لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > قسم الارشيف والمواضيع القديمة > الارشيف
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

الارشيف يحتوي على مواضيع قديمة او مواضيع مكررة او محتوى روابط غير عاملة لقدمها


 
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 13-05-12, 08:29 AM   المشاركة رقم: 6
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: May 2012
العضوية: 241477
المشاركات: 84
الجنس أنثى
معدل التقييم: futurelight عضو له عدد لاباس به من النقاطfuturelight عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 146

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
futurelight غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : futurelight المنتدى : الارشيف
افتراضي

 

اقتباس :-   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عذرا ياقلب مشاهدة المشاركة
   ياهلا فيك بين حبايبك بليلاس واتمنى اشوفك مع القصص المكتمله
جذبني العنوان هلا لرماد اللوان يحمل بطياته الكثير والكثير
قلم يثبت الخطى بتميز <اعتقد ليست المحاوله الاولى في الكتابه
اعشق اللغه العربيه
قريت مقتطفات جد رائعه في سرد الاحداث والوصف اسلوب رائع غير ممل


بانتظار المزيد والمزيد من حرفك


اهلا وسهلا

يشرفني التواجد هنا وان شاء ستكون مع المكتملات بكل تاكيد

فانا حتى الآن كتبت منها ما يجاوز الثمانية فصول..

يسعدني رأيك في قلمي وأقر بانها ليست محاولاتي الاولى


أشكرك عزيزتي على رأيك

دمتِ بسعاده..


ضوء،،

 
 

 

عرض البوم صور futurelight  
قديم 13-05-12, 10:45 AM   المشاركة رقم: 7
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: May 2012
العضوية: 241477
المشاركات: 84
الجنس أنثى
معدل التقييم: futurelight عضو له عدد لاباس به من النقاطfuturelight عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 146

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
futurelight غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : futurelight المنتدى : الارشيف
افتراضي

 

اقتباس :-   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شبيهة القمر مشاهدة المشاركة
   السلام عليكم

حيااك الله بيننا قاارئه وكااتبه ..حللتي اهلا ووطئتي سهلا ..

رمااد ملوون ..؟؟

ربما يرمز للمااضي بأحدااثه ..

عنواان راائع ..وقصه لاتقل روعه عن عنوانهاا ..

ضياء وقمر ..

جمعتهم اياام الطفووله ولهم من معنى اسميهما نصيب ..

فهل هنااك قمر بدون ضيااء ..؟؟

اتوقع سنخووض غماار معركه حااميه بين تلك اللبؤه قمر وقالب الثلج ضيااء

بأنتظااار (ماذا بعد وإلا ...؟؟) >>فيس ضياااء ..

كل الامااني لك بالتوفيييق ..وان تصل رائعتك الى قمه المكتملااات بإذن الله ..

ودي لك


شكراا هتوونه من شفت الاعلااان جيت ركض فيس يثق باختيارك ..


وعليكم السلام والرحمه..


اهلا بك عزيزتي..
ويشرفني صدقا التواجد بينكم هنا..

اعجبني جدا تحليلك لشخصيتيهما وربط اسميهما ببعض..

الاحداث القادمه ستحوي الكثير من المنعطفات وستقلب المعادلات..

وستكون بإذن الله من المكتملات..

سعيدة بمرورك هنا..

دمتِ بسعاده..


ضوء،،

 
 

 

عرض البوم صور futurelight  
قديم 16-05-12, 02:20 PM   المشاركة رقم: 8
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: May 2012
العضوية: 241477
المشاركات: 84
الجنس أنثى
معدل التقييم: futurelight عضو له عدد لاباس به من النقاطfuturelight عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 146

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
futurelight غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : futurelight المنتدى : الارشيف
افتراضي

 





لون الشمس في ذلك اليوم كان قويا جدا.. كل شيء كان يسبح في فضائه فاقدا كل لون اخر ..
لهذا لم استطع تميزك..

اعتذاري لك ايها اليوم الجديد..



 
 

 

عرض البوم صور futurelight  
قديم 16-05-12, 02:27 PM   المشاركة رقم: 9
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: May 2012
العضوية: 241477
المشاركات: 84
الجنس أنثى
معدل التقييم: futurelight عضو له عدد لاباس به من النقاطfuturelight عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 146

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
futurelight غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : futurelight المنتدى : الارشيف
افتراضي

 




اللون الثاني..






"قلمي الأزرق..يرسم زورق ..
وسماء بها شمس تشرق...."

تحرك الجسد المختبىء خلف أغطية السرير التي جمعت ألوانها بين الابيض والبنفسجي..

"قلمي الأحمر..أخذ المنظر
لون كل الورد الأحمر...."

مدت يدا بيضاء نحيله تحمل في نهاية أصابعها أظافراً مقلمة بعنايه..

أبعدت تلك الاغطية كاشفة عن جسدها والبيجاما الحمراء المحيطة به وهي تشهق..

مدت ذراعيها في الهواء تتخبط بهما كمن يحاول الامساك بشيء ما .. كانت تحرك قدميها بين الملاءات في رغبة منها للهرب من تلك الأصوات التي تغنت بترانيم حاملة الموت في طياتها..

"قلمي الأصفر..نظر ..
وفكر.....أين مكان اللون الأصفر؟"

فتحت عينيها وهي تتقاتل مع كل ذرة أكسجين قبل أن تجرها جراً الى رئتيها.. تشهق بقوة يهتز معها جسدها في محاولة بائسة علّ تلك الاهتزازات تسبب في تبخر قطرات العرق التي تغرق كل خلية من خلاياها..

تسارعت دقات قلبها وتعالى صوتها ليصم اذنيها..

بدأ خافقها يأن بصوت عالي.. يعلن انه يوشك على الانفجار تحت ضغط كل ذلك..

تعلقت عيناها الزائغتين بسقف غرفتها بينما أنفاسها تسابق بصرها في سرعتها للوصول الى السقف من مكانها فوق السرير..

لا.. ليس هناك..

فزخارف السقف تبدو واضحة.. ليس هنالك اي أثر لذلك الدخان!!

رفعت كفها لتضعها على قلبها لتربت عليه مطمأنة.. تخبره انه لا داعي للخوف.. أن الماضي لن يعود أبدا..

"قلمي الأزرق..يرسم زورق ..
وسماء بها شمس تشرق...."

جلست لتتلفت بسرعة وبرعب.. لماذا؟!

كان ذلك مجرد حلم!!..

متأكدة من أنه حلم فقط ..

إذاً لماذا لا زالت هذه الكلمات تهز طبلتيها!!

"قلمي الأحمر..أخذ المنظر
لون كل الورد الأحمر...."

نهضت قافزة من السرير لتتخبط في مشيتها باحثة عن مصدر صوت..

ساقيها تشابكتا فتعثرت.. لكنها لم تسمح لنفسها بأن تسقط على الارض.. دفعت نفسها بإتجاه النافذه لتحرك الستائر بقوه..

هي تحتاج أن تجد مصدر ذلك الصوت..

رمت بركبتيها على الارض بقوه ليلحق بها شعرها الطويل نحو الارض وهي تبحث تحت السرير..

صعدت السرير بأنفاس لاهثه وشهقات مكتومه.. مدت ذراعيها تحركهما برعب بين الأغطيه..

كنت أتعثر بين الخطوة والاخرى وانا أبحث عن ذلك الصوت الرائع بدرجة مقرفه والذي يقشعر له بدني كلما سمعته!!

وقفت لأسد أذنيّ وأنا أهز رأسي..

توقف.. ارجوك..
توقف..

أسد اذني عن الطعنات التي يوجهها تنفسي القوي اليها.. يلسعها أنين قلبي..

أما ذلك الصوت..

فيدمرها رويداً رويداً..
"قلمي الأصفر..نظر ..
وفكر.....أين مكان اللون الأصفر؟"

لم يتوقف!!.. لقد اكمل طريقه متعديا طبلتي ليضرب في دماغي!!

رصصت قبضتي بقوة على أذني.. لاسحب بعضا من خصلات شعري بين أصابعي..

كانت فروة رأسي تشتكتي ألماً إلا انني لم أشعر به.. فقد كأن ألم من نوع آخر ينخر رأسي..
هززته في رغبة مني بإخراج كل شيء منه..

هززته في ألم ليقع بصري على السرير الكبير والفارغ..

أين هو؟!..

هجمت على السرير أقلب أغطيته في رعب..

لا يمكن.. أين هو؟!..

هل يعقل أن يكون قد تخلى عني؟!....

كنت اهمس بصوت مبحوح ازهق انفاسه الرعب:
"اين انت؟!... ارجوك... اجبني!..."

عدت لأعبث بأغطية السرير.. لا تتخلى عني..

أزكمت رائحة المفارش المعطرة انفي.. تهاجمني من كل الجهات .. ترغب في القضاء علي!!

رفعت الوسائد لأمرر يدي تحتها بعشوائيه باحثة عنه.. لا تتركني..

وقفت على السرير قاصدة الجانب الاخر من السرير إلا أن قدمي تعثرت فسقطت دافنة وجهي بين الأغطيه..

"أين أنت؟!"

بقيت على وضعي هذا عدة دقائق قبل ان ارفع رأسي قليلا ناحية الباب..

ربما يكون هناك!!

قفزت خارج السرير ثم وقفت محاولة تنظيم انفاسي قبل ان افتح الباب..

حركت يدي في محاولةٍ سريعةٍ مني للتأكد من ترتيب شعري وتلك البيجاما القصيره..

أغمضت عيني قليلا بفعل الضوء القوي وأنا أخطو خارج الغرفة بهدوء..

وصل إلى مسامعي صوته الحاني:
"جود حبيبتي.. ماذا هناك؟... هل ايقظتك؟!.."

فتحت عيني تدريجيا ليقع بصري عليه..

هذا هو.. انه هناك.. زوجي الرائع يجلس هناك..

انه يبتسم لي الان ابتسامته المميزة لتبتسم لي ايضا كل ملامحمه بمشاركة عينيه الصافيتين..
عيناه اللتان تلمعان دوما بالحب الذي يحمله اتجاهي..

هذا صحيح.. انه يحبني!!.. هو لن يغادرني!!..

هو لن يستطيع تركي أبداً ما دام حبه لي موجوداً في قلبه..أريده أن يحبني..

لا.. بل يجب عليه أن يحبني أكثر فأكثر..

فبتلك الطريقه احجز لنفسي مقعدا بجواره في رحلة إلى الأبديه..

ابتسمت بأريحية واضعة كل تلك المشاعر المتناحرة في احد اعمق واقدم متاهات عقلي.. قِدَم عمري أنا..

رسمت ابتسامة هادئة على شفتيها وهي تقول بصوت هامس لكن مسموع:
"لقد افتقدتك حبيبي ولم اجدك بجواري"

رفع يده في دعوة منه للامساك بها، تقدمت متهادية في مشيتيها لتحتضن كفه بين كفيها وتجلس بجواره..

رفع يده الاخرى ليضعها على رأسها قائلا:
"لم استطع النوم لذا نهضت لانهي بعض اعمالي.. لكن.. ما الذي ايقضك حلوتي؟!"

عادت سحب الدخان تلك لتكتم انفاسها وتجهز على ما تركته منها في الحلم..

من بعيد.. كان ذلك الصوت ينادينها..

رصت على يده بينما رفعت يدها الاخرى لتتلاعب بإحدى خصلات شعرها في دلال:
"لقد كنت ابحث عنك.. في احلامي"

ضحك ضحكته الرائعه قبل ان يقول:
"وكيف ذلك؟!"

قالت بحماس:
"كنت اتنزه في حقل كبير من الازهار.. لم اكن لوحدي.. كنت معي نتنزه يدا بيد"

رفعت يدها التي تمسك بيده وهي تقول:
"بهذه الطريقه.. في لحظات تعالى صوت الاجراس والعصافير لتختفي انت معها"

كانت تتحدث بإنفعال لن يترك لاي شخص المجال لمجرد الشك بأنها تكذب..

قال ضاحكا:
"ماذا؟!... هل كنت انا السندريلا في حلمك.. هل عدت لارتداء الملابس الرثة بعد ذلك"

شاركته الضحك ثم وقفت امامه.. خبأت كفيها خلف ظهرها لتنحني قليلا أمامه وهي تقول:
"لا تقلق.. لقد بحثت عنك لفترة قبل ان اجدك وانت تصنع طوقا من الازهار.. لقد كنت ترتدي ثيابك دون اي تغيير.. وضعت الطوق على رأسي ثم.."

هزت رأسها لتتساقط خصلات شعرها السوداء كالشلال على جانبي وجهها:
"وانتهى الحلم"

رفع كفه ليداعب تلك الخصلات في صمت.. مد يده لها كي تضع كفها بها.. وكأنها تنتمي الى هناك بين كفيه الكبيرتين ليمسد بأصابعه ظاهرها.. رفع حاجبه وهو يقول بصوته ذي البحة المميزه:
"حسب تفسيري للحلم... فهذا يعني انني احبك"

رسم ابتاسمة جانبية على شفتيه بينما جلست هي بجواره.. اقترب منها قليلا ليطبع قبلة على جبينها وهو يتمتم:
"لكِ.. بدلا عن طوق الازهار ذاك"

هكذا.. يجب عليك ان تحبني وحدي دون اي احد اخر..

لا تنسَ ذلك..

عكست المرآة صور الجميع الا صورتها هي..

فقد تم اغتيال انعكاسها قبل ان يرسمه الزجاج..







*********************************

 
 

 

عرض البوم صور futurelight  
قديم 16-05-12, 02:38 PM   المشاركة رقم: 10
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: May 2012
العضوية: 241477
المشاركات: 84
الجنس أنثى
معدل التقييم: futurelight عضو له عدد لاباس به من النقاطfuturelight عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 146

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
futurelight غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : futurelight المنتدى : الارشيف
افتراضي

 







كانت نظاراته الطبيه تعكس الاضاءة الصادرة عن شاشة الحاسوب وما بها من معلومات..

شبك أصابعه تحت ذقنه النامية قليلا والإستغراق في التفكير يغزو ملامحه..

بعد اقتناع بما رآه قام بطباعة الصفحة.. نهض من مكانه ليغادر عيادته ويعود بعد دقائق حاملا أوراقاً في إحدى يديه..

أستند الى المكتب وهو يحدق في جدول إحدى المؤتمرات التي يعتزم حضورها... رن الهاتف ليرفع سماعته بذهن شارد.. قال بصوت حاد وحاجبين معقودين:
"نعم"

لحظات وانفرجت أعظم أسرار الكون التي تعشش في ملامحه.. غزت البسمة وجهه لتتجلى عند شفتيه..

قال بصوت نسجه الحبور والأمل:
"أوه.. إنها قمر.. كيف حالك يا صغيره؟"

اخترق صوتها سماعة الهاتف جارحاً ومدافعاً وكما توقعه:
"توقف عن مناداتي بهذا الاسم!"

رمي بجسده على المقعد بسعاده.. استند الى مقعده ليهزه بتسلية.. قال ببرود في محاولة منه للحصول على ردات فعل أكبر منها:
"لماذا؟!... تعجبني هذه التسميه"

وصله صوتها يفح بغيض لم تستطع التحكم به:
"أولا.. لا يحق لك ان تطلق علي اي اسم او لقب..
ثاينا.. انت تعلم منذ زمن ان اي شيء له علاقة بالحجم هو موضوع محظور لدي!"

لم تتغير هذه الفتاة ابدا.. فهذه هي الفتاة المندفعة التي أعرف، تقول ما تفكر به دائما دون أي تردد أو خوف..

كانت دائما ما تشعرني بأنها لو واجهت جيشا بأكمله سوف تنتصر عليه وبقوة إرادتها فقط..

انها لو أرتدت المعطف الذي يتدثر به الملوك عادة.. إن أمسكت في كفها الصغيرة صولجانا.. و وضع على هامتها ذلك التاج الذهبي ..

ثم جلست فوق كرسي الملك لأدت دورها بكل جدارة وسهوله حتى وإن لم تطل قدماها الأرض..

تسللت إلى عيني صور من احد دهاليز ذاكرتي.. تسللت لأراها وهي تتشاجر مع اثنين من الصبية وكأن ذلك يحدث الان..

كان أحدهم يشد شعرها من الامام بينما الآخر فقد قام بتثبيت يديها من الخلف..

لكن تلك الطفلة لم تكن لتستسلم لشيء كهذا.. كانت ترفع ساقها لتضرب بقدمها كل ما تطاله من الصبي الذي يشد شعرها..

ركضت نحوهم وأنا أصرخ على الصبية اللذين ما إن انتبهوا إلي حتى فروا هاربين..

تركوها لكنها لم تتوقف عند هذا الحد بل انطلقت لتلحق بهم دون تردد لولا انني اوقفتها.. التفت الي بغضب:
"دعني الحق بهم.."

قلت وانا انفض شعرها القصير جدا عن الغبار:
"لقد انتهى هذا القتال"

ابعدت يدي بغضب وهي تقول:
"الم اقل لك من قبل أن لا تتدخل في معاركي!"

قلت وانا اهز كتفي لاسحبها معي نحو اقرب حنفية للماء:
"لو كان قتالا متكافئا.. شخص لشخص.. لم اكن لاتدخل.. لكن اثنان ضد واحد!"

غسلت الجرح الذي يعلو انفها.. بينما سألتني هي بغضب:
"هل تشك بقدرتي على هزيمتهما معا؟!"

اخرجت ضمادة من جيبب بنطالي لاضعها على الجرح ثم قلت كاذبا كي لا ادفعها للتشاجر معهما مجددا :
"كنت قلقا عليهما وليس عليك انت"

حاولت ان تحتقظ بغضبها وان تمنع ابتسامتها التي تأبى الا وان تتسلل الى شفتيها لتقول بغرور:
"ساسامحك هذه المرة فقط.. لكن اياك ان تتدخل في المرة القادمة حتى لو كنت اتشاجر مع ابناء الحي كله"

انا اعلم.. انها حتى لو حدث ذلك لن تذرف دمعة واحده..

تلك المخلوقة القصيرة تمتلك طاقة تفوق طولها بأمتار!!

او على الاقل لم يكن الالم الجسدي شيئا يسحب دموعها خارج اطار عينيها... لذا في المرة الاولى التي شاهدتها فيها وهي تبكي بحرقة، وقفت لاشاهدها وانا عاجر عن ان اقوم بأي تصرف..

لماذا يبكي شخص لم يكن يفترض به ان يبكي!

فقد كانت قمر ذات الثمان سنوات تدفن رأسها بين ركبتيها المثنيتين على احد مقاعد الحديقة التي تتوسط حينا..

لقد اختفت من المنزل ولذا طلبت والدتها من أمي بحكم الجيرة ان اذهب للبحث عنها ، وذلك لأن والد قمر لم يكن موجودا في المدينة في ذلك الوقت فلم يكن هناك احد غيري ليقوم بهذه المهمه..

بالذات ان ما يحدث بيننا وبين الدولة الشرقية كان في بداية مناوشاته..

كانت تبكي بدون صوت.. لم يكن هناك اي دليل على بكاءها الا الطريقة التي كانت تشد بها بقبضتيها الصغيرتين على ساقيها كي تمنعهما من الارتجاف..

اقتربت منها لأضع كفي على رأسها بينما وكما النعامة دفنت رأسها أكثر بين ركبتيها..

ناديتها هامسا كارها ان اقاطع خلوتها:
"قمر"

رفعت رأسها ليقع بصري على ملامحها التي تستنجد غارقة بالدموع.. مرت لحظات وهي تحدق بي قبل ان تقول وصوتها يتهدج بالبكاء:
"ضياء.. اخبرني ماذا افعل؟!"

جلست على المقعد بجوارها لتكمل بصوت باكٍ:
"انا لا انفع كفتاة.. كما انني لست الصبي الذي يتمناه الجميع.. انا لا انفع لشيء؟!"

كنت بالكاد استطيع ان تفهم ما تنطق به... فقد كانت تشهق بين كل كلمة واخرى.. لم تتوقف ايضا عن رفع يدها لتمسح بظاهر كفها دموعها وكأنها ستتوقف الا انها تستمر بالظهور وكأنها لا تعرف لكلمة النهاية اي معنى!

"تقول جدتي انه بعد انتظار طويل لقدوم الولد جئت انا كفتاة ليخيب امال الجميع.. ايضا انا لا انفع كفتاة فأنا لست كبقية الفتيات.. فانا لا العب بالدمى وافضل اللعب مع الاولاد على ذلك، كما وانني لا البس فسانا الا واتسخ او تمزق خلال وقت قصير!..

ماذا افعل؟!..
لماذا جئت الى هذه الدنيا اذا لم اكن الطفل الذي ينتظره الجميع؟!.. لماذا لم اولد كصبي منذ البداية؟!.. سيكون والداي اكثر سعادة اذا حدث ذلك"

اخذت امسح على رأسها وانا اقول مطمئنا:
"لا تقلقي.. انا متأكد من انهما سعيدان بك ويحبانك كثيرا..
هل تذكرين الطريقة التي يبتسمان بها اليك وكيف ينظران اليك؟..
انت تعلمين انهما يحبانك لذا توقفي عن البكاء"

نظرت الي بعينين تملأهما الدموع:
"هل تتوقع هذا؟!"

قلت بابتسامة مؤكدا بثقة شخص يكبرها بسبع سنوات:
"بكل تاكيد واذا راودك الشك يوما ما فتستطيعن سؤالهما عن ذلك!"

وقفت وأنا اكمل ماداً يدي بإتجاهها :
"والدتك قلقة جدا.. فلنذهب إلى المنزل"

في طريق عودتنا إلى المنزل استوقفتني لتسألني:
"ضياء.. جدتي تقول انه عندما اكبر، لن يرغب اي شخص بالزواج من فتاة مثلي"

ضحكت وانا اقول:
"لا تقلقي.. سيكون هناك بالتأكيد شخص سيتزوجك"

قلت هذا دون ان يخطر ببالي ابدا انني سأكون هذا الشخص.. فبعد فترة ارتبطت في عقلي فكرة الزواج بهذه الفتاة..

قال وهو يرص بيده على سماعة الهاتف محاولا بذلك السيطره على ضحكاته:
"ربما يجدر بي التفكير في لقب اخر"

مرت لحظات تشاجر فيها الصمت مع اسلاك الهاتف ليصلني صوتها بعد ذلك:
"لا ترهق نفسك.. فهذه هي المرة الاخيرة التي تسمع فيها مني شيئا"

عقد حاجبيه وهو يستقيم في جلسته:
"لا اعتقد ذلك"

قالت متجاهلة كلامه:
"إذا لم تغير رأيك فليس لدي أي شيء لأقوله لك"

بهذه الجملة اختتمت المكالمة مغلقة الهاتف في وجهه..

أبعد سماعة الهاتف عن اذنه ليحدق فيها فترة من الزمن قبل ان يقول:
"اتغلقين الهاتف في وجهي؟!.."

كيف امكنها ان تفعل بي ذلك.. ماهذا؟!

هذه الفتاة كبرت لتنحدر اخلاقها!!

اعدت سماعة الهاتف الى مكانها للحظات قبل ان اعاود رفعها مرة اخرى وفي نيتي الاتصال بها.. لكنني اعدت السماعة مكانها مرة اخرى..

بنفس القدر الذي استنكرت واغضبني فيه تصرفها، بالقدر نفسه كنت متيقناً في قرارة نفسي من ان اتصالي عليها سيجعلني اخسر هذه اللعبة وسأفقد الفتاة الى الأبد..

استندت الى المقعد وانا أغمض عيني.. كيف اسمح لهذه الفتاة التي انقذتني ذكرياتي معها بالهرب مني؟!

أطبقت أصابعي بقوة على ذراع المقعد.. عندما اكتشفت سر أبي الذي حاول اخفاءه على الجميع..
عندما حاولت كشفه تخلص مني.. رماني عند جدي في الشمال..

قضيت شهورا هناك.. كان جدي شخصا صارما.. اجبرني على التصرف كرجل على الرغم من انني لم اتجاوز سنوات مراهقتي الأولى ..

ارتسمت ابتسامة واهنة على شفتي والذكريات تعود..

ارتحلت الى ذلك اليوم الذي حرمني في جدي من تناول الطعام لأنني رفعت صوتي في نقاش محتد مع إبن الجيران..
"الرجل النبيل هو فقط من يستحق تناول الطعام.. أنا لا أقدم الطعام لمن يتصرف بطريقة غير لائقة"

في ذلك المساء حاولت سرقة الطعام كي أغذي عصافير بطني.. إلا أنني لم أفلح.. فقد كشفت.. وانتهي الامر بي في المبيت بالخارج..

قضيت الشهور الأولى على طبول حرب أقمتها مع جدي..

أطرافها رجل عجوز ذو خبرة واسعة في الحياة ومراهق يريد أن يختبر كل شيء..

في كل مرة أشعر بالوحدة أتذكرها..

الطريقة التي تحارب فيها لإثبات وجودها..

الصبر الذي تظهره والذي لا يليق بفتاة صغيرة مثلها..

لهذا أنا أحق شخص بها..

عقدت حاجبي وأنا أزفر .. جدي العزيز.. تلك الفتاة لن تكون إلا لي أنا فقط..

رفع سماعة الهاتف بمزاج قاتم اللون كي يطلب من الممرضه ادخال المريض التالي..

فتح باب الغرفة ليصطدم في الجدار بقوه معلنا عن دخول وحش من الحجم الصغير..

كانت والدته تسحبه من ذراعه اليمنى بينما رفع هو كفه اليسرى ليضرب يديها وهو يصرخ:
"قلت لك لا اريد..
الابرة مخيفة .. لا ارغب بواحده..
قلت لي اننا سنذهب الى متجر الالعاب وخدعتني.. اكرهك.. الا تفهمين؟!"

سرعان ما استدار ضياء بمقعده ليدعي البحث عن شيء يقع خلفه.. عقد حاجبيه بضيق..
مثل هذه المناظر مؤلم للعين.. ترى..

هل اضمحلت الاخلاق لدى صغار الحجم هذه الايام؟..

كانت صرخات الصبي تعلو وتعلو.. كانت الرغبة تجتاحه بالوقوف امامه والقول بحده:
"يا صبي.. هذا المكان ليس ارض لعب كي ترفع صوتك.. الا تعرف شيئا عن احترام الكبير يا قليل التهذيب؟!"

ازدرد ريقه مبتلعا تلك الكلمات.. فهذا شيء لا يجدر به كدكتور اطفال التفهوه به..

رفع يده ليمسد تلك العقدة التي تشكلت بين حاجبيه.. لا توجد إلا طريقة واحدة للتعامل معهم.. هذا الصبي وتلك الفتاة..

رسم ابتسامة على شفتيه وهو يدور بمقعده ليستخرج قطعة من الحلوى.. مد كفه الى الصبي وهو اقول:
"ربما ليس هذا هو المتجر الذي تريد.. لكنك هنا تستطيع الحصول على الحلوى"

هذا ما يحتاج اليه الوضع.. فرصة لبداية جديده..

لذا سوف يتركها هذه المرة الا انها سوف تدفع الثمن غاليا اذا حدث ذلك مرة اخرى في الايام القادمه..

لم تطل هذه الايام اذ بعد اسبوع قريبا فتح باب مكتبه بقوة لتدخله كالإعصار الهائج..

لا.. لم تكن كالإعصار أبداً.. كانت قطة غاضبه.. دخلت مكتبه مشمرةً عن مخالبها وقد عقدت العزم على تقطيعه بين اللحظة و أختها..

كانت عيناها تشتعلان غضبا خلف ستار من الدموع... إلا انها لم تسمح لأي دمعة بالفرار من هذا الحصار.. وقفت لتضرب بكفيها المكتب مصدرة صوتا مدويا...

وقفت أنا وقد التفت الصدمة حول عنقي لتخنقني بقسوة و تلجم لساني وأنا اراقب لمعان تلك الدموع دون أن استطيع قول أي شيء..

إزدردت ريقها عدة مرات في محاولة منها للسيطرة على غضبها ومع ذلك خرج صوتها محترقا ببحة غضب:
"أعدك.."

شدت قبضتيها على المكتب لتكمل:
"سوف تندم على ذلك حتى اخر يوم في حياتك"

رفعت قدمها لتعيدها إلى الارض بقوه وهي تصرخ:
"اكرهك"

لم تكد تنهي كلمتها حتى استدارت مغادرة المكان وليضع الباب المرتطم بالجدار خاتمةً لتلك المحادثه!!

ما الذي حدث للتو؟!!

ترتدي الصدمة اقبح ثيابها عندما تعتقد انك على معرفة تامة بكل اركانها..

عند ذلك تأتي برائحتها النتنه وتقدم لك صفعة من الوزن الثقيل..







***********************************

 
 

 

عرض البوم صور futurelight  
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
لأنو, للكاتبة futurelight, ليلاس, مستقبل, لغه فصحى, منتدى قصص من وحي قلم الأعضاء, رماد, رواية رماد ملون, روايه مشوقه, ضياء, ضياء و قمر, قمر, قصص و روايات
facebook




جديد مواضيع قسم الارشيف
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 07:42 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية