كاتب الموضوع :
نيو فراولة
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
أمسك أدوار بها من الخلف ووضع ذقنه على شعرها بحنان ، أحس بها ترتجف بين ذراعيه بإرتباك واضح ، قال:
" ما الأمر يا اماه؟".
قالت فانيسا بمكر:
" لقد خدعتماني ، أنت تتكلم عن قدرتها وكفاءتها في العمل وهي تصرح لي بأنها تخافك... هل يبدو عليها الخوف منه يا أماه؟".
قالت إيف بإبتسامة:
" طبعا لا ".
ودت اليانور ان تضحك ضحكة هستيرية .... أنهم لا يعرفون شيئا عنها ، قال أدوار:
" اريد أن أتحدث مع اليانور على إنفراد".
قال السيد مانسل:
" نعم يا بنيّ .... لا أحد يريد ان يؤثر عليك ( إستدار نحو زوجته التي كادت تطير من فرحها وقال يخاطبها ) إذا كانا لا يرغبان في إعلان الخطوبة هذه الليلة فسنذعن لإرادتهما ، اليس كذلك يا إيف؟".
قال أدوار:
" تعالي يا حبيبتي".
يداه دافئتان حولها ولهجته مطمئنة ، مشت كأنها نائمة ونظرات الإستفهام تطاردها ، قادها أدوار الى غرفة صغيرة جانبية كانت معدة لإستلام الهدايا بمناسبة عيد ميلاد فانيسا ، دفعها الى داخل الغرفة بسرعة وقساوة واغلق الباب بلطف وقال بلهجة غاضبة:
" أهنئك.... متى ستتم الفرحة الكبرى ؟".
" ماذا حصل؟ ماذا يعتقدون.......؟".
" كنت آمل ان تطلعيني على ما يدور حولنا....".
" لا يمكنني .... أنا لا اعرف ماذا حصل".
كادت تختنق بكلماتها من شدة غيظها.
" يصعب علي تصديق ذلك ، كل شيء يبدو جاهزا... لا يمكن تجاهل التخطيط المحكم".
" ربما... ولكنني لم أخطط لأي شيء ".
صرخت غاضبة وامسك بها ادوار بقساوة وهزّها هزا عنيفا.
" يا الهي ، لقد قمت بهذا الدور معك من قبل....لقد تكرر الوضع مرتين.... غير معقول، لو كنت واثقا بانك أنت السبب.... لكنت....".
توقف عن الكلام وزفر زفرة مريرة.
" أنت على حق ( شحب وجهها وكادت تسقط مغميا عليها) أتمنى لو تبقى يداك بعيدتين عني".
تركها أدوار مجبرا وقال:
" لا استطيع ان أعدك بذلك ، كانت ردة الفعل عندي أن أهزك لاخرج روحك من فمك.......".
" شكرا ( حاولت أن تفرك ذراعها مكان قبضته القاسية) وماذا ستفعل الآن؟".
" ماذا تقترحين؟ أجعلي قرارك مقتضبا واسرعي في كلامك حتى لا يعتقدون أننا تزوجنا وهربنا لنمضي شهر العسل".
" كان بإمكانك ان تنفي الإشاعة.... نعم... لماذا لم تفعل؟".
" يا فتاتي العزيزة ، هناك مواقف لا يمكن التحكم بها وهذه منها ، هل تؤمنين حقا ان بإستطاعتي نفي الإشاعة اصلا ولم أفعل ؟( ضحك بسرعة ومر بيده على شعره) لقد أخبرتني والدتي بوضوح أنها إستقت معلوماتها من مصادر موثوقة ( أكمل ساخرا يؤكد لها صدقه) ومصادرها هي صديقتها الحميمة كونستانس فارس نفسها".
صعقت اليانور وهي تسمع أقواله وإكتسى وجهها بحمرة قانية وقالت:
" والدتي؟".
" نعم إنها والدتك( كان يحدق بوجهها ليرى ردة فعلها عن كثب) لا يمكنني أن أخاطب حماة المستقبل وأقول : ( أنها كذّابة ... ولا يمكنني الان ان أتكهن بطبيعة العلاقة بينا ( أشعل سيكارة وهو يراقبها بدقة) هل تفهمين المأزق الذي تورطنا فيه ، يبدو انك خرست كليا... هل تعتقدين أنني أصدق انك لا تعرفين أي شيء عن هذا الموضوع _ مثلي تماما ...".
" صدق أو لا تصدق ولكن هذه هي الحقيقة ولا يهمني رايك.... كم مرة علي ان اقول لك صراحة أنني أكره ان يرتبط إسمي بأسمك أو بمالك... بالنسبة الي أنا لا أهتم بك ولن يغريني مالك بالزواج منك".
" يسرني سماع ذلك".
" إنني ارثى لحال الفتاة التي سترضى بك...".
" أشعر بعدواوة طبيعية ونفور عندما أجبر على وضع لم اختره بنفسي ".
ران صمت ثقيل بينهما ، كانت عيناه الزرقاوان تحدقان بعينيها العسليتين في إستفهام واضح.
" هل لديك فكرة عملية يا أدوار؟".
" لنخرج من هذا المأزق بسهولة ... كلا يا عزيزتي اليانور... كل ما نستطيع أن نفعله الآن ان نخرج اليهم ونوافق على اعلان الخطوبة ".
" أنت لست جادا جدا فيما تقول ؟".
" بلى ، إنني اعني ما اقول".
" نعلن الخطوبة أمام هذا الحشد من المدعوين... هل هذا افضل إقتراح لديك؟".
" انا مستعد لسماع إقتراحك لقد فكرت كثيرا بالأمر ، عليك أن تتذكري أن والدتي القت قنبلتها وهي تقف وسط مجموعة كبيرة من الأهل والأصحاب... حتى لو لم نعلن الخطوبة هذه الليلة فالجميع سيعرفون بأمرها فانا صيد سمين !".
" لا أعرف لماذا يعتقد الجميع ذلك".
" ولا أنا ايضا يا عزيزتي ، ربما برأي البعض أنك أنت الصيد السمين وأنا سعيد الحظ".
" يمكنني أن أستغني عن سخريتك ونكاتك اللاذعة.... اشكرك ، كما اتمنى أن تكف عن مناداتي بفتاتك العزيزة ... أنا لست كذلك ولن أكون أبدا .... استغرب كيف إستطعت ان تتملص من شبكة الزواج لكل هذا الوقت.... وكيف تقع الآن في الفخ بهذه السهولة".
" هذا ما يثيرني حقا.... اريد ان أخنق مارغو سلايد اللعينة .... واما شقيقتك المجنونة....".
" إنها ليست مجنونة ابدا ، أنت بنفسك قلت ان الإشاعة ستموت".
" كان تفكيرك خاطئا.... لقد إحترقت أنا باللهب".
" إياك أن تتكلم معي هكذا... لو أن والدتك تريثت وسالتنا اولا....ربما هي التي رتبت كل الخطة".
" كم أنت بريئة وبسيطة ! صحيح أو واالدتي تحاول تزويجي منذ أكثر من خمس سنوات .... ربما هي التي إقترحت على والدتك الأمر : ما أجمل أن يقع إبني أدوار بحب إبنتك أليانور".
كان يقلد والدته ونظرت اليه اليانور فزعة ومستغربة وقالت:
" أنت تخترع هذه القصة ، لا يمكن لوالدتي أن تقبل...".
" ولكن والدتي تفعل ذلك ببساطةوعن حسن نية....".
" هذا لا يحتمل ، علينا أن نواجههما بالحقيقة ، لن نقبل".
" هيا لنخرج الى الوجوه التي تنتظرنا ، ساراقب الجميع وافهم خبايا اللعبة".
" كف عن التمثيل ، أنت تعرف أنني لا استطيع مجاراتك".
" صحيح ، ولكن تمسكي بذراعي وإبتسمي ، من المفروض اننا خطيبان سعيدان نعيش حلما ورديا ، وإذا كان وجهك على هذا النحو سنفشل منذ البداية ، سيعتقدون انني أضربك منذ الآن".
" هذا ليس وقت المزاح ، يجب ان نجد مخرجا لائقا".
" لا يبدو ذلك ممكنا".
" ولكننا على خطأ".
" هذا اكيد ، إنه خطأ كبير... إلا إذا كنت تفضلين ان نجعل من العائلتين مضحكة إجتماعية ومثارا للسخرية والأقاويل ، سنعيش التمثيلية الهزلية لبضعة اسابيع فقط... ثم تخبرين العالم كله أنني شاب حقير خسيس متعال واناني وما شابه من الصفات ، سيصدقك الجميع( رفع حاجبيه ساخرا) يمكنك ان تصفيني بما ترغبين ، لن يلومك أحد ، هل انت مستعدة للشجار...".
فتح الباب لها وخرج وإياها ثم تمتم في اذنها يذكّرها:
" عليك أن تقومي بدورك في التمثيلية على اكمل وجه".
" ماذا تقصد؟".
" نحن الآن نعيش قصة حب ( قال متهكما ) وكيف يمكن أن يحصل ذلك لي؟ كم تهربت في السابق من سوق الزواج... سيعتقدون أنك غالية الثمن... حقا ان المودة مفقودة بيننا".
سحبت اليانور ذراعها من قبضته وقالت حانقة:
" افهم شعورك تماما".
" لا تهتمي ( إبتسم بطريقة ساخرة ) انا مشهور بانني أستطيع أن اتحكم برباطة جأشي وتوازني في أحلك اللحظات ، أكتفي منك بهذه الليلة ، ببعض النظرات المحببة".
|