كاتب الموضوع :
زهرة منسية
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
لعل التوتر بينهما أختفى لكن كايتى كانت تشعر أنه مازال ينتظر الظروف المناسبة ليظهر من جديد...فصممت على عدم السماح له بذلك.
استمر نيكوس بالنظر إليها بعينين تشعان مكراً ثم قال:"لندع الأطباء يقررون هذا حبيبتى"
"زوجك محق . من الأفضل دائماً التأكد خاصة أنك وقعت هل تأذيت؟
"وقعتِ؟"سألها نيكوس ليبدو بنظر الجميع زوجاً مهتماً بزوجته.فأكد له المسعف :"كانت سقطتها مؤلمة " ثم أضاف موجهاً كلامه إلى كايتى:"الدخول إلى مبنى مشتعل ليس بالفكرة الجيدة"
"عدت إلى المبنى؟"
هزت كايتى رأسها وقد أدهشها غضبه:"كلا لم أعد"
"وقعت قبل أن تتمكن من الوصول.سرعتك مثيرة للإعجاب سيدة لايكس .لن أجرؤ على التسابق معك" قال لامسعف كلماته الأخيرة على سبيل المزاح . لكن نيكوس لم يعتبر كلامه مضحكاً بل أستمر بالنظر إليها غي مصدق . فقالت كايتى بصوت ضعيف:"لم أكن أفكر"
فأجابها المسعف بلطف:"لا تقلقى بهذا الشأن . لا يستطيع المرء أن يفكر بوضوح عندما يعلم أن الشخص الذى يحبه محتجزاً داخل مبنى مشتعل.رجال الإطفاء يعرفون هذا"
لم تعرف كايتى أين تنظر .إلى أى مكان ولكن ليس إلى نيكوس!
" لطالما كانت كاترينا امرأة مندفعة.أليس كذلك يا حبيبتى؟ "
جعلتها نبرة التهكم فى صوته تعرج . فعلت ما بوسعها لتخفى عرجها لكنها لم تنجح فقال لها المسعف بقلق قبل أن تقوم ببضع خطوات :"لقد أذيت قدمك!" ثم نادى زملاءه:"السيدة بحاجة إلى نقالة "
وضعت كايتى يدها على ذراعه قائلة:"أرجوك لا أريد نقالة .أفضل أن أمشى لا شئ خطير"
شعرت بالإنزعاج حين نظر المسعف إلى نيكوس الذى وافق على طلبها بصفته زوجها ثم ابتعد وتركهما يتوجهان وحدهما إلى سيارة الإسعاف .
أمر لا يصدق ! أنها ليست زوجته فعلياً ولكن لو كانت كذلك لتحدّت بالتأكيد هذا التمييز الذى يجعلها بحاجة إلى لموافقة زوجها....وكأنها ليست قادرة على إتخاذ قراراتها بنفسها
أطاعت كايتى إحدى تلك النزوات غير الحكيمة ورفعت رأسها فالتقت عيناها للحظات قليلا بعينيه القاتمتينما جعلها تلاحظ أن نيكوس غاضب جداً . فأعتبرت كايتى تصرفه شاذ حقاً كيف تجرأ على إخبار الجميع إنها زوجنه؟أما بالنسبة للصورة التى وصفها بها المسعف بحماس صورة المرأة التى اندفعت بطيش لتنقذ زوجها فقد جعلتها تشعر برغبة فى الموت من الإحراج!
"أتكئى علىّ"
رغب نيكوس فى خنقها .لكنه أجبر نفسه على وضع ميوله الطبيعية جانباً وتقديم المساعدة لها, بعد أن راقبها متألمة لبضع خطوات.
"أفضل أن أزحف على يدى وركبتىّ !"
صفر الهواء من بين أسنانه عندما أطلق زفيراً قوياً وأجاب :"كما تشائين"
لم يأخذ أبداً بعين الأعتبار إصابتها وهويكمل طريقه .لم تتوقع كايتى أن يهتم ولم ترده أن يفعل ولكن كان من الصعب عليها أكثر فأكثر المحافظة على الأبتسامة المتجهمة على شفتيها مع كل خطوة
"إذاً قلقت على كثيراً,حتى أنك أردت المخاطرة بحياتك لإنقاذى؟"أطلق نيكوس هذه الملاحظة بصوت تهكمى فأصبحت معنويات كايتى فى الحضيض ها هى أسوأ مخاوفها تتحقق هذا ما كانت تخشاه....أن يفكر فى مشهد الإنقاذ الطائش ويستنتج أنها تصرفت بهذا الشكل لأنها تكن له مشاعر خفية . هل يتوقع أن تقع غالبية النساء فى غرامه؟
حاولت بفعل حاجة ملحة أن تثبت أنها لم تكن تنتمى إلى تلك الجموع التى تكرّمه
"ليس الأمر كذلك...." توقفت عن الكلام للحظة وتنهدت منزعجة .كيف يمكن للمرء أن يفسر تصرفه بطريقة ما أن كان هو نفسه لا يعرف؟فأعترفت بضعف:"لم أفكر...."
فأجابها متجهماً:"لا أشك فى ذلك.خلال السنوات السبع الماضية عندما كنت أفكر فيك كنت أتصور امرأة داهية قاسية بإمكانها أن تكسر القواعد بلا رحمة لتنال مرادها بالرغم من مظهرها البرئ . بإختصار امرأة قادرة على العناية بنفسها "
مرر يده فى شعره بعصبية وأكمل :"هذا ما توقعته أتفهمين؟ولكن على ماذا حصلت؟"
أستقرت نظرته الغاضبة على رأسها الذى بالكاد يصل إلى مستوى كتفه وقال:"أنت....!" هز رأسه وعلا وجهه تعبير يدل على نفاذ الصبر ثم بدا يعد الخصال التى أكتشف إنها تتمتع بها :"ليست فقط مزعجة لكثرة آرائك..."فرفعت كايتى عينيها المدهوشتين إلى وجهه الغاضب وقالت فى سرها: (يا إلهى ! لا داعى للقلق . أنه لا يعتقد أننى مغرمة به بل يظننى مجنونة!)
رفع يده وقال بغضب :"لا تقاطعينى ! أنت عاطفية ولا تملكين حس المحافظة على الذات أبداً . أنا رجل صبور..." أعترف بذلك بدون أى أثر للمزاح فضغطت كايتى على شفتيها لتمنع نفسها من الضحك ولكن بعد فوات الآوان فرمقها نيكوس بنظرة غاضبة وفى حين بدا واضحاً أنه يحاول السيطرة على طبعه.وقال لها بوحشية:"لقد تساهلت معك كثيراً"
فأجابته:"هذه ضحكة...."
منتديات ليلاس
ثم توقفت عن الكلام لتطلق صرخة مكبوتة عندما حملها بين ذراعيه بدون سابق إنذار وأكمل طريقه من دون أن يتفوه بكلمة واحدة فتمتمت بغضب:"أنزلنى على الفور!"
بالرغم من نحافتها لم تكن كايتى امرأة قصيرة لكنه حملها بين ذراعيه القويتين من دون ان يشعر بالثقل على ما يبدو
"أنزلك؟ وأراك تترنحين إلى جانبى بهذا الشكل؟"
استعر الغضب داخل كايتى بصمت واضطرت لوضع يديها حول عنقه كى تثبت نفسها .وسمحت له بأن يحملها إلى سيارة الإسعاف بكرامة . هل تملك خياراً آخر؟
كانت سايدى تنتظرهما على الدرج فسألتها كايتى بغضب : "لَمِ أخبرتهم أننى كنت داخل الشقة؟"
دهشت سايدى للنبرة التى كلمتها لها فتبعتهما وأجابت :"آسفة ولكنهم سألوا"
"آسفة ,لم أقصد أن أصب غضبى عليك. ولكن هذا الرجل حية استغلالية "
قالت كايتى ذلك وهى تحملق بغضب بأذن نيكوس.تغافل نيكوس عن ملاحظتها وأجلسها على مقعد ثم وقف بحذر فتابعت بصوت عالٍ:"لن أثق به طالما أستطيع الأستغناء عنه"
نظرت سايدى بإتجاه نيكوس بقلق فبادرها بابتسامة ساحرة للغاية كان لها تأثير فورى على سايدى
"حية مثيرة"
|