كاتب الموضوع :
زهرة منسية
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
3 عدو أم صديق؟
ــــــــــــــــــــــــــــ
منتديات ليلاس
قالت له بحدة وغضب:"إلام تنظر؟"
رمقها نيكوس بنظرة ملؤها التفهم :"أنظر إلى القوى المحركة لعلاقة حب"
لم ترضيها الإجابة فهى لا تريد أن تقوم هاتان العينان الباردتان الذكيتان بتشريح علاقتها مع توم
حولت كايتى أنتباهها إلى الطعام فى طبقها . مع أنه كان من الصعب عليها التظاهر بالاهتمام بالوجبة المعدة بعناية
تأمل نيكوس رأسها المنحنى من فوق حافة كأسه:"سيتصل بك....إذا لم تنتقلا للعيش معاً....؟""
"لا , لم تفعل ."
فتشدق بإعجاب : "داهية وجميلة ! لابد أنك كذلك لتجعلى أعزب متشدداً كـ توم يطلب يدك للزواج"
طعنت كايتى بشوكتها وبوحشية لا مبرر لها قطعة البطاطا بالزبدة فشكلت هذه بديلاً ضعيفاً لما ترغب بشدة فى طعنه.
قال بصوت عالى مرح:"نادراً ما تتوافق أحلام الرجل مع رؤية المرأة التى يحب ما إن يصحو فى الصباح"
فأجابته كايتى :"وكأن شخصاً مثلك يعرف الكثير عن الأحلام الرومانسية!"
لم يتأثر نيكوس بقولها :"لم أكن أتكلم عن نفسى.أنت محقة ليست رومانسياً . لا أتوقع الكمال فى المرأة ولا أرغب فيه.كنت فى السابعة عشر من عمرى عندما صدقت للمرة الأخيرة إمكانية إيجاد المرأة الكاملة الأوصاف.ولكن توم من جهة أخرى....." وأرتفع حاجباه فتوقفت كايتى عن تأمل طعامها ثم رفعت رأسها و أجابت بإنزعاج:"توم لا يعتبرنى كاملة الأوصاف!هذا القول مُقرف للغاية!"
أرتفعت كتفاه العريضتان :" مُقرف......؟"وارتعشت شفته العليا باستهزاء ثم اضاف :"ظننت أن الحلم الأغلى لدى المرأة هو أن يبجلها الرجل"
"الحب هو الحلم الأغلى لدى غالبية النساء"ثم أضافة فى سرها: (يا إلهى أبدو كمراهقة لامعة العينين) "رغعت رأسها بإصرار .لماذا تخجل من شئ تؤمن به؟لن تدع سخريته منها تشعرها بالخجل فلا يمكن أن تتوقع من رجل مثله أن يميز بين الحب شخص لما هو عليه وحب شخص لما نريده أن يكون .
ألتقت عيونهما .بدت عيناها متحديتين بينما عيناه....أبتلعت كايتى ريقها.لعل نيكوس يتفهم اكثر مما تظن .شعرت بالانزعاج لذلك التغيير الفورى فى تعبييره بعد سماع اعتراضها .
من دون ان يتفوه بكلمة جعلها تشعر بإنها اصدرت للتو تعليقاً فاضحاً .فصرت على أسنانها قائلة:"توم يحبنى ولا يأبة كيف أبدو فى الصباح"ثم أضافت:"أظن أنك تبدو رائعاً بعد سهرة طويلة"
ما أن تفوهت كايتى بهذه الكلمات حتى شعرت بالندم فقد كان الأمر بمثابة إطلاق العنان لمخيلتها .أندفعت إلى ذهنها الجامح صور غير مرحب فيها لشعر أشعث قاتم وعينين مثيرتين يملؤهما النعاس .تنشقت الهواء من أنفها الواسع ثم أخرجته بقوة من بين شفتيها المفتوحتين
راقب نيكوس شارداً وجنتيها الناعمتين المتوردتين وأعترف بهدوء :" فى الواقع لم تصلنى أى شكاوى بعد"
فأزدادت وجنتاها احمراراً وقال بإزدراء :" لا أستغرب أن تقدم بعض النساء تنازلات لإصطياد رجل غنى"
"أحيى خبرتك العالية فى مواضيع كهذه"
بدت ملاحظته وكأنها إتهام واضح إنها امرأة إستغلالية فوقعت شوكة كايتى من يدها وقالت:"ما كنت لأعناق رجلاً قبل أن ينظف أسنانه فى الصباح مقابل أى مبلغ من المال!"قالت ذلك بصوت مرتفع جذب انتباه العديد من الجالسين بقربها وشعرت للمرة الأولى إن إجابتها حيرت نيكوس فأنزلقت نظرته إلى صدرها المكتنز قبل أن يعود إلى وجهها الغاضب:"إن كنت تعنين حقاً ما تقولين فأنت لم تتعرفى بعد إلى الرجل المناسب"
لم تستطيع كايتى تحويل أنتباهها عنه, راحت تراقب الجفنين المتثاقلين يينخفضان ليخفيا النظرة القاتمة اللأمعة التى تشع من عينيه الغريبتين الساخرتين
وضع مرفقيه على الطاولة وأنحنى نحوها فخيل لـ كايتى أن قربه منها قطعهما عن بقية الموجودين فى القاعة . أثار أحاسيسها العطر الذكورى المحير وشذا المسك المنبعث من بشرته الدافئة
"هناك لذة خاصة لن تشعرى بها إلا إذا وجدت الشخص المناسب....."كان صوته الساحر ينخفض مع كل حرف إلى أن أصبح همساً أبح .فبعث رعشات صغيرة فى عروققها .أنتزعت عينيها عن عينى معذبها القاتمتين .لا يمكن أن تدعى أن شيئاً لم يحدث....أو أن نيكوس لايكس لم ينجح فى تحويلها إلى كتلة غبية من الشوق .لكن ذلك حصل فعلاً.فقالت له بعناد:"أفضل تنظيف أسنانى قبل القيام بأى شئ "
بدا نيكوس للحظة مرتبكاً من إجابتها ثم غزت وجهه ابتسامة بطيئة وراح يضحك ملقياً رأسه إلى الوراء.
"وأنت كاترينا...."
"أنا....؟"
صرت أسنانها بينما رفعت يدها لتخفى تورد وجنتيها ,هى تعتبر الثرثرة بحد ذاتها غباء .فما بالك إذا كان محورها نيكوس لايكس؟
"هل أنا مخطئ فى ظنى أنك تشعرين بشئ من التعاطف مع تلك الأزهار التى سكسوها توم بالأسمنت؟"أسند ظهره إلى المقعد وأعاد كأس العصير إى الطاولة لم تستطيع كاتى محاكاة سرعة بديهته فالتغيير المفاجئ للمواضيع صعد الأرتباك الذهنى لديها
"ماذا ؟" طرحت هذا السؤال لتحاول كسب الوقت وشعرت أن الأفصاح عن رأيها فى هذا الموضوع لأى كان ينم عن خيانة لا توصف فكم بالأحرى لهذا الرجل بالذات؟
"أنا أدعم توم كلياً"
"حتى عندما تظنين أنه مخطئ؟كم أنت وفية"
"لن يقدم توم أبداً على أى عمل غير شرعى"
"من الناحية القانونية أنا متأكد من أنه لن يقدم على أى عمل خاطئ"
تبخرت من رأسها منذ وقت طويل كل نية فى مواجهة نيكوس وتذكيره بالتزام قسمه من الأتفاق .أحست كايتى أنها ستنفجر أن أمضت دقيقة أخرى فى صبحة هذا الرجل البغيض!
"كيف تجرؤ؟ لن أجلس هنا وأناقش مبادئ خطيبى مع شخص مثلك" قالت ذلك بصوت مرتجف ونهضت من كرسيها .أدت حركتها العنيفة والأنيقة فى آن إلى جعل قماش فستانها الناعم يهسهس برقة على كاحليها الجميلتين
"ليست امرأة بدينة إذا؟" أبدى نيكوس هذه الملاحظة الكسولة المستهزئة وهو ينظر إلى ظهرها النحيل .أمضى اللحظات القليلة التالية يراقب الخط الأنيق لعمودها الفقرى إلى أن أختفت عن نظره .كان مشهداً جميلاً إلا أنه زرع تقطيبة كئيبة على وجهه
|