لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات احلام > روايات احلام > سلاسل روايات احلام المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

سلاسل روايات احلام المكتوبة سلاسل روايات احلام المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (1) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 17-06-12, 08:53 PM   المشاركة رقم: 16
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
فريق تصميم الروايات
فريق كتابة الروايات الرومانسية

البيانات
التسجيل: Jul 2009
العضوية: 148124
المشاركات: 1,563
الجنس أنثى
معدل التقييم: جمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 2331

االدولة
البلدBrazil
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
جمره لم تحترق غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : جمره لم تحترق المنتدى : سلاسل روايات احلام المكتوبة
افتراضي 2 ـ أغسطس قيصر

 



2 ـ
أغسطس قيصر



عند الساعة السابعة , وقفت هارييت تنظر من واجهة متجرها إلى
العاصفة في الخارج . كانت قد ذهبت إلى بيتها وغيرت ملابسها وعادت
بسرعة لئلا تجعله ينتظر طويلاً .
لكن يبدو أنه ليس دقيقاً في مواعيده فقد مضت الساعة السابعة منذ
عشر دقائق ولم يظهر بعد أي أثر له . وعند السابعة والربع تمتمت بشتيمة لا
تتلفظ بها سيدة مهذبة , ثم استعدت لمغادرة المتجر باستياء .
أقفلت المتجر وأخذت تحدق ساخطة إلى المطر المنهمر عندما توقفت
سيارة عند المنعطف وامتدت من بابها يد أمسكت بها , وأطبقت عليها قبضة
جبارة سحبتها إلى الداخل بسرعة .
ـ أعتذر لتأخري . لقد أعاقني المطر . المسرحية , لحسن الحظ , لا تبدأ
قبل الثامنة , لذا أظننا سنصل في الوقت المناسب .
سألته غير مصدقة : (( أنت حتماً لا تعني أنك وجدت تذكرتين ؟ )) .
ـ بلى طبعاً . لمــــاذا تشكين بي ؟
ـ ومن رشوت ؟
فقال ضاحكاً : (( كان الأمر أكثر نزاهة من ذلك بقليل )) .
ـ أعجبني هذا .
وأعجبها أكثر عندما اكتشفت أنه حجز أفضل مقصورة في المسرح . لا
شك في أن لهذا الرجل علاقات جيدة .
قدم ماركو إليها الكرسي الأقرب إلى خشبة المسرح , ما مكنه من النظر
إليها وإلى العرض في الوقت نفسه . لم يجدها رائعة الجمال , فقد كانت أكثر
نحافة مما ينبغي بقليل , لكنها بليونة عارضات الأزياء , كما أنها أنيقة , أو
على الأقل يمكنها أن تكون كذلك إذا اهتمت بمظهرها .
ثوب السهرة الذي ارتدته لم يكن سيئاً جداً , كان طوله يصل إلى
الكاحل , ويظهر رشاقة حركاتها . بدا لونه الأحمر القاتم رائعاً مع أنه لا
يتناسب مع شعرها البني المائل للاحمرار , وكان شعرها منسدلاً على كتفيها .
لو أنها ترفعه لكي يكشف عن وجهها وعنقها الطويل لكان ذلك أفضل
بكثير . أليس هناك من يخبرها بهذه الأشياء ؟
حليها القليلة لم تكن جميلة ولا متلائمة مع بعضها البعض . فقد يلائمها
أن تتزين بالذهب , وأن تختار حلياً كبيرة تتناسب مع شخصيتها القوية
الهادئة .
التفكير بالذهب ذكره بالقلادة , لكن مزاجه الآن جيد ولا يحمل لها أي
نية سيئة . وعلى أي حال محاورتهما الغاضبة كانت مفيدة لكسر الجليد
بينهما .
كان العرض المسرحي عبارة عن موسيقى عصرية بالغة الظرف حلوة
الأنغام . بدا الراقصون سريعي الحركة وبالغي الحيوية , وقد استمتعتا بذلك
معاً , وغادرا المسرح مسرورين . كان المطر قد توقف والسيارة تنتظرهما في
الخارج .
قال ماركو : (( أعرف مطعماً صغيراً يقدم ألذ الأطباق في لندن )) .
ثم أخذها إلى مكان لم تسمع به من قبل رغم أنها من سكان لندن ,
ودهشت قليلاً عن دخولها مطعماً فرنسياً لكنها ما لبثت أن أدركت بالضبط
ما يريه . . . فإذا كان ينوي حقاً أن يعبث معها ويوقعها في شباكه عليه أن
يثير دهشتها في البداية .
ـ ربما كان علي أن أسألك إذا كنت تحبين الطعام الفرنسي .
ألقى عليها هذا السؤال بعد أن جلسا معاً إلى مائدة هادئة .
ـ أحبه بقدر ما أحب الطعام الإيطالي تقريباً .
قالت هذا بالفرنسية . وقد يكون هذا زهواً منها , لكنها شعرت بأن
عرض مواهبها كلها قد يكون فكرة حسنة .
ـ أنت طبعاً غير متعصبة قومياً . عليك أن تكوني كذلك نظراً إلى نوع
عملك . هل تتكلمين الإسبانية ؟
ـ نعم , واليونانية واللاتينية أيضاً .
ـ اليونانية الحديثة أم القديمة ؟
ـ كلاهما .
وتجنبت أن تبدو في صوتها نبرة الاضطراب .
ـ طبعاً .
قال هذا بابتسامة خفيفة وهو يميل برأسه احتراماً .
كان الطعام لذيذاً حقاً . وكان ماركو خير مضيف , إذ بقي يسألها عما
ترغب بع من دون أن يضغط عليها بما يقترحه . وناسبها ذوقه تماماً .
بدا الضوء خافتاً عند مائدتهما , فهو عبارة عن شمعتين يتراقص لهبهما
على وجهيهما . بدا لها وسيماً للغاية وأنيقاً ببذلته الرسمية وقميصه الأبيض
الذي أبرز لون بشرته البرونزي . أما شفتاه الرقيقتان . فكانتا تبرزان ابتسامته
النادرة وتمنحانها مظهراً ساخراً كان يسرها .
لفتت عيناه انتباهها , فهما بنيتان داكنتان إلى حد السواد , تظللهما
جبهة عالية وحاجبان سميكان , ما أضفى على وجهه لمحة من الغموض
أثارت فضولها . من حسن الحظ أن ألومبيا نبهتها إلى ما سيجري , وإلا
لفوجئت تماماً , و لربما وجدته جذاباً إلى حد خطير . انتهزت الفرصة
وقررت أن تربكه قليلاً لمجرد الهزل .
فسألته ببراءة : (( ما الذي جاء بك إلى لندن ؟ العمل ؟ )) .
لعل السؤال فاجأه , لكنه لم يظهر ذلك : (( قليلاً , كما يجب أن أزور
اللايدي دولسي مادوكس التي أصبحت خطيبة ابن عمي غويدو منذ أسابيع
قليلة )) .
ـ هل هي ابنة اللورد مادوكس ؟
ـ نعم , أتعرفينها ؟
ـ جاءت إلى المتجر مرتين .
ـ شارية أم بائعة ؟
ـ بائعة .
وسكتت فجأة وقد أحست بأنها تدوس في حقل ألغام . فقال ماركو :
(( ربما كانت تبيع تحفاً من منزل أسلافها لكي تسدد ديون أبيها . فقد عرفت
أنه مقامر كبير )) .
ـ نعم , لكنني لا أحب أن أتكلم عن الآخرين .
ـ هذا شيء معروف . دلوسي مضطرة للعمل لتعيش . وكانت تعمل
وكيلة لمؤسسة استعلامات خاصة عندما جاءت إلى فينيسيا وتعرفت إلى
غويدو . ما رأيك فيها ؟
فقالت بحسد : (( إنها رائعة الجمال , بشعرها الطويل الأشقر ذاك , هل
مازال على حاله ؟ )) .
ـ نعم هي رائعة الجمال , وستبقي غويدو منضبطاً .
فضحكت : (( هل هو بحاجة إلى ذلك ؟ )) .
ـ بكل تأكيد , فغويدو ليس لديه أي حس بالمسؤولية . هذا قول عمي
فرانسيسكو بالمناسبة , الكونت كالـﭭـاني . كان متلهفاً ليتزوج غويدو وينجب
له وريثاُ .
ـ أليس لديه أبناء ؟
ـ لا . واللقب سيكون من نصيب أحد أبناء إخوته , والمفروض أن
يكون ليو , الأخ الأكبر غير الشقيق لغويدو . ولكن لأسباب قانونية , حُرم
من اللقب .
ـ هذا فظيع !
ـ ليو لا يظن هذا . فهو لا يريد أن يكون كونت , المشكلة أن غويدو
أيضاً لا يريد , لكن ذلك سيصبح قدره , وهكذا حاول عمي أن يجد له
عروساً مناسبة , ثم تخلى عن ذلك بائساً عندما وقع غويدو في غرام دولسي .
وعمي أيضاً , وقع في غرام مدبرة منزله منذ سنوات , وقد استطاع أخيراً
إقناعها بأن تتزوجه . إنه في السبعينات , وهي في الستينات , وهما الآن أشبه
بعصافير الحب .
فهتفت هارييت : (( كم هذا جميل ! )) .
ـ هذا صحيح , لكنه ليس رأي الجميع . فأمي مشمئزة لأنه تزوج
(( خادمة )) , كما تسميها .
ـ هل يهتم الناس بأمور كهذه هذه الأيام ؟
ـ البعض فقط . أمي رقيقة القلب , لكن نظرتها إلى هذا الأمر قديمة
الطراز .
ـ ماذا عنك أنت ؟
ـ أنا لا اتخذ دوماَ الطرق العصرية . أنا أتخذ قراراتي بعد طول تفكير .
ـ مدير أو صاحب مصرف مضطر إلى هذا , بطبيعة الحال .
ـ ليس دوماً , لدي سمعة بأنني أنجرف أحياناً .
فسألته بشكل غير إرادي : (( أنت ؟ )) .
فقال بجد : (( كنت معروفاً بتهوري أحياناً )) .
ـ لما فيه المصلحة طبعاً .
ـ طبعاً .
أخذت تتأمله لترى إن كان جاداً أم لا . وتكهن هو بما تفعل , فنظر
إليها بجفاء رافعاً حاجبيه وكأنه يسألها إن كانت تحققت من الأمر الآن .
طالت اللحظة فازداد شعوراً بالضيق وهو ينتبه إلى أن شيئاً في سلوكها قد
تغير .
سألها ليعيدها إلى الواقع : (( أتريدين مزيداً من العصير ؟ )) .
ـ آسفة , ماذا قلت ؟
ـ العصير ؟
ـ آه , لا . شكراً . سبق وقلت إن وجهك مألوف . يا ليتني أستطيع أن
أتذكـــر . . .
ـ ربما أذكرك حبيب سابق .
ـ آه , لا , منذ دهر وأنا وحيدة .
تمتمت بذلك وما زالت نظراتها شاخصة إليه .
لقد حيرته فهي تارة محنكة , وتارة خرقاء , ومع ذلك أصبح لديه
فكرة جيدة عنها .
سألها أثنــاء تنــاولها الطعــام : (( لِمَ أنت وأولمبيا من جنسيتين
مختلفتين ؟ )) .
فقالت بسرعة : (( لا , بل كلتانا إيطاليتان )) .
ـ نعم , من ناحية . . .
ـ من كل النواحــي .
قاطعته بنبرة متمردة وأكملت : (( وُلدت في إيطاليا وأبي إيطالي واسمي
إيطالي )) .
رأى لمعان الغضب في عينيها الواسعتين : (( أنا آسف , لم أكن أنوي أن
أجرحك )) .
ـ ألم تخبرك أولمبيا بالقصة ؟
ـ ليس تماماً . أنا أعلم أن أباك تزوج مرتين , ولكن , بطبيعة الحال ,
أولمبيا لا تعلم سوى القليل عن زوجته الأولى .
ـ أحبته أمي بشكل هائل , لكنه تخلى عنها عندما كنت في الخامسة من
عمري . أخبرتني أنه طردنا , نحن الاثنتين , من البيت .
سألها بصدمة حقيقية : (( هل أخبرتك أمك بذلك وأنت طفلة ؟ )) .
بدت شاردة الذهن : (( لكنني لم أصدقها . كنت أعبد أبي وكان يحبني
كثيراً . وعندما كان يعود إلى البيت كان ينادي اسمي أولاً . وظننت أن الأمر
سيبقى دوماً بهذا الشكل )) .
وعندما سكتت قال لها برفق : (( تابعي كلامك )) .
ـ لقد أقام علاقة مع امرأة أخرى . أراد طلاقاً سريعاً , فطردنا . قالت
أمي إنه أرغمها على العودة إلى إنكلترا مهدداً إياها بعدم إعطائها فلساً
واحداً , إذا لم تفعل .
فكر ماركو في غويزيب ديستينو , الرجل البدين الأناني ذي العينين
الباردتين . ولم يكن صعباً أن يصدق هذه القصة تماماً .
سألها بعطف : (( لا بد أن حياتك أصبحت حزينة بعد ذلك ؟ )) .
ـ عشت على أمل أن يدعوني لزيارته , لكنه لم يفعل قط , لم أفهم ما
فعلته لكي ينقلب ضدي . لم تنسه أمي يوماً , وبقيت حزينة حتى آخر يوم في
حياتها , لم تعش بعده سوى اثني عشر عاماً , ثم ألم بها المرض وماتت . عند
ذلك ظننته سيرسل إلي ليأخذني , لكنه لم يفعل . كنت على وشك دخول
الكلية يومها وقال إنه لا يريدني أن أقطع دراستي .
تمتم ماركو شيئاً أشبه بالشتيمة , وقالت هارييت بجفاء : (( أظنني
تأخرت في فهم الوضع . كم كنت غبية ! )) .
ـ هذا هو الأمر الوحيد الذي لا يمكن لأحد أن يتهمك به .
واخذ ماركو ينظر إليها باهتمام جديد . فقالت تصرف الأمر من
ذهنها : (( وما الذي تعرفه عني ؟ أنا غبية بالنسبة إلى الناس , لأنني لا أعرف
الكثير عنهم في الواقع )) .
ـ أو ربما تعرفين الكثير من الأشخاص السيئين .
قال هذا وهو يفكر في الأب الذي طردها من بيته بكل أنانية , والأم التي
حـمـلت الطفلة عبء أحزانها : (( هل رفضك أبوك كلياً ؟ )) .
ـ لا . لقد حافظ على شيء من المظاهر عندما لم يستطع تجنب ذلك .
درست في روما لمدة سنة , وقد اخترت ذلك متعمدة لأنه سيكون مرغماً على
أن يوليني بعض الاهتمام . حتى أنني ظننت أنه سيدعوني إلى السكن معه .
ـ لكنه لم يفعل ؟
ـ دعاني إلى العشاء عدة مرات , فكانت زوجته تحدق إلي طوال الوقت .
لكن أولمبيا كانت دوماً لطيفة ودوداً معي . وقد أصبحنا صديقتين . وبعد
ذلك أخد أبي يرسل إلي المال من وقت لآخر .
ـ هل ساعدك في المتجر ؟
ـ لا , لقد فتحته بالمال الذي ورثته من جدي .
ـ كان بإمكان أبيك أن يساعدك , كما كان عليه أن يواجه تلك المرأة .
ـ أتعني زوجته . هل تعرفها ؟
ـ وأكرهها أيضاً , كما يكرهها معظم الناس . طبعاً كانت مصممة على
أن تبقيك بعيدة عن أبيك , يا لك من فتاة مسكينة ! لم يكن لديك حظ في
ذلك .
ـ أظنني أعرف هذا الآن . لكنني حينذاك , ظننت أن بإمكاني أن أستميله
بالعمل الجيد , فأتعلم اللغات , وأنجح في الامتحانات وأكون إيطالية قدر
الإمكان .
كان اهتمام ماركو يزداد بنشأتها الغريبة التي جعلت منها شخصية غير
عادية . فسألها بفضول : (( هل ظننتني حقاً مبعوثاً من الحكمة ؟ )) .
فأطلقت ضحكة صغيرة : (( لوهلة , نعم , ظننتني أصبحت أميزهم
الآن . دوماً أفكر في أن أموري المالية ستتحسن وأسدد ديوني . . . حسناً , إنها
تتحسن أحياناً ولكنها سرعان ما تسوء مرة أخرى )) .
ـ ولكن لماذا ؟ متجرك ذاك يجب أن يكون منجم ذهب . وبضاعتك من
الدرجة الأولى . صحيح أنك أخطأت بالنسبة إلى القلادة الأثرية , ولكن . . .
ـ أنا لم أخطئ . . . لا بأس . أحياناً أكون في القمة وإذا بي أرى قطعة
رائعة حقاً أشعر بأن علي الحصول عليها , فتكون ضربة تعصف بكل ما جمعته
من مال .
ـ لماذا لا تبيعين متجرك ؟
ـ أبيعه ؟ أبداً . إنه حياتي .
ـ هناك أشياء أهم من الآثار .
ـ هذا غير صحيح .
ـ تبدين واثقة من ذلك .
ـ إنها ليست آثاراً فقط , بل هي عوالم أخرى تنفتح أمامي . إنك ترى
فيها آفاقاً فسيحة كانت منذ آلف السنين . . .
وشردت أفكارها مرة أخرى . وإذ أدرك أن من المستحيل أن يوقف هذا
السيل , جلس يصغي إليها ويفكر فيها في آن معاً . راح اهتمامه بها يزداد مع
مرور السهرة , بدت مثيرة للفضول , ذكية مثقفة وسريعة البديهة . ومن
المؤسف أنها لم تكن رائعة الجمال . . . أو هذا رأيه فيها حالياً . . . فقد كان
من الصعب معرفة ذلك وشعرها يغطي معظم وجهها . لكن عينيها
الخضراوين كانتا تنفثان ناراً عندما تتكلم عن (( العوالم الأخرى )) التي أحبتها ,
وفي عينيها هاتين رأى نوعاً من الجمال .
وصلت هارييت بجدالها المحموم إلى نهايته , فسألته بقلق : (( أنت لا
تظنني مجنونة , أليس كذلك ؟ )) .
ـ أنت شغوفة بعملك وذلك ليس جنوناً بل حسن حظ . إن إنقاذ
متجرك شيء يعنيك أنت أكثر من أي شخص آخر في العالم . وربما بإمكاني
أن أساعدك . كم تحتاجين لتتخلصي من ديونك ؟
ذكرت له رقماً كبيراً جعله يشعر بأنها غارقة في هوة عميقة فقال : (( إنه
مبلغ كبير لكن لكل شيء حل . أظننا في وضع نستطيع فيه أن نساعد بعضنا .
يمكنني أن أعطيك قرضاً يحل مشاكلك )) .
ـ ولكن لماذا تفعل ذلك ؟
ـ لأنني أريد شيئاً بالمقابل .
ـ هذا طبيعي , ولكن ما هو ؟
فتردد قليلاً : (( قد ترين اقتراحي هذا غريباً نوعاً ما لكنني فكرت فيه
جيداً , وأؤكد لك أنه مناسب لكلينا . أريد أن تأتي إلى روما معي وتكوني
ضيفة أمي لفترة )) .
ـ هل أنت واثق من قبولها ذلك ؟
ـ ستكون مسرورة . جدتك كانت أعز صديقة لها وجُل ما ترجوه هو أن
تتحد أسرتانا , باختصار , إنها تحاول أن تزوجني !
ـ تزوجك ممن ؟
سألته ذلك مدعية جهلها بالموضوع .
ـ منك أنت .
كانت تعلم أن هذه اللحظة ستحين عاجلاً أم آجلاً , ومع ذلك تملكها
الحرج . نظرت إليه جالساً في الزاوية وضوء الشمعة يتراقص على وجهه ,
فبدا لها فجأة وسيماً جداً . . . قوياً جداً . . . جذاباً جداً . . . أشبه بعاصفة
لا تقاوم تخترق حياتها جارفة كل شيء أمامها . . .
قالت محاولة كسب الوقت : (( مهلك لحظة . . . ما عادت الأمور تسير
على هذا النحو في أيامنا هذه )) .
ـ الزواج ما زال يجري بهذا الشكل في بعض المجتمعات . يعرفون
الأشخاص المناسبين ببعضهم البعض , آخذين بعين الاعتبار منافع هذا
التحالف . والداي تزوجا هكذا , وكان زواجهما سعيداً جداً . كانا
منسجمين تماماً من دون أن تعميهما مشاعر هي أعنف من أن تدوم .
ـ وأنت تطلب مني . . . ؟
ـ أن تفكري في ذلك . القرار النهائي نتخذه فيما بعد , بعد أن نعرف
بعضنا بشكل أفضل . وفي الوقت نفسه أحل لك مشاكلك المالية . فإذا
تزوجنا سأمحو الدين , وإلا سنتفرق كصديقين ويمكنك إن تعيدي إلي المال
بشروط سهلة .
ـ أوه , أنت تسرد الأمور بسرعة , لا يمكنني أن أستوعب .
وكان هذا صحيحاً . فقد ظنت أنها مستعدة لهذا جيداً , ولكن كل شيء
بدا لها مختلفاً إلى حد خطف أنفاسها .
ـ لن تخسري شيئاً . في أسوأ الأحوال تكونين قد أخذت قرضاً من دون
فائدة ينقذ متجرك .
سألته بخشونة : (( ولكن ماذا ستستفيد أنت ؟ لا يمكنك أن تتزوج فقط
لترضـي أمــك )) .
بدا لها وكأنه تردد لحظة قبل أن يجيب بقليل من الإرغام : (( بل يمكنني ,
إذا كانت تلك هي رغبتي . لقد حان الوقت لكي أستقر وأؤسس أسرة
ويناسبني أن أرتب ذلك بهذا الشكل , ذلك سيمنحنا وقتاً للتفكير . تعودين
أنت معي وتجربين الحياة في بلادي . . . أعني بلادك . . . وتفكرين في ما إذا
كنت تحبين العيش فيها بصورة دائمة . إذا انسجمتما أنت وأمي , سنتحدث
في أمر الزواج )) .
ـ وماذا عن انسجامنا معاً نحن الاثنين ؟
ـ هذا ما أرجوه , وإلا لن ننجح في زواجنا , أنا واثق من أنك ستكونين
أماً ممتازة لأولادنا , وبعد ذلك لن تجديني غير عقلاني .
سألته وقد ابتدأت عيناها تشردان : (( بالنسبة إلى ماذا ؟ )) .
ـ نحن لسنا مراهقين . لذا لن يتدخل الواحد منا في حرية الآخر .
حاولت أن تتفحص وجهه لكنها لم تستطع لأنه كان في الظل . وأخيراً
سألته : (( أليس لديك مانع في القيام بذلك بهذه الطريقة ؟ ما هو شعورك حيال
ذلك ؟ )) .
فقال بفتور مفاجئ : (( لا حاجة بنا إلى مناقشة المشاعر )) .
ـ لكنك خططت لزواجك وكأنه اتفاقية عمل .
ـ أحياناً تكون النتائج عظيمة .
الإحكام والدقة الفائقة في لهجته أرسلت قشعريرة في كيانها . وحده
الرجل الذي بنى سياجاً حول نفسه يتصرف بهذا الشكل . وتساءلت عن
مدى ارتفاع ذلك السياج , ولماذا يحتاجه .
وماذا عن سياجك أنت حول نفسك ؟ تمتم بذلك صوت في داخلها .
أنت تعلمين أنه موجود , ولطالما فكرت أن العقل أسلم من القلب . ربما
كلاكما من الطينة نفسها فأحس هو بذلك !
رفضت هذه الفكرة بسرعة , لكنها بقيت تزعجها : (( إذا تزوجنا ,
ستتوقع مني أن آتي لأعيش معك , أليس كذلك ؟ )) .
فأجفل قليلاً : (( هذا هو الترتيب المعتاد )) .
ـ لكنني إذا انتقلت إلى روما , سأفقد المتجر الذي أحاول أن أنقذه .
ـ يمكنك أن تسلمي متجرك لمن يديره , أو تنقليه إلى روما . وربما
تجدين من الأفضل أن يكون هناك أنا واثق من أن هناك أشياء كثيرة لم
تكتشفيها بعد .
لمس بهذا وتراً حساساً , فقالت من دون أن تواجه عينيه : (( أظن أن
معارفك كثيرون جداً )) .
ـ ليس إلى هذا الحد . لكنني أعرف كثيراً من الناس يمكن أن ينفعوك .
فكرت أنه لا بد يعرف البارون أورازيو مانيللي . ولربما زار قصره
بمخزنه الفسيح الذي يخفي نفائس لا تعد ولا تحصى . منذ سنوات وهارييت
تراسل البارون , طالبة الترخيص لها بدراسة كهف (( علاء الدين )) ذاك ,
وكان رفض طلبها . ولكن بصفتها خطيبة ماركو . . .
كبحت هذا الإغراء لكنه بقي يهمس في داخلها . . وقالت : (( ستكون
زيارة غير مُلزمة لكلينا )) .
ـ هذا مفهوم .
ـ وبإمكاننا أن نفترق ببساطة إن لم ينجح ذلك .
ـ نفترق كصديقين . ولكن في الوقت نفسه , ستجد أمي السرور في
صحبتك .
ممزقة بين الضمير والإغراء , أخذت تحدق في وجهه وكأنها كانت ترجو
أن تجد الجواب فيه . وفجأة وجدت الجواب , وهتفت بصوت خافت :
(( وجدتها . لقد تذكرت الآن أين رأيت وجهك )) .
فقال بتسلية : (( أنا مسرور . بمن أذكرك يا ترى ؟ )) .
ـ بالإمبرطور قيصر أغسطس .
ـ المعذرة , لم أسمع جيداً .
ـ إنه تمثال برونزي عندي في المتجر . وجهه كوجهك تماماً .
ـ كلام فارغ ومجرد تخيلات .
ـ لا , ليس تخيلات . تعال معي وسأريك إياه .
ـ ماذا ؟
ـ فلنذهب لقد انتهينا من الطعام , أليس كذلك ؟
فقال : (( نعم , لقد انتهينا , هيا بنا )) .
ماركو هو عادة ممن يتولون زمام القيادة , فيتبعهم الآخرون , لكنه
وجدها تكتسحه بحماستها وسرعتها . عادا إلى متجرها وأضاءت النور فوق
التمثال , ثم سألته باختصار : (( والآن , هل هذا أنت أم لا ؟ )) .
فقال مذهولاً : (( لا , ما من شبه على الإطلاق . هل اجتزت كل تلك
المسافة لكي أنظر إلى هذا ؟ )) .
ـ أنا لا أتخيل ذلك , إنه أنت , أنظر مجدداً . أنظر .
لم ينظر , بل أطلق ضحكة رقيقة وكأنما هناك شيء غامض قد سره ,
وتقدم ليقف أمامها واضعاً يداً على كتفها وبيده الأخرى رفع ذقنها ليستطيع
النظر إلى عينيها . شعرت بأنفاسه الدافئة على بشرتها ما أرسل رجفة خفيفة
في كيانها . ثم قال ساخراً : (( الرجل العاقل يبدأ حياته من هذه النقطة )).
ـ وأنت رجل عاقل جداً , أليس كذلك ؟
أزاح عن جبينه خصلة شعر: (( ربما لست عاقلاً كما كنت أظن . وأنا
أعلم أنك مثلي , فأنت مجنونة تماماً )) .
ـ أظنني كذلك . لأن المرأة العاقلة لا ترضى حتى أن تفكر في عرضك .
ـ هذا صحيح وعلي أن أكون شاكراً إذن .
قال هذا وهو ينظر إلى وجهها , ومازال يبتسم محدقاً في عينيها . وفجأة
تبددت ابتسامته , وتراجع إلى الخلف : (( هل يمكنك الاستعداد للسفر خلال
يومين ؟ )) .
ألقى هذا السؤال بتهذيب بارد , ومنعها الذهول من الكلام . فما إن بدأ
قلبها ينبض لقربه منها , حتى ابتعد متعمداً مغلقاً الباب على ما كان يمكن أن
يحدث بينهما , تمالكت أنفاسها وأجابت بصوت يماثل صوته : (( بما أن علي
أن أتحدث كنساء الأعمال , هل سأحصل على المال خلاص هذه المدة ؟ )) .
ـ ستحصلين عليه ظهر الغد .
ـ لكنك لم تر دفاتري .
ـ وهل أنا بحاجة إلى ذلك ؟ أنا واثق من أنها فظيعة .
ـ ربما كان المبلغ أكبر من مقدرتك .
ـ لا تقلقي .
أطلقت ضحكة قصيرة حادة يشوبها التوتر والغضب : (( إذن , ربما علي
أن أتزوجك لأجل أموالك )) .
ـ أظن ذلك . أليس هذا ما كنا نتناقش فيه ؟
شملته بنظرة تمرد وهي تشبك ذراعيها على صدرها : (( لا استطيع أن
أهزمك أليس كذلك ؟ )) .
ـ أحاول أن أضمن ربحي مع الجميع , إنها الطريقة الفضلى لبلوغ . . .
ـ القمة . . .
أكملت له كلماته فأومأ لها باحترام وقال : (( دعيني أقلك إلى بيتك )) .
ـ لا , أشكرك .
تلاشى غضبها عندما اطمأنت إلى مصير عملها الذي تحبه أكثر من أي
شيء في العالم . وبابتسامة مفاجئة عامرة بالبهجة قالت : (( أريد أن أبقى
وحيدة هنا فترة , بعد أن أصبح المكان آمناً )) .
فقال بحزم : (( سأنتظرك في الخارج . لقد حل منتصف الليل ولن أدعك
هنا وحدك مع هذه التحف , فريسة للناهبين وربما أسوأ من ذلك . موتك
لن يناسبني على الإطلاق )) .
فقالت بلطف : (( لا , لأنه سيكون عليك أن تراجع خطتك من جديد )) .
أمسك بيدها : (( يسرني أن أتعامل مع امرأة تفهم ما هو مهم . سأكون
خارج المتجر )) .
أمسك بيدها لحظة , ثم رفعها إلى شفتيه ليطبع عليها قبلة خفيفة قبل أن
يخرج .
عندما أصبحت وحدها , نظرت إلى يدها التي كانت لا تزال تخزها .
راحت ترتجف وقلبها يخفق بشدة , ولكنها لم تعرف ما إذا كان ذلك بسبب
السرور أو بسبب الخشية . لقد هدد تحكمها بنفسها . أخذت تفرك بغضب
قفا يدها حتى أيقنت بأن ذلك التأثير قد تبدد . ثم نظرت حولها فتألقت
عيناها , إنها آمنة . ولو لفترة على الأقل .
عـــــاد إليـــها طبعــها الغـــاضب ففكـــرت أن الخطوبة بإمكانـــها أن تستــمـر فقط
إلى أن تنتهي من دراسة (( قصر مانيللي )) . لم لا ؟ لقد شملها بنظرة وكأنها سلعة
يمكنه أن يستفــيــد منــهـــا , فلمـــاذا لا ينبغي لها أن تفعـــل معه الشيء نفسه ؟
وتملكتها موجة ثانية مــــن الاستياء للطريقة التي اقتـــرب فيها مـنـهـا , ثم عاد
فتراجع , لن يكون من السهل التعامل مع رجل مسيطر عل نفسه إلى هذا
الحـــد , وارتسم وجهه في ذهنــها فسقطت عينــاها على وجه أوغسطس
البرونزي . . . كان الوجهان متشابهين تماماً . . . مهما كان رأي ماركو .
وتذكرت كلمات أولمبيا : ( أنفه رائع , ورأســـه أرستقراطـي , وفمه جميل
صارم ) . وكان ذلك صحيحاً , لكن الغريب أنها الوحيدة التي رأت ذلك في
رجــل حي .

* * *
نهاية الفصل (( الثاني )) . . .

 
 

 

عرض البوم صور جمره لم تحترق   رد مع اقتباس
قديم 18-06-12, 05:50 PM   المشاركة رقم: 17
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
مراقب عام
قارئة مميزة
فريق كتابة الروايات الرومانسية
مشرقة منتدى الروايات الرومانسية المترجمة

البيانات
التسجيل: Dec 2010
العضوية: 206072
المشاركات: 13,844
الجنس أنثى
معدل التقييم: زهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 66888

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
زهرة منسية غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : جمره لم تحترق المنتدى : سلاسل روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 
دعوه لزيارة موضوعي

اقتباس :-   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جمره لم تحترق مشاهدة المشاركة
  
الله يسلمك . . . ما شفتي شيء من هارييت
على فكرة اليوم أنا طنشت الكتابة واندمجت مع القراءة
وكده أنـا راح انزل الرواية وأنا متأكده إنها رووووووعة
الرواية عجبتني كثيراً . . . وخاصة وأنا أكتشفت إني قرأت الجزء الأول
يوم سقط القناع . . . ما عندي صبر عشان اقرأ الجزء الاخير للسلسة
فقط كوني متابعة . . . سلمتي صديقتي

همممممم زوووز برضة كدة يعنى بتغظينى
أنا متأكدة من انى هستمتع بيها
بالرغم من أنا ماركو بين عليه نكدى حبيتين مش زى ابن عمه فى يوم سقط القناع
بس شكل هاريت فعلاً هتجننه طالما قلت ما شفت شئ من هارت
أكيد هكون متابعة معاكى فصل بفصل
الله يعطيكى العافية غاليتى


 
 

 

عرض البوم صور زهرة منسية   رد مع اقتباس
قديم 19-06-12, 10:29 PM   المشاركة رقم: 18
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
فريق تصميم الروايات
فريق كتابة الروايات الرومانسية

البيانات
التسجيل: Jul 2009
العضوية: 148124
المشاركات: 1,563
الجنس أنثى
معدل التقييم: جمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 2331

االدولة
البلدBrazil
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
جمره لم تحترق غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : جمره لم تحترق المنتدى : سلاسل روايات احلام المكتوبة
افتراضي شكراً لـك

 

اقتباس :-   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زهرة منسية مشاهدة المشاركة
  
همممممم زوووز برضة كدة يعنى بتغظينى
أنا متأكدة من انى هستمتع بيها
بالرغم من أنا ماركو بين عليه نكدى حبيتين مش زى ابن عمه فى يوم سقط القناع
بس شكل هاريت فعلاً هتجننه طالما قلت ما شفت شئ من هارت
أكيد هكون متابعة معاكى فصل بفصل
الله يعطيكى العافية غاليتى


الله يعافيك ويسلمك . . .
امممممممم ما راح أقول شي خخخخ
اقرأي بس . . سوري ما قدرت أكون موجوده امس
السموحه لك ولجميع القراء بس باحاول اخلصها في اقرب وقت

 
 

 

عرض البوم صور جمره لم تحترق   رد مع اقتباس
قديم 19-06-12, 10:34 PM   المشاركة رقم: 19
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
فريق تصميم الروايات
فريق كتابة الروايات الرومانسية

البيانات
التسجيل: Jul 2009
العضوية: 148124
المشاركات: 1,563
الجنس أنثى
معدل التقييم: جمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 2331

االدولة
البلدBrazil
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
جمره لم تحترق غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : جمره لم تحترق المنتدى : سلاسل روايات احلام المكتوبة
افتراضي 3 ـ امـــرأة جديدة

 

3 ـ
امـــرأة جديدة


خـــلال الـيــومين التـــاليين , لم تـحظ هـــارييت بوقت للتفكير لكثرة
التحضيرات المتوجبة عليها , تفحص ماركو دفاتر المتجر , واستغرب
الطريقة التي تتبعها في تسيير أعمالها . لكنه سدد ديونها , كما ترك لها مبلغاً
إضافياً لمديرة المتجر الممتازة التي استلمت عنها , وبلغت دهشة ماركو مبلغها
عندما جاءها زبون وكان على وشك أن يشتري قطعة ثمينة للغاية , وإذا بها
تتكلم عن القطعة باستخفاف حتى فقد الزبون اهتمامه بها وخرج من دون أن
يشتريها . فقال لها ماركو , الذي كان جالساً ينظر مذعوراً : (( ليس في القطعة
أي عيب )) .
منتديات ليلاس
ـ نعم , لكن الزبون لم يعجبني .
ـ ماذا ؟
ـ لم يكن ليمنح القطعة العناية اللازمة . أنت لم تفهمني , أليس كذلك ؟
فأجابها عابساً : (( مطلقاً )) .
ـ هذه ليست مجرد أشياء أشتريها وأبيعها . فأنا أعشقها . هل تبيع كلباً
صغيراً مدللاً لرجل تعرف أنه لن يعتني به ؟
منتديات ليلاس
ـ الكلاب كائنات حية يا هارييت , بخلاف هذه .
ـ وهذه أيضاً حية , أنا لا أبيع شيئاً لشخص لا أثق به .
ـ أنت مجنونة , تتصورين أشياء خيالية , فلنذهب من هنا .
سافرا ظهر اليوم التالي إلى روما , حيث كانت بانتظارهما السنيورا لوشيا
كالـﭭانـي , وأشرق وجهها ما إن رأت هارييت . هتفت وهي تتقدم نحوها
فاتحة ذراعيها : (( إيتا , عزيزتي الغالية إيتا )) .
شعرت هارييت بغصة في حلقها لهذا الترحيب غير المنتظر . وسألتها
لوشيا وهي تمسك بكتفيها وتتراجع خطوة : (( أنت تعلمين لماذا دعوتك باسم
إيتا , أليس كذلك ؟ )) .
ـ كان أبي يدعوني بهذا الاسم في طفولتي . وكان يقول إن أمه . . .
ـ نعم , كان تصغير اسمها إيتا , آه , كم تشبهينها .
منتديات ليلاس
وعادت تحتضنها مرة أخرى , بدا استقبالها لابنها متحفظاً , لكن
نظراتها لم تدع مجالاً للشك في أنه محور حياتها . ثم عادت , على الفور ,
بانتباهها إلى ضيفتها لتمسك بذراعها وتقودها إلى حيث كانت سيارة الرولز
رويس بالانتظار .
منتديات ليلاس
اجتازوا منطقة ريفية إلى أن وصلوا جنوب المدينة , كانت المنازل
الفخمة مبنية بعيداً عن الطريق , مستترة خلف أسوار عالية وبوابات حديدية
مزخرفة , حيث تقطن الأسر التي كانت تدير العالم بهدوء . ولم يكن بإمكان
عائلة كالـﭭانـي أن تعيش في مكان آخر .
منتديات ليلاس
بدت السنيورا كالـﭭانـي امرأة رائعة الجمال , بيضاء الشعر , بالغة
الأناقة , وتكهنت هارييت بأنها على الأرجح تناهز السبعين من العمر , لكنها
بقامتها الطويلة النحيفة ومشيتها المرنة تبدو أصغر سناً .
ـ فرحت كثيراً عندما أخبرني ماركو أنك ستزوريننا , فمنزلنا يبدو خالياً
تماماً أحياناً .
قالت لها هذا وهم يجتازون بالسيارة البوابة الحديدية للفيلا . انسابت
السيارة بين الأشجار إلى أن لاحت لهم الفيلا فجأة . بدت بيضاء بالغة
الفخامة والاتساع , تتدلى الأزهار من شرفاتها , وتؤدي إلى بابها الأمامي
درجات عريضة
فتح أحد الخدم الباب , فسارت لوشيا أمامها بمهارة إلى الردهة ومنها
إلى صالون فسيح . جاءت خادمة فأخذت معطف هارييت , وأتت خادمة
أخرى بعربة الشاي . فقالت لوشيا : (( شاي انكليزي , لك خصيصاً )) .
إلى جانب الشاي كان هناك بسكويت وحلوى تناسب كل الأذواق .
منتديات ليلاس
تبادلوا الدعابات والمزاح لفترة , رغم أن هارييت أحست بأن انتباه
لوشيا الحقيقي كان في مكان آخر . فقد راحت تتفحص ضيفتها , وبدا
واضحاً أن ما رأته قد سرها . إذ لم تعرف هارييت في حياتها ترحيباً بمثل تلك
الحرارة , وبدا ماركو مسروراً لما رآه .
منتديات ليلاس
نهضت لوشيا قائلة : (( والآن , سأريك غرفتك )) .
بدت غرفتها رائعة للغاية بنوافذها المطلة على الريف الإيطالي البديع
وعلى النهر وأشجار الصنوبر الممتدة تحت أشعة الشمس . كان السرير يتسع
لثلاثة وقد صُنع من خشب الجوز المحفور وزُين بالملاءات المطرزة . أما
الأرض فخشبية مصقولة , والأثاث قديم الطراز مصنوع من خشب الجوز
أيضاً . وكانت التحف تقليدية , بعضها ثمين كما لاحظت هارييت بعينها
الخبيرة . لكنها لم تشأ أن تفكر في العمل حالياً .
سألتها لوشيا بلطف : (( أتظنين أنك ستكونين مرتاحة هنا ؟ أتريدين أن
تغيري شيئاً ؟ )) .
منتديات ليلاس
ـ كل شيء رائع . وأنا فقط لم . . .
وتملكها الذعر عندما اغرورقت عيناها فجأة بالدموع فأشاحت
بوجهها . فأجفلت لوشيا : (( ماذا حدث ؟ هل كنت فظاً معها يا ماركو ؟ )) .
فأجاب على الفور : (( كلا , بكل تأكيد )) .
فقالت هارييت بصوت أحش : (( على العكس كلاكما . . . لم أعرف
يوماً . . . )) .
فقال ماركو وعدم الارتياح بادٍ على وجهه : (( علي أن أذهب إلى العمل ,
فقد أهملته أكثر مما ينبغي . . . )) .
فسألته أمه باشمئزاز : (( ماذا تعني بقولك ( أكثر مما ينبغي )؟ )) .
ـ أرجو المعذرة منك ومن هارييت لم أقصد أن أكون عديم التهذيب .
ولكن علي حقاً أن أعود إلى مكتبي ومن ثم إلى شقتي لعدة أيام .
ـ ألن تأتي إلى العشاء الليلة ؟ إنه أول مساء لإيتا معنا .
ـ للأسف لن أتمكن من تناول العشاء معكما , لكنني سأزوركما قريباً .
قبل أمه وبع لحظة تردد , قبل خذ هارييت , ثم خرج بسرعة . هتفت
لوشيا : (( يا له من تصرف ! )) .
ـ إنه مدمن على العمل . وأظنه ضيع الكثير من الوقت .
ـ أنا وأنت سنمضي الأيام القليلة المقبلة معاً . كم أنا سعيدة .
وضغطت على يد هارييت .
شعرت هارييت بأنها دخلت الجنة على غير توقع . فلوشيا فعلت ما
بوسعها لترضيها وأمرت بإعداد الطعام الانكليزي خصيصاُ لها .
طبت لك ذلك لأنني أعلم أنك نصف إنكليزية , لكن الإيطالية تسري
في دمك , أليس كذلك ؟
ـ نعم .
منتديات ليلاس
وافقتها هارييت وهي تتساءل عما قاله ماركو عنها , فقد كانت عينا
لوشيا تنضحان تفهماً . ومنذ ذلك الحين أصبحت الإيطالية لغتها , وسرعان
ما أصبحتا صديقتين , سألتها لوشيا : (( لماذا لا تتصلين بأبيك لتعلميه بأنك
هنا ؟ )) .
لم تشأ هارييت القيام بذلك . لكنها عملت بنصيحة مضيفتها . أجابها
صوت غير مألوف أخبرها بأن السنيور ديستينو وأسرته في رحلة لعدة أيام ,
لكنه لم يخبرها بمكان وجودهما حتى عندما أخبرته هارييت إنها ابنته , بدا
واضحاً أنه لم يسمع بها قط من قبل . تركت رسالة لأبيها طالبة منه فيها أن
يتصل بها . ثم أقفلت الخط رافضة أن تشعر بالألم .
استيقظت هارييت في الصباح التالي منتعشة , لتجد أن لوشيا قد
وضعت برنامجاً لنهارهما : ((سنتغدى في المدينة , ثم ذهب في جولة )) .
أسعدها أن تجدد معرفتها بروما , هذه العاصمة العظيمة التي عاشت في
أحلامها . لقد كانت ذات يوم عاصمة العالم , فأصبحت الآن تعج بالسياح
وزحمة السير , ومع ذلك ما زالت مليئة بالآثار القديمة الخالدة . بعد الغداء
أخذتا تتمشيان في شارع (( فيا فيتيتو )) الرائع , وأشارت لوشيا إلى شقة ماركو
التي كانت في الطابق الخامس رفعت هارييت نظرها إلى النوافذ , لكنها
كانت مقفلة .
منتديات ليلاس
أمضت اليوم التالي وحدها لأن لوشيا كانت عضواً في عدة جمعيات
خيرية وعليها أن تحضر اجتماعاتها . وهكذا انطلقت , سعيدة , تتجول في
شوارع روما المبلطة , مستكشفة الأزقة الضيقة لتصل أخيراً إلى متجر يختص
ببيع تحف إغريقية . وعندما غادرت المتجر كان دينها قد ازداد بشك كبير .
كانت تتطلع بشوق لترى ما اشترته لماركو , لكنها حتى الآن لم تسمع
عنه شيئاً . تناولت المرأتان عشاءهما ذلك المساء وحدهما . وفيما بعد , وهما
تحتسيان القهوة معاً قالت لوشيا فجأة : (( هل يبدو لك فظيعاً أنني أبحث
لابني عن عروس مناسبة ؟ )) .
منتديات ليلاس
ـ ربما يبدو ذلك غريباً نوعاً ما . ألا يعترض ماركو على فكرة الــزواج
من غريبة ؟
ـ هذا أسوأ ما في الأمر , فهو لا يمانع أبداً . كان خاطباً مرة لكن الخطبة
فشلت ومنذ ذلك الحين وهو يتصرف وكأن المشاعر لا تعني له شيئاً .
ـ هل كان يحبها ؟
ـ أعتــقــد ذلـك , لكنه لا يـتـحــدث عــــن هذا الموضوع أمــام أحــــد ولا حتى
أمامي . ربما أنــا عــاطفية حمقــاء , لكنني كنت أحب إيتا كثيراً وقــد ماتـت
صغيرة جداً . كل ما أطلبه هو أن أرى عائلتينا متحدتين في الـزواج والأولاد .
ـ أتمنى أن تخبرني عنها .
ـ كنت صديقة لإحدى أخواتها فأخذتني لتعرفني إلى أهلها . كانت إيتا
أكبر مني بعشر سنوات , لكنها أخذتني تحت جناحـها لأن أمي كانت ميتة .
وكنت اشبينتها في عرسها وأول من رأى أبيك حين ولد . لقد رغبتا أن ينشأ
أولادنا معاً , لكنني تزوجت متأخرة . ثم مرت سنوات كثيرة قبل أن يولد
ماركو . لذا لم يحدث ذلك . ثم ماتت عزيزتي إيتا وما زلت أفتقدها كثيراً .
كانت الشخص الوحيد الذي استطعت أن أفضي إليه بما في نفسي .
ـ هل أنا أشبهها حقاً ؟
منتديات ليلاس
جــوابــاً على ذلك فتحت لوشيا خزانة وأخــرجـت مـنهــا ألـبـــوم الصــور .
ناولتها إياه وبدأت تريها الصرة تلو الأخرى : (( هذه هي . . . إنها إيتا عندما
كانت في عمرك )) .
منتديات ليلاس
كانت الشابة في الصورة ترتدي ملابس قديمة الطراز , أما وجهها فكان
شبيهاً بوجه هارييت وكأنه انعكاسها في المرآة . وقالت بعجب : (( أنا حقاً
حفيدتها )) .
ـ أكثر من أولمبيا بكثير : فهي لم تكن مناسبة مطلقاً . إنها فتاة ظريفة
حلة لكنها طائشة , ومع ذك فقد فكرت فيها أولاً لأنني عرفتها منذ
سنوات طويلة . يا ليتني عرفتك أكثر . و يا ليت أمك لم تبعدك عنا !
ـ يا ليت . . . ماذا ؟
ـ قال أبوك إنها لم تشأ أن ترى أياً من بعد أن تطلقا . وأصر على العودة
إلى إنكلترا . ونفاها إلى هناك نهائياً )) .
فقالت لوشيا على الفور : (( يا لتلك المرأة ! لم أحب أباك قط . إنه ضعيف
الشخصية وغير جدير بأمه . والآن , أثار اشمئزازي تماماً )) .
فقالت هارييت غاضبة : (( وأنا كذلك . لق أنكر علي تراثي الإيطالي
الثقافي )) .
منتديات ليلاس
ـ حسناً , يمكنك أن تستعيديه هنا .
قالت لوشيا هذا بحرارة , فأجابت هارييت متألمة : (( نعم . بالطبع )) .
ـ هل من الفظاظة أن أقترح عليك أن ترتدي أزياء بلادنا ؟
ـ أتعنين أن ملابسي تبدو حقيرة ؟
ـ كلا بالطبع . ولكن بين المواهب الإنكليزية الكثيرة , ربما تفصيل
الملابس ليس . . .
وتركت بقية الجملة ون نهاية . فقالت هارييت بلهجة حاسمة : (( لا ,
معك حق . حان الوقت لكي أبدو بشخصيتي الحقيقية )) .
ثم اهــتـزت ثقتها بنفسهــا وتــابعت مترددة : (( مهما كــانت تلك
الشخصية )) .
منتديات ليلاس
ـ لا تقولي شيئاً كهذا مرة أخرى . منذ هذه اللحظة عليك أن تعيشي
مجدداً .
في الصباح التالي ذهبتا إلى (( فيا دي كوندوتي )) أغلى متاجر روما . وهناك
راحت لوشيا تنتقي الأثواب مبعدة هذا بغطرسة , واضعة ذاك جانباً , إلى أن
تكدست الملابس شيئاً فشيئاً . وعندما غيرت هارييت ملابسها كلها شعرت
بأنها شخص آخر . كان شعوراً غريباً لكنه أعجبها .
منتديات ليلاس
بعد ذلك عرفتها السنيورا إلى السيدة تالي مصممة الأزياء المتفوقة , التي
أمضت فترة العسر في دراسة وجه هارييت وما يليق به . وكانت هارييت
نادراً ما تعبأ بالماكياج . لكنها الآن أدركت خطأها .
عيناها , بخضرتهما الرائعة , يجب أن تبدوا أوسع وأكثر تألقاً . وأحمر
الشفاء يجب أن يكون متلائماً مع لون العينين , ويبدو أن كل درجات الألوان
تلائمها ما عدا اللون الذي اعتادت استعماله . كانت الشابة التي بادلتها
النظر في المرآة غريبة , ذات عينين كبيرتين مظللتين وفم ممتلئ , لطالما حاولت
تصغير حجمه .
منتديات ليلاس
وعندما أمسكت تالي المقص , هتفت هارييت : (( ليس شعري )) .
ـ لا يمكنك أن تخفي وجهك خلف ذلك الستار من الشعر .
قالت لوشيا هذا , لكن هارييت , التي بقيت لينة مرنة حتى الآن ,
تمسكت فجأة بالعناد وقد تملكها رغب غير مفهوم من التفكير في خسارة
شعرها . استسلمت المرأتان أخيراً , لكنهما أصرتا على أن ترفعه عن وجهها .
منتديات ليلاس
وبعد لحظات كان شعرها المرفوع ق غير شكل رأسها بأكمله . كاشفاً عن
عنق طويل رائع كادت تنسى أنها تملكه . أخذت تتأمل نفسها , ممزقة بين
الذعر والحماسة , مفكرة رغماً عنها بأن كارلو سيندهش حين يراها .
منتديات ليلاس
اختارتا أخيراً ستة أثواب . أبقتا خمسة منها في المتجر حتى اليوم التالي
لك يتم تقصيرها , ولم تأخذا معهما سوى بنطلون زيتي اللون وقميص من
الساتان , وعندما جلست هارييت تتناول العشاء مع لوشيا , كانت معنوياتها
مرتفعة للغاية , وفكرت في أن ماركو سيعجب بها لو جاء الآن .
منتديات ليلاس
لكن الأمسية مرت من دون أن يظهر له أثر , اتصلت به لوشيا ولكن
عندما سمعت المجيب الصوتي قالت بحدة : (( لا . لن أترك له رسالة )) .
ـ يبدو أنه مشغول جداً .
منتديات ليلاس
حاولت هارييت أن تهدئها بهذه الكلمات وإن كانت في الواقع تشعر
بأنها تريد أن تصرخ مثلها .
ـ مرت عدة أيام وهو . . . مشغول . ألا يمكنه أن يستغني عن بعض
الوقت لأجل . . . لأجل . . .
ـ لكنني لا أعني له شيئاَ . أنا هنا فقط لكي نستطيع , أنا وهو , أن نعرف
بعضنا بعضاً .
ألقت لوشيا عليها نظرة معبرة : (( حسناً , أنت ابتدأت لكل تأكيد
تتعرفين إلى ابني . إنه أناني وغير مبالٍ )) .
منتديات ليلاس
بدا لها هذا صحيحاً . هل هذه حقاً نظرة ماركو إلى الغزل والتودد ؟ أن
يتركها هنا لكي تكسب رضى أمه وكأن ذلك هو الشيء الوحيد المهم ؟
وصلت بقية الملابس عصر اليوم التالي فجعلتها لوشيا تستعرض نفسها
بينما أخذت هي تتأملها .
منتديات ليلاس
قالت هارييت : (( أنا لست واثقة بالنسبة إلى ثوب السهرة هذا . إنه
ضيق )) .
ـ بل إنه يلائم جسمك . وهو يبرز ثناياك بشكل بديع .
اقتربت هارييت من المرآة : (( ولكن ليس لدي ثنا . . . آه , بل لدي )) .
وأخذت تستجير , محاولة أن ترى الثوب الزعفراني اللون قدر
الإمكان , من دون أن تجفل من الطريقة التي يكشف بها جسمها
ـ همممم . . .
منتديات ليلاس
قالت هذا وقد ابتدأ السرور يتملكها .
ـ كان عليك أن تشتري لنفسك ملابس لائقة من قبل , بدلاً من تضييع
وقتك على تاريخ الآثار . الرجال الأموات بأحسن حال في قبورهم , لكنهم
لا يصفرون للنساء .
ـ ربما أنا لا أريد أن يصفر لي الرجال .
ـ هل أنت امرأة أم لا ؟ أنت جميلة وعليك أن تبرزي جمال جسدك .
ـ هذا ما أفعله .
قالت هذا وهي تحاول عبثاً أن تشد فتحة الثوب إلى أعلى : (( هذا الثوب
ضيق لدرجة أنني أبدو كأنني عارية تماماً )) .
ـ إنه ممتاز , ماركو , يا ولدي العزيز .
فاستدارت هارييت مجفلة لتجـــد أن مــاركو قـــد دخــــل إلى الغرفة بهدوء
وهو ينظر إليه مـســروراً . نهضت لوشيا وعانقته , فعانقها بـدوره بعطف
قبــل أن يلقـــي بقبلة على وجنة هارييت . فعبقت خيــاشيمها برائحة عطره
ممزوجة برائحة رجولته الحادة القوية .
منتديات ليلاس
سألته أمه : (( ألا تظن أن مظهر هارييت يتحسن ؟ )) .
ـ أظنها رائعة الجمال . ولكن يجب أن ترفع شعرها .
ـ الحق معك . ماذا لم ترفعيه اليوم يا إيتا ؟ كان يبدو جميلاً جداً أمس .
وأمسكت بخصلات شعرها رفعتها فوق رأس هارييت .
فقالت هارييت مجفلة : (( لا )) .
ثم عادت تسدله على كتفيها , ولكن كان هناك سبب آخر يمنعها , لم
تستطيع أن تفهمه ابتدأت تشيح بوجهها مبتعدة , لكن يدي ماركو أمسكتا
بكتفيها تديرانها إليه لتواجهه , ثم شعرت بأصابعه على رقبتها تجذب شعرها
إلى أعلى . وسألها : (( لماذا تريدين أن تخفي وجهك ؟ )) .
ـ ذلك ليس صحيحاً
ـ بل أظنه كذلك .
منتديات ليلاس
ونظر إليها لحظة قبل أن يقول برقة : (( وأظن أيضاً أن على أبيك أن يجيب
على أسئلة كثيرة )) .
ـ لا أدري ماذا تعني . . .
وماتت الكلمات على شفيتها , ذلك أنها فهمت تماماً ماذا يعنيه وهو
يقول : (( إذا كنت تظنين بأن أحداً لن يرغب برؤية وجهك , لمجرد أن أبيك لم
يكن يسر برؤيته , فأنت مخطئة )) .
منتديات ليلاس
ذهلت لهذا الكشف المفاجئ , فصحيح أن معاملة أبيها تلك , التي
ظنت أنها استطاعت أن تتجاوزها , ما زالت تؤثر فيها حتى الآن . لكنها لم
تتوقع أن يرى تلك الحقيقة رجل بارد عديم المشاعر . قابلت عينيه , ثم
أخذت نفساً حاداً وجمدت وهي ترى فيهما شيئاً ما . . . أم أنها مخطئة ؟ لكن
تبد ذلك بسرعة ظنت معها أنه وهم . قال ماركو فجأة : (( إرفعيه . الشعر
الطويل لا يناسب أبداً هذا الثوب )) .
هذا السبب الواقعي المبتذل أعادها إلى الواقع . أسرعت إلى غرفتها لتجد
الخادمة التي كلفتها لوشيا بمرافقتها , فساعدتها على رفع شعرها كما كان في
اليوم السابق .
منتديات ليلاس
وعندئذ نزلت إلى الطابق الأسفل , لم يقل كارلو شيئاً عن مظهرها بل
اكتفى بإيماءة راضية . أما لوشيا فكانت قد استفاقت من فرحتها بحضور
ابنها وتذكرت أنها مستاءة منه .
ـ أظن علينا أن نكون شاكرتين لأنك تنازلت وتذكرتنا أخيراً . هل
سنحصل على خمس دقائق من وقتك الثمين أم عشر ؟
فقال ضاحكاً : (( لا تغضبي مني يا أمي ! لقد جئت لأكفر عن ذلك ,
وأدعو هارييت لتخرج معي الليلة )) .
* * *
نهاية الفصل (( الثالث ))

 
 

 

عرض البوم صور جمره لم تحترق   رد مع اقتباس
قديم 19-06-12, 10:38 PM   المشاركة رقم: 20
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
فريق تصميم الروايات
فريق كتابة الروايات الرومانسية

البيانات
التسجيل: Jul 2009
العضوية: 148124
المشاركات: 1,563
الجنس أنثى
معدل التقييم: جمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 2331

االدولة
البلدBrazil
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
جمره لم تحترق غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : جمره لم تحترق المنتدى : سلاسل روايات احلام المكتوبة
افتراضي 4 ـ رقصة حـــب

 

4 ـ
رقصة حـــب



(( بيلا فيغرا )) مطعم ليلي يقع في شارع (( فيا فيتيتو )) الذي يبعد عدة أمتار
عن شقة ماركو . حال وصولها المكان أحست هارييت بأن الجو عابق بالثقافة
والعلم , وتساءلت كم من النساء أحضرهن ماركو إلى هنا .
قادها إلى مائدة منفردة بعض الشيء . لم يكن البرنامج الترفيهي قد
ابتدأ , و كان النادلون يسرعون ذهاباً وإياباً لتلبية الطلبات . استدعى ماركو
أحدهم بنظره واحدة , ما أغاظ عدداً من الزبائن الذين طال انتظارهم .
منتديات ليلاس
جلست هارييت بارتياح حتى أن انزعاجها بسبب ثوبها الضيق بدأ يزول .
ـ آسف لتقصيري هذا . أمي غاضبة جداً مني . هل أنت كذلك أيضاً ؟
فقالت غير صادقة تماماً : (( لا . لا بد أن لديك عملاً كثيراً بعد سفرك )) .
فأومأ : (( لدي سكرتيرة جيدة , لكنني أفضل أن أتابع الأعمال بنفسي .
أنا شاكر لك تفهمك , و آسف لأن أمي لا تتفهم ذلك . إنها تظن أن هذا
يجرحك ويجعلك تسرعين بالعودة إلى انكلترا )) .
فقالت ببشاشة : (( لا , فأنا مسرورة جداً هنا , أنا وأمك منسجمتان
جداً )) .
منتديات ليلاس
ـ هذا ما فهمته منها , بالمناسبة , أتراني رأيتك في شارع (( فيا فيتيتو ))
أمس ؟
ـ ربما . فقد استأجرت سيارة من هناك بعد أن اشتريت بعض
الحاجيات . لقد وجدت متجراً على بعد شارعين . . . )) .
أخبرته كل شيء دفعة واحدة . . . زيارتها إلى روما , النفائس الأثرية
التي اكتشفتها , اللحظة التي ساورها فيها شعور بالذنب لإطلاق العنان
لنفسها في الشراء , بهجة التملك . . . أصغى ماركو إليها , أولاً بابتسامة , ثم
بحذر متصاعد .
ـ ماذا اشتريت بحق الله ؟
تلت عليه القائمة .
منتديات ليلاس
ـ وكم كلفك هذا ؟
فقالت بلهجة دفاع : (( إنها صفقة . وهي ستبدو رائعة في المتجر )) .
ـ المتجر الغارق بالديون ؟ بحق الله يا امرأة , أليس لديك إحساس بقيمة
المال ؟
ـ إسمع , أنا أعرف أهمية المال , فأنا لا أنكرها .
فقال بلهجة لاذعة : (( هو ذا تنازل منك الآن ! )) .
ـ ولكن المال ليس الأول في قائمة أولوياتي . . .
ـ يهمني أن أعرف مرتبته في قائمة أولوياتك .
جعلها الغيظ تقول بصراحة : (( في أسفل القائمة إذا كان التفاوض هو في
موضوع الجمال )) .
ـ الجمال يكلف مالاً .
منتديات ليلاس
ـ هذا , هذا صحيح !
ـ لا بأس . هيا أخبريني بأنني مخطئ .
لم تستطع . خبراء الاثار يعرفون أكثر من غيرهم كم يكلف الجمال ,
واضطرارها للاعتراف بذلك أثار سخطها أكثر من أي شيء آخر .
ـ لا تنسي أنني رأيت حساباتك , وأذكر جيداً كم كانت مثيرة للشفقة .
أظنك تعتبرين القيام بالعمل بشكل جيد ومسألة غير إلزامية .
ـ كلام فارغ .
منتديات ليلاس
ـ ماذا قلت ؟
ـ لا بأس . أنا أعترف بأنني أميل إلى ترك هذا النوع من الأشياء يعالج
نفسه بنفسه .
فحدق في عينيها الشاردتين : (( هل هذا حقاً ما تفعلينه ؟ )) .
ـ حسناً , أنت تعلم أنني كذلك ؟
ـ نعم , لكنني لم أعلم أنك ستحافظين على عاداتك في روما أيضاً .
فقال بتمرد : (( أنا هكذا في كل مكان )) .
ـ هذا ما ابتدأت أدركه . ربما كان علي أن أوضح لك أن قرضي لك
مشروط بعدم الوقوع في الدين مجدداً.
منتديات ليلاس
ـ لست أقع في الدين , بضاعتي تجلب ربحاً .
ـ دوماً تفترضين أن بإمكانك أن تجدي بيوتاً رفيقة بالقطع التي
تبيعينها . . . إسمعي , أنت بائعة . ألا تعلمين أن من التهور شراء بضاعة من
بائع آخر بثمن كامل لا ربح فيه ؟
ـ طبعاً أعلم ذلك , لكنني لم أستطع أن أمنع نفسي .
ـ لم تستطيعي منع نفسك ؟ دعينا جميعاً نعيش تبعاً لدوافع عاطفية دون
حس بالمسؤولية إذاً .
فقالت ببرودة : (( هذا مختلف )) .
ـ لا أرى أي اختلاف .
منتديات ليلاس
ـ لأنك لا تعرف كيف تعيش تبعاً لدوافع عاطفية .
فقال بحماسة : (( الحمد الله )) .
ـ أنا لا أقلل من شأن المسؤولية . أنا أعرف كل هذه الأمور . . .
ـ ليس كافياً أن تعرفيها . عليك أن تعيشي بها .
ـ عندما رأيت تلك القطع الأثرية , أُغرمت بها . أنت لا تفهم مثل هذه
الأمور , أليس كذلك ؟
ـ بل أعرفها جيداً . لقد أحببت تلك التحف , فتخيلت عن كل حس
منطقي وكل تقدير وموضوعية . إياك ثم إياك أن تقرري أمراً و أنت عاشقة .
وسكت عندما لاحظ أنه يتنفس بسرعة . وتملكه السرور لرؤية النادل
قادماً , لم ينظر إليها بينما كان هذا الأخير يبذل لهما الأطباق , وعندما عادا
وحدهما , ابتسم وكأنما شيئاً لم يكن : (( أنا لم أحضرك إلى هنا لأنتقدك . ربما
تجاوزت الحد قليلاً )) .
منتديات ليلاس
ـ قليلاً فقط . أظنني أبدو مجنونة بالنسبة إلى شخص يعمل في مجالك .
فقال ضاراً : (( لا تدعينا نبدأ ذلك من جديد . ولكن دعيني ألقي نظرة
على أوراق العمل , يمكنني أن أخبرك كيف . . . أستطيع أن أقترح أشياء قد
تجدينها نافعة ؟ )) .
فقالت بوداعة : (( شكراً )) .
أوشك أن يجيبها ثم رأى لمعان عينيها فآثر الصمت .
ـ ما هو عملك بالضبط .
ـ أنا اعمل في مصرف تجاري وأتعامل بالأسهم والسندات , وأقدم
الاستشارات المالية .
منتديات ليلاس
أخذ يشرح لها كل شيء عن عمله , بينما كانت هي تصغي إليه
باهتمام . قال : (( السيطرة سر النجاح . عليك دوماً أن تكوني المسيطرة وأن
تتفوقي بشيء ما على الآخرين . أنت فقدت السيرة على متجرك , وأنا الآن
المسيطر . . . لا , لا تغضبي , أنا لا أريد شيئاً منك . إنني فقط أساعدك لكي
تتجنبي مسيطراً مثلي في المستقبل )) .
ـ لا بأس , تابع حديثك .
كانت مبهورة إلى حد لم تفكر فيه في الدفاع عن نفسها مرة أخرى .
وعندما راجع نفسه قال : (( دعيني أوضح لك ذلك بطريقة أخرى . . )) .
أجابته ساخطة : (( أنت لست بحاجة إلى تبسيط حديثك عن الموضوع ,
فأنا أفهم كل كلمة تقولها )) .
منتديات ليلاس
ـ إدراكك إذن يفوق إدراك أختك .
انفجرت هارييت ضاحكة , ثم قالت والضحك يخنقها : (( أتصورك
تتكلم بهذا الشكل إلى أولومبيا , بينما هي تحاول أن تبدو مهتمة )) .
فقال بابتسامة عريضة : (( كانت عيناها ستبدوان جامدتين , وبالمناسبة ,
أكثر النساء يصبحن هكذا بعد أول دقيقة من حديث كهذا )) .
ـ هذا هو رأيي أنا أيضاً , إذا أنت أخذت امرأة في موعد , فهي لا تريد
أن تسمع محاضرة عن الأسواق المالية .
ـ وأنت ليس لديك مانع ؟
ـ هذا مختلف . نحن شريكان في العمل .
منتديات ليلاس
فقال بعد لحظة : (( هكذا إذن , ونحن الآن في اجتماع عمل )) .
ـ لكي نفكر في تقدم مشروعنا حتى الآن , ونخطط للمرحلة المقبلة .
ـ حسناً , أولاً , هل يمكننا أن نتفق على أن تكبحي غريزة الشراء لديك
لفترة ؟
ـ أتعني أنك تريدني أن أتوقف عن إنفاق المال ؟
ـ كنت أحاول قول ذلك بشكل مهذب ولكن من الآن فصاعداً أنا من
يحدد المصاريف .
تبدد فجأة ذلك الإعجاب الذي كان قد بدأ ينمو داخلها فسألته بنبرة
تبعث الحذر في النفس : (( ماذا قلت ؟ )) .
ـ لا مزيد من الشراء . هذا يكفي .
ـ من قرر ذلك ؟
ـ أنا , إنني أقوم بإصلاح كامل لنظامك المالي . ولا يجدر بك أن تفعلي
شيئاً حتى أقوم الوضع .
منتديات ليلاس
ـ حسناً , حسناً ! وماذا حدث للذوق واللياقة ؟
ـ أي ذوق ولياقة ؟ سيسببان لك الإفلاس ؟
فقال بفروغ صبر : (( كلام فارغ . ليس بإمكانك أن تفلسني )) .
ـ كم هذا ممتع ! حقاً على أن أتزوجك لأجل أموالك . دعنا نعلن
خطوبتنا حالاً .
ـ يا له من عرض لا يمكن مقاومته !
ـ حسناً , لنواجه الأمر , ليس لديك شيء آخر تعرضه . فأنت فظ ,
مستبد , متغطرس ومتكبر . . .
ـ هل يُفترض بي أن أتأثر بهذا الكلام ؟ فكري جيداً . لا عيب في
الغطرسة إذا كان الشخص واثقاً من نفسه .
منتديات ليلاس
ـ وأراهن على انك دوماً واثق من نفسك .
ـ تماماً . وهذا يمنعني من أن أخطئ بسبب الناس الذين لا يعرفون ما
يتكلمون عنه .
ـ أتعنيني أنا ؟
ـ أعني أي شخص بهذه الصفة .
ـ تعني بقية العالم بالنسبة إليك . لهذا ستحصل الآن بالضبط على
الزوجة التي تحتاجها . تلك التي رأت أسوأ صفاتك وستتحملك لأجل
أموالك .
قال ساخراً : (( أتظنين أنك رأيت أسوأ صفاتي ؟ )) .
ـ حسناً , أرجو ألا تكون بقية أسوأ منها .
ـ قد تكون كذلك .
منتديات ليلاس
ولمعت عيناه : (( قد تكون أسوأ بكثير . فكري جيداً قبل أن تقبليني
زوجاً )) .
ـ جميل ! لقد انتهى كل شيء . هنا تنتهي أقصر خطوبة في التاريخ . بطلا
الرواية لم يستطيعا احتمال بعضهما بعضاً .
خفض صوتها عند آخر كلماتها , وهي تلاحظ أنها تجتذب انتباه
الزبائن . وكذلك نظر ماركو حوله , قبل أن يخفض صوته ويميل نحوها
قائلاً ببرودة : (( لق تصرفت بشكل مسرحي مثير . لا حاجة بك لإظهار كل
هذا الانفعال العاطفي )) .
مالت هي أيضاً نحوه : (( لم أكن منفعلة , بل كنت واقعية هادئة . لم لا ؟
هذا ينجح معك )) .
منتديات ليلاس
فقال بحدة : (( أنت لا تعرفين شيئاً عني . كل هذا لأنني أردت أن أنظم
وضعك المالي . . . )) .
ـ أنت لا تريد أن تنظم وضعي المالي , بل تريد أن تتحكم بي وبه , وإذا
أنا سمحت لك بذلك , أين ستتوقف ؟
ـ سمحت لي ؟ أتظنين أنني أطلب إذناً ؟
ـ الأفضل أن تفعل ذلك .
ـ هارييت , أنا أقول لك ألا تشتري المزيد .
ـ وأنا أقول لك إنك منحتني قرضاً ولم تشتري روحاً وجسداً . المتجر هو
ملكي .
منتديات ليلاس
ـ إلى متى سيبقى كذلك إذا أنا قررت أن أكون لئيماً ؟
ـ أنت لئيم ؟ لست كذلك بكل تأكيد . إصغ إلى يا ماركو . ذلك المتجر
هو ملكي , وأنا أديره , وأنا وحدي أقرر ما هو بحاجة إليه . إذا رأيت بضاعة
أعجبتني , لن أسألك أولاً , بل سأشتريها أخبرهم بأن يرسلوا إلي
الفاتورة .
ـ وإذا أنا أصريت على إعادتها .
ـ سيكون ذلك صعباً لأنني سأكون قد عدت إلى إنكلترا .
فقال بسخرية بالغة : (( بعد أن تسرقي قلادة (( أترورية )) أو اثنتين تخبئيهما
تحت سترتك , كما أظن ؟
فقالت وهي تصرف بأسنانها : (( كانت زائفة وأنا سأفعل كل ما هو
ضروري )) .
ـ ماركو بُني !
منتديات ليلاس
رفع الإثنين نظرهما ليريا رجلاً متوسط السن يقترب من مائدتهما .
نهض ماركو يصافحه , مقدماً هارييت إلى الفريدو أوريس . وهو على
الأرجح صاحب مصرف (( أوريس ناشيونال )) حيث يعمل ماركو .
ـ مقاطعة طيور الحب أمر لا يغتفر .
قال الفريدو هذا بمرح وهو يجر كرسياً مجاوراً ليجلس معهما : (( ما أجمل
رؤية شابين مستغرقين في بعضهما البعض , رأساً لرأس , غافلين عن
العالم ! )) .
لا بد أن هذا ما كانا يبدوان عليه كما أدركت هارييت وهي تبتسم
بصمت . فقال ماركو بلطف ومودة : (( لا تقل شيئاً يا الفريدو . دعنا نحتفظ
بأسرارنا )) .
وضع الفريدو إصبعه على شفتيه وغمز بعينه . لم تبد ثيابه أنيقة , بل بدا
كرجل يحب أن يمضي وقتاً طيباً أكثر منه صاحب مصرف . وأخيراً تركهما
فتنهدا بارتياح .
منتديات ليلاس
وقال ماركو وهو يزفر : (( آسف لذلك . لكنه رجل طيب وحــسن
النية )) .
فقالت ساخرة : (( ويحب العبث وأن يمثل دور صاحب المصرف )) .
ـ من أين عرفت ذلك ؟
ـ من اسمه . لكنني أظن أن الاسم هو السبب الوحيد لوجوده هنا .
فضحك : (( نعم , وهو يعلم ذلك , لكنه , والحق يقال , لا يتدخل في
شيء . أنصحك بأن تتزوجيه فهو يملك عشرة أضعاف ما أملكه أنا ,
وسيدعك تبذرين الكثير من أمواله من دون أن يحتج )) .
ـ آه , لكنه بن يتشاجر معي كما تفعل أنت .
منتديات ليلاس
ـ يمكنك أن تعتمدي علي بشأن المشاجرات .
ـ لا بأس , سأوافقك على أن الإدارة المالية ليست . . .
ـ ما كنت لأصف تصرفك بالإدارة المالية .
فسألته بعذوبة مصطنعة : (( أتريد أن تتشاجر مرة أخرى ؟ )) .
ـ لا . ما زال الوقت مبكراً لذلك بعد آخر مرة . دعينا نسترد أنفاسنا
أولاً .
ـ هل ستكون هادئاً بينما أقوم بنوع من التنازل ؟
فنظر إليها بانتباه .
ـ أعترف بأنني ارتكبت بعض الأخطاء , وسأهتم بسماع نصيحتك .
فلوى شفتيه : (( تهتمين ؟ )) .
ـ أهتم .
ـ إلى حد قبولها ؟
ـ دعنا نر ما يحمله المستقبل .
منتديات ليلاس
ضحك . وغير الهزل وجهه وكأنما أضاء شيء في داخله . رأت أن
بإمكانه أن يكون ساحراً إذا سمح لنفسه بالاسترخاء . كانت قد ابتدأت
تفهم عادته في وصفه كل شيء بعبارات العمل . كانت كلمات يفهمها
بسهولة لكنها تغطي شيئاً عميقاً ف داخله , بدأ الفضول يتملكها معرفة كنه
ذلك الشيء .
قال : (( يكفي لهذه الليلة )) .
عندما قُدمت القهوة , خُفضت الأنوار , واتخذت الفرقة الموسيقية
مكانها على خشبة المسرح . ثم تقدمت امرأة شابة إلى وسط المسرح أخذت
تغني بصوت هامس . كانت أغنية من الفراق والشوق واستمرار الرغبة
عندما يتبدد كل أمل .
كانت فنانة ماهرة , تمكنت من أن تقتص الإحساس من كل كلمة حتى
آخر قطرة . وانتشر في المكان جو شاعري رقيق , غامض .
وشيئاً فشيئاً ابتدأت هارييت تستيقظ شاعرة بالحياة لإحساسها بأنها
تجلس بجانب رجل جذاب لا يفصل بينه وبينها سوى طاولة صغيرة .
اختلست نظرة إلى ماركو لترى إن كان يشعر بها كما تشعر به لكنه كان ينظر
إلى المسرح حيث المغنية .
منتديات ليلاس
كان من السخافة أن تشعر بمشاعرها تستجيب لمجرد فكرة , لكنها لم
تستطيع أن تسيطر على السخونة التي تسللت إلى كيانها . أخذت نفساً عميقاً
مرتجفاً وسمرت نظراتها على الأرض .
أما ماركو , فقد كان مواجهاً نظراته إلى كل مكان ما عداها . لقد ذهب
إلى منزل أمه الليلة مستعداً لتناول العشاء ثم الرحيل , وهكذا يكون قد
أدى واجبه . وإذا بنظرة واحدة إلى هارييت تغير رأيه . ها هي ذي مخلوقة
رائعة الجمال , كانت متخفية في ملابس , تكايده بمراوغاتها منذ أول
ليلة .
تصميمه على إخراجها معه كان من وحي اللحظة , وهذا شيء صدمه
لكنه لم يمنعه . عندما دخل بها إلى روما , تساءل كيف ستمر بهما السهرة ,
وما الذي سيتحدثان عنه . اختلس نظرة إليها فرأى وجها متحولاً عن
خشب المسرح نحوه قليلاً , لكنها لم تكن تنظر إيه مباشرة . أدرك أنها تائهة في
عالم داخلي هو ليس مدعواً إليه . كان الشعور بالغيرة شيئاً سخيفاً , وتمنى لو
تنتبه إليه , لكنها لم تفعل .
منتديات ليلاس
الضوء الأزرق المنبعث من المسرح أبرز الظلال بحدة , وللحظة لم تبد
كامرأة حية ولكن أشبه بتمثال لملكة قديمة ربما نفرتيتي أو كليوبترا . . .
تمثال امرأة عظيمة مسلطة رائعة . لكنه يعلم أن هذا جزء واحد فقط منها ,
وفي اللحظة التالية ستعود إلى الحياة بضحكة صبية عفريتة , أو تحملق فيه
بشراسة غريم . لا أحد يعلم . كان الفريدو يجذب انتباهه فاضطر إلى أن
يبتسم له . كان الفريدو رجلاً طيباً , ليس فطناً للغاية ولكنه ودود , وسينفعه
في الحصول على شراكة . كان يشير إلى هارييت غامزاً بعينه مشيراً إلى أنهما هما
الإثنين الرجلين الوحيدين في العالم اللذين يعلمان بهذه العلاقة . و فجأة شعر
ماركو بأنه يريد أن يضربه .
منتديات ليلاس
توارت المغنية ضمن عاصفة من التصفيق , وعزفت الفرقة موسيقى
راقصة . سألها ماركو بأدب : (( هل تحبين أن ترقصي ؟ )) .
منتديات ليلاس
أمسكت بيده فقادها إلى حلبة الرقص التي سرعان ما ازدحمت ليصبح
الرقص عبارة عن حركات ثقيلة . أمسك بها بحزم , يشدها إليه ولكن من
دون مبالغة , ووجدت هي خطواتها تنسجم مع خطواته بسهولة . كان تأثير
الأغنية ما زال يتملكها , طارداً كل الأفكار ما عدا أنها مستمتعة بهذه
اللحظة . وابتسمت . فسألها على الفور : (( ما الأمر ؟ )) .
ـ أنا فقط مستمتعة بوقتي .
منتديات ليلاس
ـ لا , بل أكثر من ذلك . أخبريني . هذه الابتسامة تعني شيئاً ما .
أقلقها إلحاحه , فنظرت في عينيه ورأت فيهما شيئاً أكثر حدة بالنسبة إلى
سؤال تافه . ثم اصطدم بها شخص ما فشعرت بيدي ماركو تشتدان
وتثبتانها . فأصبح وجهه قريباً من وجهها . وحلقت مشاعرها عالياً ,
فأغمضت عينيها لتخفي ما قد تكونا قد كشفتا له .
منتديات ليلاس
تمتم بقول : (( أنظري إلي )) .
فتحت عينيها فوجدته يراقبها بحدة وأحست بسخونة يده على ظهرها ,
كانت الأفكار والمشاعر التي صدمتها , قد تملكتها . وصدرت عنها شهقة
صغيرة .
ـ ما الأمر ؟
ـ أنا . . . لا شيء . . . لا شيء . إنه الحر .
منتديات ليلاس
ـ نعم , أصبح الجو حاراً نوعاً ما . شقتي قريبة من هنا , دعيني أدعوك
إلى فنجان قهوة هناك .
عندما خرجا , كانت الساعة الثانية والنصف , وكانت النجوم تتألق في
السماء , والشارع خالياً إلا من بعض المتسكعين . تأبط ماركو ذراعيها ثم
اجتازا المسافة القصيرة إلى الشقة .
منتديات ليلاس
شعرت هارييت بالارتياح بعد أن هداها المشي وهواء الليل . وعندما
استقلا المصعد إلى الطابق الخامس , عادت تسيطر على نفسها مرة أخرى .
كان الفضول يتملكها لرؤية شقة ماركو فقد حاولت أن تتخيلها ولم تستطع .
بدا ماركو متكتماً إلى حد كان من المستحيل معه أن تتصور أي شيء لا يريد
أن يكشفه . وقد رأت الحقيقة الآن . فوجئت بها في البداية , ثم أدركت أنها
بالضب ما توقعته في عقلها الباطن .
منتديات ليلاس
لا يمكن أن يكون هناك بيت أكثر تحفظاً وغموضاً وتقشفاً من هذا .
كانت الإثارة خفية , وقد عُلقت على الجدران عدة صور عصرية , وزُينت
الرفوف ببعض التحف الفنية . بدا لها أن البيت ينتمي إلى رجل أخفى نفسه
ربما حتى عن نفسه .
منتديات ليلاس
من خلال باب مفتوح يؤدي إلى غرفة نومه رأت هارييت جهاز
كومبيوتر وجهاز فاكس وعدة هواتف وجهازي تلفزيون . هذا الرجل أخذ
عمله إلى سريره . وتذكرت قول أولمبيا : ( معروف عنه أنه يدمر النساء , فما
إن يقيم علاقة مع المرأة حتى يتركها ) .
مهما كان ما حدث في حياة ماركو الخاصة , فقد حدث هنا في هذا المنزل
وربما في تلك الغرفة بالذات .
منتديات ليلاس
نادى من المطبخ : (( سأحضر القهوة )) .
كان المطبخ أيضاً بسيطاً متقشفاً , ولكن رائع الجمال , ببياض جدرانه
المزينة باللون الأزرق . وبدا من سهولة تحركه في أنحائه أنه اعتاد أن يطهو
لنفسه , وهذا جعله يصنع القهوة بشكل ممتاز .
قالت وهي ترشفها متلذذة : (( إنها لذيذة , كما أن البيت رائع )) .
ـ شكراً , لكنه لا يعجب الكثيرين .
ـ إنه هادئ ومريح , وأنا أحب ذلك كثيراً . كما أنك تعرف كيف
تتباهى بتحفك مظهراً محاسنها بخلفياتها البسيطة وطريقة تنظيمها وإنارتها .
ـ شكراً , المدح منك هو مدح حقيقي هل لك أن تعطيني رأيك
بمجموعتي ؟
منتديات ليلاس
أنهت قهوتها قبل أن تقترب من إناء قائم على قاعدة مربعة . كان يبدو
بزخرفته غريباً جداً بالنسبة إلى خلفيته البسيطة , وكان تقييمها له بأنه فرنسي
من القرن الخامس شر صحيحاً , وأنه أصلي . فقال بحزم : (( كل شيء في
مجموعتي أصلي )) .
ابتسمت وهي تعيد (( الإناء )) إلى قاعدته وتبتعد : (( دعنا لا نتجادل في
ذلك )) .
منتديات ليلاس
فقال وهو يقف أمامها : (( أوافقك , فالجدل مضيعة للوقت )) .
ومال إلى الأمام , ووضع يده خلف رأسها وجذبها إليه معانقاً إياها
بحذر , ثم بقوة وكأنه يريد أن يتأكد من ردة فعلها قبل أن يتخذ الخطوة
التالية , كان الإحساس بهيجاً فاستسلمت هارييت له . تصرف وكأن لديهما
كل الوقت الذي في العالم ليكتشفا بعضهما بعضاً , ووجدت هذا مريحاً .
وعندما التفت ذراعه حول خصرها أحاطته بذراعيها تاركة يديها تستمتعان
بالإحساس بقوته التي كانت تتسرب من خلال ملابس سهرته الأنيقة .
كل ما في ماركو بدا منسجماً , رائعاً , وخصوصاً عناقه , بدا خبيراً
رقيقاً في هذا كما هو في كل مهاراته الاجتماعية الأخرى . لكن إحساساً
غريباً أوجعها فتحركت بين ذراعيه بقلق .
منتديات ليلاس
شيء ما لم يكن صحيحاً في هذا الأمر . دفعت ماركو بعيداً عنها لكنه
قاوم وبقي يحتضنها , وإذا بالغضب يتملكها , فاشتدت يداها على كتفه
وقالت بحزم : (( هذا يكفي )) .
ثم ابتعدت عنه وهي تتابع قائلة : (( حقاً إنك جريء )) .
فقال ساخطاً : (( ما العيب في العناق ؟ لقد أمضينا معاً سهرة سارة
للغاية , ثم رقصنا معاً واحتضن الواحد منا الآخر , فما الخطب ؟ )) .
قالت بصوت مرتجف : (( أنت لم تعانقني , وإنما كنت تتفحص ما
سيصبح ملكاً لك )) .
منتديات ليلاس
ـ ماذا ؟
ـ أنت تعلم ما أعنيه . لم يكن ذلك عناقاً بل نظرة عامة لترى إن كان
التسلم سيكون في مصلحتك .
ـ لا تكوني حمقاء .
فقالت غاضبة : (( أنا واثقة من أنك كنت تحسب الأمر من كافة جوانبه .
أنت لا تريدني أن آخذ أي فكرة قبل أن تقرر ما تريد , كي لا أزعجك فيما
بعد , أيها الحذر البارد الشعور )) .
فقال بحدة : (( لا تكثري الكلام ! لقد وضحت لي الصورة , لكنني فقط
أتمنى لو أعلم ما تريدين )) .
منتديات ليلاس
ـ ذلك بسيط جداً . إذا كنت تريد أن تعانقني فافعل ذلك بحرارة ,
وليس . . .
لم تستطع أن تنهي كلامها لأنه انقض عليها بعناق عنيف . لم تتذكر كيف
أصبحت بين ذراعيه , لكنهما كانتا تحيطان بها تجمدانها مكانها , حاولت أن
تحتج لطريقته هذه , لكنه تمتم : (( إخرسي ! أنت قلت إن هذا ما تريدينه ,
وهذا ما ستحصلين عليه )) .
منتديات ليلاس
لم تحاول أن تستمر في الجدل . فهذا رجل غاضب للغاية , ولا يمكنها أن
تشكو فهي التي جلبته لنفسها . ولكنها وجدت أنها لا تريد ان تتذكر . سرت
في كيانها مشاعر لم تعرفها من قبل , أشبه بالنار في الهشيم .
كان على هارييت أن تتخذ قرارها بسرعة وتبتعد عنه , إنها تلعب
بالنار . لكن ذلك كان صعباً لأن جسدها كان متوتراً وأحاسيسها مشوشة ,
ما محى كل شيء من ذهنها . كيف يحصل ذلك وهما شبه عدوين ؟
كان رنين الهاتف خافتاً بحيث أنها بالكاد سمعته . حاولت أن تتجاهله
لكن ماركو ابتعد عنها منزعجاً من المكالمة .
منتديات ليلاس
أخذت تنظر إليه كالحالمة وهو يرفع السماعة , منتظرة أن ينهي المكالمة .
لكنه , بدلاً من ذلك , توتر منتبهاً . ثم قال بصوت مرتفع : (( نعم , أنا ماركو
كالـﭭـاني )) .
منتديات ليلاس
حدقت إليه هارييت ذاهلة لسرعة تحويله انتباهه عنها , وكأن ذلك
العناق لم يكن . لم تستطع أن تصدق ذلك .
وأخيراً رفع ماركو السماعة عن أذنه , لكنه لم يقفل الخط : ((( آسف ,
لكن هذا أمر هام . لن أستطيع أن أوصلك إلى البيت , لكن هناك شركة
تاكسيات ممتازة . تجدين رقم الهاتف في ذلك الدفتر )) .
منتديات ليلاس
سألته ورأسها يدور : (( ما . . . ماذا ؟ )) .
ـ إنه على المنضدة بجانبك . . . آلو ؟ نعم , أنا ما زلت هنا .
عاد إلى مكالمته الهامة .
منتديات ليلاس
قالت تحدث لوشيا الغاضبة فيما بعد تلك الليلة : (( أتعلمين ما الذي
أفقدني صوابي حقاً ؟ أنه جعلني أنا أستدعي سيارة الأجرة )) .

* * *
نهاية الفصل (( الرابع ))

 
 

 

عرض البوم صور جمره لم تحترق   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
لوسي غوردن, احلام, دار الفراشة, رجل الثلج, روايات, روايات مترجمة, روايات مكتوبة, روايات احلام, روايات احلام المكتوبة, روايات رومانسية, سلاسل روايات احلام
facebook




جديد مواضيع قسم سلاسل روايات احلام المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t177367.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
Untitled document This thread Refback 17-03-17 03:06 PM


الساعة الآن 07:09 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية