لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > قسم الارشيف والمواضيع القديمة > الارشيف
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

الارشيف يحتوي على مواضيع قديمة او مواضيع مكررة او محتوى روابط غير عاملة لقدمها


 
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 15-12-12, 07:34 PM   المشاركة رقم: 86
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: May 2012
العضوية: 241477
المشاركات: 84
الجنس أنثى
معدل التقييم: futurelight عضو له عدد لاباس به من النقاطfuturelight عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 146

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
futurelight غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : futurelight المنتدى : الارشيف
افتراضي رد: رماد ملون

 




في الليلة الماضية وقبل منتصف الليل..



خرج من المستشفى بعد انهى ساعات عمله تعويضا عن الساعات التي قضاها في مدينة الملاهي اليوم ..
نفس المعطف الشتوي الأبيض الذي شهد الكثير من أحداث حياة هذا اليوم الطويل..
بداية اعلنت قمر أنها ستقبل مساعدته ثم طلبتها فعليا!!
قابل زوجة والده اليوم !!
أحكم من لف الوشاح الأسود حول عنقه.. ابتسامة ارتسمت تحت زوج من العدسات الطبيه.. تلك الأحداث تركته بشعور جيد..


لكن..
لم يعلم ان ذلك المعطف لن ينتهي اليوم وهو يحمل نفس اللون ..
لون أحمر سيلطخه!!
دمه هو!!


سار بخطوات سريعة نحو سيارته ..
في لحظة توقفت خطواته عندما لمح سيارة تتقدم من بعيد.. تمكن من تمييز صاحبها مباشرة.. لذا اضمحلت ابتسامته وذبلت كنبتة لم تسقى جيداً..
توقفت تلك السيارة السوداء ليفتح سائقها الباب المجاور للسائق وكانه يطلب من ضياء الصعود..
اطل والده بوجهه ليقول بوجوم:
"اركب"


على الرغم من الفضول الذي استعر في نفسه للسبب الذي يدفع والده للتواصل معه وهو الذي كان يتجنب التواصل معه سابقاً لكنه كان سيرفض..
لكن ماذا يفعل رجل المثل العليا أمام طلب من والده..
حتى لو كان غاضبا عليه لا يمكن يسمح لنفسه ان يوسم بالعقوق!!
فرصة أخيرة سيعطيها لوالده حتى بعد كل هذه السنوات..
فرصة أخيرة لم يعلم انها ستقوده الى حتفه!!



ما إن اغلق باب السيارة حتى احاط به دفء مشوب برائحة السجائر .. عقد كفيه في حجره وهو يزفر نفساً..
هذا يعد أعمق احتكاك بينه وبين والده منذ زمن.. منذ أن كان صبيا مراهقاً..
انطلق والده بالسيارة دون أن ينطق بحرف.. لا يوجد بينهما تواصل بالكلمات لكن.. الا يعد الصمت أبغ وسلة في التواصل..
الا يختصر الكثير من المسافات ليكشف صفحات مطويه في شخصية صاحبها .. الا يحكي عن سنوات خلفتها السنوات ..


تنقلت عينا ضياء في السيارة لتلمحا منفضة مليئة بأعقاب السجائر..
هل كان والده مدخنا شرهاً هكذا؟!..
ربما شاركه شخص آخر.. لكن الأعقاب التي تميل بطريقة متماثله جعلته يتراجع عن تلك الفكرة.. كل ذلك خلّفه شخص واحد!


رفع بصره الى والده..
هل يمر بظروف مقلقة الى هذه الدرجة؟..
سوى ضياء من كتفيه وهو يستند الى المقعد.. ربما .. وربما يكون ذلك من مخلفات شخص آخر..
لم يتنظر والده ليبدأ في الحديث إذ قال وعيناه معلقتان بالطريق:
"الى أين؟"
مرت لحظات صمت كان والده فيها ينتقي بعنايه ما سيفصح عنه.. لكن.. يبدو انه تراجع اذ قال بأسلوب قاطع:
"ستعرف قريبا"


كان في إمكانه أن يسأل الكثير لكن لِمَ يفعل وهو يعلم أنه لن يحصل على أجوبه.. فلطالما كان الصمت لديه ليس أبلغ لغة تواصل فقط بل وسيلة تضعه في موقف قوه وغموض أمام غيره..
توقفت السيارة بعد فترة قصيره أمام أحد المنازل.. نزل الوالد بسرعه ليتبعه ضياء بخطوات متأنية..
ما يهم هو الثقة بأنني قادر على التعامل مع أي شيء يعترض طريقي.. هكذا فكر وهو ويعبر باب المنزل..


قطع بهو المنزل ليفتح باباً جانبيا يفضي الى درجات مظلمه تتجه الى أسفل .. تبعه الى الأسفل لتنتهي الدرجات عند قبو فسيح..
لم تكن هناك الكثير من الإضاءة، فقط مصباحان تعلقا بأحد الزوايا لينيراها.. توقف والده عند تلك الزاوية بينما بقي ضياء واقفاً على العتبة الأخيرة من الدرج..
تعالى صوت من العتمة:
"أهلا وسهلا بك دكتور ضياء"


تقدم صاحب الصوت ليظهر رجل ثلاثيني يرتدي بزة وبنطالاً أسودين .. عقد ذراعيه أمام صدره ليقول بابتسامة بينما تنقلت عيناه على ضياء:
"سمعنا عنك الكثير"


خطر!..

تعلقت عينا ضياء به كمصدر أذى محتمل .. يمكن لأي شخص تمييز من يمكن أن يؤذيه.. هذا الشخص الواقف أمامه سيكون سعيدا بطعني على حين غفله..

هذا الرجل خطر!..

لقد تبعت والدي بثقة أن الموضوع الذي يحتاجني لأجله سيكون شيئا له علاقة بعائلته الأخرى ..
تبعته متناسيا تحذير زوجة والدي التي نصحتني بالابتعاد عنه..
رص قبضتيه المرميتين بجواره دون أن يتحدث..
ما الذي أقحمتني فيه يا والدي؟!!


صوت خطوات من بعيد اقتربت شيئا فشيئا ليظهر شاب عشريني داكن البشرة.. اقترب من ضياء ليمسك بذراعه ويقول بملامح فزعة وتوسل:
"أنقذه.. أرجوك"
لم يبعد ضياء بصره عن الرجل الذي يقف في الخلف وهو يقول بحده:
"ماذا تعني؟"
تكلم هذه المرة الرجل:
"لدينا مصاب ونريد منك القاء نظرة عليه"


تحرك الرجل ليقف بقرب مقدمة الدرج ليشير الى ضياء بإتباع الشاب الأصغر سنا..
لم يكن هناك بد من اتباع ذلك إذ لا يمكنه التراجع الآن وذلك الرجل يقف بجوار الدرجات ليمنعه من الخروج..
تقدم الى الأمام وهو يلقي نظرة الى الخلف فيلمح ابتسامة الرجل الجانبية وليقع بصره على والده وهو يعانق السيجارة المعلقة بين أصابعه!!
عقد حاجبيه بحنق وهو يسير بخطوات قوية حانقه لتهتز خصلات شعره وكأنها تعلن احتجاجا على الوالد الذي أقدم بكل جرأة على وضع ابنه في مواجهة ناس كهؤلاء..


دلف الى غرفة مضاءة جيداً يستلقي على سرير فيها رجل يتألم بينم جلس على المقعد المجاور للسرير رجل ذو شعر معقوص خلف عنقه..
ابتسامة باردة ارتسمت على شفتي الرجل الأخير في تجاهل تام لألم المستلقي على السرير..
اقترب الشاب الأسمر من السرير ليقول بقلق:
" دكتور.. ارجو منك القاء نظرة على اصابة صديقي"
اختتم كلامه وهو يكشف الغطاء عن ساق المريض.. قماش التف حول فخذ الرجل ليُربط حولها بقوه كي يبطء من جريان الدم الى بقية رجله.. قبل أن يصل الى ساق تعلوها جراح غزيرة يظهر من أحدها قطعة زجاج كبيره..


اتسعت عينا ضياء قبل أن يرخي أحد ركبتيه لتلامس الأرض فيما ثنى الأخرى أمامه ملقياً نظرة قريبة على إصابة الرجل..
لاحظ أطراف أصابعه المزرقة..
قال بصوت عملي:
"لقد خسر الكثير من الدماء.. يجب أخذه الى المستشفى في الحال كي يتم خياطة الجرح بعد تنظيفه وتعقيمه
كما يجب أن يأخذ حقنة ضد الكزاز..
كل ذلك يجب أن يتم بسرعه قبل أن تتعرض ساقه الى البتر!!"
فزع الشاب فيما قال الآخر ببرود:
"دكتور.. تعرف ما يجب عليك فعله"
التفت ضياء بحنق باتجاه الرجل:
"أنا دكتور أطفال يا رجل.. يجدر بمختص معالجة حالته"
صاح الرجل طويل الشعر قائلا بحده :
"فقط قم بعملك!"
تشابكت نظارته الحاده ببصر ضياء من خلف عدساته الطبية للحظات ليقول الأخير بعدها مقرراً دون استفسار:
"لا تستطيع أخذه الى المستشفى !..
أنتم خارجون عن القانون أصيب احدهم خلال فرارهم.. ماذا فعلتم كي يصاب بإصابة كهذه؟!"


فزع الشاب الأصغر أما الأكبر فملامحه لم تهتز.. لكنها غادرت وجه ضياء الى ما خلفه بعد لحظات.. لم يكد ضياء يلتفت الى الخلف الا والتصق معدن بارد بمؤخرة رأسه..
سرت قشعريرة بموازاة عموده الفقري لتتجمد حركته.. احتبست أنفاسه حارة في رئتيه ليتوقف الحجاب الحاجز عن الحركة.. حتى تلك العضلة تعلم كما جميع عضلاته الهيكلية أن أي حركة يقوم بها قد تضعه في موقف لا يحسد عليه..
وصل صوت مبحوح من خلفه:
"جلوك (Glock)..
هذا المسدس وبعيار 9 ملم يستطيع ايقاف حياتك حتى قبل أن ترمش بعينيك"


ازدرد ضياء ريقه .. فعلها مرة أخرى قبل أن يتمكن من سحب نفس انتشر في رئتيه بارداً بشكل غريب..
شد قبضته وأرخاها عدة مرات قبل أن يخرج صوته ثخينا أكثر من العادة:
"قلت لك أنني دكتور أطفال"
تحرك الرجل الثلاثيني مبعدا مسدسه ليجلس على طرف السرير .. أتكأ بمرفقيه على ركبتيه ليحني ظهره ويقترب وجهه من ضياء .. قال وهو يحرك يده التي تمسك بالمسدس المزود بكاتم صوت:
"أعلم ذلك.. فقط قم بما عليك فعله"

قال ضياء دون أن يقاطع ذلك التواصل البصري الذي يجمع بينه وبين الرجل:
"ماذا عن الأدوات الطبية التي أحتاجها؟"
حافظ الرجل على ابتسامته الباردة بينما تحرك الشاب ليضع حقيبة وهو يقول:
"هنا الكثير مما قد تحتاجه"


رفع ضياء كفا مرتجفة الأصابع ليمررها في شعره.. ما العمل؟!
أغمض عينيه مفكراً..
ما هي الخيارات التي أمامي..

إما أن اهرب وهو ما يبدو مستحيل الحدوث إن فكرت بكونهم مسلحين حولي..
أستطيع رفض معالجته لكن لا يمكن أن يدعوني بسلام بعدما عرفت أشكالهم.. لذا على الأغلب سيقومون بالتخلص مني..
إذا أنا مجبر على معالجته..

في الحقيقة ..
أنا وبحكم مهنتي لم أعتد أن أترك شخصاً يتألم دون اهتمام.. كيف إن كان ذو اصابة عميقة..
لكن كيف أقوم بمعالجة مجرم .. إن فعلت ذلك أصبحت شريكاً معهم..
ثم لا يوجد ما يضمن لي خروجي سالما من هنا بعد أن أقوم بمعالجته.. لكن.. ربما وجود ذلك الوالد الحقير قد يساعدني في الخروج من هنا سالما إن فعلت لهم ما يشاؤون..
احتمال ضعيف لكنني مجبر على التمسك به..
كل تلك الأفكار توالت خلال ثوانٍ في عقله قبل أن يفتح عينيه ليتعلق بصره بتلك الساق الدامية..
سيعالجه ثم سيبلغ عن كل ما رآه هنا إن خرج سالماً..



عقد حاجبيه بينما انحنى ليتناول تلك الحقيبة وينشر الأدوات المعقمة والضمادات أمامه..
من أين حصلوا على كل هذا؟!..
ربما قاموا بسرقتها من أحد المستشفيات..
تناول قفازين أزرقي اللون ليباشر في ارتداءهما فيما انزلقت خصلة من شعره على جبينه..
قال بحده:
"من المفترض أن يكون تحت تخدير كامل.. هو الآن فاقدٌ للوعي.. إن استفاق في أي لحظة سيشعر بالألم مضاعفاً.."
التفت نحو الشاب ليكمل :
"ساعدني في تثبيت ساقه كي لا يقوم بتحريكها فجأة"


فعل الشاب ما أمر به بينما تناول ضياء البيتادين ليبدأ في سكبه عشوائيا فوق الجرح بغية تعقيمه..
تناول المشرط والملقط ليباشر عمله في استخراج قطع الزجاج وهو يشتم والده عدة مرات في الدقيقة..
ذلك الوالد الذي عرض ابنه الى خطر كهذا.. من الخسارة أن يوصف من هم مثل ذلك الرجل بالأبوة..

من العار أن يكون ابناً لذلك الرجل.. كنت أعتقد أنه والد سيء..

لكن..
يبدو أنه رجل سيء على جميع المستويات..

خلع قفازاته بحاجبين معقودين.. لهذا قامت زوجته بتحذيري من التعامل معه..
ترى هل تجرأ على وضع زوجته في مواجهة على هؤلاء الناس ؟!

ذلك الوغد!!
تبع الشاب الى صنبور مياه يعلو حوضاً قديما .. غسل كفيه وهو يشتم ذلك الوالد للمرة المليون..
عاد الى الغرفة مشيعا بنظرات الرجال فيما تنقلت عيناه في كل شيء .. لن يغفل عن أي تفصيل قد يستطيع تقديمه للشرطة فيما بعد..

التقط الحقيبة ليستخرج منها بعضا من مسكنات الألم والمضادات الحيوية.. مدها الى الشاب وهو يقول:
"المسكنات حسب الحاجه.. أما المضادات الحيوية فكل ثمان ساعات"
استخرج كيس محلول وريدي ليناوله الى الشاب ويطلب منه رفعه الأعلى فيما وصل طرفه الآخر بالمصاب..
قال ضياء ببرود:
"اما أن تقف هكذا او تعلق الكيس بشيء ما.. افعل ما تريده لكن حافظ عليه في مستوى مرتفع"


نهض صاحب المسدس ليشير الى ضياء باللحاق به..
لم يلحق به مباشرة بل توقف في مكانه للحظات يعد نفسه لمواجهة الأسوأ .. أما الخروج من هنا أو أن يهوي نحو القاع.. يعد نفسه لمواجهة مقيتة يعلم أنها بانتظاره مع والده..
بعد أن التفت الرجل يستحثه على التحرك تبعه ليغادرا الغرفة باتجاه السلالم.. جالت عيناه في ذلك المكان الوسيع لكنه لم يلمح أثراً لوالده..

إما انه اتخذ من الظلمة ستاراً او انه غادر المكان هرباً من المواجهة الموحلة!!
قبل أن يبتعد كثيرا طرق مسامعه صوت من تلك الغرفة:
"تبدو إصابته مؤلمة جداً"
"كان يعلم أنه قد يصاب عندما قرر أن يكون غِطاءً لهدفنا الأساسي"
"آه صحيح.. جيد أننا نجحنا في الحصول السجلات التجارية للشركات.."

كان للحديث بقيه لكن لم يسمعه إذ ابتعد عن الغرفة..

تبع الرجل الى الأعلى ليغادر ذلك القبو نحو البهو الخارجي للمنزل..
كان الجو بارداً مشبعاً بضباب ما قبل الفجر.. في الأحوال العادية لكان معطف غير طافيا ليدفئ جسده في هذا الجو.. لكن الآن ومع كل ما يمر به كانت غدده العرقية تعمل بجد..


ترى هل يمكنه الهرب الآن؟!..
ألقى نظرة خاطفة على الرجل الذي يتقدمه بخطوة واحده ليلمح مسدسه.. في ذلك مخاطرة لكن ربما يستطيع فعل ذلك إن تحين الفرصة المناسبة..
بحث بعينيه عن البوابة التي تفتح الى الشارع..


عندما وجدها تباطء في سيره لاختبار رد فعل الرجل على أي حركة تصدر منه .. لكن وكما توقع سرعان ما التفت الرجل باتجاهه بينما اشتدت قبضته على المسدس..
لا يمكنني الهرب الآن.. هذا ما فكر به بينما اتخذت خطواته وتيرتها المعتادة وهو يلحق بالرجل الذي توقف أمام باب آخر.. لم يكد يمس المقبض حتى فتح الباب بقوة ليظهر شخص لم يتوقع وجوده ..



وقفت زوجة والده عند الباب تنظر للرجل بحده قائله:
"أوغاد!!"
حولت نظرها باتجاه ضياء لترمي نحوه نظرة معتذرة!!

ذلك الوغد..
جعل من قبو منزله مركزا لهذه العصبة!!

أن يترك هؤلاء الرجال بالقرب من عائلته.. سار دمه حاراً في عروقه غيرة على محارمه..
لا يمكن أن يسمح بذلك.. إن كان والده وغدا فهو ليس كذلك..
تقدم خطوة الى الأمام وفي نيته أن يقف حاجزا بين زوجة والده والرجل.. قال الرجل ببرود:
"أختاه لا تتدخلي فينا لا يعنيك"


جمد ضياء في مكانه..
هل هي أخت هذا الرجل الخطر؟!..
ربما تكون متواطئة معهم على الرغم من الغضب الذي يغزو ملامحها ؟!
هل كانت تخدعني ذلك اليوم الذي حذرتني فيه من والدي؟!..

عقد حاجبيه متذكراً.. في ذلك اليوم اعتذرت عن سرقة والدي من عائلنا مجبرة قبل أن يبيعها أخوها المدمن!
ربما..
رفع بصره باتجاهها ليجدها تحدق به قبل أن ترمش بعينيها ببطء متمنية أن يفهم المغزى خلف حركتها..


عندما رفع الرجل ذراعه التي تعلق المسدس في نهايتها كي يبعدها عن طريقه امسكت بها لتلتفت باتجاه ضياء صائحة بنظرات متوسلة:
"الآن"


أتساعده على الهرب؟!
هل تخاطر بنفسها من أجله الى هذه الدرجة؟!
هي تعلم أن أخيها الوغد لن يتوانى عن إيذائها لكن لا يمكن أن يفر بذاته ليتركها تلاقي غضب الرجل..
عندما شاهدت تردده قالت وهي تصارع أخيها الذي لم يتوقف عن الشتم وهو يحاول تحرير يده:
" بسرعه "


تراجع خطوة الى الوراء .. لا يمكنه أن يضيع فرصة كهذه خاطرت هي بذاتها كي تصنعها له..
استدار كي ينطلق راكضاً باتجاه الباب فيما نجح الرجل بتحرير يده ليضربها على وجهها بمسدسه فتنهار زوجة والده على الأرض..
وصل الى الباب ونجح في فتحه بينما رفع الرجل ذراعه مصوباً المسدس باتجاه ضياء..



خطوة واحدة في الشارع خطاها ضياء في الشارع قبل أن يهتز جسده مندفعاً الى الأمام بملامح ذاهله..

جرى الزمن ببطء ..
إتخذ العالم حوله اللون الرمادي بينما غرق في السكون..

حركة الأشجار غدت بطيئة وكأن الهواء لا يقو على تحريكها.. خطوات ثقيلة وبطيئة جدا لرجل يعبر الشارع الذي يشح بالمارة..

اللون البرتقالي لإشارة المرور والذي يستغرق ثوان كي يتغير بقي على حاله زمنا طويلا..

أظلم العالم في عينيه لوهلة قبل أن تسقط قطرة حمراء لتقبّل سطح الأرض..

ما إن لامست الأرض حتى عاد كل شيء لطبيعته وتغيرت اشارة المرور الى الأحمر في مواساة للون الدم الذي بدأ ينتشر تدريجيا على سطح معطف شتوي أبيض!!




ينام الطفل معتقداً أن العالم يتوقف عند إغماضته لعينيه..
ينام بثقة أن العالم رهين برمش عينيه!!
لكن..
ربما قد يكون كذلك لغيره..
قد يلتقي جفنان ليعلنا عن توقف حياة ما!!






********************************

في انتظار ردودكم ان كان يوجد هناك من يقرأ

وإن لم يكن فلا يوجد هناك داعٍ للاستمرار بعدم وجود قراء!!

 
 

 

عرض البوم صور futurelight  
قديم 18-12-12, 09:42 PM   المشاركة رقم: 87
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Oct 2012
العضوية: 246654
المشاركات: 22
الجنس أنثى
معدل التقييم: لما سعيد عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 58

االدولة
البلدYemen
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
لما سعيد غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : futurelight المنتدى : الارشيف
افتراضي رد: رماد ملون

 

عذراً
لم اكتب لك من قبل مدى اعجابي بكتاباتك فأنا قارئة صامتة نوعاً ما ...... ألا انني شعرت بضرورة ان اكتب لكـ. رداً لتعلمي ذالك فكتاباتك جميلة بحق. فيها غموض يجذبني بشدة ومن المؤسف الا اخبر كاتبة مثلك بذالك .... اعتقد ان كتاباتك هادفة. وتبحث في قضايا معينه في المجتمع ..... سلمت يداكِ ....... اما بالنسبة لشخصياتك. فكل منها تركت بصمة مختلفة علي ......... قمر الفتاة التي تظهر القوة كغطاء لخوفها من المجهول وخوفها ع اسرتها الصغيرة. ........ ضياء اراه كفارس مغوار(من احب الشخصيات لدي ............ جود غامضة.وقصتها جذابة بطريقة ما ....... غسان ارجو ان يتفهم حياة جود الماضية ......... فارس اعتقد انه سيجذب الكثير من القراء في الفصول القادمة ....... شكراً لكِ وارجو الا تنقطعي عنا. وان لاتحرمينا من كتاباتك الرائعه

 
 

 

عرض البوم صور لما سعيد  
قديم 22-12-12, 05:23 PM   المشاركة رقم: 88
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: May 2012
العضوية: 241477
المشاركات: 84
الجنس أنثى
معدل التقييم: futurelight عضو له عدد لاباس به من النقاطfuturelight عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 146

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
futurelight غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : futurelight المنتدى : الارشيف
افتراضي رد: رماد ملون

 

اقتباس :-   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة لما سعيد مشاهدة المشاركة
   عذراً
لم اكتب لك من قبل مدى اعجابي بكتاباتك فأنا قارئة صامتة نوعاً ما ...... ألا انني شعرت بضرورة ان اكتب لكـ. رداً لتعلمي ذالك فكتاباتك جميلة بحق. فيها غموض يجذبني بشدة ومن المؤسف الا اخبر كاتبة مثلك بذالك .... اعتقد ان كتاباتك هادفة. وتبحث في قضايا معينه في المجتمع ..... سلمت يداكِ ....... اما بالنسبة لشخصياتك. فكل منها تركت بصمة مختلفة علي ......... قمر الفتاة التي تظهر القوة كغطاء لخوفها من المجهول وخوفها ع اسرتها الصغيرة. ........ ضياء اراه كفارس مغوار(من احب الشخصيات لدي ............ جود غامضة.وقصتها جذابة بطريقة ما ....... غسان ارجو ان يتفهم حياة جود الماضية ......... فارس اعتقد انه سيجذب الكثير من القراء في الفصول القادمة ....... شكراً لكِ وارجو الا تنقطعي عنا. وان لاتحرمينا من كتاباتك الرائعه



لما
اهلا وسهلا بك

يشرفني رأيك في كتاباتي
وسعيدة بأنني نجحت في تحقيق عنصر الغموض
فأنا كما قلتي حاولت أن اضمن روايتي بعضا من الاهداف التي حاولت ايصالها للقراء..

ويا له من تحليل جميل تلطفت به على شخصياتي
عزيزتي شكرا لردك ..

كنت أنوي التوقف..
لو لم تتركي ردك هنا لكنت توقفت عن وضع أجزاء الرواية

سأكمل وأتمنى أن تستمري معي حتى النهاية

شكرا لك


 
 

 

عرض البوم صور futurelight  
قديم 22-12-12, 05:25 PM   المشاركة رقم: 89
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: May 2012
العضوية: 241477
المشاركات: 84
الجنس أنثى
معدل التقييم: futurelight عضو له عدد لاباس به من النقاطfuturelight عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 146

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
futurelight غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : futurelight المنتدى : الارشيف
افتراضي رد: رماد ملون

 




مدت كفيها تحاول التقاط فتات روحها..

تسرب كالرمل من بين اناملها..

عجنته بالدموع المتساقطة من عينيها

لتبني به روحاً جديده بلون السماء ..




 
 

 

عرض البوم صور futurelight  
قديم 22-12-12, 05:36 PM   المشاركة رقم: 90
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: May 2012
العضوية: 241477
المشاركات: 84
الجنس أنثى
معدل التقييم: futurelight عضو له عدد لاباس به من النقاطfuturelight عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 146

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
futurelight غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : futurelight المنتدى : الارشيف
افتراضي رد: رماد ملون

 





خطوة واحدة خطاها في الشارع قبل أن يهتز جسده مندفعاً الى الأمام بملامح ذاهله..
جرى الزمن ببطء .. أتخذ العالم حوله اللون الرمادي بينما غرق في السكون..
حركة الأشجار غدت بطيئة وكأن الهواء لا يقو على تحريكها.. خطوات ثقيلة وبطيئة جدا لرجل يعبر الشارع الذي يشح بالمارة..


اللون البرتقالي لإشارة المرور والذي يستغرق ثوان كي يتغير بقي على حاله زمنا طويلا..
أظلم العالم في عينيه لوهلة قبل أن تسقط قطرة حمراء لتقبل الأرض..
ما أن لامست الأرض حتى عاد كل شيء لطبيعته وتغيرت اشارة المرور الى الأحمر في مواساة للون الدم الذي بدأ ينتشر تدريجيا على سطح معطف شتوي أبيض!!


تعثر في خطواته بعد أن اندفع جسده الى الأمام حتى منتصف الشارع لينحني جسده تحت وطأة قوة الدفع للرصاصة التي اخترقت خاصرته..
سار تيار كهربائي في جسده معلنا حالة استنفار في مواجهة مع الألم الذي ينخر عضلاته..
حالة طوارئ اعلنها جسده في تناقض.. كان قد اعطى أمرا لعضلاته بالتحرك هربا لكن مع هذا الألم فقد ذلك الأمر معناه..


ذلك التناقض تشابك مع الألم لتسري في جسده رجفة عنيفة.. رفع كفا مرتجفة ليلامس موضع الألم ..

ما أن رفعها حتى عانقت نظراته الذاهلة دمائه المتشبثة بأنامله وكأنها تأبى أن تفارقه..
كل ما مر به لم يستغرق من الزمن الكثير.. عقد حاجبيه متألما وهو يحرك ذراعه ليتمدد معطفه راسما عرض منكبيه بينما ضغط بيده على خاصرته ليقلل من اندفاع الدم فيما شد عضلاته واكمل طريقه ليقطع الشارع باتجاه أحد الأزقة..


لم يلتفت الى الخلف فهو يعلم من دون شك أن الرجل لن يتركه الآن .. يجب عليه أن يركز على الفرار فقط..
كل ما يحتا اليه الآن هو الوصول الى أحد الشوارع الرئيسية التي لا تزال عامرة حتى في هذا الوقت ..
سيسلك طريقه بين الأزقة كي يعتمد على عتمتها في إخفاء أي أثر قد تتركه دمائه خلفه.. عند ذلك ربما يفقد الرجل أثره أو على أقل تقدير سيكون قد صعب عليه عملية اللحاق به..


عبر احد الأزقة متعثراً لينعطف عند آخر فيما من البعيد علت شتيمة مع صوت سقوط احد حاويات القمامة ..
شتت ذلك الصوت تركيزه ليصطدم هو الآخر بصناديق قديمة .. تلقى جانبه المصاب تلك الضربة بصدى عنيف.. رفع كفه ليضغط بها على شفتيه كي يمنع شهقة ألم أوشكت أن تفلت منه..
أكمل مسيره دون توقف من زقاق الى آخر معتمدا على سمعه في البحث عن أصوات السيارات..
شل الألم حركته عدة مرات ليسقط متعثراً على ركبتيه أو يتكأ الى أحد الجدران يجتذب أنفاساً متأكد هو انها عبرت قصبته الهوائيه الا أنها لم تبلغ حويصلاته رئتيه..
أظلمت الدنيا في عينيه أكثر من مرة حيث كاد يفقد وعيه..


لكن..
إن حدث ذلك سيكون وكأنه سلم زمام حياته الى عدوه .. لهذا لا يمكن أن يسمح لنفسه بالانهيار..
وأخيرا وصل الى أحد الأزقة التي انتشر الضوء فيها تدريجيا كلما أقترب من نهايته فقط عدة عدوات خطوات وينتهي هذا الألم الذي يفتك به..


لحظات و أغرقت أضواء الشارع السريع جسده بنورها..
شارع كبير ويافطات مضيئة لازالت تومض حتى الأن بكلمة "مفتوح"
الكثير من السيارات والقليل من الأجساد التي تتنقل في الشارع.. أغمض عينيه اللتان اعتادتا العتمة في مواجهة كل تلك الأضواء فيما أكملت خطواته مسيرها قبل أن تتوقف به في منتصف الشارع..


لم تتزن ألوان العالم في عينيه إلا وهو في مواجهة مع أحد السيارات التي تعالى زمورها فيما شحذت عجلاتها همتها في التشبث بالأرض..


لقد نجى!!

هذه الفكرة التي رفرفت في عقله حتى وهو في مواجهة مع تلك السيارة.. قد تصاب عظامه بعدد من الكسور التي حتى وإن كان احدها مضاعفا سيستغرق منه ذلك ثلاثة الى ستة أشهر حتى يشفى ..
لا تزال حفنة الشهور تلك قليلة مقارنة بالعمر الذي تمكن من الاحتفاظ به.. مع هذه الفكرة ارتسمت ابتسامة حمقاء على شفتيه..
على الرغم من أنه قام بحساب كل ذلك في عقله الا أن السيارة توقفت أمامه بأكثر من متر..


فتح باب السيارة لينزل السائق ويصرخ بغضب ورعب:
"هل انت مجنون؟"

حول ضياء بصره اليه بابتسامه أكدت للسائق أنه مجنون!.. تبخر غضبه ليحل محله الرثاء فيما اقترب منه.. لم يكد يلامسه حتى اختفت ابتسامة ضياء قبل أن يخر الى الأرض فاقدا الوعي..
جمد السائق فيما تنقلت عيناه على جسد ضياء بصدمه متمتماً:
"أنا.. لم أفعل شيئاً"


تعالت زمامير السيارات فيما توقف بعضهم بفضول لمعرفة سبب توقف السيارة في منتصف الطريق.. تحملقت الناس حول المكان فيما تعلقت عينان غاضبتان في العتمة بذلك الحشد..
لم ينتهي ما يجمع بينهما هنا.. سيلتقيان بكل تأكيد ..
فبينهما عمل لم ينتهي بعد..






بعد ساعات وفي غرفة كانت للسكون موطناً..
لم يكن هناك شيء يتحرك الا السائل الوريدي وهو يقطر متسللا من كيسه الى زجاجة التنقيط .. صدره المغطى بملابس يتميز بها مرضاه عادة يترفع هنيهة لينخفض برتابة مع دخول أنفاسه وخروجها..


حدقت جدران الغرفة في جسده باستغراب..
هذا هو الشخص الذي لا طالما احتوته راكضا بنشاط؟ ..
لماذا يتواجد بداخلها اليوم مدداً على أحد أسرتها؟!


فتح الباب ليدلف اليها منتهكاً حرمة المكان كقصةِ إثمٍ لم تنتهي فصولها بعد..
وقف بجوار السرير لتحدق تقاسيم وجهه الغاضبة بملامح ضياء الباهتة..

يا له من طريق طويل قطعه كي يستطيع اللحاق به.. كان موجودا عندما توقفت سيارة الاسعاف أمام بوابة الطوارئ للمستشفى المركزي لينزل منها المسعفون الذي كما يبدو قد تعرفوا على هوية المصاب الذي قاموا بنقله..
وقف عدد من الأطباء والممرضين بفزع ليهموا باستقبال رفيق لهم تربطهم به علاقة شخصية سواء كانت عميقة سطحيه..


لحق بهم في الخفاء عندما أجروا الكشف المبدئي بعدما قاموا بقص معطفه وقميصه ليكشفوا عن إصابته..
بنقله الى غرف العمليات لإزالة الرصاصة وخياطة الأنسجة
وقف طويلا أمام البوابة التي تفضي الى غرف العمليات حيث قاموا بإزالة الرصاصة وخياطة الأنسجة..


رفع الرجل الثلاثيني يساره لينتزع نظاراته الشمسية عن عينيه بينما حرك الأخرى ليضع عصاه جانباً..
لو أن ضياء لم يهرب لانتهى الأمر بسلام بدلاً من كل هذه التعقيدات؟!
كم أرهقه ادعاء العمى كل هذه الساعات منذ البداية وحتى الآن عندما تحين فرصة خلو الغرفة الا من الجسد المسجى على الملاءات التي أمامه!
وضع النظارة الشمسية ببرود الى جوار زوج من العدسات الطبية..
دس يمناه داخل معطفه البني ليسحب مسدسا بينما حرك يساره ليزوده بكاتم للصوت..



دارت حوله جزيئات الهواء بسرعه بينما فرد ذراعه لتقترب فوهة المسدس من رأس ضياء ..لم تكن لتأخذ الأمور هذا المنحى لو لم يهرب ..

هبت نسائم الشتاء في الخارج لتصطدم بالنافذة فتهزها وكأنها تحاول ثنيه عما عزم عليه..

كان يفترض أن يبقى في المكان الذي وضعه فيه كفتى مطيع .. لو أنه فعل ذلك لربما كانت نهايته مختلفة..

سيعرض عليه التعاون معهم..
سيجبره على ذلك حتى ولو اضطر الى حبسه..
فمخططاتهم تحتاج الى شخص ذو راية بيضاء مثله في صفوفهم..
لقد قرر استخدامه فهو لن يكون موضع شك أبدا وحتى أن حدث له شيء فلا ضرر من فقده..
بهربه اتخذت مخططاته منحى لم يحسب له حساباً وتعقدت الكثير من الأمور.. لكم يكره النهايات المفتوحة!!


رفع إبهامه كي يسحب الزناد الا أن إصبعه بقيت معلقه في الهواء..

استعاد في عقله ذكرى لم يمض عليها الكثير من الساعات.. عندما انقذوا زميلهم المصاب واحتاجوا الى المساعدة الطبية..
كانت المعدات متوافرة في حال احتاجوها لكن استخدامها يتطلب شخصا جرب ذلك مرة واحدة على الأقل..
زفر بحرارة وهو يتذكر رد فعل والد ضياء عندما اقترح هو استخدام ابنه لهذا العمل.. جره من تلابيب ليصيح فيه بغضب:
"إياك"
قال الرجل بحده:
"وهل هناك خيار آخر؟!"

نبض عرق في منصف جبين والد ضياء بينما قال مهددا بصوت مبحوح:
"لا يمكن أن أسمح بذلك"
أبعد الرجل يدي الأكبر عمراً بحنق:
"ابتعد عن طريقي.. انا المسئول هنا ولا يمكن أن أسمح بالفشل..ط
تنهد قبل أن يكمل:
"لم أكن أرغب بان أصل الى هذا الحد أنا أيضا لكن.."
هز كتفيه مكملا:
"ثم انك تعلم أن لا خيار امامك الا أن تتكلل مهمتنا بالنجاح"


احتل الصمت مقعدا في تلك الغرفة الصغيرة.. نور انهار من مصباح علق في وسط الغرفة ليرسم لهما ظلالاً بقيت متشابكة تتشاجر مع بعضها حتى بعد أن افترقت أجسادهما..
رمى والد ضياء بثقله خائر القوى على مقعد قريب ليتنهد قبل أن يوجه نظرة حادة الى الآخر:
"جابر.. إن أصيب أبني بأذى.. سأتأكد من تدمير كل شيء"

كم يكره النهايات المفتوحة ..
لكن..
لا يمكن أن يغامر ما عمل عليه لأعوام.. فوالد ضياء لم يكن يمزح عندما رمى بتعليقه ذاك..
رفع إبهامه من على الزناد ليعيده في مكانه بينما تقدم خطوة الى الأمام ليلصق المسدس في جانب رأس ضياء..
حركه بقوه ليضرب رأسه فيستيقظ الأخير برعب..


فتح ضياء عينيه ليسقط الضوء فيهما بألم من أغمض عينيه فترة طويله بينما ألم يصدح في جانب رأسه .. أما خاصرته فتنهش روحه بألم حاد..
كاد أن يغمض عينيه مرة أخرى بألم لكنه تراجع عن ذلك ليفتحهما على اتساعهما محدقاً بفوهة مسدس تشير الى ما بين عينيه..


توقفت أنفاسه عند الممر الرغامي.. أعتقد انه نجى لكن ها هو الموت يحدق به!!
أبعد جابر مسدسه ليوجهه نحو خاصرة ضياء المصابة ويضغط عليها بفوهته بقوه..
اندفع الهواء ليخدش الرغامي نحو رئتيه اللتان اتسعتا في شهقة ألم عنيفة..


كم تمنى أن يعبر عن ذلك الألم بالصراخ لكن يبدو أنه لم يستعد طاقته بعد التخدير الكامل الذي مر به جسده.. ربما لو صرخ لجاء احدهم الى غرفته عند ذلك قد ينجو من موت محتم ..
سار الدم حاراً من مكان العملية الجراحية ليغرق الضمادات التي تغطيها بسرعة فائقة..
أغمض ضياء عينيه بجسد يكاد يفقد وعيه تحت وطأة مثل هذا الألم..


أعاد جابر الفوهة الى جبين ضياء قائلا:
"إياك أن تغادر الآن.. اسمع"
توقف ليتأكد من أن ضياء في وعيه قبل أن يكمل:
"إن فعلت شيئا لا يعجبني تأكد من انني سأجعل عائلتك كلها تقاسي ما مررت به.. وتأكد من أنني في ذلك لن اتوقف حيث توقفت معك.. سأتأكد من مفارقتهم للحياة أمام عينيك"


أبعد مسدسه ليظهر رسم دائرة حمراء على جبين ضياء خلفها الطرف الدامي من المسدس بينما مسح جابر سلاحه قبل أن يدسه في جيبه.. ارتدى نظاراته وغادر الغرفة بعد أن تناول عصاه ليهتدي بها على طريقه..


يجب علي أن أضغط على زر النداء.. خاطب عضلاته بهذا الأمر عدة مرات الا أن كفه التي لم تتخلص من أثر التخدير أبت أن تطيعه..
ثوان حتى لفظه الواقع لتبتلعه الظلمة فيغمض عينيه فاقدا لوعيه دون أن يعلم عنه أحد..




لم يحلم يوما أن يعبر شارعا كهذا..
لكنه تعثر ساقطا على الأرض ليجد نفسه محاطاً بالكثير..
أشلاء ودماء وأرواح تائه..






********************************




 
 

 

عرض البوم صور futurelight  
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
لأنو, للكاتبة futurelight, ليلاس, مستقبل, لغه فصحى, منتدى قصص من وحي قلم الأعضاء, رماد, رواية رماد ملون, روايه مشوقه, ضياء, ضياء و قمر, قمر, قصص و روايات
facebook




جديد مواضيع قسم الارشيف
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 10:03 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية