لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > قسم الارشيف والمواضيع القديمة > الارشيف
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

الارشيف يحتوي على مواضيع قديمة او مواضيع مكررة او محتوى روابط غير عاملة لقدمها


إسمي سآجر

، إسمي سآجر ... " بداية الرحيل .. ! ، كان الصباح رتيبا كباقي الصباحات الماضية .. وكان جسده يرقد ساكنا تحت غطا

 
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (1) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 05-06-12, 11:49 AM   1 links from elsewhere to this Post. Click to view. المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jun 2012
العضوية: 242577
المشاركات: 118
الجنس أنثى
معدل التقييم: ريم . م عضو على طريق الابداعريم . م عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 165

االدولة
البلدQatar
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
ريم . م غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

المنتدى : الارشيف
Jded إسمي سآجر

 

،

إسمي سآجر ... "
بداية الرحيل .. !


،




كان الصباح رتيبا كباقي الصباحات الماضية .. وكان جسده يرقد ساكنا تحت غطا سريره الثقيل
الذي لم يستطع ان يخفف من برودة الجو ، كانت تكتكة ساعة الحائط تقتل الصمت بين فينة وأخرى ،
ولازالت الشمس تنام خلف الغيوم فلم تطرق نوافذ غرفته بعد ، ولكن طرقات توالت على باب شقته
اربكت هدوء المكان وجعلت ذلك الجسد يتحرك يمنة ويسرة بضجر ما جعل صاحبة يبعد الملاءة عنه
ليكشف عن رجل تجاوز اثنان وثلاثون ربيعا ، ليترنح مسيرا قاصدا الباب فما ان فتحة حتى عاد وكأنه يعرفه الطارق دون الحاجة لنظر إلية .

" صباح الخير .. نسيت اوراقا لي هنا "

بدا صوت صاحبه المزعج يصدر صدى في اذنة فلم يعي تماما ما يقولة حيث كان نصف واع
ولكن ذلك لم يمنعه من العودة الى سريره ليرمي بجسدة دون ان يعير ثرثرة صاحبه اهمية ..
ولكن الاخير ابعد الملاءه عن جسده وصرخ به :

" انهض يا رجل … لدي اختبار بعد ساعتان من الان "



...... ...... ...... ...... ......



" ما دامت مهمة الى هذا الحد .. لما لم تحتفظ بها ؟"

قالها ساجر حامل كوبين من القهوة اعدهما لتوة لينظم الى صاحبه الذي ضل جالسا على الارض
وحولة مجموعة من الاوراق المتناثرة يبحث قرابة العشر دقائق في صمت
لا يسمع فيه سوى صوت الاوراق .
رمقة وليد بصمت بعد ان القى ساجر جملته بشيء من السخرية ثم عاد يبحث دون ان يجيبة ،
جلس ساجر ووضع الكوبين على الطاولة التي تتوسط طقم المقاعد وقال :
" لا تتعب نفسك ان وجدتها ام لم تجدها … ساعتان لن تفيدك بشيء … "
اطلق وليد تنهيدة طويلة محدقا بالسقف ثم همس " يالله "
واستطرد محدق بساجر " اذكر بانني تركتها هنا … انا متاكد من ذلك يا رجل .. الا تذكر اخر
مرة رأيتني اقرأها فيها "

" في الحقيقة انني لما اراك تقراء منها ابدا "
بتر وليد جملته بحنق " هل تراه وقتا لمزاحك الثقيل "
ونهض تاركا ساجر خلفة الذي تناول الصحيفة بهدوء فقد اعتاد على ثورات صاحبه في لحظات الغضب
بينما سار وليد وتناول معطفة المرمي على احد المقاعد قاصد الباب ، ولكنه لمح شيء
في مكتبة التلفاز جعله يستدرك خطاه ناح المكتبه ليجد فيها ضالته .
اشرق وجهه بابتسامة واسعة ونظر الى ساجر قائلا :
" تردها لي ؟ .. سأعود لك ولكن في وقت لاحق "
ومضى خارج بعد ان اخذ الاوراق ، بينما لم يرفع ساجر عينيه عن الصحيفة ولكنه ابتسم .


...... ...... ...... ...... ......



كنت اقلب في الصحيفة حينما خرج وليد ، اخي وليد ، لا اذكر بانني قد ذكرت هذة الكلمة امامة
رغم انه يكررها على مسامعي ، فكان دائما مايقول " انت اخوي " في كل المناسابات
حتى شعرت احيانا بانها نقطة في نهاية كل جملة .
ولكنني اجد صعوبة بالغة في التعبير بهذة الكلمات رغم انها تكون واضحة احيانا من تصرفاتي معة
دون الحاجة لنطق بها، ورغم ذلك كنت احسدة لتمكنة من التعبير عن ما يريد في اي وقت
دون ان يعتريه الخجل .
فانا لا اخجل من اثارة غضبه او التقليل من احترامة او نسيانة على رصيف احدى الشوارع ينتظرني
تحت المطر ليعود مبتل ولا يحدثني ليومين ثم اسمع صوت طرقاتة على باب شقتي التي في الواقع
تكون شقته
ولا اخجل من ارغامة على النزول من عربتي في ثورات غضبي العمياء حينما لا يعجبني
حديثة وان كان على صواب ، ولكن اخجل من الاعتراف بانه كان على حق وانني دائما على خطأ
، لقد كان متنفسي الوحيد في هذة البلد الغريبة عن كلينا، فكنت دائما اصب جام غضبي
عليه وكان دائما من يبادر فينا بالسلام ، لقد كان يصغرني بالسن ورغم ذلك كنت اشعر بانه يملك
عقل وقلب كبيرين اكبر من سنه بكثير .

لقد خبأت الاوراق عمدا ، لا ادري لماذا قمت بذلك ولكنني وجدتها فكرة ظريفة وقتها
اما الان فقد شعرت بمدى سخافة تصرفي ، ولكنه ابتسم رغم ذلك ورحل بهدوء .
رحت افكر في نفسي : " يا ترى هل كنت سابتسم لو فعل ذلك بي ،
لا اعتقد باني كنت سآبتسم وقتها .


...... ...... ...... ...... ......



" كنا حينها في الشتاء … بدايات الشتاء … ولكن شدة البرودة هنا تشعرك وكأن الشتاء في اوقات ذروته .
لم اكن اخرج في هذا الوقت الا لمقابلة وليد ، في ذات المقهى الذي لا يفصله سوى شارعين عن شقتي
، كنت انوي ان اقله للمنطقة التي سيجري فيها آخر امتحان له قبل اجازة " الكريسمس " ،
وقبل ان يعود لقضاء عطلته مع عائلته ، ولكنني لم استطع النوم في الليلة التي سبقت هذا اليوم ،
لقد خيل لي في تلك الليله اصوات اشخاص لم اراهم منذ سنوات مضت ، بل احيانا كنت اسمع
لغط اشخاص قد رحلو منذ فترة طويلة ، فترة طفولتي
كان صوت جدي احدها ، يتردد دائما في اذني وكأنه يقول
" لا تلمسها … اتركها يا ساجر … "
اذكر بأني سمعت جملته تلك ، ولكني اعجز عن تذكر متى ولماذا قالها لي .
كذلك صوت شخص كنت اعرفه ، شخص رحل خلال سنوات ليست بالطويله ،
كان صوته كالفحيح كصوته قبل ان يلفظ انفاسه الاخيرة ، سمعته يكرر اسمي ،
فحينما كان النوم يتسلل لجفني ويبدأ شعوري بالعالم يقل تدريجيا ، يفزعني صوته وما ان استيقظ
حتى يغرق صوته في صمت المكان
، لقد قضيت تلك الليلة بين الغفوة والاستيقاظ حتى جاء وليد . "








،




الجزء الثاني
إسمي سآجر

الجزء الثالث
إسمي سآجر

الجزء الرابع
إسمي سآجر

الجزء الخامس
إسمي سآجر

الجزء السادس
إسمي سآجر

الجزء السابع
إسمي سآجر

الجزء الثامن
إسمي سآجر

الجزء التاسع
إسمي سآجر

الجزء العاشر
إسمي سآجر

الجزء الحادي عشر
إسمي سآجر

.الجزء الثاني عشر
إسمي سآجر

.
..
..

 
 

 


التعديل الأخير تم بواسطة عذرا ياقلب ; 23-09-12 الساعة 03:19 AM
عرض البوم صور ريم . م  

قديم 05-06-12, 11:54 AM   المشاركة رقم: 2
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jun 2012
العضوية: 242577
المشاركات: 118
الجنس أنثى
معدل التقييم: ريم . م عضو على طريق الابداعريم . م عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 165

االدولة
البلدQatar
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
ريم . م غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ريم . م المنتدى : الارشيف
افتراضي

 

،


-2-


- “ لماذا اليوم بالتحديد ؟ "
قالها ساجر في حين كان يعبث بالفرشاة التي يقلبها بين اصابعه وبيده الاخرى ممسكا بالهاتف .
اجابه وليد بتوسل :
" ارجوك … دعني اذكر لك حسنة واحدة قبل ان اسافر "
" دعني ارى ان كنت متفرغا اليوم … فلدي الكثير من العمل لأنجزه "
" ساجر .. ارجوك … اتوسل اليك يارجل … "
" لن تسافر قبل اسبوع .. اضف الى ذلك بأنك لن تحتاج لذوقي حتى تتبضع لعائلتك … لنرى يوم آخر .. والان سأغلق الهاتف "
"لا لا … ارجوك اريد ان اقضي معك هذه الايام قبل ان ارحل .. هيا يا رجل لم نتحدث مع بعضنا مذ ان انشغلت بالمعهد "
" انك تشعرني وكأنك لن تعود لأكمال دراستك … "
" ماذا قلت ؟ "
صمت ساجر لثوان بينما ظل وليد منتظرا في الطرف الاخر
حتى اجاب بنفاذ صبر : " حسنا … انا قادم "


...... ...... ...... ...... ......



استقر مفتاح عربتة في جيب معطفه بعد ان ركنها في المواقف القريبة من المقهى وسار معاكسا
ل الرياح حيث تعصف وتحمل معها الامطار المتجمدة التي كادت ان تغطي الطرقات
قاصدا المقهى والذي بدا بعيدا في هذه الاجواء ، دفن يدية في جيب معطفة وسار منحني الرأس
حتى عبر الرصيف ودفع الباب الزجاجي مصدرا صوت يعلن عن دخوله .
لم يلتفت احد إلية ، ما عدا شخص واحد كان بانتظارة ، ولم يكن يحتاج للبحث عنه فقد كانا معتادان
على الجلوس في ذات المكان ، في ذات الزاوية المطلة على الرصيف ، سار بخطى واسعة
وكان يهم بخلع معطفة فما ان وصل الى المقعد المقابل لوليد حتى رمى معطفة على المقعد المجاور بغضب ثم جلس

" هيا قل مالديك ، اريد ان اعود … لست مستعدا لامرض يا وليد "
اجابه وليد بهدوء دون ان يرفع ناظرية عن قدح القهوة
" لاتقلق سأعتني بك …حينما تمرض "
تسائل ساجر بينما كان يحدق للخارج محاولا تلطيف الجو
"كيف ستسافر في هذه الاجواء … اعتقد بأن رحلتك ستلغى … "
" اتمنى ان تلغى "

توقف ساجر عن التحديق بالحارج وراح ينظر الى وليد نظرة طويلة
بينما لم يرفع وليد نظره ، بل اكتفى بتكرار آخر جملة ولكن هذه المرة محدقا الى الخارج بنظرات فارغة
" اتمنى ان تلغى "
همس ساجر بغضب
" انظر الي .. مالامر الذي طرأ ليجعل مزاجك متعكرا هكذا .. لم تكن كذلك عندما هاتفتني
… قلت انظر الي ! "
نظر وليد اليه لبرهه قبل ان يقول " لقد فاتحني والدي … بالموضوع "
" اي موضوع … ؟ “
ثم عاد ليتساءل “ هل تقصد …. "
أومأ وليد برأسه ثم اردف :

" ساجر .. انا لست مستعدا بعد … لدي امور كثيرة اريد ان اقوم بها قبل ان افكر بالارتباط..
لقد طلب مني ذلك .. وكان مصرا … كنت قد ظننت بانه نسي هذا الموضوع … ولكن
تفاجئت به يتصل بي منذ دقائق ويؤكد ضرورة القيام بهذة الخطوة … كما انه يريد ان
اتزوج بها قبل ان انهي دراستي … اي انها ستأتي الى هنا معي … "
" حسنا … وما المانع في ان تحقق ما تريد وانت مرتبط ؟ … الا ان كنت تحب امرأة اخرى "
" ما اسخفك .. انا لم آتي الى هنا لأعشق …
الموضوع كله لا يتعدى رفضي للزواج قبل ان انهي دراستي ..لا اريد ان يشغلني شي ء آخر ..
كما انها مسؤلية كبيرة .. وانا لا احب تحمل المسؤوليات .. يكفي ما لدي "
" حسنا لا تتزوج الان ، تقدم لخطبتها … وتزوجا بعد ان تنتهي من دراستك "
" اقول لك بان والدي يريد مني ان اعود الى هنا ( وزوجتي بيدي ) "
" اذاً فكر في الموضوع من جانب اخر … قد يخشى ان تتغير او ان تقع في المحضورات "

كانت ثوان ضل فيها صامتين يحدقان ببعض في بلاهة حتى انفجر وليد بالضحك
لا يدري وليد لما ضحك بهذا الشكل رغم انه لم يكن في مزاج لضحك .

" م المضحك في ما قلت ؟ "
أجاب بعد أن هدأ من نوبة الضحك قائلا
" ساجر .. انت ايضا لم تتزوج .. ان كنت تراها ذريعة لمنعك من المحضورات تزوج انت …
كثير من المتزوجين لم يمنعهم الزواج من المحضورات .. لا ادري من اين جئت بهذة النظرية "
"انها نظرة رجل عجوز يراها مناسبه لابنه … ثم انه ليس لي اب سيجبرني على الزواج
كي تعرض علي ان اتزوج .. كنت احاول فقط ان اخفف عنك "
“ اذا لا تحاول ارجوك “





،

 
 

 

عرض البوم صور ريم . م  
قديم 05-06-12, 11:56 AM   المشاركة رقم: 3
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jun 2012
العضوية: 242577
المشاركات: 118
الجنس أنثى
معدل التقييم: ريم . م عضو على طريق الابداعريم . م عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 165

االدولة
البلدQatar
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
ريم . م غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ريم . م المنتدى : الارشيف
افتراضي

 

،



-3-



كان وليد يهم بمحاسبت النادل بينما ضل يرمق ساجر الذي خرج على اثر اتصال جاءه منذ دقائق
حيث ضل يلوح بيديه في الهواء بغضب ، ويقطع الرصيف جيئه وذهاب .
خرج وليد على اثره بعد مانتهى من محاسبت النادل وكان وقتها يهم بانهاء المكالمة بلغة حادة قائلا
“ سأتصل لاحقا ... قلت سأتصل لاحقا “
اغلق الهاتف ونظر باتجاه وليد متظاهر بالهدوء قدر المستطاع حينما قال
“ نمشي ؟! “
لم يكن وليد يريد ان يسأله عن المتصل عندما شعر بانه يود اخفاء ذلك عنه واكتفى بإماأه بسيطة برأسه .

كانت الاجواء في سيارته غريبه ، حيث ضلا صامتين على غير العادة ، كما لاحظ وليد توتر ساجر الذي
ربطه بالاتصال ، ما يعرفه وليد عن ساجر بأنه طوال الوقت في الشقة لايفارقها وكل من يعرفهم
ساجر عدا وليد هم من جهة الجامعة التي يرتادها لاكمال دراسة الماجستير واكثر الاشخاص
اغاضة له ، و رغم حدة طباعه الا ان اكبر المشكلات التي قد يمر بها لاتجعله متوترا
الى هذا الحد .
تململ وليد في مقعده ثم تسائل بتردد
“ تبدوا متوترا .. ؟“
“ انا ... ! “ نظر ساجر اليه ثم عاد ينظر الى الطريق ، اكمل وليد محاولاته
“ لا ادري .. لا اراك على ما يرام .. لم تكن كذلك عندما كنا في المقهى “
“ تقصد قبل الاتصال .. ؟ “
ابتسم وليد واشاح بنظرة الى الشارع قائلا
“ نوعا ما ... نعم ... “
“ تريد ان تعرف من المتصل ؟”
“ لا يهمني من المتصل بقدر ما يهمني سبب توترك الان “
“ تأثرت بمثاليتك يا رجل “
ضحك وليد لتعليقة واكتفى بهذه القدر ، فقد كان يعلم يقينا بانه لم يريد ان يخبره عن اي شيء
يتعلق بهذا الاتصال كما هي عادته ، على عكس وليد الذي كان يخبره بكل كبيرة وصغيرة وبكل
تغير يطرأ على حياته ، بل ان ساجر بات يحفظ شجرة عائلته رغم انه لم يقابل احد منهم
بينما لا يعرف وليد اي شي يخص ذلك الرجل الذي يجلس بقربه و الذي يقود في صمت طويل .
شعر وليد وقتها بالغرابة ، و لوهلة علم بانه لا يعرف الكثير عن حقيقة من هو ساجر ...!



...... ...... ...... ...... ......



اندفع وليد الى الداخل بعد ان فتح ساجر الباب ليسبقه متوجها الى غرفة المعيشه
، هتف ساجر اثناء اغلاقه للباب :
“ حاول ان تكون نظيفا ليوم واحد “
“ لطالما كنت كذلك .. “
خلع ساجر معطفه اثناء دخوله ثم رماه به مبتسما وسار الى المطبخ
على يمين غرفة المعيشه موجه الحديث له
“ سأحضر لك كوب من الشاي ... احتفالا بسفرك ... “
ابعد وليد المعطف عن جسده ونهض لاحق به
“ اعلم بأنك تكابر .. ستشتاق لي ... “
ابتسم ساجر واضع الابريق على النار ، بينما جلس وليد على الطاولة التي تتوسط المطبخ .
وضل يلاحق ساجر بنظراته في حين كان يهم باخفاض النار ثم استدار ليتكأ بظهره قرب الابريق
محدقا بدوره الى وليد قبل ان يتسائل :
“ ماذا .. لماذا تنظر الي هكذا ؟ “
“ هل تعتقد بانني ساكون ناجحا كزوج ؟ “
ضحك ساجر لسؤالة مجيباً :
“ علمت بأنك سترضخ للامر الواقع في النهاية “
“ اتمنى انا اراك متزوجا يا ساجر ... اشفق على زوجتك .. ستكون سيئة الحظ “
“ لا اشك في ذلك ابدا .. “
ضحك وليد على جملته الاخيرة ثم قال :

“ انت مجنون ... “
“ تقصد بانني واقعي .. دعنا من هذا وقل لي هل هيئة نفسك للحياة الزوجية ؟ “
“ لا تقلق سيتكفل والدي بكل شيء .. لقد اختار من واين ومتى ساتزوج ... هيأني رغما عني “
شعر ساجر بان الحديث اصبح اكثر حده من السابق ، ابعد نظره عن الابريق محدقا بوليد
الذي ضل يعبث بالكوب الفارغ قبل ان يقول بجدية :

“ لا تجعل امرا كهذا يفقدك والدك يا وليد “
رفع وليد راسه محدقا بساجر ، لقد كان يتحدث عن نفسه ، لقد شعر وليد بذلك في اكثر من موقف
وهو متأكد بأنه يتحدث عن نفسه ، عن تجربة قد مر بها ، ففي كثير من الاحيان حينما يذكر وليد
والده ويلقي بعض الداعابه على تصرفاته او حديثه ، كان ساجر يرثي والده بمراره ، فدائما ما كان يردد

“ الله يرحم ايامك يابوي “

ورغم انه يود ان يخوض معه في مثل هذه التفاصيل الا انه يفضل ان يقوم ساجر بالمبادرة
ليشاركة بعض من مشاكله ، او ليتحدث قليلا عن السبب الحقيقي وراء صمته الدائم .
كانت كل تلك الافكار تدور بذهن وليد دون ان يعي لساجر الذي كرر اسمه لثلاث مرات
حتى ايقظ النداه الرابع
“ وليد .. ! “

قطع الحديث الذي كان سيبدأ رنين الهاتف القادم من غرفة المعيشة .
قفز وليد وانسل خارج ليجيب على الهاتف الذي ظن لوهله بانه هاتفه ولكن الاوان قد فات ليعلم
بانه هاتف ساجر بعد ان داهمه صوت امراءه غاضبه قبل حتى ان تسمع اجابته
“ لا تغلق الهاتف واسمعني جيدا ... لقد اظطررت لاستخدام هاتف “ حسناء “ لانني
اعلم بانك لن تجيب اذا رايت رقم هاتفي ... اريد حلا يا ساجر والان ..
ولا تقل ساتصل بك لاحقا لانك لن تفعل ... لقد مللت من كل هذا .. تهرب لايام دون
ان تتصل او تسأل ان كنت على مايرام ... ان كنت بحاجه الى
اي شيء .. وثم تعود وكأن شيء لم يكن .. “
ارتفع صوتها بحدة عندما لم تلقى اجابته :
“ لماذا لاتجيب ؟ .. هل هذا نوع جديد من العقاب ؟ ... تكلم قل شيء ! ...
اعلم جيدا بأنك تسمعني ... لماذا تستخف بي الى هذه الدرجه ...
ثم اني لا اشعر بالغيرة كما تدعي .. هل تعلم لماذا ؟ .. لانه لاتوجد امرأه بكامل قواها العقيله
.. ستحبك ... لن يتحملك احد غيري .... وابقى صامتا
لانني لم اتصل لاستمع اليك .. “

اغلقة الهاتف دون ان تستمع لاجابته ، بينما اعترت وليد صدمه هائلة جعلته على وضعه ممسكا بالهاتف ،
لم يفلته حتى لمح ساجر يخرج من المطبخ حامل كوبين من الشاي وعلىوجهه ابتسامه
اختفت حينما لمح الهاتفه بين يديه ، وضع الكوبين وانتزع هاتفه من كف وليد :

“ هل اجبت ؟ “
“ لم يكن رقم مسجلا .. كما ان المتصل كان مخطئا .. ظننته هاتفي .. “
لا يدري كيف استطاع ان يختلق عذرا كهذا في هذه اللحظة ، وكيف استطاع ان
يقنع ساجر بها ، فحينما لمح ارتخاء ملامحه علم بأنه صدقه .


...... ...... ...... ...... ......



استرخى ساجر على الاريكة الطويلة محتظنا حاسوبه بينما افترش وليد الارض بأوراقه واقلامه ودفتر
ملاحظاته الصغير ، وبدا كلا منهما منهمكا بما لدية ، فلم يكن يُسمع في هذه اللحظات
سوى صوت طقطقت اصابع ساجر على لوحة المفاتيح او احتكاك اوراق وليد ببعضها
حينما كان يبحث كعادته عن ورقة مفقودة .
رفع وليد نظرة عن الاوراق المكدسة ليرتاح قليلا ، وراح يرمق ساجر الذي ظل يحدق بشاشة
حاسوبه وكل تركيزه منصب عليها.
حاول وليد خلال الساعة التي مضت ان يشغل تفكيرة عن تلك المرأة ولكنة لم يستطع ،
لذا عاد يحدق بساجر وبداخلة اسئلة يود طرحها ولكنه في النهاية آثر الصمت .

“ اتراه يحب امرأة ما ... اذا لماذا يدعي المثالية .. لا .. انه لا يدعي المثالية ...
بل انه ابعد مايكون اليها ... نعم فهو متقلب المزاج دائما .. لا ليس مثاليا ابدا ...
منذ متى يعرفها ياترى ؟ ... اووه ... حسنا حسنا ... لا دخل لي في ذلك “

قالها وليد لنفسه دون ان يعي بانه قالها بصوت مسموع حتى تسأل ساجر دون
ان يبعد ناظرية عن شاشة الحاسوب وبدا غير مكترث فعلا :

“ لا دخل لك في ماذا ؟ “
ارتبك وليد وصب كل تركيزه في اوراقة مجيبا :
“ لم اقل شيء ... ثم انه ليس من شأنك “
مال ساجر برأسه ليتمكن من رؤية وليد متسائلا :
“ هناك ماتخفيه عني .. قل ما لديك “
“ لست انا من يخفي شيء عنك يا ساجر “
اجابه بعد برهه :

“ وليد ارجوك .. عد لأوراقك وملاحظاتك ... لا تبدو متفرغا ابدا “
“ سأبيت هنا اليوم .. لست اخبرك لتوافق .. فلا تنسى بانها شقتي “
توقفت اصابع ساجر عن الكتابة وكأنه يحاول استيعاب ما يرمي اليه ثم همس بعد ثوان

“ جيد “

ثم عادت اصابعه لتنطلق على لوحة المفاتيح .
شعر وليد بانه تفاعل بشكل سخيف ما جعله يستدرك ما قالة بهدوء
“ لست اشعر بالراحة مع الشاب الذي اتشارك معه في السكن ...
رغم ان موقعها كان قريبا من المعهد “
“ لا تكن سخيفا ... لست محتاجا لتبرر ما قلته يا وليد “
نظر وليد اليه لثوان قبل ان يعود لأوراقه و يبدأ من حيث توقف ويغرق
من جديد في كومة الاوراق من حوله .
ثم عاد المكان ليغرق بالهدوء وعاد كل منهما لينهمك بما لدية .
كان وليد يتمتمت بالانجليزية محاولا ان يحفظ ما يتمكن من حفظه وظل
على هذه الحالة لدقائق معدودة ، لكنه توقف عن التمتمه حينما تبادر الى ذهنه سؤال لم
يفكر به من قبل ، فقال عاقدا حاجبية :
“ ساجر .. !”
اجابه الاخير دون يبعد ناظرية عن الحاسوب وبدا غير مكترث له :
“ هممم “
“ اين كنت تسكن قبل مجيئك الى هنا ؟ “
“ عند عجوز عراقية ... لماذا تسأل ؟ “
“ هل كانت تسكن وحدها ؟ “
“ باستثنئي نعم كانت تسكن وحدها “
“ وهل كنت تسكن مع امرأه في منزل واحد ؟! “
“ اعتقد باني قلت لك انها عجوز ... ثم لما تتسائل كثيرا ؟ “
“ لما تركت منزلها اذا “
صمت ساجر محدقا بالفراغ وكأنه يحاول تذكر سبب رحيله ، ثم قال دون اكتراث :
“ لا اذكر ... على الارجح من دون سبب “
“ لا تذكر اسمها ايضا ؟! “
غضب ساجر وقال بنفاذ صبر :
“ اسمها حسناء .... والان هل يمكن ان تكف عن ازعاجي “
“ بالتأكيد “
قالها وليد اثناء لملمته للاوراق وعلى شفتية ابتسامة لم يستطع إخفائها .


،

 
 

 

عرض البوم صور ريم . م  
قديم 05-06-12, 03:16 PM   المشاركة رقم: 4
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو مميز

البيانات
التسجيل: Apr 2010
العضوية: 159313
المشاركات: 6,045
الجنس أنثى
معدل التقييم: عذرا ياقلب عضو ماسيعذرا ياقلب عضو ماسيعذرا ياقلب عضو ماسيعذرا ياقلب عضو ماسيعذرا ياقلب عضو ماسيعذرا ياقلب عضو ماسيعذرا ياقلب عضو ماسيعذرا ياقلب عضو ماسيعذرا ياقلب عضو ماسيعذرا ياقلب عضو ماسيعذرا ياقلب عضو ماسي
نقاط التقييم: 7887

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
عذرا ياقلب غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ريم . م المنتدى : الارشيف
افتراضي

 

ياهلا فيك بصرح ليلاس الغالي

ان شاء الله تلقين مايسرك من تشجيع وردود نشوف قصتك في مكتبة المكتملات

قوانين القسم ( شروط انتسابك ككاتب + قانون القصص المكتمله والمهمله + الردود المخالفه )

 
 

 

عرض البوم صور عذرا ياقلب  
قديم 06-06-12, 04:53 AM   المشاركة رقم: 5
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Mar 2012
العضوية: 236809
المشاركات: 305
الجنس أنثى
معدل التقييم: صباالجنووب عضو ذو تقييم عاليصباالجنووب عضو ذو تقييم عاليصباالجنووب عضو ذو تقييم عاليصباالجنووب عضو ذو تقييم عاليصباالجنووب عضو ذو تقييم عاليصباالجنووب عضو ذو تقييم عاليصباالجنووب عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 707

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
صباالجنووب غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ريم . م المنتدى : الارشيف
افتراضي

 

حيــــــــــــــاآأإآأإكــ الله ي الريـــــم ....بــــدايـــــه موفقه ورائعه وصف رائع دقيق لكل شخص وكل مايحيط بهم

ولـــــــيد ..وسااجر ..يربط بينهم رابــط قووي وهو الصداقه رغم اختلاف الطبآأإع بينهم .....( رب أخ لك لم تلده أمك )

ســـاجــر شخصيه غاامضه يحمــل كثير من الغمووض والاسرار في حياااته ....

بعكــس ولــيد الشخص الرائع خفيف الظــل .......

ماقصة حسناء وماالسبب الحقيقي لخرروج سااجر من منزلها ...........

بدايه رائعه اتمنى ان تكتمــل هذه الروايــــــــــــه ...

فـــــي انتظـــــآأإركـــــ........

 
 

 

عرض البوم صور صباالجنووب  
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
للكاتبة ريم م, ليلاس, روايات خليجيه, روايات سعوديه, روايات و قصص, رواية اسمي ساجر, سلمى وليد, ساحر, قصص من وحي قلم الأعضاء
facebook




جديد مواضيع قسم الارشيف
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t176992.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
Untitled document This thread Refback 01-11-14 05:03 PM


الساعة الآن 09:18 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية