كاتب الموضوع :
زهرة منسية
المنتدى :
سلاسل روايات احلام المكتوبة
وتمتم بإزدراء :"مرة أخرى؟ وماذا يظنك....لمجرد العرض يخرجك ليبدى الناس إعجابهم بك متى كان غير مسافر؟"
بدت سابينا متوترة:"انت سخيف....ريتشارد رجل مشغول جداً...."
قاطعها ساخطاً :"وأنا كذلك...لكننى بكل تأكيد لن أتركك لوحدك لتصلى إلى هذه الحالة "
حملقت به ساخطة:"أية حالة؟"
أوهـ ... إنها تبدو جميلة. وما من شك بهذا لكنها نحيلة جداً وعيناها مثل بركتين ضخمتين وتبرز تجاويف خديها الظلال تحت عينيها
هز برايس رأسه :"أنت متعبة كجواد مرهق"
سخرت:"شكراً جزيلاً لك!"
"لم أقصد المديح بهذا"
"ولم أفهمه كمديح"
"أنت...."
ظهرت السيدة بوتر فى الباب لتعلق :"العشاء جاهز سيد برايس "
وأضح إنها قرعت الباب لكن لم يسمعها أحد.وهذا ليس عجيباً فى الواقع... لأن براي سوسابينا كانا يصيحان فى وجه بعضهما
وجمدت سابينا وردت بصوت منخفض:"العشاء برايس؟"
ولم ينخدع برايس بنعومة صوتها...فهى لا شك غاضبة لعجرفته فى إلغاء خططها للمساء ولجرأته فى إعطاء التعليمات للسيدة بوتر لتقدم العشاء لهما معاً هنا .كبديل .وواضح أنه تمادى كثيراً
قال دونما أكتراث :"على كلانا أن يأكل سابينا"
ولسبب ما بدا أنه أستعاد شهيته!
لمعت عيناها بالغضب . لكن النظرة السريعة نحو السيدة بوتر منعتها من أن تقول له ما تريد أن تقوله حقاً أمام مدبرة منزله , والحمد لله!
كان برايس يعى تماماً أن تصرفاته السابقة كانت جد متعجرفة لكنه فى الوقت عينه كان قلقاً جداً على سابينا
أستدار نحو مدبرة منزله وأكد لها :"سندخل غرفة الطعام بعد دقائق سيدة بوتر"
استدارت سابينا نحوه ما أن أصبحا لوحدهما ووقفت زهرة منسية تحملق به باتهام :"كيف تجرؤ ؟ كيف تجرؤ؟"
هز كتفيه :"أعتقد أنك بحاجة إلى الطعام سابينا..."
ردت تقاطعه :"أنا لا أتكلم فقط عن الطعام برايس , كيف تجرؤ على إلغاء خططى للمساء ؟ كيف تجرؤ على أرسال كليف؟ عناق واحد لا يعطيك كل هذه الحقوق برايس "
بعد أيام من التوتر أحس برايس أنه بدأ يسترخى لأنه عرف الآن أن ذلك العناق عنى شيئاً لها....وإلا لما ذكرته!
وأستطاع أن يرى أن سابينا قد أدركت هذا بنفسها...ولو متاخرة!
ابتسم لها دون خجل :"أهـ سابينا....يا له من عناق!"
"أنت...أنا...أنت حقاً لا يمكن تشجيعك!"
هز كتفيه :"هذا جزء من سحرى"
نظرت إليه بسخرية لكن من دون غضب :"العجرفة ليست فضيلة برايس "
رد بخفة:"ولا تجويع النفس فضيلة , هل ندخل للعشاء؟"
ورفع حاجبين أسودين متحدياً لكنه انتظر . لقد استبد بما يكفى لأمسية واحدة !
أخيراً تنهدت وذكرته عن عمد :"حسناً جداً...لكن فقط لأنك صرفت سائقى وألغيت موعد عشائى لهذا المساء...وعلى شرط واحد...."
أجفل برايس:"وما هو؟"
أخذت نفساً متشنجاً :"لا مزيد من الأسئلة عن مراسلاتى الشخصية"
فقال موافقاً :"حسنا جداً"
لم تأخذ سابينا عمداً الذراع التى قدمها لها وهما يسيران إلى غرفة الطعام.
ولكن هذا لم يزعج برايس كثيراً فبعد أن وافقت على تناول العشاء معه سيتمتع برفقتها للساعتين التاليتين على الأقل...لإلم لا يجرب حظه؟
ربما أعتقد أنه ربح هذه الجولة....هذا ما أدركته سابينا وهو يجلسها إلى مائدة الطعام قبل أن يجلس قبالتها لكن الموافقة على تناول العشاء أسهل من استدعاء سيارة أجرة ثم إيجاد شئ تأكله حين تصل إلى المنزل
على الأقل هذا ما أقنعت نفسها به
أصبحت الآن تعى تماماً أنها لم تاكل شيئاً طوال يومها وأحست بارتجاف بسيط وخفة فى الرأس وكأنما أثبات لهذا أخذت معدتها تخور من الجوع عندما وضعت السيدة بوتر طبقاً من حساء الخضار أمامها
رفعت سابينا رأسها تبتسم شاكرة لمدبرة المنزل :"أرجو ألا أكون قد أزعجتك كثيراً"
أكدت لها المرأة الأخرى :"أبداً...سيكون من الرائع رؤية السيد برايس يأكل عشاءه لقد تجنب الطعام كثيراً فى الأيام القليلة الماضية"
أخذت سابينا تتناول الحساء على مهل غير قادرة على النظر إلى برايس ولو للحظة . وواجهت مشكلة إبقاء وجهها دون ابتسام...لم تكن الوحيدة التى لم تأكل جيداً مؤخراً.
تمتم برايس بعد ثوانى صمت عديدة :"حسناً....حسناً...أنا لم أكن أهتم بطهو السيدة بوتر فى الأيام الثلاثة الماضية كذلك"
وكشر ساخراً من نفسه عبست سابينا قليلاً لقد مرت ثلاثة أيام منذ تناولت العشاء معه منذ عانقها
حاولت أل اتفكر كثيراً بذلك العناق فى الأيام الثلاثة الأخيرة . عرفت أن عليها ألا تفكر فيه أبداً . لكنها كانت طوال الوقت تجد الذكرى تطل برأسها حين لا تتوقعها !
قالت دون تفكير :"أمر مؤسف....هذا حساء لذيذ"
ولم تكن راغبة فى الخوض فى أى نقاش حول ما حدث بينهما منذ ثلاثة أيام. إنها مخطوبة لـ ريتشارد ومدينة له بالكثير وما كان يجب أن تتعانق وبرايس . وكلما نسيت هذا الأمر بسرعة كلما كان أفضل!
"كنت أفكر..."
منتديات ليلاس
"أنا حقاً أود أن......"
تكلما معاً وصمتا معاً
ودعته سابينا:"أنت أولاً"
أصر برايس:"لا...أنت أولاً...بالرغم مما تظنين لم أنس بعد حسن الأخلاق تماماً"
هزت كتفيها:طكنت سأطلب منك أن تعيد النظر فى مسألة رسم لوحة لىّ"
رد دون تنازل:"لا"
حسناً جداً....هذه وقاحة
أنهما رفيقان غريبان وأدركت سابينا هذا بخشونة....أنها ترتدى ثياباً لتخرج فيها للسهرة وتلتقى بالناس وبرايس إضافة إلى أنه لم يحلق يبدو وكأنه نام فى ثيابه التى يرتديها
بدو أنه أحس بشئ من أفكارها إذ مرر يداً خشنة على شعر ذقنه وقال :"أستطيع الصعود إلى فوق لأحلق بعد أن ننهى الحساء....إذا كنت تفضلين؟"
فى الواقع كانت تفضل هذا لكن ليس للسبب الذى يظنه . الحقيقة أن برايس يبدو عملياً أكثر من أى وقت مضى بذقنه السوداء النامية على فكه المربع وجذاباً إلى أقصى الحدود
وما أربكها أكثر كان أن برايس بدأ مرة أخرى بالتقاط البعض من أفكارها وليس كلها
قالت ببرود :"أرجوك.لا تزعج نفسك بسببى برايس لا يهمنى أبداً إذا كنت ستحلق اليوم أم لا"
وأدركت مع أشتداد ضغط فمه أنه لم يكن يهتم بلهجتها
تراجعت إلى الوراء فى جلستها وقد أنهت الحساء وواجهته غير مهتمة وذكرته بخفة :طلم تقل لى بعد ما كنت ستقول قبل قليل "
بدا عبوس برايس وكأنه ما كان يحب متابعة الحديث ثم هز كتفيه بنفاد صبر:"أنا مسافر إلى أسكتلندا ليومين وأريدك أن تأتى معى"
نظرت سابينا إليه غير مصدقة .لا يمكن أن يكون قد دعاها لتوه للذهاب معه إلى أسكتلندا , هل يمكن؟
ألتوى فمه ساخراً وهو ينظر إلى تعبير ها المذهول وقال متشدقاً :"لم أكن أقترح أن نهرب معاً ليومين فأنا ذاهب إلى قصر جدى"
هذا التفسير لم يجعل الدعوة تبدو أكثر براءة فى نظر سابينا....على أية حال فهو لم يقل أن جده سيكون فى القصر!
ردت ساخرة :"وماذا تقترح بالضبط برايس؟"
صمت مع عودة السيدة بوتر لتأخذ الأطباق المستخدمة وانتظر إلى أن رحلت قبل أن يكمل :"اعرف بالضبط أين وكيف سأرسمك"
كررت بقلق إذ لم يعجبها ما سمعت :"كيف وأين...؟"
"أنا ليست رسام لوحات شخصية سابينا وقد قلت هذا لخطيبك منذ البداية"
ذكرته بتقطيبة حيرة :"لكنك أصرت لتوك على أن ترسمنى"
أكد لها بحماسة :"سأرسمك...كما تبدين لى وستكون مأساة ألا أرسمك لكن لا أنوى أن أرسم لوحة جامدة لك . لا...أريد أن أرسمك فى أحدى غرف قصر جدى تجلسين قرب نافذة مفتوحة وهذا الشعر الحريرى الذهبى يتطاير مع الريح...."
"أرتدى ثياباً شفافة ولا شئ غيرها...."
بدأت ترتجف بتوتر لمجرد التفكير بالجلوس أمام برايس وهى تبدو هكذا. وما كان يقترحه محض خيالى...عرفت سلفاً أن عليها إبقاء علاقتها بـ برايس ماكليستر على أساس ثابت وراسخ!
لأنها تخشى كثيراً أن تعلق فى هذا الخيال لو لم تفعل!
مــــنـــتــــــديــــــات ليــــــــــلاس
|