كاتب الموضوع :
زهرة منسية
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
"ليس الأمر سيان على الأطلاق"
فقالت بدهشة وعيناها تتسعان "هذا مخيف للغاية.أنتابنى شعور غريب بأنك ستقول ذلك"
تصلبت أصابع نيكوس الطويلة اللينة على المقود.وقال بعنف:"يا إلهى!"
ولم يعد احمرار الغضب للشك حين أضاف :"لا أسمح لك بأن تكلمنى بهذه الطريقة"
سألته كايتى فيما هى تضع رجلاً على الأخرى بأناقة:"هل ينفذ الناس دائماً ما تطلب منهم؟"
فأجاب:"نعم!"
"لابد أن هذا ممل"
"لماذا تتزوجين توم؟"
"للأسباب المعتادة التى يتزوج الناس من أجلها"
"هل تعنين أن حامل؟"
هز كتفيه أستهجانا بينما شهقت كايتى وقد شعرت بالإهانة
"إذا لست حاملاً" وأكمل بينما قطب حاجبيه :"وليست مغرمة به هذا يترك لنا...."
"من قال أنى ليست مغرمة بـ توم؟"
ضحكته الخافته الساخرة جعلتها ترتجف من الكراهية
وأضاف كما لو أنه جاهل يحاول فهم مسألة بسيطة:"يمكننى أن أستنتج أنه وقع ضحية إغراءك .ولكن إن كنت تملكين العديد من الأثواب المشابهة لهذا الذى ترتدينه فالأمر لا يفاجئنى"
وسمح لعينيه بالتحديق إلى الفستان الحريرى الأزرق وتكاوين جسمها الجميلة التى يخفيها :"أنه من ماركة (سى جى مالون)أليس كذلك؟"وفكر أن كاتلين ستفرح لرؤية أحد تصماميها على جسم امرأة تملك القياسات الخيالية التى تعتمدها كل مصمم عند إبتكار الملابس
"على الأرجح"أجابت كايتى شاردة إذ أنها لن تتعرف على فستان من ماركة (سى جى مالون) حتى لو وقعت عيناها عليه.لكنها ما كانت لتعترف له أنها ترتدى فستاناً مستعاراً
"أعرف العديد من النساء اللواتى يرتدين ملابس غالية الثمن.ولكن أى منهن لن تظهر عدم الأهتمام إن كانت ترتدى (سى جى مالون)"
فهزت كتفيها بإستهجان وقالت:"ذاكرتى سيئة فى حفظ الأسماء"
"ولكنها جيدة فى توقيع الشيكات.أفترض أنك إن تزوجتى مقابل المال مرة يصبح الأمر أسهل فى المرة الثانية؟"
وخفف سرعته عند تقاطع الطرق فقالت كايتى بتهذيب :"إلى الشمال....أنت تستعمل الإزدراء بسهولة بالنسبة إلى شخص تزوج من أجل المال .ولكننى أظن أن الزواج المدبر دمك"
سرت كايتى لرؤية فكه المتوتر بتصلب وأفترضت إنها تمكنت من إثارة غضبه.فى الواقع هذا ما أملته مع أنها لم تعرف لما أرادت أن تغضبه.كان من الصعب عليها أن تتأكد من نجاحها فى ذلك لأن رموشه السوداء الطويلة كانت تغطى عينيه وتعكس خيالاً على وجنتيه العاليتين المسطحتين.أما وجهه فبدا جميلاً مع أنها تنظر إليه جانبياً.
أظهرت كايتى تعبيراً ينم عن التعاطف الساخر :"ما الأمر يا نيكوس؟عندما قطع والدك دعمه لك ووجدت مصدر دعم آخر بتلك الطريقة هل شعرت بأنك قمت بعمل قذر؟"
منتديات ليلاس
رمقها بنظرة كراهية حارقة قبل أن يأخذ المنعطف الذى أشارت إليه:"لست مجبراً على تبرير تصرفاتى أمامك"
فقالت بغضب:"ولا أنا أيضاً"
من بين كل الرجال فى العالم لما أختار هارفى هذا الرجل بالذات؟لماذا؟
قال بغضب:"يا إلهى!" ثم صر أسنانه وأضاف:"لسوء حظى أنت أكثر النساء اللواتى قابلتهن أذية.أن منعك من تدمير حياة صديقى أمر يستحق العناء"
تصلبت كايتى كما لو أن تياراً جليدياً تسلل إلى عمودها الفقرى:"ماذا تعنى بذلك؟"
"أظنك تعرفين تماماً ما أعنيه"
"لست بقارئة أفكار" لم تكن قادرة على إخفاء الأرتجاف الخائف فى صوتها
"لو ظننت للحظة واحدة أنك ستسعدين توم لمنحتك الطلاق."
"ولكننى سأسعد توم.أنا أحبه....."أعلنت ذلك بصوت عالِ فتردد صوت ضحكة ساخرة فى حلق نيكوس وأعلن بهدوء :"راقبتكما معاً .أنت لا تحبين توم"
"وأنت كنت لتعرف ,على ما أظن؟"
أجابها بسخرية وإزدراء :"أعرف كيف تتصرف امرأة مغرمةوأنت لا يبدو عليك ذلك .لم يظهر فى عينيك أى شغف عندما التقيا بعينيه تتصرفين وكأنه صديقك لا أكثر"
"لا يظهر الجميع مشاعره بسهولة.وفى الزواج ثمة ما هو أكثر بكثير من العلاقة الجسدية!"
"هذا صحيح .أعترف أن العديد من الزيجات الناجحة مبنى على أسس أكثر منطقية .لا مشكلة عندى فى ذلك طالما يوافق الطرفان على الأتفاق بوعى ونضوج
"مثلنا تماماً "
"هناك فرق كبير بين الحالتين إلا إذا كنت تنوين عدم مشاركة توم غرفته.من جهتك أنت فالشبه واضح.ولكن أنا بعكس توم,لم أكن مغرماً بك بجنون" قال ذلك بتهكم ثم تابع:"أنا أحتقر نفاقك فى الأدعاء بأنك تتزوجين لأسباب نقية سامية .فالأمر الذى تحبينه هو فكرة الزواج من رجل يستطيع ابتياع المجوهرات والثياب الثمينة لك"
"كيف تجرؤ على التصرف وكأنك تعرفنى ؟صحيح أنك تزوجت منى ولكنك لا تعرف شئ عنى!"
"ولكننا متزوجان.وطالما نحن كذلك توم فى أمان من أرتكاب أسوا غلطة فى حياته...."
"ولا يمكنك الزواج من صديقتك" لابد أن يكون هذا مهم فى نظره
"ستنتظر" أظهرت لهجته المتفاجئة أن ما من احتمال آخر خطر له
سمحت كايتى لنفسها بتصور نيكوس لايكس رجلاً محطماً متروكاً عند المذبح . والعروس التى تتركه فى هذا الموقف تشبهها إلى حد بعيد .وبالرغم من جمال هذا الوهم أدركت أن عليها التفكير بطريقة تمكنها من التعامل مع نيكوس فى العالم الحقيقى ,فما هو الحل ؟لم تعد تعلم بما عليها أن تفكر
"ربما لديك صديقة تسمح لك بتجاهلها وتنتظرك إلى ما لا نهاية ولكن الصحافة أمر آخر فهى لا تتحلى بالكثير من التسامح مع الأغنياء المستهترين"
شعرت كايتى بجسمه الكبير يتوتر خلف المقود:"ماذا تعنيين...؟"رفضت كايتى الأستسلام لتهديد فى صوته:"أعنى أن الصحافة ستحصل على أخبار جيدة إذا أكتشفت أن فرداً من أفراد عائلة لايكس تزوج صورياً ليحصل على المال للحفاظ على حياته الرغيدة"
لم تكن كايتى تعرف الكثير عن هذا الموضوع لكنها متأكدة من أن الصحافة تهتم لمعرفة أخبار نيكوس لايكس وتهتم أكثر لمعرفة قصة زواجه! هى لن تقصد الصحافة بكل تأكيد لكنه لن تعرف هذا . يناسبها فى الوقت الحاضر أن يظن أنها سافلة جشعة .رمقته بنظرة حذرة...وأبتلعت ريقها .لقد أصابت بكل تأكيد نقطة حساسة:"يمكننى أن أرى العناوين الرئيسية منذ الآن....." تنفست بقوة ومع إنها كانت تنظر بثبات من النافذة إلاا أنها شعرت بالتوتر المتفجر من وجهه.طال الصمت بينهما ولم تعد كايتى قادرة على احتماله فاستدارت فى مقعدها ونظرت إليه
أن كان التعبير على وجه نيكوس يدل على ما يدور فى خاطرهفلا شك أنه رأى هو أيضاً , العناوين التى تكلمت عنها .أسكتت كايتى ضميرها المكنزعج مذكرة نفسها بأنها ما كانت لتلجأ إلى هذا النوع من المخططات لو لم يلعب هو بقذارة أولاً
سألها أخيراً غير مصدق:"أنت تهدديننى؟"
أحست كايتى أن ابتسامة القرش الرقيقة تلك والصوت الناعم الذى رافقها أشد تهديداً من الصراخ والشتائم
فى الواقع بدا الوضع مثيراً للأعصاب .لكن لو كانت تملك خياراً آخر أو أنها أقل عناداً لفضلت الأنسحاب من هذا الموقف فى الحال
"فكرى جيداً قبل القيام بذلك بينيكا مو (صغيرتى)
من الذى يهدد الآن...؟
"لا تدعونى بينيكا مو "صرت على أسنانها قبل أن تضيف "المنزل الثالث إلى اليسار بعد الهاتف العمومى"
أراحتها قليلاً رؤية الأضواء فى هذا الشارع حتى فى الضوء الخافت بدت السيارة التى يقودها نيكوس مميزة.ولم يساورها شك فى أن الرجل يود أن يخنقها .لكن بدا لها أنه رجل عملى لا يرتكب حماقة تعرضه للخطر.
بدا نيكوس مصعوقاً :"تتكلمين اليونانية؟!"
جمدت كايتى فقد جاءت ردة فعلها على كلامه الساخر لا شعورية :"بضع كلمات فقط"
تمتمت بهذه الأجابة وهى تفكر بالتهويدة التى أعتادت ألأمها أن تنشدها لها قبل النوم عندما كانت طفلة صغيرة . فمعرفتها باللغة اليونانية تقتصر على هذه التهويدة وبضع كلمات أخرى , مع إنها تتمنى ىلآن لو أنها أتقنت لغة أمها. فقالت له بلطف:"عندما أزور بلداً أحرص دائماً على الأستفسار عن أمكنة اللهو وكيفية العثور على صحبة وفهم ما يقوله لى الرجل عندما يغازلنى"
ثم أضافت فى سرها: (هذه أنا المرأة المجربة التى سافرت كثيراً وأختبرت الكثير)
يا إلهى!هل كان ليضحك إن علم كم أن هذا بعيد عن الحقيقة؟المرة الوحيدة التى خرج فيها جواز سفرها من الحفظ كانت للقيام برحلة أستغرقت يوماً وحيداً إلى (كاليه) ولا شك أن الكثيرين ممن يبلغون الخامسة والعشرون من العمر أكثر خبرة منها!
تبخرت كل أفكارها بينما هما يعبران المنعطف الضيق التالى . صرخت فجأة بإصرار : "يا إلهى.....!أوقف السيارة!"
"لا حاجة أبداً للتهديد.كونى متعقلة فمعاداتى ليست أمراً سهلاً وامرأة واسعة الحيلة مثلك ستجد بدون شك رجلاً ساذجاً آخر يملك الكثير من المال .لكن لا يمكننى أن أسمح لك بالزواج بـ توم"
لم تكن كايتى تستمع لهذا الكلام بينما قفزت من مقعدها بغضب: "قلت لك أوقف السيارة!"
أمسكت المقود بعنف وجرى بينهما صراع صغير أنحرفت خلاله السيارة بعنف وبالكاد نجت من الأصطدام بشجرة كبيرة قبل أن يتمكن نيكوس من إيقافها بأمان وهو يطلق الشتائم.قال لها متوعداً وهو يرمقها بنظرات متقدة : "هل أنت مجنونة؟كدت تتسببين بقتلنا!"
منتديات ليلاس
هزت كايتى رأسها لتوقف الطنين فى أذنيها فقد أرتطم رأسها بالباب وهما يتصارعان
قالت وهى تمد يدها لتفتح الباب:"حسناً لو نفذت ما قلته لك بدل تجاهلى......"
وإذا بأصابعه البرونزية الطويلة تغطى أصابعها :"لن تذهبى إلى أى مكان..."
أدارت كايتى رأسها نحوه بنفاد صبر :"أخرس وأطلب الإطفاء .هذه شقتى هناك التى يخرج الدخان من نافذتها اللعينة"
نهاية الفصل الثالث
|