بدا واضحاً أن البطل لم يكن مسروراً بلحظة مجده
"أنا بخير" تبع السعال إعلانه فأفقده مصداقيته.تجاهل النصيحة بالتنفس بعمق وأبعد قناع الأوكسجين الذى كان أحدهم يحاول وضعه على وجهه وأضاف:"لست بحاجة إلى هذا!"
فشرح المسعف بصبر:"لكنك تنشقت الكثير من الدخان"
وبعد بضع لحظات من الجدال غير المجدى توصلا إلى نوع من الحل فقال نيكوس:"أعدك أن أرفقك إن منحتنى بضع لحظات على انفراد مع زوجتى"
أشار نيكوس إلى المرأة الواقفة وحدها فى الحديقة ثم ندم على ذلك لعى الفور لأنها لم تكن بحاجة إلى تعزية على الإطلاق . بل بدت بحال جيدة جداً فأرتجل قائلاً :"أظنها مصلبة بصدومة "
أمل نيكوس أن تشكل إجابته تفسيراً كافياً لواقع أن (زوجته) كانت قادرة على إحتواء سرورها لخلاصه من الحريق.أرتسمت على شفتيه ابتسامة ساخرة ثم هز كتفيه على الأقل هى ليست مدّعية
"حسناً لبضع لحظات فقط...."
منتديات ليلاس
هل وجد الآخرون أنه من الغريب ألا تشارك زوجته فى لجنة الترحيب؟ألا تكون قد أسرعت لترتمى بين ذراعيه فيما دموع الفرح تنهمر على خديها؟لم يفكر نيكوس بهذه المسألة طويلاً.فهو لا يهتم أبداً برأى الآخرين بتصرفاته غير أن تلك الصورة بقيت عالقة فى ذهنه .ليس لأنه يفكر بتأثيرها على الآخرين بل لأن تأثيرها عليه هو ما استحوذ على تفكيره
وبينما كان يقطع المسافة بينهما توردت وجنتاه تحت السواد الذى يغطيهما .وأن ظن من يراقبهما أن اللون ناتج عن النار التى نجا منها للتو فهو مخطئ.
رفعت كايتى ظهرها عن جذع الشجرة ودفعت خصلة شعر كثيفة عن وجهها ثم قالت:"وجدتنى إذاً...."
هز نيكوس رأسه سؤالها جعله يدرك أنها حتى لو لمتفعل شيئاً لجذب انتباهه ففى داخله رادار حدد مكانها منذ اللحظة التى خرج فيها من المبنى .