كاتب الموضوع :
نيو فراولة
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
في الصباح بقيت تعمل في المحل وتتقبل التهاني وترد على بعض الأسئلة حول الخطوبة وملابساتها ، حضر ادوار ومعه كلبه سايكس وكانت تطعم قطتها بعض الحليب.
" أهلا ادوار( لم تنظر اليه) القطة جام افضل بكثير ، شعرها يلمع وهي أسمن".
" هذا طبيعي لكثرة الطعام الذي تقدمينه لها يوميا ، أراهنك انها لم تحاول إصطياد فأرة واحدة منذ ايام( نظر الى شحوبها والسواد المحيط بعينيها ولكنه لم يعقب)".
" إنها جائعة دائما ( مرت بيدها على ظهر القطة بحنان ) كل حي يتمنى لمسة حنان وعطف".
تبعت أدوار الى المكتب وهي قلقة حول ما ستقول لوالديها على الهاتف .
" تعالي نصعد الى الشقة لتتصلي باهلك من هناك ، سيكون الأمر اسهل وتشعرين بحرية أكثر ، يستطيع رون مان ان يتولى شؤون المحل في غيابك".
عندما دخل شقته خلع سترته وحلّ ربطة عنقه وقال:
" هل لديك مانع ان أغيّر ثيابي واستحم بينما تصنعين لنا الشاي يا فتاتي الطيبة ، سأدخل الحمام وآخذ دوشا ثم اغير ملابسي".
دخل بسرعة الى غرفة النوم وترك الباب مفتوحا قليلا بينما دخلت اليانور المطبخ تحاول ان تتدبر أمرها بصعوبة ، كانت تسمع حركته في غرفته ، يفتح درجا ويغلق آخر وصوت الماء يتساقط ... اصوات عادية لحركته الطبيعية في شقته ، إنه يرتاح كليا في محيطه ، وقفت في المطبخ تنتظر الماء ليغلي ، سمعت رنين الهاتف ، ومن الطبيعي أن رنينه لم يصل لسمع أدوار وهو تحت ماء الدوش ، رفعت اليانور السماعة مترددة ، سمعت صوتا أنثويا يقول:
" أدوار.... اريد أن أكلمك".
كان صوت فيليستي ، عرفت اليانور على الفور وقالت بهدوء:
" آسفة ، ادوار يأخذ دوشا في هذه اللحظة ، هل تودين أن تتركي له رسالة ام ترغبين ان اطلب منه أن يتصل بك".
سحبت فييليستي نفسا عميقا ثم اقفلت السماعة دون ان تنبس ببنت شفة.
اعادت اليانور السماعة ببطء وعادت الى المطبخ وحملت صينية الشاي الى غرفة الجلوس ، دخل أدوار لامع البشرة ولا يزال شعره مبللا ، وضع سترته على ظهر الكرسي ثم شرع يلبس ساعة يده.
" ادوار ، بينما كنت في الحمام رن جرس الهاتف ، كانت مخابرة لك".
" نعم".
" أعتقد أنها فيليستي ولكنها اغلقت السماعة ..... عندما سمعت صوتي".
تجمّد أدوار لحظة وصمت دون كلام وسرح في التفكير ثم قال:
" كنت أريد الإتصال بها اليوم ، سأفعل في وقت لاحق ، هل إتصلت باهلك ( رفع حاجبيه مستفسرا) هل كانت المكالمة صعبة كما توقعت ".
" لا ".
" هل أنت واثقة ، الحمد له إنتهت معضلة صعبة ، وماذا إستنتجت؟".
حملت اليانور فنجان الشاي ومشت حتى النافذة وقد أدارت ظهرها له ونظرت الى الخارج وبدأت تتكلم ببطء شديد وهي تتعثر بالكلمات ...لقد رتبت كلماتها وأعادتها في فكرها عدة مرات ، قالت:
" إكتشفت من حديثي مع أهلي ان ما حصل ليس بفعل شخص واحد معين بل بفعل سلسلة من الأحداث كلها مترابطة ، طبعا بدأت القصة مع شقيقتي كاتي ، ثم آل سلايد والروابط العائلية بينكما ، كان يمكننا أن نتصرف مع مارغو سلايد ... لكنك رفضت دلك يا أدوار...".
" وافقنا على ذلك سوية ولا يفيد الان اللوم أو تبادل الإتهامات بيننا".
سحبت اليانور نفسا عميقا وأكملت:
" أتذكر أنك قلت لي : إنني حرة ، يمكنك إخبار كاتي بأمر الثمانين جنيها، فكرت بالأمر ووجدت أنه من الأفضل إعلامها بالحقيقة ، كنت ممنونة من مساعدتك ورايت من واجبي إعلام كاتي بالشخص الذي نقذها من ورطتها في محنتها.... وإعتقدت انها بالنهاية ستعرف الحقيقة ولن تخفى عليها طويلا ... وقلت انك لا تريد منها شكرا ( نظرت اليه اليانور ورأته إستلقى على الكرسي وظهره الى الوراء وقد أغمض عينيه وهو يفكر بما يسمع فاكملت) كان عليّ ان اشرح ما حصل بتفصيل أكثر.... لم اذكر لهم انني أعمل عندك لأسدد الدين ، ربما كنت على خطأ ولكني إعتقدت ان على كاتي أن تفكر بتسديد الدين ولو بعد فترة ولذلك قلت لها أنه من سبب للعجلة ... نحن آل فارس على شيء من المحافظة في تفكيرنا.... وبعد أن إرتاحت كاتي لحل مشكلتها إعترفت لوالديها بكل شيء...".
" يا الهي ، ولماذا لم تخبرهم بالأمر منذ البداية؟".
" إعترفت بالحقيقة ولكنها لم تطلب مهم مالا....".
" أكملي ، اين الخطا ؟".
" ربما يصعب عليك الفهم ، عليك أن تتخيل نفسك فردا من آل فارس يعيش عيشة بسيطة ، دخل والدي بالكاد يكفي لسد الحاجات الضرورية في الحياة( عبست وهي تفتش عن الكلمات الصحيحة) ثمانون جنيها بالنسبة الينا مبلغ كبير ولا يمكن لأحد أن يهب هذا المبلغ بدون مقابل ، وإعطاؤك المال لي يعتبر بادرة فريدة ولا يبررها إلا شيء وحد، أنك تحبني...".
" أكملي ، انا أعتبر الان نفسي فردا من عائلتك...".
" لا يوجد الكثير لقوله.... أنتظروا ان أخبرهم عن حبي في رسائلي لهم ... وحين لم أذكر أي شيء من هذا القبيل ، كتبت والدتي تستفسر من والدتك....".
" صحيح؟".
" ربما ذهبت والدتك وإجتمعت بمارغو سلايد تستفسرها حقيقة الشائعة التي اطلقتها، ثم إتصلت والدتك لوالدتي واكدت لها الفكرة بناء لشائعة مارغو.... ومن هنا كلمة ومن هناك حادثة وتمادت والدتك...".
" نعم ، أرادت ان تجبر العصفورين الحبيبين على التصريح بحبهما بطريقة لا تقهر...... وقد برهنت عن نجاح خططها".
نهض أدوار وفتح حقيبته الموجودة على الطاولة وقال :
" لسنا في وضع أفضل بعد أن إكتشفنا بعض الحقائق والملابسات ....ربما نشعر ببعض الراحة الفكرية ونخفف من الأسئلة ..... لقد إتضح الأمر الآن ( كان يتكلم ساخرا ، أخرج من حقيبته علبة صغيرة ) أقدم اليك خاتم الخطوبة ، ساعدتني في إختياره فانيسا وأتمنى أن يكون قياسه مناسبا".
د يده بالعلبة اليها ، نظرت اليانور الى العلبة فزعة وقالت:
" لا اريده ، لم أعتقد أن هناك خاتم خطوبة".
" إذا قبلت بالخطوبة فلا بد من إرتداء الخاتم يا اليانور ، أنت تعرفين شدة حرصي على المظاهر وتقيّدي بالأصول المعترف بها ، لقد وافقت ولا يمكنك ان تعارضي على شيء سخيف كخاتم الخطوبة ، ( حمله بين يديه وقال) أظن انه سيروقك ، حجر كريم من الياقوت الحمر في إطار أثري قديم ، والياقوت يناسبك ، لم يكلفني كثيرا ( أضاف بسرعة) ولا تحملي ضميرك الشعور بالذنب من أجل حسابي في البنك ، أنا أفهم ان المال بالنسبة اليك شيء مهم...".
" ماذا تقصد؟".
"عرفتك منذ أسابيع وبدأت أتعلم طرقك ومشاعرك ، انت تحبين الأشياء الجميلة ولكن رأي الناس باخلاقك له أهميته.... أنت لست مبذّرة ( دفع الخاتم في أصبعها ونظر اليه في يدها ) إنه يناسبك وقياسه مضبوط ، هل أعجبك؟".
" إنه جميل جدا( نظرت الى يدها والياقوتة تشع بألوانها الفرحة) لماذا إخترت الياقوت".
" أوه( ترك يدها ومشى دون إكتراث وقال) هناك كثر من مثل في سفر الامثال يتناول الياقوت والآلىء .... وربما تاثرت بلون ثوبك الأحمر.... لكن يمكنني ان أبدله".
" لا ، احببته كثيرا، ثم.... لا لزوم لتغييره أعني انني لن البسه لفترة طويلة.... اليس كذلك؟ هو لا يعني .... لي.... شيئا...".
" تماما".
" أدوار ، هناك شيء آخر يجب ان تعرفه، بعد ان عرف والدي بامر الثمانين جنيها شرع بإيجاد وسيلة لتوفير المال وإرساله اليك ولكن كاتي اقنعته بالإنتظار حتى يسمعوا مني الأخبار ،( تردد قليلا ثم وافقها الرأي.......)وحين شرحت له عن عملي عندك.....إرتاح ، إنه يشكرك ، سيتصل بك والدي هذا المساء ... هل ستتكلم معه يا ادوار؟".
" طبعا ، ساتكلم معه كما ينتظر مني ( نظر الى ساعته ) هيا بنا الى المنزل ، سأنتظرك لترتدي ثوبك الأحمر ونذهب لنأكل في مطعم ، أعتقد أنك لم تتناولي أي طعام اليوم ، سنذهب الى مطعم فرنسي من فانيسا وهيومرافقتنا ، نتظاهر باننا نحتفل بمناسبة خاتم الخطوبة..... ما رأيك؟".
إذا قرر ادوار القيام بعمل ما فإنه يتقنه ويتابعه للنهاية....
|