قالت مدبرة منزل ريتشارد لايتم للمرة السادسة على التوالى :"أخشى ألا تكون الآنسة سابينا فى المنزل"
فى الواقع كان برايس ماكليستر يعرف كم مرة أتصل هاتفياً وقيل له إن "الآنسة سابينا ليست فى المنزل"إنها المرة الخامسة...فغضب غضباً شديداً لأته واثق من أن الجميلة سابينا تتهرب منه
كان قد عرف من التعبير الذى أرتسم على وجهها فى منزل باول هامليتون الأسبوع السابق أن سابينا لا تشاركه تلك الرغبة التى جعلته بصراحة أكثر تصميماً على القيام بالعمل
رد برايس على مدبرة المنزل وهو شارد الذهن:"شكراً لمساعدتك" وتساءلعما ستكون خطوته التالية فالأتصال الهاتفى لأخذ موعد لرسم المخططات الأولى لم ينجح!
قالت المرأة قبل أن تنهى المكالمة:"سأقول للآنسة سابينا أنك أتصلت"
أعترف برايس بنفاذ صبر: لن يفيده هذا واعاد سماعة الهاتف إلى مكانها
فهى على الأرجح عرفت أنه أتصل أربع مرات...وبالرغم من أنه ترك رقم هاتفه لم ترد سابينا على أى من أتصالاته
قال له دايفد لاتم بخشونة فى حفل الأسبوع الماضى :"لو كنت مكانك لابتعدت عن العم ريتشارد...أنه يهوى جمع الأشياء النفسية..ويعتبر سابينا جزء من تلك المجموعة"
إلا أن ريتشارد لاتم لم يكن الشخص الذى يثير اهتمام برايس ولو انه على ما يبدو ما من سبيل آخر غيره للوصول إلى سابينا الجميلة....
كانت فى الواقع مراوغة ولا تشاهد أبداً فى أى مكان دون وجود ريتشارد أو أحد موظفيه إلى جانبها
عرف برايس هذا لأنه حضر عرض الأزياء خيرياً نهاية الأسبوع الماضى مع أبن عمه فيرغوس و زوجته مصممة الأزياء كلوى عرف أن سابينا ستظهر فيه . لكنه واجه جداراً صلباً هو حرسها الشخصى حين حاول أن يذهب إلى كواليس المسرح بعد العرض ليكلمها
كما انها لم تنضم إلى حفل الكوكتيل بعد العرض.منتديات ليلاس وعرف برايس أن سابينا أُبعدت فى سيارة خاصة بعد دورها فوراً
منتديات ليلاس
لقد جاءت سابينا بمعنى جديد ومختلف لكلمة المراوغة وبصراحة تامة أكتفى برايس بهذا القدر.
كان كذلك واثقاً تماماً من ان ريتشارد لاتم لا يعرف أن سابينا تتجنب مكالماته فالرجل كان مصمماً على أن يرسم برايس سابينا
لم تكن المسافة بعيدة للوصول إلى منزل ريتشارد لاتم .السيارة الوحيدة فى الطريق الداخلية وهى مرسيدس رياضية أكدت له ان هناك شخصاً فى المنزل وفى هذه اللحظات بالذات لم يكن من المهم أن كان هذا الشخص ريتشارد لاتم أم سابينا....فهو ينوى الحصول على ذلك الموعد الموعود مع واحد منهما !
لم يكن يعرف زهرة منسية لماذا لكنه دهش قليلاً فى الأسبوع المنصرم حين أعلمه ريتشارد لاتم أنه وسابينا يتشاركان المنزل...ومن المحتمل الفراش؟ هناك شئ غير ملموس فى سابينا...انعزال كان يبعدها عن كل من حولها .
وأضح أن هذا الأنعزال لا يشمل ريتشارد لاتم!
-نعم؟
كان برايس ضائعاً فى أفكاره بحيث لم ينتبه إلى أن الباب قد فُتح بعدما قرع الجرس وأخذت المرأة المسنة تنظر إليه
قال بعناد:"أريد مقابلة الآنسة سابينا"
رفعت المرأة حاجبين أسودين:"هل لديك موعد؟"
لو كان لديه موعد فلا سبب يدعوه ليكون هنا ؟كتم برايس غضبه بجهد.فعلى أى حال لم تكن هذه المرأة مصدر غضبه وقال بصوت خشن:"هل لك أن تقولى لـ سابينا أن السيد ماكليستر....."
كررت المرأة مقطبة:"ماكليستر؟"
ونظرت فى الردهة خلفها بسرعة:"لكن,ألست...."
أكد لها برايس بنفاد صبر :"الرجل الذى أتصل مراراً الأسبوع الماضى للتحدث إلى سابينا؟أجل...هذا أنا.والآن هل يمكنك رجاء أن تبلغى سابينا أننى هنا؟"
كان مقتنعاً تماماً بعد أن ألقى نظرة إلى داخل المنزل أن المرسيدس الرياضية المتوقفة فى الطريق الداخلية هى لـ سابينا وإنها كانت فى المنزل حين يتصل تماماً كما هى موجودة الآن
-لكن.....
-لا بأس سيدة كلارك
وانفتح الباب واسعاً لتظهر سابينا إلى جانب مدبرة المنزل...ودعته ببرود:"هل تود أن تدخل إلى غرفة الجلوس سيد ماكليستر؟"
هز رأسه بإختصار خائفاً من أن يتكلم للحظة....فقد يقول شيئاً يندم عليه فيما بعد....غريب لم يكن يعتقد قط أن مزاجه قد يتعكر يوماً هكذا.لكن تجنب سابينا له طيلة الأسبوع المنصرم يكاد يفقده أعصابه
بدت مرة أخرى مختلفة اليوم كانت ترتدى بنطلوناً باهت اللون وتيشيرت أبيض بدا وجهها بدون تبرج .لم يكن لدى برايس فكر عن عمرها لكنها بدت فى تلك اللحظة فى حوالى الثامنة عشرة!
أشارت بيدها إلى مظهرها العادى وكشرت :"عليك أن تعذرنى كما أخشى"
واستدارت لتواجهه ما أن أصبحا لوحدهما فى غرفة الجلوس:"لقد عدت لتوى من ممارسة الرياضة"
رفع برايس حاجبين متسائلين:"لتوك؟"
لاقت نظرته دون أن ترمش :"هل لى أن أقدم لك بعض الشاى؟"
رفض بجفاء:"لا شكراً.لقد أتصلت بك عدة مرات الأسبوع الفائت"
أنتقلت نظراتها قليلاً ولم تعد تلاقى نظرته وردت دونما اهتمام :"حقاً فعلت؟"
اللعنة...لا يجب أن يكون هذا صعباً حقاً فـ ريتشارد لاتم هو الذى جاء إليه يكلفه....ولم يكن برايس يرغب فى أن يرسم سابينا.....إلى أن رأى سابينا
رد بنفاد صبر:"تعرفين جيداً أنى أتصلت"
هزت كتفيها :"كنت مشغولة جداً هذا الأسبوع رحلة إلى باريس عدة عروض أزياء هنا وجلسات تصوير مع....."
"أنا ليست مهتماً بما كنت تفعلين سابينا أرغب فقط فى أن أعرف لِمَا تتجنبين مكالماتى "
"- لقد قلت لك لتوى...."
قاطعها بحدة:" لا شئ...حتى ولو لم تكونى هنا...فأنا واثق من أن السيدة كلارك الكفؤة أعلمتك بكل مكالمة من مكالماتى"
أعترفت دون التزام :"ربما.هل أنت واثق من أننى لا أستطيع تقديم الشاى لك؟"
رد وهو يشد على أسنانه:"متأكد تماماً!"
كانت برودة هذه المرأة كفيلة بتسخين دم أى رجل
"والآن...حول ذلك الوعد...."
دعته بخفة:"أرجوك....أجلس"
رد بخشونة:"شكراً...أفضل الوقوف"
لم يخفف تحفظ هذه المرأة من سوء مزاجه
هزت سابينا كتفيها قبل أن تجلس فى أحد المقاعد وتمتمت بجفاء:"غريب...لكننى كنت أعتقد بأنك فنان له سمعته؟"
نظر إليها برايس بحذر:"وأنا هكذا"
"حقاً؟وهل تلاحق تكليفات العمل هكذا عادة؟"
إنها تقصد الأهانة...ونجحت....وأحس برايس بالغضب يسرى فى عروقه لكنه فى الوقت ذاته تساءل لما تحاول أن تعاديه وترفض أن يرسم لوحة لها لأنه عرف أن هذا بالضبط ما تحاول أن فعله
أخذ نفساً عميقاً مهدئاً...وقال :"ربما سأشرب فنجاناً من الشاى على أى حال"
وأراح نفسه فى المقعد المقابل لها
لكن نظره لم يبرح جمال وجهها البارد قاصداً ألا تفوته أى خيبة أمل قد تنتج عن كلماته.عرف برايس بالرغم من دعوتها له لشرب الشتى أساساً أن سابينا أرادته أن يخرج من هنا بأسرع وقت ممكن
هل السبب أن ريتشارد لاتم قد يعود فى أى لحظة ويضع حد لأى جهد من جهتها لتجنب رسم برايس لها؟
وزاد من ارتياحه فى المقعد:"لست مستعجلاً"
ردت بنبرة حادة :"عظيم سأذهب لأكلم السيدة كلارك"
ولتأخذ أيضاً وقتاً تستعيد فيه رباطة جأشها ولقد أدرك برايس ذلك بسهولة. عرف الآن أنه ليس مخطئاً وتأكد أن سابينا مصرة على عدم السماح له برسمها
لماذا؟ما الذى لم يعجبها فيه؟ولو ان برايس كان واثقاً من أن الذى رآه فى عينيها فى اللحظة التى لم تكن فيها منتبهة ليس كراهية بل شئ يشبه الخوف الذى أحسه حين شاهدها للمرة الأولى الأسبوع المنصرم
لم تذهب سابينا إلى المطبخ مباشرة بل ركضت إلى غرفة نومها أولاً لترش الماء البارد على خديها الساخنين
لم يخطر ببالها حين رفضت أن ترد على أى من مكالمات برايس أنه قد يأتى إلى هنا فعلاً!لكنها أدركت الآن أنها ربما كان يجب أن تفعل فهناك تصميم عنيد فى برايس ماكليستر يقول بوضوح انه لا يجب أن يتجنبه أحد وعدم تواجدها للرد على مكالماته هو بنظره تجنب واضح....أدركت سابينا غلطتها الآن . وعرفت إنها كان يجب أن ترد على منتديات ليلاس واحدة من مكالماته كى تمنعه من المجئ إلى هنا شخصياً
جسن جداً...لقد فات الأوان الآن ولابد أن يعود ريتشارد إلى البيت خلال ساعة وهذا يعنى أن عليها أستعجال برايس ماكليستر لينهى الشاى...وعليها وضع كل أنواع العراقيل لمنع أى مزعد حالى ثم تتابع إلغائه فيما بعد
فبعد لقائهما الثانى أصبحت أكثر قناعة من إنها لا تريد أن يرسمها برايس ماكليستر...مع إنها أدركت أنه فنان جيد جداً كما يدعى وعرفت كذلك سبب كونه جيد هكذا....فـ برايس ماكليستر هو تماماً ما أعتقدته فى الأسبوع الماضى باحث عن الروح.
تلك العينان الخضراوان تريان أبعد من دروع الحماية مباشرة إلى الروح وعميقاً إلى المشاعر الحقيقية التى تجعل المرء بالضبط ما هو عليه وما جعله هكذا وما الذى حولها من فتاة إجتماعية مرحة إلى امرأة تحيط نفسها بحواجز.كانت مصممة على ألا يخترقها أحد....!
بعد بضع دقائق حين عادت للأنضمام إليه فى غرفة الجلوس أعلنت بخفة:"سيأتى الشاى بعد لحظة....قال لى ريتشارد إنك رسمت لوحة عظيمة لزوجة أبن خالتك , دارسى ماكينزى؟"
هذا رأسه بإختصار:"هذا ما قيل لى"
ابتسمت سابينا ابتسامة مشرقة لا معنى لها :"أظنه يأمل أن ترسم واحدة مثلها عظيمة لى"
نظر برايس ماكليستر إليها بعينين ضيقتين :"وماذا تأملين أنت سأبينا؟"
ولم يكن بحاجة حقاً ليسألها هذا السؤال.فـ سابينا كانت متأكدة من أنه يعرف بالضبط ما تأمله....ألا يرسمها أبداً وأن يذهب بعيداً ويتركها دون أن تُمس دفاعاتها
ردت بنعومة وهى تبادل نظرته الثاقبة بنظرة جوفاء:"الشئ نفسه...طبعاً"
رد برايس بجفاء بعد صمت:"طبعاً...أنا...."
"آهـ ! الشاى "
واستدارت سابينا تبتسم للسيدة كلارك وهى تدخل الغرفة والصينية التى تحملها تحتوى فقط على الشاى حسب تعليمات سابينا فهى لم تكن تنوى تقديم الكيك لـ برايس ماكليستر وتأخير مغادرته ولو لبضع دقائق !
تمتم برايس بعد مغادرة مدبرة المنزل عندما أنحنت سابينا إلى الأمام لتصب الحليب والشاى فى الفنجانين :"دون سكر لى....شكراً"
الرد :"أنت حلو بما يكفى" لا ينطبق على هذا الرجل واعترفت سابينا بجفاء صارم مصمم متعجرف قليلاً ثاقب النظر جداً
قال ساخراً:"تبدين وكأنك فى بيتك هنا"
بالرغم من فجائية التصريح تمكنت سابينا من متابعة صب الشاى بهدوء :"ولم لا أكون هكذا؟"
وأحست مرة أخرى بذلك الأعتراض على عيشها هنا مع ريتشارد
سأل فجأة :"إذن...كتى أنت حرة لتجلسى أمامى لأرسم بعض الرسومات الأولية؟"
هزت رأسها بآسف وهى تستقيم فى جلستها لتشرب الشاى :"لدى برنامج عمل حاف جداً للأشهر القادمة..."
تحداها وفمه يلتوى سخرية :"أنا واثق أن لديك ساعة فراغ"
ساعة...أجل ربما يوم فراغ من هنا أ من هناك لكنها لم تكن راغبة فى أن تخصص أى لحظة من وقتها لـ برايس ماكليستر
قالت بعدم أكتراث :"لكن حتى أنا أستحق بعض الوقت للراحة والأسترخاء"
رد بجفاء :"الجلوس فى مقعد بينما أرسمك لن يتعبك"
لا...لكن محاولة الإبقاء على ذلك الجدار الفارغ فى عينيها لمدة ساعة أو أكثر أو محاولة إبعاد نظرته المقيمة عن داخل نفسيتها...متعبة قطعاً!
هزت كتفيها :"أخشى أن مفكرتى ليست بحوزتى الآن....لكن ما أن أجدها حتى أتفحصها وأتصل بك"
أسرعت بإنهاء الحديث بعد أن لاحظت أن فنجان الشاى قد أصبح فارغاً
رفع حاجبين أسودين ووقف يتحضر للمغادرة :"غداً يوم السبت وبالتأكيد لست مشغولة لنهاية الأسبوع كلها كذلك؟"
كتمت سابينا سخطها الغاضب بجهد فهذا الرجل ليس مصمماً فحسب بل عنيد كذلك!
كانت تدرك تدريجياً أنه عاقد النيه على أن يبدأ بتلك الرسومات الأولية لأنه أحس بترددها فى أن يرسمها
هزت رأسها بأسف مزيف:"أخشى أن نكون مسافرين فى نهاية هذا الأسبوع"
وتمكنت من قول هذا بصدق تام وبعض الرضى...
على الأقل هذا ما شعرت به لبضع لحظات...لأنها بعد ذلك سمعت صوت سيارة ريتشارد فى الطريق الداخلية المؤدية إلى المنزل!
عادة تكون أكثر من سعيدة برؤيته وتشعر بأمان أكبر حين يكون موجوداً لكن اليوم قلبها غاص وهى تدرك أنه عاد لأنها تعرف أن ريتشارد بالرغم من تلميحاتها اللطيفة فى الأسبوع الفائت بإنها لا تريد لوحة لها كان هو مصمماً جداً على أن تُرسم اللوحة . وهو مصمم على أن يكون فنان تلك الصورة برايس ماكليستر
قال برايس متشدقاً وقد بدأ واضحاً أنه لم يقتنع بعذرها :"أمر مؤسف"
لم يكن قد أحس بعد بوصول ريتشارد إلى المنزل...أما سابينا فروضت تعابير وجهها وجعلتها مهذبة باردة كى لا يرى برايس ماكليستر مقدار الخيبة التى تشعر بها للقاء الرجل ثانية لقاء تحاول يائسة تجنبه!
تنهد برايس:"أتساءل..."
"سابينا؟هل أنت....؟"
دخل ريتشارد الغرفة مباشرة ثم توقف فجأة لأنه رأى أن سابينا لم تكن وحدها وضاقت نظرته وهو يرى برايس ماكليستر فى الغرفة والفنجانين المستخدمين يدلان بوضوح على أنه هنا منذ بعض الوقت
وقفت سابينا على الفور:"ريتشارد !"
وقطعت الغرفة إلى جانب خطيبها تشبك ذراعها بذراعه بحرارة وتبتسم له وقالت له بخفة مختلفة تماماً عن أحساسها :"لقد زارنى السيد ماكليستر لتناول الشاى "
لم يكن برايس قد زارها بالضبط لشرب الشاى لقد جاء فى الواقه إلى هنا كى يحشرها لتحديد موعد لتلك الرسومات!
نظرت سابينا إليه تتساءل ماذا سيقول بالضبط لـ ريتشارد عن سبب وجوده هنا
هل سيخبر ريتشارد بخططها للمراوغة؟
تأوهت فى داخلها لمجرد الفكرة ولم يكن لديها شك فى أن ريتشارد لن يكون مسروراً لأنهل تعمدت تجنب برايس ماكليستر وسيرغب فى أن يعرف السبب ما أن يصبحا وحدهما ومن الصعب أن تقول له إنها فعلت هذا لأنها لا تريد أن ينظر إليها برايس ماكليستر إلى روحها...!
قال برايس ماكليستر بنعومة :"لقد جئت للزيارة شخصياً لإعتذر عن عدم أتصالى بأى منكما فى الأسبوع الماضى...كنت مشغولاً كما أخشى . لكن هذا مع ذلك ليس عذراً لتأخيرى"
وأبتسم مكشراً لم تستطيع سابينا سوى التحديق فيه غير مصدقة لقد كان مشغولاً ...؟تأخيره...؟هو الذى يعتذر...؟بينما هى التى....
منتديات ليلاس
تقبل ريتشارد كلامه بخففة:"لا بأس فى هذا"
وأسترخى التوتر من جسمه لتفسير الرجل الآخر ونظر إليهما متسائلاً:"ها أتفقتما الآن على كل شئ؟"
نظرت سابينا إلى برايس وهى لازالت مذهولة للطريقة التى عالج بها الموقف ببضع كلمات مختصرة...ولو غير دقيقة تماماً
هل أتفقنا على كل شئ الآن؟
الأهم من هذا هو لماذا كذب برايس ماكليستر لتوه؟هى وحدها المستفيدة من سوء الفهم هذا وكما تعرف جيداً لم تفعل شيئاً خلال تعارفهما حتى الآن تستحق مثل هذه اللباقة منه. فى حين أن برايس لم يفعل شيئاً حتى الآن يُظهر أنه قادر على مثل هذا الإحساس النبيل!
نظر إليها متائلاً ثم قال :"اعتقد هذا"
لهذا السبب كذب...كى لا يكون لديها خيار سوى أن تحدد موعداً لرؤيته.لكن فى هذه الظروف هذا أقل ما هى مدينة به له
"ريتشارد كنت أشرح لتوى للسيد ماكليستر..."
قاطعها بجفاء:"أسمى برايس"
رمقته بسرعة بنظرة متوترة قليلاً . أنها لا تريد أن ترفع الكلفة معه وتنوى إبقاءه بحزم شديد على بُعد ذراع منها....بل أبعد أيضاً لو أستطاعت!
وصححت على مضض :"لـ برايس....أننى....متفرغة....بعد ظهر الثلاثاء"
قال برايس متشدقاً:"كنت أهنئها على ذاكرتها....أنا بحاجة دائماً إلى مراجعة مفكرتى قبل أن أخذ لأى موعد"
وسخرت بها عيناه الخضراوان
نظرت سابينا إليه بحدة . اللعنة عليه ...كيف يجرؤ على السخرية منها وهو يعرف تماماً إنها لن تستطيع الدفاع عن نفسها ؟ ربما لهذا السبب ! فعلى أى حال لابد أن يُكافأ لأنه خلصها من الورطة بمثل هذا النبل 1
هز رأسه بإختصار :"الساعة الثالثة بعد ظهر يوم الثلاثاء إذن"
وبدا واضح من أنه مل من الللعبة التى يلعبها وأصبح متلهفاً ليغادر وهو يأخذ بطاقة من جيب سترته
لقد تمتع باللعبة....اللعنة عليه...وأعترفت سابينا بسخط....لكن ما هو خيارها الآن؟
وأخذت البطاقة منه متمنية أن تضيعها فى مكان ما لكنها تعرف أنه لن يفيدها بشئ حتى ولو أضاعتها فأن الموعد بالنسبة لـ ريتشارد منقوش فى الحجر!
هز ريتشارد رأسه وأكد لها مبتسماً:"لدى إجتماع بعد ظهر ذلك اليوم كما أخشى سابينا...لكننى سأدع كليف يرافقك"
سأل برايس ببطء وخشونة:"كليف؟يجب أن أخبرك منذ الآن,أنا على عكس سابينا لا أحب أن يتفرج على أحد وأنا أعمل"
ضحك ريتشارد دون مبالاة :"أؤكد لك...كليف ليس متطفلاً أبداً.لكنلو كان الأمر يزعجك فيمكنه ان ينتظر فى السيارة"
هز برايس رأسه:"يزعجنى"
لكن ما من فكرة تزعج سابينا اكثر سوى التفكير بتلك الساعة التى ستقضيها معه فى المرسم!