كاتب الموضوع :
ريم . م
المنتدى :
الارشيف
- 7 -
لم يكن صباح اليوم كأي صباح ... عندما استيقظت راما من نومها ... فقد كانت تشعر بأن الحياة قد عادت الى المنزل من جديد بعد
ان عم السكون زواياه منذ مدة طويلة ..شعرت بالشوق في تلك اللحظات التي كانت تسمع فيه صوت العجوزين يتجاذبان اطراف الحديث
في غرفة المعيشة ... اللي صوت والدها .
بدا كل من خالها وعمها يتحدثان حول موضوع ما لم تكن مهتمة لفحواة ... عندما هبطت بخطى
مسيرة الى الاسفل ..حيث كانت اصواتهم عالية كعادت كبار السن ، ارتسمت ابتسامة
على شفتيها ... لم تكن تعرف سببها ولكنها كانت تريد ان تبتسم وقتها .
قابلت والدتها في طريقها الى غرفة المعيشة اثناء خورجها لتو من المطبخ :
“ صباح الخير “ قالتها والدتها عندما رأتها :
“ صباح الخير .. هل هما هنا منذ وقت طويل “ كانت تشير بسؤالها الى عمها وخالها
“ نعم لقد تناولا وجبة الإفطار معا .. “ ثم مالبث ان تسائلت والدتها قائلة
: “ ماسر هذه الإبتسامة يا ترى “
شعرت راما بما ترمي اليه والدتها من هذا السؤال فأجابت :
“ لا شيء .. لم اعتد على الضجة .. لقد تذكرت ايام العيد فقط “
ثم حاولت ان تغير مسار الحديث متسائلة
“ اين بجاد ؟ ... “
“ لم تسئلي عن سلطان ؟ “
حدقت بوالدتها بنظرات ذات مغزى وهمست لها : “ لا تبدءي ارجوكِ “
“ لم اقل شيئا حتى تغضبي “
“ لأنني اعلم جيد ما ترمين اليه ... وقد اخبرتك لأكثر من مليون مره ان لا تعودي لذكر
ذات الموضوع فأنا لن اتزوج مرة ثانية “
“ انت تعلمين جيدا بأنني لم اذكر شيء من ذلك ... وهذا يعني بأنك تفكرين كثيرا بهذا الموضوع .. “
“ امي ... ارجوك دعينا لا نتحدث عن هذا الموضوع الان ... ارجوك “
“ حسنا .. كما تشائين .. سنتحرك بعد نصف ساعه ان استيقظ سلطان “
كانت تعلم في قرارة نفسها بأن سلطان لم يأت الى هنا لينه عملا كما أخبرها خالها ،
فما هي الاعمال التي انهاها خلال فترة العشاء ثم إن من لديه عمل سيستيقظ باكرا
فقد كانت الساعة تشير الى العاشرة في هذه الاثناء بينما لا يضل سلطان نائما .
دخلت الى غرفة المعيشة لتنظم الى والديها ، كانت في كثيرا من الاوقات عندما
تفكر بأنها خسرت العديد في السنين الماضية بانها قد خرجت بأبين عوضا عن اب واحد ، فالبرغم
من ان راما لم تكن صغيرة في السن الا انها كانت تشعر بأنها تعود طفلة مدللة عندما تقابل
احد من هذين الرجلين ، الذين يقابلنها بكثير من الحب الابوي الذي تفتقدة في كثيرا من الاوقات .
حدق كل منهما اليها اثناء دخولها وعلى وجهها ابتسامة صادقة ، فبادر عمها بالحديث :
“ اهلا وسهلا بمن لم تف بوعدها لي “
“ هل اخبرتك ( ام بجاد ) “
“ اخبرتي ... سنظطر لتأجيل رحلتنا اذا “
انحنت لتقبل جبينه ثم عادت لتقبل خالها وتجلس بقربة ، وضع خالها كفه فوق كفها قائلا :
“ لم تعد تخصكم بعد اليوم “
اطرقت بخجل وفضلت ان تصمت ، تسائل خالها :
“ اين هي والدتك ؟ “
حدقت به لتجيبه :
“ لقد تركتها لتو في المطبخ .. “
“ لقد استيقظ سلطان ... اخبريها سنتحرك عندما ينتهي من افطارة “
“ حسنا “
نهضت تاركة العجوزين ليكملا حديثهما الذي بدأ به ، في هذه الاثناء كانت تهم بإخراج هاتفها
والذي ازعجها برنينة المستمر ، ورغم انها كانت تعرف من المتصل الا انها القت نظرت على شاشته
واجابت اثناء سيرها خلال الرواق :
“ نعم .. لقد ازعجتني بالرنين المستمر .. “
“ صباح الخير .. “ قالتها ليلى بمرح غير مكترثة لغضب راما
“ صباح الخير .. “ ان اتصالاتك كثيرة في هذه الفترة .
“ هل قابلتي سلطان ؟ “
دخلت الى المطبخ ولم تجد والدتها فيه فأكملت سيرها لتخرج من الباب الزجاجي المطل على
الفناء الخلفي .. جلست على احد الدرجات مجيبه بعد ان مررت نظراتها لتتأكد من
ان احد ليس بالجوار :
“ لما تسألين .. ؟ “
“ اخبريني هيا .. ماذا قال ؟ “
“ لماذا يسئلني الجميع عن سلطان ؟ .. مادخلي انا به ؟ “
“ من سئلك غيري ؟ “
“ امي ... ثم اني لم اراه .. ولا اريد ان اراه ... لما تستمرين في مضايقتي .. انكِ تفتعلين ذلك “
“ حسنا حسنا .. لا تغضبي .. انا اسفه “
اطلقت راما تنهيدة طويلة ، ثم اجابت بصوت اقرب للهمس : “ انا اسفة “
“ لما تعتذرين عزيزتي لقد اعتدت على طباعك الحادة في هذة الفترة “
“ لا انا اسفة حقا “ لم تستطع راما اكمال حديثها فقد شعرت
برغبة شديدة في البكاء ، ولم تستطع منع رغبتها فبكت ، شعرت ليلى بان هناك
خطبا ما فتسائلات :
“ راما .. ؟ ! هل تبكين ؟ .. اوه عزيزتي انا اسفه يالي من غبية
صدقيني لم اقصد ابدا ان ابكيك ... ارجوك “
اجابت راما بأسى “ ليلى “ ثم عاد صوتها ليختنق بعبراتها ، ولكنها حاولة اكمال ماتريد
ان تقوله فهمست : “ لقد بلغت التاسعة والعشرون اليوم “
“ ماذا ؟ “
“ لقد بلغت التاسعة والعشرون اليوم “
“ هل تبكين لانك بلغتي التاسعة والعشرون .. اذا ماذا افعل انا بخمس وثلاثون عاما ؟ “
كانت ليلى بارعة في اضحاك راما ... فلم تستطع تمالك نفسها فضحكت
وهي تمسح دموعها قائلة :
“ انا سيئة جدا في التعبير ... لا اقصد بأني كبرت يا ليلى .. انت تعرفين ذلك جيدا “
“ راما عزيزتي .. جمعينا نمر بظروف صعبة .. وجمعينا نحتاج للبكاء ..
لا تخجلي من ان تبكِ امامي ان كان ذلك يشعركِ بالراحة ... ابكِ .. يبدو ان والدتك تضغط عليك
كثيرا هذة الايام ... لانك تخترعين اسباب لبكائك دائما ولكن التعبير خانك اليوم “
“ نعم ... هي تكرر ذلك باستمرار ... انها تحاول كثيرا في الاونة الاخيرة “
“ الم تفكري بشكل جدي في الموضوع ... الم تفكري في لو وافقت على الزواج من سلطان ؟ “
“ انا افكر بذلك كل ليلة .. قبل ان انام ... افكر كثيرا ...انا لا اتخيل ان اترك منزلنا
واترك البلد بأكملها لأعيش في دولة اخرى مع اناس يختلفون عني .. ثم اني تعبت
من التفكير في خوض تجربت فاشلة جديدة ... لقد تعبت ... “
“ عزيزتي راما ان العديد من المطلقات .. يجدن صعوبة في الزواج للمرة الثانية ...
ومن النادر ان تجدي شخص كسلطان، فقد تقدم لك قبل زواجك وهاهو يتقدم لك للمرة الثانية بعد
طلاقك وان كان بشكل غير مباشر ولكن تلميحات والدتك تعني بان هناك رغبة من سلطان
بالزواج بك .. قلن تصرح والدتك او تلمح لك عن الهوى “
“ لا ادري يا ليلى ... لا ادري “
“ لا تقرري الان ... فكري ... ان عمك لن يدوم لك ...
صدقيني قد يغضبك حديثي هذا ولكن والدتك ايضا لن تدوم لك طوال العمر ايضا “
“ لا تقولي هذا يا ليلى “
“ تذكري كلامي هذا ... قبل ان تقرري لاتفكري باليوم ...
فكري بالمستقبل يا راما .. والان سأتركك فقد انتهت مدة الاستراحة لدي حصص الان “
“ ليلى .. كيف لي ان اعيش بدونك “
“ لا ادري ... حقا كيف كنت ستعيشين بدوني ؟ “
ابتسمت راما ثم قالت : “ ساهاتفك عندما نصل “
“ اذا بلغي سلطان سلامي “
“ اصمتي “
..... ..... ..... ..... .....
|