كاتب الموضوع :
زهرة منسية
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
لكن ابتسامة الترحيب ذبلت على شفتيها عندما رأت العدائية المخيفة على وجهه الجامد . شعرت بالضياع والخطر عندما رأته يتقدم ويقف إلى جانب كرسيها ثم تابع بصوت عال :"وسبب عدم زواج فاسيليس هو أنه زير نساء يفضل الكمية على النوعية "
ورمق الرجل الآخر بنظرة جعلت كايتى ترتجف
قالت كايتى بلهجة جافة وهى لا تفهم لماذا يتصرف نيكوس بهذه العدائية :"تعرفان بعضكما أنتما أيضاً على ما أظن"
فأكد لها فاسيليس:"نعم أعرف نيكوس منذ أن كان طفلاً"
"ليس من مصلحتك ان تتكلم عن الخبرة فاسيليس فقد تعرف السيدة أنك من عمر والدها"
بدا أن ضحكة العجوز أغضبت نيكوس أكثر فقال لها:"سنرحل كاترينا"
"لن أذهب إلى أى مكان قبل أن تعتذر من فاسيليس "
ثم توجهت إلى الرجل الآخر :"صدقاً لا أعرف ما حصل له"
تنفس نيكوس بصعوبة ثم تفوه بدفق من الكلمات اليونانية متوجهاً إلى الرجل الآخر . لم تتمكن كايتى من فهم كلمة منها لكنها لم تبدُ كلمات ودية.كان نيكوس فى منتصف كلامه عندما شحب لون فاسيليس. أنتقل نظره من نيكوس إلى كايتى بذهول :"أنت متزوجة كايتى؟"
"نزعاً ما أنها قصة طويلة"
أعترفت بالأمر فذكرها نيكوس:"نوعاً ما؟ وكأنك نسيت أنك تحملين طفلى؟"
"ظننتك لا تريد أن يعرف أحد قبل أن تخبر والديك"
"لا تقلقا سركما فى أمان معى"
وعد فاسيليس بذلك قبل أن بقف وينحنى لـ كايتى :طإلى أن نلتقى مجدداً يا عزيزتى"
"أود ذلك"
أبتسمت له وأدارت ظهرها لـ نيكوس بطريقة معبرة .لا يمكن أن يلام الرجل للمغادرة فـ نيكوس يبدو مخيفاً بالفعل
هذا لا يعنى أنها تشعر بالخوف . أدركت أنها تعرف فى أعماقها أن نيكوس لن يؤذيها ابداً . ستكون دائماً بأمان معه
أجاب نيكوس فاسيليس بزئير مخيف:"إن ألتقيت زوجتى مجدداً فسأكسر لك عنقك.أبتعد عن زوجتى!"
بدأ أن فاسيليس تقبل ملاحظته لكن كايتى لم تفعل . فقالت له بغضب عندما غادر الرجل الآخر :"كيف أمكنك قول ذلك؟"
أخرج نيكوس من جيبه أوراقاً مالية ورماها على الطاولة :"لنخرج من هنا "
"لن أذهب إلى أى مكان معك"
"يمكنك أن تخرجى على قدميك أو على كتفى . لك حرية الخيار"
فحصت كايتى وجهه المتجهم ووجدت أنه لم يكن يمزح :"سأرحل لأنى أريد ذلك"
"بالطبع تريدين ذلك"
"وانا أكرهك"
"سنناقش أمر مشاعرك تجاهى لاحقاً"
وصلا إلى شقته بدون أن يتكلما وأن كان غضب نيكوس قد برد عندها فغضبها هى وصل إلى ذروته
"أرجو ألا تكونى قد أصيبت بخيبة الأمل . أن مستعد لتقديم بعض التنازلات . ولكن عليك أن تعدينى ألا تقتربى من فاسيليس مجدداً"
"لن أنفذ طلبك.كيف تجرؤ على إخبارى من يمكننى أو لا يمكننى مصادقته؟تصرفت كسفاح . لم أشعر أبداً فى حياتى بهذا الأحراج!"
نظر نيكوس إلى وجهها الغاضب بعينين مصدومتين :"أنا تصرفت...." زفر ثم تابع:"تصرفت بانضباط كلى ! لو أننى تصرفت مع الرجل كما أردت فعلاً لأعطيتك سبباً للاحتجاج . كيف توقعت منى أن أتصرف؟أعود باكراً لاجد زوجتى قد ذهبت لتقابل زير النساء الأكثر شهرة فى البلد ولم تتحل باللياقة الكافية لتخفى عنى الأمر . أخبرنى بذلك سائقى الخاص!"
"حسناً فى المرة القادمة سأكذب عليك.هل سيجعلك هذا سعيداً؟"
أمسك نيكوس بكتفيها وهزها ثم زمجر :"لن يكون هناك أى مرة مقبلة . لأنى لن أدعك تغيبين عن نظرى. يا إلهى! لماذا تفعلين بى هذا؟"
لم يستطيع قلبها الرقيق تحمل هذا الالم الذى رأته على وجهه فقالت له:"قابلت فاسيليس لأنه كان يعرف أمى"
ضحك نيكوس بألم :"هل هذا ما قاله لك؟أسمعى أعلم أن النساء يجدنه جذاباً وهو رجل يبدو صادقاً جداً لكن...."
"لا. كان يعرف والدتى حقاً كان من المفترض أن يتزوجا لكنها هربت مع والدى"
"لا. لايمكن أن يكون هذا صحيح . كانت خطيبته يونانية من عائلة كايسيس"
"وهى أمى"
بدأ نيكوس مصعوقاً "أمك هى أبنة ميكاليس كايسيس ؟"
هزت كايتى رأسها وأخبرته بمرارة :"أنكرتها عائلتها حين تزوجت من والدى .لم يكن من مستواهم"
"ولنم يكن لك أى علاقة بهم أبداً؟"
هزت كايتى رأسها فقال نيكوس:"هذا رائع!"
ثم قال فجأة "يا إلهى...! اليونانى الذى أخبرتينى عنه...ذلك الذى عشت معه....هو أمك؟"
فهزت كايتى رأسها مجدداً
"أنت نصف يونانية"
"حاولت طوال حياتى أن أنسى ذلك"
جذبها نيكوس نحوه فأراحت كايتى رأسها على صدره :"لقد جعلت من نفسى أضحوكة"
"نعم فعلت"
ثم رفعت نظرها وأكملت:"لماذا فعلت ذلك نيكوس؟"
أتسعت عيناها من الذهول عندما تورد خجلاً....تورد بالفعل!
"حسنا أردت أن أحميك كما يفعل أى زوج....."
ثم أبتعد عنها وأخذ نفساً عميقاً وأكمل"لا. تصرفت بهذه الطريقة لأن الغيرة كادت تصيبنى بالجنون"
"شعرت بالغيرة؟!"
"أغار من أى رجل ينظر إليك . أحبك يا صغيرتى عرفت ذلك منذ الليلة الأولى لكننى لم أعترف بذلك حتى لنفسى . جعلتنى فكرة عودتك إلى توم مجنوناً فدعوته ليصعد إلى الغرفة . كان تصرفاً مقيتاً وكل ما قلته عنى كان صحيحاً....لهذا حاولت تسوية الأمور بينكما . ظننت أننى أتصرف بنبل . قلت لنفسى إن سعادتك هى كل ما يهمنى. وأن وجدت سعادتك مع توم فليكن .ولكن أظن أننى بلغت فى النبل"
"أنت تحبنى.....؟"
أعادت كلماته محاولة أن تستوع الأشياء المذهلة التى تفوه بها ثم تنهدت بحزن وسألته :"ولكن لماذا لم تخبرنى بذل؟كنت تعيسة للغاية"
"لأنك تحملت فكرة الحمل وحدك؟"
قالت له بحب "لا بل لأننى كنت أنام لوحدى أيها الغبى!"
ورفعت رأسها لتنظر بعينين مشرقتين إلى زوجها الرائع وهمست:"أنا أحبك لهذا السبب تركت كايتلين تجلبنى إل هنا. قررت ان أقول لك ولكن شعرت بالجبن فى اللحظة الأخيرة...لأننى ظننتك ستتزوج بى من أجل الطفل"
كانت عينا نيكوس تشتعلان بنار الحب عندما جذبها إليه وقال بصوت أجش:"الطفل نعمة أضافية"
فأجابته كايتى بابتسامة حارة :"أتعرف لم أتناول الغداء بعد"
"وهل أنت جائعة؟"
"دائماً عندما أنظر إليك"
كان الزفاف كالحلم وعدها نيكوس ان يكون شهر العسل أفضل بعد. وكانت تعرف أن زوجها يفى دائماً بوعوده.
عندما دخل نيكوس كانت كايتى تجلس على السرير تغمرها هالة ذهبية من الرضى
"تبدين مثيرة"
فسألته بابتسامة عذبة :"هل تريد أن تفعل شيئاً بهذا الشأن؟"
ولكن قبل أن يجيبها رأت الهدية فى يده:"هدية زواج؟"
فهز نيكوس رأسه :"منى"
وسلمها إياها فابتسمت وشكرته وراحت تمزق الورق الذى يغلفها
راقب نيكوس حماسها بابتسامة حنونة فخورة :طأرجو ان يعجبك"
اكتشفت كايتى كتاباً سميكاً فوضعته على ركبتيها للحظات قبل أن تفتحه :"هذه...."
تصلب جسمها كله عندما رأت ما بداخله . رفعت إلى نيكوس عينين مغروقتين بالدموع قبل أن تحول اهتمامها مجدداً إلى محتوى الكتاب . عندما أنتهت وضعت الكتاب باحترام على السرير وركضت إلى زوجها الذى فتح ذراعيه لاستقبالها فقالت له:"ظننت أننى فقدتها إلى الأبد . لا أعرف ماذا فعلت....ولكن شكراً لك ألف شكر"
فأصر هو بتواضع:"لم يكن الأمر صعباً لهذه الدرجة.أتصلت بـالأصدقاء .كانت الصحف المحلية تملك صوراً لـ بيتروس فى مسابقات السباحة.ولكن فاسيليس هو من ساعد حقاً . كانت أمك ترسل له صوركما وهو يملك الكثير من الصور لأمك فى شبابها "
منتديات ليلاس
"نعم بعض هذه الصور لم أرها من قبل"
لمست وجهه بيديها وتابعت:"أنت تعرف أنك رجل رائع حقاً . أليس كذلك؟"
"هلا تركنا هذا الأمر سراً بيننا؟ ليس من الجيد أن يكون الإنسان معروفاً فى عالم الأعمال بقلبه الطيب"
وافقت على طلبه بصوت أجش:"لا يجدر بأحد أن يعرف ما يجرى خلف الأبواب الموصدة...."
فأرتفع حاجباه:"وهذا يتركنا حرين لنفعل....."
"ك ما يحلو لنا" أكملت كايتى جملته بنعومة فسألها:"وهل لديك أى أفكار؟"
"حسنا فى الواقع....."
بدأت كايتى جملتها ثم لمعت عيناها :"هل لى أن أهمس ذلك فى أذنك؟"
أحنى نيكوس رأسه ثم قال لها عندما أنتهت:"أتعرفين؟أنت امرأة سيئة للغاية"
"لا أنا امرأتك أنت السيئة للغاية. فى السراء....."
وتنهدت بسعادة وأمسكت ربطة عنقه:".....والضراء"
تركت كايتى قسم الضراء جانباً . أما بالنسبة للسراء فهى تعرف أن الأمور لا يمكن أن تكون أفضل من زواجهما
|