كاتب الموضوع :
زهرة منسية
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
"خذى هذه "قاطع صوت عميق أفكارها ونظرت كايتى إلى السترة المقدمة إليها ثم إلى نيكوس .بدا فى حالة يرثى لها مثلها تماماً ببشرته وثيابه الملطخة بالسواد.ولكن على العكس منها لم يكن يعير الأمر أى
أهتمام .أين العدل فى هذا؟فيما بدت هى كساحرة شريرة بثيابها الممزقة وشعرها الأشعث ,زادته هاتان الصفتان بالذات غموضاً وخطراً....بدا شريراًمزاجياً ومتشرداً .لا يمكن لأحد أن يتجاهله.فى الواقع حتى لو جردوا هذا الرجل من ثروته ومنصبه وحتى من ثيابه فلن يخسر أبداً سلطته المتعجرفة البغيضة.لكن لايهم ما قد تؤول إليه الأمور فهى لن تبقى إلى جانبه طويلاً كان من المفترض أن تشعرها هذه الفكرة بالراحة .لكنها شعرت لسبب ما بالحزن يتملكها .قطب نيكوس حاجبيه وقال:"أنت ترتجفين"
نظرت كايتى إل السترة مجدداً و فكرت فى رفضها ثم أدركت أن لا نفع من ذلك.كما لم تشأ أن توقفها الشرطة للإخلال بالآداب العامة! "نعم بالفعل , شكراً" وضعت السترة حول كتفيها المنحنتين ولفت نفسها بها فشعرت بأنها قريبة منه بشكل مثير.
"فستانى فاضح أكثر من اللزوم"
"أكون كاذباً لو قلت إننى لم ألاحظ"
رمقته كايتى بنظرة حذر ولكن تعبيره كان غامضاً ربما هذا أفضل
"هل نجلس؟" أقترح عليها ذلك وأشار نحو المقاعد فهزت كايتى رأسها :"تبدو المستشفيات غريبة خلال الليل ألا تظن ذلك؟" ثم نظرت حولها إلى المساحة الكبيرة الخاوية وتمتمت :"تكاد تكون مخيفة"
"ظننتك رحلت"
لم تخبره كايتى أن هذه كانت خطتها لكنها لا تملك المال.
"هل أتصلت بـ توم؟"
هزت رأسها :"حاولت ذلك .لكنه لا يجيب بدا خلال العشاء أنه سيتغيب طويلاً أليس كذلك؟قد يكون وسط مفاوضات حساسة,من الأفضل ألا أزعجه"
"من الطبيعى أن يترك الرجل كل شئ من أجل امرأته التى نجت من الموت"
عكست شفتاه المتعجرفتان رأيه بأى رجل لا يسرع إلى جانب حبيبته .أما كايتى فشعرت بالإنزعاج لاضطرارها للدفاع عن خطيبها الغائب,فقالت :"توم سيفعل !"
ثم أضافت :"نجت من الموت ؟أليس ما تقوله درامياً بعض الشئ؟"
أتسعت ابتسامتها عندما حاولت تخيل توم يدعوها امرأته ولو فعل لضحكت على الأرجح.
عندما أستعان نيكوس بهذه الكلمة لم تبدُ مضحكة لابد أنها اللكنة....فذوو اللكنة الغريبة المثيرة يمكنهم استعمال ألفاظ لا يستطيع السكان الصليون استخدامها .ولا داعى لأن تقول أنها لا تريد ان يدعوها أحد امرأته فهذه الكلمة تنتمى إلى أسلوب متعصب قديم .أسلوب قد يليق بذلك الرجل الذى أختاره جدها ليتزوج أمها.فأستنتجت أن لكنته هى المسؤولة عن الشعور بالأرتعاش الذى ينتابها عندما يكون بقربها.
هز نيكوس كتفيه العريضتين وأجابها:" ممكن"
كان من الصعب ألا تلاحظ عضلاته المتوترة تلتوى وتنتفخ تحت قميصه الرقيق
" ولكنى أظن أن لـ توم الحق فى تحديد ذلك بنفسه"
قست شفتا كايتى فقد بدأت تشعر بالأنزعاج من إصراره وبخته قائلة :"ألا يمكنك الأنتظار حتى الصباح لتخبره أنه متورط مع مخلوقة بغيضة؟"
"فى الواقع كنت أتساءل عن شعورى لو كنت مكانه"
توردت وجنتا كايتى إذ لم يعجبها أنه أسكتها بهدوء فقالت:"أظن أن تطلب جهداً كبيراً من مخيلتك المحدودة بدون شك"
"يا إلهى!" منح الغضب ملامحه المشدودة القاتمة نظرة مهددة فأكملت :"وأظن أنك لن تنسحب من مفاوضات مهمة تتعلق بالأعمال إن احتاجتك صديقتك.هذا حقا من شيمك!"
فقد بدا لها من الرجال الذين يضعون علاقتهم الشخصية فى أسفل لائحة أواوياتهم.واجتاحتها فجأة موجة قوية من الضعف جعلتها تترنح أما غضب نيكوس فقد أختفى ما إن لاحظ الإرهاق على وجهها الشاحب فأمسك بذراعها وآمرها بقوة:"أجلسى!"
لم تكن هذه المرأة قادرة على العناية بنفسها.وراح يتساءل كيف يدعها توم تخرج وحدها!
أطاعت كايتى أوامره إذ فكرت أن الأمتثال لتعليماته أشرف بكثير من الوقوع أرضاً أمامه .لديها كبرياءها طبعاً ولكن عليها أن تتعلم متى تسكتها.جلست للحظة وأغمضت عينيها تنتظر اختفاء الشعور بالضعف الرهيب.ولحسن حظها تركها نيكوس فى حالها
"أنا متعبة فقط"
منتديات ليلاس
رمقها نيكوس بنظرة مبطنة وقال :"أمرك غريب حقاً تشعرين بالحاجة للاعتذار عن تصرف طبيعى عادى وتتجاهلين الإهانات التى ترمينها فى وجهى بوحشية!"
هز رأسه إذ كانت على وشك أن تجيبه وضغط بأصبعه على شفتيها وقال:"لن نتشاجر .مخيلتى ليست ضعيفة جداً بحيث لا أرى أنك مرهقة . أما ماذا قد أفعل ,فنحن لا نتكام عنى"
لا نتكلم ولا نفكر ولا نتوهم...هذا ما كانت بحاجة لوضعه فى رأسها! مسحت بدون تفكير شفتيها بظهر يدها لتمحو لمسته عنهما.
"لا حاجة حقاً لا أن يمضى توم أيضاً الليل ساهراً فهو يعلم أننى لا أحتاجه ليمسك بيدى كلما واجهت مشكلة"
سألها نيكوس بمرح:"أنت إذا امرأة قوية ومستقلة؟"
فضاقت عينا كايتى .كانت نظرةالتحدى فيهما ضعيفة ولكن كافية لتخبره رأيها بتكبره .قلات له بفخر:"إذا كنت تسأل إن كنت قادرة على العناية بنفسى فالجواب هو نعم.هل لديك مشكلة فى ذلك؟"
لا شك أنه يفضل النساء الضعيفات اللواتى يخبرنه دائماً كم هو قوى ورائع ولا يعارضنه أبداً أبداً!
سألها نيكوس برقة:"وهل لدى توم مشكلة فى ذلك؟"
لوحت كايتى بخاتم الماس كبير المنافى للذوق وأجابت :"أبداً,هذا واضح."
فأقترح بصوت جاف:"ربما تكونين أكثر حذراً وأنت معه؟"
فأجابته:"أنا أرتاح بقربه"
ثم أغمضت عينيها وتخيلت نفسها بصحبته غير المتطلبة .بصحبة توم لم تشعر أبداً بالتوتر أوالضغط أو....الإثارة ؟جحظت عيناها بفعل الصدمة,من أين أتت هذه الفكرة؟
"ولكن ليس بقربى؟"
لم تستطيع كايتى كتم ضحكتها . فقد بدت لها الفكرة مضحكة للغاية .ترتاح بقرب نيكوس؟يمكنها بالاحر أن تتخيل نفسها نائمة على فوهة بركان نشط!إنه يملك بالفعل مواصفات بركان ناشط....فبإمكانه أن ينفخر من دون أى سبب ظاهر
|