كاتب الموضوع :
زهور الندى
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
فينيسيا .. نظرت كاتى حولها وقد خلب لبها جمال ما يحيط بها والقارب يمخر بهما المياه. ضحك جيك وهو يرى ذهولها . رفض السماح لها بالنزول فى ساحة سانت مارك قائلا ان لاوقت لديه, لكنه وعدها بالعودة فيما بعد.
شهقت والقارب يقف بهما أمام قصر فينيسى وردى اللون . ذكرتها شرفاته الصغيرة الشاعرية بروميو و جولييت. أمسك بذراعها ينزلها من القارب ويصعد بها الدرجات القليلةنحو الباب . سألته:
_ ما هذا المكان ؟
_ انه قصر جدتى, قصر لوزينى.
دخلت وهى تنظر حولها فى الردهة الفسيحة . وعلى قمة السلم كانت تقف سيدة بالغة الرقة والأناقة بثوب كحلى من الصوف . كان من المستحيل تقدير عمرها , فأى عمر بين الأربعين والثمانين يناسبها.
_ جدتى .
أخذت كاتى تنظر الى جيك وهو يصعد السلم ثم يقبل المرأة العجوز على وجنتيها. أخذ الاثنان يتحدثان بالايطالية فى وقت واحد . وأخيرا أمسك جيك بيد جدته يقودها هابطا بها السلم .
_ كاتى حبيبتى هذه جدتى . وهذه كلتلين خطيبتى جدتى.
مدت يدها تقول : كيف حالك؟
لكنها لم تلبث أن شعرت بتلك المرأة تحتضنها ثم تبدأ بتقبيلها على الوجنتين, ثم تقول ضاحكة:
_ يا للتكلف اللانكليزى! ادعينى ماريا من فضلك وأنا سأدعوك كاتى لقد انتظرت رؤيتك زمنا طويلا حتى أصبحت و كأننى أعرفك.
_ على أن أذهب الأن حبيبتى , سأعود هذا المساء. ولكن لا تقلقى ! ان لجدتى خطة للترفيه عنك.
عانقها وهو يهمس بصوت لا يسمعه غيرها :
_ انتبهى الى تصرفاتك ! لا أريد أن تغضب جدتى.
بعد ذلك بثلاث ساعات , أدركت كاتى, وقد تملكها الآرهاق,من وقت الغداء, حين خرجت المرأتان من باب متجر فخم فى شارع مرسيريا حيث أغلى متاجر التسوق.
لقد حصل جيك على ما يريد بدهائه . كانت تعليماته لجدته أن تأخذ كاتى للتسوق . ظنت الجدة أن ذلك لأجل الجهاز أما كاتى فرأيها مختلفا, لكنها لم تجرؤ على قول شىء . وهكذا أمضت طيلة الصباح فى قياس الأثواب , ملابس يومية , ملابس نوم , ملابس مساء , أحذية , حقائب .... لقد أصرت ماريا عليها بشراء كل ذلك .
_ أتعلمين كاتى ؟ عندما حدثت المأساة, كان جيك رجلا ولا كل الرجال . لا أظن أننى كنت سأعيش لولاه.
_ مأساة ؟ أى مأساة ؟
_ ألا تعلمين ؟ لقد فقدت ابنتى والدة جيك , وابنى وأخى, كلهم فى وقت واحد . كانو يتزلجون فى دولوميتس ..... فانهارت عليهم كتلة جليدية ضخمة. كان أمرا هائلا, لكن جيك جاء واستلم شركة الأسرة . كان بامكانه أن لا يفعل ذلك , فهو انكليزى أكثر منه ايطالى لأكن قلبه كبير.
والأن يكفى ما زكرناه من المأسى , عليك أن تأخذى قيلولة . الليلة سنقيم حفلة كبيرة بمناسبة خطوبتكما . ستلبسين ثوب الرقص الأخضر, وأظنهأجمل ما اشتريته.
شرقت كاتى بقهوتها ثم وفقت متلعثمة. حفلة خطوبة ؟ يا الهى .... سيغمى على جيك .
وعندما حلت الساعة الثامنة فى المساء كانت أعصاب كاتى ستنهار , و سيبدأ الضيوف فى التوافد الأن .
_ هل تنتظريننى حبيبتى ؟ ما أسعدنى !
رفعت رأسها بحدة ثم تنهدت بارتياح : ها انت قد جئت أخيرا .أين كنت ........
_ أين كنت ؟ هل لديك فكرة عما يجرى ؟ بعد دقائق يكون علينا أن نستقبل سيلا من الضيوف . حفلة خطوبة . رتبتها ماريا ماذا ستفعل؟
_ اهدئى كاتى . أعلم هذا ! كل شىء على ما يرام . امنحينى عشر دقائق أعود بعدها لأرافقك الى أسفل .
_ ولكن ........
_ لا تدعى الذعر يتملكك.
ثم نزل الى الردهة . الساعة الثالثة صباحا , قالت كاتى , مطمئنة الى ذراع جيك حول وسطها , لأخر الضيوف : تصبح على خير .
قالت الجدة : سهرة ناجحة جدا . اذا كنتما لا تما نعان , سأقول تصبحان على خير .
_ جدتى . انك تحبين الحفلات و أنت تعلمين ذلك , شكرا لهذه الحفلة الرائعة .
ثم انحنى يقبلها على وجنتيها . شكرته كاتى بدورها ثم صعدت السلم .
وعندما صعدا بدورهما , وقفت كاتى على عتبة غرفيها , مستسلمة لعناق جيك . كان عناقا رقيقا عاطفيا يتكلم دون كلام عن السعادة المشتركة التى شعرا بها , و الصداقة , وحاجة كل منهما للأخر .
_ قلت لك ان الأمر سيكون على ما يرام كاتى . ثقى بى . والأن اذهبى ايتها السا حرة .
وخرج بها جيك فى اليوم التالى فى جولة تدير الرؤس...... استقلا قاربا يخترق القنال الكبير . خلب لبها المبانى .وعندما وصلا الى جسر التنهدات , ووقفت كاتى فى ساحة سان ماركو. طوال الوقت كان جيك يقف جانبها صامتا متجاوبا مع مزاجها وتناولا العشاء وضحكا وتمتعا و كانت أجازة سعيدة لكاتى التى كانا يفترقا فيها امام غرفتها تحمل بها ذكرى عنا قهما الساحر الذيذ ...
نهاية الفصل السابع
قراءة ممتعة للجميع مع حبى
liilas
|