تنفس نيكوس بقوة وتهربت عيناه من عينيها وأخفى جفناه المتثاقلان تعبيره لكن هذا لم يمنع كايتى من تخيل النفور الذى ملأهما. وأكتمل عذابها عندما أدار راسه وأطلق زفيراً بطيئاً صافراً وقالت لنفسها : (لا عجب أنه لا يستطيع النظر إلىّ .إحترام النفس الكبرياء.....أتذكرين ما هما كايتى؟)
"لا بالطبع لا. هذه فكرة سخيفة .لا تهتم لما أقوله .أنا بحالة صدمة....نعم . هذا كل ما فى الأمر .أنا فى حالة صدمة!"
شعرت إنها تبكى براحة هستيرية :"لتنس ما قلته.لم أعن ذلك"
نظر إليها نيكوس مجدداً بعينين لامعتين ثم عارضها قائلاً:"بلى عنيت ذلك!وأنا لا أستطيع أن انسى الأمر!"
بدا لـ كايتى أن هذا الأعلان المتفجر أنتزع من صدره.فإزدردت ريقها يأسرها بريق عينيه الفضيتين: " لَم لا......؟ "
قال وكأنه اكتشف الأمر للتو ولم يعجبه :"لأننى لا أريد ذلك"
فلهثت كايتى بينما شعرت بالرضى يخترق جسمها
أجتاحت جسمها موجة من الأحاسيس لم تعرف بوجودها من قبل فهمست وهى تتساءل لكم من الوقت سوف تتحمل هذا العذاب بعد: "وماذا تريد؟"
"منذ قابلتك للمرة الأولى....وأنا أرغب فى معانقتك"
وضع يده حول كتفيها فشعرت بأنفاسه الدافئة تلامس بشرتها وأصيب رأسها بدوار . وكأنها تحلق فى عالم آخر لم تعرفه من قبل.
قال وعيناه تأسران عينيها :"عيناك فيهما سحر غريب آسر!"
جعلها الأرتجاف المثير قى صوته ترتجف . كانت تنظر إليه من خلال أهدابها شبه المغمضة فهز رأسه قليلاً عندما أغمضت عينيها ببطء :"لا! أريدك أن تنظرى إلىّ!"
نفذت كايتى أمره بدون تفكير بالرغم من الثقل الذى تشعر به فى عينيها .لم تحاول التهرب من نظرته الفاحصة بل قالت له:"كنت أنظر إليك ولكن يبدو أننى لا أستطيع منع نفسى"
"رغبت بمعانقتك منذ اللحظة الأولى التى رأيتك فيها "
"لم يبدو عليك ذلك"
وأضافت فى سرها : (أنا أيضاً رغبت فى معانقتك منذ البداية....منذ سبع سنوات)
قال نيكوس شيئاً بينما تعلقت عيناه بعينيها لم يلاحظ أنه تكلم باللغة اليونانية وكايتى كذلك فكل ما تريد معرفته موجود فى عينيه وما تقولانه مفهوم بكل اللغات.....
عانقها نيكوس بشغف وجنون وعندما افترقا أخيراً سألته كايتى :
"هل رغبت فى القيام بذلك طوال الليل؟"
صحح معلوماتها بصوت أجش :" رغبت به منذ سبع سنوات"
فأتسعت عينا كايتى:"لم يكن لدى فكرة أنى أترك هذا التأثير"
كرر كلماتها ثم أطلق ضحكة غريبة مخنوقة :"أظن أن بإمكانك قول ذلك يا كاترينا . عندما دخلت إلى تلك الغرفة الرخيصة المقرفة توقعت....."
لاحظت كايتى عضلات رقبته البرونزية القوية تتقلص وهو يبتلع ريقه
سألته بحزن :"توقعت عروساً رخيصة مقرفة؟"
لكن وفاءها لذكرى أخيها منعها من إخباره على الفور عن السبب الذى دفعها لشراء عريس
"لنقل أنى لم أتوقع فتاة تبدو كهرة جذابة .عيناها كبيرتان واثقتان فمها مثير وشعرها حريرى رائع .شعرت بالغضب لإدراكى أننى ضعيف كأى رجل آخر . ظننت أننى محصن ضد هذه الأمور"
كان يعرف طبعاً إنها ليست بريئة للغاية وهذا ما جعلها أكثر خطورة فى نظره لكنه بدأ يفكر فى إتباع غرائزه من دون الأهتمام بالنتائج فقد شعر أن غرائزه ستقربه من الحقيقة أكثر من حكمه المبنى على الأعتبارات العملية
"كنت تبدين فى السادسة عشر من عمرك"
صححت له المعلومة بصوت أجش:"كنت فى الثامنة عشر"
"وكنت تملكين.....وما زلت.....جسماً قد يجعل أى رجل بالغ يبكى"
أطلق ما يشبه الضحكة فيما رفع يده عن وجهه مظهراً تعبيراً غريباً.
"أعرف أن الزيجات فى أيامنا هذه لا تدوم طويلاً ولكن كم رجل قد يرى أجمل النساء وأكثرهن جاذبية ويتزوجها ثم يبتعد عنها ويعاهد نفسه على ألا يبقى مخلصاً لها ولا يراها أو يتصل بها بعد ذلك؟"
رفع خصلة من شعرها بين أصابعه ثم أضاف :"اتعرفين يا حبيبتى أظن أن لدينا أعمالاً عالقة"
هزت كايتى رأسها أعترفت بخجل :"كدت أسأل هارفى عنك لكننى لم أستطيع .ليس بعد كل المطالبة بعدم وجود صلة بيننا"
منتديات ليلاس
"هل ما زالتين ترفضي أى صلة بيننا الآن؟"
فهزت رأسها عاجزة فقد وجدت طبيعتها العاطفية مركز اهتمام لها فى شخص نيكوس
"رقيقة للغاية.....متوحشة للغاية...."
أزعجتها ملاحظته فقالت لنفسها: (يظن أننى خبيرة أنه يتوقع....يا إلهى كم هو مخطئ!)
لكنها لم تستطيع إخباره أنها عذراء لابد من وجود طريقة أخرى لشرح قلة خبرتها.....
فحاولت التهرب من نظراته وأنكرت:"لا! لست متوحشة....فى الواقع لست شخصاً جذاباً"
لكن لم يكن لإعترافها أى نتيجة فورية فقد تابع نيكوس تأملها بشغف .
بدأت كايتى تفقد تركيزها عندما شعرت أن جسمها يرتعش من تأثير نظراته:"هل سمعت ما قلته؟"
أرتسمت فى عينيه الداكنتين إبتسامة .كان وسيماً رائعاً حتى مع شعره الأشعث .لاحظت كايتى أنه لا يأخذ كلامها على محمل الجد فقالت:"أسأل توم إن كنت لا تصدقنى"
بعض الأمور يستحسن عدم ذكرها وهذه كانت أولها .لذا لم تفاجأ كثيراً عندنا جمد نيكوس :"لا أطلب شهادات من عشاقك"
عشاق!!!يا إلهى لم يفهم قصدها !لم يفهم أنها لم تعرف أى عشاق أما هو فلا شك أن لديه العشرات بل على الأرجح المئات من العشيقات!
"وأمنعك من التفكير حتى بـ توم! هل تسمعينى؟"
"أسمعك نيكوس !"
تفحص نيكوس وجهها بدا لها أن ما رآه قد أعجبه لأنه هز رأسه قبل أن يعانقها مجدداً.ثم رفع رأسه ليزيح خصلة شعر عن وجهها قائلاً :"أريد أن أنظر إليك جيداً فأنت رائعة"
مررت كايتى إصبعها على خده ما جعلها تكتشف على الفور تأثيرها القوى عليها
"إن النظر إليك يجعلنى أحترق.أريسدك كايتى.لا تقولى لا"
شعرت بالإرتعاش فى كل خلية من خلايا جسمها . ما الذى يقف فى طريقها؟إنها ترغب فيه أيضاً.كما أنهما متزوجان .أقتربت منه بنعومة وهمست فى أذنه:"أنا أيضاً أريدك". ولم تعرف كايتى بعد ذلك ما نوع الأحاسيس القوية الرائعة التى غمرتها فقد غرق كلاهما فى بحر من الأحاسيس جعلتهما يغيبان عن كل ما حولهما