لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > سلاسل روايات مصرية للجيب > روايات أونلاين و مقالات الكتاب
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات أونلاين و مقالات الكتاب روايات أونلاين و مقالات الكتاب


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 17-03-12, 07:27 PM   المشاركة رقم: 11
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري


البيانات
التسجيل: Jul 2007
العضوية: 32680
المشاركات: 18,283
الجنس أنثى
معدل التقييم: عهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسي
نقاط التقييم: 9761

االدولة
البلدYemen
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
عهد Amsdsei غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : عهد Amsdsei المنتدى : روايات أونلاين و مقالات الكتاب
افتراضي

 
دعوه لزيارة موضوعي

هذا الجدار - الحلقة الثانية

عزيزي عصام:

كما قلت، كان من الواضح أنك راغب في عدم هدم الجدار.. أفهم هذا والله العظيم لكن زوجتي لا تفهمه.. بعد أيام من الحياة في الشقة قالت لي:
ـ"كيف نستغني عن ثلثي حجرة الصالون بهذه البساطة؟"
ـ"لأننا أخذنا الشقة بهذا الشرط.. هناك من يلعبون الشطرنج فإذا خسروا اكتشفوا أن اللعبة سخيفة ومملة ومضيعة للوقت.. نحن لن نكون كهؤلاء.."
هكذا صمتتْ.. بعد أيام عادت تطلب مرة أخرى..
أنت تعرف قصة (ذو اللحية الزرقاء).. إنها تعبر بدقة عن فضول الأنثى.. زوجة ذي اللحية الزرقاء منحها زوجها قصرًا به 99 غرفة، لكنه اشترط ألاّ تفتح الغرفة المائة.. النتيجة هي أنها لم تعد تطيق الحياة، ولم تعد ترى في الكون كله إلا تلك الغرفة المائة.. ثم فتحت تلك الغرفة.. حسن.. أنت تعرف باقي القصة، وإن القلم ليسقط من يدي رعبًا.. لا داعي لهذه الخواطر، لكن قل هذا لزوجتي بالله عليك..
مشكلة الزواج بالنسبة لشخصية كشخصيتي هي أن طلقاتك لا تصل لهدفها أبدًا.. هناك من يلوي معصمك في آخر لحظة، أو يضع حاجزًا أمامك أو يغطي عينك.. وأنا اعتدت أن أريد الشيء فيحدث..
منذ أسبوع جاءت زوجتي مكتئبة وقالت لي:
ـ"هناك روائح غريبة آتية من خلف هذا الجدار.. فلتقطع ذراعي إن لم يكن صاحبك نسي قطة ميتة هناك!"
ـ"لا أدري لِم تخاطرين بذراعك يا عزيزتي.. إن بتر ذراعك لن يجعلك أجمل، فأنت – عدم المؤاخذة – لا تشبهين فينوس ميلو في شيء.. إن ما تقولين مستحيل.."
السبب هو أن الجدار مبني بالقرميد وهناك طبقة ملاط سميكة، مع طبقة دهان.. حتى لو كان الجيش الإسرائيلي كله ميتًا بالداخل فلن تتسرب رائحته. ثم إننا نتحدث عن عدة أشهر.. هذه هي الفترة التي تنتهي فيها البكتريا من مهمتها المقززة التي تقوم بها ببسالة وبلا اشمئزاز: إعادة النتروجين للتربة من جديد. أي أن أية جثة تتحول بعد هذه الفترة إلى عظام صقيلة نظيفة رائعة الجمال عديمة الرائحة..
قالت لي زوجتي في إلحاح:
ـ"لم لا نجلب أحد العمال ليحدث فجوة في هذا الجدار لنرى؟"
قلت في حزم:
ـ"لأننا وعدنا صديقي المسافر أولاً، ولأنني أعرف ما سيحدث.. سوف تصنعين الفجوة وتطلبين توسيعها.. ثم ترين أنه لا داعي لسدها من جديد.. تعالَ نوسعها أكثر.. وفي النهاية نجد أنك أزلت الجدار فعلاً برغم إرادتي، وأنني للمرة الألف لعبت دور الطفل الأبله.. لا.. أنا أرفض بعنف"




على كل حال رحت أتشمم رائحة الجدار بعناية.. للنسوة حواس أكثر حدة من حواس الرجال هذا أكيد.. لكن لا رائحة لشيء ميت.. لو شئت الدقة لقلت إنها رائحة حساء الفاصوليا.. هذا لا يثير القلق..
أنت تعرف النساء يا صديقي.. زوجتي تنهض في منتصف الليل صارخة غارقة في العرق... زوجتي تخشى الاقتراب من الجدار ليلاً...
لقد جعل هذا الجدار حياتي جحيمًا بالفعل..
أمس قالت لي في قلق:
ـ"فلتقطع ذراعي إن لم يكن هناك شيء حبيس بالداخل.. هناك صوت خدوش على الجدار من الداخل.. أنا متيقنة من ذلك.. ثمة شيء يحاول الخروج..!!"

المخلص محمود

يتبع

 
 

 

عرض البوم صور عهد Amsdsei   رد مع اقتباس
قديم 17-03-12, 07:28 PM   المشاركة رقم: 12
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري


البيانات
التسجيل: Jul 2007
العضوية: 32680
المشاركات: 18,283
الجنس أنثى
معدل التقييم: عهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسي
نقاط التقييم: 9761

االدولة
البلدYemen
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
عهد Amsdsei غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : عهد Amsdsei المنتدى : روايات أونلاين و مقالات الكتاب
افتراضي

 
دعوه لزيارة موضوعي

هذا الجدار .. الحلقة الثالثة

عزيزي عصام:
كيف يظل شيء حياً كل هذه الأشهر؟.. لا يوجد مدخل لهذه الغرفة المغلقة.. إن جدار البناية نفسه يحدها من الخلف، لكن من الوارد أن يلعب الصوت بعض الألعاب الغامضة.. أحياناً في منتصف الليل كان الجيران يخرجون لنا من بالوعة المطبخ، وكنت أسمع مدام (عواطف) تتشاجر مع أستاذ (مصطفى)؛ لأنه لا يبدل جواربه إلا كل أسبوع.. ربما هم يخدشون جدران غرفتهم الآن..
قالت زوجتي في إصرار:
ـ "فلنهدم الجدار"...
- "لا"..
تلحُّ بشدة حتى تذكرت تلك الأسطورة التركية الشعبية عندما يردد الناس: "حطم الصخرة يا "فرهاد".. حطم الصخرة يا فرهاد"، والبطل يقول: "سأحطمها.. من أجلكم سأحطمها".. زوجتي كانت تردد: "اهدم الجدار يا محمود.. اهدم الجدار يا محمود".. وأنا على وشك أن أقول: "سأطلّقها.. من أجلكم سأطلّقها".
سوف أعترف لك بشيء...
أنا نفسي أخاف هذا الجدار.. لقد كنت أقف جواره ذات يوم، فسمعت حفيفًا.. كأن هناك ثوبًا يحتكّ به من الجانب الآخر... وقف شعر رأسي رعبًا ورحت أتنصت..
يخيل لي أنني سمعت طرفًا من محادثة، لكن بصراحة لم أتبين أي مقطع سوى كلمة (لا يُطاق).. من جديد ألقي باللوم على ألعاب الصوت..
قمت بالطرق عدة مرات على الجدار فلا صوت سوى: تونك.. تونك.. تونك.. ما وراء الجدار أجوف فعلاً... لكن كيف تتحمل أن توجد في شقتك الخاصة غرفة لم تدخلها قط؟.. أحيانًا أشعر أن هذا الشرط اختبار منك لفضولنا.. هذا اختبار يفوق الطبيعة البشرية، وفي النهاية سوف تعود من مخبئك الخفي وتمنحنا زكيبة من الدنانير مكافأة لنا على أمانتنا..

صباح اليوم حدث شيء غريب..
لقد وجدت زوجتي جاثية هناك جوار الجدار فلما رأتني ارتجفت وبدأت تشهق وتصرخ، واكتشفت أنها تحمل مثقابًا تريد أن تصنع به ثغرة في الجدار.. تريد أن ترى.. وكيف ترى من دون ضوء؟.. هل تنوي إدخال منظار ليفي ضوئي من الفتحة كما يفعلون مع مقابر الفراعنة؟.. لكنها أشارت في ثقة إلى مفتاح ضوئي صغير على الجدار الأيمن. قالت: إن هذا المفتاح كان يضيء مصباحًا ما بهذا النصف من الغرفة قبل أن ينفصل. ربما ما زال المصباح سليمًا ويمكن أن يضيء لنا هذا القبر المغلق.. أضاءت المصباح فخيل لي أنني سمعت صرخة!...
هناك كائن بالداخل لا يطيق النور!.. أم أنني أهلوس؟.. أمرتها أن تطفئ النور حالاً فقد تكون هناك أسلاك كهربية عارية.. شرارة وكومة من الورق.. ربما لا يوجد أكسجين يسمح بالاحتراق بالداخل لكني لن أجازف...

الحق أنني أزداد عصبية وتوترًا بسبب هذا الجدار الكريه.. لا أعرف إن كانت عصبيتي الخاصة أم هي عدوى من زوجتي، لكن المصاب بالدرن لا يتساءل كثيرًا عن مصدر العدوى وإنما يطلب العلاج.. وعلاجي عندك بلا شك..

ما الذي يوجد في تلك الغرفة يا (عصام)؟
لا أتكلم عن الصور والمهد وذكريات الطفولة.. أتكلم عما هو موجود حقًا..
أرجوك أن ترد.. أشعر أنني أكلِّم نفسي.. هل ما زلت حيًا أم أن قبائل الماوري قامت بطهيك تحت التربة والتهمتك في احتفالها السنوي؟

لو حدث هذا فهو شيء مؤسف، لكن أتمنى أن أعرفه لو حدث؛ لأن هذا يحررني من قسمي.. يومها سوف أزيل هذا الجدار وأعرف الحقيقة.. سوف يتسرب نور الشمس والهواء إلى هذه الظلمة الملغزة الرطبة، ولسوف نشفى من تساؤلنا عما ينتظرنا خلف الجدار.

أرجوك أن ترد يا (عصام)....
المخلص محمود

يتبع

 
 

 

عرض البوم صور عهد Amsdsei   رد مع اقتباس
قديم 17-03-12, 07:29 PM   المشاركة رقم: 13
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري


البيانات
التسجيل: Jul 2007
العضوية: 32680
المشاركات: 18,283
الجنس أنثى
معدل التقييم: عهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسي
نقاط التقييم: 9761

االدولة
البلدYemen
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
عهد Amsdsei غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : عهد Amsdsei المنتدى : روايات أونلاين و مقالات الكتاب
افتراضي

 
دعوه لزيارة موضوعي

هذا الجدار .. الحلقة الرابعة و الاخيرة

عزيزي أستاذ "عصام":
للمرة الأولى أكتب لك.. أنا مدام "ثريا القماش" التي بِعت لها تلك الشقة بالعجوزة..
أعتذر إن كنت أسبب لك أي إزعاج، لكن بصراحة لم أعد أطيق ترك ذلك الجدار الذي بنيته أنت في غرفة الصالون.. لقد كان طول الغرفة أربعة أمتار، فجعلها الجدار مترين ونصفًا.. أعرف أنني قبلت هذا الشرط منك، بل إننا ذهبنا للمحامي لتوقيع عقد الشقة، وبعد التوقيع جعلني المحامي أوقِّع على تعهد بعدم عمل أية تعديلات في الشقة..
لكن الأمر لا يطاق فعلاً.. أهم غرفة في شقتي التي هي ملكي ضيقة جدًا. ثم إنني بالفعل لا أعرف ما تضعه خلف هذا الجدار باستثناء ذكرياتك المزعومة.
هناك رائحة عفن دائمة تتسرب من تحته.. أذكر أنني دعوت ضيوفي ذات مرة للغداء وقد أعددت حساء فاصوليا ممتازًا له رائحة رائعة، لكنهم عزفوا عن الأكل؛ لأن رائحة العفن تلك تزايدت فجأة فصدّت نفوسهم..

وماذا عن الأصوات؟.. أصوات واضحة تتكلم بالداخل.. أحيانًا أخدش الجدار بظفري متوقعة أن يسمعني أحد بالداخل...
ذات مرة تعالت الأصوات فعلاً، فأصابتني نوبة هستيرية ورحت أصرخ في وجه زوجي: "هذا الجدار يثير جنوني.. إن هذا لا يطاق!.. لا يطاق!!"
الأدهى أن هناك من يدق على الجدار كثيرًا كأنه شخص يستوثق من وجود فراغ خلفه. وذات مرة فوجئت بنجفة الصالون تضاء من دون أن يضغط أحدهم المفتاح، وسمعت صوتًا كأنه صوت مثقاب يدار في الجهة الأخرى من الجدار، فصرخت بقوة.. عندها انطفأ النور ثانية..

عزيزي أستاذ "عصام".. أكره أن أقول هذا لكني أخطرك أنني سأهدم الجدار ومهما كانت المسئوليات القانونية. فقط أردت أن تعرف؛ لأنني شخصية واضحة تتحرك في النور.

مع الشكر.
"ثريا القماش"

"بص وطل" - الحوادث:
بناء على بلاغ من "محمد القماش" (تاجر) للعقيد "هاني الحفناوي"، انتقل رجال الشرطة إلى شقة صاحب البلاغ بالعجوزة، حيث تبين أن مالك الشقة السابق "عصام محمد فتحي" -في نيوزيلندا حاليًا- قد قام ببناء جدار في غرفة في الشقة، وأصر على ألا يهدمه المالك الجديد، لكن السيدة "ثريا" زوجة المالك الجديد للشقة أصرت على أنها تشم رائحة كريهة عبر الجدار، وقامت بجلب عمال لهدمه. بعد الهدم فوجئت بوجود جثتين لرجل وامرأة في حالة تحلل تام، ويبدو أن صاحب الشقة السابق قد قام بقتلهما ودفنهما في هذا الجزء ثم بنى جدارًا بنفسه. أثبت فحص الأوراق الخاصة بالقتيلين أن الجثة لـ"محمود الشيمي" وزوجته، ويبدو أن القاتل دعاهما لشقته بحجة اقتراب سفره ثم دس لهما مخدرًا في الشراب، وقام بجرهما إلى هذا الجزء من الغرفة، واستكمل بناء الجدار الذي كان قد بدأه فعلاً قبل ذلك. وفي الأيام التالية استدعى عمال المحارة والنقاشة ليتأكد من أن القبر مموه بالكامل. يعتقد أن سبب القتل هو خلافات مالية بينه وبين القتيل. أمرت النيابة باستكمال التحقيقات.

عزيزي "عصام":
أعتقد أن خطاباتي لم تصل لك.. ربما لأنني لم أرسلها قط.. ربما لأنني لم أكتبها قط. على كل حال فهمت أشياء وأشياء، وقد بدأت أخيرًا أستوعب الحقيقة الشنيعة التي لم أستوعبها قط بسبب سذاجتي، وإنني لأتذكر بجلاء كل ما حدث يوم دعوتنا لدارك لتصفية ديونك لي.. زوجتي تتحدث عن أننا يجب أن نلحق بك في نيوزيلندا لاستعادة الود القديم.. وأعتقد أني أوافقها على ذلك، فما رأيك أنت؟
المخلص "محمود"
تمت

 
 

 

عرض البوم صور عهد Amsdsei   رد مع اقتباس
قديم 17-03-12, 07:31 PM   المشاركة رقم: 14
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري


البيانات
التسجيل: Jul 2007
العضوية: 32680
المشاركات: 18,283
الجنس أنثى
معدل التقييم: عهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسي
نقاط التقييم: 9761

االدولة
البلدYemen
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
عهد Amsdsei غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : عهد Amsdsei المنتدى : روايات أونلاين و مقالات الكتاب
افتراضي

 
دعوه لزيارة موضوعي

القصة الرابعة

بعد الثانية صباحا ً

*****************

الحلقة الاولي :

ليكن يا أستاذ (مراد)..

صدقني أنا مصغ جيدًا لما تقول، لكني كذلك أتابع ما نراه على الشاشة.. أنا من النوع الذي يركز أفضل إذا لم ينظر لعيني محدثه أثناء الكلام، وهذا لا يعني أنني أستخف بك. فقط أرجو أن تعيد الشريط لبدايته..



كنت أتساءل منذ البداية عن سبب اهتمامك برأيي كمصمم للخدع الجرافيكية للأفلام. نحن نحقق نتائج لا بأس بها في مصر، لكن هذه الأمور تكلف مالاً وتحتاج إلى سخاء في الإنتاج.. الإعلانات هي مصدر دخلي الأول كما تعلم..


عندما دخلتْ عليّ السكرتيرة (شاهنده) وقدمتْ لي بطاقتك حسبت أنك تنوي عمل سلسلة من الإعلانات عن المول الخاص بك.. (شاهنده) حسناء؟.. أرى هذا من نظراتك وعينيك الموشكتين على الجحوظ، لكن لا تنس أنها واجهة إعلانية أخرى ولابد أن تكون براقة أكثر منها صادقة أو بارعة.. تفضل..اسمي (كمال جودة).. أرجو أن تشرب القهوة وأن تحكي لي سبب هذه الزيارة الكريمة..

كان ما قلته لي ببساطة شديدة هو:
ـ" افتتحنا المول منذ شهر.. أشياء غريبة تحدث"

هذه معلومة غير معتادة.. في العادة نتظاهر بأن كل الأشياء تحدث بالكيفية التي رسمناها لها وأننا لا نتلقّى مفاجآت. هذه طبيعية تجارية مهمة. لكنك تكلمني عن المول الخاص بك وتحكي قصة عجيبة بعض الشيء:
ـ" العاملات يقلن هذا في الصباح وأنا لا أصدق.. العمال يؤكدون هذا وأنا أتهمهم بأنهم يبتلعون مخدرًا ما.. إنهم يلاحظون أن أوضاع المانيكانات تتغير في الصباح عن الوضع الذي تركوه أمس.. هذه أشياء تلاحظها النساء أفضل لأن الرجال......."


ـ"نعم.. نعم.. الرجال حمقى لا يلاحظون أي شيء على الإطلاق.. هذا معروف"

-"بالضبط.. هناك ذراع موديل ترتفع وأخرى تنخفض.. هناك ساق تحركت.. هناك مانيكان كامل تغير موضعه فصار بقرب الدرج الداخلي.. أنا لا أصدق أن لصًا يتسلل للمول ليلاً – برغم الحراسة الممتازة - فلا يسرق أي شيء وإنما ينقل بعض التماثيل من مكانها.."


ـ"كل هذا جميل لكن – وسامحني على غبائي – لا أرى علاقة قوية بين هذا والخدع الجرافيكية"


هززت يدك مضمومة الأصابع على شكل قمع بمعنى أن أنتظر قليلاً وقلت:
ـ"بالطبع كان أول ما فعلته هو أن جعلت أحد رجال الأمن يمضي النوبتجية داخل المول، وبصرف النظر عن كونه فعل ذلك أم نام كلوح الخشب حتى الصباح، فهو يؤكد أنه لم ير شيئًا، والمانيكانات لم تغير موضعها.. لو كانت تغير مكانها فعلاً فهي خجول جدًا لا تفعل ذلك أمام العيون...."



لكنك تقول إن هذا الحارس كف عن مراقبة التماثيل ليلتين، وعندها تكرر الشيء ذاته وعدت تسمع القصص عن المانيكان الفلاني الذي أدار رأسه وذلك الذي رفع ذراعه. قمت أنت بتكوين شبكة من الوشاة كالتي يصنعها طغاة العالم الثالث.. الكل يراقب الكل. وكل عاملة مكلفة بأن تعرف آخر ما قامت به زميلتها قبل أن ترحل.. هل هناك من يبقى في المول وحده بعد انصراف الآخرين؟.. لا شيء..


أنا أفهم هذا.. وأكون شاكرًا لو كففت عن النظر إلى سكرتيرتي كلما دخلت الغرفة.. لا يعني هذا إنني أغار عليها، لكنه يشعرني بأنك تتجاهلني، دعك من أنه يعطيني فكرة سيئة جدًا عن أخلاقك، وهي الفكرة التي تزداد قوة كلما رأيت عينيك المحتقنتين وشاربك الرفيع وذلك الفم المفتوح الذي يتصاعد منه دخان السجائر كما يتصاعد غاز الميثان من مستنقع..


هنا فقط خطر لك أن تشغل الدائرة التلفزيونية المغلقة لتسجل ما يحدث ليلاً..
بيني وبينك هي فكرة مرعبة.. كابوس يطاردني طيلة حياتي هو أن أرى ما يحدث في شقتي المظلمة الخالية المغلقة أثناء سفري.. ماذا يدور فيها بالضبط؟


أنت قمت بتشغيل عدة كاميرات من التي تراقب العملاء، وكلفت رجل الأمن السهران أمام الشاشات بتسجيل أي شيء غريب يراه دون تدخل.. إن الإضاءة الليلية في تلك القاعات خافتة مرعبة تجمد الدم في العروق، لكنها تسمح برؤية صورة معقولة..

هذا هو الشريط إذن.. هذا ما صورته الكاميرات أمس...


فلنر معًا...
يتب

 
 

 

عرض البوم صور عهد Amsdsei   رد مع اقتباس
قديم 17-03-12, 07:31 PM   المشاركة رقم: 15
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري


البيانات
التسجيل: Jul 2007
العضوية: 32680
المشاركات: 18,283
الجنس أنثى
معدل التقييم: عهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسي
نقاط التقييم: 9761

االدولة
البلدYemen
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
عهد Amsdsei غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : عهد Amsdsei المنتدى : روايات أونلاين و مقالات الكتاب
افتراضي

 
دعوه لزيارة موضوعي

بعد الثانية صياحاً الحلقة الثانية

اقترب يا أستاذ مراد
التوقيت على الشاشة يدل على الثانية والنصف وخمس دقائق صباحًا.. ماذا نراه هنا؟..

هناك فتاة.. فتاة لا أرى وجهها ولا ملامحها، لكنها تتقدم بحركات متصلبة بطيئة لتعبر الكادر.. انتظر.. سوف أثبت الكادر وأكبر ملامحها.. هل ترى؟.. سأزيل الضوضاء البصرية قليلاً.. هل تعرف هذا الوجه؟.. لا.... بيني وبينك أعتقد أن هذا ليس وجهًا بشريًا على الإطلاق.. أقرب لوجه دمية من الدمى التي تضعون عليها الثياب في المحلات..

إنها تدور.. تواجهنا.. لحظة.. أرى شخصًا آخر يتحرك.. إنه ذلك الموديل الذي كان في ركن المكان.. يتحرك بنفس الحركة المتخشبة..

هذه المانيكانات حية إذن.. بصراحة لا أعتقد أن هذه خدعة جرافيكية ما.. أليس هذا ما تريد معرفته؟.. أمن أجل هذا جئت تطلب رأيي؟

لا توجد حيلة.. ليس هذا تحريكًا بإيقاف الكادر Stop motion.. في بدايات السينما العالمية عرض الفرنسيون على العالم فيلمًا اسمه (بيت الأشباح) يظهر أكوابًا وأطباقا تتحرك تلقائيًا، وقد حير هذا الأمر الأمريكيين الذين راحوا يبحثون عن خيوط خفية.. في النهاية عرفوا مبدأ التحريك بإيقاف الكادر.. حرك الكوب ملليمترًا ثم التقط صورة.. حركه ملليمترًا آخر والتقط صورة.. عند عرض الفيلم يبدو الكوب حيًا.. لكن هذا ليس الحال هنا..

تفسيري؟.. تفسيري الوحيد هو أن هؤلاء أناسٌ متنكرون كالدمى.. هناك قصة قرأتها قديمًا عن لصوص تنكروا كدمى وظلوا ثابتين حتى أغلق المتجر أبوابه. أرى أنه لا بد من أن تفحص هذه التماثيل في الصباح. تقول إن شيئًا لم يسرق من المول ليبرر هذه الخدعة؟

لا أعرف.. كل ما أستطيع قوله هو أن هذه الصور أصلية تمامًا.. هل هذا كل شيء؟..

لا؟.. تقول أن أنتظر حتى الدقيقة 2:46؟.. ماذا فيها؟

إن عددهم يتزايد وهم يتحركون في كل اتجاه.. في الواقع يبدو أن المول واقع تحت غزو هذه الدمى. مشهد كابوسي مريع.. لا أحب أبدًا أن أجد نفسي بينهم..

ولكن.. هناك جوار قاعدة الدرج أرى هذه البقعة الضوئية.. ماذا يحدث؟.. إنها تزداد وضوحًا.. أرى الشكل الخارجي يظهر.. إنها فتاة.. سلويت فتاة رقراق شفاف.. برغم كل شيء يمكن أن أرى موضع العينين والفم.. إنها تستطيل وتفرد ذراعيها.. هذا تجسد..

لا.. لا أعتقد أن هناك أي عبث بهذه الصورة. لا تعتقد أنك ضحية خدعة ما. ما تراه هو الصورة ذاتها.


ما هذا؟.. لا أعرف.. يذكرني بتجسد الإكتوبلازم في تجارب تحضير الأرواح. إن شبكة الإنترنت تعج بصور كهذه لكنها جميعًا زائفة، أما هنا فأنا فعلاً لا أعرف ما أعتقده.. لو سمحت لنفسي بالتعبير فأنا أعتقد أن هذا شبح.. لا أجد تفسيرًا آخر..



هذه ظاهرة غريبة.. لكن دعني أقل شيئًا: أنا لست طفلاً يا أستاذ (مراد) وإنني لأرى في نظرات عينيك أنك تعرف أكثر بكثير مما تقول.. لنقل إنك لست مذعورًا بما يكفي.. لست مصدوًما بما يكفي.. أن للمشهد خلفية عندك..

أراك تريد الكلام.. هلم.. تعالي يا (شاهنده) وقدمي لضيفنا بعض المياه الغازية الباردة.. هيا.. حاول أن تكون صريحًا معي كما يجب على كل إنسان أن يكون صريحًا مع مصمم الجرافيك الخاص به.. ماذا تقول؟

أقول إنني أعرف مصدر هذا كله.. هناك من مات في هذا المول.. لم نجد الجثة قط، لكن الكل يجمع على أن حالة وفاة مرعبة حدثت هنا.. نحن لا نحكي هذه القصة علنًا، فهي مضرة بسمعة المول، لكن ما يحدث ليس له تفسير آخر.. أنا طلبت رأي من يفهم هذه الأشياء وقال لي إن حالات الوفاة التي يصحبها عنف تترك الكثير من الطاقة النفسية في مكان الوفاة.. هذه الطاقة تتردد كما الصدى بلا توقف.. طاقة تحرّك وتُحدِث جلبة وتتجسد أحيانًا.. فقط كنت آمل أن تؤكد لي أن الشريط ملفق وأن هناك من يريد العبث بي

اطمئن من هذه الناحية!.. لا أحد يعبث بك على الإطلاق.. سوف تحكي لي هذه القصة بالتفصيل، وفي الوقت ذاته أريد أن ترتب لي السهر ليلة في هذا المول.. وحدي!.. نعم.. أنت لم تخطئ سماع ما أريد!

يتبع

 
 

 

عرض البوم صور عهد Amsdsei   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
احمد خالد توفيق, روايات, قصص
facebook




جديد مواضيع قسم روايات أونلاين و مقالات الكتاب
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 02:59 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية