لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > قسم الارشيف والمواضيع القديمة > الارشيف
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

الارشيف يحتوي على مواضيع قديمة او مواضيع مكررة او محتوى روابط غير عاملة لقدمها


 
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 23-06-12, 09:35 PM   المشاركة رقم: 36
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: May 2012
العضوية: 241477
المشاركات: 84
الجنس أنثى
معدل التقييم: futurelight عضو له عدد لاباس به من النقاطfuturelight عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 146

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
futurelight غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : futurelight المنتدى : الارشيف
افتراضي

 

اقتباس :-   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حلمْ يُعآنقْ السمَآء مشاهدة المشاركة
  

ضُوءآ سـآطعْآ بِـ سمآء آلأدبْ أنتيِ

فيِ ظلْ إمتحآنآتي ِ .. قررتْ إستنشآق عطرِ رمَآدكِ
ولكنْ هَل للرمآد عطر ؟!
من آلطبيعي آن نسعل بقوة لـ نقذفهُ خآرجآ


آمآ أنآ .. فـ حبست جُزيئآتَكِ بـ صدريِ
حُروفكِ آيتهآ آلضوء تخترق آلقلبْ .. فـ تستكين بهِ !

عجبآ لقلمآ بهذآ آلتوآضع و آلرُقي
شُكرآ لـ قلبكِ و أخلآقكِ يآ قمَر آلمجَرة آلأدبيةْ


ضيآء آلقمرْ
،

كيفْ لكِ أن ترفضيه و حتى أسمهُ جآءَ مُكملآ لَكِ أيتهآ آلقمَر
قصتهمآ ذكرتنيِ بـ أبطآلي قليلآ .. كَآن آلله بعُون ضيآء على قمرهِ
شخصيتهآ آلقويَـة و تنمرهآ مع ضيآء تعآكس و بشدة رقي تعآملهآ مع آخويهآ ،
و هذآ يدل على قلبآ مُغلف بـ قفص مُوصد بآلكبريآء تآرة .. و بـ عدمْ ثقة تآرة أُخرى


جُودْ الغسَـآنْ


غسآن .. سرقت لي قلبي
لآ آحبذ آلآسرآر بين آلزوجينْ
تشعرني بآلخطر في كل حين . .و هذا مآ يحدُث مع جُود
غريبٌ هُو أمرهآ .. لمَ لم تخبره عن وآلدتهآ ؟
و مآهو سبب فوبيآ آلحرآئق آلذي تعآنيه ؟!

كلهآ تسآؤلآت ننتظر لهآ جُوآبآ من ضُوءٍ ينير آلسمآء

فآرس

آنت بطلي .. رغم آني آعتقد آن زمآن آلآصدقآء قد ولى بعيدآ

آخشى أن يحدث مكروهآ لـ غسآن
و يوصي فآرس بزوجته
و لكنني آثق بكُونكِ أستثنآئية !


غآليتيِ
كُوني على ثِقة بآنك أبدعتي حتى وصل أبدآعك آلنجُومْ آلسآطعة !
أتمنـى لكِ آلتوفيقْ
و ننتـظر منِك لمعآنُ جديدْ
بـ لُونٍ جذآب يُبهرنآ كـ آلعآدة

حُلمْ




سعادة غمرتني..
شعور كبير بالفخر يمطرني في كل مرة أقرأ فيها كلماتك هذه..

اقتباس :-  
ضُوءآ سـآطعْآ بِـ سمآء آلأدبْ أنتيِ

لا أعتقد بأنني أستحقها لكنني سأبذل جهدي كي أكون جديرة بأمطار سمائك وبشعور الفخر الذي زرعته فيّ..

ضياء وقمر
وكما هم أبطالك يغرقون في دوامة مطاردة لا يبدو أن لها نهاية قريبه..
فهي تشد حبالها بينما هو يرخي كي لا ينقطع حبل الوصل بينهما .. كي يبقى الطريق مفتوحاً متى قررت أن تأخذ الأحداث منحاً آخر..

غسان وجود وتكل الأسرار التي تحيط بيهما كشباك العنكبوت..
ظاهريا كل منهما يمضي في حياتها.. لكن في الواقع تلك العناكب تدور حولها ناسجة خيوطاً.. يوما ما وعندما يقرر كل واحد منهما الهرب.. سيجد انه لا يملك التحرك قيد أنملة .. فشباك الكذب تحيط بهم من كل جانب..

عزيزتي.. لا تقلقي..
أحب شخصياتي أكره أن أفقد واحدا منهم..
فارس في البدايه كنت سأضعه كبطل ثالث في هذه الروايه.. لكن عندما وجدت ان حياته كتاب أمتلأت صفحاته في عقلي قررت أن يكن له رواية ومنهجاً خاصاً به يوماً ما..
حلم.. لتواجدك هنا جمالٌ أخآذ وعطرٌ ساحر
فقد تركتني مع رغبة عارمة بالكاتبة ثم الكتابة
أشكرك على ذلك...

عزيزتي..
لي عودة لرائعتك
فهي تستحق مني الكثير والذي أخشى انني لن أجيد التعبير عنه..

ضوء،،



 
 

 

عرض البوم صور futurelight  
قديم 28-06-12, 06:22 AM   المشاركة رقم: 37
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: May 2012
العضوية: 241477
المشاركات: 84
الجنس أنثى
معدل التقييم: futurelight عضو له عدد لاباس به من النقاطfuturelight عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 146

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
futurelight غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : futurelight المنتدى : الارشيف
افتراضي

 








لا اعلم هل انتهى ذلك اليوم الاصفر ام لم ينتهي بعد؟
كم بقي منه؟
الى متى يجب علي ان اتحمل؟
كم اتمنى لو استطعت ان اعرف ذلك..





 
 

 

عرض البوم صور futurelight  
قديم 28-06-12, 06:29 AM   المشاركة رقم: 38
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: May 2012
العضوية: 241477
المشاركات: 84
الجنس أنثى
معدل التقييم: futurelight عضو له عدد لاباس به من النقاطfuturelight عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 146

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
futurelight غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : futurelight المنتدى : الارشيف
افتراضي

 








اللون السابع..




وقف يسحب النفس تلو الاخر..

عقد كفيه ليدعكهما في بعضهما بإرتباك..

تتسع حويصلاته الهوائية وتنقبض بعد ذلك بفتره ثم لا تلبث الا وان تتسع مرة اخرى محتضنة كمية من الأكسجين..

عندما تنتظم أنفاسه ستنتظم أفكاره ايضا.. هذا ما اعتقده.. او بالاحرى هذا ما تمنى ان يحدث..


لكن..
بقيت أنفاسه تسابق الواحدة منها الأخرى..

مد يده نحو مقبض باب الغرفة وتردد يتنازعه من كل جانب..

لم يكن في نيته القدوم الى هذا المكان.. لا يرغب حقيقة في التواجد هنا..

يعلم تماما انه بوقوفه هنا يخاطر في تلك الفقاعة التي قد تحوي مستقبلا يجمعه بتلك الفتاه..

يقف هنا كي ينفخ على هذه الفقاعه.. اما ان تنفجر او ان تتحرك الى الامام..

اغمض عينيه ليتذكر ما حدث امام مقر عملها ..
ربما يجدر بي عدم التفكير في اي شيء ينفجر عندما يتلعق الامر بتلك الفتاة.. هذا ما أنتهت اليه أفكاره بعد ما حدث على تلك الأرض ..

أيها التردد .. فلتختفِ!!

فهو لم يتواجد هنا أمام هذا الباب الا لمعرفته التامه بأن هذا هو التصرف الصحيح.. فوجود ام قمر في المستشفى وخارج كل ما يحدث قد يشعرها بانه تم تجاهلها..

فلربما كان الآن في نظرها خطيب ابنتها –عديم الاخلاق- الذي لم يتكرم بالقاء زيارة خاطفة لشخص مريض!

ربما تعتقد ان الجميع اختار تجاهل هذه السيده المريضه!.. ليس عناك طريقة للتوثق من مشاعر

والدتها لكأنها وبكل تأكيد لن تحمل شعوراً جميلا تجاه الموضوع..

ابتسم بينما عادت به ذاكرته في الزمن عقدين الى الوراء..

فبحكم صلة القرابة التي تربط بين والدتي ووالد قمر .. فهما أبناء خالة ، كانت هناك علاقة معرفة بين العائلتين حتى وان كانت سطحيه.. أما هو فقد وضع لنفسه قانوناً مختلفاً..

فقد وضع منزل قمر في خانة المنازل التي يمكنه أن أدخل اليها وأخرج دون مسائلة من احد..

ففقد كانت الحديقة التي تقع قريبا من منزلهم مكانا يلعب فيه الكرة مع أصدقاءه دائماً.. وفي كل مؤة تقريباً يمر على منزل قمر ليتخلى عن كل التراب الذي علق به أثناء اللعب في ذلك الحوض الذي يقع في حديقة منزلهم...

وفي كل مرة ايضا تدعوه الخاله - وهو ما كان يدعو والدة قمر به في ذلك الوقت- الى شرب كأس من العصير لتعطيه اياه بينما تربت بيدها الاخرى على رأسه..

..خالتي طيبة حقا..
هذا ما كان يفكر فيه في كل مرة..

أنا الآن في حاكة الى اكبر عدد من المناصرين أمام قمر.. حتى عندما ياتي اليوم الذي تقرر فيه الانسحاب من الموضوع ستواجد من يردعها عن ذلك غيري.. ثم أن التصرف الصحيح في هذه الحاله هو ان القي التحية عليها على الاقل ، الا أنه من الصعب علي أن أفعل ذلك..

انا هنا اصب الزيت على النار!!

رصصت اصابع قبضتي المعلقة في الهواء..

ربما يجدر بي ان انتظر حتى احدثها بالموضوع، لكن اذا انتظرت .. ربما ينتهي الموضوع دون ان يكون هناك اي تقدم يذكر معها او مع والدتها..

وصل صوت من بعيد:
"ما الذي تفعله؟!"

التفت نحو صاحبة الصوت الذي يتراقص غضبا:
"ما الذي تنوي القيام به؟!"


كانت نظرة عينيها تصعقانه بـ 500 فولت من الكهرباء..

سحب يده بسرعة وكأنه طفل فاجأته والدته وهو يخربش على الجدار..

ذلك سيء!!..
الاسوأ من ذلك انه لا يملك شيئا ليقوله الان.. فهو لم يتعامل مع غضب النساء من قبل..

فخبرته من اخواته لا تتجاوز ثلاث طرق:

الاولى: كثرة الكلام وهو ما يطلقون عليه نقاش المرأة

الثانيه: الدموع وهو ما يطلقون عليه سلاح المرأة

الثالثه: المكر والخداع وهو ما يطلقون عليه ذكاء المرأة

هذه هي الطرق التي تعود على التعامل معها.. لذا لا يعرف الآن الطريقة المثلى للتعامل مع غضب تلك التي تشتعل أمامه..

ازدرد ريقه والتزم الصمت.. سوف التزم الصمت الى ان اعرف ما يجدر بي فعله!!..

وصل اليه صوتها من بعد امتار ليتردد في الممر الفارغ:
"ابتعد عن ذلك الباب"

تراجع خطوتين الى الوراء الا ان ذلك لم يكن كافيا في نظرها، اذ رفعت اصبعها السبابه لتشير الى الخلف اكثر فزاد فوق ذلك خطوتين اخريتين..

مر زمن والصمت يحدق بهم كشخص ثالث يشاركهم الممر .. هي على ما يبدو تصارع لتتحكم في غضبها اما هو فيحدق فيها وكأنها ثقب اسود..

ثقب يبتلع كل ما حوله ويتركه في عالم اللامكان.. اللازمان.. وهكذا بقي هو سابحا في فضاءها دون أمل..

انقضت فترة من الوقت قبل أن تقول بنبرة مشدوده:
"اريد التحدث معك"

بعد مضي دقائق احتل المقعد المقابل لها في حديقة المستشفى.. استند الى مقعده بينما اخذت هي لنفسها كوبا من القهوه واكتفى هو بكوب من الماء..

أحاطت كفها البيضاء بكوب زهري اللون.. ارتشفت القليل قبل ان تضع كوبها بقوة على الطاولة وهي تقول:
"ما الذي ستستفيده من تحطيم حياتي؟!"

كانت تعتقد الاسوأ..

عندما كنا اطفالا كان لكل واحد منا شبح خاص به.. ذلك الشبح الذي يخرج من الظلام واليه ..

اما ان يمد يده من تحت السرير او ان يهجم عليك من الخزانه وهكذا..

لقد اصبحت شبح خزانتها!!

كانت عيناها تلمعان بالدموع كحجر من نوع نادر وهي تقول بسرعه:
"مرض امي.. العناية باخوتي.. الخطوبة السخيفه.. اهلك.. الاهانات التي اتحملها في عملي"

توقفت لتلتقط نفسها قبل ان تقول بألم وبصوت مخنوق :
"كل هذا كثير حقا"

نكست رأسها للحظات قبل ان تقول بصوت اتخذ من الالم جلبابا ومن الصدمة حذاء:
"لقد اتفقنا!!"

رفعت رأسها ليتحول الالم الى غضب وهي تقول:
"لا.. لقد وضعت ثقتي فيك كشخص.. وثقت في الشخص الذي يسكن ذاكرتي!!"

اسندت رأسها بكفيها اللتان تعلوان راعين متكئتين الى الطاوله .. تعلقت عيناها بسطح الطاولة وكأنها يحمل اعظم الأجوبة التي تبحث عنها..

قال ضياء بعد فترة صمت:
"كيف تستطيعين قول هذا؟!..
كيف تتهمينني بتحطيم حياتك؟!"

قالها مستنكراً وتوقف لفترة في انتظار ردها الذي لم يغادرها أبداً..

لقد اختارت تجاهلي.. هل انا بهذا القدر لديها؟!

اذا كنت شخصا تستطيع تجاهله بكل سهوله فهذا يعني ان مشاعرها نحوي تحت الصفر!

هذا لا يعجبني.. قمر تعرفني منذ ان كنا صغارا ، لماذا اذا هذه النظرة التي توجهها الي.. لماذا لا تثق بي؟!

لماذا لا تحمل اي مشاعر اتجاهي ؟!

قال بصوت يحمل بحة غضب:
"انا متأكد من انك تعلمين انني لا يمكن ان اسبب لك الاذى"

رفعت بصرها لتظهر وجنتيها المحتقنتين غضبا ولتقول بحده وهي ترص على كل حرف:
"كاذب.. خائن.."

اهتز حاجباه غضبا:
"ماذا؟!"

حركت كفيها بعصبيه:
"انت تكذب دائما.. لقد خنت اتفاقنا!!"

كلما حاول السيطرة على مشاعره الغاضبه ازدادت سرعة انفاسه وكأنها تقصد تحطيم من امامها:
"اتجرؤين على قول هذا وانتي تعلمين بمشاعري اتجاهك؟!"

رفعت حاجبيها استهزاءا:
"لا تتمادى في كذبك كثيرا.. سوف تُكشف في النهايه..
كلما كان كذبك اكثر.. كان احراجك اكبر بكثير"

رفع يده ليدلك صدغي.. ماذا افعل مع هذه الفتاة؟!

كلما حاول السيطرة على غضبه استعصى عليه ذلك اكثر فأكثر!!

قال بغضب حارق وبلسان افلت زمامه من يديه:
"الزمي حدودك.. لا تتصرفي كطفلة صغيره وتتحدثي دون تهذيب!!"

اتسعت عيناها في غضب قاتل لتقول وهي ترص على اسنانها:
"بل ان عقلي صغير جدا.. لهذا يجدر بك الهرب من هذا الزواج"

مررت يدي في شعري بعصبية:
"هل انت يائسة الى درجة تنحطين فيها الى هذا المستوى من الحديث؟!"

"بل واكثر من ذلك"
قالتها بغضب صارخ وكأنها حياتها تعلقت بتلابيب هذه الحروف فلم يعد لها ملجأ غيرها..

مرت دقائق لا يسككنها نظرات غاضبه وصمت مستعر..

بدت تلك الصغيرة في عينيه كتنين ينفث لهبه في كل مكان..

حاول التنفس بهدوء.. اراد التحكم بغضبي.. اراد لهذه الفتاة ان تبدأ في استخدام عقلها قبل ان تتحدث... كنا في حاجة الى هذه الدقائق الصامته..

قال بعدها بصوت هادئ:
"لماذا؟.. الى هذه الدرجه؟..."

خرج صوتها خافتا:
"انت لن تفهمني بدا"

سحب نفسا قبل ان يقول:
"انا اتفهم سبب رفضك خطبتي الثانيه لك وهو اخويك..
لكن.. ماذا عن الخطوبة الاولى؟!.. جهلي بذلك هو سبب اصراري على هذا الزواج.."

مرت فترة قضتها وهي تحدق في ذرات الاكسجين قبل ان تقول بعد ان سحبت بعضا منها قسرا الى رئتيها:
"هل نظر اليك شخص ما من قبل ثم شعر بالشفقة على والديك؟!..

ان اكون فتاة في حين الجميع تمنى لوالدي قدم الولد الذي سيحمل اسم والدي.. ان لا يأتي هذا الولد الا بعد اربعة عشر عاما...

قضيت اربعة عشر عاما من عمري وانا اتحمل كلام اناس يتمنون انني لم اولد.. ان صبيا جاء عوضا عني"

توقفت للحظه لتزفر بقوة قبل ان تكمل:
"اريد ان استحق وجودي..

اريد ان اكون مصدر فخر لوالدي بدل ان اكون مصدر شفقة عليه!!

اردت ان يعترف الجميع بوجودي لشخصيتي.. لا لكوني زوجة دكتور ما فقط"

اغمضت عينيها قبل ان تقول وهي تخلط الهواء بكفيها:
"سيعاملك الجميع على انك افضل مني.. ثم ستبدأ انت في التفكير بأنك افضل مني.."

فتحت عينيها لتكمل:
"انا لا احتمل العيش مع شخص لا يرى بأنني شريك له في هذه الحياة"

قضيت وقتا افكر فيه بكلامها.. اعتصرت فيه كلماتها قلبي..

بالقدر الذي اتمنى فيه ان تشعر بالراحه.. ان اوافق على كلامها بسهوله.. ان اهديها ما تريد..
لا استطيع فعل ذلك.. انا لا يمكنني التخلي عنها..

قال بعد تفكير:
"تحتاجين الى التعاون معي لكي ننهي كل ذلك"

نقلت بصرها بهدوء والم اتجاهه لتهمس:
"اتفاق اخر!"

عقد كفيه على الطاولة ليقول:
"ان حفلة الخطوبة لم تكن بتخطيطي الا انه يمكننا استخدامها لصالحنا"

توقف قليلا مفكرا قبل ان يكمل:
"بالأحرى.. يجب علينا استخدامها لصالحنا"

اصدرت قمر صوت سخرية لتقول:
"نوّرني.."

يجب عليك ان لا تفشل ضياء !.. سحب نفسا ثم قال:
"من المتعارف عليه في اي خطوبة ان تقام حفلة خطوبة رسميه .. اذا لم نقم نحن بواحده قبل ان نلغيها ماذا سيكون رد فعل الناس؟!"

قاطعته بغضب:
"وكأنني اهتم برأي هؤلاء الناس!!"

زفر محاولا تهدئة اعصابي.. هذه الفتاة تتعمد ان تصل بغيضه الى اقصى حدوده:
"هؤلاء الناس الذين لا يهمونك يجب ان يكونوا هناك حتى لا يلام احد على ذلك..

اذا الغينا الخطوبة دون ان نقيم حفلا دون ان نقيم حفلا فكأننا نقول لهم بأننا الغيناها لسبب كبير..
ببساطه سوف نثير الكثير من التسؤلات"

هزت كتفيها بعدم اهتمام:
"انه عالم غامض!.. ليس هناك داع لان يعرفوا جميع الاجابات"

استند الى مقعده ليقول ببرود:
"سيقول الجميع بأننا بخلاء ولم نحضر لها كما يجب.. او انكم انتم لديكم شروط تعجيزيه!!..

او ربما يعتقد البعض انني من النوع الذي يخطب ويلغي بسهوله دون ان يقيم احتراما لاحد او انك من النوع الغير صالح للزواج..

من هنا ستبدأ اشاعات لن تنتهي عن عائلتي وعائلتك!!"

زفرت بغضب:
"ولماذا يحدث هذا؟!"

اجاب بحده:
"هذا هو نوع المجتمع الذي نعيش فيه"

رصت عينيها:
"وما ادراك.. هل كنت يوما مصدر اشاعة ما؟!"

وضع ذراعيه على الطاولة .. مال بجسده الى الأمام .. أمال برأسه جانبا ليقول:
"ابدا..
لكنني عشت حياتي وحيدا بين خمسة نساء.. "

توقف عن الحديث عند هذه النقطة كي يترك لها المجال كي تصل الى قرارها بنفسها ..

أذا اجبرتها ستتراجع ..

أما إذا هيأت لها الظروف واخترت الكلمات المناسبه كي تعتقد انها هي من اتخذت قرارها.. بينما كان كل شيء يجري كما خططت له انا.. قد تكون النتيجة مختلفة تماما..

زم شفتيه في ترقب حاول إخفائه.. بينما اغمضت عينيها وهي تسحب النفس تلو الاخر بسرعه وكأنها ترجو من حويصلاتها الهوائيه بعض التفهم.. نكست رأسها في استسلام وقالت:
"اذن.. ماذا يجب علي ان افعل"

تنهد براحة بينه وبين نفسه وهو يقول:
"خذي بطاقات الدعوه ووزعيها على من ترغبين بدعوته.. كوني حاضرة نهاية هذا الاسبوع في موقع الحفله مرتدية فستانا يليق بالمناسبه"

رصّت على اسنانها وهي تقول:
"وماذا ايضا؟"

قال بتردد:
"اعتقد انه يجب علي ان ازور والدتك"

سألت بألم:
"ولماذا ذلك؟!"

اجاب بسرعه وكانه يريد التقاط كرة قبل ان تلامس الارض:
"سوف نقيم حفلة خطوبة لن تستطيع حضورها.. هل تريدينها بأن تشعر بأنه قد تم تجاهلها؟!

بسبب مرضها قد تم التخلي عنها؟!.. يجدر بي ان اظهر احترامي لها مرة واحدة على الاقل.."

مرت فترة من الزمن دون ان تنطق بحرف ليقضي هو هذا الوقت في انتظار توسنامي غاضب.. قالت بهدوء مخالفة كل توقعاته:
"احضر والدتك معك.. اذا كان عليك ان تقوم بذلك فيجدر بك ان تقوم به بطريقة صحيحه"

ظاهريا.. استند الى مقعده عاقدا ذراعيه امام صدري..

اما داخليا.. كانت خلايا جسده تهتز سعادة..

ربما.. وبتلاعب بسيط مني..

يتغير كل شي..

تشرق الشمس حاملة معاها الكثير من الوعود..

تغرب حاملة معاها الكثير من الأمنيات..

وما بين شروق وغروب تتحقق الأحلام..







***************************

 
 

 

عرض البوم صور futurelight  
قديم 28-06-12, 06:33 AM   المشاركة رقم: 39
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: May 2012
العضوية: 241477
المشاركات: 84
الجنس أنثى
معدل التقييم: futurelight عضو له عدد لاباس به من النقاطfuturelight عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 146

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
futurelight غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : futurelight المنتدى : الارشيف
افتراضي

 







مررت فرشاة صغيرة على إظفرها ببطء.. تسحبها ناشرة لوناً أبيض في اثرها..

ما إن أنهت عملها حتى رفعت كفها فاردة أصابعها لتنفخ أنفاسا واهنة على أطرافها..

تحركت بخفة ليدور فستانها الأسود القصير حول ركبتيها..

إنحنت بجسدها لتضع حذاء أبيض ذو كعب عالٍ في قدميها.. رفعت كفيها لتطمأن على وضع تسريحة شعرها .. وصل الى مسامعها صوت فتح باب الغرفة متبوعا بصفير اعجاب..

مال زوجها بجسده على إطار الباب ليقول ونظراته المعجبه تنتقل من رأسها حتى اخمص قدميها:
"جمال حي.. هذا ما يمكن وصفك به"

ضحكت بدلال وهي تمد كفها اليه.. أحتوتها كفه وتحركت أقدامهما لتأخذهما إلى غرفة الجلوس..

جلسا الى احدى الأراك فيما تنقّل بصرها في المكان لتتوثق من أن كل شيء مثالي..

رفعت بصرها الى شاشة التلفاز.. جيد، كونه مصدر الاضاءة الوحيد في الغرفه فهو يؤدي دوره بشكل ممتاز..

اخفضت بصرها نحو علبة الفشار واكواب العصير.. لذيذين، لقد تحققت من طعمهما قبل قليل..

تقدم غسان ليجلس بجوارها ويمد ذراعه خلف ظهرها .. مكانه مناسب ايضا كي يبدأ الفلم وتبدأ معه السينما المنزليه..

كانت قصة الفلم تتمحور حول حرب العصابات.. من النوع الذي يعجب زوجها..

اما هي فمن معجبات هذه النوع من الجلسات وبهذه الاجواء اكثر من اعجابها في الفلم بحد ذاته..

ان يجلسا بجوار بعضهما البعض باعين معلقة بالتلفاز في غرفة لا ينيرها الا الضوء الصادر من الشاشه ..

ان يشارك اصوات الشاشه بعض التعليقات البسيطه وصوت تحرك الفشار في العلبه عند كل مرة يمد فيها احدهما كفه لينهل منه..

التفتت باتجاهه بينما وضعت أصابعها عدة حبات من الفشار في فمها.. على الرغم من كل هذا افضل انا احيانا مراقبة تعابير وجه غسان اكثر من اي شيء اخر..

عيناه حادتا النظرات واحداث الفلم المنعكسة فيهما..

ان يعقد حاجبيه ثم يفردهما.. ان يتناول الفشار ويشرب العصير.. ان يعقدهما مرة اخرى وهو يلقي بشتيمة على شخص ما في الفلم..

اخذ عدة حبات من الفشار ليضعها فمها على غير توقع منها وهو يقول:
"عيناك يجب ان تحدقا بالشاشه"

رسمت ابتسامة بسيطه على شفتيها وهي تهمس بخفه:
"حسنا..."

لقد نزعت كلمة المستحيل من قاموس حياتي من اجل الزواج..

من اجل ان يتم انقاذي من حياتي البائسه لم اتوقف عند اي حد..

من اجل ذلك قررت انني سأصبح الانثى الكامله..

لقد توصلت الى هذا القرار في فترة مراهقتي.. ان الزواج قد يكون هو الفرصة الوحيدة لي للحياة من جديد بعد موت دام لسنوات..

فرصة لا يمكن ان اغامر بها او اسمح لها بأن تفشل..

لذا ومن اجل ذلك تعلمت طبخ شتى انواع الاطباق.. تعلمت التنظيف واسالبيه.. اردت القيام بكل شيء..

لم يتبق قناع للبشرة الا ووضعته او حمام زيت للشعر الا وجربته..

لقد عقدت العزم بأنني لو خرجت من ذلك المنزل فأنا لن أعود اليه ابدا..

لا يمكن ان اسمح لنفسي بالتهاون او الفشل.. اذا فشلت فسأبقى سجينة ظلال والدتي الى الابد..

بعد فترة وفي منتصف الفلم تشقلبت احدى السيارات لتنفجر وتتعالى منها السنة اللهب حارقة من بداخلها..

مع صوت الانفجار ارتجفت جود في رعب.. مع تراقص تلك النيران انكمشت في جلستها.. مشهد تلك الابخره المتصاعده من السياره سرق انفاسها..

اغضمت عينيها في انتظار ان يختفي كل شيء.. وصل الى مسامعها صوت غسان القلق وهو يسأل:
"هل اخافك صوت الانفجار؟!"

فتحت عينيها ليعلو الهدوء ملامحها الا ان الغدد العرقيه الخارجة عن السيطره لا زالت تعمل.. لذا كان جبينها يتصفد عرقا وانا اقول له:
"لا .. فقط.."

صمتت للحظات على امل ان تكفيه تلك الاجابة الباهتة هذه الا انه لم يبعد بصره عنها مما دعاها لتقول بتردد:
"انا.. اخاف من النيران"

ابتسم ابتسامة صغيره - لم تعلم أنها كانت تخفي الكثير - وهو يسند رأسها الى كتفه بعد أن أحاط كتفيها بذراعه وهو يقول:
"بهذا الشكل.. لن تخافي منها"

اغمضت عيني لتهمس:
"اجل.."

بالتأكيد لن اخاف من اي شيء والى الابد..

في المساء التالي جلست لتشاهد التلفاز وهي تلعق قطعة من الحلوى..

للتو خرج غسان من الشقه.. لهذا استطاعت تناول هذه الحلوى هنا وارتداء هذة البجامة التي تعلوها رسومات الاطفال..

لا استطيع تخيل شكله وهو يحدق بي وانا اتناول هذه الحلوى!!

ربما يعتقد بأن الفتاة التي تتناول حلويات الاطفال هي شخص يعاني من مشكلة في عقله!!

او على احسن الحالات سيستنتج انه تزوج فتاة سخيفه!!

فتاة لا يمكن ان تؤخذ على محمل الجد!!

لم اتمكن من التفكير بغير هذه السيناريوهات لذا لا زلت اجهل ما ستكون عليه ردة فعله..

لقد خرج من المنزل للتو بعد ان اعتذرت عن زيارة بيت اهله متعللة بصداع لم تكن تشعر به..

فهي تحتاج ان تفرغ بعضا من التوتر الذي يسيطر عليها..

كل يوم يزداد توترها اكثر فأكثر مهما حاولت ان تأخذ الامور بخفه.. رفعت يدها تقلب محطات التلفاز باحثة عن شيءٍ جيد..

في السابق كان يزداد توتري فقط بعد ان استيقظ من نوم ليلة تملؤها الذكريات والكوابييس اما الان فيتعاظم شعوري بالاختناق بعد كل كذبة تعبر لساني..

تنجو هذه الكلمات الكاذبه بخروجها مني الا انني انغرس اكثر فأكثر..

شيء ما يسحبني نحو القاع اكثر فأكثر..

الى متى ؟!..

احيانا افكر .. ربما يجدر بي التوقف عن الكذب؟!..

اريد ان اعرف الرائحة التي يمتلكها الهواء الذي نتنفسه.. اريد ان اتنفس كالاخرين..

لكن..
انا لست كالاخرين..

انا ان توقفت عن الكذب.. لن اتنفس..

انا سأموت خنقا..

اذا اكتشف غسان ذاتي الحقيقة وتخلى عني سأموت بكل تأكيد..

لذا.. لا يمكنني ان اتوقف..

انا لا امتلك القدرة على التوقف..انتهت قطعة الحلوى لتفتح اخرى.. رفعت قدميها من على الارض لتثنيهما بجوارها فوق المقعد بعينين معلقتين بالتلفاز..

بسبب صوت التلفاز لم تسمع صوت الباب وهو يفتح.. لم تنتبه الى وجوده الا وهو يقف على بعد عدة خطوات منها..

وضعت الحلوى من يدها برعب لتخبئها عن عينيه المتعلقتين بوجهها في حركة لا طائل منها..

لقد كُشفت..

ازدردت ريقها بعينين معلقتين عليه..

غسان يعرف بأنني كذبت عليه!!

قطرة ماء تنهار في حوض معدني..

ترتطم به مصدرة دويا بالنسبة للكائنات الصغيره الا انها تبقى في النهايه مجرد..


قطرةماء !!






******************************


 
 

 

عرض البوم صور futurelight  
قديم 28-06-12, 06:47 AM   المشاركة رقم: 40
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: May 2012
العضوية: 241477
المشاركات: 84
الجنس أنثى
معدل التقييم: futurelight عضو له عدد لاباس به من النقاطfuturelight عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 146

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
futurelight غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : futurelight المنتدى : الارشيف
افتراضي

 








مرر كفيه في شعره متسائلا عن طريقة تصفيفه.. هو يعلم أنه لم حلقه منذ زمن .. فمع القلق الذي يعايشه نسي انه يجدر به حلاقته منذ مده..

تناول المشط ليعيد شعره الى الخلف وهو يحدق عبر المرآة في انعكاسها.. ذلك الجسد النحيل الذي تكور في جلسته على السرير..

أبعد عينيه عن وجهها المرهق ليرش بعض بخات من العطر على ملابسه..

رفع بصره اليها مرة أخرى وهو يسألها:
"هل انت متأكدة من انك لا ترغبين بالذهاب؟، ستكون والدتي سعيده بحضورك.."

رفعت عينيها المغرورقتين ألماً باتجاهه وهي تقول:
"انا كنت أرغب برؤيتها.. احب الحديث معها..
لكن.."

رفعت كفها لتدلك صدغها لتكمل وهي تعصر عينيها:
"هذا الصداع يأبى أن يتخلى عني!"

التفت اليها ليحدق فيها بنظرات مواسيه.. مسكينه..

مضت عدة ساعات مذ لازمها هذا الصداع دون ان يخف ولو قليلا.. لذا لجأت الى الحل الاخير المتوفر دائما لكل ألآم الحياه وهو الخلود الى النوم باكرا بعد ان تناول مسكنات الألم..

اقترب منها أنحنى بجسده مقبلا جبينها قبل ان يغادر ليصله صوتها حاملا من الالم ما اثقل كاهله:
"اعتذر من خالتي كثيرا.. فأنا وعدت بهذه الزياره منذ عدة ايام مضت"

وضع كفه على رأسها ليحرك شعرها بخفة وهو يقول:
"لا تقلقي.. والدتي متفهمة حقا.. كل ما يجدر بك التفكير به هو النوم فقط"

غادر قاصدا بيت العائله.. لم يقض الكثير من الوقت هناك فقد غادرهم وفي مقصده اللقاء مع بعض الاصدقاء الا انه قبل ذلك توجه الى محطة الوقود..

لم يكد يصل الى هناك حتى تذكر محفظة التي نسيها في الشقه لذا حول اتجاه السياره الى هناك..

عندما دخل الشقة وقع بصره على جود..

جود التي جلست القرفصاء على الاريكة تلعق الحلوى وقد اولت جل تركيزها الى تلك الشاشة كالاطفال تماما!!

كنت اعتقد أنها نامت منذ زمن!!

مرت لحظات قبل ان تنتبه الى وجوده وتلتفت نحوه ببطء شديد و بوجه سرقت الوانه.. ضحك قليلا قبل ان يقول:
"لماذا انخطف لونك هكذا؟!.. هل رأيت شبحا ام ان ذلك من تأثير الصداع؟"

ابتسمت ابتسامة واسعه لتقول وهي تميل برأسها في دلال:
"انه الصداع"

توجه نحو المطبخ ليروي عطشه وهو يسألها:
"لماذا لم تنامي حتى الان.. الم ترغبي بالتخلص من الصداع؟!"

لحقت بعد قليل لتستند الى اطار الباب قائلة:
"لقد اخذت مسكنا للالم.. ثم..
بعد انتهى الالم لم اجد سببا للنوم"

سكب لنفس كوب ماء اخر ليقول:
"ذلك جيد.."

التفت اليها وهو يفرغ محتويات الكأس في جوفه لتسأله:
"هل ترغب بمشاهدة التلفاز معي؟"

فتح الثلاجه ليعيد الماء فيها:
"لا.. سوف اذهب للقاء.."

توقف قليلا ليحدق في باب الثلاجه بعد ان استوقفته العلبة الشفافة التي تحتوي الادويه.. اكمل:
"للقاء اصدقائي.."

استدارت لتعود الى غرفة الجلوس بينما فتح علبة الادويه ليعلق بصره في شريط مسكنات الالم التي لم تنقص حتى واحدة.. بدت كأنها جديده..

سألها:
"قلت انك أخذت مسكنا؟"

قالت قبل ان تلتفت:
"نعم .. ماذا هناك؟!"

انهت استفسارها ثم التفتت باتجاهه.. اختفت ابتسامتها التي تعلو شفتيها دائما وهي تحدق في علبة الادوية التي بيده.. أرتجفت شفتاها وهي تبحث عن كلمات يبدو بأنها تاهت منها ..قالت بصوت خافت بالكاد سمعه:
"انا اسفه.."

قالتها ثم استدارت لتكمل طريقها لكن هذه المرة الى غرفة النوم مغلقة الباب خلفها..

سحب نفسا وهو يعيد علبة الادوية الى مكانها.. ماذا؟!

هل هذا يعني انها كانت تدعي؟!

كانت تمثل الالم لساعات؟!..

هذا غير معقول.. جود لا يمكن ان تكذب..

هي ليست ذلك النوع من الاشخاص!!

لكن.. اليس الاعتذرا الذي قدمته لي قبل قليل اكبر دليل على ذلك!!

لحق بها الى غرفة النوم ليجدها وقد استلقت جانبيا فوق السرير بعد ان ثنت ساقيها وقد رفعت الغطاء لتغطي به رأسها..

لم يحاول رفع الغطاء.. فقد كانت تتشبث به بكل ما اوتيت من اقوه.. في حالتها هذه أي حركة غير موزومة النتيجه يقوم بها ستأتي له بنتيجة عكسية..

جلس على السرير بجانبها وهو يحدق في تلك الاصابع التي جعلت من الغطاء الملجأ العظيم الذي به ضمنت حياتها!!

كأنها لو تخلت عن ذلك الغطاء لن تعيش يوما آخر!!

انها خائفه!!

لا شك في ذلك.. اطراف اصابعها المبيضه من شدة الضغط تشي بذلك!

لماذا؟!... كيف؟!..

لماذا تخاف مني؟..

مد كفه وفي نيته إحتضان أصابعها بهاإلا أنها وعلى بعد سانتيمترات منها توقفت..

رص قبضته..
كيف تعتقد انها تحتاج لحماية نفسها مني!؟..

بدأ الغضب يدغدغ خلايا عقلي..
استطيع ان اتقبل جهلها بردة فعلي في اول فترات حياتنا معا.. لكن ليس الان..

ليس بعد كل هذا الوقت!!

ألا يحتاج الانسان الى حماية نفسه من الاشخاص الذين لا يثق بهم.. مِن مَن يتوقع منهم الأذى؟.. أنا أعايش ذلك في عملي يوميا لأن السياسية تفتقر الى الثقه لكنني في المنزل!!

لماذا تعتقد انها تحتاج الى حماية مني انا ؟!.. زوجها؟!..

أليس جهلها بتصرفاتي دليل على عدم حبها لي؟!..

لو كانت تحبني حقا لكانت تعرف انني لا يمكن ان أؤذيها وبأي شكل من الاشكال..

اغمض عينيه في محاولة منه للسيطرة على غضبه.. سحب نفسا ليزفره بقوة عللّه يتمكن من لملة اعصابه الثائره..

قال بعد دقائق:
"جود.. انا اريد ان اعرف فقط.."

انكمشت اصبعها اكثر.. وضع يده على مقدمة الغطاء وهو يقول بصوت خافت في محاولة منه لاقناعها بالتخلي عن هذا الحاجز:
"لن اغضب عليك.. لقد اودعت قلبي لديك منذ زمن"

توقف ليسحب نفسا قبل ان يقول:
"ليس هناك شخص يستطيع الغضب على قلبه لذا..
دعيني ارى وجهك"

لحظات وارتخت اصابعها ليتمكن غسان من سحب الغطاء من بين اصابعها.. بقي لفترة احدق في جود التي اغمضت عينيها بقوة كالاطفال..

لن اعبر عن مشاعري الان.. لن انفس عن غضبي الا بعد ان افهم منها كل شيء..

أنا احتاج منها ان تتحدث.. رفع كفه ليمررها على ذراعها فيساعدها على الشعور بالاسترخاء..

حاول رفعها الى وضعية الجلوس وهو يتمتم بكلمات مهدئة:
"لا تقلقي لن اغضب عليك بكل تأكيد"

بدا متأكداً تماما الا انه في الحقيقة لا يستطيع ان يجزم بانه لن يغضب!

فتحت عينيها تدريجيا لكن دون ان تلتقي بعينيه .. فقد اكتفت بأن تحدق في كفيها المعقودتين في حجرها..

سألها بصوت هادئ وقد أستخدم كفيه كغطاء لكفيها:
"لماذا؟.."

اختارت الصمت لفتره.. اختارته شريكا للمحادثه الا ان ذلك لم يطل.. فقد قالت بصوت واهن تلاشى معه الكلمة في الهواء:
"أنا.."

توقفت لتسحب نفسها مهتزا قبل ان تقول بتردد وبصوت هامس:
"لقد اردت قضاء بعض الوقت لوحدي.."

فتح عينيه على اتساعهما.. هذا فقط.. الم تستطع ان تقول هذا لي مباشرة؟!

لما تلجأ الى الكذب؟!

اغمض عينيه وهو يسأل:
"لماذا لم تخبريني بذلك؟!"

نكست رأسها اكثر وهي تقول:
"خشيت تعتقد انني اتهرب من أهلك .. انا احبهم كثيرا"

رفعت رأسها لتقول بعينين تلمعان توسلا:
"كثيرا جدا جدا.."

ذلك التوسل.. ذلك الانكسار جعل غضبي يتبخر في لحظه..

هذا غش حقا... انا لا استطيع ان اغضب وهي ترميني بنظرات كهذه!!

هزت كفيها قبل ان تنكس رأسها مرة اخرى لتهمس :
"فقط بعض الوقت.."

هذا هو الموضوع فقط!!
انا زوجها وشريك حياتها لا تستطيع اخباري بالبسيط من رغباتها.. لماذا؟!

جود من النوع الواضح في تصرفاتها..

جذبته من البدايه بصراحتها.. بقوتها التي تظهر في نظراتها ..

اسرت قلبه كما تأسر الدقائق الثواني.. دون ان تمتلك الثانيه اي فرصة للفرار ..

فالثواني تمر.. الدقائق تمضي .. الزمني يطوي .. ليزداد حبها في قلبه..

يحبها لانها نصفه الاخر الذي لن يجد بديلا له حتى لو درت العالم كله..

مد ذراعيه ليحتضنها ويسند ذقنه على رأسها..

لكن.. احيانا..

اشعر بأنني امام شخص آخر ..

شخص مختلف تماما!


كأطفال يلعبون بالحجاره..

يرمونها على شارع خط عليه بعض الرسومات بالطبشور..

هي لهم سعادة أبديه..

ولغيرهم مجرد شارع وحجارة..

طبشور ملون..






********************************


أشكر كل من قرأ لي
في انتظار تعليقاتكم
واتمنى صدقا أن احصل على اي انتاقد يدفعني الى الأمام أكثر


دمتم بسعاده


ضوء،،

 
 

 

عرض البوم صور futurelight  
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
لأنو, للكاتبة futurelight, ليلاس, مستقبل, لغه فصحى, منتدى قصص من وحي قلم الأعضاء, رماد, رواية رماد ملون, روايه مشوقه, ضياء, ضياء و قمر, قمر, قصص و روايات
facebook




جديد مواضيع قسم الارشيف
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 09:09 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية