ندى هي الثانية راحت وتركتني ..
//
\\
//
\\
كل الود ..... أقحوان ..